بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يناير 2010

الجريمة الأميركية المنظمة في العراق (الكتاب الثاني - الفصل الأول - ملاحق 1)

الملاحق الوثائقية للفصل الأول من الكتاب الثاني
الملحق الرقم (1)
السجون السرية ومواقع التحقيق
يقيم الاحتلال الأمريكي سجوناً سرية. كما أنه يقيم مواقع تحقيق ميدانية وسرية ومتنقلة أحياناً.
1- سجن مرحلي مؤقت ـ ترانس جيل ـ الموصل. 2- سجن بادوش ـ الموصل، 3- سجن الأحداث والأطفال ـ الموصل، 4- سجن اربيل، 5- سجن النساء ـ اربيل، 6- سجن السهليه، 7- سجن التسفيرات ـ بغداد، 8- سجن الرصافة، 9- سجن ابو غريب، 10- سجن ابو غريب ـ داخلي ـ يحتوي على مركز استخباري متخصص بالتعذيب وانتزاع المعلومات، 11- سجن كامب اشرف ـ يحتوي على مركز استخباري متخصص بالتعذيب وانتزاع المعلومات، 12- سجن كامب كروبر ـ يحتوي على مركز استخباري متخصص بالتعذيب وانتزاع المعــلومات، 13- سجن الكوت، 14- سجن الحلة، 15- سجن الديوانية، 16- سجن كربلاء، 17- سجن النجف، 18- سجن كامب بوكا/معسكر أم قصر: مركز استخباري متخصص بالتعذيب وانتزاع المعلومات.
هذا علماً أن كل ثكنة عسكرية امريكية وكل موقع أحتلالي وكل مكتب استخباري للجواسيس والعملاء يستعمل كسجن بشكل أو بأخر لا سيما للتحقيقات الميدانية ويمارس فيها تعذيب وقتل للعراقيين .
السجون والمعتقلات في العراق
القائمة التالية تضم أسماء السجون والمعتقلات التي تمارس فيها السلطات العميلة عمليات التعذيب الهمجية المنهجية ضد الوطنيين العراقيين التي أثارت ردود عنيفة من قبل منظمات ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان العالمية، بعد صمت مريب طاول السنتين مارست فيها السلطات المحتلة كل العمليات الإرهابية ضد العزّل من المواطنين : المقاومين والأبرياء، كانت تلك المنظمات تلتزم صمت القبور في الوقت التي يح صوت الصحف الوطنية والأصوات النقابية والحزبية المناضلة من كثرة النداءات والشكاوى، كانت منظمات (حقوق الإنسان العراقية) التي كانت تجأر بالشكوى في كل مناسبة أو غيرها ، وتلفق الأخبار على كل الأصعدة، ولتتلقفها الإذاعات الصهيونية المضمون المزوقة البهارج، سواء أكانت عربية اللغة أو فارسية الدعاية أو عبرية أو إنكليزية ـ وغيرها أيضاً ـ ولكنها تسكت اليوم على القمع الأمريكي + حكومة علاوي طغاته في أقبية التعذيب.
1-في بغداد: 33 سجناً ومعتقلاً. و2-محافظة بابل: 15. و3-محافظة النجف: 11. و4-محافظة كربلاء: 9. و5-محافظة القادسية: 11. و6-محافظة المثنى: 10. و7-محافظة واسط: 8. و8-محافظة ميسان: 11. و9-محافظة ذي قار: 11. و10-محافظة البصرة: 15. و11-محافظة ديالى: 8. و12-محافظة صلاح الدين: 8. و13-محافظة الأنبار: 8. و14-محافظة التأميم: 8. و15-محافظة السليمانية: 11. و16-محافظة أربيل: 7. و17-محافظة دهوك: 7. و18-محافظة نينوى: 9.
إعداد وتقديم باقر الصراف - كاتب عراقي مقيم في هولندا
لمزيد من التفصيل راجع: شبكة البصرة / السبت 18 ذي الحجة 1425 / 29 كانون الثاني 2005
***
الملحق الرقم (2)
كيف كان سجن أبو غريب قبل الاحتلال الصليبي
شبكة البصرة
إن الممارسات اللاأخلاقية ضد أسرانا في سجون الاحتلال لم يكن أمرأً مستغرباً إلا على من لم يستخدم ما أكرمه الله به وهو العقل لان جيش الاحتلال جاء من دولة تأسست على قتل وتصفية السكان الأصليين ولا توجد جريمة في العالم إلا وأمريكا وراءها من مافيات الاقتصاد والجريمة المنظمة والعدوان على المقدسات وخاصة مقدسات المسلمين ,, جيش لدولة عنصرية حقيرة تحمل ألف شعار للحرية والديمقراطية وتتبجح بحقوق الإنسان وتعامل هذا الكائن بأقذر الوسائل بدءا من اعتباره حيواناً للإنتاج وبقرة حلوباً تدر على صاحب رأس المال ربحا من دون النظر إلى آدميتـه .. ولو أردنا سرد جرائم أمريكا سنضع المجلدات ,, وأذهب بعيدا عن غاية رسالتي هذه للقارئ الكريم ومن يهتم بالشهادة عن سـجن أبـو غريب الذي أضحى اليوم قضية دولية أكثر شمولا وتأثيرا من إيران كيت أو مونيكا كيت أو ووتر كيت وغيرها من فضائح العار لدولة الشر الأمريكية.
أكتب وأقسـم بالله ورسوله أنني أكتب كل ما شاهدت وتعرضت له في سجن أبو غريب تحديدا ,, لكوني مررت بمكان أخر ,, لكن ما أردت توضيحه عن سجن أبو غريب فقط ,, ردأ على كلاب بني صهيون من عملاء مجلس بريمر وكل من أراد أن يخفف لون الجريمة البشعة التي مارسها المحتل الصهيوني ضد أسرانا ، وردأ على إدعاء الاحتلال وأذنابه الخونة أن ما كان يمارس في أبو غريب أبشع.. وقبل أن أكتب أود السـؤال عن ماهية أبشع الوسائل ؟ هل هي من إبداعات مليشيات مجلس بريمر بعد الاستقلال البريمري ؟
أودعت سجن أبو غريب القسم الخاص في الأحكام الثقيلة يوم 1 / 11 /1980 بعد حكم صادر من محكمة الثورة التي كان مقرها معسكر أبو غريب لمدة شهرين تقريبا وكان معي السيد ( م ..) بنفس التهمة وهو مصلاوي من سكنة بغداد . وأنا أقسمت بالله ورسوله أن أقول ما شاهدت وتعرضت له في سجن أبو غريب.
فأنني لـم أتعرض ولم أشاهد أو أسمع أصوات تعذيب خلال هذه المدة القصيرة ,, ومثل باقي السجناء في هذا القسم فقط لا يحق لنا الاتصال بذوينا لان قضايانا سياسية ولا يحق لنا مغادرة الزنزانة الصغيرة التي يسمونها انفرادي أي لشخص واحد وفيها تواليت. ولا أحد ممن كنت أتحدث إليهم من السجناء السياسيين أدعى أنه تعرض لما يمس شرفه أو كرامته أو تعريتـه أثناء التحقيق ( لا أود في هذه الرسالة سـرد أيام التحقيق !! لان المقصود هنا فقط سجن أبو غريب ) ومعلوم أن أبو غريب سجن كبير عام مركزي في العراق فيه أقسام العقوبات الجنائية والاقتصادية وأقسامه , الأحكام الثقيلة , وفيه قسـم المحكومين بالإعدام لأسباب جرمية اللذين يحق لهم اللقاء مع ذويهم ,, وسياسية معزولة عن الأخيرة وذكرت ان هذا القسم لا يحق لهم الاتصال بذويهم ,, وكذلك الأحكام الخفيفة من شهر إلى خمس سنوات للعقوبات الجرمية . وقسـم أخر الأحكام الخاصة والمساجين فيها أغلبهم لأسباب سياسية وأحكامهم مختلفة من سنة إلى مـؤبد ويحق لهم الاتصال بذويهم وفق قوانين السجون العامة ووقتـذاك كان كل أول يوم من الشهر والجمعة التي تليه ونصف الشهر والجمعة التي تليه أي بمعدل أربع مرات بالشهر . وهناك قاعتين فقط لا يحق لهم الاتصال بذويهم ولا نستطيع الاتصال بهم ومعرفة هويتهم . لكن لم نسمع منهم أي أنين أو أصوات تبعث على الشعور بأن شيء ما يمارس ضدهم . وهذا السجن يخضع لإشراف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية.
تـم نقلي من قسم الأحكام الثقيلة في سجن ابو غريب بعد شهرين وبمعيتي عدد من السجناء ورافقني إلى مكان أخر جديد السيد ( م .. ) وثم عدنا إلى سجن أبو غريب قسم الأحكام الخاصة في منتصف الشهر الخامس 1981 وبحكم مؤبد لكلينا وتم إطلاق سراحنا.
بتاريخ يوم 27 حزيران 1982 ضمن عفو خاص شمل جميع السياسيين المرتبطين (بالحزب الشيوعي الأمريكي العميل حاليا) وكان عدد المطلق سراحهم مئة شخص ,, لان الحزب البريمري كان يتفاوض مع السلطة في براغ للعودة مرة أخرى للجبهة الوطنية والعمل من جديد مع الدولة . حيث عرضت سفارة جمهورية العراق في براغ فلم خاص بإطلاق سراحنا وذلك في صيف 1982. في هذا القسم وطيلة مدة سجني فيه لم أتعرض أنا أو أي من كان معي في القسم وكان عددنا حوالي ألف شخص لأي إهانة أو ما يسيئ إلى شرفنا أو تعريتنا علما كان يحق لنا الالتقاء في الساحة الكبيرة وشكلنا فريق كرة قدم (هنا طلب مني رجال أمن السجن بعدم المشاركة بالفريق سوى مشجع !) وموجود الآن عدد غير قليل أحياء يرزقون موجودين في العراق وخارجه ممن كانوا في سجن أبو غريب في تلك الفترة أو بعدها . وكانت أقسى عقوبة يواجهها السجين هو وضعه في زنزانة انفرادية وحرمانه من لقاء ذويه وذلك لا يأتي اعتباطا إلا لسبب تراه إدارة السجن وكان يحدث هذا في أغلب الأحيان لمن هو محكوم لأسباب غير سياسية بحتة ونتيجة لسلوك ضار حتى براحة السجناء وأذكر منهم ( ب ) من البصرة المحكوم مؤبد بسب تجسسه لصالح الكويت كان يعمل لصالح الشرطة الكويتية ضد العراقيين في الكويت وأعترف بذلك ) . وكان يحدث أحيانا أن أمن السجن يستدعينا بعد زيارة أهلنا ,, وكانت بعض الأسئلة تدور حول أنواع الكتب التي تجلبها لنا عوائلنا والتي تقوم بتسليمها إلى إدارة السجن لتقوم الإدارة بتسليمها إلينا وفق القواعد المتعامل فيها في القسم . أما من ناحية الأكل فكان غير جيد بشكل عام لكن نقوم بإدخال تحسينات عليه لان أغلبنا يعتمد على ما تجلبه العائلة عند زيارتها وكانت لنا علاقات تضامنية مع السجناء من أبناء المحافظات البعيدة حيث كانت المجموعات تتكون بالاتفاق لذا يكون واحد من المحافظات في كل مجموعة . أما الحمامات فكافية وداخل القاعات وبمكان معزول . ولا نلتقي مع باقي السجناء من الأقسام الأخرى إلا في العيادة الطبية العائدة للسجن أو في لعبات كرة القدم وكانت إدارة السجن تفضل عدم خروج قسمنا . طيلة هذه الفترة لم أر أو أسمع تعرض أي سجين لأي نوع من أنواع التعذيب الوحشي الذي يمارسه أبناء صهيون بحق أهل العراق ,, ومن لديه دليل ملموس عن ما قاله الماسوني طالباني في معرض تبريره للأعمال الوحشية التي قام بها أسياده في سجن أبو غريب فليأتي بدليل واحـد من داخل أبو غريب لأنـه ببساطة سجن مركزي يقضي به المحكوم عليهم مدة محكوميتهم ,, فمن أين أتى شهبور وطرزان وغيرهم بأن ما كان يمارس في سجن أبو غريب قبل احتلال العراق أبشع مما عرضته الصور !! من أين يا أيها البشعين !! هل مورست ضدكم هذه الأساليب أم ضد عوائلكم ؟؟ فإذا كان ذلك فلماذا لا تعرضوا لنا آثار الاعتداءات ,,,,, !!! . أما هذا الغبي عدو الحميد الذي يقول إنه زار السجن سابقاً ويدعي أنه لم يشاهد ويظن الظنان أن ذلك كان يجري في الأقبية !! فأي أقبية في أبو غريب يا عميل ؟؟ وأنا أعتقد أنه شاهد وتهكم على أعراضنا كيف نهكت وعلى رجالنا كيف عريت ,, لأنـه عميل للصهيونية ,, ليفقأ الله عينك على ما رأيت ويقطع لسانك لسكوتك ويدخلك نار الجحيم لخيانتك .. ودليل خيانتك أنت والعميل حاجم قاله أبطال الفلوجة ,, وكافحت من أجل رد اعتبار أسيادك !! .. ماذا يضاف لسجل النظام العراقي في حقوق الإنسان الذي كتبه صهاينة العالم إذا أعدم عملاء اليوم ؟ ألم يكن العراق أنظف أليوم ؟؟ ألم يستحقوا ما حكمت به عليهم المقاومة العراقية الرمي بالرصاص لخيانتهم ؟ ما هو حكـم العمالة في كل قوانين الأرض والسماء ؟
هكـذا كـان سجن أبو غريب قبـل الاحتلال وما شاهدناه اليوم هو أبسط أنواع التعذيب وليس أبشعها حسب اعتراف صهاينة البيت الأسود .. ومن لـديه تعليق على سجن أبو غريب تحديداً فليقل قولا يراعي فيه ضميره ودينـه ,, وفضلت أن لا أخوض بأيام التحقيق حتى لا ندخل بالطرزانيات أو تبرير الأخطاء أو ما يؤدي لا سمح الله خدمة أبناء صهيون .. والله على ما أكتب وادعي شهيد.
