بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يناير 2010

تدمير تراث العراق وتصفية علمائه (الباب الثاني)

الباب الثاني

علماء العراق في ميزان الأهداف الأميركية والصهيونية

الفصل الثالث
من هم العلماء العراقيون
1-التعريف من الناحية التقنية:
«المعرفة العلمية (scientifique) أعلى درجات المعرفة، وهي التعقل المحض، والمعرفة الكاملة»، و«العلوم التطبيقية (sciences appliquees) هي التي تطبق العلم النظري لبلوغ غايات عملية معينة، كعلم الكهرباء الصناعية، وعلم الاقتصاد الزراعي... فهما علمان فرعيان يطبقان قوانين العلوم النظرية المقابلة لهما»، و«العلوم الإنسانية (sciences humaines) هي المسماة بالعلوم المعنوية، وتبحث في أحوال الناس، وسلوكهم، أفراداً كانوا أو جماعات، كعلم الأخلاق وعلم الاجتماع...»، و«العلمي (scientifique) هو المنسوب إلى العلم: تقول المعرفة العلمية، والروح العلمية (esprit scientifique)، ويُطلق هذا الاصطلاح الأخير على العقل المُنظَّم الواضح الذي لا يُسلِّم بصدق حكم إلاَّ بعد تحقيقه، والتدقيق فيه، وإقامة البرهان عليه».
وإن استخدام العلم في الاصطلاح الحديث مقابل الأدب، الذي أدِّى إلى انقسام الكليات إلى «علمية» و«أدبية»، «لا يخلو من الاضطراب، لأن بعض الدراسات الإنسانية التي تتم في كليات الآداب، تميل إلى الاتصاف بصفات العلوم الصحيحة». «فالعلم العقلي، هو ما يحصل بالنظر والتأمل، ويُسمى النظري، والعملي هو ما يحصل بالعمل والتجربة»( ).

2-التعريف من الناحية الإيديولوجية:
هل العالم مثقف أم غير مثقف؟
العالِم بتعريفه التقني يضع جهوده في خدمة العلوم المجردة، فالمقياس عنده العمل على تقدم العلم وتطويره. وبالتالي ليس لتطوير العلم والمعرفة وطن ولا طبقة، ولهذا لا يُعنى العالِم، بتعريفه التقني، كيف ومتى وأين تصب نتائج جهوده ونتاج علمه، فهو إذاً مثقف إنساني علمي مجرد.
وانطلاقاً من ذلك، ولأن الكون منقسم إلى أمم وطبقات، ولأن هذا التقسيم يفرض تناقضاً بين المصالح، ولأن العلماء منتشرون بين شتى الأمم والطبقات، كان لا بدَّ من أن نولي تعريف المثقف عناية. وهنا يستحضرنا السؤال: ما هي مضامين تعريف المثقف؟
يندرج تحت هذا التعريف نوعان من المثقفين:
-الأول: المثقف العام الإنساني في أهدافه، كونه عضواً في المجتمع الإنساني.
-والثاني: المثقف المُلتصق بأهدافه الخاصة، أي أهداف أمته أو مجتمعه الوطني، كونه عضواً في أمة لها خصوصياتها وفي طبقة لها مصالحها.
مبدئياً، كل إنتاج علمي يخدم البشرية كافة. وليس من العدالة أن يتم احتكار نتائج العلم لمصلحة أمة دون أخرى، ومصلحة طبقة دون أخرى. هذا من حيث مبدئية أن الكون وُجد لمصلحة كل البشر. أما واقعياً فإن السائد، عرفاً وواقعاً، أن هناك احتكاراً له، ولم تشذ عن هذا الواقع والعرف أية مرحلة من مراحل التاريخ. وهذا يفرض مبدأً واقعياً أيضاً مضمونه: أن يستفيد من علم كل عالم أبناء أمته وطبقته أولاً، وهذا لا يحول دون أن تستفيد الأمم الأخرى من علم أي عالم بغض النظر عن هويته القومية أو الدينية أو الطبقية. وكل عالم يوظِّف نتاج علمه في غير مصلحة أمته أو طبقته فيكون كمن «يخون وطنه وطبقته» كما عبَّر جان بول سارتر عن هذه المعادلة.
فعلى العالم بناء على هذه المقدمات أن يكون مثقفاً ثقافة وطنية وطبقية لكي تكتمل صفاته كمثقف إنساني مجرد. فتتكامل في تعريفه شروط إنسانية ثقافته مع وطنيتها وطبقيتها.
استناداً إلى هذا التعريف، نتساءل:
-هل يمكن اعتبار «علماء العراق»، هم علماء عامين، ومثقفين وطنيين معاً؟
-ما هي طبيعة تصنيف ثقافتهم، هل هي مواصفات إنسانية عامة؟ أم لها مواصفات وطنية وطبقية خاصة؟
مما لا شك فيه أن كل نتائج العلم تصب في مصلحة البشرية جمعاء، ونتائج أبحاث علماء العراق لا تشذ عن هذه القاعدة، فالعالِم العراقي هو مثقف إنساني.
كما هو مثقف وطني قومي عربي من جهة، وطبقي يضع نتاج علمه في مصلحة الطبقات كافة من جهة أخرى، أما الأسباب فهي التالية:
-إن الشركات الكبرى، في الدول ذات الاتجاهات الرأسمالية، تُموِّل تعليم وتأهيل المُميَّزين من العلماء، وتربطهم بعقود وقيود، تصل إلى حدود وضعهم في شروط سكنية وحياتية واجتماعية تحكم فيها مراقبتهم. أما السبب فهو الحؤول دون تسريب نتائج أبحاثهم وخبرتهم إلى غير مصلحة تلك الشركات. ولقاء ذلك يتحول العالِم في هذه البيئة إلى موظَّف عند شركات بحيث يخدم علمه ونتائج أبحاثه، ليس أمة بكاملها، بل مصلحة طبقة واحدة في تلك الأمة فقط.
-أما العالِم العراقي، فقد كان النظام الوطني في العراق هو الذي يسَّر سُبُلَ إعداد وتأهيل العلماء في الاختصاصات كافة ضمن خطة استراتيجية يتم فيها توظيفهم في خدمة العراق والعراقيين، كما يتم توظيفهم في خدمة العرب والعروبة()، ويتأكد هذا الأمر، مع العلم أن أية جهة صديقة أو معادية لم تستطع أن تثبت العكس، من أن للنظام الوطني في العراق إيديولوجية وطنية وقومية واشتراكية، وهي أيديولوجيا حزب البعث العربي الاشتراكي، يناضل من أجل مصلحة المجتمع الوطني والقومي بكل تكويناته، كان يعمل على تطبيقها في العراق، الأمر الذي يجعلنا نؤكد أن العالم العراقي يجمع بين صفته الإنسانية العامة، وصفته الوطنية والقومية والطبقية الخاصة.
لا يمكن وصف مشروع علمي بالعلمية إلاَّ إذا كان يستند إلى طبقة من العلماء يشكلون البوصلة الأساسية، التي بالإضافة إلى أنها تضع أسسه وخططه، فإنها تكون أمينة على حسن تطبيقه أيضاً. وفي هذا المجال كانت للنظام الوطني في العراق قبل الاحتلال رؤية استراتيجية في تحضير البنى العلمية التحتية لتخطط لمشروع التغيير في العراق على المستويات النهضوية، التي تعتمد على أسس ثلاثة:
-تأسيس بنى علمية تنهض بالجوانب الانتاجية الصناعية والزراعية، وتحفظ ثروات العراق الطبيعية، وتستثمر عائداتها على أفضل ما يمكن من شروط الاستثمار.
-تأسيس بنى علمية تنهض بمستوى المواطن العراقي وتأهيله بالتربية الاجتماعية والأخلاقية، وتوفر له الخدمات، بكل أنواعها، تبدأ من ورشة القطاع الخدماتي من صحة وكهرباء وماء وطرقات، ووسائل مواصلات، وتنتهي عند توفير كل وسائل البنى المعرفية في التربية والتعليم...
-تأسيس بنية عسكرية دفاعية عن العراق تكون قادرة على حماية الدولة العراقية من كل اعتداء خارجي، بما يتطلب الأمر من تأهيل الكادر العسكري الكفء مهنياً، والمؤهَّل وطنياً للقيام بمهمته الحقيقية، وبما يتطلبه الأمر من استقلالية في إنتاج السلاح الضروري وضمان الحصول عليه من الإنتاج الذاتي، وكسر الاحتكارات الأجنبية، التي لن تعطي للدول الأخرى إلاَّ نوعية متخلفة من السلاح وبكمية لا تشكل سلاحاً دفاعياً فعالاً، أما السلاح الهجومي فهو من المحرم بيعه إلاَّ للدول ذات الارتباط الموثوق بمصادر الأسلحة المتقدمة().
ولهذا يصح أن نصف عملية التكامل بين نتائج شتى اختصاصات العلوم، من إنتاجية مادية توفر أفضل الخدمات للمجتمع، إلى إنتاجية ثقافية إنسانية تحفظ أسس التواصل التربوي والمعرفي وتدفعها إلى تغيير تصاعدي مستمر، إلى إنتاجية عسكرية دفاعية بكل مفاصلها، بأنها عملية مركَّبة ومعقدة ومُكلِفة، في مجتمع عراقي كان يغرق،، قبل ثورة 17 – 30 تموز من العام 1968، في كل متاهات الجهل والتخلف.
فكل صاحب اختصاص علمي، وكل صاحب كفاءة سياسية وإدارية، وضع جهده في تأسيس البنية التحتية للمشروع النهضوي في العراق، يكون قد أسهم بشكل أو بآخر في ورشة التغيير فيه، ويكون قد بنى مدماكاً في هرم الإنجازات النهضوية الكبرى، وخاصة منهم الذين اكتنزوا العلوم على درجة كبيرة من الرقي النظري والتطبيقي، نضعهم كلهم في قائمة علماء العراق الذين نبحث في هذا الكتاب مأساتهم.
علماء العراق هم الذين أخلصوا لمجتمعهم العراقي، ووظَّفوا نتاج جهودهم لمصلحة مجتمعهم، وهم الذين وظَّفوا نتاجهم من أجل حماية وطنهم.
وتكتمل الصورة لدينا إذا قمنا بتعريفهم من خلال ترابط موقعهم كعلماء بموقعهم كمثقفين. إن هذا الأمر يرتبط بمدى فهمنا لمهمة المثقف بشكل عام، وللمثقف العربي بشكل خاص، وللمثقف العراقي بشكل أخص.
فإذا كان علماء العراق، هم علماء المعرفة النظرية والتطبيقية، فهم أيضاً مثقفون وطنيون.
فعالم المعرفة التطبيقية قد يوظف معرفته ويقوم بتأجيرها لمن يدفع الأجر الأكثر، فيبيع معرفته من دون النظر إلى من يبيعها، أما المثقف الوطني فهو من يعي أهمية وضع نتائج معرفته في خدمة مجتمعه الوطني، وهذا العامل هو الذي يحصنه من أن يخون وطنه وأمته ومجتمعه، ويدفعه أكثر لوضع كل معرفته لغرض واحد هو خدمة مجتمعه، بما تعنيه من طبقة أو مجتمع وطني...
أما في المجتمع الرأسمالي، أو بتعريف أدق المجتمع الذي تقوده الشركات الرأسمالية، فتنطلق في تعريفها للعالِم من خلال الأطر التالية:
1-تختار الطبقة المسيطرة اختصاصيِّي المعرفة العلمية التطبيقية، ليقوموا بالوظائف التي تحددها تلك الطبقة ضماناً لمصالحها.
2-تحدد الطبقة المسيطرة النهج الإيديولوجي لاختصاصيِّي المعرفة العلمية التطبيقية، وتحوِّلهم إلى حراس لتقاليدها وعاداتها. وتصنع منهم خدَّاماً تضعهم بتصرفها، وتعينهم كموظفين في البنى الفوقية، وتعطيهم بعض السلطة، لينقلوا قِيَمَها ويقوموا بتعديلها عند الضرورة بما لا يمس جوهر مصالحها. فهؤلاء ليسوا مثقفين، بل هم من العلماء العامين لأنهم يعملون، فقط، على تمرير إيديولوجيا الطبقات النخبوية المسيطرة.
3-تنحصر عملية انتقاء العلماء، غالباً، بأبناء الطبقات الوسطى المُشبَعين بالخصوصية الإيديولوجية للطبقة التي أنتجتهم. وهنا لا بُدَّ من الملاحظة أن الغايات والأهداف التي يعمل لأجلها أولئك الاختصاصيون في غالب الأحيان ليست غاياتهم ولا أهدافهم. ولهذا يعاني الواحد من هؤلاء من صراعات نفسية داخلية، تدفع ببعضهم لأن يطوِّروا فكرهم باتجاه كشف اللا عدالة في النظام الاجتماعي والاقتصادي، وفي الوقت الذي يحصل هذا التحول في اتجاهات أي عالم فلن تبقى الطبقة المسيطرة واقفة على الحياد، بل تتصرف بما يضمن استمرار النظام الذي يحقق مصالحها، لذلك تُبقي مواقع الاختصاصيين تحت رقابتها. أما إذا تمردوا فإنها لا تتورع عن الخلاص منهم، حتى ولو كان عن طريق القتل().
فالمثقف الوطني، إذاً، هو الذي يدرك، بوعي، التعارض أو أحياناً التناقض بين البحث عن الحقيقة العلمية الشمولية والإيديولوجيا المسيطرة. وأن يتحوَّل هذا الوعي إلى ممارسات عملية ووظيفية. فالكشف عن التناقضات الإنسانية في المجتمع هي من إحدى الوظائف الأساسية للمثقف، إذ ذاك يلعب دوره في الصراع الذي يدور بين المتناقضيْن: فهو يعمل على كشف التناقض، ثم العمل في سبيل تعديله ليصب في المصلحة العامة( ).
نتيجة لمفهوميْن متناقضين، بين مثقف ينتمي إلى وطن ومجتمع، أو إلى طبقة مسحوقة ويعمل لمصلحة طبقة رأسمالية، أي إلى دولة توفر العدالة والمساواة بين مواطنيها، ويعمل من أجل مصلحتهم، وبين مثقف ينتمي إلى فكر الطبقات الرأسمالية التي تعمل لمصلحة طبقتها التي لا حدود وطنية لها، فمصلحتها تمتد إلى الحدود التي توفر لها الشروط اللازمة لممارسة استغلالها.
هكذا هي حدود الصراع بين العلماء العراقيين وبين قوى الرأسمال الممثلة بطبقة الرأسمال الأميركي والصهيوني.
فحدود طرفيْ المعادلة تنحصر بين عالم وطني مثقف يعي مصالح وطنه، وعملية شده إلى خارج الوظيفة الوطنية الاجتماعية لربطه بمصلحة الإيديولوجيا الرأسمالية التي هي أعلى مراتب الاستغلال. فإذا ارتضى العالم العراقي أن يخون وطنه وطبقته ومجتمعه وانخرط في خدمة إيديولوجيا الرأسمالية، لقاء جزاءات مادية مغرية، فيصبح من المرحَّب به في حظيرة الرأسمالية ويصبح وفياً لها، ويصبح بالتالي من المؤمنين بأن ديموقراطية الرأسمالية هي نهاية الديموقراطيات الأخرى في تاريخ البشرية، وعند حدودها تُلغى الحاجة إلى أية قيم وطنية أو أخلاقية أو طبقية ما دامت ديموقراطية الرأسمالية تعمل على تحقيق أهداف الرأسماليين ومصالحهم.
على أساس هذه القاعدة نستطيع أن نفسِّر طبيعة الصراع الذي حصل بين النظام الوطني في العراق، الصراع الذي أدى إلى احتلال العراق وإسقاط نظامه الوطني من ناحية، ومتابعة المؤامرة من أجل اجتثاث علمائه الذين أعدَّهم إعداداً علمياً وأخلاقياً ليس لكي يبنوا قاعدة مادية للمشروع النهضوي العراقي فحسب، بل ليكونوا أوفياء لأهداف هذا المشروع أيضاً.
ولهذا لا تكمن المؤامرة في اغتيال علماء العراق، وتهجيرهم، وإرهابهم إلاَّ من أجل نقلهم من ضفة إلى أخرى، من ضفة الوفاء إلى وطنهم ومجتمعهم إلى ضفة الولاء للإيديولوجيا الرأسمالية، ولهذا لم يطبق الاحتلال الأميركي عقوبة الاغتيال والتهجير والتخويف إلاَّ كآخر المراحل التي تعذَّر فيها على المخططين الرأسماليين من إقناعهم للانتقال من الخدمة في هذه الضفة إلى الخدمة في الضفة الأخرى.

3-علماء العراق بنية استراتيجية لمشروع عراقي نهضوي
أ-العقل العراقي في ميزان التطبيق العملي:
العالِم العراقي، هو العقل العراقي الذي أسهم في إنجاز الطفرة النهضوية في العراق على شتى المستويات. فالمقصود إذاً بهذا العقل كل كفاءة وخبرة في مختلف المجالات الإنسانية والعلمية، في الطب، الهندسة، الحقوق، الاقتصاد، الصحافة، الإعلام، الصيدلة، اللغات، الفنون، وغيرها ... سواءٌ أكان يحمل شهادة أكاديمية أم لا. فالكثير من الخبراء أو العقول يحملون شهادة البكالوريوس مثلاً لكنهم من ذوي الخبرات أو المعرفة أو التخصصات الأخرى. ونستطيع القول إنهم الأشخاص الذين يعملون بعقولهم من شغيلة الفكر ممن اثبتوا كفاءة، وكانت أو صارت لهم خبرات علمية أو أكاديمية أو فنية.
وتفصيلاً إن من يتم تصنيفهم كعلماء هم: الأطباء الجراحون والأطباء الاختصاصيون والأساتذة الجامعيون في الحقوق والكومبيوتر والعلوم والإدارة والإحصاء والمحاسبة وغيرها في مختلف التخصصات وكذلك الدبلوماسيون والعسكريون والمهندسون والكتاب والصيادلة والفنانون ممن عملوا في المؤسسات العراقية أو غيرها هم من العقول التي تشكل ثروة وطنية عراقية. وهؤلاء الأشخاص سموا بالعقول لأنهم يعملون بعقولهم من أجل المجتمع ومن أجل سعادة الإنسان العراقي. وتحديداً نرى أن كل عراقي من العلماء، مهما كانت أصوله أو ديانته أو قوميته أو مذهبه هو عقل وطاقة وثروة وقوة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها من الدولة ومن المجتمع( ).

ب-بناء العقل العراقي هدف استراتيجي للنظام الوطني:
إن «ما هو مثبت أن العراق كان منارة للعلوم والتكنولوجيا والتطوير والتعليم في العالم العربي ولكن هذه المنارة انطفأت فور سقوط الدولة العراقية التي فككها مخطط بول بريمر الذي كان صاحب الدور الأكبر في توزيع بذور الانهيار الحضاري في العراق»( ). إذ كان النظام التعليمي في العراق من بين الأفضل في المنطقة العربية، ما رفد البلاد بشريحة أكاديمية ذات مستوى متقدم( ).
ذكر كويشيرو ماتسورا مدير منظمة اليونسكو أن العراق له باع طويل في التعليم والتفوق الاكاديمي بين دول الشرق الاوسط( ). وإن لدى العراق قابليات علمية كبيرة في مختلف الاختصاصات، وخبرات تراكمية بفعل ما صرف في المجال العلمي بيد «الحكومة البعثية السابقة»، وبالتالي فإن هؤلاء هم الثروة الحقيقية للعراق، وهم من بمقدورهم أن يعيدوا ما دُمِّر( ). وكانت البنية العلمية إحدى ركائز نمو العراق وتقدمه، هي البنية العلمية والتقنية التي استطاع بناءها حتى سنة 1980. حيث كان العراق الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت أن توطِّن التكنولوجيا وتربي آلاف العلماء وتدربهم في جميع الاختصاصات العلمية، مما مكنها من بناء قاعدة صناعية صلبة وعريضة( ).
لقد واجه العراق في المرحلة بين (1968 – 1980) مهمة إعداد البنية العلمية التحتية، تلك البنية كانت الأهم في تاريخ التنمية البشرية في العراق، فهو معها استطاع أن يحقق ما سمي في حينه، بالتطوير الانفجاري لكل مناحي الحياة في المجتمع والدولة.
وكان من أهم أهداف استراتيجية البناء العلمي للعراق تقليل الفجوة العلمية والتقنية بين العراق والوطن العربي وبين العالم المتقدم ، من خلال انشاء القاعدة العلمية وبناء المؤسسات العلمية . وربط عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بناء الكوادر الوطنية والقومية القادرة على تنفيذ خطط النهوض العلمي والاجتماعي، وإنجاز المجتمع المزدهر التي سعت ثورة 17 – 30 تموز 1968لتحقيقه.

ج-تأسيس البنى التحتية من أهم إنجازات الثورة العلمية:
-الدراسة الجامعية: شهدت زيادة مقاربة للزيادة التي شهدتها الدراسة في المرحلتين الابتدائية والثانوية. وبلغ عدد الجامعات ومؤسسات الدراسة العليا /54/ جامعة ومؤسسة انتشرت في أرجاء العراق. وتخرج سنوياً عشرات الآلاف من الاختصاصات المختلفة والآلاف من حملة شهادات الدبلوم العالي، والماجستير والدكتوراه.
- الاختصاصات النادرة: استطاعت الثورة أن تبني أفضل قاعدة من الاختصاصات النادرة والعلماء في كافة المجالات المتقدمة. وعدّ العراق في مقدمة دول العالم في عدد علمائه وكفاءتهم النادرة واستطاعوا أن ينجزوا ويبتكروا ويخترعوا، بما أكد أن العراق كان من خيرة البلدان التي تشجع العلم والعلماء في العالم.
وكان من أهم نتائج تلك السياسة أنه تمَّ إعداد الآلاف من العلماء في أرقى اختصاصات العلم، ونال من الميزانية ما يستحق الإعداد للمستقبل. واستكمل هذا الإعداد بتعزيز مكانة مراكز البحث، حيث كانت تحظى بنسبة ثلاثة بالمئة من الدخل القومي، أي ما يعادل ستمائة مليون دولار سنوياً(*).
-بناء مؤسسات البحث العلمي: تم تأسيس معهد بحوث النفط، ومركز بحوث البناء، مركز البحوث البيولوجية، ومركز بحوث النخيل والتمور، ومعهد بحوث الموارد الطبيعية، ومركز البحوث الزراعية، وانشاء هيئة المواصفات والمقاييس، المركز القومي للاستشارات الهندسية والمعمارية، والمعهد المتخصص للصناعات الهندسية، والمركز القومي للاستشارات والتطوير الاداري، و المركز القومي للحاسبات الالكترونية، ومركز بحوث الطاقة الشمسية، ومركز بحوث علوم الحياة، ومركز بحوث الفضاء والفلك، ومركز التوثيق العلمي( ).
د-تأسيس البنى العسكرية من أهم إنجازات الدفاع عن سيادة الوطن:
-البنية العسكرية اللوجستية: طورت الثورة بناء الجيش العراقي عدةً وعدداً وتدريباً بشكل علمي حتى أصبح يضاهي أقوى الجيوش في العالم. واستطاع أن يثبت كفاءته وشجاعته في كل المهام الوطنية والقومية التي أنجزها دفاعاً عن العراق والأمة العربية. هذا الجيش ومعه القوى الأمنية وجيش القدس وفدائيو صدام هم عماد المقاومة العراقية الوطنية، ومعهم كل الشرفاء الوطنيين والإسلاميين والقوميين( ).
في مجال التصنيع العسكري: علماء العراق بنوا مجداً علمياً لا للعراق وحده بل للأمة العربية كلها، فهم الذين برعوا في:
-تطوير الصاروخ السوفييتي (إس. إس - سكود ب) الذي لا يتجاوز مداه 300 كلم ليفرخوا منه أربعة أنواع من الصواريخ الباليستية كان آخرها (تموز) الذي لم يكتب له أن يرى النور لأن مداه تجاوز الـ 1500 كلم.
-بناء أوزيراك (المفاعل النووي العراقي) الذي دكته مقاتلات أمريكية الصنع في يوم أسود من أيام العرب السوداء.
-بناء مؤسسة عسكرية شدَّت انتباه مراكز الأبحاث العالمية، حيث وصف خبير أمريكا الأول انتوني كوردسمان، القوة المسلحة العراقية بأنها تحتل المركز الرابع عالمياً بعد أمريكا وروسيا والصين، لتسبق فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها ( ).