الاثنين 21 ربيع الأول 1425 / 10 أيار 2004
***
الملحق الرقم (3)
السجناء العراقيون أكبر من طاقة السجون الأميركية
شبكة البصرة: الاتحاد الإماراتية 11/5/2005م:
ارتفع عدد السجناء المحتجزين في مراكز الاعتقال العسكرية الأميركية في العراق بدون انقطاع منذ الخريف الماضي، وامتلأت المراكز بشكل يفوق قدرتها الاستيعابية، الأمر الذي دفع القادة للشروع في خطة مفاجئة لتوسعة السجن•
وحيث أن القوات الأميركية والعراقية تحارب تمرداً متمرساً، فان عدد سكان السجون تجاوز 11,350 سجينا الأسبوع الماضي، أي بزيادة حوالي 20 في المائة عن ما كان عليه الحال منذ انتخابات 30 يناير• وتضم السجون الأميركية الآن ما يزيد على ضعفي عدد النزلاء في مطلع أكتوبر الماضي، عندما بدأت الغارات الهجومية في محاولات حثيثة لسحق التمرد قبل الانتخابات•
ولتوقعهم استمرار الزيادة في عدد المعتقلين، قرر القادة الأميركيون توسعة ثلاثة من السجون القائمة، وفتح رابع، بتكلفة إجمالية تصل إلى حوالي 50 مليون دولار•
كما أن الدفق المتواصل للمعتقلين يتطلب كذلك رجال شرطة عسكرية أميركيين إضافيين لحراسة مراكز الاعتقال• و يأمل القادة في استغلال أعضاء البرلمان في المساعدة على تدريب الشرطة العراقية، لكن إدارة مراكز الاعتقال احتلت الأولوية•
وأكد الجنرال ويليام براندنبيرج، الذي يشرف على مراكز الاعتقال العسكري الأميركية في العراق، بأن لدى الأميركيين قدرة عادية، وقدرة موجات• وأنهم يعملون الآن على قدرة الموجات•
وفي الشهر الماضي وصل عدد نزلاء سجن أبو غريب، ضواحي بغداد، إلى مستوى من الضخامة دفع السلطات الأميركية إلى التوقف عن استقبال قادمين جدد لعدة أيام، كما قال براندنبيرج•
وبدلا من ذلك، احتجز المعتقلون لفترة أطول في معسكرات ميدانية قبل نقلهم إلى أبو غريب• وتتسع الخيام التي تستوعب عادة 20 نزيلا إلى عدد يتراوح ما بين 25 و 30 حاليا•
إن عدد المعتقلين الضخم إضافة إلى القلق حول مصائرهم قد تحول إلى قضية سياسية، حيث يطالب ممثلون عن السنة العراقيين بضرورة محاكمة النزلاء بسرعة أو إطلاق سراحهم• وما يزيد على ثلاثة أرباع النزلاء هم من السنة، وهي حقيقة يقول العسكريون الأميركيون أنها تعكس الدور المهيمن الذي تلعبه مجموعات السنة في التمرد•
وقال براندنبيرج إنه طالب بالسماح بان تشق الحالات طريقها عبر عملية تشمل مراجعة من قبل لجنة تتألف من 6 عراقيين و 3 أعضاء من القوة متعددة الجنسيات• وفي الأسبوع الماضي، نظرت اللجنة في 10 آلاف حالة، ووافقت على إطلاق سراح حوالي 6 آلاف شخص، كما قال الجنرال• لكنه اعترف بان معدل تدفق السجناء أسرع بكثير من معدل النظر في الحالات المطروحة على اللجنة• وأضاف: لا زلنا نستقبل المزيد من المعتقلين، بشكل يفوق عدد من نتخلص منهم•
من جهة أخرى قال القائد الأميركي العقيد ستيفن ديفيس، في تعليق له على تزايد أعمال العنف: إن المتمردين الذين نقاتلهم اليوم ليسوا الأفراد الذين كانوا يستأجرون بخمسين دولارا لزراعة قنبلة بجانب الرصيف. فهؤلاء مقاتلون محترفون جاءوا من مختلف مناطق الشرق الأوسط• وهؤلاء أناس حصلوا على تدريب وتسلحوا جيداً.
***
الملحق الرقم (4)
الترجمة الكاملة لتقرير الجيش الأمريكيّ عن الاعتداء على الأسرى العراقيين 8/ 5/ 2004
شبكة البصرة / د. فاضـل بـدران
النّصّ الكامل للفصل رقم 15- 6 من التحقيق للفرقة الـ800 للشّرطة العسكريّة من قبل اللّواء أنطونيو إم . تاجوبا / NBC News
التّقرير أُعِدَّ من قبل اللّواء أنطونيو إم . تاجوبا على سوء معاملة السّجناء المزعوم من قبل أعضاء فرقة الشّرطة العسكريّة الـ800 في سجن أبو غريب في بغداد .
وقد جاء التحقيق بناءً على أمر من الفريق ريكاردو سانتشز, قائد القوة السابعة المشتركة, وهو أعلى مسئول عسكريّ أمريكيّ في العراق, بناءً على ادّعاءات انتهاكات حقوق الإنسان المستمرّة في السّجن .
الجزء الثاني من الوثيقة الخاصة بجرائم القتل والتعذيب التي تمارسها القوات الأمريكية المجرمة في العراق:
البند 15-6 التحقيق مع الفرقة 800 للشرطة العسكرية
1- طلب الفريق ريكاردو إس . سانتشز قائد القوة المشتركة المجحفلة الساّبعة ( سي جيه تي إف-7 ), في 19 يناير 2004 من القيادة الأمريكية المركزية, تعيـيّني مسئولاً عن التحقيقات ( آي أو ) على أن يكون برتبة ( لواء ) أو أعلى للتّحقيق في سلوك العمليّات التي تقوم بها الشّرطة العسكريّة اللواء 800. وطلب الفريق سانتشز تحقيقًا في أعمال الاعتقال و عمليّات التحقيق التي يقوم بها اللّواء المذكور اعتباراً من 1 نوفمبر 2003 . ذكر الفريق سانتشز أن التّقارير الحديثة عن سوء استغلال المعتقل, وهروب المعتقلين من مرافق الحبس, و عدم تحمل المسؤوليّة التي أدت إلى المشاكل الشّاملة في اللّواء تدل على نقصٍ واضح في المقاييس وضعف في الإمكانات ونقص في المواصفات القيادية . طلب الفريق سانتشز تحقيقًا شاملاً على أن تتضمن النّتائج والتّوصيات كل ما يتعلق باللّياقة والأداء للواء الشرطة العسكرية الــ800 . (ملحق 2 ).
2- في 24 يناير 2004, أمر رئيس أركان القيادة الأمريكية المركزية ( القيادة المركزية الأمريكية ), الفريق آر . ستيفين ويتكوم نيابة عن قائد القيادة المركزية الأمريكية, بأن يقوم قائد قوّات التّحالف الميداني الفريق ديفيد دي . مكيرنان, إجراء تحقيق في أساليب الاعتقال والتحقيق التي يمارسها لواء الشرطة العسكرية الرقم800 إعتباراً من 1 نوفمبر 2003 . كما وجّهت القيادة المركزية الأمريكية أنّ التّحقيق ينبغي أن يتحرّى عن كلّ الحقائق و الظّروف تحيط بالتّقارير الحديثة عما يشتبه به عن سوء معاملة المعتقلين في العراق . كما وجّه أيضًا أنّ يشمل التّحقيق التحرّى عن هروب المعتقلين وعدم تحمل المسؤوليّة كما هو مبلّغ من قبل الفيلق السابع المجحفل, وان التّحقيق يجب ان يكون شاملاً ويركز أكثر في اللّياقة و تحسين الأداء للواء الشرطة العسكرية الرقم800 . (ملحق 3).
3- في 31 يناير 2004, أمر قائد قوات التحالف الميداني بتعييّن اللّواء أنطونيو إم. تاجبا, نائب آمر الدّعم العامّ في القوات المذكورة, لإجراء هذا التّحقيق . اللّواء تاجبا وُجِّهَ لإجراء تحقيق غير رسميّ بموجب الفقرة (15-6 أركانسو) بخصوص أساليب الاعتقال والتحقيق التي يمارسها لواء الشرطة العسكرية ال800 و عمليّات الاعتقال. وقد أكد اللّواء تاجبا المكُلِّفَ بالِعَمَلِ في التركيز على مايلي:
أ‌- يتحرّى عن كلّ الحقائق والظّروف التي تحيط بالادّعاءات الحديثة للأساءة إلى المعتقلين, وبصفة خاصّة ادّعاءات سوء المعاملة في سجن أبو غريب (مرفق حبس بغداد المركزيّ ).
ب‌- يتحرّى عن هروب المعتقلين و انعدام المسؤوليّة كما هو مبلّغ من قبل الفيلق السابع المجحفل, بصفة خاصّة الادّعاءات بخصوص هذه الأحداث في سجن أبو غريب.
ت‌- كما يتم التحقيق في التّدريب, المقاييس, الموظفين, وسيسات الآمرين, والإجراءات الدّاخليّة وأجواء القيادة في لواء الشرطة العسكرية ال800 إن كانت مناسبة.
ث‌- العمل على ان تتضمن نتائج التحقيق اقتراحات وتوصيات محددة لتقويم وتصحيح الاوضاع. (المرفق4)
4- طلب الفريق سانتشز التحقيق مع لواء الشرطة العسكرية ال800 تحقيقاً جنائياً بموجب قرار الجيش الامريكي للتحقيق الجنائي (يوساسيدك) في التهم المنسوبة للمجموعة رقم 372 من الكتيبة رقم 320 في سوء تعاملها مع المعتقلين في العراق علما ان الوحدات المذكورة تعود للواء الشرطة العسكرية الـ800 العامل في العراق والتي كانت بإمرة الفيلق السابع المجحفل قبل هذا التحقيق وهي بإمرة القيادة الميدانية لقوات التحالف عند إجراء التحقيق. وبالإضافة إلى ذلك فإن الفيلق السابع المجحفل لديه عدّة تقارير عن هروب معتقلين من السجون ومعسكرات الاعتقال التي هي تحت سيطرة القوات الأمريكية والمتحالفين معها في العراق طوال الأشهر الماضية . وهذا يشمل المعتقلين في معسكر (بُكا) ومعسكر أشرف وسجن أبو غريب ومعسكر (كروبر) الذي يضم المعتقلين المهمين وكلها تقع تحت مسؤولية اللواء الـ800. بالإضافة لذلك, فإن أربعة جنود من الشرطة العسكرية كتيبة الـ320 قد اُتُّهِمُوا رسميًّا بموجب القانون الموحّد للمحاكم العسكريّة (يو سي إم جَي ) بتهمة الإساءة إلى المعتقلين وذلك في أيار 2003 في مركز الاعتقال ( تي آي إف ) في معسكر بكا العراق . (المرافق: 5-18 و-34 و-35 ).
5- بدأت في تجميع فريق تحقيقي قبيل صدور الأمر الرسمي من قائد الـ( سي إف إل سي سي).
جمّعت خبراء متخصصين في مواضيع التحقيق من دائرة التحقيقات في القيادة الميدانية لقوات التحالف الـ(سي إف إل سي سي) و الضابط القانوني المفوّض في القيادة المذكورة. و اخترت العقيد كينارد لافيت (Kinard J. La Fate) وهو قاضي تحقيق في القيادة المذكورة ليكون نائبي لهذا التّحقيق أنا أيضًا اتّصلت بقائد الدائرة القانونية العسكرية في الجيش اللّواء دونالد جيه . رايدر لغرض توجيه الضباط القانونيين في مواقع الاعتقال والتحقيق للتعاون معي ومساعدتي (الملاحق: 4 و 19).
6- فريق التّحقيق أيضًا استعرض تقرير اللواء ميلر في (تقييم الاستجواب لمكافحة الإرهاب الخاص بوزارة الدفاع وعمليّات الاعتقال في العراق) والذي قام به اللّواء جيفري دي . ميلر, قائد القوة المشتركة في غونتانامو(جيه تي إف-جتمو) . وذلك في الفترة من 31 أغسطس إلى 9 سبتمبر 2003, حيث قاد اللّواء ميلر فريقًا من الخبراء في الاستجواب الاستراتيجيّ العائدين إلى المقرّ الرّئيسيّ ومن الفيلق السابع المجحفل (سي جيه تي إف-7 ) و مجموعة المسح المخصصة للعراق ( آي إس جي ) لاستعراض إمكانية استغلال المسرح العراقيّ الحاليّ في استغلال المعلومات من المعتقلين للإفادة منها لأغراض المخابرات و بسرعة .
ركّز فريق اللّواء ميلر على ثلاث مساحات: a - التكامل الاستخباري للمعلومات, التناغم والترابط. b - عمليّات الاستجواب. c - وعمليّات الاعتقال .
وقد استخدم فريق اللّواء ميلر إجراءات (جيه تي إف-غوانتانامو) وصلاحيات الاستجواب كأسس.
7- بدأ فريق التّحقيق مهمتهُ بالتّحليل المتعمّق للتّقرير (والذي أنجز بتاريخ 5 تشرين الثاني 2003) عن الاعتقال والتّصحيحات في العراق, المجراة من قبل اللّواء رايدر وفريق من الشّرطة العسكريّة, والقانونيّين, والطبيين , و خبراء الأتمتة . وكان قائد (سي جيه تي إف-7) الفريق سانتشز, قد طلب فريقا من خبراء في مواضيع الاعتقال والتحقيق أن يقيّموا, ويقدموا التّوصيات المحدّدة بخصوص عمليات الاعتقال و عمليّات التّصحيحات . ,وقد قام اللّواء رايدر شخصيًّا بالتقييم / بمساعدة هذا الفريق من 13 أكتوبر إلى 6 نوفمبر 2003 في العراق . (الملحق 19).
الاثنين 21 ربيع الأول 1425 / 10 أيار 2004
***

الملحق الرقم (5)
تقييم استجواب وزارة الدفاع لمكافحة الإرهاب و عمليّات الاعتقال في العراق ( تقييم اللّواء ميلر )
1. ( إس / إن إف ) كان الاهتمام الرّئيسيّ لفريق اللّواء ميلر هو التركيز على الاستجواب الاستراتيجيّ للمعتقلين / والمحجوزين في العراق . ومن بين نتائج التقييم ما ورد في في ملخّصه التّنفيذيّ حيث تبين عدم وجود صلاحية لدى الفيلق السابع المجحفل (سي جيه تي إف-7 ) في المسؤلية او توجيه الإجراءات القائمة او لتنفيذ استراتيجيّة موحّدة للاعتقال, والاستجواب, والإبلاغ عن المعلومات المستحصلة من المعتقلين / والمحجوزين في العراق . الملخّص التّنفيذيّ أيضًا صرّح أن عمليّات الاعتقال يجب أن تكون كعامل مساعد للاستجواب .
2. ( إس / إن إف ), أوصى فريق اللّواء ميلر بخصوص استجواب أن يقوم قائد الفيلق السابع المجحفل(سي جيه تي إف-7 ) بأن يوجه و يدرّب قوّةً حرس اعتقال يرأسه ضابط من مركز الاستفسار والاستجواب المشترك ( جيه آي دي سي ) وهو المسؤل عن وضع الشّروط الناجحة للاستجواب و الاعتقاللال للمعتقلين / والمحتجزين. أما .بخصوص عمليّات الاعتقال, فقد اوصى فريق اللّواء ميلر أن وظيفة عمليّات الاعتقال هو لتوفير البيئة المناسبة والامنةً لجمع المعلومات الاستخبارية . كما اضاف ميلر ان فريق الحرس يتحمل المسؤلية في توجيه عمليات الاعتقال كي تكون فعالة مع استخدام الاساليب التي تساعد في سهولة استحصال المعلومات (!!!!) .( الملحق 20)
3. ( إس / إن إف ) فريق اللّواء ميلر أيضًا استنتج أن عمليّات الاستجواب الاستراتيجيّة المشتركة (خلال سي جيه تي إف-7 ) تُعَاق بنقص السّيطرة الفعالة على المعتقلين بسبب بيئة الاعتقال . فريق (ميلر) صرّح أيضًا أن مركز الاعتقال والاستجواب المشترك ( جيه آي دي سي ) في أبو غريب ( بي سي سي إف ) ستكون مركزا رئيسيا للاعتقال و عمليّات الاستجواب الاستراتيجيّة وبالتنسيق المشترك بين الشرطة العسكرية والاستخبارات العسكرية بحيث تتم السيطرة على عمليات مقارنة المعلومات ومقاطعتها. ( الملحق 20 )
4. ( إس / إن إف ) لاحظ فريق اللّواء ميلر أيضًا أن تطبيق استراتيجيّات الاستجواب اوجد استراتيجيات جديدة ناشئة و تّكنيكات تحتوي على طّرق جديدة في فنون هذه العمليات (!!!). فريق الطّحّان أيضًا استنتج أن مراجعة قانونيّة و توصيات على عمليّات استجواب المعتقل من قبل ضابط قانون مفوّض أمر متفاني تُطُلِّبَتْ لتكبير إلى الحدّ الأقصى فاعليّة الاستجواب . ( الملحق 20 )
تعليق تاغوبا على تقييم اللّواء ميلر:
1. ( إس / إن إف ) فريق اللّواء ميلر اعترف أنهم كانوا يستخدمون صيغ عمل و إجراءات مركز عمليات التحقيق والاستجواب في كوانتانامو ( جيه تي إف-جتمو) كأسس لوضع ملاحظات اللجنة وتوصياتها . وهناك رأي قويّ أن القيمة المخابراتية للمعتقلين في ( جوانتانامو ) مختلفة عن القيمة الاستخبارية لللمعتقلين /والمحتجزين في أبو غريب ( بي سي سي إف ) و مرافق الاعتقال الأخرى في العراق . حاليًّا, هناك عدد كبير من المجرمين العراقيّين العاديين المحتجزين في أبو غريب ( بي سي سي إف ) . هؤلاء لا يُعْتَقَدُ أن يكونوا إرهابيّين دوليّين أو أعضاء في القاعدة, او أنصار الاسلام, او طالبان او المنظّمات الإرهابيّة الدّوليّة الأخرى . (الملحق 20 )
2. ( إس / إن إف ) توصيات فريق اللّواء ميلر في تشكيل قوّة للحرس تُشَارَك بنشاط في وضع شّروط الاستغلال النّاجح لأستجواب المعتقلين ستبدو متناقضة مع توصيات فريق اللّواء رايدر و( 190-8 أركانسو) حيث أن الشّرطة العسكريّة لا تشترك مع المخابرات العسكريّة المشرفة على جلسات الاستجواب .استنتج تقرير رايدر أن اسلوب (أو إي إف) الّذي تقوم بواسطته الشّرطة العسكريّة بالتحقيق السريع اثناء عمليات الاعتقال . (الملحق 20 )
***

الملحق الرقم (6)
تقرير عن الاعتقال في العراق ( تقرير اللّواء رايدر )
1. ( يو ) اللّواء رايدر و فريق تقييمه أجريا مراجعةً شاملةً للمعتقل في العراق و زوّدا التّوصيات التي تتعلق بالجوانب التالية وحسب طلب قائد الفيلق السابع المجحفل ( سي جيه تي إف-7 ):
أ‌- ( يو ) معتقل و إدارة نظام السجن و المعتقل
ب‌- لب.( يو ), متضمّنًا حركة المعتقل, الحجز الانفرادي و مسؤوليّة وسائل السّيطرة.
ت‌- ( يو ) وسائل السيطرة وضبط المعتقلين و نظام السجن.
ث‌- ( يو ) الاعتقال العسكريّ و صلاحيات السلطة المؤقتة للتحالف ( سي بي أيه ) و كفاءة الخطط للانتقال إلى نظام نقل المعتقلين الى نظام سجون عراقيّ بالإدارة إلالكترونيّة.
ج‌- ( يو ) الرعاية الطبّيّة للمعتقل و الإدارة الصّحّية .
ح‌- ( يو ) مرافق الاعتقال وحسب متطلبات الصّحّة, الصّحّة و الأعلام الصّحّي.
خ‌- ( يو ) التكامل القضائي و يعتمد الإدارة للمعتقلين من المجرمين غير السياسيين.
د‌- ( يو ) المعالجة القانونية للمعتقلين.
ذ‌- ( يو ) قواعد بيانات المعتقل و السّجلات, متضمّنًا القواعد القانونية للجريمة و قواعد بيانات المحكمة .
2. ( يو ) كثير من النّتائج و توصيات فريق اللّواء رايدر جاءت خارج نطاق موضوع هذا التّحقيق . لكنّ, عدّة نتائج مهمّة ذات علاقة بموضوع هذا التحقيق ندرجها في الاسفل ( وقد قمنا بابراز الفقرات التي نراها مهمة) :
أ. إدارة المعتقل ( وتتضمن حركة المعتقلين, العزل الانفرادي, المسؤولية )
1. ( يو ) هناك اختلاف واسع في المقاييس و الطّرق في مرافق الاعتقال المختلفة . وحدات عسكرية متعددة كالكتائب والالوية تابعت السّجون العراقيّة وقد لاحظت ان اوضاعها اصبحت معيبة وانه لوحظ استخدام القوة المفرطة مع المعتقلين دون الحاجة لذلك او الانشغال بإجراءات دائمة أخرى أو سياسات ( على سبيل المثال وجود ألاسلحة في ابنية المعتقلات,أساليب تقييد المعتقلين عير لائقة, , إدارة المعتقل, إلخ ) مع ذلك, لم تكن هناك وحدات شرطة عسكريّة تقوم بممارسات غير مناسبة عن عمد. ( الملحق 19 )
2. ( يو ) حاليًّا, بسبب عدم وجود معتقلات كافية , فإن المجرمون العراقيّون العاديون ( والذين اعتقلوا بسبب جرائم عادية) يُعْتَقَلُونَ مع المعتقلين الأمنيّين ( اي الذين يهاجمون قوات التحالف ) و في نفس هذه المعتقلات اسرى الحرب ايضاً, مع ذلك فإنهم معزولون في خلايا / مجمّعات المختلفة .
3. ( يو ) ان وجود مجموعات مختلفة من المعتقلين بنفس اماكن الاعتقال تدعو الى الحيرة حيث يكون من الصعب جدا التعامل معهم ومعالجة قضايا المعلومات حيث يسهّل انتقال المعلومات بين الأصناف المختلفة للمعتقلين . ( الملحق 19 )
4. ( يو ) ان فرقة الـ800 للشرطة العسكرية ( والمسؤولة عن الاعتقال والحجز) لم تتلقَ اي تدريب او توجيه او تمرين معيّن عن مهمات الاعتقال والحجز أثناء فترة تعبئتهم . وان التمرين والتدريب قد تم لوحدتين فقط من وحدات الجيش الامريكي احداهما في افغانستان والاخرى كلف جزأ منها في معتقل (كامـب أريفجان) في الكـويـت . وان وحدة الشرطة العسكرية التي تساعد (جيه تي إف-جوانتانامو) تلقّت عشرة أيّام فقط من التّدريب على عمليّات الاعتقال, تتضمّن يومين من الدّفاع الأعزل عن النّفس, التّدريب على مهارات التّواصل بين الأشخاص, نقل المعتقلين بالقوة بين الزنزانات و أمان ضابط المعتقل .
ب. وسائل السيطرة والضبط في معسكرات الاعتقال:
. ( يو ) الفرقة 800 للشرطة العسكرية نظمت من ثمانية الوية لمهمة خاصة هي للاعتقال والحجز وتتكون من افراد من الشرطة العسكرية وحراسات الشركات . بسبب دورات واجبات الفرقة ال800 فقد أعادوا انتشار كتيبة (ههكس) في ديسمبر 2003, و كتيبة الشرطة العسكرية الـ115 و كتيبة الشرطة العسكرية الـ324 . و في ديسمبر 2003, في يناير 2004 خُفِّفَت مهمّته الكتيبة 400 و أُعِيدَ اِنْتِشَارها. أما الكتيبة الـ724 من الشرطة العسكرية فقد أعادت انتشارها في 11 فبراير 2004 وبقية الكتائب ( كتيبة الـ310, الكتيبة الـ320, الكتيبة الـ530 والكتيبة الـ744) مقرّر أن يعيد انتشارهُ في مارس و إبريل 2004 . بقية الوحدات تبقى ضعيفة بوجهٍ عامّ, بينما ليس لدى الوحدات عناصر احتياط كنظام بديل جراء الخسائر لأسباب طبية او غيرها أو مغادرة الجنود الذين بلغت خدمتهم المتواصلة 24 شهراً من الخدمة الفعليّة الفدراليّة خلال فترة مدّة خمسة سنوات . ( الملحق 19 ).
***
الملحق الرقم (7)
الحياة تكشف تفاصيل تقرير تاغوبا: تعذيب متواصل وسادي واغتصاب عراقيات
الحياة : 6/ 5/ 2004م: لندن - مهند الحاج على
حصلت الحياة على نسخة من تقرير الجنرال انتونيو تاغوبا, والذي يؤكد ان الانتهاكات في سجن أبو غريب العراقي غرب بغداد كانت منهجية, وذلك بعكس ما أعلنه وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيد أول من أمس بأن ما تشهده السجون الأميركية في العراق هو عبارة عن حوادث فردية.