-في المجال النووي: كان الصرح العلمي العراقي قد ضم مدرسة علمية متفردة ومتعددة الجوانب في المجال الطبي والنووي والكيماوي والبيولوجي، ويكفي القول إنه في مجال العلوم النووية فقط وصل عدد المتخصصين العراقيين ما بين 200 و 300 عالم، وهم متميزون بمكانتهم العلمية وخبرتهم وتفوقهم حيث تخرجوا من أكفأ المدارس العلمية الأمريكية والإنجليزية والروسية( ).
وكانت الطموحات قد اتجهت نحو استحواذ الطاقة النووية، مع خطوات موازية لتحديث القوات المسلحة، ويشير التاريخ الوثائقي لهذه المرحلة، بأن العراق ارتبط مع مئتي شركة عالمية في مختلف الاختصاصات العسكرية والصناعية..
وإذا كنا نعيد إلى الذاكرة، بناء المفاعل النووي العراقي، قبل العام 1980، والذي قام العدو الصهيوني بتدميره في 7 حزيران من العام 1981، في ظل صمت الأنظمة العربية، وفي ظل العدوان الإيراني على العراق، ومترافقاً معه، نستعيد إلى الذاكرة أيضاً دلالات الحملة العدائية التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية، في أوائل العام 1990، ضد العراق تحت ما يُسمى بخطورة «المدفع العملاق» الذي كان استكمالاً لمنظومة الصواريخ البعيدة المدى التي أنتجتها عقول الخبراء العراقيين والمصانع العراقية، التي أُطلق منها (39) صاروخاً ضد العدو الصهيوني في كانون الثاني من العام 1991، حيث صرَّح الرئيس صدام حسين، في حينه، قائلاً: «لقد أطلقنا تسعة وثلاثين صاروخاً ضد العدو الصهيوني، ونحن ننتظر الذي سيطلق الصاروخ الأربعين»( ).
فالعراق عندما وصل إلى الاستقلال النسبي العلمي و التكنولوجي، واعتمد على خبرائه الذين طوروا قدرته التسليحية , وعندما كان مشروعه النهضوي يتجه نحو تحقيق الاستقلال التكنولوجي عن الغرب بتأهيل وإعداد كوادره العلمية، وهم خيرة علمائه الذين انخرطوا في ميدان الإنتاج المعرفي, شعرت الشركات الكبرى أنه يهدد مصالحها وأسواقها التي تبيع التكنولوجيا الجاهزة , لهذا نراهم اليوم يبحثون عن العلماء بشكل أساسي. فالغرب أدرك قوة العراق الحضارية كمهد للثقافات وكأرض للذاكرة العربية والإسلامية, الأمر الذي يهدد أطماعه في تصدير ثقافته وقيمه الغربية إلى الشعوب الأخرى( ).
4- استقطاب العلماء، أو تصفيتهم، نهج أميركي وصهيوني وإيراني منظَّم:
إن الإيديولوجيا الرأسمالية العالمية، وخاصة الأميركية والصهيونية، لا تطيق وجود العلماء، العقل المفكر والمخطط لآلة الإنتاج الصناعي الرأسمالي، الذين لا تصب جهودهم في خدمتها. فتلك ايديولوجيا تعمل على خطين متوازيين:
-العمل على احتواء كل عقل مفكر في أنظمتها أو خارجها من الدول الأخرى.
-أو منعهم من خدمة أي مشروع آخر يعمل على منافستها في الإنتاج الصناعي.
والخلاصة إما أن يكون العقل في خدمة الشركات الكبرى، فيكون مرغوباً فيه، وتُقدّم له كل الإغراءات والحوافز للاستفادة من خدماته. وإما أن يُمنَع بشتى الطرق والوسائل والأساليب، وضمنها الاغتيال والقتل، من العمل لمصالح الآخرين، وخاصة لمن يغامر من الدول النامية في تطوير وسائلها الإنتاجية.
ولما كان علماء العراق يوظفون فكرهم ونتاج علمهم في مشاريع تخدم وطنهم وقوميتهم، وهذا ما تعتبره الرأسمالية والصهيونية العالمية منافسة لإنتاج شركاتها الصناعية الكبرى، أصبحوا في موقع الاستهداف الأول لأجهزة التصفية والاغتيال الأميركية والصهيونية.
لقد تراوحت أساليب احتواء علماء العراق، من محاولات الإغراء لتهجيرهم الى دول أخرى، باستثناء دول العالم الثالث، وبالأخص منها الدول العربية، إلى قتلهم، منذ العقد السابع من القرن الماضي، وقد مُورست عليهم وسائل الضغط والإغراء في مرحلة الحصار الذي ضُرِب حول العراق منذ العدوان الثلاثيني عليه في العام 1991. وقد مرَّت تلك الأساليب بوسائل الترهيب والترغيب، وصولاً إلى قتل المئات منهم وتصفيتهم بعد الاحتلال في العام 2003.
لقد ظهرت، بعد احتلال العراق، بوضوح وجلاء أهداف الرأسمالية الأميركية والصهيونية العالمية، والأهداف الإيرانية، فالصورة كما هي الآن:
-نستدل ممن تم استهدافهم من العلماء العراقيين بالاِغتيال والقتل على الرؤية الإمبريالية الصهيونية التي خُطِّط لها من أجل إخلاء العراق من جذوته المتقدة بالعطاء اللا محدود، وإطفاء نشاطها في شتى المجالات .
-استهداف العلماء العراقيين بغية ترحيلهم من وطنهم. وبالفعل غادر الألوف منهم، إلى خارج العراق( ).
-اعتقال العشرات في السجون الأمريكية.
-كانت فرق الاغتيال ناشطة، ومن أهم وسائلها: توفير الفرص المناسبة للجهلة والعملاء المرتبطين بالموساد الإسرائيلي والساواما الإيراني والمجاميع الطائفية أو الانعزالية لتنفيذ حملات القتل بحق البقية الباقية منهم.
-استخدام القيادات السياسية الذين ينتسبون للعراق اسماً، والتي حرضَّت على العراق سابقاً أو التي خدمت القوات المحتلة لاحقاً ولا تزال .
-مساعدة بعض الحكـّام العرب والمسلمين( ).
يؤكد الخبراء أنّ الولايات المتحدة طبّقت مثل هذا البرنامج في تصفية العلماء الألمان بعد هزيمة ألمانيا ضمن برنامج باسم «بايبر كليب»؛ لكن العلماء الألمان وافقوا على التعاون مع الأمريكيين وتم ترحيل 500 عالم ألماني إلى أمريكا.
كما أن «إسرائيل» أيضاً مارست أسلوب تصفية العلماء الألمان الذين عملوا في برنامج الصواريخ المصري في الستينيات بحملة الطرود المفخخة، كما مارست قتل العلماء العرب المتخصصين في المجال النووي مثل العالم المصري د. يحيى المشد 1980م، الذي انضم لمشروع بناء المفاعل النووي العراقي الذي قصفته «إسرائيل» في العام 1981، وكذلك قتلت عالم الذرة الفلسطيني نبيل فليفل ‏1984م( ).
كان القضاء على القاعدة العلمية العراقية أحد أهم أهداف العدوان الأميركي. وكان من نتائج العدوان، توقف 80% من المصانع عن العمل في التسعينيات بسبب التلف والتدمير، وتدنت العمالة في الصناعة إلى 22% من مجمل العمالة في العراق، وتم تدمير معظم ما تبقى من البنية الصناعية عند الاحتلال سنة 2003 وما تلاه من إجراءات. وتجري عملية تصفية القاعدة العلمية العراقية عن طريق تشريد العلماء العراقيين ودفعهم إلى الهجرة إلى أوروبا الغربية وأميركا بالتحديد عن طريق التجويع والإرهاب( ).
تحت ذريعة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل كانت أهداف أميركا «اجتثاث العقل العراقي»:
لم تعد الإشارة موجهة لوجود هذه الأسلحة (من عدمه) بقدر ما أخذت, بالتبرير التدريجي في ثبوت خلو العراق منها, تتوجه إلى الأدمغة التي تعتقد الإدارة الأميركية أنها أسَّست برنامج العراق التسليحي، من باحثين وعلماء وخبراء وتقنيين وما سوى ذلك.
إن قطع دابر إمكانية استنبات الأسلحة من جديد إنما يمر (ويجب أن يمر) عبر مساءلة العلماء العراقيين الذين قاموا عليها، ومصادرة وثائقهم أو ترغيبهم لمغادرة العراق للاستفادة من خبراتهم، أو تدمير المعرفة المتواجدة بأذهانهم، أو العمل على تصفيتهم إن تعذر كل ذلك (تماماً كما فعلت مع علماء ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية).
لقد مهَّدت لمرحلة ما بعد الاحتلال، مراحل سبقتها:
-لم تفتأ الولايات المتحدة الأمريكية (منذ حرب الخليج الثانية) تغازل علماء العراق بغرض استقطابهم بمراكز أبحاثها وجامعاتها ومختبراتها, لكنها لم تنجح...
-ولم تفتأ أيضاً (ومن خلفها بريطانيا) في مساومة ذات العلماء للإفصاح لها عن مكامن المشروع العراقي ولم تنجح...
-ولم تتنازل عن إصرارها تضمين قرار مجلس الأمن (القرار 1441) بنداً يسمح لمفتشي الأمم المتحدة مساءلة واستجواب العلماء العراقيين أو المتخصصين بالجامعات العراقية في العلوم الفيزيائية والرياضية والكيماوية والبيولوجية والنووية وما سوى ذلك. وكانت النتيجة في أنهم استجوبوا أكثر من عالم وصادروا وثائق ومراسلات أكثر من أستاذ جامعي، ولم يسفر كل ذلك عن حصيلة مهمة تذكر...
العدوان كان أمراً مبيتاً... وكانت ذريعة التفتيش عن الأسلحة غطاءً للعدوان على العراق واحتلاله، وكان ظاهراً أنه لن يسلم من آثاره وتبعاته لا دولة العراق ولا شعبه ولا علماؤه...ولن تشفع له في تجنبه ذلك لا آلاف الوثائق ولا مئات الأقراص المدمجة التي سلمها للأمم المتحدة متضمنة ما يتوفر لديه، بما في ذلك أسماء وعناوين العلماء العاملين في الحقول المرتبطة بذات الأسلحة, النظرية منها كما التطبيقية سواء بسواء.
وفي هذا الصدد يقول الجنرال فينيست بروكس: «إن الولايات المتحدة الأمريكية لها أهداف أخرى أيضا غير الإطاحة بصدام وعلى الأخص القضاء على مقدرة العراق على تطوير أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية... ».
«إن الطي النهائي لملف أسلحة الدمار الشامل العراقية»، يقول غلاة الإدارة الأمريكية, إنما غدا رهينة, في مراحله النهائية, «بتصفية الذين صمموه وطوروه ووضعوه طور التصنيع والتنفيذ»...أي تصفية علماء العراق بعدما تعذر أمر ترغيبهم وترهيبهم وسبل استقطابهم من ذي قبل عندما كانت الدولة العراقية قائمة والعلماء في جامعاتهم ومختبراتهم العادية يعملون( ). ويمكن إجمال خلفيات هذه التصفيات التي تستهدف المقدرات العلمية للشعب العراقي في ثلاثة مستويات:
الأول: إفراغ العراق من عقوله و مفكريه التي هي أساس تقدمه وتطوره في حملة إبادة غير مسبوقة تتوخى تخريباً شاملاً لكافة مؤسساته العلمية وجامعاته , وتحطيم الخلايا النوعية في جسد المجتمع العراقي.
الثاني: منع الدول العربية الأخرى من الاستفادة من خبراته المتراكمة التي قد توظفها لإنتاج أسلحة دمار شامل في برامج سرية جديدة، والقضاء على أية محاول تقوم بها أي دولة عربية للاعتماد على نفسها وإثبات تفوقها ووجود الأسلحة النووية ولو للاستعمال السلمي.
من هذا المنطلق تحركت الاستخبارات الصهيونية بشكل مباشر في عملية اغتيال أصحاب العقول العلمية العراقية، الواحد بعد الآخر بعد أن فككت جميع الهياكل الصناعية التي من الممكن أن يستخدمها العراقيون مرة أخرى من خلال هؤلاء العلماء.
الثالث: تأكد الإدارة الأمريكية من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل بصورة قطعية يمر عبر تصفية العلماء والخبراء الذين كانوا خلفه تصميماً و تجريباً وتصنيعاً( ). وهو جزء أصيل من سياستها لاستئصال برامج التسلح العراقي غير التقليدي، مدركة الفرق بين الإعاقة المؤقتة للتقدم التي يسببها تدمير المستلزمات والعوامل المادية, وبين الإعاقة التعجيزية التي تنتج عن تصفية النخب البشرية المهمومة بمشروع النهضة( ).

علماء العراق بين مطرقة الواجب الوطني وسندان لقمة العيش:
عاش علماء العراق، منذ اكتمال الاحتلال العسكري، تحت هاجس الخوف والرعب، إضافة إلى تردي أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية( ). فهم يعانون الأمرَّين كي يبقوا على قيد الحياة.. فهم بين فكي كماشة لا ترحم.. فلأبنائهم الطلبة، ولبلدهم حقٌ عليهم لا يريدون أن يتخلوا عنهُ، وهو تعليمهم وسد الشواغر التي أصبحت أكبر من إمكانياتهم. وفي المقابل، لأهلِهم ولأولادهم حق عليهم في حمايتهم من الجوع والموت، وربما من الانحراف أيضاً.. والميل لأيٍ من الواجبين يجعلهم يشعرون بالتقصير في الواجب الثاني.. فكي يخدموا تلامذتهم فإنهم سيضحون بحياتهم وحياة عوائلهم.. وإن أرادوا المحافظة على حياتهم وحياة عائلاتهم فعليهم أن يغادروا العراق. إنها موازنة صعبة( )!! لذلك بات الكادر التدريسي ممزقاً بين واجباته العلمية والوطنية وبين خوفه من رصاصة غادرة تترصده( ).
كما أصبح العديد من العلماء بحاجة إلى البحث عن وظائف أخرى لا تتناسب مع مؤهلاتهم ولا مكانتهم للحصول على لقمة العيش( ). فالأساتذة في الجامعات يراقبون أبواب غرف المحاضرات ومكاتبهم بحذر، تماماً كما يفعل طلابهم( ). الأمر الذي دفع إلى هروب أكثر من ألفى عالم مما أدى إلى إغلاق 152 قسماً للدراسات العليا( ).

الفصل الرابع:
الأمركة والصهينة ذات مصلحة في اجتثاث علماء العراق
(استراتيجية وتنفيذاً)
إن عمليات اغتيال العلماء وأساتذة الجامعات التي تفاقمت خلال فترة الاحتلال ناتجة عن «حملة منظمة مشبوهة تهدف إلى إفراغ العراق من الطاقات العلمية»( ).
أولاً: تصفية البنية المعرفية للشعوب استراتيجية أميركية وصهيونية
اغتيالات تباينت الآراء فيمن يقف وراءها، الأميركيون؟ أم العدو الصهيوني؟ أم الميليشيات والجماعات المسلحة؟ أم دول الجوار ؟
كما افترقت الآراء في تحديد أسبابها: طمعاً بالمال؟ أم لضرب المكاسب والكفاءات العلمية العراقية؟
من الذي يقوم باغتيالهم؟ من هو القائم على تصفية المشاركين في برامج التسلح؟ وعلى تصفية من لا علاقة تربطه بها إلا طبيعة المادة التي يدرسها لطلبته بالمعاهد والجامعات؟
قد يتعذر الجواب في حالة الفلتان الأمني. لكنه لا يتعذر كثيراً لو قارب المرء ذلك من زاوية «من له المصلحة» في تصفيتهم.
لنتساءل من المستفيد من نزيف العقول العراقية؟ ولماذا تستهدف مع أن ميزتها الوحيدة هي التفوق العلمي والنبوغ المعرفي والانتماء الوطني؟ وما هي التداعيات المستقبلية لأعمال التصفية الجسدية التي تطال العلماء( )؟
قبل التفصيل فيمن له مصلحة بالتصفية، أو من هي الجهة التي قامت بها، يقول أحد الكتاب الأميركيين: إنه مهما كانت تلك الجهة التي تقوم بعمليات الاغتيال للأساتذة والعلماء العراقيين فهي جهة تمتلك كفاءة استخبارية متقدمة جداً مما يجعلها تمتلك الدقة في البحث عن أهدافٍ محدودة وسط عدد هائل من السكان( ).
1-تدمير البنية العراقية، الثقافية والحضارية، هدف أميركي – صهيوني استراتيجي
تشكل عمليات ملاحقة علماء العراق واعتقالهم وقتلهم، جزءاً من عملية تدمير مدروس لإمكانات العراق المادية والبشرية، بدأت بتهجيرهم في مرحلة الحصار، واستكملت بوسائل أخرى مع بداية احتلال العراق ومازالت مستمرة( ).
ولا تقف عملية التدمير والملاحقة عند العلماء العراقيين فحسب؛ وإنما تجري عملية تدمير لكل الخبرة العلمية العراقية أيضاً. وتشير تقارير متعددة إلى أنّ عمليات التخريب والتدمير والسرقة التي تمت بعد الحرب شملت عشرات المعامل ومراكز الأبحاث والدراسات العلمية في الجامعات العراقية، خاصة جامعة الموصل، بما فيها من أدوات وأجهزة وأبحاث ودراسات. وقد أشارت دراسة أصدرها مركز الخليج للدراسات حول وجود مخطط صهيوني ـ أمريكي للقضاء على خبرة العراق في مجال التصنيع العسكري، ومنع العراق من إعادة بناء قدراته العسكرية، ومنع وصول علمائه إلى أي بلد عربي وإسلامي، وملاحقتهم واستقطابهم للعمل في مراكز ومعاهد أمريكية و«إسرائيلية»، ووضع خطة وقائية لمنع الطلاب العرب الدارسين في الغرب من التحصيل العلمي في مجال الأبحاث القريبة من حقل التصنيع العسكري( ).
لذا أكَّد تقرير نشرته اليونسكو، في العام 2006، عن تدمير المؤسسات الأكاديمية، أنه تم إثبات نهب حوالي 84% من المؤسسات العلمية والبحثية العراقية. الأكاديمية العراقية للعلوم تعرضت إلى نهب 80% من الكتب الموجودة فيها إضافة إلى كل المخطوطات وبدون أية حماية من القوات الأميركية الغازية، وهذا ينطبق على معظم الجامعات الأخرى( ).
يستهدف المخطط الأميركي – الصهيوني:
1-معرفة المصادر التي استقى منها العلماء معارفهم وخبراتهم بغية تجفيفها.
2-إشاعة الذعر في نفوس العلماء العرب الآخرين وتحذيرهم من أن يفكروا في الاقتراب من مجالات البحث التي ترى واشنطن أنها محظورة عليهم.
والمخطط الصهيوني - الأمريكي يقوم على عدد من المحاور الرئيسة وهي :
-المحور الأول: تدمير البنية التحتية العراقية المتطورة التي سعى العراق لبنائها منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي ، مستفيداً بقدراته المالية التي وفرت له التكاليف الباهظة لامتلاك الأسلحة المتطورة. وقد بدأ تنفيذ هذا المخطط عندما قامت «إسرائيل» بقصف المفاعل النووي العراقي في تموز من العام 1981، ثم أُعقب باستصدار واشنطن مجموعة من القرارات غير المسبوقة من مجلس الأمن تدعو لتدمير هذه البنية ونزع أسلحة العراق.
-أما المحور الثاني من المخطط فيقوم على ملاحقة العلماء والخبراء الفنيين العراقيين والعرب الذين عملوا في برامج التسليح العراقية( ).

2- الدور الأميركي في تدمير البنى الأساسية للمشروع النهضوي في العراق
تناولت كثير من الدراسات والكتابات العربية الأهداف الأمريكية من الحرب على العراق، وتعددت الاتجاهات في تحديد وترتيب أولويات وأهمية هذه الأهداف:
-الأولوية للنفط. أو لتدمير قدرات العراق الاستراتيجية. أو مقدمة لإعادة تشكيل الخريطة الجغرافية- الإستراتيجية للمنطقة من جديد .
لقد تجاهل أغلب الكتّاب أن من أبرزها علماء العراق، مستودع الخبرة البشرية العراقية في مجال المعرفة ، وموطن الثروة الحقيقية التي تشكلت في العراق في العقود السابقة ( ).

أ-العقل العراقي من أولويات الأهداف الأميركية:
يعود تاريخ اغتيال العقل العربي، وفي المقدمة علماء العراق، إلى بدء البرنامج النووي العراقي حيث عملت دول عديدة منها «إسرائيل» على تعقب العلماء العرب( ).
إن بداية تصفية التراث العلمي والإمكانيات العلمية للعراق بدأت بالحصار الذي دام ثلاثة عشر عاماً والذي قطع الصلة ما بين التطور العلمي في الخارج مع الأساتذة في الداخل. وإن ما بدأه بوش الأب يكمله بوش الابن لإعادة العراق إلى العصر الحجري( ).
بعد العام 1991 رأت الولايات المتحدة أن الفرصة باتت مؤاتية لتفريغ العراق من كفاءاته العلمية، حيث ركزت على ملاحقة العلماء والخبراء الفنيين العراقيين، لكونهم أخطر من أسلحة العراق الحربية( ).
فمنذ بداية التسعينات أخذت مؤسسات أمنية وسياسية أمريكية تبحث في شان هؤلاء العلماء وفي مقدمتها الخبرة العراقية المتقدمة والمتراكمة في مجال التصنيع العسكري والبحث العلمي ، الأمر الذي أصبح فيه العلماء العراقيون يشكلون مصدرا خطيرا في الشرق الأوسط، قد يؤدي إلى نقل الخبرة العراقية إلى دول عربية وإسلامية أخرى.
ومنذ ذلك الوقت ركزت الولايات المتحدة على أسماء العلماء ، وطالبت المحققين في لجنة الانفوميك بضرورة إعطاء الأولوية لاستجواب العلماء العراقيين ، وتحديد أسمائهم، الأمر الذي كان يمهد لمرحلة ما بعد الاحتلال من خلال وجود قائمة معلوماتية موثقة ودقيقة لدى الأجهزة الأمنية الأمريكية بأسماء العلماء لتتم عملية ملاحقتهم وترتيب آليات التعامل معهم( ).
وتشير الدراسات إلى انه ، غادر العراق ما بين عامي 1991 و 1998 أكثر من 7350 عالماً، تلقفتهم دول أوربية ، وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها ، ومنهم 67% أساتذة جامعة و 23 % يعملون في مراكز أبحاث علمية ومن هذا العدد الضخم 83% درسوا في جامعات أوربية وأمريكية، أما الباقون فقد درسوا في جامعات عربية أو في أوربا الشرقية ويعمل من هؤلاء في اختصاصهم 85% ( ). وقد استخدمت الولايات المتحدة العديد من الإجراءات لتفريغ العراق من علمائه قبل إعلان الحرب عليه:
-وسَّطت الإدارة الأميركية بعض الزعماء العرب من أجل الحصول على ترحيل آلاف العلماء العراقيين إلى الولايات المتحدة الأميركية، لغاية تدمير العقل العراقي خوفاً من إعادة تأسيس البنية المادية إذا ما ظلَّ العلماء أحياء أولاً، وللاستفادة منهم في جامعاتها ومختبراتها ومصانعها ثانياً( ).
-أصرت على تضمين قرار مجلس الأمن رقم (1441)، الذي صدر عام 2002، فقرة تجبر العراق على السماح للمفتشين الدوليين باستجواب علمائه وفنييه، حتى لو تطلّب الأمر تسفيرهم مع عائلاتهم خارج البلاد، لضمان الحصول على معلومات منهم عن برامج التسلح العراقية المزعومة( ).
-قبيل الغزو الأمريكي البريطاني للعراق تقدم رئيس فريق التفتيش الدولي، بناء على طلب أمريكي، الى السلطات العراقية بطلب الحصول على قائمة بأسماء العلماء العراقيين المشاركين فيما يسمى ببرنامج العراق النووي لاستجوابهم حول طبيعة هذا البرنامج وكشف اسراره، وفعلاً تم استجواب عدد من هؤلاء العلماء( ).
-كما تم سن قانون خاص لهجرة العلماء العراقيين صادق عليه مجلس الشيوخ الأمريكي في نوفمبر من العام 2002، ويقضي بمنح العلماء العراقيين الذين يوافقون على إفشاء معلومات مهمة عن برامج بلادهم التسليحية ببطاقة الهجرة الأمريكية الخضراء، لكنها فشلت في هذا المسعى, لأن الغالبية العظمى منهم رفضت كل تلك الإغراءات( ).
-وفي ما يبدو فإن الخطة الأمريكية قد عملت أيضاً على إجبار العلماء العراقيين على الاختيار من بين بدائل عدة تحددها واشنطن، أما من يرفض من العلماء العراقيين التعامل مع هذه الخيارات فإن مصيره غامض( ).
-إغراء علماء العراق منذ حرب الخليج الثانية قصد استقطابهم إلى مراكز أبحاثها وجامعاتها ومختبراتها ويبرز في هذا الصدد قرار تسهيل منح العلماء العراقيين الراغبين في إفشاء أسرار أسلحة الدمار الشامل الحصول على الجنسية الأمريكية( ).
-إقرار مجلس الشيوخ بتاريخ 22/ 11/ 2002, ينص على منح العلماء العراقيين حق الاقامة الدائمة في الولايات المتحدة, مقابل تقديمهم «معلومات خطيرة» بشأن برامج الاسلحة العراقية( ).
-أصرَّت على تضمين قرار مجلس الأمن (1441) بنداً لاستجواب العلماء العراقيين( ). وقد خصَّ القرار 1441، العلماء بالاسم وحصل على قوائم كاملة التفاصيل عنهم، في ملفات الاثني عشر ألف صفحة المشهورة، التي خطفتها الإدارة الأميركية من الأمم المتحدة ولم تسلمها لمجلس الأمن كاملة( ).
-حرصت على إعداد كشوف بأسماء وعناوين هؤلاء العلماء، وتردد أنه تمت مطاردتهم بعد الاحتلال واعتقال بعضهم وتهديدهم لتسليم ما لديهم من أبحاث، مما دفع بعض هؤلاء العلماء لإنقاذهم من عمليات المداهمة والتحقيق والاعتقال. وكشفوا أيضاً عن محاولات لإغرائهم ونقلهم إلى مراكز بحثية غربية( ).
-صرَّح ناطق باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي في قطر، أن للولايات المتحدة أهدافاً أخرى في العراق, غير إطاحة الرئيس صدام حسين, أهمها القضاء على قدرة العراق على تطوير أسلحة نووية أو كيميائية أو بيولوجية. وتطبيقاً لتلك الخطة أصدرت وزارة الدفاع الأميركية قائمة ضمَّنت أسماء عدد من علماء العراق النوويين والبيولوجيين وهي القائمة الشهيرة المعروفة بـ(قائمة أوراق اللعب) التي وزعتها، بعد الاحتلال، للمطلوبين العراقيين( ).
إن الخطة الأمريكية، بعد الاحتلال، عملت على إجبار العلماء العراقيين على الاختيار من بين عدة بدائل هي :
-العمل داخل العراق شريطة التزامهم بعدم تقديم خبراتهم إلى دول معينة، وقد أعدت الخارجية الأمريكية خطة حملت اسم «مبادرة رعاية العلوم والتكنولوجيا والهندسة في العراق» فاقت ميزانيتها 20 مليون دولار ، من أجل توظيف العلماء العراقيين في أبحاث سلمية داخل العراق.
-إغراء العلماء بالعمل في الولايات المتحدة، مع منحهم حق الإقامة فيها . وقد أكدت مصادر علمية رفيعة المستوى في العراق ، أن ثمة مفاوضات تدور مع الكثير منهم لنقلهم إلى مراكز بحثية غربية ، كما عرض على العديد منهم السفر إلى «إسرائيل»، والعمل في جامعاتها ومعاملها التي تتسم بدرجة عالية من التطور والتقدم التكنولوجي والعلمي ، والحصول منها على درجات علمية( ).
إن الولايات المتحدة من دون شك صاحبة المصلحة الأولى في متابعة قضية العلماء العراقيين، فهي التي راهنت على ترغيبهم وترهيبهم ولم تنجح، فوضعتهم تحت الإقامة الجبرية، وبالتالي عملت على تصفيتهم حتى يتأكد لها أن لا خطر يشكلونه بعد ذلك. وقد عمدت قوات الاحتلال إلى مصادرة بحوثهم ووثائقهم ودراساتهم، واعتقالهم، واغتيالهم جسديا أو تصفية معنوياتهم بالسجون والمعتقلات وما سواها( ).
ولهذا فالقانون الدولي يعتبر أن أميركا وبريطانيا باعتبارهما قوات احتلال يتحملان المسؤولية الكلية عن الحال الذي يواجههُ أساتذة الجامعات والعلماء العراقيون( ).
بعد احتلال العراق في التاسع من أبريل عام 2003 أكدت مصادر علمية عراقية أن الحرب وعمليات النهب والسلب التي أعقبتها دمرت أكثر من 70% من المعامل والأجهزة داخل الجامعات العراقية ومراكز البحث العلمي، التي خسرت جهود أكثر من 1300 شخص من حملة الماجستير والدكتوراه أي نحو 8% من إجمالي عدد الأكاديميين البالغ 15500 شخص. وحذرت مصادر عديدة من مخططات تهدف إلى اغتيال النخبة العراقية من أصحاب الياقات البيضاء؛ على حد تعبير الناطق باسم قوات الاحتلال في العراق الجنرال مارك كيميت؛ الذي كشف عن حملة واسعة من الاغتيالات جرت في العراق واستهدفت الطبقة المتعلمة والمثقفة، مشيراً إلى أن عددهم بلغ منذ مايو/ أيار 2003 ما يقرب من 1000 مواطن عراقي. واستمر هذا العدد بالتصاعد ليصل إلى أرقام شملت عشرات الألوف من العقول العراقية حسب التقارير التي نشرتها مصادر مستقلة مثل تقرير (ملف الخسائر البشرية المدنية 2003-2005)الذي أصدرته (منظمة تعداد الجثث في العراق) على موقعها على شبكة الانترنيت (www.iraqbodycount.org) حيث يمكن الاستدلال منه على أن هناك جهات متعددة تهدف إلى إفراغ العراق من عقوله المفكرة ومن تلك الجهات «إسرائيل» ( ).
وفي وقت مبكر من احتلال العراق، تحديداً في 11/ 4/ 2003، كشف علماء عراقيون، في نداء استغاثة، أن قوات الغزو الأمريكية والبريطانية تدهم منازلهم وتحقق معهم وتعتقل بعضهم وتطالبهم بتسليم ما لديهم من أبحاث وأوراق. في حين بدأت مفاوضات مع البعض الآخر لنقلهم إلى مراكز بحثية غربية ( ).
وأشارت الرسالة إلى أن جنود الاحتلال يشجعون أعمال السلب والنهب ويقومون بنقل غوغاء على عربات خاصة إلى المؤسسات العلمية، ويستغلون هذه الفوضى في تدمير مراكز الأبحاث ومصادرة كل الوثائق وأوراق المشروعات الأكاديمية الموجودة بهذه المؤسسات. وفي ظل هذه الفوضى سيكون من الطبيعي أن يجري تبرير مقتل هؤلاء العلماء ضمن أعمال الفوضى والنهب والسلب وكأن شيئًا لم يكن.
وقد دفعت الأعمال الأمريكية رئيس هيئة الطاقة الذرية محمد البرادعي لتوجيه رسالة إلى واشنطن يطالبها فيها بحماية معاهد الأبحاث النووية العراقية ومنع تخريبها أو إخراج مواد نووية منها( ).
أ-الذرائع التي يتلطى بها الاحتلال لملاحقة العلماء العراقيين
ترسم عملية قتل العالم العراقي محمد عبد المنعم إزميرلي جانباً من سياسة الاحتلال في تتبع علماء العراق واعتقالهم وقتلهم، وحجة الاحتلال في ذلك، أن بعض هؤلاء العلماء يعرفون مكان وجود أسلحة الدمار الشامل، مما يتطلب اعتقالهم لأخذ المعلومات عن هذه الأسلحة، ولمنع استخدام العلماء هذه الأسلحة ضد الولايات المتحدة والمجتمع الدولي حسب مزاعم الاحتلال، رغم أن العالم كله تأكد من عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق( ).
ب-والنساء العالمات في دائرة التصفية
لم تستثن المذبحة نساء العلم، حيث اغتيلت هيفاء علوان الحلي، أستاذة الفيزياء في كلية العلوم للبنات بجامعة بغداد، ونافعة حمود خلف، أستاذة اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة بغداد، وخولة محمد تقي لوين، مدرسة كلية الطب بجامعة الكوفة، وإيمان يونس، رئيسة قسم الترجمة بجامعة الموصل، وليلى عبد الله السعد، عميدة كلية القانون بجامعة الموصل، التي اغتيلت هي وزوجها، منير الخيرو، أستاذ القانون في الكلية نفسها( ).
ج-اجتثاث البنية السياسية للنظام الوطني على رأس الأولويات بسبب مشروعه النهضوي
صدرت بعد احتلال العراق عدة قرارات، اعترفت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أنها كانت أخطاء قاتلة. كان من بينها قانون اجتثاث البعث، الذي تم بموجبه طرد الآلاف من الموظفين العراقيين من دوائرهم بسبب انتمائهم لحزب البعث، الأمر الذي أدى أيضا إلى طرد المئات من العلماء والأساتذة والمفكرين والاطباء والمهندسين من عملهم.
إن قانون اجتثاث البعث أدت إلى تصحر كبير في الساحة العلمية العراقية، لأن اغلب الذين شملهم الاجتثاث كانوا علماء وأساتذة وأطباء ومهندسين وكفاءات علمية كبيرة، فمعظمهم كانوا في مراتب عليا في حزب البعث. الأمر الذي أسهم إلى حد كبير في حصول فراغ إدارى وعلمي في كافة مرافق الدولة العراقية. ويُعتَقَد أيضاً أن القانون كان يهدف إلى تفريغ الدوائر العراقية من كوادرها، وفتح الباب أمام نوعية من الموظفين لا صلة لها بالكفاءة والمهنية، بل تم إيصالهم لأسباب أخرى( ).
الهدف هو القضاء على المشروع الوطني العراقي، هذا المشروع الذي سعي لتسخير العلم بهدف الحفاظ على الأمن القومي، ولأنه يتعارض مع مصلحة إسرائيل ولأنه يتيح الفرصة للاعتماد على النفس وعدم التبعية للغرب فكان من الضروري العمل على إنهائه حتى لا يخرج عن المنظومة التي رسمتها الإمبراطورية الأمريكية لمشروعها الاستعماري والذي تدعم به حليفتها «إسرائيل»، وليس هناك أدلة على صدق ذلك من تصريح جاء على لسان مستشارة الأمن القومي السابقة ووزيرة الخارجية الحالية كوندليزا رايس عندما قالت: إن القضاء على نظام صدام أسهم في توفير الحماية والأمن لـ«إسرائيل»( ).