ووجد التقرير الذي يقع في 53 صفحة أنه بين تشرين الأول (أكتوبر) وكانون الأول (ديسمبر عام 2003 حصلت حوادث عديدة من الانتهاكات الإجرامية والسادية القبيحة في حق معتقلين. وكانت هذه الانتهاكات المنهجية وغير القانونية ارتكبت عمداً من جانب عناصر في قوة الحراسة التابعة للشرطة العسكرية. وقال ان هذه الاتهامات تأكدت بموجب الإفادات المفصلة للشهود واكتشاف أدلة فوتوغرافية شديدة الوقاحة, مشيراً إلى ان هذه الأفلام والصور موجودة في حوزة قيادة التحقيقات الجنائية وفريق الادعاء الأميركي.
وعدد التقرير مجموعة من الانتهاكات الصارخة داخل أبو غريب التي ارتكبها عناصر الشرطة العسكرية ومن بينها: تصوير معتقلين رجالاً ونساء بالفيديو والكاميرا وهم عراة. وإرغام معتقلين ذكور على ارتداء ألبسة نسائية داخلية وتطويق رقاب معتقلين ذكور عراة بجنزير كلب والتقاط صور فوتوغرافية معهم. وإقدام عنصر من الشرطة العسكرية على ممارسة الجنس مع إحدى المعتقلات, وهو انتهاك خطير لم تذكره وسائل الإعلام الأميركية. وتتجاوز الانتهاكات التي يعددها التقرير المعتقلين الأحياء لتشمل موتاهم, اذ خلص أيضاً إلى ان جنوداً أميركيين صوروا جثث المعتقلين العراقيين!
كما أكد التقرير ان هؤلاء العناصر تلقوا مديحاً من رؤسائهم لإقدامهم على هذه الأعمال, وذكر انهم حصلوا على إشادة من قبيل: عمل جيد انهم ينهارون بسرعة ويجيبون عن كل سؤال ويعطون معلومات قيمة. حافظوا على العمل الجيد
ووضع التقرير لائحة بأسماء عشرات الضباط والرتباء الأميركيين إلى جانب بعض المتعاقدين المدنيين, وعلى رأسهم (جون إسرائيل), الذين يتحملون مسؤولية العديد من هذه الانتهاكات التي شهدوا بعضها كالميجور ديفيد دينينا الذي اشرف على رمي أحد المعتقلين من شاحنة استقلها وجنوده.
وعزا تاغوبا وقوع هذه الانتهاكات إلى أسباب عدة أهمها فشل القيادة في الإبلاغ عنها والفارق الثقافي بين المعتقلين وسجانيهم! وختم التقرير ان جنوداً أميركيين عديدين ارتكبوا أعمالاً فظيعة وانتهاكات صارخة للقانون الدولي في سجن أبو غريب ومخيم بقع. وفشل مسؤولون كبار رئيسيون في التزام القوانين والإجراءات وتوجيهات القيادة في تجنب وقوع هذه الانتهاكات. وطالب بـالموافقة على توصيات هذا التحقيق وتطبيقها من أجل خلق الظروف الملائمة لتجنب انتهاك حقوق المعتقلين في المستقبل.
***
الملحق الرقم (8)
العائدون من الجحيم الأمريكي: اغتصاب العراقيات أمام الأسرى الرجال في سجن أبو غريب
‏11‏/05‏/2004 الوفد المصرية: نشرت مجلة »تايم« الأمريكية، وصفا لعمليات التعذيب داخل سجن أبو غريب على لسان عدد من الأسرى السابقين الذين أفرجت عنهم قوات الاحتلال أكد الأسرى أن اغتصاب الأسيرات يتم علنا.. وان إجبار الرجال على ممارسة الشذوذ أمر متكرر. أكد الأسير السابق حيدر صبار في روايته لقصص التعذيب ان جنود الاحتلال الأمريكيين مزقوا ملابسه و6 أسرى آخرين، وأضاف ان الأمريكيين غطوا رأسه بينما كانت جندية أمريكية تشير بإصبعها لجسده. وأوضح ان الأمريكيين التقطوا له صورة مع أسير عراقي آخر راكع على ركبتيه أمامه بعد ان تم تجريدهما من ملابسهما. وأضاف ان الجنود الأمريكيين كانوا يجبرون الأسرى على القيام بممارسات جنسية شاذة.
وأكد الأسير نبيل شاكر عبدا لرازق الطائي أنه شاهد جندياً أمريكياً يغتصب أسيرة عراقية أكثر من مرة، وأوضح الأسير الثالث وليد الديلامي لمجلة الـ »تايم« أنه تعرض للتعليق 3 مرات على عمود ضخم وهو موثوق القدمين واليدين.
وأوضح الأسير عصام الحماد ان الأمريكيين جاءوا إلى قريته قرب بلدة القائم لاعتقال والده اللواء في الجيش العراقي السابق. وأكد »عصام« ان الأمريكيين اعتقلوه مع أخوته الثلاثة، وأشار إلى تعرضه واخوته للضرب والصدمات الكهربائية. وأضاف ان الأمريكيين كانوا يصوبون فوهة المسدس إلى أحد الأشقاء الآخرين لإجبارهم على الحديث وهددوهم باعتقال والدتهم وأخواتهم. وعرض »عصام« صورة جثة تحتوي على الكثير من الحروق وأوضح انها جثة والدهم الذي سلم نفسه للقوات الأمريكية بعد احتجاز أبنائه. وأكد ان الأمريكيين عذبوا والده على مدى شهرين ثم ألقوا بجثته أمام باب مستشفى.
***
الملحق الرقم (9)
الوفد تنفرد بنشر وثيقة العار الأمريكي: تقرير التحقيقات السري يؤكد اغتصاب العراقيات وإجبار الأسرى على ممارسة اللواط
‏11‏/05‏/2004 تنفرد (الوفد) بنشر وثيقة العار الأمريكية حول عمليات التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون العراقيون داخل السجون. كشف التقرير النهائي للتحقيقات التي أشرف عليها الجنرال أنطونيو تاجوبا والمكلف بالتحقيق في فضائح وتعذيب العراقيين داخل المعتقلات عن وجود مخالفات بشعة وأنواع عديدة من عمليات التعذيب وسادية ضد المعتقلين واغتصاب العراقيات والصبية العراقيين داخل سجن أبو غريب. كما كشف التقرير عن وقوع عمليات تعذيب بشعة في سجن البقاع العراقي. أكد (تاجوبا) أن فريق التحقيق استمع إلى أكثر من 50 شاهداً ومتهماً ومحتجزاً في السجن. وأشار التقرير إلى وقوع عمليات تعذيب سادية ومعاملات لا تتوافق مع المعاهدات الدولية وحقوق الإنسان. وأكد التقرير أن فريق التحقيق حصل على اعترافات من بعض المتهمين
وتمت مصادرة مجموعات من الصور التي تفضح التعذيب وأشرطة فيديو سجل الجنود عليها أفعالهم الشاذة مع السجناء. وأوضح التقرير ارتكاب الجنود الأمريكيين 13 طريقة تعذيب ضد السجناء العراقيين تبدأ من الصفع على الوجه والضرب وتنتهي بالاعتداء الجنسي واللواط.
أكد تاجوبا ان الفرقة (800) للبوليس الحربي غير مؤهلة وغير مدربة لمعاملة المسجونين. وأشار التقرير إلى تجاهل الإدارة الأمريكية تقارير كثيرة سابقة بشأن حالات التعذيب.
أكد الجزء الأول في التحقيق اكتشاف العديد من الوقائع المعقدة والمقلقة للغاية في سجن أبو غريب تجاه السجناء. وأن بعض المتهمين من الجنود اعترفوا بأفعالهم. شملت التحقيقات العديد من الجنود في الفرقة (800) للبوليس الحربي التي تدير السجن والفرقة (205) للمخابرات الحربية الأمريكية المسئولة عن التحقيق مع السجناء.
فجر التحقيق قنبلة بتأكيده حدوث عمليات تعذيب متعددة وصارخة وسادية وإجرامية. وأن عمليات التعذيب كانت متعمدة ومنظمة من قبل البوليس الحربي المسئول عن السجن. ورفض اللواء تاجوبا أن يضم الصور وشرائط الفيديو إلى تقريره مؤكداً انه قام بتسليمها إلى السلطات الأعلى للنظر في توجيه تهم إجرامية لمرتكبي هذه الجرائم.
وأوضح تاجوبا أن تعذيب المحتجزين في السجن تضمن 13 طريقة مختلفة منها الضرب والصفع والركل والقفز على أرجل السجناء أثناء انبطاحهم وتصوير السجناء والسجينات عرايا من الملابس تماماً وإجبار المعتقلين على اتخاذ أوضاع جنسية فاضحة لتصويرهم وإجبار المحتجزين على خلع ملابسهم والبقاء عرايا لعدة أيام متتالية وإجبار المحتجزين العرايا من الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية والضغط على السجناء لإجبارهم على ممارسة العادة السرية أمام عدسات الكاميرات والفيديو التي يحملها الجنود.
وأجبر الجنود السجناء العرايا على التكدس فوق بعضهم ثم القفز فوقهم أو وضع سجين فوق صندوق وتوصيل أجزاء من جسده بالكهرباء، وإهانة سجين آخر. بكتابة عبارة «أنا مغتصب» على صدره بعد إجباره على اغتصاب طفل في الخامسة عشرة من عمره وتصويره. وقام الجنود بوضع سلسلة جر للكلاب حول عنق السجناء لسحبهم من قبل إحدى المجندات وتصوير الموقف. واستخدام الكلاب البوليسية المدربة بدون الكمامات لإثارة الذعر والهجوم على السجناء.
وأضاف تاجوبا ان التحقيقات أثبتت وقوع حالة اغتصاب ارتكبها جندي من البوليس الحربي الأمريكي ضد معتقلة عراقية بالاضافة إلى قيام الجنود بتصوير جثث القتلى العراقيين.
وشملت عمليات التعذيب كسر أنابيب الإضاءة الكيميائية وصب محتواها من الفسفور على الأجساد العارية للسجناء. وتهديد السجناء بمسدسات بالذخيرة الحية وصب الماء البارد على أجساد السجناء العرايا وضرب السجناء بالعصي والكراسي وتهديد السجناء الرجال بالاغتصاب وقيام أحد رجال البوليس الحربي بخياطة جرح أحد السجناء بعد إصابته بشكل بالغ وممارسة التعذيب الجنسي على أحد السجناء بواسطة أنابيب الإضاءة والعصي.
وفجر التقرير قنبلة ثانية تتعلق بوجود إشارات إلى تلقي الفرقة 800 للبوليس الحربي تعليمات من المخابرات الحربية وجهات أخرى بسوء معاملة السجناء وقد أورد في تقريره مقتطفات من التحقيق مع بعض المتهمين. أكد أحد الجنود ان ممثلي المخابرات الحربية كانوا يصدرون أوامر شفهية لمعاملة المساجين بطرق لا أخلاقية.
أظهر التقرير أيضاً أن إدارة سجن أبو غريب لم تحتفظ بسجلات حديثة كما هو متبع في السجون الحربية. وذكر واقعة السجناء «الأشباح» وهم بعض المحتجزين الذين تم اعتقالهم واحتجازهم بلا سبب من قبل بعض الجهات وهم بلا سجلات أو بطاقات هوية ولم يتم تدوين أسمائهم رسميا. وكان القائمون على السجن يحركون هؤلاء السجناء الأشباح من مكان إلى آخر عندما تكون هناك أي عملية تفتيش دولية من الصليب الأحمر.
كشف التقرير عن وقوع العديد من حالات الهرب بين المساجين وأكد ان هناك حالات أخري لم يتم تسجيلها وان السجون مكتظة بأعداد اكبر من قدرتها الاستيعابية.
وانتهي التقرير إلى نتيجة رئيسية هي ان عددا من الجنود الأمريكيين ارتكبوا جرائم شنيعة وخرقا واضحا للقانون الدولي في سجن أبو غريب. كما ان هناك قيادات رئيسية في الفرقة 800 للبوليس الحربي والفرقة 205 للمخابرات الحربية فشلوا جميعا في اتباع التعليمات والسياسات وإصدار أوامر بمنع تعذيب المساجين في سجني أبو غريب والبقاع خلال الفترة من أغسطس 2003 وحتى فبراير 2004.
***
الملحق الرقم (10)
معاناة المعتقلين في سجون الاحتلال الأميركي
(نص الوثيقة) أو ِِAmericanFreePressNews .... تقول الوثيقة: المعلومات التالية تمّ الحصول عليها من أشخاص كانوا في سجن المطار ومن بعض العاملين في السجن حيث تحدثوا عن معاناة السجناء المتمثلة بالتالي:
1- كل سجين يستلم 6 (ستة) اكواب ماء (ما يعادل حوالي لترين) وعليه أن يستخدمها للشرب وغسل الوجه والوضوء وما شابه ذلك.
2- ممنوع على السجين أن يغسل جسمه بهذا الماء.
3- ممنوع عليه أن يغسل ملابسه.
4- ممنوع عليه إستخدامه لتنظيف نفسه بعد قضاء حاجته .. ويزود بحفنة واحدة من البودرة ليجفف بها أكثر المناطق نجاسة في جسمه.
5-عليه أن يجلس القرفصاء ساعات طويلة دون أي حركة وإذا إعترض أو عبر عن ضجره يجبر على وضع رأسه داخل كيس لحد الاختناق.
6- ينام المعتقلون على حصائر خفيفة جدا.
7- يزود المعتقل لحظة دخوله (مسحاة) ليحفر حفرة شقية بعمق 3 (ثلاثة أقدام ليستخدمها كتواليت (!) .. (بلا ساتر).
8- يسكن كل 80 (ثمانون) سجينا في خيمة واحدة تعجز عن حجب أشعة الشمس بحيث تحولت الى أفران في صيف بلغت درجات الحرارة فيه 48 درجة مئوية (في الظل..).
9- الطعام سيئ جدا ومعظم اللحوم المقدمة هي لحم الخنزير ومن يرفض تناولها يبقى بدون طعام الى الوجبة التالية تحت أمل أن لا تكون لحم خنزير أيضا
10-معظم السجناء لا يستطيعون النوم خلال الليل بسبب المرض والاجهاد والحر والبعوض ورائحة الحفر المستخدمة لاغراض قضاء الحاجة.
11-يتعرض المعتقلون للضرب من قبل السجانين بأخمص البنادق و توفي عدد منهم نتيجة ذلك.
12-السجناء من كل الفئات وضعوا في نفس الخيم (فسجناء الحرب كأنصار الرئيس صدام حسين وضعوا مع السُراق والسجناء العاديين وقد تجد بينهم من لم يرتكب سوى مخالفة مرورية.
ويذكر التقرير: من الصعب جدا الحصول على معلومات عما يحصل في هذا السجن الرهيب العار على أميركا .. والمعلومات القليلة المذكورة تم الحصول عليها من بعض المسؤولين في منظمة الصليب الاحمر في العراق حيث زودوا بها منظمة (أمنيستي/لندن) ومن بعض المعتقلين المطلق سراحهم واللذين هم خارج العراق حاليا (عدنان جاسم وسهيل لعيبي محمد) .. كما ذكرت السيدة (ندى دوماني) أنها غير مسموح لها أن تتحدث عن حالة المعتقلين في سجن المطار وقالت: لا يسمح لنا بالتعليق على أحوال السجناء في مراكز الاعتقال..إلا أن بنود إتفاقيات جنيف واضحة ويجب أن تطبق .. وهي تقضي بالسماح بزيارة المعتقل وتوفير فرصة الدفاع القانوني لكل منهم ويجب أن يسمح للمحامين بزيارة موكليهم ومعرفة التهم الموجهة لكل منهم وهذه حقوق قانونية للسجناء..
إلا أن المحامي الدكتور عبد الحق العاني لم يسمح له بزيارة موكله السيد طارق عزيز رغم محاولاته الكثيرة.. ويحاول الدكتور العاني أن يثبت أمام المنظمات والهيئات الدولية أن سلطات الاحتلال تخالف إتفاقيات جنيف بتعاملها مع موكله.
***
الملحق الرقم (11)
ضباط أميركيون: تعرية السجناء في أبو غريب ممارسة يومية وليست أحداثا منعزلة
بعد نشر صور السجناء العراة وكشف فضيحة انتهاكات أبو غريب، صور المسؤولون العسكريون الإذلال الجنسي المجسد في الصور باعتباره أفعالا فردية منعزلة خلال فترة تبديل النوبة الليلية.
ولكن إرغام السجناء على التعري في وحدة الاستخبارات العسكرية بأبو غريب كان يتم بطريقة بحيث أن الجنود قالوا لاحقا بأنهم لم يشاهدوا «عرض التعري بكامله» كما سماه أحد المسؤولين العسكريين باعتباره انتهاكا أو شيئا خارج المألوف.
وبينما كانت هناك تقارير عن إرغام المعتقلين على التعري في معسكرات الاعتقال في أفغانستان وخليج غوانتانامو بكوبا، فان الممارسة كانت أكثر عدوانية في أبو غريب وفقا لمقابلات وتقارير جماعات لحقوق الإنسان وشهادات معتقلين وجنود. وقال المعتقلون ان ترك السجناء عراة بدأ في يوليو الماضي قبل ثلاثة أشهر من وصول الجنود السبعة المتهمين الآن وشركة الشرطة العسكرية التي ينتمون إليها إلى سجن أبو غريب. وكان ذلك حسب بعض الجنود يعكس ثقافة يمكن ان يجري تصويرها في فيلم
وكان السجناء يعرضون عراة أمام سجناء وحراس آخرين، بينما كان يجري إرغام بعضهم على القفز أو الغناء. وقد جرت تعرية أب وابنه وإرغامهما على الوقوف والنظر إلى بعضهما البعض. واكتشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي زارت السجناء في أكتوبر ان سجناء تركوا عراة في زنازينهم لمدة أيام
ومن غير الواضح كيف ظهرت الممارسة ومن الذي أعطى تفويضا بها إذا ما كانت سياسة رسمية. وقد ابلغ توماس باباس ضابط الاستخبارات العسكرية المسؤول عن التحقيقات في السجن محققي الجيش بأن السجناء ربما جرت تعريتهم وتقييدهم لأغراض الاستجواب، ولكن ليس بدون «مبرر مقبول». وعندما حذر مراقبو الصليب الأحمر من خطر ترك السجناء أو إرغامهم على التحرك خارجها وهم عراة قالوا ان مسؤولي الاستخبارات العسكرية «أكدوا ان ذلك جزء من العملية الاستخباراتية العسكرية.
وقال محلل من كتيبة الاستخبارات العسكرية 205، مشترطا عدم الإشارة إلى اسمه خشية من التعرض إلى عقاب، انه «إذا ما سرت في الجناح الذي يعتقل فيه السجناء ستجد سجناء عراة. وفي بعض الأحيان يمكن أن يكونوا واقفين على صناديق ورافعين أذرعهم. وكان ذلك يحدث كل ليلة تقريبا. ولن أقول ان ذلك انتهاك، بل انه إذلال بالتأكيد.
إن التعري يعتبر ممارسة مخزية تماما في الثقافة الإسلامية، وانتهاكا للمبادئ الدينية. وبينما يعتبر التعري كوسيلة انضباطية أمرا مرفوضا تماما بالنسبة للمسلمين فانهم نادرا ما كانوا الضحايا الوحيدين لهذه الممارسة. فالجنود في ألمانيا النازية كانوا يعرضون السجناء عراة في النهار، وقد وثقت جماعات حقوق الإنسان استخدام التعري خلال نزاعات في مصر وتشيلي وتركيا، وكذلك في أفغانستان خلال الاحتلال السوفييتي. وكانت كراسات التدريب للمخابرات المركزية من الستينات حتى الثمانينات تعلم تعرية السجناء كوسيلة في التحقيق. كما كانت هناك تقارير عن التعري والإذلال الجنسي في سجون أميركية حيث كان يعمل بعض من حراس سجن أبو غريب.
وظهرت شكاوى حول الإذلال الجنسي في أفغانستان. فقد قال سبعة من الرجال السجناء في مركز الاعتقال الرئيسي في باغرام، حيث يجري التحقيق حاليا في موت اثنين من السجناء واتهامات بممارسة انتهاكات، قالوا في مقابلات أجريت معهم أخيرا انه خلال فترات مختلفة من ديسمبر 2002 إلى أبريل 2004 أخضعوا إلى فحص أعضائهم التناسلية وأرغموا على تغيير ملابسهم والاستحمام أمام مجندات.
وقال عبد الله خان ساهاك الذي أطلق سراحه من المعتقل وكان قد صور عاريا في أفغانستان أنا في الخمسين من عمري. كانت لحظة في غاية الصعوبة بالنسبة لي. كانت تعني الموت. وأضاف «لم نكن نعرف ما إذا كان الأمر لأغراض الفحص الطبي أم انهم كانوا مغرورين بأنفسهم تماما. ولكن إذا كان طبيا لماذا يخلعون ملابسنا أمام النساء ؟ نحن أفغان ولسنا أميركيين.
وفي مناسبتين أو ثلاث قال الرجلان ان النساء كن يعلقن لبعضهن البعض حول مشاهدة هذا السجين أو ذاك، مضيفين أنهن كن يضحكن كثيرا ويسخرن من السجناء وهم يستحمون.
وفي الزيارات التي قامت بها إلى مراكز الاعتقال والسجون في العراق شخصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قسم الاستخبارات العسكرية في أبو غريب باعتباره مكانا يمارس فيه التعري العمومي في إطار طريقة «منظومة» من المعاملة السيئة. وبالمقارنة قالت اللجنة انها لم تكن قد سمعت أية شكاوى بشأن «إساءة المعاملة الجسدية» في كامب بوكا، وهو مركز اعتقال يقع في أم قصر جنوب العراق.
وكانت هناك قائمة من أساليب التحقيق قد أرسلت إلى أبو غريب في سبتمبر الماضي تشير إلى ما هو مقبول وما يحتاج إلى تفويض خاص، ولم تذكر أسلوب ترك السجناء عراة. وقال ضابط كبير «لم تكن هناك سلطة تحقيقية تمنح موافقة على نزع كل ملابس السجين عنه.
الشرق الأوسط: 9/ 6/ 2004م: نيويورك: زيرنايك وديفيد رود خدمة «نيويورك تايمز
***
الملحق الرقم (12)
التايم توجه ضربة جديدة لإدارة بوش وإيران تؤكد استمرار تعذيب السجناء العراقيين
الوطن السعودية: 11/ 5/ 2004م: مناهضون للحرب يرتدون ملابس مشابهة لصور سجناء عراقيين تعرضوا للتعذيب على أيدي الجنود الأمريكيين خلال مظاهرة في سول.
كما نشرت مجلة تايم الأمريكية تحقيقاً مطولاً مع معتقلين عراقيين تحدثوا خلاله عن معاناتهم وما تعرضوا له من صنوف التعذيب والإذلال على أيدي الجنود الأمريكيين.
وقال حيدر صبار عبد العبادي إنه وستة معتقلين آخرين يعتقدون أنهم تعرضوا للعقاب لأنهم شاركوا في شجار بسيط. وأضاف أن الجنود أدخلوهم إلى قاعة ومزقوا ثيابهم.
وأوضح للمجلة أنه الرجل العاري والمغطى الرأس الذي كانت جندية أمريكية تشير بإصبعها إلى عضوه التناسلي. وقال أيضا إن صورا التقطت له أيضا وهو يقف على معتقلين عراقيين آخرين وذلك تحت أنظار جنود أمريكيين منشرحين. وأضاف أنه ظهر في صورة أخرى مع معتقل عراقي آخر راكع على ركبتيه أمامه. وأوضح : شعرت أن فما يطبق على عضوي التناسلي. وعندما نزعوا الغطاء عن رأسي اكتشفت أنه صديقي. وأشار العبادي أنه كان يرى أضواء آلات التصوير من خلف غطاء الرأس. وتابع قائلا إنه خلال تسعة أشهر أمضاها في الاعتقال لم يقدم للمحاكمة ولم يصدر بحقه أي حكم.
أما نبيل شاكر عبد الرزاق الطائي (54 عاما) فقال إنه اعتقل وهو يقوم بعملية نهب في أحد المصارف وإنه سجن لمدة سبعة أشهر. وأوضح أنه رأى جنديا أمريكيا يضاجع باستمرار سجينة عراقية.
وقال محمد يونس حسن إنه تعرض للضرب لأنه أخفى سجائر وأن الجنود أوثقوا يديه في زنزانته. وأوضح أنه تلقى لكمة في عينه أثرت على نظره لمدة ثلاثة أشهر.
أما وليد الديلمي فقال للتايم إنه علق ثلاث مرات على عامود ضخم وهو موثوق الرجلين واليدين وراء الظهر, مضيفاً كان الجنود يربطونني بحبل ويرفعونني بعصا...
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون آسيا والمحيط الهادئ جيمس كيلي خلال زيارة إلى إندونيسيا إن فضيحة المعتقلين العراقيين تركت أثرا سيئا في العالم الإسلامي.
وانتقد الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي آيه) الأدميرال ستانفيلد تيرنر سوء معاملة السجناء في العراق، مشيرا إلى أن هذه الانتهاكات تعكس سياسة الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جورج بوش وهي تجاهل معاملة الآخرين بشكل لائق.
وأعلن المسؤول البريطاني السابق في العراق جيريمي غرينستوك أن المسؤولين البريطانيين في العراق لم يكونوا على علم بالتجاوزات التي ارتكبت بحق المعتقلين العراقيين، موضحا أن الأمريكيين يمثلون 95% مما يقوم به التحالف من مصادر ورجال وديناميكية... "نحن نمثل 5%... إننا بالواقع نمثل شريكا صغيرا للغاية.
واعتبر على أكبر هاشمي رفسنجاني أن الإنسانية تخجل من التجاوزات بحق المعتقلين العراقيين. وأعلنت إيران ن بحوزتها وثائق تثبت استمرار انتهاك الجنود الأمريكيين لحقوق المحتجزين العراقيين بشكل أسوأ كثيرا عما تكشف حتى الآن ومنذ مدة أطول على الرغم من اعتذار وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد.
ونددت وزيرة المغتربين السورية بثينة شعبان أمس بموقف الرئيس الأمريكي في إطار فضيحة المعتقلين العراقيين، آخذة عليه عدم إبداء تضامنه مع الضحايا.
وقال مدير المعهد العربي لحقوق الإنسان عبد الباسط بن حسن على هامش دورة تدريبية بدأت أعمالها أول من أمس في الدوحة إن الجنود الأمريكيين بحاجة إلى دروس في حقوق الإنسان.