2- دور العدو الصهيوني واستراتيجيته في ملاحقة العلماء العرب
صفَّت «إسرائيل» في السبعينيات والثمانينيات علماء من مصر والعراق وغيرهما، داخل حدود دولهم أو باستدراجهم إلى أماكن بعيدة، وهي لم تعدم, منذ التاسع من أبريل 2003, الوسائل في اغتيال علماء العراق سيما وأن لديها قائمة بأسمائهم وعناوينهم واختصاصاتهم سلمتها إياها الولايات المتحدة بعدما تم لمفتشي الأمم المتحدة حصر عددهم وتحديد ميادين اهتمامهم واشتغالهم بمشروع التسلح بالعراق (حوالي 3500 عالم من مستوى عالٍ ضمنهم 500 خبير من مستوى رفيع) ( ).
اتسمت الخطة «الإسرائيلية» بخيار ما سمي بـ«خطة إسرائيل» بشأن التطبيع مع العراق في المجال العلمي. فمنذ ذلك التاريخ وحتى تموز (يوليو) 2004 فقط عُقدت في الدولة العبرية 25 ندوة وحلقة نقاشية حول العراق. وقد حظيت هذه الندوات باهتمام كبير من المسؤولين الذين حرصوا على حضور بعضها. ومن خلالها قدم العدو الصهيوني إلى العلماء العراقيين، بمساعدة أطراف خارجية، عروضاً للعمل في جامعاته(*)، أو التعرض للاغتيال ( ).
وبحسب مصادر استخبارية عراقية فإن نحو 2400 من عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية دخلوا مع القوات الأمريكية عقب الاحتلال. وتشير تلك المصادر إلى أن هذه الفرقة الخاصة كانت تستهدف العلماء والمفكرين والمهندسين العراقيين. إذ كانت تلك الفرقة الخاصة تملك نحو 3500 اسماً لعالم ومهندس ومفكر عراقي، عملوا في تلك البرامج، اغتيل منهم نحو 250 عالم عراقي، فيما اضطر آخرون إلى المغادرة، بعد أن تلقوا تهديدات أو خُطفوا ودفعوا مبالغ مالية كبيرة طُلب من بعدها منهم المغادرة( ).
قامت «إسرائيل» بتدريب فرق اغتيالات محترفة مهمتها القيام باغتيالات تهدف إلى تصفية العلماء العراقيين من ذوي الاختصاصات النادرة( ). ولهذا كان للمخابرات الصهيونية (الموساد) دور فعال في ممارسة عمليات ضد علماء وأساتذة الجامعات في العراق منذ حزيران 2003. لكن هذه الممارسات لم يُكشف عنها النقاب لغاية 14 /6/ 2005، حيث أشار المركز الفلسطيني للمعلومات، إلى تقرير مقدم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى الرئيس الأمريكي، متضمناً أن عناصر «إسرائيلية» وأجنبية تم تجنيدها من قبل الموساد، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لممارسة نشاطها في العراق، وقتلت 350 عالماً وأكثر من 200 أستاذاً، وعناصر جامعية( ).
وتحدثت أوساط جامعية وعلمية في العراق عن نشاط إسرائيلي هدفه تصفية علماء العراق، وقالت، إن فريقاً للاغتيالات مرتبطاً بجهاز الاستخبارات الخارجية «الإسرائيلي» (الموساد)، يحمل اسم (الجيش الجمهوري السري)، لديه قائمة أولى تضم 800 شخصية مرشحة للاغتيال من العلماء العراقيين بمختلف التخصصات، وهذا يفسر بعض عمليات الاغتيال الغامضة التي طالت أكاديميين وعلماء من النخبة( ).
وأكَّد جنرال فرنسي متقاعد(*) وجود عدد من وحدات الكوماندوز الإسرائيلي دخلت الأراضي العراقية بهدف اغتيال العلماء العراقيين، وهو ما يؤكده الدكتور باهر أيوب أستاذ العلوم السياسية حيث يرى أن «إسرائيل» تعلم أن المشروع العراقي القومي لن يجهض إلا بإبادة القائمين عليه، وهم العلماء، الذين يكمن فيهم الحلم( ).
إن للموساد المصلحة والقدرة على القيام بتلك العمليات. فوكالة المخابرات الاسرائيلية فيها قسم العمليات الخاصة (ميتسادا) والذي بإمكانهِ القيام بعمليات الاغتيالات والعمليات العسكرية والقتل والخطف ( ).

أ-خطة العدو الصهيوني مُعدَّة مسبقاً لتدمير المشروع النووي العراقي
هناك حقيقة باتت بديهية، ولا تحتاج إلى برهان، وهي أن «اسرائيل» لاحقت العلماء العراقيين باستمرار، كما ركَزت على ضرورة تدمير «أسلحة الدمار الشامل العراقية» ( ).
إن من أبرز الأسباب التي دفعت للتحريض على احتلال العراق يتمثل برغبة صهيونية جامحة لتدمير ثروة العراق العلمية والمتمثلة بالعلماء والخبراء العراقيين في شتى المجالات، خاصة أنهم استطاعوا بناء وتطوير القدرات العسكرية العراقية التي طالما أقضت مضجع الإدارة الأمريكية والصهيونية. ولهذا رافق القوات الأمريكية لحظة دخولها الأراضي العراقية المئات من عناصر استخباراتها، ومن المخابرات «الإسرائيلية» المتخصصة في الساحة العراقية؛ والبعض منهم كان متخصصاً في صناعة الصواريخ والقنابل ، وقد توجهوا إلى أهم المراكز الصناعية وكانوا يمتلكون مخططاتها الصورية التي التقطوها عن طريق الأقمار الصناعية، أو عن طريق عملائهم، أو عبر صلتهم بأحد التنظيمات السياسية العراقية التي سهّلت المهمة لهم، هذا بالإضافة لخرائط ميدانية لهذه المنشآت. وقد فُكِّكت أهم المنشآت الحيوية العراقية بكل تجهيزاتها المهمة ونقلت بسرية تامة إلى تل أبيب. كما أن المعدات النووية العراقية فككت على نحو مبرمج ودقيق، أضف إلى هذا أن أجهزة ومنظومات كاملة قد اختفت، ومن بينها أجهزة عالية الدقة للخراطة وتشكيل المعادن وكميات من الألمنيوم عالي المقاومة، ومن المعلوم أن أهمية هذه الحلقات الفنية لا يدرك قيمتها إلا المتخصصون بالبرامج النووية( ).

3-عملاء الاحتلال والميليشيات التكفيرية منفِّذون مطواعون
أما ثالث المستفيدين من تصفية علماء العراق فهم عملاء مجلس الحكم الذين استرخصوا تاريخ العراق وحضارته فـ«أفتوا» بضرورة غزوه واستباحة رمزيته. وقد حمَّل وزير شيوعي سابق الجماعات الدينية والسياسية المحلية مسؤولية قتل علماء العراق، من دون أي ذكر لدور الاحتلال، للأسف، حتى ولو بكلمة واحدة( ).
فما السر في صمت ذلك المجلس واستنكافه عن إدانة عمليات اغتيال علماء العراق أو اعتقالهم أو وضعهم تحت إقامة إجبارية دائمة؟ إن ما جرى إنما هو الترجمة الحرفية لمؤامرة كبرى يشترك في تحقيقها الذين ينفذون كما الذين لاذوا ويلوذون بالصمت ( ).
ليس من المستغرب أن تكون الحكومة جزءاً من المشكلة، فكيف لها أن تعمل من أجل حلها؟ إن القتلة محميون من ميليشيات تتبع أحزاب مشاركة في الحكومة، وهناك عصابات قتل مرتبطة ومحمية من قوات الاحتلال كونها المرتكب الرئيسي لهذه الجرائم( )؟
وكشفت المعلومات عن أن بعض الميليشيات المسلحة تملك قوائم بأسماء معينة للأهداف المختارة بهدف تصفيتها ، وبخاصة أنه لا توجد عوائق أمنية تواجهها في أداء مهامها. كما تشير المعلومات إلى أنه ليس من عادة عناصر تلك الميليشيات إرسال خطابات تهديد للضحايا ، فهم يقومون بتصفيتها دون سابق إنذار . وتؤكد هذه المنظمات أنه عادةً ما تجرى التصفية في الشارع أو في منزل الضحية ، أو أثناء صلاة الجمعة( ).
إن التدهور الإداري ضرب أركان الوسط الطبي، وسهَّل فتح عيادات وهمية لأطباء مزورين، واختلاسات في المال العام وسرقات ونهب للدواء والمستلزمات الطبية. وكل هذا يأتي وفق سياسة تنتهجها عصابات ومليشيات مسلحة مسيطرة في جميع أركان المؤسسات الطبية، تقتل وتهدد من يقف في وجههم( ).
ومن أبرز الأمثلة التي تؤكد مشاركة الحكومة العميلة في تصفية العلماء، ومن قبلها مجلس الحكم العميل، الذي ترأسه أحمد الجلبي، هو أن هذا الأخير، قد شكَّل جهازاً أمنياً للقيام بأعمال التصفية والسرقة، ومن المؤكد أنه كان عميلاً يشكل إحدى صلات الوصل بين الاحتلال الأميركي والنظام الإيراني، قبل الاحتلال وبعده. وإن المذكور كان أحد المسؤولين الرئيسيين في استصدار قانون «اجتثاث البعث» الذي كان من أهم أهدافه تفريغ أجهزة الدولة من بنيتها البشرية الأساسية( ).
عمليات الاغتيالات تتم بأسلوب متشابه فيما بينها وطريقة الأداء لها غالباً ما تكون بنفس تفاصيل طريقة الاغتيالات السابقة مما يعني أن وحدات متدربة جيداً ولديها دعم لوجستي ومعلوماتي متقدم جداً في داخل العراق لعملية قنص وإعدام الضحية في الحال مع شعورهم بالأمان بعد عملية تنفيذ التصفية الجسدية إلى أي عالم عراقي ومن مختلف الاختصاصات لأن جرائمهم لايتم المحاسبة عليها من قبل حكومة المنطقة الخضراء ودائماً تسجل من قبل دوائر الأمن للحكومة الصورية ضد مجهول وحتى التحقيق إذا وجد يكون بصورة أبعد إلى المهزلة منها إلى كشف الحقيقة( ).
أما الحكومة العميلة، فتبرئ نفسها من المسؤولية، وتلقي وزرها على الموساد الصهيوني، وقوات الاحتلال، من دون أن تتساءل عن سبب بقائها على كراسي الحكم، ما دامت لا تستطيع اتخاذ القرار ولا تنفيذه، وأن توفر الحماية لعلماء العراق ومؤسساته التعليمية، هذا ناهيك عن توفير الأمن السياسي والغذائي وحماية أرواح الشعب العراقي.
ومهما قيل ويقال عمن يقف وراء تلك الأعمال الإجرامية، فإن مجلس الحكم الانتقالي الذي كان (يدير) الدولة العراقية وإداراتها المسؤولة، وخاصة الأجهزة الأمنية، يقف عاجزاً تماماً عن مواجهة أعمال العصابات المنظمة أو التخفيف من أعمالها الإجرامية، والغريب في الأمر أن الجمعيات والأحزاب والمنظمات والهيئات غير المنضوية تحت لواء مجلس الحكم الانتقالي، هي التي تسارع إلى عقد مثل تلك المؤتمرات الصحفية، بغية التعريف بهذه الممارسات الخطيرة، بينما مجلس الحكم الانتقالي لا يتطرق إلى تلك الحوادث، ويعدها حوادث عرضية. وقد ولد هذا الأمر شكاً عند عدد كبير من العراقيين في أن تلك الجهات، التي قامت بتلك العمليات وتقوم بها، ربما تكون متعاونة مع عدد من أعضاء المجلس الانتقالي، لغرض إفراغ البلد من طاقاته وقدراته( ).
4-النظام الإيراني يثأر من أبطال القادسية الثانية
سعت أطراف عديدة، منها إيران والكيان الصهيوني، إلى تقويض القوة الجوية العراقية، وتدمير منشآتها، والانتقام من ضباطها، وذلك لعدة أسباب منها:
1. الحقد الذي تكنه إيران للقوة الجوية العراقية لدورهم في قادسية صدام، وكان لهم دور حاسم ومهم في تحقيق النصر النهائي على إيران في 8/8/1988.
2. شاركوا في جميع معارك العرب ضد الكيان الصهيوني. لقد نفذ هؤلاء الأبطال طلعات جوية استشهادية ضد العدو الصهيوني في معارك عامي 1967و1973.
إن إيران وإسرائيل استعجلتا تنفيذ مخططاتهما الهادفة إلى تصفية الرموز الوطنية العراقية ويشكل خاص طياري القوة الجوية. وأصدروا توجيهاتهم إلى الحكومة العميلة لاغتيال من تبقى على قيد الحياة من الطيارين العراقيين بتهم غير حقيقية وكاذبة بغية تصفيتهم وهم قيد الاعتقال( ).
ووفقا للإحصائيات العسكرية فإن 182 طياراً و416 ضابطاً عسكرياً اغتيلوا، وإن اكثر من 836 طياراً وضابطاً فروا الى الدول المجاورة، وأشارت الى مسؤولية قوات بدر التي تشكل العمود الفقري للشرطة العراقية والقوات الخاصة، وجَّه الضباط وعائلاتهم أصابع الاتهام الى إيران، بتحريض تلك المليشيات( ). وإن مليشيات فيلق بدر، أنشأته إيران، ودربته وسلحته ومولته، وتستخدمه في عملية الثأر من الضباط العراقيين نظراً لدورهم في الحرب( ).
وقد بيَّنت إفادات أن العنف الطائفي والمليشيات المدعومة من دول الجوار هي التي تقف وراء اغتيال وتصفية وتهجير الأطباء، في جزء منها، لغايات تهدف لإفراغ البلد من الطاقات العلمية الطبية. وبينت الدراسة كيفية اغتيال نقيب الأطباء العراقيين وعميد كلية الطب احمد الراوي لغرض استبداله بأحد الأطباء التابعين لأحد الأحزاب النافذة في العراق( ).

ثانياً: وسائل وأساليب تصفية علماء العراق
1-فلتان الوضع الأمني في العراق كان منظَّماً ومحمياً لتنفيذ مروحة من الأهداف
أكدت كل الوقائع والتقارير أن حالة الفلتان الأمني، التي كانت السمة الأبرز والأكثر وضوحاً بعد احتلال العراق، في 9/ 4/ 2003، كانت تتم بتنظيم من قبل الاحتلال، الذي حمل على دباباته عصابات مُدرَّبة لتنفيذ مروحة من أهداف التخريب والسرقة والتدمير. وكانت من أهم تلك الأهداف: تدمير البنية الصناعية، والبنية التراثية والثقافية، والبنية العلمية وفي المقدمة منها تجهيزات الجامعات العلمية، ومن أهمها قطاع الخبراء والاختصاصيين العراقيين.
وإذا كنا قد عالجنا، ولو باختصار أهداف ووقائع تدمير البنية التُراثية في فصل سابق، فسنُفرد هذا الفصل لدراسة ما له علاقة بتصفية البنية العلمية البشرية في العراق.
شهد العراق بعد 9/4/2003ممارسات طالت النخبة من العقول العراقية ودفعت أعداداً كبيرة منهم للهجرة ومغادرة العراق. وشملت قرارات (الاجتثاث) قطاعات واسعة من أساتذة الجامعات والعقول العراقية، على الرغم من أن معظم هؤلاء كانوا مهنيين. بالإضافة إلى فقدان الأمن والاستقرار في العراق وانتشار عمليات الخطف والاغتيال، فقد تزامنت مع مظاهر خطيرة في الجامعات العراقية والمراكز العلمية والصناعية فانعكست سلبا على حملة الشهادات العليا و شيوع سياسة التمييز والمحاصصة الطائفية حسب العنصر أو العشيرة أو المذهب أو العرق أو الدين (بغض النظر عن الدرجة العلمية والكفاءة والخبرة). ونتيجة لما نجم عن تلك الممارسات من تداعيات اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة فقد اضطر مئات الآلاف من العراقيين للهجرة، حتى بلغ عدد اللاجئين العراقيين من أعلى أرقام طالبي اللجوء في العالم كان بينهم القضاة والأطباء والأساتذة الجامعيون والوزراء السابقون والضباط ومن مختلف الأعمار والمهن والكفاءات ومن مختلف القوميات والمذاهب والأديان والاتجاهات الفكرية .ولذلك فقد حصلت بفعل الاحتلال الأمريكي- اكبر هجرة في تاريخ العراق وربما منطقة الشرق الأوسط للعقول والكفاءات الوطنية( ).
2-الكفاءة العلمية كانت التهمة الأساسية لأهداف التصفية
أن نمط وأسلوب الاغتيالات يشير إلى أنها حملة منظمة وذات دوافع خفية.. وتشبه فرق الاغتيالات فى السلفادور. يلاحظ د. إسماعيل جليلى أن عمليات الاغتيال والاختطاف والتهديد بالقتل لإجبار العلماء على مغادرة العراق لا تسير وفق نمط دينى أو مذهبى.. والسمة الغالبة فيها هى أن غالبية الضحايا هم من العرب( ).
لقد تمت ملاحقة علماء العراق على أساس ثلاث صفات:
-أولا: عراقيون من مختلف الأديان مسيحيون ومسلمون من مختلف الطوائف من مختلف القوميات ومن مختلف الجامعات.
-ثانياً: ومنهم عمداء كليات ورؤساء أقسام وخبراء سابقين.
-ثالثاً: ذوو كفاءة عالية في شتى مجالات المعرفة وفي العلوم التطبيقية، والإنسانية، والقانون الخاص والعام، والشريعة( ).
أما عن الجهات التي تنفذ الاعتداءات، فيرصدها تقرير أصدرته رابطة الجامعيين العراقيين، قبل أواخر العام 2004، ويشير إلى تدخل جهات أجنبية في انتهاك حرمة الجامعات والمؤسسات التعليمية، وفي مقدمتها قوات الاحتلال الأمريكي، بمساعدة وتواطؤ مما يسمى الحرس الوطني، وقوى وتنظيمات طائفية، وعصابات إجرام منظمة. ووسائلها القتل والاعتقال والخطف والاقصاء القسري من المناصب الإدارية. وإذا دُمرت التجهيزات العلمية في الجامعات، بالإضافة إلى تصفية العلماء، فلن تستطيع الدولة العراقية توفير عدد آخر منهم إلا في ظل مناخ علمي متمثل في وجود المكتبات والمراجع والأجهزة والأدوات، وقاعات البحث العلمي، والمعامل( ).
بدأت عمليات الاعتداء على اساتذة الجامعات العراقيين منذ الايام الاولى للاحتلال، عندما أعلنت القوات الامريكية قوائم بأسماء 15500 عالماً وباحثاً وأستاذاً جامعياً وسرحتهم من الخدمة بدعوى علاقتهم بحزب البعث. هذا ناهيك عن العدد الكبير من القيادات المدنية العراقية. السبب الذي جعل الشعور الذي يكتنف المثقفين العراقيين أنهم يشهدون عملية منظمة وعنيفة لتدمير الحياة الثقافية والعلمية في العراق) ( ).
إذاً، بدأت الكارثة القومية والإنسانية بعد احتلال بغداد مباشرة، فقد وضعت قوات الاحتلال عشرات العلماء العراقيين تحت الإقامة الجبرية داخل بيوتهم، كما منعت عددًا آخر من التوجه إلى الجامعات ومراكز العمل، وفاوضت آخرين من أجل نقلهم إلى مراكز أبحاث أمريكية أو بريطانية. واستعانت بفرق كانت تحمل لوائح بالأسماء والعناوين، في غيابٍ كاملٍ لأية سلطة، وانشغال العالم كله بالفوضى التي يعيشها العراق( ).
3-كل الوسائل كانت مفتوحة أمام أهداف التصفية:
كانت سياسة الاحتلال حيال علماء العراق، تسير وفق مخطط هدفه إفراغ العراق من العلماء والأكاديميين، وتصفية البنية العلمية، سواء عن طريق الاعتقالات والقتل في السجون أثناء التحقيق، أم الاغتيالات المنظمة السرية، أو التضييق على حياتهم( ).
أ-الاغتيال:
حذرت منظمة حقوق الإنسان في جنيف منذ شباط/ فبراير العام 2004، من أن حالات الاغتيال، تجري بمهنية عالية . وأشارت إلى أن ضحاياها في أغلب الأحيان من أساتذة الجامعة أو العلماء العراقيين من الذين لا يعرف عنهم أي نشاط سياسي، وتجرى تصفيتهم في أماكن عامة عبر قناصة محترفين، يقومون بإطلاق الرصاص في الأماكن المؤثرة في الجسد كالرأس والقلب، حتى يتأكدوا من أن ذلك الهدف سيلقى حتفه على الفور( ).
ب-الملاحقة والاعتقال:
منذ غزو العراق انطلقت حملة المطاردة والتحقيق والاعتقالات الجماعية لعلماء عراقيين. ومن قرر البقاء فيه خضع لمراحل طويلة من الاستجواب والتحقيقات، و إن عشرات العلماء داخل سجون الاحتلال الأمريكي يلقون أبشع أنواع التعذيب( ).
واعتقلت قوات الاحتلال بعض العلماء ممن عملوا في برامج الأسلحة، ومنهم هدى صالح مهدي عماش، الخبيرة في علم البكتيريا، والتي يسميها الإعلام الغربي باسم «سيدة الجمرة الخبيثة»(*). كما أن قوات الاحتلال احتجزت مجموعة كبيرة من العلماء البارزين, بينهم الفريق حسام محمد امين رئيس المفاوضين العراقيين مع فريق التفتيش الدولي ورحاب طه زوجة عامر رشيد وزير النفط السابق المعتقل بدوره( ).
بينما سلم بعضهم نفسه طواعية إلى قوات الاحتلال خشية القتل كما حدث مع المستشار العلمي الفريق عامر السعدي(* *)، وتبعه الدكتور جعفر ضياء الدين الذي يعد الأب الروحي للبرنامج النووي العراقي( ).
وغالباً ما يتم اتهام الطبيب بمعالجة جرحى المقاومة الوطنية العراقية، كسبب يؤدي إلى الاعتقال والسجن لفترات عديدة( ).
ج-القتل داخل المعتقلات هو الثمن الذي يدفعه العلماء الذين لا يتعاونون مع الاحتلال:
من الأدلة على تصفية العلماء غير المتعاونين, وفاة العالم محمد الازميرلي الذي كان اسمه مدرجا مع ضمن لائحة تضم 200 عالماً مقرباً من الرئيس صدام حسين, نتيجة «احتقان دماغي», خلال اعتقاله في قاعدة عسكرية اميركية( ).

د-الخطف والفدية:
برزت، منذ أوائل العام 2004، في العراق ظاهرة اختطاف الأطباء من ذوي الاختصاص على مرأى ومسمع من قوات الاحتلال الأمريكية، أو مفارز الشرطة العراقية العميلة، وأفادت مصادر مطلعة في وزارة الصحة أن من بين ضحايا عمليات الخطف والابتزاز نخبة من أشهر الأطباء ممن يعملون في حقول طبية نادرة. وذكرت المصادر أن المختطفين هم (17)، وأن قائمة طويلة مازالت مفتوحة أمام أسماء أعربت عن خشيتها من أن تكون مرشحة لمسلسل أعمال الخطف الذي دأبت عليها عصابات مجهولة في العاصمة.
إن حالة الفلتان الأمني في العراق بعد الاحتلال مباشرة، أفسحت المجال لأن تعج الساحة بمختلف الأفعال الإجرامية، بحيث طالت العقول الطبية ذات الاختصاصات العالية والمشهورة أو أحد أبناء عوائلهم. ومن لم يتم اغتياله يصار إلى مطالبة ذويه بعد اختطافه بدفع فدية مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحه ومن ثم إرغامه على مغادرة العراق( ).
كما يُرجَّح أن المطالبة بالفدية، في بعض الأحيان، هي وسيلة للتمويه على عمل الخاطفين الرئيسي في عمليات تصفية العلماء العراقيين( ).
وعقدت جمعية الأطباء العراقيين، في حينه، مؤتمراً فضحت فيه هذه الظاهرة، ودعت إلى الاعتصام في المؤسسات الحكومية؛ لـ«إشعار المجتمع الذي يتحمل جزءاً من ذلك». ودعت إلى عقد اجتماع، للتعبير عن رفض الممارسات غير الإنسانية وغير الأخلاقية التي تقوم بها مجموعة ضالة، ارتضت لنفسها أن تقوم بمثل تلك الأعمال( ).
هذه الحوادث وغيرها الكثير جعلت العديد من المنظمات والهيئات العراقية تسارع إلى التنبيه إلى خطورة الموقف. وكانت نقابة الأطباء قد دعت إلى الاعتصام الجماعي في مقر النقابة، وإضراباً عاماً عن العمل في المشافي والمراكز الصحية احتجاجاً على ما أكد مصدر نقابي أنه اتساع في عمليات اختطاف علماء الطب المشهورين، للاحتجاج على هذه الأوضاع، وحذرت من أن عدم تحسن الوضع الأمني في العراق سيزيد من اتساع ظاهرة خطف الأطباء والعلماء ومقايضتهم بمبالغ خيالية وفق تخطيط وتنفيذ مدروسين( ).

هـ-هجرة قسرية:
حذرت هيئة علماء المسلمين في العراق، منذ العام 2004، من عمليات الاختطاف التي يتعرض لها ذوو الكفاءات العلمية في العراق، كما أشارت إلى أن العديد منهم يتعرضون لضغوط من أجل إجبارهم على النزوح إلى خارج العراق حيث يتعرض العديد منهم إلى الاختطاف والتعذيب على أيدي جهات لم تحددها الهيئة، واكتفت بوصفها بـ«الخفية»( ).
ومن خلال الاجتماع مع عشرات العلماء العراقيين تأكَّد أنهم مقتنعون بأنهم مستهدفون من قبل أطراف لها مصلحة فى منع تقدم العراق، بل إن كثيراً من العلماء الذين تم اختطافهم.. لم يطلق سراحهم قبل أن يقدموا التزاماً صريحاً بمغادرة العراق( ).
و الأرقام المعلنة، حتى أواسط العام 2006، تشير إلى أن حوالي 17 ألف من العلماء والأساتذة أجبروا على الرحيل منذ بدء الاحتلال( ).

و-هجرة منظمة: تنافس بين العدو الصهيوني والمخابرات المركزية الأميركية:
أشار تقرير صادر عن مختبرات سانديا القومية الأمريكية المتضمن برنامجا أمريكيا لاحتواء علماء العراق، إلى تبني الولايات المتحدة الأمريكية برنامجا تقدر كلفته بملايين الدولارات لاحتواء واستيعاب العلماء العراقيين خاصة من يعملون في برامج التسليح( ).
لقد نقلت الولايات المتحدة، حتى حزيران من العام 2004، أكثر من سبعين عالماً عراقياً، دفعت بهم إلى معسكرات خاصة كي تضمن عدم قيامهم بتسريب معلومات عسكرية علمية. وهم موجودون مع مجموعة من العلماء من مختلف الجنسيات كانوا يعملون على برامج لتطوير الأسلحة الليبية في طرابلس الغرب، على أيدي رجال المخابرات الأمريكية( ).
وعلى الرغم من التعاون الوثيق بينهما دار صراع بين وكالة الاستخبارات الأمريكية وجهاز «الموساد الإسرائيلي» على أرض العراق . وكشفت التقارير أن «الموساد» يلاحق العلماء العراقيين وينقلهم مع أبحاثهم إلى «إسرائيل» بطرق خاصة ، ويتم التعامل معهم في أماكن ومعسكرات سرية بشكل يضمن تعاونهم وتنفيذهم للأوامر. وقد استخدمت «إسرائيل» في اختطاف العلماء العراقيين ذات الأسلوب الذي استخدمته في اختطاف عشرات العلماء الروس بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، حيث جرى نقلهم آنذاك في سرية تامة إلى قاعدة في أواسط «إسرائيل» ( ). وأشارت المصادر إلى أن العديد من المهاجرين رفض الحديث عن طبيعة التهديدات الأمنية التي تعرضت إليها، والأسباب التي دعتها لمغادرة العراق والاستقرار في دول الجوار( ).

ز-التحقير والإذلال:
في جريمة تضاف إلى سجل إجرامها استخدمت قوات الاحتلال الأمريكية وسائل إهانة أساتذة الجامعات العراقية وتحقيرهم، في محاولة منها لإذلالهم، وتطويع إرادتهم، كخطوة ترغمهم على إعطاء المعلومات لأجهزة الاحتلال المختصة التي تقوم بملاحقة علماء العراق وتصفيتهم، والحصول على المعلومات الكافية عن العاملين في حقول التصنيع العسكري. وبخاصة منهم أولئك الذين يُحسب أنهم يساعدون المقاومة العراقية على تطوير أسلحتها( ).

ملاحق الباب الثاني
تدمير البنية الحضارية للعراق
البنية الحضارية لها وجهان رئيسان: البنية الثقافية الإنسانية، والبنية الثقافية العلمية. وعندما نتحدث عن العلماء فإنما نقصد كل من له اختصاص عالٍ بتلك الجوانب، وهم يشملون علماء الذرة والتصنيع المدني والعسكري، والباحثون في المختبرات على شتى صنوفها، كما تشمل أساتذة الجامعات على كافة اختصاصاتهم العلمية والإنسانية، من العلماء والخبراء العاملين في مجال الأسلحة الكيماوية والجرثومية، والأطباء والمدرسين، وعلماء التصنيع العسكري من مدنيين وضباطاً في الجيش من الذين حازوا على وسائل التخطيط العسكري الاستراتيجي.
كان استهداف علماء العراق وجهاً من وجوه تدمير المشروع النهضوي الذي باشر به الحكم الوطني بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، بل تأتي تصفيتهم خطوة أساسية من أهداف تدمير ذلك المشروع الذي انبنى على أسس ثقافية عريقة وحديثة تجمع بين إعادة الأمة إلى صف الأمم التي تسهم في بناء حضاري إنساني شامل. وقد ترافقت مع عملية تصفيتهم تصفية للبنية الثقافية الإنسانية والعلمية معاً.