وأعلن الناطق باسم رئاسة الأركان البولندية الكولونيل جيدسلاف غناتوفسكي أن بولندا غير معنية مباشرة بقضية التجاوزات بحق المعتقلين العراقيين لأن جنودها يسلمون الذين يعتقلونهم فورا إلى الشرطة العراقية.
***
الملحق الرقم (13)
شهادات جديدة لسجناء من أبو غريب
الوطن العربي الأربعاء - 12 يناير 2005 م
مفكرة الإسلام: قال أحد أسرى أبو غريب للمحكمة العسكرية التي تنظر في قضية شارليس جرانر أحد أفراد الشرطة العسكرية، في فورتهود بولاية تكساس، خلال شهادته عبر الفيديو: إن جرانر كان يعامله بطريقة وحشية، وأجبره على أكل لحم الخنزير وشرب الخمر اللذين يعدان من المحرمات في الدين الإسلامي.
فيما قال أسير عراقي آخر للمحكمة: إنه كان ضمن مجموعة من الأسرى أجبرهم جرانر وزملائه على التجرد من ملابسهم، بينما كانت تشاهدهم المجندات الأمريكيات. وعندما سئل عن شعوره خلال ارتكاب هذه الجرائم بحقه، قال العراقي حسين مطر: لم أستطع أن أتخيل ذلك في البداية، مضيفًا كان من الممكن أن أقتل نفسي لأنه كان لا يوجد من يمنع هذه الجرائم. وأضاف مطر: إن الأمريكيين كانوا يعذبوننا وكأنها مسرحية لهم، وفق ما ذكره مراسل شبكة (سي بي إس) الأمريكية الإخبارية ، مؤكدًا أنه حتى صدام لم يكن ليفعل ذلك.
ويقول دفاع المتهم: إن التعذيب كان من الأوامر التي أصدرها ضباط المخابرات العسكرية والمدنية لجرانر ورفاقه، الذين كانوا يقومون بعملهم فحسب، لإضعاف المحتجزين قبل استجوابهم.
وقال أمين الشيخ ، الذي تزعم واشنطن أنه سوري، في شهادته: إن جرانر هدده أكثر من مرة بالقتل، وفي إحدى المرات طلب منه أن يشكر المسيح لبقائه حيًا، مضيفًا أنه استمع وهو في زنزانته أن جرانر ورفاقه يجبرون سجينًا على الأكل من المرحاض. ووصف جرانر بأنه أكبر معذب في أبو غريب وأنه إنسان عدواني ، وسئل الشيخ إن كان جرانر تبدو عليه المتعة عندما كان يقوم بتعذيب الأسرى ، فأكد أنه كان يضحك ويصفر ويغني.
يذكر أن ثلاثة حراس آخرين بين 372 من الشرطة العسكرية متورطين في هذه الجرائم، اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم، بينما ينتظر ثلاثة آخرون المحاكمة، ومن بينهم المجندة ليندي إنجلاند التي ظهرت في الصور التي رافقت فضيحة أبو غريب، والتي أنجبت طفلاً من جرانر منذ ذلك الوقت.
***
الملحق الرقم (14)
شهادة عيانية من داخل معسكرات الاعتقال الأمريكية في العراق
بقلم : د. أكرم عبدالرزاق المشهداني / عميد أكاديمية الشرطة العراقية السابق
عقب غزو بغداد، في التاسع من نيسان (أبريل) 2003 ، تعرضت بغداد وسائر المدن العراقية إلى فوضى أمنية شاملة، ولم تكلف قوات الغزو نفسها عناء حفظ الأمن والنظام، بل ساهمت في تفاقم الوضع الأمني من خلال سكوتها، بل تحريضها على أفعال النهب والسلب في المدن، عدا قطاع وزارة النفط الذي كان موضع حمايتها لمقاصد واضحة، ومنعت قوات الاحتلال أجهزة الشرطة العراقية عن أداء واجباتها في حماية الأمن وتطبيق القانون وذلك من خلال إطلاق النار عليها وتدمير مراكز الشرطة.
وإزاء حالة التدهور الأمني وانتشار الفوضى، تطوع عميد كلية الشرطة مع مجموعة من كبار ضباط الشرطة العراقية، وقابلوا الجنرال المتقاعد جي غارنر في قصر المؤتمرات يومي 29 و30/4/2003 بحضور معاونه البريطاني (ماكلينين)، ومفتش الداخلية الأقدم الأمريكي (بوب غيفورد)، ومساعده البريطاني (فيليب هول)، وكان محور اللقاء هو سبل إعادة الأمن للشارع العراقي، وكيفية إعادة الشرطة إلى مقار عملها لتمارس دورها في حفظ الأمن. وقامت المجموعة بإفهام غارنر أن جهاز الشرطة العراقي هو جهاز عريق، معني بتطبيق القانون وحفظ الأمن، وأنه إذا كانت قوات الاحتلال حريصة على أمن العراق فلابد لها من دعوة رجال الشرطة العراقية للالتحاق بمقار عملهم لمباشرة واجباتهم المعتادة في حفظ الأمن، ومنع تفاقم الوضع الأمني، وفعلا تم توجيه نداء إلى الشرطة العراقية للعودة إلى واجباتها في حفظ الأمن والالتحاق بمقار أعمالها المعتادة بدءا من يوم الأحد 4/5/2003، وأذيع النداء من خلال وسائل الإعلام المتاحة ولقي ارتياحا وطمأنينة من قبل رجال الشرطة الذين عادوا لممارسة واجباتهم المعتادة تدريجيا، على الرغم من حالة الدمار التي لحقت بمباني ومستلزمات مراكز ودوائر الشرطة بفعل أحداث ما بعد غزو بغداد في 9/4/2003.
التحقنا بالموعد المحدد 4/5 وبدأنا في إعادة ترتيب أوضاع الكلية رغم حالة الدمار والتخريب الذي لحق بمنشآتها، وبناء على طلب المفتش الأقدم للوزارة الأمريكي (بوب غيفورد) ومساعده البريطاني (فيليب هول)، تم تهيئة مكتبين لهما في الكلية مجاورين لمكتب عميد الكلية، لكون الكلية اتخذت مقراً لقيادة العمليات المشتركة بين قوات الإئتلاف والشرطة العراقية، كما أن قوات الشرطة العسكرية الأميركية (أم بي) كانت قد حولت ساحة الكلية إلى مستودع لحفظ الأمانات والمبرزات الجرمية وبخاصة السيارات والآلات والمعدات المسروقة المضبوطة، وكانت هناك مجموعة من عناصر الشرطة المطرودة في زمن النظام السابق (لأسباب لا صلة لها بمعارضة النظام وإنما لأسباب تتعلق بالفساد الإداري) قد عادت وفرضت نفسها تحت ذريعة حراسة الكلية، ولكنها في الواقع كانت تمارس أعمالا غير مشروعة بالتصرف غير القانوني بالسيارات والمعدات المودعة في ساحات الكلية، وبمشاركة عدد من الضباط الأميركان السيئين أبرزهم (النقيب كروز) الذي كان متورطا معهم في هذه الأفعال لقاء منافع مختلفة. كانت سلطة الأورها (إعادة إعمار العراق) التي يرأسها جاي غارنر قد نسبت أثنين من الخبراء في شؤون التدريب هما كل من الأمريكي (جون مايكل) والبريطاني (جاستن ديفيز) للعمل معنا بصدد إعادة تأهيل الكلية ومعاودة تدريب الطلاب، فضلا عن فتح دورات لضباط الشرطة العراقية، وفعلا تم عقد لقائين مع الخبيرين وفي اللقاء الثالث طلب الخبير جون مايكل عقد لقاء موسع يحضره أعضاء هيئة تدريس وتدريب الكلية كافة، وجميعهم من حملة الشهادات العليا، للتباحث حول مناهج الدراسة والتدريب في الكلية، وحدد الساعة العاشرة من صباح يوم السبت 31/5/2003موعدا للاجتماع في مكتب عميد كلية الشرطة.
وفي اليوم المعين، وبينما كنت جالسا في مكتبي ومعي أعضاء هيئة تدريس وتدريب الكلية، بانتظار حضور الخبير الأميركي جون مايكل بالموعد المتفق عليه فوجئنا بقوة مداهمة أميركية برئاسة الكولونيل(جيم ستيل) ومعه (النقيب كروز) ونقيب شرطة أميركي من أصل عراقي يدعي (نعمان شبر)، وعدد من ضباط وجنود الـ(أم بي)، حيث اعتقلونا وقيدوا أيدينا وسحبوا هوياتنا الوظيفية واقتادونا إلى حافلة كانت مخصصة لنقلنا إلى معتقل أسرى الحرب في مطار بغداد، وقبل تحرك الحافلة حضر الخبير الأمريكي (جون مايكل) وعبثا حاول التحدث مع قوة الاعتقال لإفهامهم أنه هو الذي طلب عقد هذا الاجتماع، ولكن لم يستمع لكلامه، وتحرك بنا الباص باتجاه المعتقل، وكان آمر قوة الاعتقال التي رافقتنا إلى المطار النقيب الأميركي (كروز) رأس المؤامرة، الذي خاطبنا بالحرف الواحد (أنتم جميعا مقبوض عليكم بتهمة التآمر ضد قوات الائتلاف والعمل لإعادة تنظيم حزب البعث المنحل، وسوف تبقون معتقلين إلى نتيجة التحقيقات التي تجريها الاستخبارات العسكرية الأمريكية معكم، ومهما تكن النتائج فإنكم لا مجال لعودتكم ثانية إلى كلية الشرطة)، وقد تبين أن أمرا قد صدر بتوقيع آمر قوة الاعتقال جيم ستيل بطردنا من الخدمة نهائيا وعدم صرف رواتبنا للأشهر السابقة واللاحقة.
صورة الوضع في مخيمات الاعتقال
تم نقلنا مكبلين بالقيود ومعصوبي العيون إلى معسكر أسرى الحرب في مطار بغداد ثم تم نقلنا مقيدين إلى معسكر أسرى الحرب في أم قصر، ومن ثم إعادتنا إلى معسكر المطار لحين إطلاق سراحنا بعد 42 يوما من الاعتقال وسط ظروف غير إنسانية. وكانت المعاملة قاسية وشديدة والطعام غير جيد وغير كاف والماء شحيح وساخن وغير نظيف، مما أدى لتدهور وضعنا الصحي، كما لم تكن تتوفر مرافق صحية لائقة صحيا بل هي عبارة عن حفرة في الأرض وضعت عليها قطعة خشب محفورة من الوسط، وكان تعامل الجنود مع المعتقلين في منتهى الفظاظة والقسوة، ولم يسمح للصليب الأحمر بزيارتنا سوى مرة واحدة بعد أكثر من شهر من الاعتقال، وكانت الرعاية الصحية ضعيفة جدا، و لا يسمح للمواجهات مع العوائل ولا يسمح بطلب محامي أو شهود دفاع أو طلب وثائق ومستمسكات تفيد في براءتنا من التهم الموجهة، ولم يسمع حتى لطلبنا استدعاء الخبير الأميركي جون مايكل للاستماع لشهادته بصدد الاجتماع، فضلا عن عدم وجود لائحة اتهام واضحة ومقنعة.
بوشر بإجراء التحقيق معنا حال وصولنا المطار ونحن مكبلين بالقيود، وبعدها تم إدخالنا المخيمات، وبعد أسبوع حضر آمر قوة الاعتقال (جيم ستيل) ومعه النقيب الأميركي (نعمان شبر)، إلى المعتقل وباشر التحقيق معنا رغم أنه هو آمر قوة الاعتقال، وهو نفسه الذي وقع أمر طردنا من الخدمة قبل أن تظهر نتائج التحقيق، وليس من المقبول قانونا في كل الشرائع أن تكون جهة القبض والاتهام هي ذاتها جهة التحقيق وجهة إصدار العقوبة بالطرد وحجب الرواتب والحرمان من أية حقوق وظيفية تقاعدية.
أطلق سراحنا بعد 42 من الاعتقال التعسفي تبين لهم عدم صحة التهمة وأننا أبرياء من هذه التهمة الكيدية الملفقة ضدنا بمشاركة من النقيب الأميركي (كروز) الذي علمنا لاحقا أنه قد استبعد من كلية الشرطة ونقل إلى مكان آخر. تم إطلاق سراحنا جميعا وعددنا (15) ضابطا برتب متقدمة وجميعنا من حملة الشهادات العليا في القانون والاجتماع واللغة الإنكليزية وعلوم الشرطة، دون تزويدنا بما يؤيد براءتنا من التهمة الباطلة الكيدية الملفقة ضدنا.
المخالفات والانتهاكات لحقوق الإنسان التي تعرضنا لها في هذه القضية الملفقة
1. توجيه تهمة باطلة بناء على إخبار كيدي كاذب لا أساس له من الصحة.
2. عدم السماح للمعتقلين بالدفاع أو طلب أدلة الدفاع من وثائق وشهود.
3.قيام نفس جهة القبض والاتهام بالتحقيق، واستعجال النتائج وإصدار الأمر بالطرد دون انتظار نتائج التحقيق.
4. عدم توفر أبسط مستلزمات الحياة الإنسانية في معتقل أسرى الحرب في المطار وفي أم قصر.
5. تم خلطنا مع مجرمين اعتياديين ومنحرفين دون الأخذ بنظر الاعتبار الشهادات والمواقع.
6. عدم رد اعتبارنا وإعادتنا للوظيفة أو إحالتنا على التقاعد، بعد إطلاق سراحنا وثبوت براءتنا.
7. لم أكن أحمل صفة قيادية في حزب البعث.
8. تمت مصادرة هوياتنا الرسمية من قبل قوة الاعتقال دون وجه حق وعدم إعادتها لنا بعد إطلاق السراح.
9. عدم السماح لنا طيلة فترة الاعتقال (42 يوما) الاتصال بعوائلنا مما عمق من مأساة عوائلنا التي كانت تجهل مصيرنا لحين إطلاق سراحنا.
10. بعد إطلاق سراحنا أتيحت لي فرصة الإطلاع على ما نشرته الصحف وما بثته وكالات الأنباء عن نبأ اعتقالنا وفقا للبيان الذي أصدرته قوات التحالف، وتصريحات بيرنارد كيرك المنسب لقيادة الشرطة العراقية آنذاك، فوجدت البيان مليئا بالمغالطات والأكاذيب، ووجدت التسرع والاتهام الباطل، وادعاء كون الاجتماع كان خلية بعثية، وهو كلام عار من الصحة مطلقا، كما أن الخبر تضمن (العثور على وثائق حزبية خلال مداهمة الاجتماع)، وأنا أتحدى أن يقدم دليل واحد يثبت هذا الإدعاء إذ لم يعثر على أية وثائق حزبية ولا يوجد أي دليل على أن اجتماع هيئة تدريس الكلية هو اجتماع حزبي.
ملاحظات ومشاهدات من معسكرات الاعتقال الأميركية
1. كان عدد المعتقلين في معسكر أسرى الحرب في المطار بحدود 5000 شخص، وعدد المعتقلين في أم قصر بحدود 12000 شخص من مختلف التهم والأصناف، بينهم عسكريون وموظفون وقياديون ووزراء، ومعهم مجرمون عاديون من المتهمين بالسرقات والقتل وشتي التهم، كما كان هناك أحداث، ونساء دون أي عزل أو تصنيف، فضلا عن الكثافة الإسكانية فالخيمة التي طاقتها الاستيعابية 12ـ16 كان يوضع فيها أكثر من 30 معتقلا.
2. كان المحققون في معسكرات الأسرى من جنسيات مختلفة، لكن النسبة الأعظم أميركان من الاستخبارات العسكرية والمخابرات الأميركية وعدد من البريطانيين، ولوحظ وجود عدد كبير من الكويتيين ضباطا وصف ضباط، ويبدو ان بعضهم متطوع والآخرين منتدبين للعمل مع القوات الأميركية، وكان تعامل الكويتيين أكثر قسوة وخشونة من الأميركان، كما كان هناك جنود من جنسيات أخرى مثل باكستانيين، وهنود، وإيرانيين، وعرب بصفة مترجمين من لبنان ومصر.
3. كان يمنع على المعتقلين حلاقة الوجه أو الرأس، وتقليم الأظافر مما زاد الحالة الصحية سوءا. فضلا عن منع التدخين لغير من يقومون بجمع النفايات والقمامة بواقع سيكارة واحدة في اليوم، وكان بعض الجنود الأمريكان يقومون ببيع السيكارة الواحدة للأسرى بسعر 750 دينارا!
4. للجندي المسؤول عن حراسة خيمة الأسرى كامل الصلاحيات في إساءة التصرف ومعاقبة المعتقلين بالحرمان من الماء، أو منع الذهاب إلى المرافق الصحية، أو الحرمان من الطعام الذي كان سيئا بحيث أن الغالبية كانوا يعزفون عن تناوله في معسكر الأسر والذي يشمل قطعا من البسكويت الجاف.
5. تم منع ممثلي الصليب الأحمر أو منظمة العفو أو جمعيات حقوق الإنسان من دخول المعتقل أو مقابلة أي من المعتقلين سوى مرة واحدة مع الصليب الأحمر على مدى 42 يوما.
تلك صورة واقعية دون رتوش، وما لم يذكر اكبر واكثر مما ذكر عن الحالة السيئة اللاإنسانية التي يعيشها المعتقلون في معسكرات الاعتقال الأميركية في العراق، سواء في المطار أم في أبي غريب أم في معتقل أم قصر على الحدود العراقية الكويتية، وسوء المعاملة التي يلقونها من لدن القوات الأميركية التي تدعي أنها جاءت لحماية حقوق الإنسان!!
كما أن قصة كبار ضباط الشرطة العراقية وأكاديمية الشرطة العراقية، الذين تطوعوا مخلصين يدفعهم حب العراق ـ رغم معارضتهم للاحتلال ـ من أجل إنقاذ الحالة الأمنية العراقية في حدها الجنائي في الأقل ـ نتيجة الفوضى التي أحدثها الغزو العدواني للعراق، لكن سلطة الاحتلال الأمريكية أثبتت أنها غير حريصة على الأمن في العراق، ولا تريد للعناصر المخلصة أن تأخذ دورها في حماية العراق من الفوضى والخراب، وسمحت لعناصر فاسدة ان تتبوأ مواقع متقدمة تخدم أهداف وغايات قوات الاحتلال وأجندتها، وزجت بالعناصر المخلصة المحبة للعراق في غياهب السجون ومعسكرات الاعتقال سيئة الصيت وسط ظروف بالغة القسوة والسوء، ليثبت للعالم أن أميركا غير حريصة على أمن ومستقبل العراق.
***
الملحق الرقم (15)
ضابط عراقي برتبة لواء خارج من المعتقلات الأمريكية
شبكة البصرة / الأحد 25 ربيع الثاني 1425 / 13 حزيران 2004
كشف ضابط شرطة عراقي برتبة لواء اعتقلته القوات الأمريكية ومكث في سجونها 42 يوماً عن مزيد من الأوضاع المزرية ومعاناة الأسرى العراقيين في المعتقلات الأمريكية بالعراق وتحدث اللواء الدكتور أكرم عبد الرزاق المشهداني عميد كلية الشرطة العراقية السابق في مقابلة تنشرها مجلة (الزمان الجديد) الصادرة في لندن وبغداد في عددها هذا الشهر عن اشتراك ما لا يقل عن خمسين محققاً وسجاناً كويتياً في التحقيق مع المعتقلين العراقيين وأوضح أنهم كانوا يتعمدون إهانة ضباط الجيش العراقي من الرتب الكبيرة وكانوا يساعدون محققي التحالف في سجون مطار بغداد وأم قصر وسجن الناصرية جنوب العراق لكنه لفت إلى ان بعضاً من الكويتيين اخبروه بأنهم مجبرون على أداء عمل غير راضين عنه.
كما روى المشهداني في أول كشف لشهادة معتقل عراقي عن أحوال سيئة يعاني منها الأسرى دون أمل في إطلاق سراحهم أو تقديمهم إلى محاكمة. وقال اللواء المطلق سراحه (لقد عشت مثل غيري من العراقيين، وهم كثر، مآسي وفظائع معسكرات الأسر والاعتقال التي أقامتها قوات الاحتلال، فقد سجنت لمدة 42 يوما في معتقلات المطار وأم قصر والناصرية، وشهدت بنفسي فضائع المعاملة السيئة اللا إنسانية). وحول أشد الإساءات قسوة التي عاني منها الأسرى العراقيون في السجون الأمريكية وعلي يد مَنْ تحديداً قال اللواء المشهداني ((يؤسفني في هذا الصدد أن أذكر أن ضباطا وجنودا من دولة عربية شقيقة وتحديدا من (الكـويت) كانوا يعملون بإمرة قوات الغزو الأمريكي، في صنف الاستخبارات العسكرية، وكانت معاملتهم للأسري والمعتقلين العراقيين أشد وأقسى وأعنف من معاملة الأمريكان والبريطانيين. فقد وجدنا عددا كبيرا يزيد عن الخمسين من الكويتيين يرتدون الزي العسكري الأمريكي ويشاركون في عمليات التحقيق والاستجواب وتحقيق الهوية وحراسة المعتقلات في كل من معتقل أسري الحرب في أم قصر، ومعتقل أور في الناصرية، وبأعداد أقل من ذلك في معتقل مطار بغداد، وأذكر أن أحد زملائي (العميد طالب مدب معاون عميد كلية الشرطة العراقية السابق) تلقي ضربة على خاصرته بقدم أحد (الأشقاء الكويتيين) في معتقل الناصرية، من دون أي سبب، وما زال يعاني من أثر تلك الضربة، إذ كان الضابط الكويتي يقف عند بوابة المعتقل ويقوم بضرب كل من يمر أمامه من السجناء العراقيين ومن دون سبب سوي إرضاء شهوة الانتقام.. وأذكر أن (الإخوة الكويتيين) كانوا يشاركون في عمليات التحقيق والاستجواب مع المعتقلين العراقيين بصفة انفرادية أو بالاشتراك مع الأمريكان)). وعن طبيعة الأسئلة التي كان يركز عليها المحققون الكويتيون مع الأسرى العراقيين؟
قال اللواء: السؤال الأول المستمر هو ما هي معلوماتكم عن مصير الأسرى الكويتيين؟ ثم كانوا يلحون بالسؤال؟ عن مصير أسلحة الدمار الشامل العراقية ربما أكثر من الأمريكيين أنفسهم؟
وأخيرا كانوا يسألون ماذا تعرفون عن مكان اختباء صدام حسين؟ وأضاف: دعني أقول لك بوضوح ما سمعته ورأيته، فقد كان عدد من القادة العسكريين العراقيين الأسرى الذين يتم سحبهم من مخيمات الاعتقال إلى غرف التحقيق يعودون وهم يشكون بحرقة من سوء معاملة المحققين الكويتيين إلى حد الإهانة والتجاوز والضرب. علما بان عناصر الاستخبارات الكويتية لا يحملون (باجات) التعريف بالاسم على صدورهم على عكس الضباط والمحققين الأمريكان وغيرهم، خلافا للعرف السائد بين قوات الاحتلال، ويبدو أنهم كانوا متعمدين بعدم تعريف أسمائهم وكشف جنسيتهم. لكنني وللإنصاف وكي لا أظلم عددا محدودا لا يتجاوز عدد الأصابع من (الإخوة) الكويتيين الأصلاء الذين كانوا يعلنون لنا بصورة خاصة وسرية، أسفهم لاعتقالنا، وأنهم مجبرون على ذلك، حتى أن أحدهم لما عرف بموضوع التهمة الملفقة ضدنا وعدنا بالمعاونة والتدخل لإنهاء قضية اعتقالنا، وكلفني بأمر شخصي يتعلق بعائلة عراقية تخصه أبيد معظم أفرادها في قصف ملجأ العامرية عام 1991، وإمكان معاونته في البحث عن مصير بقية العائلة، وأعطاني رقم تلفونه بالكويت، وفعلا حاولت تنفيذ الوعد بعد إطلاق سراحنا، لكنني عجزت عن العثور على عنوان هذه العائلة لتركهم المنطقة، وصادفتني ظروف قاهرة تمثلت في تجدد التهديد من نفس الزمرة الخبيثة بإعادتنا للاعتقال من خلال تلفيق تهم جديدة فاضطررت إلى مغادرة العراق، وأوصيت أقاربي بمتابعة البحث عن الباقين من أفراد هذه العائلة.
***
الملحق الرقم (16)
معتقل عراقي سابق يروي فظائع معاملة الأمريكيين للأسرى
‏05‏/05‏/2004 القدس العربي: بغداد ـ من ميتشيل بروثيرو: غالبا ما يترك الجنود الأمريكيون سجناءهم العراقيين عراة ومربوطين بأحد الأعمدة في باحة السجن وفي أوج ساعات النهار ليتعلموا الانضباط.. هذا ما أفشاه سجين عراقي سابق اعتقلته قوات التحالف وأودعته سجن أبو غريب. وحفل الأسبوع الماضي بنشر وسائل الإعلام المختلفة في برامجها صورا التقطها جنود في الجيش الأمريكي وتظهر بوضوح المعاملة غير الإنسانية التي تلقاها سجناء عراقيون على يد سجانيهم الأمريكيين. وزعم تقرير داخلي في وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، سرب إلي إحدى المجلات إساءة الجنود الأمريكيين بانتظام معاملة المعتقلين العراقيين، الأمر الذي كان يتكرر في الاستجوابات وعمليات التحقيق معهم.
وفي الوقت الذي يعتقل فيه سجناء للاشتباه بمشاركتهم في عمل إرهابي أو الانتماء إلي المقاومة، يقبع عدد كبير آخر في السجن لارتكابهم جنحا بسيطة لا يستطيع النظام القضائي العراقي في حالته المرتبكة الحالية التعامل معها كما يجب، وفي النتيجة يعتقل آلاف السجناء ويسجنون من دون محاكمة بانتظار النظر في قضاياهم ويتركون ليمضوا الساعات وراء القضبان في المنشأة المخيفة ذات الحراسة المكثفة وأبراج المراقبة المجهزة بالمدافع الرشاشة.
ووجهت الاتهامات بسوء المعاملة إلى عشرات الجنود اثر تحقيق وزارة الدفاع، فيما أشارت تقارير إلى تورط بعض الموظفين الأمنيين المتعاقدين من شركة سي أي سي آي انترنشونال انك من ارلينغتون في فيرجينيا في هذه الممارسات وسوء إدارة التحقيقات.