الملحق الرقم (1)
رسالة مفتوحة للأمين العام للجامعة العربية – علماء العراق ينحرون
مركز بغداد لدراسات الوحدة العربية
لاشك أن السيد الأمين العام للجامعة العربية، على علم ودراية كاملة حول ما يجري من عمل منهجي ومبرج بنحر العلماء العراقيين، وبفترات محددة. وان السيد الأمين العام يشاهد ويسمع بشكل منتظم هذا المنظر المؤلم وغير الإنساني. فكل يوم تنقل وسائل الإعلام قتل العديد من العلماء واساتذة الجامعات، وما لم تنقله هذه الوسائل هو الاكثر والامر.. إذ ينحر هؤلاء بشكل يندى له الجبين الإنساني في ظروف غامضة وبدون تمييز بسبب الدين أو الطائفة، يذبحون بشكل وحشي مع زوجاتهم واطفالهم وامام القوات الحكومية وقوات الاحتلال. ولا متابعة ولا محاسبة ولا عقاب للقائمين بهذه الجرائم البشعة. وما يتعرض له العلماء من العسكريين والطيارين الأكثر والأبشع، ضمن قوائم معدة منذ سنوات يعلم بها السيد الأمين العام للجامعة.
وسبق أن أعلمنا الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى قبل اكثر من سنة، ولم يتخذ أي إجراء. متخذا موقفا رسميا امام حكومة عراقية غير شرعية نصبها الاحتلال. وان السيد الأمين العام يستطيع أن يتخذ الكثير لحماية العلماء واساتذة الجامعات.. وبامكانه أن يطلب من الدول العربية توفير الملجأ والعمل في الجامعات العربية. فليس من المنطق أن يناقش الاتحاد الاوربي توفير الملجأ لهم وتدفع اجور معيشتهم وسكناهم، في الوقت الذي تقف فيه الجامعة العربية موقف المتفرج.
وبناء على ذلك، نطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ان يعمل على اصدار قرار من الجامعة يلزم الدول العربية بان تقوم بمنح اللجوء لمن يحمل شهادة عليا من العراقيين، ويسمح لهم ولعوائلهم بالعمل في الجامعات العربية. فعلى الجامعة أن تسجل موقفا قوميا يخلدها التاريخ المعاصر..وتفتخر به.. وان موقف المتفرج واللامبالاة عار وتخاذل..
لفيف من العلماء واساتذة الجامعات العراقية/ شبكة البصرة / 26 حزيران 2007
الملحق الرقم (2)
بعض التقارير الإخبارية تساعد على الإلمام بإحصائيات حسب السنوات
إحصائيات تعود للعام 2004
الأرقام المعلنة عن العلماء والأساتذة، حتى آخر العام 2004، الذين تم اغتيالهم وإجبارهم علي الرحيل مفزعة، ويكفي أن نشير هنا إلي المعلومات التي ذكرت في ندوة عقدت بالقاهرة، تشير إلي أن فرق الاغتيالات الإسرائيلية اغتالت حوالي 310 من علماء وأساتذة العراق، ولاحقاً تم الكشف عن أن أكثر من 500 من علماء العراق، وأساتذته موضوعون علي قوائم الاغتيال الإسرائيلية، وتشير أيضاً إلي أن 17 ألفاً من العلماء والأساتذة أجبروا علي الرحيل عن العراق منذ بدء الاحتلال( ).
إحصائيات تعود للعام 2005
وخلال الأسبوع الأخير من أبريل العام 2005.. شهدت الموصل حملة ضخمة لتهديد الأطباء لإجبارهم على مغادرة العراق. ومن بين الحوادث غير القاتلة التى تعرّض لها هؤلاء العلماء: 33% تم اعتقالهم.. و23% نجوا من محاولات الاغتيال.. و16% تعرضوا للاختطاف.. و11% تعرضوا للتهديد بالقتل.. و17% تعرضوا لتهديدات أخرى( ).
أعلنت شبكة مراقبة حقوق الانسان في العراق أن لديها الاثباتات بمقتل أكثر من 1000 عالم واكاديمي عراقي منذ بداية احتلال العراق لحد الآن. وقد أكدت وزارة الخارجية الامريكية أنً المئات من اساتذة الجامعات العراقية قد قتلوا فعلاً( ).
إحصائيات تعود للعام 2006
يتواصل مسلسل التصفيات الجسدية للكوادر العلمية العراقية، بينما تقف الحكومة العراقية عاجزة عن ردع المجرمين.اَخر هذه الجرائم اغتيال ثلاثة اساتذة جامعيين وإصابة رابع بجروح خطيرة من جامعة ديالى أثناء عودتهم الى منازلهم في بغداد في 19/ 4/2006، من بين الشهداء رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية وزوجته، وهي أستاذة جامعية في الجامعة المذكورة،وتحمل شهادة الدكتوراه.وبذلك أرتفع عدد الأساتذة الجامعيين، الذين قتلوا على يد مسلحين، الى أكثر من 153 استاذاَ- بحسب اَخر إحصائية لرابطة الأساتذة الجامعيين- أغلبهم من حملة الشهادات العليا.
ويذكر ان مسلسل التصفيات الجسدية بدأ بالعلماء النوويين العراقيين أولاً، وطال 16 عالماً منهم. ولم يكن اختيار العلماء العاملين في مجال الذرة للقتل والاغتيال عشوائياً،بالتأكيد، فالشارع العراقي مليء بهذا النوع من القتل العشوائي الذي تمارسه العصابات والجيوش السرية المتحاربة على النفوذ والسلطة، او الموكلة اليها مهمة اعدام الامن في العراق- على حد تعبير الأستاذ زهير الدجيلي(" القبس" الكويتية، 7/9/2005).بعدهم تحول مسلسل القتل الى الأكاديميين الآخرين من مختلف الاختصاصات وفي مختلف الجامعات والمعاهد العراقية.بعد ذلك، جاء دور أساتذة المدارس.ولعل أبشع الجرائم في هذا المسلسل هي ذبح أستاذين أمام طلابهما في المدرسة في مدينة الشعب ببغداد، وفرار الجناة، كالعادة، دون عقاب.وأكدت " ديلي تلغراف" قبل أيام بأنه قتل خلال 4 أشهر 331 مدرسا، كما قتل 9 ممرضين وموظفين صحيين في يوم واحد في الموصل في آذار/ مارس 2006 ( ).
والملاحظ أنه لا توجد لليوم إحصائيات دقيقة عن عدد ضحايا هذه الجرائم البربرية، وما نشر عنها يتسم بالتناقض. فبحسب تصريح لرئيس رابطة الأكاديميين العراقيين الأستاذ عصام الراوي شهدت الاشهر الثمانية عشر، منذ الاحتلال، مقتل نحو 250 من اعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات والمعاهد العراقية. وإن اكثر من الف منهم هرب للخارج. فيما قالت مصادر في وزارة التعليم والبحث العلمي تعرض نحو 200 استاذ جامعي للخطف او الاغتيال. من جهتها،ذكرت وزارة الصحة ان حصيلة اغتيال الاطباء وصلت الي 65 طبيباً منذ سقوط النظام السابق.وأشارت إحصائيات نقابة الأطباء العراقيين إلى مغادرة 10 في المائة على الأقل للبلاد من الأطباء المسجلين والبالغ عددهم 32 ألفاً في بغداد، خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. ويعتقد أطباء آخرون أنهم يمكن أن يكونوا مستهدفين في أي لحظة.وقبل أيام أكد نقيب الأطباء العراقيين في المؤتمر التأسيسي لجمعية الأطباء العراقيين في خارج الوطن،الذي انعقد في دبي من 11- 13 / 4/ 2006، بأن عام 2005 وحده شهد مغادرة نحو 1000 طبيب للخارج، وما يزال غيرهم يحاول،مؤكداً أنه يوقع يومياً نحو40 طلب لأطباء يرغبون مغادرة العراق.وقال إن 67 طبيباً تم اغتيالهم.واَخر الأطباء الذين أعلن عن اغتيالهم كان يقوم بواجبه أثناء حملة تلقيح الأطفال ضد شلل الأطفال- بحسب وكالات الأنباء( ).
190قتيلا، إحصائية أخرى لعدد الأساتذة والعلماء والمفكرين الذي قتلوا في العراق، بحسب رابطة المدرسين الجامعيين، ونحو 300 آخرون تلقوا تهديدات بالقتل( ).
حيث يدل تحليل الإحصائيات التي أعدتها "رابطة التدريسيين الجامعيين" في بغداد أن 80 % من عمليات الاغتيال استهدف العاملين في الجامعات، ويحمل أكثر من نصف القتلى لقب أستاذ وأستاذ مساعد، وأكثر من نصف الاغتيالات وقعت في جامعة بغداد، تلتها البصرة ثم الموصل والجامعة المستنصرية. و62 % من العلماء المغتالين يحملون شهادات الدكتوراه، وثلثهم مختص بالعلوم والطب، و17 % منهم أطباء ممارسون، وقد قُتل ثلاثة أرباع العلماء الذين تعرضوا لمحاولات الاغتيال( ).
وبالإجمال يتحدث بعض الخبراء عن حرق 84٪ من مؤسسات التعليم العالي أو نهبها أو تدميرها، بعد الاحتلال الاميركي، إضافة الى استهداف وغيرهم أو خطفهم.
واستناداً الى معلومات وزارة التعليم العالي العراقية، بلغ عدد القتلى في قطاع التعليم 155 اختصاصياً على الأقل منذ عام 2003، فيما أشارت احصائيات أخرى الى اغتيال 315 عالماً. وتحدثّت إحصائية دولية صدرت أخيراً عن اغتيال أكثر من 100 عالم عراقي خلال السنتين الأوليين من الاحتلال( ).
ووصف الصحافي البريطاني الشهير روبرت فيسك هذه القضية الشائكة قائلاً: « يشعر اعضاء الهيئات التدريسية في جامعات العراق بوجود مخطط لتجريد ذلك البلد من علمائه وأكاديمييه، لاستكمال تدمير الهوية الثقافية للعراق في أعقاب احتلاله عام 2003». ويتضح من هويات العلماء المقتولين أن الأمر لا يدخل ضمن الانتماء الطائفي أو الحزبي، كما أنه يتعدى التخصص الأكاديمي، إذ ينتمي المقتولون إلى تخصصات متنوعة (علوم، طب، هندسة، زراعة، تاريخ، جغرافيا، علوم دينية، واللغات) ( ).

إحصائيات تعود للعام 2007
تشير إلى أن 17 ألفًا من العلماء والأساتذة أُجبروا على الرحيل من العراق منذ بدء الاحتلال( ).

الملحق الرقم (3)
وحدات كوماندوز صهيونية لاغتيال علماء العراق
في وقت مبكر من احتلال العراق، تحديداً في 17/ 4/ 2003، كشف علماء عراقيون، في نداء استغاثة عبر البريد الإلكتروني، أن قوات الغزو الأمريكية والبريطانية التي لديها كشوف بأسماء وعناوين هؤلاء العلماء تدهم منازلهم وتحقق معهم وتعتقل بعضهم وتطالبهم بتسليم ما لديهم من أبحاث وأوراق.
فقد أرسل عدد من علماء العراق وأساتذة الجامعات نداء استغاثة عبر البريد الإلكتروني أشاروا فيه إلى أن قوات الاحتلال الأمريكي تهدد حياتهم، وقال عدد منهم في رسائل بالبريد الإلكتروني إنهم أملوا هذه الرسالة لأحد العلماء العراقيين الشرفاء في هولندا بالهاتف عن طريق القمر الصناعي، وطلبوا منه أن يرسلها لكل الجهات المعنية للعمل على إنقاذهم من عمليات المداهمة والتحقيق والاعتقال التي تنفذها ضدهم قوات الاحتلال، وتطالبهم خلالها بتسليم ما لديهم من وثائق وأبحاث علمية، خصوصًا علماء الفيزياء والرياضيات والكيمياء.
وكشفت الرسالة التي حملت توقيع علماء الأمة المهددة أن بعضهم تم تحديد إقامته في بيته ووضع حراسة عليه، وتم منعهم من الذهاب لجامعاتهم ومعاملهم، في حين بدأت مفاوضات مع البعض الآخر -من جانب من يعتقد أنهم رجال مخابرات أمريكيون- لنقلهم إلى مراكز بحثية غربية لم تحددها الرسالة التي ناشدت العالم إنقاذهم من العدوان الأمريكي عليهم الذي يتعمد طمس العقل العراقي والهيمنة عليه.
وأشارت الرسالة إلى أن جنود الاحتلال يشجعون أعمال السلب والنهب ويقومون بنقل غوغاء على عربات خاصة إلى المؤسسات العلمية، ومنها جامعة الموصل والمعاهد التعليمية، ويستغلون هذه الفوضى في تدمير مراكز الأبحاث ومصادرة كل الوثائق وأوراق المشروعات الأكاديمية الموجودة بهذه المؤسسات لحرمان العراق من أي نواة لنهضة علمية، على حد تعبير الرسالة.
وفي ظل الفوضى التي شجعتها قوات الاحتلال في العراق سيكون من الطبيعي أن يجري تبرير مقتل هؤلاء العلماء ضمن أعمال الفوضى والنهب والسلب وكأن شيئًا لم يكن، بل إن هناك تكهنات بأن تسليم المستشار العلمي للرئيس العراقي الفريق عامر السعدي نفسه للقوات الأمريكية بحضور التلفزيون الألماني استهدف إنقاذ نفسه من أيدي فرق الاغتيال هذه.
وقد دفعت هذه الأعمال الأمريكية رئيس هيئة الطاقة الذرية محمد البرادعي لتوجيه رسالة إلى واشنطن يطالبها فيها بحماية معاهد الأبحاث النووية العراقية ومنع تخريبها أو إخراج مواد نووية منها وأبدى البرادعي تشككه في تلفيق واشنطن أدلة ضد العراق لتبرير عدوانها بقوله لصحيفة بيلد إم سونتاج إن تحليل المواد المشبوهة في المختبرات الأمريكية لا يكفي، والنتائج يجب أن يدرسها مفتشو الأمم المتحدة، وإنه لا يمكن بغير هذه الطريقة إصدار إعلانات تتمتع بالمصداقية حول وجود أسلحة للدمار الشامل في العراق وأضاف أن الدليل على امتلاك العراق أسلحة للدمار الشامل لم يقدم حتى الآن .
كما أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية قائمة تتألف من 52 مسؤولاً عراقيًا من المطلوبين، بينهم عدد من علماء العراق النوويين والبيولوجيين.
وشرح البريجادير جنرال فينسنت بروكس في مقر القيادة المركزية في قطر أهمية هؤلاء العلماء بقوله بأن الولايات المتحدة لها أهداف أخرى أيضا غير الإطاحة بصدام، وعلى الأخص القضاء على مقدرة العراق على تطوير أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية.. وما زال أمامنا كثير من العمل الذي يجب أن نقوم به ضمن برنامج القضاء على أسلحة الدمار الشامل.
وقد ترددت أنباء عن هرب بعض هؤلاء العلماء العراقيين إلى دول أخرى -على غرار ما فعل العلماء الألمان عقب الحرب العالمية( ).

الملحق الرقم (4)
آخر قائمة بأسماء العلماء العراقيين الذين اغتيلوا
دورية العراق. وكالة الأخبار العراقية. (مع إضافة معلومات حصلنا عليها من مصادر أخرى): في كارثة أقل ما يقال فيها أنها تمثل أكثر مآسي القرن الحادي والعشرين.. تم استهداف مجموعة كبيرة من العقول والأدمغة من مختلف الاختصاصات، يمثلون نخبة العراق المميزة التي كانت رأسماله على مر عشرات السنين من العمل والعلم المتواصل..
وفي سعي من بعض الجماعات السياسية التي تقوم بتنفيذ مخطط يسعى لإفراغ العراق من هذه النخبة ذات الفكر المستقل والشهادات العليا في كافة التخصصات وفي محاولة لعرض أجندتهم الخاصة على هذا البلد المنكوب بالاحتلال ووقف عجلة التطور في المجتمع العراقي..
ولأهمية هؤلاء (الشهداء باذن الله) في ضمير وتاريخ العراق الحديث وتخليداً لأسمائهم ودورهم في وطنهم تنشر الاتجاه الآخر أسماء بعض مواكب الشهداء من علماء العراق الذين اغتيلوا على يد قوى الغدر والعمالة والإرهاب والاحتلال مع ذكر اختصاصاتهم العلمية منذ الاحتلال الأجنبي للعراق نيسان عام 2003 ولغاية نيسان من عام 2006 مشيرين إلى أن العديد من هذه الأسماء لم تنشر سابقاً.
1- الأستاذ الدكتور محمد عبدالله الراوي، رئيس جامعة بغداد،نقيب الأطباء العراقيين،زميل الكلية الملكية الطبية، اختصاص باطنية، اغتيل في عيادته الطبية بمنطقة المنصور عام 2003. تم اغتياله يوم 27 يوليو 2003.. عندما دخل رجلان عيادته الخاصة.. ادعى أحدهما إصابته بمغص حاد.. وكان يخفى مسدساً أطلق منه الرصاص على د. الراوى فأراداه قتيلاً على الفور (موقع قرية القنية: (عماد): « الموساد وراء اغتيال وخطف 530 بروفيسوراً وعالماً عراقياً»)
2-أ.د.مكي حبيب المؤمن، خريج جامعة مشيغان الأميركية اختصاص في مادة التاريخ المعاصر، أستاذ سابق في جامعة البصرة وبغداد ومركز الدراسات الفلسطينية وجامعتي أربيل والسليمانية. بعد السقوط تعرض إلى حادث سيارة مفتعل وتوفي يوم 20/6/2003 بعد أن أقعده المرض.
3- أ. د. محمد عبد المنعم الأزميرلي، جامعة بغداد،كلية العلوم، قسم الكيمياء، من مصر العروبة يحمل الجنسية العراقية، تمت تصفيته من قبل قوات الاحتلال في معتقل المطار منتصف عام 2003 لأنه يحمل دكتوراه كيمياء وهو عالم متميز وعمل في مراكز بحثية متخصصة.
4-أ. د. عصام شريف محمد التكريتي، جامعة بغداد، كلية الآداب، قسم التاريخ، عمل سفيراً للعراق في تونس منتصف التسعينات، اغتيل في منطقة العامرية يوم 22/10/2003 مع (5) أشخاص من أصدقائه.
5-أ. د. مجيد حسين علي، جامعة بغداد، كلية العلوم، متخصص في مجال بحوث الفيزياء النووية، تمت تصفيته مطلع عام 2004 لأنه عالم ذرة. (جرى اغتياله بسرعة فائقة أثناء قيادته سيارته في قلب العاصمة العراقية ، عندما اقتربت منها سيارة الجناة وبادرته بإطلاق النار ليسقط مضرجاً في دمائه على الفور ، وأظهر الكشف الطبي على الجثة أن القتيل أصيب بعيار ناري في الظهر باتجاه القلب . بينما أكدت عائلة العالم العراقي خلال التحقيق بأنه لم يعد إلى منزله قبل أسبوع من مقتله ، نافين وجود عداء له مع أي أحد/ محيط - فتحي مجدي / 2004-06-20 : رصاصة واحدة تكفي : حملة اغتيال علماء العراق وتصفيتهم .. خطة صهيونية – أمريكية.).
6- أ. د. عماد سرسم، أستاذ جراحة العظام والكسور، زميل كلية الجراحين الملكية عميد كلية الطب في جامعة بغداد سابقاً، عضو الهيئة الإدارية لنقابة الأطباء العراقيين، عضو اتحاد الأطباء العرب.
7- أ. د.صبري مصطفى البياتي، رئيس قسم الجغرافية، كلية الآداب، جامعة بغداد، اغتيل في حزيران 2004. (بثلاثة أعيرة نارية أطلقها عليه مجهولون لدى خروجه من حرم الجامعة في الثالث عشر من يونيو 2004/ محيط - فتحي مجدي / 2004-06-20 : رصاصة واحدة تكفي : حملة اغتيال علماء العراق وتصفيتهم .. خطة صهيونية – أمريكية.).
8- أ. د. أحمد الراوي، أستاذ سابق في كلية الزراعة، جامعة بغداد/قسم التربة، نسب للعمل في مركز (إباء) التخصصي. قتل مع زوجته عام 2004 على الطريق السريع في منطقة الغزالية.
9- أ. د. عدنان عباس خضير السلماني، مدير في وزارة الري، أستاذ في كلية المأمون، اختصاص تربة استشهد في الفلوجة عام 2004.
10- أ. د. وجيه محجوب الطائي، اختصاص تربية رياضية، مدير عام التربية الرياضية في وزارة التربية.
11- أ. د. علي حسين كامل، جامعة بغداد،كلية العلوم، قسم الفيزياء.
13-أ. د. مصطفى المشهداني، جامعة بغداد،كلية الآداب، اختصاص علوم إسلامية.
14- أ. د. خالد محمد الجنابي، جامعة بابل،كلية الآداب، اختصاص تاريخ إسلامي.
15- أ. د. شاكر الخفاجي، جامعة بغداد،شغل منصب مدير عام الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، اختصاص إدارة أعمال.
16- أ. د. عبد الجبار مصطفى، عميد كلية العلوم السياسية، جامعة الموصل، اختصاص علوم سياسية.
17- أ. د. صباح محمود الربيعي، عميد كلية التربية، الجامعة المستنصرية.
18-أ. د. أسعد سالم شريدة، عميد كلية الهندسة، جامعة البصرة، دكتوراه هندسة.
19- أ. د. ليلى عبدالله سعيد، عميد كلية القانون، جامعة الموصل، دكتوراه قانون، اغتيلت مع زوجها.
20- أ. د. منير الخيرو، زوج د. ليلى عبد الله، كلية القانون، جامعة الموصل، دكتوراه قانون.
21- أ. د. سالم عبد الحميد، عميد كلية الطب، الجامعة المستنصرية، طب وقائي.
22- أ. د. علاء داود، مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية، جامعة البصرة.
23-أ. د. حسان عبد علي داود الربيعي، مساعد عميد كلية الطب، جامعة بغداد.
24-أ. د. مروان رشيد، مساعد عميد كلية الهندسة، جامعة بغداد.
25- أ. د. فلاح علي حسين، عميد كلية العلوم / الجامعة المستنصرية.
26- مصطفى محمد الهيتي، عميد كلية الصيدلة، جامعة بغداد، علوم الصيدلة.
27- أ. د. كاظم مشحوط عوض، عميد كلية الزراعة، جامعة البصرة.
28- أ. د. جاسم محمد الشمري، عميد كلية الآداب / جامعة بغداد.
29- أ. د. موفق يحيى حمدون، معاون عميد كلية الزراعة، جامعة الموصل.
30- أ. د. عقيل عبد الجبار البهادلي، معاون عميد كلية الطب، جامعة النهرين.
31- أ. د. إبراهيم طلال حسين، معاون عميد كلية التربية، الجامعة المستنصرية.
32- أ. د. رعد شلاش، رئيس قسم البايولوجي، كلية العلوم، جامعة بغداد.
33- أ. د. فؤاد إبراهيم محمد البياتي، رئيس قسم اللغة الألمانية، كلية اللغات، جامعة بغداد، اغتيل أمام منزله في حي الغزالية في بغداد يوم 19/4/2005.
34- أ. د. حسام الدين أحمد محمود، رئيس قسم التربية، الجامعة المستنصرية.
35- أ. د. عبد اللطيف علي المياح، معاون مدير مركز دراسات الوطن العربي، جامعة بغداد، اغتيل أوائل عام 2004 بعد يوم واحد من ظهوره على شاشة إحدى الفضائيات العربية وهو يطالب بإجراء انتخابات نيابية.
36- أ. د. هشام شريف، رئيس قسم التاريخ، جامعة بغداد.
37- أ. د. إيمان يونس، رئيس قسم الترجمة، جامعة الموصل.
38- أ. د. محمد كمال الجراح، اختصاص لغة إنكليزية، جامعة بغداد، نسب للعمل في المملكة المغربية، آخر موقع له مدير عام في وزارة التربية، اغتيل في منطقة العامرية يوم 10/6/2004.
39- أ. د. وسام الهاشمي، رئيس جمعية الجيولوجيين العراقية.
40- أ. د. رعد عبد اللطيف السعدي، مستشار في اللغة العربية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اغتيل يوم 28/5/2005 في منطقة البياع ببغداد.
41- أ. د. موسى سلوم أمير الربيعي، معاون عميد كلية التربية، الجامعة المستنصرية، اغتيل يوم 28/5/2005 في منطقة البياع ببغداد.
42- أ. د. حسين ناصر خلف، باحث في كلية الزراعة، مركز بحوث النخيل، جامعة البصرة، بتاريخ 22/5/2005 عثر على جثته في منطقة الفيحاء بعد اختطافه يوم 18/5/2005.
43- أ. د. محمد تقي حسين الطالقاني، دكتوراه فيزياء نووية.
44- أ. د. طالب إبراهيم الظاهر، جامعة ديالى، كلية العلوم، اختصاص فيزياء نووية، اغتيل في بعقوبة شهر آذار 2005.
45-أ. د. هيفاء علوان الحلي، جامعة بغداد، كلية العلوم للبنات، اختصاص فيزياء.
46- أ. د. عمر فخري، جامعة البصرة، كلية العلوم، اختصاص في العلوم البيولوجية.
47-أ. د. ليث عبد العزيز عباس، جامعة النهرين، كلية العلوم.
48- أ. د. عبد الرزاق النعاس، جامعة بغداد، كلية الإعلام، اغتيل يوم 28/1/2006.
49- أ. د. محمد فلاح هويدي الجزائري، جامعة النهرين، كلية الطب، اختصاص جراحة تقويمية، اغتيل يوم عودته من أداء فريضة الحج مطلع عام 2006 وهو طبيب في مستشفى الكاظمية التعليمي.
50-أ. د. خولة محمد تقي، جامعة الكوفة، كلية الطب.
51-أ. د. هيكل محمد الموسوي، جامعة بغداد، كلية الطب.
52-أ. د. رعد أوخسن البينو، جامعة الأنبار، كلية الطب، اختصاص جراحة.
53-أ. د. أحمد عبد الرحمن حميد الكبيسي، جامعة الأنبار، كلية الطب، هيئة التدريس.
54-أ. د. نؤيل بطرس ماثيو، المعهد الطبي، الموصل.
55-أ. د. حازم عبد الهادي، جامعة بغداد، كلية الطب، دكتوراه طب.
56- أ. د. عبد السميع الجنابي، الجامعة المستنصرية، عميد كلية العلوم، اغتيل طعناً بالسكين عندما بدأ بتطبيق قرار وزارة التعليم العالي بمنع استخدام الجامعات منابر للمظاهر الطائفية.
57-أ. د. عباس العطار، جامعة بغداد، دكتوراه علوم إنسانية.
58-أ. د. باسم المدرس، جامعة بغداد، دكتوراه علوم إنسانية.
59-أ. د. محيي حسين، الجامعة التكنولوجية، دكتوراه هندسة ديناميكية.
60- أ. د. مهند عباس خضير، الجامعة التكنولوجية، اختصاص هندسة ميكانيك.
61-أ. د. خالد شريدة، جامعة البصرة، كلية الهندسة، دكتوراه هندسة.
62-أ. د. عبد الله الفضل، جامعة البصرة، كلية العلوم، اختصاص كيمياء.
63- أ. د. محمد فلاح الدليمي، الجامعة المستنصرية، معاون عميد كلية العلوم، دكتوراه فيزياء.
64-أ. د. باسل الكرخي، جامعة بغداد، كلية العلوم، اختصاص كيمياء.
65-أ. د. جمهوركريم خماس الزرغني، رئيس قسم اللغة العربية جامعة البصرة، وهو أحد النقاد المعروفين على الصعيد الثقافي في البصرة، خطف يوم 7/7/2005، وجدت جثته في منطقة القبلة الواقعة على بعد 3 كلم جنوب مركز البصرة.
66-أ. د. زكي ذاكر العاني، الجامعة المستنصرية، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، اغتيل أمام بوابة الجامعة المستنصرية يوم 26/8/2005.
67- أ. د. هاشم عبد الكريم، الجامعة المستنصرية، كلية التربية، اغتيل أمام بوابة الجامعة المستنصرية يوم 26/8/2005.
68- أ. د. ناصر أمير العبيدي، جامعة بغداد.
69- أ. د. نافع عبود، اختصاص أدب عربي، جامعة بغداد.
70-أ. د. مروان الراوي، اختصاص هندسة، جامعة بغداد.
71- أ. د. أمير مزهر الدايني، اختصاص هندسة الاتصالات.
72- أ. د. عصام سعيد عبد الكريم، خبير جيولوجي، في وزارة الإسكان، يعمل في المركز الوطني للمختبرات الإنشائية، خطف يوم 28/9/2004 واغتيل يوم 1/10/2004.
73-أ. د. حكيم مالك الزيدي، جامعة القادسية، كلية الآداب، قسم اللغة العربية.
74- أ. رافي سركسيان فانكان، ماجستير لغة إنكليزية، مدرس في كلية التربية للبنات، جامعة بغداد.
75-أ. د. نافعة حمود خلف، جامعة بغداد، كلية الآداب، اختصاص لغة عربية.
76- أ. د. سعدي أحمد زيدان الفهداوي، جامعة بغداد، كلية العلوم الإسلامية.
77- أ. د. سعدي داغر مرعب، جامعة بغداد، كلية الآداب.
78- أ. د. زكي جابر لفتة السعدي، جامعة بغداد، كلية الطب البيطري.
79- أ.خليل إسماعيل عبد الداهري، جامعة بغداد، كلية التربية الرياضية.
80-أ. د. محمد نجيب القيسي، الجامعة المستنصرية، قسم البحوث.
81-أ. د. سمير يلدا جرجيس، الجامعة المستنصرية، معاون عميد كلية الإدارة والاقتصاد، خطف من أمام بوابة الجامعة المستنصرية في آب 2005 ووجدت جثته ملقية في أحد الشوارع يوم 25/8/2005.
82-أ. د. قحطان كاظم حاتم، الجامعة التكنولوجية، كلية الهندسة.
83- أ. د. محمد الدليمي، جامعة الموصل، كلية الهندسة، هندسة ميكانيكية.
84-أ. د. خالد فيصل حامد شيخو، جامعة الموصل، كلية التربية الرياضية.
85- أ. د. محمد يونس ذنون، جامعة الموصل، كلية التربية الرياضية.
86- أ. د. إيمان عبد المنعم يونس، جامعة الموصل، كلية الآداب.
87-أ. د. غضب جابر عطار، جامعة البصرة، كلية الهندسة.
88- أ. د. كفاية حسين صالح، جامعة البصرة، مدرسة في كلية التربية.
89- أ. د. علي غالب عبد علي، جامعة البصرة، كلية الهندسة.
90- أ. د. محفوظ محمد حسن القزاز، كلية التربية / قسم العلوم التربوية والنفسية / جامعة الموصل، بتاريخ 25/12/2004، لقي مصرعه إثر إطلاق نار عشوائي من قبل القوات المحتلة الأميركية قرب جامع الدكتور أسامة كشمولة في محافظة نينوى.
91-أ. د. فضل موسى حسين، جامعة تكريت، كلية التربية الرياضية.
92- أ. د. محمود إبراهيم حسين، جامعة تكريت، كلية التربية.
93- أ. د. أحمد عبد الهادي الراوي، جامعة الأنبار، كلية الزراعة.
94- أ. د. شاكر محمود جاسم، جامعة الأنبار، كلية الزراعة.
95- أ. د. عبد الكريم مخلف صالح، جامعة الأنبار، كلية الآداب/ قسم اللغة العربية.
96-أ. د. محمد عبد الحسين واحد، معهد الإدارة الفني - بغداد.
97- أ. د. أمير إبراهيم حمزة، معهد بحوث السرطان، هيئة المعاهد الفنية.
98- أ. د. محمد صالح مهدي، معهد بحوث السرطان، هيئة المعاهد الفنية.
99- أ. د. سعد ياسين الأنصاري، جامعة بغداد.
100-أ. د. سعد الربيعي، جامعة البصرة، كلية العلوم، اختصاص علوم بيولوجية.
101- أ. د. نوفل أحمد، جامعة بغداد، كلية الفنون الجميلة.
102- أ. د. محسن سليمان العجيلي، جامعة بابل، كلية الزراعة.
103-أ. د. ناصر عبد الكريم مخلف الدليمي، جامعة الأنبار.
104-أ. د. حامد فيصل عنتر، جامعة الأنبار، كلية التربية الرياضية.
105-أ. د. عبد المجيد حامد الكربولي، جامعة الأنبار.
106-أ. د. غالب الهيتي، جامعة بغداد، أستاذ في الهندسة الكيمياوية، اغتيل في آذار 2004. (أطلق عليه مسلحون النار أثناء عودته من عمله إلى منزله ، بعد أن تجاهل تهديدات بالقتل إذا لم يترك عمله / محيط - فتحي مجدي / 2004-06-20: حملة اغتيال علماء العراق وتصفيتهم .. خطة صهيونية – أمريكية).
107- الدكتور اللواء سنان عبد الجبار أبوكلل، جامعة البكر للدراسات العليا، استشهد في سجن أبو غريب عام 2004.
108-د. علي جابك المالكي، اختصاص محاسبة، منسب إلى وزارة المالية، مديرية الضريبة العامة، اغتيل عام 2004.
109- أ. عاشور عودة الربيعي، ماجستير جغرافية بشرية-جامعة مشيغان، مدير مركز الدراسات والبحوث ، اغتيل في منطقة العامرية عام 2004.
110- أ. د. كاظم طلال حسين، معاون عميد كلية التربية الأساسية، الجامعة المستنصرية، اغتيل يوم 25/11/2005 في منطقة الصليخ مع 3 من مرافقيه.
111- أ. د. مجبل الشيخ عيسى الجبوري، عضو لجنة كتابة الدستور، اغتيل يوم 19/7/2005 في بغداد.
112- أ. د. ضامن حسين عليوي العبيدي، عميد كلية الحقوق، جامعة صلاح الدين، عضو لجنة كتابة الدستور، قتل يوم 19/7/2005 في بغداد.
113- أ. د. أسامة يوسف كشمولة، جامعة الموصل، كلية الزراعة، دكتوراه زراعة، عين محافظاً للموصل يوم 5/4/2005 وُشيع يوم 14/7/2004.
114- أ. د. علي مهاوش، عميد كلية الهندسة-الجامعة المستنصرية، اغتيل يوم 13/3/2006.
115- د.كاظم بطين الحياني، أستاذ علم النفس، كلية الآداب، الجامعة المستنصرية، خطفته عناصر تابعة لأحد الأحزاب الدينية، في 3/3/2006 وجدت جثته في مشرحة الطب العدلي وعليها آثار التعذيب، شغل منصب محافظ القادسية حتى عام 1991.
116- أ. د. صلاح عزيز هاشم، المعهد الفني محافظة البصرة، اغتيل يوم 5/4/2006. (قبل أربعة أيام من تنفيذ الجريمة تناقلت وسائل الأعلام خبر اغتيال الأستاذ الجامعي صلاح عزيز هاشم ( 39 سنة ) أمام باب المعهد الفني في مدينة البصرة. وأفاد شهود عيان من طلاب المعهد أن المجموعة المسلحة كانت تستقل سيارة نوع كراون بيضاء اللون عندما أطلقت النار أمام المعهد وعدد من الطلاب المتواجدين أثناء الحادث وقال الشهود إن الأستاذ صلاح قتل رمياً بالرصاص وحاولنا مراراً الاتصال بقسم الطوارئ في شرطة البصرة لكن الاستجابة جاءت متأخرة جداً( ).
117-أ. د. عبد الكريم حسين، جامعة البصرة، كلية الزراعة، اغتيل في 11/4/2006.
118- ا.المهندس حسين علي إبراهيم الكرباسي، الجامعة التقنية – بغداد – الزعفرانية، قسم المساحة اغتيل يوم 16/4/2006 في منطقة العامرية.
119- أ. د. عبد الستار الأسدي، معاون عميد كلية التربية، جامعة ديالى، اغتيل يوم 19/4/2006 مع (3) من الأساتذة.
120-أ. د. سلام حسين المهداوي، كلية التربية، جامعة ديالى، اغتيل يوم 19/4/2006.
121- أ. د. مشحن حردان مظلوم العلواني، جامعة ديالى، اغتيل يوم 19/4/2006.
122- أ. د. ميس غانم، قسم اللغة الإنكليزية، جامعة ديالى، زوجة الدكتور مشحن حردان العلواني، اغتيلت يوم 19/4/2006.
123- أ. د. عبد الستار جبار، جامعة ديالى، كلية الطب البيطري، اغتيل يوم 22/4/2006.
124- أ. د. مهند الدليمي، جامعة بغداد- كلية الهندسة، اغتيل عام 2004.
125- أ. د. حسن الربيعي، عميد كلية طب الأسنان- جامعة بغداد، اغتيل يوم 25/12/2004 عندما كان يقود سيارته وبصحبته زوجته.
126- أ. د. أنمار التك، كلية الطب / جامعة الموصل، أحد أشهر أطباء العيون في العراق، حاصل على درجة بروفيسور، اغتيل في شهر تشرين أول 2004.
127- أ. د. المهندس محيي حسين، اختصاص هندسة طائرات / جامعة بغداد، اغتيل منتصف عام 2004.
128- أ. د. فيضي محمد الفيضي، جامعة الموصل، عضو هيئة علماء المسلمين في الموصل، اغتيل أمام داره في منطقة المثنى بالموصل بتاريخ 22/11/2004، خريج كلية الشريعة عام 1985، حاصل على الدكتوراه نهاية التسعينات.
129-الدكتور العميد منذر البياتي، (طبيب) اغتيل أمام داره في السيدية يوم 18/6/2005.
130-الدكتور العميد صادق العبادي، (طبيب) اغتيل يوم 1/ 9/ 2004، في منطقة الشعب في بغداد أمام المجمع الطبي الذي شيده لتقديم الخدمات الطبية بأسعار رمزية.
131- الدكتور عامر محمد الملاح، رئيس قسم الجراحة في المستشفى الجمهوري التعليمي، اغتيل قرب داره يوم 3/10/2004.
132- الدكتور رضا أمين، معاون فني في مستشفى كركوك التعليمي، اغتيل يوم 15/8/2005 في كركوك.
133-الدكتور عبد الله صاحب يونس، مدير مستشفى النعمان التعليمي في الأعظمية، اغتيل يوم 18/5/2005.
134- أ. إبراهيم إسماعيل، مدير عام تربية كركوك، اغتيل يوم 30/8/2004 عندما كان متوجها إلى المعهد التكنولوجي جنوب كركوك.
135-أ.راجح الرمضاني، مشرف تربوي اختصاص، اغتيل بتاريخ 29/9/2004 عند خروجه من جامع (ذياب العراقي) في محافظة نينوى.
136- أ. د. جاسم محمد العيساوي، أستاذ في كلية العلوم السياسية /جامعة بغداد، عضو في هيئة تحرير صحيفة )السيادة)، أحد الأعضاء المفاوضين مع لجنة صياغة الدستور، اغتيل يوم 22/6/2005 في مدينة الشعلة في بغداد وعمره (61) عاماً.
137-الدكتور المهندس عبد الستار صابر الخزرجي، كلية الهندسة /جامعة بغداد، اغتيل يوم 21/6/2005 وهو من سكنة مدينة الحرية في بغداد.
138- أ. د. حيدر البعاج، مدير المستشفى التعليمي في البصرة.
139- أ. د. عالم عبد الحميد، عميد كلية الطب، جامعة البصرة.
140- أ. د. محمد عبد الرحيم العاني، أستاذ في كلية القانون/الجامعة المستنصرية، وطالب دكتوراه في كلية العلوم الإسلامية / جامعة بغداد، عضو هيئة علماء المسلمين، اعتقل يوم 27/4/2006 من جامع الفاروق شارع فلسطين في بغداد من قبل عناصر وزارة الداخلية، وجدت جثته في مشرحة الطب العدلي في بغداد يوم 2/5/2006.
141- الدكتور قاسم يوسف يعقوب رئيس قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة البصرة اغتيل في 16/6/2006 اثناء رجوعه من الجامعة في احد التقاطعات.
قسم الدراسات السياسية
مركز الإعلام التركماني العالمي (Global Turkmen Media Centre)

الملحق الرقم (5)
أسماء العلماء الذين اغتيلوا ولم ترد أسماؤهم في لائحة دورية العراق
-اغتالت مجموعة مسلحة يوم الأحد 9 نيسان 2006الدكتور درب مهدي الموسوي مدير مركز الأنف والأذن والحنجرة في مدينة الطب عندما فتحوا نيران أسلحتهم وأردوه قتيلآ قبل الدخول إلى عيادته في شارع المغرب بمنطقة الأعظمية حسب ما أفاد به شهود العيان الذين كانوا متواجدين في مكان الحادث( ).
-الأستاذ ماجد ناصر حسين: نقلاً عن مصدر في الشرطة العراقية، الموالية للاحتلال، قتله مسلحون مجهولون، وهو أحد أساتذة كلية الطب البيطري في جامعة بغداد، أثناء عودته من مقر عمله إلى محل سكنه في منطقة العامرية غربي بغداد. هذا، وأكد شهود عيان أن العصابات الصفوية هي من قامت بهذه الجريمة. (18-1-2007م: مفكرة الإسلام).
-الاستاذ الدكتور منتظر الحمداني والاستاذ الدكتور علي جسام وهما في طريقهما الى بيوتهم في منطقة الصليخ ببغداد.. وقد اغتيل معهـما شخصان آخران أحدهما طالب والآخر لم تُعرف هويتهُ، ويُعتقد انهُ يرافق الدكتور الحمداني (5/7/2006 بغداد ـ القدس العربي).
- الدكتور خالد النائب: رئيس قسم في جامعة النهرين الطبية (واختصاصه المناعة والأحياء المجهرية الطبية) ومن الباحثين المتميزين ولهُ أبحاث مشتركة مع عدد من الجامعات العالمية والمراكز الطبية خارج العراق (تفصيلات عنه في الملحق شهادات حية). (اختُطف عند مغادرته جامعة "بين النهرين" في منطقة الكاظمية. ووجدت جثته مرمية في الشارع، وقد اخترقت خمس رصاصات رأسه ورقبته).
-الأستاذ ماجد جاسم محمود الجنابي أستاذ في الجامعة التكنولوجية وأحد علماء الذرة، اغتيل بتفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارته جنوب بغداد. وقال مصدر في الشرطة العراقية إن عبوة ناسفة استهدفت سيارته، في منطقة الإسكندرية (بغداد - خدمة قدس برس).
-الدكتور جاسم محمد الزهري: يشغل منصب عميد كلية الادارة والاقتصاد بجامعة بغداد، قُتل مع زوجته وابنه عندما كان يروم الخروج من الباب الخلفي لكلية الادارة والاقتصاد بجامعة بغداد في منطقة الوزيرية. (2/11/2006م ).
-الدكتور منتظر محمد الحمداني، معاون عميد كلية القانون في الجامعة المستنصرية، اغتيل بوابل من الرصاص في منطقة الصليخ" شمال العاصمة بغداد. 21-12-2006م .
- الدكتور علي جسام، قُتل في سيارة الدكتور منتظر الحمداني. 21-12-2006م.
-الدكتور حارث عبد الحميد: أستاذ علم النفس، ورئيس مركز الصحة النفسية في جامعة بغداد، اغتيل بعد يومين من حديثه في فضائية "الجزيرة" الإنجليزية عن ذبح العراقيين في المستشفيات. حاصل على ليسانس آداب في الدراسات الإسلامية واللغة العربية من جامعة الأزهر، وبكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة بغداد، ودبلوم الدراسات الموسيقية من معهد الفنون الجميلة ببغداد، وماجستير في الطب النفسي والأمراض العصبية من جامعتي لندن ودبلن. ورئس الحارث أقسام الأمراض النفسية والعصبية في مستشفيات عدة في العراق ويُعتبر من رواد علم "الباراسايكولوجي"، الذي يبحث في تبادل الأفكار عن بُعد وغيرها من الظواهر النفسية الخارقة..
-الدكتور نهاد الراوي: مساعد رئيس جامعة بغداد، اغتيل في منطقة البياع في أواخر حزيران/ يونيو من العام 2007.

الملحق الرقم (6)
شهادات حية
(شهادة 1): مذبحة للأساتذة الجامعيين العراقيين منذ سقوط بغداد
بغداد - من نافع عبد الجبار واحمد فدعم: اعلنت هيئة عراقية مستقلة الخميس ان اكثر من 200 استاذ جامعي عراقي قتلوا منذ سقوط بغداد في نيسان/ابريل 2003 وحذرت من ان المئات من الاساتذة حزموا امتعتهم وقرروا مغادرة العراق بعد ان ينتهي العام الدراسي الحالي.
وقال عصام الراوي رئيس رابطة التدريسيين العراقيين ان "217 استاذا جامعيا تمت تصفيتهم منذ احتلال العراق حتى يومنا هذا".
واوضح ان "هذا الرقم يمثل الحد الادنى من الارقام التي لدينا، لافتقارنا الى مراكز بحوث وعلاقات مع الاحزاب السياسية".
واضاف الراوي ان "من بين القتلى 160 استاذا جامعيا مسجلين رسميا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بينما يرتبط 57 منهم بشكل او بأخر بتقديم المحاضرات او الاشراف على الدراسات العليا".
وتابع "اذا اضفنا الى هذه الكفاءات حملة شهادتي الماجستير والدكتوراه الذين تم اغتيالهم في الفترة نفسها فان العدد سيتجاوز 500 قتيل".
وحذر من ان "العشرات بل المئات من اساتذة الكليات والجامعات حزموا امتعتهم وقرروا مغادرة العراق بعد ان ينتهي العام الدراسي الحالي"، معتبرا ان "ذلك سيكون اشبه بالكارثة العلمية والاكاديمية والاجتماعية".
ويقول الاستاذ محمد ناصر (56 عاما) الذي يحمل دكتوراه في ادارة الاعمال ويعمل استاذا في جامعة بغداد "قبل نحو تسعة اشهر وعندما غادرت منزلي صباحا مستقلا سيارتي الخاصة متوجها الى مقر عملي، اعترضني شخص ملثم اطلق علي النار من مسدس ما ادى الى اصابتي باربع طلقات في راسي ويدي واثنتين في بطني وتركني بعدما ظن انني مت".
واضاف "كان لهذا الحادث الاثر البالغ في نفسي وعائلتي المكونة من ثلاثة ابناء وزوجتي، فلم اعد اسمح لاي من ابنائي بمغادرة المنزل بصورة منفردة حتى لو كان الامر يتعلق بالذهاب الى مدارسهم واتخذت جملة من الاجراءات بغية ضمان امن العائلة".
واشار ناصر الى انه يسعى للحصول على فرصة عمل خارج العراق كي يحمي نفسه وعائلته، وقال "سأغادر على كل حال ان لم يكن هناك مؤشرات الى تحسن الوضع الامني".
واكد وسام السامرائي (40 عاما) استاذ اللغة العربية في جامعة بغداد انه ترك العمل بعدما تلقى تهديداً بالاختيار بين الموت او ترك العمل. وقال "الان انا عاطل عن العمل وليس امامي الا ان اغادر العراق حالماً ينهي أبنائي عامهم الدراسي".
واكد طبيب عظام يعمل محاضرا في احدى الجامعات العراقية طلب عدم كشف اسمه خوفا على سلامته "تم خطفي من قبل جماعة مسلحة عند مغادرتي منزلي بداية هذا الشهر وتم حجزي لمدة اسبوعين واطلق سراحي بعد فدية كبيرة دفعتها زوجتي وبالعملة الصعبة".
واوضح ان "الخاطفين اشترطوا ان اغادر العراق بعد مدة اقصاها شهر من تاريخ اطلاق سراحي والا فسيتم قتلي".
واضاف "من المضحك المبكي انني بعد اطلاق سراحي بيومين غيرت مكان سكني وعائلتي المؤلفة من زوجتي وابنتي الوحيدة ظنا مني ان هذا قد يبعدني عن الشر، الا انه بعد يومين من ذلك تسلمت رسالة خطية تقول: المهلة التي منحناها لك لم ولن تتغير".
وتابع بحسرة "سأغادر العراق وحدي وبعد ايام ستلحق بي زوجتي وابنتي بعد انتهاء الامتحانات النهائية، سأغادر العراق واترك امري الى الله".
وقال الراوي ان "جميع عمليات القتل سجلت ضد مجهول ولم يقدم للعدالة مجرم واحد بتهمة قتل استاذ جامعي".
وتساءل "هل يعقل ان قوة اميركا الاستخباراتية والاحزاب المشاركة معها تعجز عن اكتشاف جريمة واحدة"، مشيرا الى ان "عمليات القتل هذه ما هي الا جزء مما يتعرض له البلد من خراب على مدار الساعة".
وحمل الراوي "قوات الاحتلال والمرجعيات الدينية والسياسية مسؤولية تصفية وقتل بعض الاساتذة واصحاب الكفاءات على خلفية اسباب طائفية".
واكد ان "الحصار الذي فرضته اميركا على العراق وسياسة صدام حسين حيث كان راتب الاستاذ الجامعي في زمنه لا يتجاوز ستة دولارات في الشهر دفع بـ 75% من اساتذة الجامعات الى الهجرة القسرية بطريقة شرعية او غير شرعية، حيث اضطر بعضهم الى بيع منازلهم وسياراتهم ومكتباتهم ليحصلوا على ثمن بطاقة طائرة توصلهم الى مقصدهم".
وتمنى الراوي على الحكومة العراقية الجديدة ان "تدرس الاسباب بشكل عقلاني وليس بشكل عاطفي في محاولة لتدارك الامر من الناحية الامنية والاقتصادية والسياسية". واضاف "عليها ان تأخذ اكبر مساحة من الفعل بعيدا من تدخل قوات الاحتلال، لاننا لا نشك في وطنية الكثير منهم ولكنهم مكبلون". ودعا الحكومة الى تفعيل دور وزارة الداخلية "لتتبع اسباب ما يجري من اغتيالات ومحاولة معالجتها".
وتأسست رابطة التدريسيين العراقيين في 19 حزيران/يونيو 2003 وتضم اكثر من 2500 استاذ جامعي من مختلف محافظات العراق ومن جميع الاختصاصات ولديها فروع في غالبية المحافظات العراقية، علما ان سبعة من النواب الجدد اعضاء في الرابطة.

(شهادة 2): اغتيال عالم عِراقي مع سبق الإصرار والترصُد
الدكتور فاضل بدران
قصه اخرى من قصص تصفية العقليات العراقية سأوجزها لكم باختصار وكما هي:
الدكتور خالد النائب، رئيس قسم في جامعة النهرين الطبية (واختصاصه المناعة والأحياء المجهرية الطبية). ولهُ أبحاث مشتركة مع عدد من الجامعات العالمية والمراكز الطبية خارج العراق، تم تهديده من قبل مليشيا مشهورة تسيطر على هذه الكلية منذ اكثر من سنة.
قبل ثمان اشهر، قام الدكتور بترك كرسيه وتوجه الى استراليا، وشاءت الظروف ان يعود للعراق لاستكمال بعض الاوراق، وصل الى المطار في بغداد، وتوجه مباشرة الى كلية طب النهرين لاكمال الاجراءات الرسمية ومن ثم يغادر البلاد في اليوم التالي ليهرب من ايادي الكفر والتكفير.
ومن وبعد انهاء المعاملة الرسمية التي اتى من اجلها، وبينما خرج من باب الكلية الكائنة في الكاظميه، كانت بانتظاره 4 سيارات تقف قرب مفرزة للحرس الوطني (تحديدا بمسافة لا تزيد على ال 40 متر) وكان معه صديقه الذي اراد ان يطمئن عليه حتى ركوبه للتكسي، تم سحب مسدس على رأسه وأخذوه في السيارة، أراد صديقه الطبيب التكلم معهم، فقالوا له (انت معليك لا أنصكك وياه) وخرجوا بكل بساطه من امام المفرزة، فحصل انهيار عصبي للدكتور الاخر في ذلك الموقف، وتم العثور على جثة الدكتور المختطف في منطقة الشعلة (شعلة الصدرين حالياً) في احد المزابل.

(شهادة 3): حادثة إزميرلي: الاحتلال يقتل علماء العراق
قتل العالم العراقي محمد عبد المنعم إزميرلي في سجون الاحتلال الأمريكي، بعد احتجازه تسعة أشهر، جرى بعدها تسليم جثته إلى أهله عارية في حقيبة سوداء بعد الوفاة بسبعة عشر يوماً، مرفقة بشهادة من سلطات الاحتلال تقول: إن إزميرلي توفي بشكل طبيعي في مشفى ابن سينا، التي يعالج فيها الأسرى والمعتقلون في سجون الاحتلال.
وبخلاف شهادة الاحتلال عن وفاة أزميرلي، فقد أكد تقرير الدكتور قاسم حسن، أن كدمات وصدمات وجدت أسفل الرأس كانت سبب الوفاة، فيما أكدت عائلة إزميرلي أن الأمريكيين قتلوه. وقالت ابنته رنا إن والدها كان مصاباً بالسكري، وقد حرمته السلطات الأمريكية من الأنسولين وبعض الأدوية التي يتناولها عن طريق الفم، وكان يأخذ ثلاث حقن في اليوم الواحد، أظن أنهم كانوا يحاولون قتله ببطء( ).

(شهادة 4): اغتيال 9 أساتذة جامعيين خلال شهر
23/4/2004م: صحيفة "الوطن" ‏السعودية أنه تمت تصفية 9 ‏أساتذة جامعيين عراقيين ‏من مختلف الاختصاصات ‏في بغداد والموصل، في ‏الفترة بين 15 آذار/ مارس ‏الماضي و16 نيسان/ أبريل الحالي ‏أي بمعدل تصفية أستاذ ‏جامعي واحد كل 3.3 أيام.‏
ونقلت الصحيفة عن رئيس ‏رابطة المدرسين الجامعيين ‏أحمد كمال أحمد أنه تم ‏اغتيال كل من: "طلال يونس ‏الجليلي وجعفر حسن صادق ‏وثائر أحمد جبر والطبيب ‏منذر أحمد العاني وزوجته ‏وولديه ورضا حسين ‏القريشي وخالد طارق ‏النائب وسامي ستراك وأمير ‏مكي الزهيري وخالد ‏الحسن". ‏
5-4-2007م: مفكرة الإسلام: لم يكن يخطر في ذهن د. الحارث عبد الحميد أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية في جامعة بغداد، والذي اغتيل أمام زوجته في مدخل جامعة بغداد، أنّ بحثه الذي أرسله إلى مؤتمر علمي في دمشق، سيكون مناسبة لتأبينه، بعد أن تم اغتياله قبل أيام من انعقاد المؤتمر، بعد أن تحدث لفضائية "الجزيرة" الإنجليزية عن اغتيال الأطباء في العراق.

(شهادة 5): اغتيال رئيس رابطة الأساتذة الجامعيين بالعراق
مفكرة الإسلام: 30/10/2006: اغتيل الدكتور عصام الراوي عضو هيئة علماء المسلمين ورئيس رابطة الأساتذة الجامعيين على أيدي مسلحين مجهولين غربي بغداد.
وأعلنت مصادر بوزارة الداخلية العراقية أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الراوي بينما كان يقود سيارته في حي الداودي [غربي بغداد] متوجهًا إلى عمله، ما أدى إلى مقتله.
ويحمل الراوي شهادة الدكتوراه في العلوم الجيولوجية ويعمل أستاذًا في جامعة بغداد, وله العديد من المشاركات في مؤتمرات دولية ونشر عددًا كبيرًا من البحوث العلمية.
ويرأس رابطة الأساتذة الجامعيين التي تضم أكثر من ألفي مدرس في الجامعات العراقية؛ وهي مؤسسة غير حكومية تُعنى بالدفاع عن أحوال الأساتذة الجامعيين في العراق.
وسبق أن انتقد الراوي في عدد من المؤتمرات الصحافية ظاهرة استهداف الأساتذة الجامعيين الذين سقط المئات منهم منذ بداية الغزو الأمريكي للعراق في مارس عام 2003م. وكان الدكتور الراوي يشير بأصابع الاتهام بالمسئولية عن ذلك إلى جهات مشبوهة قال: إنها تريد إفراغ العراق من العقول والكفاءات المعرفية.
ورصدت إحصائية لرابطة الأساتذة الجامعيين هجرة أكثر من ألف عراقي إلى خارج العراق جراء تكرار تلقيهم رسائل تهديد ووعيد بالقتل.

الدكتور عصام كاظم فتحي الراوي
-رئيس رابطة التدريسيين الجامعيين في العراق، وهي رابطة تضم لحد الآن 1400 أستاذ جامعي، منهم 225 أستاذة جامعية، وقد تأسست في 19 ـ 6 ـ 2003.
-عضو مجلس شورى هيئة علماء المسلمين في العراق، ومسؤول المكتب المهني فيها.
-متابع للدفاع عن حقوق أساتذة الجامعات والكفاءات العراقية.
-أستاذ علم الصخور الرسوبية وبصرية المعادن في عدة جامعات، هي:
1- جامعة بغداد بالعراق.
2- جامعة صلاح الدين بمدينة أربيل العراقية.
3- جامعة سبها بليبيا.
4- عمل مشرفا ثقافيا وتربويا لمؤسسة دار السلام في إستانبول بتركيا، وذلك لمدة أربع سنوات، أثناء هجرته خارج العراق مضطراً.
مفكرة الإسلام (خاص): نقلاً عن شهود عيان أن سيارة من طراز "مونيكا" بيضاء اللون تستخدم من قِبل أفراد ومنتسبي وزارة الداخلية الموالية للاحتلال أطلقت النار على الراوي مع اثنين من مرافقيه، وذلك لدى خروجه من منزله في منطقة الداوودي وسط بغداد. وأوضح الشهود أن السيارة التي استقلها منفذو عملية الاغتيال كانت تقل أربعة أشخاص، حيث كان أحدهم يخرج نصف جسمه من نافذة السيارة العلوية فيما أطلق اثنان من داخل السيارة النار على الراوي من نوافذ السيارة الجانبية. وأن السيارة اتجهت بعد تنفيذ الجريمة باتجاه محطة وقود الداوودي عند تقاطع سيد الحليب، ومنها واجهتها نقطة تفتيش تابعة للحرس الوطني العراقي؛ حيث مرت السيارة دون أي تفتيش بل وأسرعت في مرورها عن طريق تسريع مرور السيارات التي كانت تقف أمامها في طابور التفتيش.
وأخبر شاهد عيان مراسل مفكرة الإسلام أن السيارة كانت لا تحمل أية لوحات تسجيل، فيما أشار أحد أهالي المنطقة إلى أن الدكتور الراوي كان يعيش في هذا المنزل منذ سنين طويلة، وكان يتنقل بمطلق حريته بين المسجد والجامع دون أية حماية له، لافتًا إلى أن الدكتور الراوي تلقى تهديدًا بقتله قبل أيام من قِبل إحدى العصابات الميليشياوية.

الملحق الرقم (7)
شهادات أخرى: أساتذة جامعات العراق مأساة متعددة الوجوه
محمد عبد العاطي
"العقل العراقي مستهدف" مقولة قد لا تكون جديدة، والقتل الممنهج للمتميزين من علماء العراق: أساتذة جامعات، أطباء، طيارين، مهندسين.. حالة باتت معروفة وموثقة ولم تعد تثير أحدا رغم أهميتها وخطورتها.
لكن قد يكون الجديد والمثير للانتباه هو أن تستمع لهؤلاء المستهدفين أنفسهم.. ما الذي يُرتكب بحقهم؟ وكيف يتم ذلك عيانا جهارا كل يوم؟
الجزيرة نت التقت وفد ممثلي أساتذة جامعات العراق أثناء زيارته إلى الدوحة وطلبت من هذه الشريحة التي تمثل أحد أهم مكونات العقل العراقي أن ترسم بقية ملامح الصورة الغائبة عن الكثير، فكان هذا التحقيق.

شهادة (6): أم عراقية مع ولديها المعاقين ذهنيا في معهد للتربية الخاصة ببغداد
(الجزيرة نت مارس/آذار 2002): بداية اسمح لي أن أحدثك بكل صراحة ممكنة دون الإشارة إلى اسمي أو نشر صورتي، حيث إن ذلك يهدد حياتي إذا رجعت إلى العراق.
هكذا طلبت الأستاذة الجامعية التي اندفعت قائلة.. عندي ابن معاق ذهنيا، مصاب بمرض التوحد، عمره الآن 6 سنوات، لا توفر الدولة الرعاية اللازمة لأمثاله من الأطفال، اضطررت لإلحاقه بمعهد من معاهد التربية الخاصة، وهو من المعاهد القليلة التي لا تزال تعمل بعدما أغلق الكثير منها أبوابه لظروف أمنية.
علاج ابني في هذا المعهد يكلفني الكثير، هذا العلاج هو ثاني أعلى بند في إنفاق دخل أسرتي بعد بند المحروقات، المعهد يقع في منطقة الأربع شوارع وأنا أسكن في حي الأعظمية، وعليَّ كل يوم أن أستقل مع ابني إحدى سيارات الأجرة. وهنا تبدأ اولى جوانب مأساتي.
الطريق بين الأعظمية والأربع شوارع يمر على مناطق سنية وشيعية، وقد حاولت مع أكثر من سائق كي يوصلنا يوميا لكني فشلت، كل السائقين يرفضون خوفا من القتل المذهبي، غيرت أكثر من سائق، مرة أتفق مع سائق سني، ومرة ثانية أتفق مع سائق شيعي، يوافق أحدهم مرة ثم بعدها لا يكررها خوفا على حياته، بل إن أحدهم أحيانا يكون معه أكثر من بطاقة هوية بأسماء شيعية وسنية ليستخدمها ومع ذلك لا شيء ينفع بالمرة، القتل على الهوية الدينية والمذهبية هو السائد.
اضطُررت لأخذ ابني معي إلى الجامعة، تخيل أستاذة جامعية تدخل إلى المحاضرة ومعها ابنها المعاق، فأنا لا أستطيع أن أجلس معه في المنزل وأترك الجامعة لأنني بحاجة شديدة إلى راتبي كي أدفع نصفه لعلاج ابني ونصفه الآخر يذهب إلى المحروقات والطعام والشراب، فماذا أفعل؟ الجلوس في المنزل لا يحل المشكلة وإرساله إلى معهد التربية الخاصة يعرضنا للقتل، والذهاب به إلى الكلية أمر لا يستقيم لأنه يؤثر على التركيز المطلوب لإعطاء المحاضرات، وكما قلت لك لا أستطيع أن آخذ إجازة بدون راتب، وإذا انقطعت عن عملي وتغيبت لأكثر من خمسة أيام يفصلونني من الجامعة وفقا لقرار مجلس الوزراء الأخير الذي ينص على أن "كل أستاذ يتغيب خمسة أيام دون عذر مقبول يعتبر مفصولا" فأنا في وضع صعب للغاية.