وتتولى الشركات الخاصة معظم الوظائف الأمنية للجيش الأمريكي في العراق، ومن ضمنها العديد من العمليات الأمنية والاستخباراتية.
وكان محمد قد تزوج منذ شهرين فقط عندما توقف مع ابن عمه عند محطة بنزين للتزود بالوقود في إحدى ضواحي بغداد الغربية، وفيما كان ابن عمه يتشاجر مع العامل في المحطة حضرت دورية أمريكية إلي المكان وفضت الإشكال. وكما تجري العادة في العراق الجديد ضلل العامل الجنود الأمريكيين حول الحادث. وقال محمد فيما كان يصف مترددا محنته لأحد الصحافيين في مطعم ببغداد اخبرهم أننا إرهابيون وأننا كنا ننوي مهاجمة الجيش الأمريكي ، وعلي الرغم من عدم وجود أسلحة في مركبته أو بين ملابسه اعتقل محمد وابن عمه على الفور واقتيد بعد أيام إلى سجن أبو غريب خارج بغداد.
ومع وصوله إلى السجن، استقبل الجنود الأمريكيون والموظفون الأمنيون المتعاقدون محمد بسلسلة من الإهانات لا تزال ذكراها تزعجه وتجعله يكره الولايات المتحدة بشدة. وبدأت الإهانات عندما ادخل محمد السجن، فطلب منه نزع كامل ملابسه للقيام بسلسة من التفتيشات التي لو حصلت وحدها لكانت ربما مزعجة لكن الإهانات والتعليقات التي رافقتها حولتها إلى عملية غير محتملة. وقال جعلونا نخلع ملابسنا بالكامل ثم بدءوا بقرص مؤخراتنا، وإدخال أصابعهم فيها ويقومون بالتعليقات، ويلمسون أعضاءنا التناسلية ويدلون بالمزيد من التعليقات. لقد عاملونا بشكل مقرف .
وبعد دخوله السجن أقام محمد بادئ الأمر في أحد الخيام خارجه، حيث أمضى 18 يوما مع 30 أو 40 سجينا آخر قبل الانتقال إلي داخل المنشأة حيث تشارك غرفة يبلغ طولها 15 قدما وعرضها 15 قدما مع ثمانية رجال آخرين. ووصف محمد أحد العادات المتبعة في معاملة السجناء، وهي تركهم عراة ومربوطين إلى أحد الأعمدة خارج السجن طوال النهار. وقد يتركونك معلقا إلى أحد الأعمدة عاريا من الصباح حتى المساء ..
ولم يعتبر المسؤولون الأمريكيون محمد تهديدا مباشرا للأمن العراقي إذ لم يستجوبوه مباشرة أبدا قبل الإفراج عنه بعد اعتقال دام ثلاثة اشهر و10 أيام. لكن وفي بعض المناسبات فان زنزانته كانت تتلقى زيارات لمسؤولين يسعون إلى بعض المعلومات. وأوضح قد يأتي أشخاص من البنتاغون او من مؤسسة سي أي سي آي ويقولون انهم يحاولون مساعدة العراق ويريدون ان يعرفوا ما هي شكوانا وعندها كنا نقول لهم اننا لا نحصل في السجن على ما يكفي من الماء أو السجائر أو الوقت الكافي من الهواء والشمس .
لكن الظروف لم تتحسن أبدا، ما أدى إلى احتجاج السجناء سلميا في نهاية آذار (مارس)، إثر منعهم من مغادرة زنزاناتهم لمدة ثلاثة أيام متتالية.
وأضاف محمد كنا مسالمين لأننا لا نملك الأسلحة، لكنهم القوا علينا قنابل الصدمة وأطلقوا علينا الرصاص المطاطي حتى انهم قتلوا أحدنا برصاص حقيقي عندما ساء الوضع . وبعدها بدأوا يضعون محتوى كل ثلاث زنزانات من الرجال في زنزانة واحدة وسط التهديد بالسلاح وبحرماننا من الماء .
وروي محمد ردود فعل الأمريكيين المبالغ بها على العراك الذي كان ينشب بين السجناء بسبب ضيق المساحة وقلة السجائر، ومواجهتهم إياها بأقسى العقوبات التي طالت حتى الأبرياء المسالمين. وأضاف إذا تعارك رجلان في الزنزانة كانوا يستخدمون الغاز ليعمونا ، مشيرا إلي استخدام الغاز المسيل لدموع في مساحات ضيقة وفي مواجهة مجموعات كبيرة.
وافرج عن محمد بسبب عدم العثور على أسلحة معه وقت القبض عليه أو ارتكابه لأي جريمة أو ارتباطه بالجماعات المتمردة، لكن بعد أن اضطر إلى توكيل محام تقاضى منه كل قرش من مدخراته. لكن محمد الذي كان يكره الأمريكيين ووجودهم على أرضه قبل الاعتقال من دون سعيه في المقابل لمحاربتهم، خرج من السجن باعتقاد راسخ أن العنف هو الوسيلة الوحيدة للثأر لكرامته المهدورة.
وعلق أريد قتل جميع الأمريكيين وان رأيت واحدا هنا فسوف أقوده إلى الفلوجة واقتله هناك. ان (الرئيس الأمريكي جورج) هو ابن عاهرة. لكنني أريد أن أقول شيئا واحدا. أود شكر جندي اسمه ريتشارد من نيويورك . لقد عاملنا بشكل جيد جدا وكان يحيينا بتحيتنا التقليدية وهي السلام عليكم ويجلب الأدوية والحبوب للمرضى عندما يحتاجون إليها . وتابع في إحدى الليالي عندما كان السجن يشهد كالعادة هجمات بالقنابل الصاروخية جاء ريتشارد ليتفقد الزنازين للاطمئنان علينا، وحمل سجينا مريضا إلى الأطباء تحت الخطر غير عابئ بسلامته الشخصية .
***
الملحق الرقم (17)
معتقل عراقي يكشف تفاصيل مروعة عن تعذيب القوات البريطانية للعراقيين
‏29‏/07‏/2004 مفكرة الإسلام: كشف كفاح طه المطيري في شهادته يوم أمس الأربعاء أمام محكمة بريطانية أن القوات البريطانية اتبعت أساليب جديدة في التعذيب من بينها تغطيس المعتقلين في مياه باردة وتوجيه لكمات وأمرهم بالرقص كمايكل جاكسون. وجاءت الشهادة التي تقشعر لها الأبدان للسجين العراقي أمام المحكمة العليا في لندن في أول يوم من جلسات الاستماع للمحكمة.
ومن المقرر أن تستغرق تلك الجلسات ثلاثة أيام لتحديد ما إذا كانت تستجيب للمطالبة بإجراء تحقيقات مستقلة في مزاعم حول مقتل مدنيين عراقيين على أيدي القوات البريطانية في جنوب العراق. وكان المطيري ضمن مجموعة من العاملين في احد الفنادق الذين تم احتجازهم في قاعدة دار الضيافة العسكرية قرب البصرة.
وحسب ما ذكرت الفرانس برس فخلال جلسة أمس الأربعاء قرأ المحامي رابندر سنغه الذي يمثل عائلات المدنيين العراقيين الذين قتلوا على أيدي القوات البريطانية شهادة المطيري، حيث قال المطيري إنه تعرض للضرب على العنق، والصدر وأعضائه التناسلية. وأضاف المطيري أنه تمت تغطية رؤوس جميع السجناء بغطاءين، وكان يقدم لهم الماء من خلال صبه على الغطاء، ليتمكنوا من لعق نقاطه التي تتسرب من نسيج الغطاء. وقال لقد اتبع الجنود نهجا جديدا في إساءة معاملتنا، مضيفا انه خلال الليل، كان عدد الجنود يزداد، ليصل إلى ثمانية في الوقت ذاته، في بعض الأحيان.
ووصف المطيري لعبة الأسماء السادية التي كان الجنود يلعبونها، مضيفا كان الجنود يذكرون أسماء إنكليزية للنجوم أو لاعبي كرة القدم ويطلبون منا تذكرها وإلا فإننا سنتعرض للضرب المبرح. ووفقا لشهادة المطيري، فقد كان الجنود يلعبون لعبة مرعبة تتضمن الركل واللكم، حيث كانوا يحيطون بالسجناء ويتنافسون فيما بينهم لضرب أي منا إلى أبعد حد. لقد كانت الفكرة إن يحاولوا يجعلونا نرتطم بالحائط. وفي حادثة أخرى، قال المطيري إن جنديا بريطانيا أمره والمحتجزين الآخرين أن يرقصوا مثل مايكل جاكسون،،
***
الملحق الرقم (18)
جرائم وفضائح سجن (بوكا) الأمريكي
شبكة البصرة / أبو نزار 10 شباط 2005
في التقريرين أدناه، ما لم ينشر من جرائم في سجن (أبو غريب) الرهيب، تقرير عن بحث قامت به المجلة الطبية الانجليزية (ذي نيو أنجلند مديكال جورنال) بإشراف إثنين من المختصين القانونيين (جريج بلوك وجوناثان ماركس) بأن السلطات الأمريكية التي وفرت أعلى مستويات العناية الطبية لجنودها في العراق لتقليل الخسائر البشرية لم تقم بتوفير طبيب أمريكي واحد طوال معظم عام2003 في سجن أبو غريب.. بل وحين وفرت طاقماً طبياً بعد ذاك فقد كانت من مهماته زيادة تعذيب وآلام السجناء بدلا من التخفيف عنهم كما تقتضي الأخلاقيات الطبية (ولكن ليس لرعاة البقر البرابرة من أخلاق ..ناهيك عن الطبية منها).
أما التقرير الثاني عن سجن (بوكا) القريب من رمز البطولة العربية العراقية (أم قصر) فإضافة لما تسرب مؤخراً من جرائم قتل الأمريكان الأنذال للأسرى السجناء العزل فقد بلغ الانحلال والانحطاط الأخلاقي الأمريكي في إقامة ما يسمى بحفلات (المصارعة في الطين) حيث تتجرد 3 مجندات من ثيابهن كما جاء نصاً في التقرير ليتصارعن عرايا في الطين لتلبية وإثارة زملائهن المجندين الرجال .. فكل التقدير والإعجاب بالحضارة (أو الحقارة) الأمريكية ولكل من يسوق لها من العرب المتأمركين .. وتباً لكل خائن لأمته وثقافته وقيمه.
***
الملحق الرقم (19)
في رسالة من معتقلي سجن (بوكه) العراقي: الأمريكان مارسوا معنا كل أنواع التعذيب من الضرب المبرح إلى العمليات الجنسية
بغداد - قدس برس : قال معتقلو سجن (بوكه) في أم قصر، جنوب العراق، إن المحققين الأمريكيين مارسوا ضدهم كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي من ضرب (المحاشم)، إلى الصدمات الكهربائية، والقيام بأعمال جنسية فاضحة ضدهم. وأضاف المعتقلون في رسالة بعثوا بها إلى الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور حارث الضاري، إنهم يعيشون ظروفا في غاية القسوة في صحراء بوكه، التي تبعد عن مركز محافظة البصرة أكثر من تسعين كيلومترا، حيث الحرارة المرتفعة، والأتربة التي تغطي سماء المنطقة ولساعات النهار المتواصلة وحتى قبيل مغيب الشمس، إضافة إلى الماء الحار، الذي سبب للبعض آلاما في الكليتين من آثار الحصى والرمل. وقال المعتقلون إنهم يعيشون في خيم شديدة الحرارة، في فصل الصيف القائض، حيث تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة مائوية. وقال الأسرى إنهم يشكون من العزلة التامة عن العالم الخارجي، فنحن محرومون حتى من الراديو.
وتتكلم الرسالة عن أساليب التعذيب، التي مورست وتمارس بحقهم، قائلة: الكثير ممن ناله التعذيب في محاجر أبو غريب نقل إلى بوكه، قبل أكثر من ستة أشهر ليكون بعيدا عن دائرة الضوء، فالصدمات الكهربائية، ونزع الملابس بالكامل، وجمع اليدين والقدمين وتعليقهم إلى سقف المحجر، وضرب المحاشم، والقيام بالعمليات الجنسية. وأضافت الرسالة أن أحد المعتقلين (حاول) الامتناع، لكنه وجد إثر هذه المحنة اليوسيفية ضربة قوية أفقدته وعيه، ولكنه لم يفقد إيمانه وغيرته، على حد قول الرسالة.
وتتناول الرسالة بعضا مما يقوم به الحرس الأمريكي إذ تقول: يقوم بعض الحرس ببيع المخدرات والمجلات الخليعة والراديوات إلى من عرفوا بالدعاوى المدنية (من المورطين في أعمال السلب والقتل والاغتصاب والسرقة)، الذين يقومون بأعمال الفاحشة مع بعض المعتقلين، وكذلك خدش أجسامهم وتجريحها. وتتكلم الرسالة عن حصول العديد من الأمراض المعدية بين السجناء، بسبب الأوضاع الصحية السيئة، ومضي فترات طويلة على اعتقالهم بالقول: مضت علينا فترات حبس متفاوتة ما بين السبعة أشهر والسنة، وفينا المرضى وكبار السن والمعوقين والأطفال، وهناك بعض الأمراض المعدية كالسل الرئوي والجرب تظهر بين المعتقلين، بحسب ما أوردت الرسالة.
وتكلم المعتقلون في