شهادة (7): تعرضت للاغتيال 4 مرات
د. هلال إدريس: أنا الدكتور هلال إدريس مجيد عميد معهد الإدارة في الرصافة ببغداد ورئيس جمعية الاقتصاديين العراقيين. مشكلتي أمنية وهي نموذج لواحدة من أهم مشكلات العراق عموما والأستاذ الجامعي على وجه الخصوص، هل تود سماعها؟
سألني الدكتور إدريس هذا السؤال بعدما انتهت الأستاذة الجامعية السابقة من حديثها وهي تحاول أن تتماسك لتحافظ على كبريائها.
تعرضت لأربع محاولات اغتيال آخرها قبل مجيئي إلى الدوحة بأيام -يستمر الدكتور إدريس قائلا- حاولوا إطلاق الرصاص علي لكن الله سلم وهربت قبل أن تصيبني رصاصاتهم. مطلقو الرصاص غير معروفين لدي بالاسم، لكنهم تابعون لجهات إقليمية لا أريد أن أذكرها الآن، ليت الأمر توقف عند تهديدي فقط وإنما امتد إلى أولادي أيضا، هل تعرف أنني أجبرت أولادي منذ سنة كاملة على ترك مدارسهم وجامعاتهم والجلوس في المنزل لأنني لا أضمن عودتهم أحياء، أما أنا فأخرج من بيتي يوميا وأفوض أمري إلى الله ولا أعرف إن كنت سأعود إليهم حيا أم ميتا، فهل هذا بالله عليك جو يهيئ للأستاذ الجامعي أن يعطي.
وبصوت تعلو نبراته الغضب الممتزج بالحزن، يستطرد الدكتور هلال قائلا لقد قتل من زملائنا حتى الآن أكثر من 250 أستاذا من مختلف التخصصات، وحتى وقت حديثي هذا معك لم يتم إجراء تحقيق واحد لمعرفة الجاني، فلمصلحة من يتم ذلك؟ لمصلحة من تتم التغطية على هؤلاء المجرمين؟
وبسؤاله عن فيروس الفتنة الطائفية والمذهبية وما إذا كان قد وصل إلى الجامعات وأثر على العملية التعليمية، قال إن القيادات السياسية في العراق بما في ذلك وزارة التعليم العالي تشكلت ضمن ما يسمى "المحاصصة"، وهي باب من أبواب جهنم فتح على العراق وأدى إلى الاستقطاب والتعصب الطائفي، وقد انعكس على العملية التعليمية خاصة في الوسط الطلابي، والسبب هو الأحزاب الدينية التي ملأت العراق، هذه الأحزاب لها امتدادات داخل طلاب الجامعات لدرجة أننا بتنا نرى الممارسات الدينية نفسها تنتقل إلى داخل الجامعة. أما الأساتذة فهم في مجملهم وحتى الآن لم يصابوا بداء التعصب الطائفي هذا.
وعن تحديد الدول التي وصفها بأنها معادية وتعمل على تدمير العملية التعليمية بالعراق بصورة منهجية، قال إنه لا يود أن يتعرض لها بالاسم لأسباب أمنية، لكنه أضاف قائلا إننا رأينا بأم أعيننا القوات الأميركية تسمح لهذه الجهات التابعة للدول المعادية بسرقة الجامعات العراقية ولم تحرك ساكنا، فتم للأسف سرقة المكتبات العامة والمكتبات الجامعية والأجهزة داخل معامل الجامعات وسائر مستلزمات العملية التعليمية، لم يبقوا شيئا حتى الأبواب والشبابيك نزعوها واستولوا عليها آنذاك.

شهادة (8): رأيت 15 ذبيحا
أما هذه الأستاذة الجامعية التي كسابقتها رجت الجزيرة نت أن لا تنشر صورتها أو تشير إلى اسمها خوفا على حياتها، فقالت وهي تنظر بعيدا وكأنها تقرأ كتابا عن بعد أو تصف مشهدا سينمائيا مختزنا في ذاكرتها.. دعني أحدثك بشيء مروع عايشته بنفسي، المأساة التي سأحدثك عنها هي لأستاذة جامعية زميلة لنا في الجامعة التي أعمل بها، هذه الأستاذة حملتني صرختها لنوصلها إلى كل مكان، زوجها معتقل وتعيش في مسكن يقع في شارع حيفا الذي يشهد تطهيرا مذهبيا منذ عيد الأضحى الماضي.
قبيل العيد شعرت هذه الأستاذة أن دور التطهير والتهجير قادم على شارعها فخزنت ما تقدر عليه من مواد غذائية، وأغلقت على نفسها وعلى أولادها الباب، فهي لا تستطيع أن توصل أولادها إلى مدارسهم وهي نفسها لا تستطيع أن تذهب إلى الجامعة.
استطعنا -تستمر الأستاذة الجامعية قائلة- بعد جهد كبير أن نرسل إليها إحدى زميلاتها لتطمئن عليها وتعرف هل ما زالت على قيد الحياة أم قتلت أو تم تهجيرها، هل تعرف من هي هذه الزميلة؟ هي أنا التي أحدثك الآن، هل تعرف ماذا رأيت في بيتها؟ وماذا قالت لي؟
لقد رأيت إنسانة مختلفة تماما عما كنا نعرفه عنها، الخوف يخيم على كل ذرة في كيانها، تقول لي زميلتي إنها رأت من نافذة شقتها ومنذ عيد الأضحى حتى الآن 15 حالة ذبح.
والتفاصيل على النحو التالي.. السيارات المختطفة من أحياء أخرى في بغداد كانت تأتي إلى شارع حيفا فتلهي أولادها بألعابهم حتى لا يقع بصرهم على ما سيحدث بعد قليل، تنظر من خلف النافذة، فإذا بها ترى أن الخاطفين يُخرجون مَن في السيارة ثم يذبحون بعضهم ذبح الشياه، أو يطلقون على بعضهم الآخر الرصاص بعد تعذيبهم، والسيارات يسلبونها وينطلقون بها بحثا عن فريسة جديدة.
تقول زميلتنا إن الطعام الذي كانت قد اختزنته على وشك النفاد، بل قد يكون نفد وأنا أروي لك هذه القصة ونحن هنا جلوس في الدوحة.

شهادة (9): قتلوا زملائي أمام عيني
د. صالح إسماعيل نجم
عميد كلية الهندسة بجامعة البصرة الدكتور صالح إسماعيل نجم ورغم أن محافظة البصرة تعد من المحافظات الآمنة نسبيا مقارنة بغيرها من محافظات الوسط، فإن الصورة هناك لا تخلو من تفاصيل مهمة.
يقول الدكتور نجم إن عددنا كأساتذة جامعيين في العراق نحو 22 ألفا، منا ثمانية آلاف من حملة الدكتوراه والبقية من حملة الماجستير، وللظروف الأمنية والمعيشية الصعبة التي نحياها آثر أكثر من ألفين من زملائنا الهجرة أو بمعنى أدق الفرار من الموت فتشتتوا في أقاصي الأرض، ومن بقي منا يحاول أن لا يترك الجيل الحالي في العراق يغرق في ظلمات الجهل والتخلف العلمي، وحاله على النحو الذي سأقصه عليك.
بداية لابد أن تعلم أن أعداد الطلاب الجامعيين في العراق حاليا يبلغ 180 ألفا، لكن المعلومة التي أريدك أن تعرفها أنه ما بين 20 إلى 30% منهم فقط -خاصة ممن يتواجدون في المناطق الساخنة- يذهبون إلى الجامعة والبقية لا يذهبون خوفا على حياتهم من القتل المنتشر في الشوارع والطرقات.
أنا -الكلام لا يزال للدكتور نجم- ورغم أن دخلي يعتبر في عرف الموظفين العراقيين مرتفعا، لكنه لا يكفيني حيث أضطر للعمل الخارجي كمهندس استشاري فما بالك بغيري من الأساتذة الذين لا تتاح لهم مثل هذه الفرصة.
أما عن الأمن المفقود فحدث ولا حرج -يستطرد قائلا- رغم أنني في البصرة والوضع الأمني فيها أكثر أمانا عن غيرها فقد قتل ثلاثة من الأساتذة في الكلية التي أتولى عمادتها، قتل العميد السابق أسعد سليم عبد القادر أستاذ هندسة كهربائية، وكذلك قتل رئيس قسم الهندسة الميكانيكية الدكتور قاسم يوسف يعقوب بعد الامتحان النهائي عام 2006 وبعدما تسربت معلومة أنهم سيقومون بتصفيته وبالفعل حدث ذلك واستشهد على يدي. والثالث اسمه علي حسين أحد أعضاء هيئة التدريس حديثي التعيين عندما ذهب إلى إحدى المحاضرات تمت تصفيته هو وكل من كان معه في السيارة.
هذه الاغتيالات تستهدف العقل العراقي وتقوم بها دول معادية على رأسها إسرائيل، لكن هذا لا يعني أن قتل العلماء يتم حصريا بيد الموساد، ولكن هناك دول أخرى معادية للعراق تستهدف حاضره ومستقبله ليتسنى لها الهيمنة.

شهادة (10): نخشى طلابنا المتعصبين
الإنسان العراقي أيا كانت مهنته ووظيفته يعاني، غير أن الأمر مختلف مع أساتذة الجامعات الذين يمثلون أحد أهم مكونات العقل العراقي، فمشكلاتهم لم تعد معاناة معيشية وإنما الأمر أخطر من ذلك حيث باتت تصفيتهم جسديا سياسة تنفذها دول.
الوضع من منظور الأساتذة المتخصصين في العلوم السياسية لا يختلف، على الأقل كما يتبدى من حديث الدكتور ياسين البكري أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية، لكنه ولكونه متخصصا في فرع من فروع العلوم الإنسانية فلحديثه بعض الخصوصية.
يقول الدكتور البكري إن الوضع الأمني الذي يعيق عملنا كأساتذة جامعيين وصل درجة لا يتخيلها أحد، تصور أن عدد الجثث الملقاة في شوارع بغداد يصل يوميا نحو 200 جثة لا يصل إلى وسائل الإعلام خبر عنها إلا القليل.
لقد رأيت بنفسي العديد من هذه الجثث وهي متعفنة ومتحللة بعد أربعة أيام وهي ملقاة على قارعة الطريق لا يجرؤ أحد على انتشالها ودفنها خوفا على حياته.
أما عمليات التهجير والتطهير فقد باتت جزءا من حياتنا المعاشة كعراقيين وكأساتذة جامعيين. قبل قليل فقط من حديثي معك جاءني اتصال تلفوني من أهلي في العراق يخبرونني أن عائلة أحد أقاربنا تم تهجيرها تحت التهديد بالقتل وأنها لا تجد مأوى فأخبرتهم أن يفتحوا لهم بيتي.
نحن كأساتذة جامعيين نكتوي بنيران أجواء التعصب المذهبي والطائفي السائدة بين الطلاب، أثناء إلقائنا للمحاضرات وبحكم تناولنا للموضوعات السياسية والتاريخية والاجتماعية والدينية نكون حذرين للغاية، وهذه الأوضاع تؤثر سلبا بلا شك على أجواء البحث العلمي.

شهادة (11): ضربوني أمام أولادي
د. عبد الرحمن نجم المشهداني
أخيرا جاء دور الدكتور عبد الرحمن نجم المشهداني رئيس قسم الدراسات الاقتصادية بالجامعة المستنصرية ورئيس منظمة حمورابي لمراقبة حقوق الإنسان والديمقراطية الذي تضع قصته الإصبع على زاوية جديدة لها مغزى.
يقول الدكتور المشهداني أما أنا من ناحية الوضع الاقتصادي فإن راتبي 300 دولار فقط، فلك أن تتخيل كيف هي الظروف المعيشية لأسرة أستاذ جامعي يتقاضي 300 دولار شهريا، لكن هذه المشكلة تهون أمام المذلة والمهانة التي سأحدثك عنها الآن.
أنا أسكن في منطقة تصنف على أنها من المناطق الساخنة، جاءني تهديد بالقتل ثلاث مرات ما لم أرحل، في كل مرة أجد في بيتي ورقة التهديد هذه ومكتوب فيها بعض الأسماء الأخرى المطلوب تهجيرهم.
القوات الأميركية اعتقلتني على مدى السنوات الثلاث الماضية 18 مرة، كل ليلة أبيت بكامل ملابسي لتوقعي أنهم سيهجمون على بيتي وينتهكون حرمته، يأتون إلي ليلا، يكسرون الباب ويصعدون إلى الطابق الثاني الذي أنام فيه، وأبادر بتعريف نفسي لهم قائلاً: أنا الدكتور فلان، رئيس قسم كذا، ورئيس منظمة كذا لمراقبة حقوق الإنسان، وأحدثهم باللغة الإنجليزية، وأظهر لهم بطاقات هويتي الشخصية والوظيفية ولا فائدة من كل ذلك، يروعون أولادي ويقتادونني أمامهم بطريقة مهينة حيث يعتدون علي بالضرب أمام زوجتي وبناتي وأولادي إمعانا في الإهانة.
ثم يفجر الدكتور المشهداني في نهاية سرده لقصته والتي حاول خلالها أن يبستم ليداري دمعة احتبست في مقلتيه قائلا.. المفاجأة التي أذهلتني أن ورقة الاعتقال التي بيد الجندي الأميركي والتي فيها اسمي ضمن أسماء أخرى مطلوبة والتي يعرضها علي قائلا هذا اسمك.. هذه الورقة هي نفسها نسخة طبق الأصل من ورقة التهديد التي جاءتني على يد مليشيات التطهير المذهبي ثلاث مرات.
لكل ذلك -يختم المشهداني روايته- وحتى أحافظ على حياتي ولا يتيتم أولادي اضطررت للهجرة من العراق والذهاب منذ شهرين إلى سوريا.
ذهب الدكتور المشهداني إلى الخارج شأنه شأن ألفي أستاذ آخر سبقوه في محاولة منهم لإنهاء قصة مفرداتها الضرب والتهديد والإذلال، لكن يبدو أنهم على وعد مع قصة أخرى تحكي معاناة جديدة عناوينها الغربة والاستغلال والتشتت خارج العراق.

شهادة (12): عمليات منظمة لتصفية العلماء وإعادة العراق إلى العصر الحجري
من ربيع شاهين: تمثل الدكتورة سعاد النعاس أستاذة العلوم السياسية بجامعة بغداد نموذجا مثاليا لأحوال العلماء والمواطنين العراقيين في مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي. هذه السيدة التي التقتها الشروق قبل رحيلها من القاهرة بعد ثلاثة أشهر من المعاناة متوجهة هي وأسرتها إلى العاصمة السورية دمشق دفعها زوجها إلى الرحيل مع أبنائه من جحيم العراق إلى القاهرة، وذلك بعد أن عاش مأساة العراق عندما فقد كل أسرته في القصف الأمريكي الغاشم لملجأ العامرية في حرب الخليج الأولى، كما أنها عاشت عن قرب ظاهرة اغتيال العلماء العراقيين حيث تم اغتيال شقيقها الدكتور عصام النعاس أستاذ الإعلام الدولي بجامعة بغداد نتيجة آرائه الرافضة للأوضاع الحالية للعراق.
تدير الشروق حوارا مع الأستاذة الجامعية العراقية حول ما يحدث من خلال تجربتها الشخصية.
* نودّ أن نعرف رصدك كأستاذة للعلوم السياسية وكمواطنة عراقية للأوضاع في العراق؟
-مشاكل الشعب العراقي مركبة، ولم يعد أي من طوائف الشعب العراقي أمنا، وكل أبنائه لم يعودوا آمنين على أنفسهم أو أقواتهم لأن الموت يمكن أن يحصد الأرواح في أي لحظة سواء كنت في الشارع أو السوق أو المنزل أو حتى داخل السيارة، ومنذ بدء الاحتلال الأمريكي للعراق تزداد الأوضاع سوءا وأصبح الموت في كل مكان، والمؤكد وجود عصابات تمولها أيد خارجية وجماعات مستفيدة من عودة العراق إلى الخلف وربما إلى العصر الحجري، والمؤكد أكثر أنه لا توجد طائفة في العراق مستفيدة من هذه الأوضاع لا السنة ولا الشيعة ولا الأكراد، ويزداد كل يوم يقيني بأن القوى الخارجية والأجنبية تتلاعب بمصير العراق.
* من خلال عملك أيضا في تدريس العلوم السياسية.. كيف ترين مستقبل العراق وخاصة مع الاتجاه إلى الفيدرالية ونذر تقسيم العراق؟
-أتمنى بطبيعة الحال أن لا يحدث التقسيم، ولكن إذا استمرت هذه الأوضاع فمخاطر التقسيم واردة وأرى أن الحل ينحصر في خروج القوات الأجنبية من العراق وأن يجلس العراقيون مع بعضهم البعض لإدارة شؤون البلاد، ولدينا الساسة العقلاء الوطنيون القادرون على ذلك، ولكن ماذا نفعل في الأيدي الخفية التي تلعب بمصير العراق والعراقيين في مواجهة مقاومة وطنية ضد الاحتلال موجودة تحاول أن تفعل شيئا، ولكن القوات الأمريكية هي التي تمسك بزمام الأمور هناك.
* لماذا خرجت من العراق أنت وأبناؤك وقدمت إلى القاهرة؟
-المشكلة الرئيسية تكمن في زوجي الذي كان يعمل مديرا بوزارة الزراعة ويعاني من عدة مشاكل نفسية سببها الرئيسي فقده لعائلته الأولى في ملجأ العامرية الذي قصفه الأمريكان في حرب الخليج الثانية وعندما تم احتلال العراق وشهد ما شهده من قتل وتدمير وأصبحت كل التحليلات تقول إن ما يجري ليس سوى تصفية للعراقيين للضغط علينا من أجل ترك العراق واتفقت معه على أن يلتحق بنا بعد أن أقوم بترتيب أوضاعي للاستقرار في مصر ولكن الأمور لم تسر بالطريقة التي نهواها منذ حضورنا في جويلية الماضي ولذلك قررت السفر مع أبنائي إلى دمشق.
* وماذا إذا لم تحصلى على الاستقرار الذي تنشدينه؟
-سأعود إلى بغداد لأنني لم أهرب من الموت ولكن من القلق المستمر حيث نفقد في كل لحظة قريبا أو عزيزا.... وأنا لا أخشى على حياتي أو حياة أولادي لأن الموت بيد الله... ولكن ما أخاف منه هو ذلك القلق الذي يعيش فيه العراقيون على مدار الساعة.
* ومن أقرب الناس الذين فقدتهم؟
-أخي د. عبد المنعم النعاس الذي كان يحمل درجة الأستاذية في الإعلام الدولي بجامعة بغداد وتم اغتياله على باب الجامعة وذلك نتيجة لتوجهه الوطني العراقي وهو ما جعل كل الفضائيات ووسائل الإعلام تصفه بأنه كان شهيد الحق.
* وهل يعد ذلك جزءا من مسلسل اغتيال العلماء والقوى الوطنية العراقية؟
-شقيقي ليس النموذج الوحيد. فالعراق يواجه عمليات منظمة لتصفية العلماء ولدينا العشرات بل المئات من أسماء العلماء العراقيين الذين لم نعد نعرف أين هم وما هو مصيرهم فمنهم من تعرض للاغتيال أو هاجر وترك البلاد أو اعتزل مهنته.
القاهرة – الشروق - شبكة البصرة/ 26 تشرين الأول 2006

الملحق الرقم (8)
تقارير صادرة عن مؤسسات السلطة العراقية العميلة
تصفية 60 ضابطاً كبيراً شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية ...
الحياة / استمرت الاتهامات للحكومة العراقية بانتهاك حقوق الإنسان في معتقلات وزارتي الداخلية والدفاع من النساء والرجال، إضافة إلى الشبهات بأن عناصر في الأمن ترتكب جرائم قتل وتعذيب ضد عراقيين واستهداف الكفاءات العلمية وضباط الجيش العراقي السابق من الذين شاركوا في الحرب ضد إيران. وكما جرى في المعتقلات التابعة للجيش الأميركي تجري في المعتقلات العراقية عمليات اغتصاب سجينات وقلع الأظافر والكي بالسجائر والضرب!
وأشار تقرير أعدته إحدى المنظمات (غير الحكومية) إلى وجود انتهاكات بحق الموقوفات في مراكز تابعة لوزارة الداخلية. وأكدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان العراقية ان هذه الاتهامات والتجاوزات «تمارس ضدهن قبل ترحيلهن إلى السجون».
واتهم التقرير القائمين على احد السجون شمال بغداد بـ «انتهاكات طاولت نزيلات شملت الاغتصاب المنظم من قبل القائمين على التحقيق إلى جانب الاعتداء البدني وإكراه الموقوفات على الاعتراف بالقوة».
ويقوم النائب حارث العبيدي، من جبهة التوافق العراقية، بحملة واسعة لزيارة سجون وزارتي الداخلية والدفاع ويترأس لجنة لهذا الغرض شكلها مجلس الوزراء أخيراً ويتمتع فيها بصلاحيات وزير. وذكر العبيدي لـ «الحياة» زرت حتى الآن غالبية معتقلات الداخلية والدفاع سواء في قوات حفظ النظام ومغاوير الداخلية ومعسكرات أخرى من الجيش العراقي وفي الوقت الذي أشاد فيه بتعاون قادة الجيش والشرطة ومساعدته في مهمته إلا انه قال «وجدنا تجاوزات في بعض هذه السجون سنكشفها في التقرير النهائي بعد انتهاء مهمتنا».
وكشفت النائبة السابقة سلامة الخفاجي، رئيسة لجنة حقوق الإنسان في المجلس الوطني السابق، عن قيام قوات الجيش والشرطة بتعذيب المعتقلين في سجونها «عبر قلع الأظافر والكي بالسجائر والضرب»، وأشارت إلى تسلمها خلال مهمتها السابقة شكاوى كثيرة من مواطنين عراقيين غادروا السجون والمعتقلات «بعد ثبوت عدم تورطهم بأية جريمة تؤكد تعرضهم إلى مثل هذه الممارسات».
وأعلن النائب علي الصجري، عضو البرلمان عن جبهة الحوار العراقية، عزمه مقاضاة وزارتي الداخلية والدفاع ووزيريهما بيان جبر صولاغ وسعدون الدليمي أمام البرلمان الجديد عن جرائم جماعية ترتكب بحق المعتقلين في سجون الوزارتين. وطالب في بيان أصدره أمس الشعب العراقي «تهيئة كل الوثائق والمستندات والأدلة تمهيداً لعرضها عل البرلمان». ووعد انه سيتقدم بطلب إحالة الوزيرين إلى المحاكمة في حال ثبوت ارتكاب مثل هذه الجرائم، وانتقد سياسيي العراق لتغاضيهم عما جرى بعدما انهمكوا في الحصول على المناصب وكان «همهم الوحيد الوصول إلى المنطقة الخضراء تحت وصاية المحتل». وأعرب مسؤول شيعي عن قلقه من انتهاك حقوق الإنسان في سجون الحكومة ودعا علي الدباغ، النائب السابق في الائتلاف الشيعي، وزارتي الداخلية والدفاع إلى «دعم مؤسساتهما إدارياً وفنياً وتصحيح سلوكيات بعض كوادرهما لاسيما بعد أحداث قبو الجادرية وأماكن أخرى تزيد من القلق على مستقبل الوحدة الوطنية».طالبها بتقديم الدعم لمنظمات حقوق الإنسان وإفساح المجال لها لمراقبة السجون والوقوف على ما يدور فيها للحد من ظاهرة التجاوزات على حقوق الإنسان والقانون.
إلى ذلك ذكرت مصادر مطلعة عراقية لـ «الحياة» وجود أكثر من 117شخصية من الكفاءات العلمية والأكاديميين العراقيين في سجون ومعتقلات حكومية.
وعلى صعيد آخر كشفت شخصية عسكرية لـ «الحياة» ان عدد كبار ضباط الجيش السابق وقادته الذين تم اغتيالهم على خلفية مشاركتهم بالحرب العراقية - الإيرانية بلغ حوالي 60 ضابطاً تراوح رتبهم بين عقيد ولواء.
ويحمّل الشيعة جماعات تشتري الزي الرسمي للشرطة من الأسواق المحلية أو تسرقه من مخازن الحكومة المسؤولية لتنفيذ تلك العمليات، فيما يلقي الأميركيون باللائمة عل عاتق المتشدد الأردني ابي مصعب الزرقاوي قائد تنظيم «القاعدة» سعياً لإثارة حرب أهلية.
وقالت الأمم المتحدة في العراق، في تقرير عن حقوق الإنسان أصدرته نهاية آذار (مارس) الماضي، «لا يزال وضع حقوق الإنسان في العراق يشكل مصدر قلق كبير، ففي أعقاب الأحداث التي جرت في 22 شباط (فبراير) 2006 في سامراء وما نتج عنها من تبعات، أدت إلى وقوع عدد كبير من أعمال القتل والتعذيب والتوقيف غير القانوني والنزوح». وأضاف التقرير «وفقاً لمعلومات وردت من وزارة حقوق الإنسان فإنه منذ 28 شباط 2006 بلغ عدد المعتقلين 29565 موقوفاً في العراق، من بينهم 14229 قيد الاحتجاز لدى القوات متعددة الجنسية، و8391 قيد الاحتجاز لدى وزارة العدل، و488 حدثاً قيد الاحتجاز لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، و5997 لدى وزارة الداخلية، و460 لدى وزارة الدفاع». وتُشير هذه الأرقام إلى تزايد في أعداد المعتقلين بالمقارنة مع الشهور الماضية.
وأفاد «خلال العام الماضي توافرت ادعاءات مفادها ان عناصر المليشيات انضمت إلى قوات الأمن وشكلت هياكل سرية وموازية ويبدو ان عدداً من ضباط الشرطة والأفراد العاملين لدى قوات الأمن ممن كانوا أعضاء سابقين في هذه الميليشيات يتجهون إلى المحافظة على ولائهم وانتماءاتهم الأصلية التابعة لهذه المليشيات».
وكشف التقرير عن حوادث قتل خارج نطاق القانون والخطف والتعذيب وفق البلاغات عن إعدامات فورية يقوم بارتكابها أعضاء من ميليشيات مسلحة تابعة لتيارات سياسية أو عصابات إجرامية والقيام بعمليات الاعتقالات العشوائية للأشخاص من دون إذن قضائي.
إحصائيات وزارة الصحة التابعة للحكومة العميلة
اوضحت مصادر في وزارة التعليم والبحث العلمي عن وجود نحو 200 استاذ جامعي تعرضوا للخطف او الاغتيال في ما ذكرت وزارة الصحة ان حصيلة اغتيال الاطباء وصلت الي 65 طبيباً منذ احتلال العراق( ).

الملحق الرقم (9)
شكراً لمحررينا..وزارة الصحة: مقتل واختطاف 590 طبيباً وهجرة ألف آخرين..
5/7/2006 بغداد ـ القدس العربي :
دعا أطباء وملاكات دائرة مدينة الطب الحكومة العراقية والجهات المعنية الي ايقاف مسلسل قتل وخطف الاطباء وايقاف هجرتهم الي خارج العراق في ظل تدهور امني غير مسبوق. وطالبوا في حفل تأبيني اقامته دائرة الطب استذكارا لشهداء من الاطباء باجراءات رادعة ضد الجهات المعادية التي تستهدف هذه الشريحة التي تقدم خدمات جليلة للمجتمع فيما اشار المفتش العام لوزارة الصحة الدكتور عادل محسن عبد الله في كلمته الي ان عدد الشهداء من الملاكات الطبية الصحية بلغ اكثر من 190 واختطاف بين 300 ـ 400 وهجرة ما يقارب الالف منهم.
وقال ان وزارة الصحة خدمية وليست امنية وامكانياتها محدودة في معالجة العنف ضد ملاكاتها وشكا من مساندة الجهات المعنية في هذا الموضوع مضيفا نأمل ان نجد آذانا صاغية لمطالبنا في مجلس النواب والحكومة العراقية.

الملحق الرقم (10)
اختطاف د.علاء الحربي: استاذ تاريخ مناهض للاحتلال
اتصل بنا احد أساتذة الجامعة واخبرنا بان الدكتور علاء جاسم الحربي الأستاذ في قسم التاريخ – كلية التربية الجامعة المستنصرية قد اختطف منذ 5 أيام على يد جماعة مسلحة. ولم يعرف مصيره بعد. وعرف الدكتور علاء بمواقفه المناهضة للاحتلال وللوضع القائم من خلال تصريحاته عبر الفضائيات واللقاءات التلفزيونية.

الملحق الرقم (11)
أكثر من 16الف طبيب عراقي من مجموع 33 الفا هاجروا من البلاد
بغداد - القدس العربي 02/03/2007: فيما رصدت نقابة الأطباء في العراق هجرة 16الف طبيب من 33 ألفا مثبتين لديها في النقابة أكد الدكتور شوكت اكبر مدير قسم المؤسسات الحكومية في وزارة الصحة وجود نقص كبير في عدد الأطباء الأخصائيين العاملين في العيادات الاستشارية التابعة للوزارة في عموم المدن العراقية.
وأوضح أن دائرة المفتش العام في وزارة الصحة أكدت وجود هذا النقص لدى قيامها بالعديد من الجولات التفتيشية للعيادات الاستشارية الأمر الذي اثر بشكل واضح علي تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين نتيجة الزخم الكبير الحاصل علي هذه العيادات التي غالبا ما يراجعها ذوو الدخل المحدود، إذ أن هذه العيادات تقدم خدماتها الصحية بصورة شبه مجانية. وبين أن من أهم أسباب النقص الحاصل هو هجرة الأطباء نتيجة تدهور الوضع الأمني واستهدافهم من قبل جهات عديدة ما أدي إلي استشهاد المئات منهم وتعرض قسم آخر منهم إلي الخطف والتهديد.
ونوه إلي ان دائرة المفتش العام قامت بدراسة أسباب الهجرة وما هي العوامل التي تؤدي إلي عودتهم وقدمت الدراسة إلي مجلس الوزراء مرفقة مع العديد من الاقتراحات التي من شأنها أن تحد من النقص الحاصل في الملاكات الطبية المتخصصة.
وأفاد ان من أهم المقترحات توفير مخصصات خطورة تبلغ 200 ألف دينار شهريا ورفع رواتبهم أسوة برواتب وزارة التعليم العالي وتوزيع قطع أراض لهم.

الملحق الرقم (12)
بيان من الهيئة العراقية للإعلام والثقافة الوطنية
كنا قد بدأنا في الهيئة العراقية للإعلام والثقافة الوطنية، دعما لمناشدات عشرات الكتاب والأدباء في داخل العراق وحملات شخصيات ثقافية مستقلة في المهجر مثل حملة الشاعر الراحل كمال سبتي والكاتب القاص جمعة اللامي ومبادرات منظمات عربية وعالمية مثل اتحاد أدباء الإمارات وموقع " الآن" والمنتدى الثقافي العراقي في روسيا الاتحادية و المنظمات المناهضة للحرب والاحتلال في بريطانيا والعالم ، خاصة محكمة الضمير ضد الحرب والاحتلال في بروكسل، حملة إعلامية للمطالبة بإعادة الحرية المسلوبة إلى كل المعتقلين في سجون الاحتلال ظلماَ. ولم تكن حملتنا هي الوحيدة دفاعا عن المعتقلين أو السبب المباشر لإطلاق سراح أي معتقل إلا اننا نعتقد بان تظافر الجهود قد ساهم في التنبيه إلى قضايا المعتقلين الموجودين في السجون أما تحت إشراف القوات العسكرية البريطانية والأمريكية أو في سجون من دربتهم قوات الاحتلال على التعذيب والاعتقال والقتل. كما تساعد الحملات المستمرة على التعبير عن تضامن مثقفي المهجر مع شعبنا المكافح في الإصرار على الوحدة الوطنية ومقاومة الاحتلال.
إن الاحتلال الانجلو أمريكي الصهيوني المتنكر بأزياء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان البراقة يمارس أقسى الجرائم والانتهاكات بحق أبناء شعبنا جميعا، يوميا، وبلا تمييز . فمن خطف وتغييب للمواطن الى الاعتقالات العشوائية والتعذيب والقتل . من الكتاب والصحافيين إلى العلماء والأطباء والأكاديميين . من المواطن الذي يحدث ويقترب صدفة من دبابة أمريكية إلى من لا يتمكن من الوقوف حسب الطلب عند نقاط التفتيش.
إن هامش الحرية الضيق الذي راود مخيلة بعض المثقفين، في أيام الاحتلال الأولى، حرمانا أو سذاجة أو لمنفعة شخصية، تلاشى مع صراخ التعذيب المهول في أبو غريب وبوكا وكروبر ومع اختفاء المعتقلين في دهاليز ألوية الصقر والذئب والعقرب، وتحت قصف العمليات المشتركة المسماة بالحربة والصقر الأمريكي والنار الحارقة وبوابة الجحيم. فلم يعد العراق المحتل يتسع حتى لبضعة أصوات جريئة. اذ بات الترويع كاتما للأصوات الناطقة احتجاجا أو فضحا لزيف الادعاءات الديمقراطية.
فها هو الكاتب كمال سيد قادر يعتقل ويصدر الحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما لأنه تجرأ وكتب مقالتين نشرتا في موقع على الانترنت عن الفساد المالي والإداري في " كردستان الديمقراطية" منتقدا سياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة البارزاني بهذا الصدد. واجبر البارزاني إلى تخفيض الحكم إلى عام ونصف ومن ثم إصدار " العفو" عن الكاتب جراء الضجة العالمية المستهجنة للحكم وأسبابه والداعية إلى إطلاق سراح الكاتب فورا بلا شرط أو قيد. وهاهو المدرس والصحافي حويز الحويزي الذي تجرأ فكتب مقالة عن فساد السلطة الكردية المحلية، نشرت في الصحيفة الكردية الأسبوعية هاولاتي، قد ألقى القبض عليه بتاريخ 17 آذار/ مارس 2006 وتعرض للضرب المبرح على أيدي قوات أمن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه جلال الطالباني، وهو في طريقه إلى مركز التوقيف في السليمانية. ومازال الحويزي بانتظار تقديمه للمحاكمة بتهمة كتابة مقالة لا غير. وقد دعت منظمة العفو الدولية في تقريرها المرقم 14/16/2006 MDE الصادر بتاريخ 28 آذار/ مارس " الحكومة العراقية والسلطات الكردية الى العمل على توفير الحماية الكاملة لحق حرية التعبير وان تراجع قوانينها وتشريعاتها الخاصة فيما يخص تجريم الكتاب لممارستهم حق حرية التعبير".
إننا بعملنا المساند لأهلنا في العراق، في حملتنا الداعية إلى إطلاق سراح المعتقلين وحملة الدفاع عن الأكاديميين، وبعملنا الهادف إلى مقاومة تدمير الثقافة والتراث الوطني والتضليل الإعلامي، إنما نؤكد بان صوت المثقف هو صوت المواطن الحر المعتز بكرامته وحريته وهو صوت من يقاوم الاحتلال بكل الوسائل الممكنة ، ناشدا الحرية والاستقلال والعدالة للجميع.
الهيئة العراقية للإعلام والثقافة الوطنية / لندن 25 نيسان / أبريل 2006

الملحق الرقم (13)
ثلاثة أرباع الأطباء هربوا من العراق بسبب العنف الطائفي والخطف والميليشيات
بغداد – القدس العربي 26/10/2006: من ضياء السامرائي: لم يعد التوتر الأمني وفي مقدمته العنف الطائفي يفرق بين طبيب ومهندس وعالم دين وأستاذ جامعي فالكل مستهدف، والكل يقع تحت طائلة المحاسبة القسرية والتي تبدأ من الفدية المالية وتنتهي بالتصفية الجسدية.
الأطباء، ملائكة الرحمة كما تصفهم المجتمعات المختلفة التي اتفقت علي ضرورة الدفاع عن حرمتهم، والدفاع عنهم، الا ان الأمر في العراق مختلف جدا فبعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وانفلات الأمن، أصبح هذا الوسط بين مطرقة البقاء والمصير المجهول وسندان الرحيل والهجرة الموجعة، حيث بلغت نسبة الأطباء الذين قتلوا في أحداث عنف متفرقة والذين هاجروا من البلد 72 بالمئة مما كانوا عليه قبل الاحتلال وان نحو 70% من الباقين ليست لديهم خبرة كافية في مجال الطب، وفق دراسة أعدها مركز العراق للدراسات الستراتيجيه من فصلين، استندت علي أرقام من وزارة الصحة ونقابة الأطباء والصيادلة وجمعيات حقوق الإنسان محلية ودولية والهلال الأحمر العراقي والصليب الأحمر الدولي، استمرت قرابة السنة ونصف السنة.
وتضيف الدراسة انها دونت إفادات من داخل وخارج العراق تبين ان العنف الطائفي والمليشيات المدعومة من دول الجوار هي التي تقف وراء اغتيال وتصفية وتهجير الأطباء لغايات تهدف لإفراغ البلد من الطاقات العلمية الطبية. وبينت الدراسة كيفية اغتيال نقيب الأطباء العراقيين وعميد كلية الطب احمد الراوي غاية سيطرة احد الأطباء التابعين لأحد الأحزاب النافذة في العراق.

شهادة (13): البقاء مع شبح الموت أرحم من الهجرة
العديد من الأطباء الذين رفضوا الرحيل لدواع إنسانية وأخلاقية يعبرون عن مخاوفهم التي تحيط بهم، الطبيب محمد السعدون، الذي يملك عيادة طبية في بغداد يقول لـ القدس العربي ان 20 طبيبا ممن لهم باع في مجال الطب هاجروا إلى سورية والأردن وفتحوا هناك عياداتهم الطبية ويستقبلون مرضاهم من العراقيين من جراء أعمال العنف التي طالت اغلبهم بينما فضل الباقي منهم الهجرة قبل ان تمسه نار الفتنة. أضاف: بالنسبة لي فضلت البقاء وفي اعتقادي ان الموت بات قريبا مني إلى درجة أتحسسه يوميا لانني ارفض ان افتح عيادتي في الخارج.
شهادة (14): عيادات وهمية ونهب الدواء...
من جهته يؤكد الطبيب غانم السعدي والذي تخرج من لندن قبل 25 عاما وهو عضو فعال في نقابة الأطباء إن الإحداث الأخيرة أدت إلى نزوح كبير في الأطباء مما سبب فراغا في كوادر المستشفيات العرقية التي تواجه تحديات ضخمة تجاه الأحداث اليومية التي تشهدها المدن .
وأضاف ان التدهور الإداري الذي ضرب أركان هذا الوسط سهل عمليات اختراق عديدة منها فتح عيادات وهمية لأطباء مزورين واختلاسات في المال العام وسرقات ونهب للدواء والمستلزمات الطبية بينما كان مدير المستشفي قبل الاحتلال يقوم بنفسه بجرد الأدوية بشكل يومي. وكل هذا يأتي وفق سياسة تنتهجها عصابات ومليشيات مسلحة مسيطرة في جميع أركان المؤسسات الطبية، تقتل وتهدد من يقف في وجههم، وما حدث للطبيبة سعاد السامرائي مسؤولة مذاخر الأدوية في محافظة البصرة بعد اكتشافها حالات اختلاس ضخمة دفعت حياتها ثمنا لها علي الرغم من تهديدها مسبقاً.

شهادة (15): جحيم العراق أهون من نظرات مصحوبة بالاستخفاف
اما الطبيب الجراح خالد الكعبي، العائد من الأردن قبل شهر وفتح عيادته التي أغلقها قبل عام في بغداد، فيقول لقد أدركت ان جحيم العراق أهون من نظرات مصحوبة بالاستخفاف لتركنا بلدنا. مما جعلني افتح عيادتي متكلا علي الله واستقبلت قرابة 100 حالة اغلبها مصابة باعيرة نارية وانفجارات مما يؤدي إلى إصابات معقدة، أجريت لها عمليات جراحية معقدة . وأشار إلى ان العمليات المسلحة في البلاد تجعل من دور الأطباء في المقدمة فلو قمت بمعالجة شخص مصاب فأنت تتهم بمساندة المقاتلين مما يؤدي إلى الاعتقال والسجن لفترات عديدة.
ويروي الكعبي حالة طبيب جراح زميل له الذي طالبت مليشيا معروفة أهله بعد اختطافه فدية تبلغ مليون دولار مما اضطر أهله إلى بيع المستشفي التخصصي الوحيد في بغداد في مجال الجراحة المعقدة وممتلكاته الثمينة وجمع نصف المبلغ وبعد محاولات ووساطات مع رجال معروفين في الأوساط السياسية الآن تم تخفيض المبلغ إلى النصف وإطلاق سراحه وهو في حالة نفسية صعبة الأمر الذي اجبره علي الرحيل وطلب اللجوء الإنساني في السويد.

شهادة (16): لولا ضميري تجاه العوائل العراقية لهاجرت
من جهتها تؤكد سارة الزهاوي وهي طبيبة في مجال أشعة السونار ببغداد فتقول لقد تعبنا من فرض الوصايات والمحسوبيات التي تفرضها الجماعات المسلحة بغطاء حكومي وديني، حتى أصبح الوضع أشبه بدفع الجزية أيام الفتوحات الإسلامية.
وأضافت لولا ضميري تجاه العوائل العراقية التي تأتيني من كافة أنحاء العراق متحدية كل الفروقات التي زرعها الاحتلال وأعوانه من ضيق العيش وفقدان الكفاءة العلمية في تشخيص الأمراض الغريبة التي جاءت بفعل الأسلحة التي استخدمها الاحتلال وأعوانه لقمت بالهجرة وترك هذا البلد الذي أصبح مقرا لعصابات حاقدة علي حضارة العراق وتاريخه المجيد.

الملحق الرقم (14)
د. هدى عماش: جريمتها عشق الوطن ورفض ثلاثة عروض للخيانة
د. هدي عماش ¬ العالمة العراقية العربية ¬ تحتضر الآن، بقرار من سلطة الاحتلال الأمريكية وبرعاية من حكومة عميلة.، في معتقل داخل وطنها الذي عشقته.
د. هدي مريضة بسرطان الثدي وكانت تتلقي علاجها قبل اعتقال القوات الأمريكية لها وهي الآن تعيش أيامها الأخيرة بعد توقف العلاج.. جريمة هدي عماش هي عشق الوطن.. رفضت أن تخونه وتنام في الفراش الأمريكي. كان أمامها ثلاث فرص لتصبح الآن حاملة لحقيبة وزارية وزيرة للبحث العلمي أو شئون المرأة ورئيسة لوفود بلدها.. طليقة خارج جدران المعتقل لكنها أبت إلا أن تعشق تراب وطنها.. رفضت أن تخون.
الفرصة الأولي جاءتها بعد أن حصلت علي رسالة الدكتوراه من أمريكا وكانت تعمل أثناء دراستها مساعد باحث في جامعة ميزوري في أمريكا خلال الفترة من 1981-1983 بعد حصولها على الدكتوراه وكانت الأولي على الطلاب العرب والأمريكان. عرضوا عليها البقاء في أمريكا والعمل فيها خاصة أن زوجها كان لا يزال يدرس ولكنها رفضت بشهادة د. عبد الله الجعفري الذي كان زميلا لها في الدراسة.
عندما رفضت العرض الأمريكي بالعمل داخل جامعاتها لم تكن قرأت في 'كف العالم' أن أمريكا التي تعلمت وحصلت علي رسالتي الماجستير والدكتوراه من جامعاتها ستكون العدو الأول لوطنها تدمر حضارته وتبيد سكانه وتقتل وتعتقل علماءه.
والفرصة الثانية جاءتها عندما أعلنت أمريكا قبل الاحتلال عن استعدادها لاستقبال علماء العراق وتوفير الحماية بشرط امدادها بالمعلومات، أي تجنيد 'عقل الأمة' ليصبح العلماء جواسيس لكنها رفضت العرض بالرضا الأمريكي المشروط بأن يتحول العالم إلي عميل.. يبيع أسرار وطنه على أقرب ناصية.
وجاءتها الفرصة الثالثة بعد الاحتلال: كان بإمكانها أن تسلم نفسها لسلطات الاحتلال وتدلي بما لديها من معلومات.
رفضت الفرصة الثالثة وتمسكت بمبادئ الوطنية والانتماء.. لو انتهزت أي فرصة من الثلاث لأصبحت الآن حاملة لحقيبة وزارية ورئيسة لوفد العراق المشارك في منتدي المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا الذي تشهده القاهرة هذه الأيام بمشاركة ما يزيد على عشرين دولة بالإضافة لجامعة الدول العربية. كذلك لم تتحرك أي منظمة عربية لتطالب بالإفراج عن د. هدي، فمنظمات المرأة التي ملأت الدنيا ضجيجا حول حقوق المرأة واجتمعت في أغلب العواصم العربية تحت لافتة 'لا للعنف.. ضد المرأة' لا تري في اعتقال امرأة مريضة عنفا، فعنف المحتل خاصة لو كان أمريكيا لا غبار عليه والعنف في منظورهم مصدره الأخ أو الزوج أو الأب.
جريمة د. هدي عماش أنها عشقت العراق وأطفال العراق.. ومصيرها الآن.. قد يكون دعوة أمريكية للخيانة.. خونوا أوطانكم لتنالوا رضا أمريكا.
أما الاتهام الموجه ضدها من سلطات الاحتلال وجعلها المرأة الوحيدة المطلوبة في قائمة ال 55 فهو إسهامها في إعادة بناء منشآت الأسلحة العراقية بعد حرب 1991.
وأما السبب الحقيقي لموقف أمريكا من د. هدي عماش فيرجع بالأساس إلى نشرها عددا من الأبحاث عرضتها في المؤتمرات العلمية الدولية منها: بحث آثار التلوث لحرب الخليج في انتشار الأمراض الوبائية في العراق ألقته في روما عام 1999 والثاني تحت عنوان: آثار التلوث الميكروبي والكيميائي والمغناطيسي الناتج عن حرب الخليج والحصار علي البيئة والصحة. وأكدت في أبحاثها أن الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها أمريكا في حرب الخليج كانت السبب وراء انتشار السرطان في جنوب العراق.
وفضحت من خلال مشاركتها في المؤتمرات استخدام أمريكا لأسلحة دمار شامل محرمة دوليا منها اليورانيوم المنضب وأسلحة بيولوجية والكترونية مشعة.
د. هدي عماش امرأة مسلمة ترتدي الحجاب ملتزمة عمرها 49 عاما زوجة أحمد مكي وهو رجل عراقي احترم قدراتها ولم يعق تقدمها وأم لزينا وسيف.. تمكنت وأصبحت لها مكانة علمية قبل رفع شعارات تمكين المرأة واستشعر والدها الثائر العراقي البارز صالح مهدي عماش ميول ابنته العلمية وتميزها وتفوقها الدراسي فشجعها حتى حصلت علي بكالوريوس العلوم من جامعة بغداد عام 1971 وحصلت على ماجستير في علم الأحياء الدقيقة من جامعة أمريكية في تكساس وبعدها حازت علي شهادة الدكتوراه من جامعة بكولومبيا، أثناء دراستها بأمريكا حازت على حب زملائها لحميميتها وعلاقاتها الطيبة بالطلاب العرب وحازت على احترام اساتذتها لنبوغها العلمي..
عرضوا عليها العمل بعد الحصول علي الدكتوراه في الجامعات الأمريكية ورفضت لأنها تريد أن تخدم بعلمها أبناء وطنها عادت إلى العراق وتدربت علي يد ناصر الهنداوي الذي تصفه أمريكا بأنه رائد برنامج الأسلحة البيولوجية في العراق وتولت رئاسة جمعية الأحياء الدقيقة وهي الجهة التي تعتقد أمريكا أنها وراء تطوير الإنثراكس.
حصلت علي جائزة مؤسسة شومان الأردنية للعلماء الشباب.
واختيرت عضوا في المجمع العلمي العراقي عام 1996 .
وانتخبت عضوا في المجمع العلمي الإسلامي عام 2001.
وعملت بعد تخرجها كمساعد باحث في جامعة بغداد 1975-1976 ومساعد باحث في جامعة ميزوري في أمريكا في الفترة من 1981 1983 خلال دراستها لنيل الدكتوراه.
وعملت مدرسة ثم أستاذة في كلية العلوم جامعة بغداد وعملت أستاذة بكلية الطب وكلية العلوم.
وكانت أول امرأة تنتخب عضوا في قيادة حزب البعث
هدى مصابة بالسرطان منذ عشر سنوات وتعاني الآن من انتكاسة نوبات وآلام حادة بعد أن توقفت لمدة تزيد على عام ونصف العام عن العلاج بسبب اعتقالها
وكانت د. هدي التي تطلق عليها واشنطن 'السيدة انثراكس' مستهدفة هي وأسرتها من القوات الأمريكية التي شنت غارة علي منزلها في أبريل .2003
وعقب الاحتلال أشاعت أمريكا أنها هربت إلي سوريا ثم تأكد اعتقالها. وللمرة الثانية تكذب أمريكا وتعلن إفراجها عن د. هدى لتكتشف الكذبة وكالات الأنباء العالمية التي توجهت لمنزلها لإجراء حوار معها.
وقد ناشد المؤتمر القومي العربي الأمم المتحدة ورؤساء المنظمات العربية والدولية لحقوق الإنسان التحرك لإنقاذ حياة العالمة العراقية وحمل سلطات الاحتلال الأمريكية مسئولية ما يصيبها من مخاطر.
ما تتعرض له د. هدي جزء من حملة ضد علماء العراق الذين اغتال الموساد 125 عالما منهم واعتقلت السلطات الأمريكية المئات ليواجهوا ظروفا منافية لأبسط حقوق الإنسان وللعهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية منهم د. عامر السعدي ود. حسام محمد أمين ود. رحاب طه.
ورغم أن العراق كان مقرا لأغلب الاتحادات العلمية العربية فلم تصدر أية مناشدة أو نداء من هذه الاتحادات للمطالبة بالإفراج عنها، وعن علماء العراق. وجاءت المناشدة من مؤسسات علمية وأكاديمية في الغرب اعتبرت أن اعتقالها ليس له أي علاقة بمزاعم أسلحة الدمار الشامل. وأرجعت اعتقالها إلى فضحها للجرائم التي ارتكبتها أمريكا والأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها.
قال الناشر الكسندر دوميل الذي نشر أبحاثها: لقد صعقنا عندما اعتقلت الولايات المتحدة د.هدى عماش ووضعتها تحت ظروف حجز قاسية وذلك لمنعها من اتهام القوات الأمريكية بالتسبب في انتشار أمراض السرطان بسبب استخدام هذه القوات اليورانيوم المشع وطالبت منظمة 'بيئيون ضد الحرب' وهي منظمة عربية بالإفراج عن د. هدي عماش ود. رحاب طه.
هذه دعوة للمشاركة بالمطالبة بالإفراج عن د. هدي عماش لظروفها الصحية ولعدم وجود اتهام من الأساس ولتعارض اعتقالها ليس فقط مع القانون الإنساني ولكن أيضا اعتقالها مخالف للقانون الأمريكي والانجليزي والقانون الدولي.
فهل يتحرك اتحاد المحامين العرب لرفع دعوى قضائية يطالب بالإفراج عنهما؟
يمكننا أن نطالب بالإفراج عن د. هدي عماش عبر إرسال مناشدات لعدد من المنظمات الدولية طالما فقدنا الأمل في أي تحرك عربي رسمي ومن هذه المنظمات : منظمة الصليب الأحمر Webmaster. gva@icrc. Org
مفوضية حقوق الإنسان tp - Petitions @ ohchr.org
موقع الأمم المتحدة علي الانترنت webmaster@un.org
ترسل باسم الأمين العام للأمم المتحدة

حملة للمساندة
أجرت 'الأسبوع' عدة اتصالات مع أساتذة الجامعات والهيئات العلمية والنقابات للمساهمة في حملة تطالب بالإفراج عن د. هدي عماش وقد لاقت الدعوة استجابة وتجاوبا والبعض لم تكن لديه فكرة عن قضية د. هدي عماش واتهموا الإعلام بعدم ابرازها. ومن الشخصيات التي انضمت إلينا في الحملة د. فينيس كامل وزيرة البحث العلمي السابقة ووصفت اعتقال د. هدي بالظلم الذي يتطلب أن تتدخل المنظمات العلمية للمطالبة بالإفراج عنها
ود. عواطف عبد الرحمن الأستاذة بكلية الإعلام قسم صحافة والمهتمة بقضايا المرأة العربية تعجبت معنا من عدم اهتمام مؤسسات ومنظمات المرأة العربية بقضية عالمة عربية وتركتها تعاني المرض وتنتظر مصيرها داخل جدران معتقل علي أرض وطنها الذي أحبت ترابه وشعبه
د. أحمد حشاد الأمين العام لنقابة العلميين طلب إرسال كل ما يتصل بالدكتورة هدي عماش على بريده الإلكتروني ووعد بحملة تتبناها النقابة للمطالبة بالإفراج عن العالمة العراقية د.هدي عماش ود. رحاب طه وقال إن النقابة سبق أن اتخذت موقفا في قضية العالم الباكستاني عبد القدير خان وانتقد. حشاد المفارقة بين عدم صدور أي مناشدة أو موقف يدعم علماء العراق رغم أن كل المنظمات والروابط العلمية العربية كان مقرها بغداد حتى وقوع الاحتلال.
د. السيد عبد الستار أستاذ بكلية العلوم جامعة قناة السويس: قال يمكن لاتحاد الكيميائيين العرب أن يجري اتصالا مع الجهات العلمية على مستوي العالم لإثارة الوعي بقضية علماء العراق ومنهم د. هدي عماش.
د. محمود بركات أستاذ الطاقة الذرية ورئيس المنظمة العربية للطاقة الذرية سابقا أكد ضرورة مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة عبر موقع المنظمة علي الانترنت ومراسلة الصليب الأحمر لأنها امرأة مريضة ومعتقلة ووصف الحالة العربية بأنها غريبة والأنظمة عاجزة بسبب علاقاتها بأمريكا أو خوفها من بطشها وذكر أكثر من جهة يمكن أن تتحرك منها اتحاد الكيميائيين العرب ونقابة العلميين واتحاد الفيزيائيين العرب واتحاد مجالس البحث العلمي العربية واتحاد الجامعات العربية وكلها تعقد اجتماعات ومؤتمرات من وقت لآخر.
د. عبد الوهاب عبد الرزاق أستاذ فلزات طالب باتخاد أي موقف لدعم ومساندة علماء العراق ومنهم د. هدي عماش بدافع إنساني.
د. أحمد نجيب أستاذ بكتريولوجي تساءل عن دور جامعة الدول العربية وقال إن الخلافات السياسية بين الدول والحكومات يجب أن تتلاشي أمام مأساة إنسانية: امرأة عربية تحتضر دون مساندة أو دعم كل جريمتها أنها سلكت طريق العلم.

الملحق الرقم (15)
هي وأخواتها علماء العراق
أحمد الخميسي 15 أكتوبر 2005: الأمريكيون مولعون بترسيخ الديمقراطية في كافة جوانب حياتنا ، مولعون بنشرها ، مولعون بتمويلها وتخصيص الملايين لمراكز حقوق الإنسان ، فإذا تعلق الأمر بالعلوم وهي شرط لكل نهضة ، وجدتهم ينشرون قواتهم في بلادنا ، ويمولون الحروب ، ويرسخون أسوار السجون.
مسموح لنا أن ننتخب ، وأن نصدر الصحف ، وأن نشكل أحزابا تقرأ الكف والفنجان ، وأن نتدافع نحو قبة البرلمان ، لكن ليس مسموحا لنا أن نترقى ونتطور بالعلوم والصناعة وخاصة ما يتصل منها بالقوة الاقتصادية والعسكرية. من هذا المنظور تم اغتيال أنبه علماء الطاقة والذرة من المصريين والعرب ، الدكتور يحيي المشد ، والدكتور سعيد بدير ، والدكتورة سميرة موسى ...
أما علماء العراق فكان مصيرهم أشد قسوة ، فقد اغتال الموساد مائة وخمسة وعشرين عالما منهم، وتولى الغزو الأمريكي أمر الباقين. ففي اليوم الثالث للغزو قصفت الطائرات الأميركية الحي السكني لجامعة البصرة بالقنابل العنقودية المحرّمة دوليا ، ودمّرت منزل عالمة هندسة الكيمياء الحيوية ابتسام كمال، واخترقت 11 شظية بدنها ، وأزيلت كليتها اليمنى وثلث كبدها ، وعندما أفاقت واستعادت وعيها وجدت مدينتها محتلة.
الاعتقالات ومطاردة العلماء في كل أنحاء العراق تجري على قدم وساق . وبهذا الصدد صرح ماثيو واكسمان المسئول عن ملف المعتقلين في العراق بأن عدد المعتقلين يبلغ نحو أحد عشر ألف شخص من دون تهم أو محاكمة ، ومعهم عدد كبير من علماء العراق منهم الدكتورة هدى عماش المريضة بالسرطان ، ود. عامر السعدي ، ود. حسام محمد أمين ، و د . رحاب طه ، وغيرهم .
والدكتورة رحاب طه كانت من أبرز العلماء العراقيين الذين كلفهم النظام العراقي بتطوير برنامج الأسلحة البيولوجية ، متخصصة في علم الأحياء المجهرية ، وحصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة إيست إنجليا عام 1984 ، وقد وصفها المفتشون الأمريكيون بأنها سيدة صعبة المراس ، لأنها رفضت عمليات التفتيش ، ودافعت عن حق بلادها في التسلح ، وأدرج الغزو الأمريكي اسمها في قائمة " 55 " المطلوبين ، وأغارت القوات الأمريكية على منزلها في أبريل عام 2003 ، ولم تعثر عليها ، لكنها سلمت نفسها بعد ذلك بشهر .

الملحق الرقم (16)
علماء العراق محشورون بين الموت والهجرة
ترجمة: د. عبد الوهاب حميد رشيد: نُشرت تقارير عديدة مؤخراً بالعلاقة مع دعوة اليونسكو لدول العالم اتخاذ خطوة مشتركة لحماية الأكاديميين والعلماء العراقيين ضد ما سمته حملة عنف، بعد أن كشفت أن حوالي 200 عالم عراقي، مهندس وأكاديمي وغيرهم من الخبرات العراقية قد قتلوا منذ بداية الحرب في 20 مارس/ آذار 2003.
حذّرت منظمة الثقافة والعلوم الأممية UNESCO مؤخراً بسبب ما سمته "حملة عنف،" موجهة ضد الأكاديميين العراقيين، داعية إلى التضامن الدولي واتخاذ إجراءات حماية الباحثين.
"لا نستطيع الوقوف متفرجين على حُماة المعرفة والثقافة في العراق وهم يتعرضون للتهديد، الخطف والقتل،" حسب مدير منظمة اليونسكو. لكن دعوة اليونسكو وتحذيرها ضد التهديدات التي تواجه الأكاديميين العراقيين، رغم أنها نبيلة، لكنها جاءت متأخرة جداً.
كان يجب اتخاذ إجراءات وقف العنف ضد علماء العراق منذ انتشار أخبار دور الموساد (بالعلاقة مع المحتل وأطرافاً أخرى) بقتل أكثر من 500 عالم منذ الغزو/ الاحتلال الأمريكي.
تساءلت مقالة في صحيفة الوحدة السورية فيما إذا كانت الأنظمة العربية تُشارك في تحمل اللوم مع قوات الاحتلال التي خلقت بيئة خطيرة تجاه علماء العراق بغية السيطرة فكرياً على شعب العراق ومطاردة علمائه!؟
توحي المقالة أن الأنظمة العربية ذاتها تُشارك في تحمل اللوم، رغم أن قوات الولايات المتحدة تتحمل حصة الأسد من هذا اللوم بسبب الكارثة التي خلقتها في العراق- البلد الأكثر تقدماً في العالم العربي.
لا تقتصر ثروة العراق على مجرد مخزونه النفطي، بل في الواقع أنه شكّل أيضاً بيت العلماء ومستقر المعرفة في العالم العربي ولعقود. وهذا الموقع جعله مكاناً لتجمع الجغرافيين، المؤرخين، الكتاب والعلماء، حسب المقالة.
يعاني العراق في ظل الاحتلال الأمريكي الصهيوني من حصيلة ما تُسمى بديمقراطية بوش، حيث قادت سياساته إلى القتل اليومي غير المبرر للمواطنين العراقيين.
هؤلاء علماء العراق ممن كانوا محل إعجاب وانتباه العالم بإنجازاتهم غير المسبوقة، هم الآن معرضون للقتل أو التهجير الإجباري من ديارهم/ وطنهم هرباً من الموت.
لا يمكن لأوربا وأمريكا إنكار منافع علماء العراق وإنجازاتهم التي انتفعت منها شعوبهم بشكل ضخم في كافة الحقول العلمية، الهندسة، الزراعة والكثير من المجالات.
إنه لحقيقة معروفة جيداً مخاوف منظمة الموساد التي حاولت طويلاً تدمير علماء العراق، علاوة على بنيته العلمية. ظهر ذلك جلياً في ملاحظات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اريل شارون بقوله "في العراق بعض العلماء الجدد يحاربون إسرائيل."
دبّرت الولايات المتحدة و بريطانيا خلق هذه البيئة المعادية للعلماء والأكاديميين العراقيين الذين يُعانون اليوم في العراق- البلد الذي أصبح خالياً من أي أثر من آثار المعرفة أو القدرات التصنيعية- وهكذا يستطيعون السيطرة على أفكار الناس ومطاردة علمائهم.
على العرب أن يتحدوا باتجاه فعل مشترك لإنقاذ علماء العراق- الأكاديميين وغيرهم من أصحاب الخبرة والفكر. عليهم التحرك سريعاً لحمايتهم من الاضطهاد، التهجير الإجباري، ومخاطر القتل المحشورين فيها. المطلوب حماية العراق الذي كان مركز العلم، ضد عصابات الجريمة ومنظمات المافيا ممن دخلوا البلاد بعد الغزو بفضل الفراغ السياسي الذي خلقه الاحتلال وليؤدي إلى قتل آلاف المدنيين الأبرياء، علاوة على العلماء وأساتذة الجامعة البارزين.
حاولت هذه العصابات فقط ولا زالت تحاول تدمير حضارة العراق وبنيته العلمية.
يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ الفعل لمعاقبة هؤلاء المشاركين في قتل علماء العراق ممن كرسوا حياتهم للعلم والمعرفة وخدمة البشرية بعامة. يعتمد العراق على جامعاته، معاهده ومراكزه العلمية وعلى نحو واسع للوقوف على قدميه، وهذا ما يؤكد ضرورة مواجهة التهديدات الناجمة عن الاحتلال ضد علمائه.
Iraqi scientists trapped between genocide and force full immigration< By:Emile Tayyip, Algazeera.com-3 March,2007.

الملحق الرقم (17)
لمصلحة من قتل واعتقال علماء العراق؟؟؟
ولمصلحة من هذه الأعمال الإجرامية التي لا يستفيد منها الا الأعداء؟
قائمة بأسماء 22 عالما عراقيا لا يزالون في سجون الاحتلال
شهادة (17): جماعة عمار الحكيم حاولوا اغتيالي
8/ 3/ 2007: شبكة البصرة
التقى مراسل بالبروفيسور محمد كمال العاني استاذ علم الذرة في جامعة بغداد سابقا، والذي يسكن مدينة الرمادي حاليا بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال من قبل فيلق بدر، حيث يقول :
بعد غزو بغداد بثلاثة أشهر، ومع بداية الدوام في الجامعات الكبرى مثل بغداد والموصل والبصرة والمستنصرية قام عمار الحكيم ابن عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بزيارة الجامعات مع اشخاص يرتدون بدلات سوداء من فيلق بدر، وطالبوا رئاسة الجامعة بإعداد ملف كامل عن كل الأساتذة والعلماء في كافة الاختصاصات. وبالفعل تم إعطاؤهم الملفات. وكان الأساتذة 50 بما فيهم أنا يتوقعون أنهم يبحثون عن البعثيين، إلا أنهم كانوا يريدون قتل جميع الأساتذة والعلماء السنة. ومنذ تاريخ 12/7/2003 وحتى يومنا هذا بدأ مسلسل اغتيال العلماء العراقيين السنة بشكل خاص. وقبل يومين من محاولة اغتيالي وصلتني رسالة من أحد طلابي قال فيها : أستاذي الكريم.. بما أنك صاحب فضل عليّ خلال السنوات الثلاث التي أكملت دراستي فيها على يدك، أود أن أخبرك أن هناك من أبناء جلدتي ـ وكان الطالب شيعيا ـ من يريدون اغتيالك. أرجو أخذ الموضوع على محمل الجد. وقد عرفت كاتب الرسالة من خط اليد، حيث أنني أعرف طلابي جيدا، فأنا معهم منذ سنوات، وكان الطالب يدعى "حسين" بحثت عنه في كل الجامعة ولم أجده، حيث علمت فيما بعد أنه ترك الدوام بعد أن سمع من الطلبة أن الأستاذ كمال يبحث عنه.
في اليوم التالي لم أذهب الى الجامعة، وقررت تركها بعد أن ذهبت مرة واحدة لأقدم طلب نقلي الى جامعة الأنبار واخذ أغراضي الخاصة من الغرفة الخاصة بي، وبالفعل ذهبت في اليوم الثالث من تلك الرسالة لهذا الغرض وقدمت طلبي على عجل وخوف، وحين خرجت من الجامعة، وهناك في موقف السيارات خرج علي ثلاثة أشخاص يرتدون نفس البدلات السوداء التي كان أتباع الحكيم يرتدونها عند زيارتهم للجامعة، وقام أحدهم بإطلاق النار عليّ، ثلاث رصاصات بكاتم الصوت، اثنتان استقرتا في صدري، والثالثة في الجانب الأيسر من رأسي..
ارتميت على الأرض ونطقت بالشهادة. وقف أحدهم عند رأسي وخاطب رفاقه " أول كلب وقتلناه، باقي عندنا اليوم دكتور زكي (أستاذ مادة البكتريا)، أتصل "بالسيد " واخبره أن كمال فتحنا له علبة بيبسي " وهي كلمة السر على ما يبدو والسيد هو عمار الحكيم كما تأكد لي ".
استقلوا سيارتهم وغادروا، وركض إلي عدد كبير من طلابي ليروا مابي، وكنت في كامل وعيي، فوجدوني على قيد الحياة، وقاموا بنقلي الى المستشفى، وهناك رقدت ثلاثة أشهر كاملة جرت محاولة لقتلي من قبل طبيب يبدو أنه من أتباع الحكيم، حين حاول حقني بمادة سامة عن طريق الوريد، لكن الله لطف وتم كشف أمره من قبل أحد أبنائي وهو طبيب أيضا حين دخل فجأة ووجده يحاول حقني، وكان هذا الطبيب لا يعلم أن ابني طبيب مثله وفي نفس المستشفى، أسفر ذلك عن عراك بالأيدي بينهما وتم طردي من المستشفى، وسافرت مع ابني إلى الأردن، حيث أجريت لي عملية جراحية، والحمد لله أنا حي أرزق، ولكن كما ترى أصبت برعاش وفقدت عينا واحدة...!.
ويكمل الدكتور العاني: علمت فيما بعد أن الدكتور زكي تم قتله، وكذلك أربعة عشر أستاذا في مدة لا تتجاوز العشرة أيام وبنفس أسلوب محاولة اغتيالي. حتى هذه اللحظة لازلت أستلم رسائل على بريدي الالكتروني من بريد يسمى "مطهرون" يهددني بالقتل إذا ما دخلت بغداد
انتهى كلام الدكتور كمال العاني

شهادة (18): ضباط المخابرات الإيرانية يغتالون علماء العراق
يذكر الشيخ (أحمد ابو بكر) أحد أعضاء الجيش الإسلامي في العراق، يقول : ألقينا القبض على أحد افراد فيلق بدر، واعترف بعد التحقيق معه بقتل 17 عالما سنيا بمختلف الاختصاصات، واعترف أيضا بأن عمار الحكيم وضابط مخابرات إيراني يدعى رضا محمدي هما المسؤولان عن اغتيال جميع العلماء العراقيين، وأضاف الشيخ : لقد اعترف الخبيث بأن إيران أمرت بترويج إشاعات مفادها أن إسرائيل تنفذ عمليات قتل العلماء، والحقيقة انهم الاثنين اشتركا فيها، فكلاهما وجهان لعملة واحدة.
فيما يعترف ضابط في الشرطة العراقية - نتحفظ على ذكر أسمه - أن فرقة اغتيالات إيرانية تعرف باسم " أبو لؤلؤة " تستخدم عناصر من فيلق بدر وتعمل بنشاط في العراق لاغتيال الكفاءات والضباط العراقيين. ويضيف الضابط : في خريف 2005 ألقت مفارز شرطة القناة شرق بغداد القبض على أربعة أشخاص قاموا باغتيال دكتور بدرجة بروفيسور بالخلايا السرطانية يدعى فاروق النجار، وعند اعتقالهم وإيداعهم السجن، وكان أحدهم إيرانيا، جاء في اليوم الثاني مضر الحكيم " ابن أخت عبد العزيز الحكيم " وقام بإطلاق سراحهم بعد توبيخ مدير مركز الشرطة العقيد سعد العبيدي، وقال له بالحرف الواحد باللهجة العراقية "لعنة الله على صفحته، كلب سني وقتلوه، ليش تحبس أسيادك يا قذر..! ". بعد أيام قدم العقيد استقالته ولم نرَ وجهه بعد ذلك...!

شهادة (19): صولاغ جبر يعتقل العلماء ويعذبهم
صولاغ إسم صفوي لامع في الجريمة المنظمة في العراق اليوم. يحدثنا عن ذلك أحد الضباط السابقين في وزارة الداخلية والذي تم طرده من قبل هيئة اجتثاث البعث، حيث يقول :عندما تسلم صولاغ وزارة الداخلية (في عهد حكومة القوي الأمين إبراهيم الجعفري)، لم يعد لفيلق بدر حاجة لارتداء البدلات السوداء او استخدام كواتم الصوت، فقد قام هو بالمهمة عوضا عنهم بصورة رسمية، حيث غيبت سجونه 123 استاذا وعالما وتدريسيا قضى أغلبهم من شدة التعذيب، فيما لا يزال آخرون حتى الآن مسجونين بتهمة التعاون مع المقاومة التي يسمونها "ألإرهاب". ويضيف ذلك الضابط الذي أهدى لنا قائمة بأسماء 22 عالما عراقيا لا يزالون في السجن حتى الآن ولا يعلم عن مصيرهم شيء.
إننا ننشر أسماءهم أدناه للرأي العام، ولمن لا يزال لا يعرف عنهم شيء من ذويهم.
بعضهم قد فقدوا ذاكرتهم جراء (فقرة البطانيه). نعم هذا هو الاسم لمن يستغرب! وهي إحدى فنون التعذيب الصولاغية التي ابتكرها بنفسه وهي كالاتي : (يؤتى بالشخص المراد تعذيبه ويوضع على بطانية مقيد اليدين والرجلين، ثم يأتي أربعة من جماعة مالك وهو اسم قائد التعذيب في سجن وزارة الداخلية، ويقومون برفعه مع البطانية ورميه على الحائط بقوة، ثم يعيدون الكرّة حتى تتكسر أضلاعه أو يحدث خلل في دماغه، وقد فقد الكثيرون ذاكرتهم من وراء هذه العملية)
أسماء العلماء هي الأتي :
1- الدكتور رافد محمد العمر - طبيب
2- الدكتور البروفيسور طارق المشهداني - عالم كيمياء عضوية
3- الدكتور ناصر التكريتي – طبيب
4- الدكتور سعد الحياني - عالم هندسة وراثية
5- الدكتور فهد عبد الكريم الدليمي - عالم فيزياء
6- الدكتور جاسم الخالدي - خبير آثار
7- الدكتور علي الناصري - عالم اجتماع
8- الدكتور صلاح خالد كاظم - خبير اقتصاد
9- الدكتور وليد الجبوري - طبيب تجميل
10- الدكتور أنور العاني - عالم فيزياء
11- الدكتور نبيل محمد العبيدي - اختصاص بكتريا هوائية
12- الدكتور باسل رزيك - عالم كيمياء
13- الدكتور توفيق سعدي - عالم هندسة صواريخ
14- الدكتور جبار أمين الباوي - عالم هندسة صواريخ
15- الدكتور سليمان عادل الدليمي - مهندس طائرات حربيه ميك 21
16- الدكتور سلام مخلص الحيالي
17- الدكتور صبري القيسي
18- الدكتور البروفيسور عاصم المحمدي - عالم ذرة
19- الدكتور يوسف الكبيسي
20- الدكتورة إيمان عمر عبد العزيز - فيزياء، اختصاص وقود صواريخ ورئيسة قسم في التصنيع العسكري
21- الدكتور حسام الموصلي
22- الدكتور شجاع الحشماوي

الملحق الرقم (18)
هجرة جماعية لأساتذة جامعة الأنبار' عقب اعتقال12 منهم
وكالة الأخبار الإسلامية 4 ديسيمبر, 2006: قرر عدد من أساتذة جامعة "الأنبار"، ترك التدريس في الجامعة، والسكن في الحي الجامعي التابع لها، عقب قيام قوات الاحتلال الأمريكي، باعتقال 12 أستاذا جامعيا بتهمة "التعاون مع المقاومة".
وقال مصدر في الجامعة، إن قوات جيش الاحتلال الأمريكي دهمت الحي الجامعي التابع لجامعة "الأنبار"، واعتقلت 12 أستاذاً جامعياً بتهمة مساعدة رجال المقاومة في تصنيع قنابل يستخدمونها فى مقاومة جيش الاحتلال الأمريكي، وإعطاء إحداثيات لأفراد المقاومة تساعدهم على معرفة مواقع جيش الاحتلال بغرض قصفها، مشيرا إلى أن من بين الأساتذة الذين اعتقلوا أساتذة في علم الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة.
وغادر الحي الجامعي عقب عملية الاعتقال الهمجية، وفقاً لأحد الأساتذة نحو 25 أستاذا، في حين قرر عدد آخر إنهاء بعض الإجراءات وترك العمل في الجامعة والحي الجامعي الذي أصبح عرضة لعمليات المداهمة المستمرة التي يقوم بها جنود الاحتلال الأمريكيين، متوقعا أن يؤدي ذلك إلى إغلاق الجامعة، التي تشهد في الأصل صعوبة في استمرار التعليم بسبب الاعتداءات اليومية من جانب قوات الاحتلال الأمريكية، وبسبب استمرارها في اقتحام كليات الجامعة

الملحق الرقم (19)
هنالك من يريد عراقاً بلا أطباء..
21/ 9/ 2006: دورية العراق: وكالة الأخبار العراقية.
تخمّن الأمم المتّحدة بان 50% من الأطباء العراقيين فروا من البلد منذ الغزو الأمريكي في عام 2003. وتقول ندى دوماني، الناطقة باسم للجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق : أصبح من الصعب جدا العيش في العراق،"عندما تترك بيتك في الصباح، ليس مؤكدا بأنّك سترجع في المساء. بالطبع الناس يريدون الخروج."ويواجه المختصون والعلماء خطرا كبيرا من القتل والاختطاف. فمنذ شباط،قالت وزارة التعليم العالي في العراق إن أكثر من 180 أستاذ قتلوا و3,250 هربوا من البلاد.

شهادة (20): هوية قاتلي العلماء تحددها طبيعة المنطقة التي يعملون فيها
إلى قبل أسبوعين، كان الطبيب علي فلاح يعمل في قسم الطوارئ في مدينة كركوك الواقعة في شمال العراق. المدينة المختلطة عرقياً لكن مسيطر عليها من قبل الميليشيات الكردية للحزبين ، ونتيجة للعنف الطائفي المتزايد، حيث ترك أكثر الأطباء هذه المدينة في وقت سابق من هذه السنة بعد أن قتل طبيب داخل قسم الطوارئ.
يقول فلاح في الأيام الأخيرة كنت الطبيب الوحيد في قسم الطوارئ الذي يستقبل 80 مريضاً في اليوم. ويقول بأنّه كان مستعدّ للبقاء والاستمرار بعمله، لكن قبل أسبوعين شخص ما رمى رسالة تهديد في بيته في كركوك. وكانت هذه الرسائل التي وزعت على العديد من البيوت تنذر السكان الشيعة بمغادرة المدينة وعليهم تحمل نتائج ما يحدث إذا لم ينفذوا ذلك.لذلك نجد ان اغلب الناس قد هربوا من المدينة وأنا منهم. وتوجه إلى محافظة العمارة، حيث يعيش هناك قرب عائلة خطيبته وترك العمل في الطبّ وهذا أخطر شي يواجهه الطبيب ويعمل الآن في شركة في غير مجال اختصاصه.. ويضيف من الناحية الاقتصادية حالة الأطباء كانت سيئة جداً حيث يدفعون حوالي 200 دولار في الشهر، حيث نعمل 16 ساعة في اليوم وفي مدينة مثل كركوك حيث الانفجارات والحوادث أحياناً لا نستطيع السيطرة على كل الحالات ، فهي مهمة شاقة فعلاً. والآن لا يمكن أن تواصل مع بعض الفئات المختلفة التي لا تفهم بأن الأطباء أناس مهنيون نزهاء ويريدون فقط الاهتمام بالمرضى والجرحى... والشرطة والجيش لا يحترموننا كأطباء ، ويتصرفون بعدوانية نحونا ويصل الحد الى الضرب والإهانة وهذا أصبح شيئاً عادياً في العراق الآن.

الملحق الرقم (20)
تشريح قضية مقتل 730 عالم عراقي على أيدي الموساد
10/ 5/ 2006: ترجمة دورية العراق: هذا ما بقي من علماء وأكاديميي العراق بعد ان نشطت فرق الموت الاسرائيلية ضد علماء العراق منذ اول ايام الاحتلال وأشار آخر فصل كشف عنه يوم الثلاثاء 14/6/2005 من قبل مركز المعلومات الفلسطيني الى تقرير اعدته وزارة الخارجية الاميركية لاطلاع الرئيس الامريكي الى قيام عناصر اسرائيلية واجنبية ارسلت من قبل الموساد بالتعاون مع الولايات المتحدة الى العراق باغتيال على الاقل 530 عالما عراقيا واكثر من 200استاذ جامعة وشخصيات اكاديمية أخرى وطبقا للتقرير فإن عناصر الموساد كانت تعمل في العراق بقصد تصفية علماء الذرة والبيولوجي من بين علماء آخرين واساتذة جامعة بارزين .وكان هذا بعد ان فشلت الولايات المتحدة في اقناع هؤلاء للتعاون معها او العمل في خدمتها. ويقول تقرير مركز المعلومات الفلسطيني الكوماندوز الاسرائليون يعملون على الارض العراقية منذ اكثر من سنة واهتمامهم ونشاطاتهم هي اغتيال العلماء والمفكرين العراقيين.
وقد لجأ الصهاينة الى حملة اغتيالات واسعة النطاق بعد فشل الجهود الامريكية التي بدأت بعد احتلال العراق مباشرة والتي هدفت الى جذب عدد من العلماء العراقيين للتعاون والذهاب إلى أمريكا للعمل هناك " ويقتبس نقلا عن التقرير الامريكي :" اجبر بعض العلماء العراقيين على العمل في مراكز الأبحاث الأمريكية وعلى أية حال الأغلبية رفضوا التعاون في بعض الحقول وهربوا من الولايات المتحدة الى دول اخرى "
وقد وافق البنتاغون على اقتراح الموساد الذي كان يعتقد ان افضل طريقة للتخلص من هؤلاء العلماء هي (تصفيتهم جسديا). وقد قدمت اجهزة الامن الامريكية اسرائيل بسير حياة كاملة للعلماء العراقيين والأكاديميين من اجل تسهيل قتلهم كما يقول التقرير مضيفا ان حملة الموساد لتصفية هؤلاء مازالت جارية.
"محنة الأكاديميين العراقيين "
بقلم الدكتور إسماعيل جليلي
فيما يلي رسوم بيانية وملاحظات من بحث بعنوان (محنة الأكاديميين العراقيين) قدمه الدكتور اسماعيل جليلي الى مؤتمر مدريد الدولي حول اغتيال الاكاديميين العراقيين في 23-24 نيسان 2006 وقد فصل فيه جرائم الموساد ضد العلماء العراقيين .
نص البحث من دون الأشكال البيانية
توزيع الاغتيالات حسب الجامعات من الشمال الى الجنوب اكثر الجامعات استهدافا (تنازليا) بغداد - البصرة - المستنصرية - الموصل - الأنبار - تكريت - (متساوية تقريبا : النهرين - ديالى - بابل -القادسية - الاسلامية) - (متساوية : التكنولوجيا - الكوفة) .
نتيجة هجمات مسجلة عددها 307 على الاكاديميين والاطباء : نسبة الاغتيال 74% ومن استطاع النجاة 26%
حسب الجنس : ذكور 95% واناث 5%
حسب الشهادات: دكتوراه 62% - طبية 17% - شهادات مختلفة 16% - ماجستير 4% - بكالوريوس 1%
حسب التخصص (من تم اغتيالهم فعلاً) : العلوم 31% - الطب 23% - الانسانيات 21 % - غير معينة 13 %- العلوم الاجتماعية 12%
في تخصص الإنسانيات : اللغة 23% - القانون 20% - الدين والتاريخ 16% - الادب 11% - الفنون 9% - الفلسفة 5%
الاغتيالات في العلوم الاجتماعية حسب التخصص: التعليم 48% - التعليم الرياضي والبدني - 19% - السياسة- 11% - الاقتصاد والمال 11% - اختصاصات اخرى 11%
في المجال العلمي حسب التخصص : الهندسة 33% - الزراعة 14% - الفيزياء 13% - الكيمياء 10% - البيولوجيا 7% - الجغرافية والجيولوجيا 7%- اخرى حوالي 9%
الاكاديميون حسب مراكزهم في الجامعات : استاذ/استاذ مساعد 59% - مراكز اخرى 13%- عميد /نائب عميد 11% - رؤساء اقسام 6%- محاضرون / مدرسون 6% - طلاب 3% - مستشارون 2%
توزيع الاغتيالات حسب نوع المؤسسة : جامعات 80% - قطاع الصحة 9% - الخدمة المدنية 7% - تدريس آخر 3% - قطاعات اخرى 1%

عدد الاغتيالات كل عام منذ 2003 إلى 2006
التوزيع حسب الخلفية المهنية : الجامعة من غير الاطباء 64% - الجامعة اطباء 13%- اطباء خارج الجامعة 9% - خدمة مدنية 7% - مدرسون وطلاب 4% - اخرون 3%
الهجمات غير القاتلة على الاكاديميين : اعتقال 33% - محاولات اغتيال فاشلة 23% - خطف 16%- اخرى 17% - تهديدات بالقتل 11%
توزيع الاغتيالات حسب المناطق (تنازليا) بغداد - الشمال والجنوب (متساوية) - غير معينة - الوسط - المدن المقدسة
حسب المدينة : بغداد 57% - البصرة 14% - الموصل 11% - النجف 6% - الانبار 5% - تكريت 4% - الحلة - كربلاء - كروك -د يالى (كل منها 1%)

كل الحوادث المسجلة : الزيادة السنوية
ملاحظات الدكتور اسماعيل جليلي
- الكثير من محاولات الاغتيال انتهت بموت اعضاء اخرين من عائلة العالم والمرافقين له والتي لم تضمن في البحث .
- مازالت محاولات الاغتيالات تجري على قدم وساق
- تهديدات مكررة بالاغتيال ترسل لاجبار الناس على مغادرة العراق
-الكثير من التهديدات لا يعلن عنها
- في الاسبوع الاخير من نيسان 2006 اعلن في الموصل عن حملة واسعة جدا لتهديد الاطباء لمغادرة العراق.
- اغتيال الاكاديميين العراقيين هي ظاهرة جديدة فيالعراق لم تحدث ابدا قبل نيسان 2003
- نمط القتل يكشف عن حملة واهداف مرعبة.
- الاغتيال والخطف والتهديدات للاكاديميين والاطباء لاجبارهم على مغادرة العراق لا تتبع اي نمط طائفي
- النمط السائد الوحيد هو ان اغلبية الضحايا من العرب
طالب البحث المؤتمر بما يلي :
- الدفاع عن الاكاديميين والخبراء الطبيين العراقيين يجب ان يبدأ بادانة الحرب والاحتلال غير الشرعيين الذي خلق وضعا في العراق حيث تنتشر الاغتيالات بدون عقاب.
- القوى المحتلة والمتعاونون معهم مسؤولون عن حماية ارواح المدنيين العراقيين ومسؤولون امام القانون الدولي اذا فشلوا في ذلك .
- اغتيال الاكاديميين والاطباء العراقيين هو جزء من محاولة واعية لحرمان العراق من استعادة وضعه المستقل وسيادته.
- الدفاع عن الاكاديميين العراقيين والاطباء لاينفصل من ضرورة التضامن مع شعب العراق وحركته الوطنية ضد الاحتلال.
- العراقيون مثل كل الشعوب لهم الحق في العلم والتعليم والتمتع بحقوق حرية الفكر والتعبير والبحث والابتكار
- يجب التأكيد دائما على حق عائلات المغدورين من الاكاديميين والاطباء في تحقيق عادل من قبل هيئة مستقلة واختصاصية ويدفع لهم تعويضات
وقد اكدت الوفود التي حضرت المؤتمر على التزامهم بالعمل باصرار لاثارة قضية التدمير الاجرامي لثروة العراق المهنية والفكرية على كل المستويات.
وبالاخص التزمت الوفود بما يلي:
-مطالبة اليونسكو ان تعمل دفاعا عن علماء ومفكري العراق
-مطالبة مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان القيام بواجباتها لحماية ارواح وحقوق اطباء واكاديميي العراق وكل المدنيين العراقيين
-نشر الوعي بقضية اغتيال علماء واطباء العراق .
-ان تنقل مدريد الاهتمام بهذه الحملة الى الجامعات الاسبانية والاتحاد العالمي للجامعات ورابطة الجامعات العربية في جامعة الدول العربية .
- مناشدة وسائل الاعلام في العالم لادراك ان قتل الاكادميين والاطباء في العراق هو نتيجة للاحتلال وليس حرب طائفية اهلية
- الاستمرار في العمل على بناء حملة تضامن عالمية لربط الاكاديميين العراقيين في المنفى وفي العراق مع نظرائهم في الجامعات في انحاء العالم .
-الضغط على البرلمانات الوطنية والاقليمية لاثارة ومناقشة التدمير الاجرامي للطبقة المفكرة والاكاديمية في العراق
- ويؤكد الموقعون على استمرار التعاون في ادانة االاحتلال وجرائمه التي لاتحصى والتضامن الدائم مع شعب العراق.
** المصدر : الجزيرة نت/ * ترجمة دورية العراق


اغتيال الأكاديميين العراقيين
5- تجب الإشارة الى تصفية اكثر من 60 من كبار ضباط الجيش العراق السابق من الذين شاركوا في الحرب العراقية-الإيرانية وحرب الخليج الاولى والثانية وقسم كبير منهم يحمل شهادة الأركان التي تعادل الماجستير للعلوم العسكرية وهي من ارقى الشهادات الممنوحة بالعالم (كثير من قادة العرب تخرجوا من الأركان العراقية) من غير المعتقلين منهم لدى قوات الاحتلال وفي سجون السلطة الحالية .
ان الاغتيالات شملت (معظمها الغالب) الكوادر العلمية التي يصعب بناؤها وانضاجها إلاَّ بعد فترات طويلة من البحث التجريبي والأكاديمي وتلك التي تمس العلوم الصرفة التي بدونها لا يمكن تطوير البلد لأي من صناعاته المختلفة وتطوير امنه الزراعي والتقني وجعل العراق من بلد كان من المفترض ان يترك مرحلة الدول النامية في 1985 الى بلد مستهلك من الدرجة الأولى لقد قيل مرة قبل الاحتلال(نحن لا نبحث عن برامج اسلحة الدمار الشامل العراقية.... نحن نبحث عن الأفكار عن الأدمغة التي فكرت بهذه الأسلحة). ان استهداف اساتذة الجامعات سيدمر نظام التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، وهو ما يدمر بدوره قطاعات أخرى من المجتمع(ثقافية اكاديمية صناعية وزراعية) من خلال تدهور مستوى التعليم وهو الحاصل الآن فبعد ثلاث سنوات من الاحتلال يمكن ملاحظة المستوى المتدني لخريجي الجامعات العراقية.
والتساؤل عن استهداف الخبرات في اللغات هو امر طبيعي كيف يمكن ان تنشئ جيلا متعلما دون ان تترجم خبرات العالم (علمية أو ثقافية) اما استهداف أكاديمي التأريخ(القديم والحديث) فكيف يمكن ان يطمس تأريخ العراق واعادة كتابة التأريخ دون تصفية من سيقف ندا لهم ويفضحهم. كتب المراسل المحنك روبرت فسك من العراق تقريراً يقول فيه: (إن إدارة الجامعة تشك بأن هناك حملة لتجريد العراق من أكاديمييه، وذلك بهدف تدمير الهوية الثقافية للعراق، وهذه الحملة بدأت منذ دخول الجيش الأمريكي بغداد). كارثةٌ إنسانية ذات أبعادٍ مذهلة تجري في ظل جو الاحتلال الإجرامي العديم الاكتراث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق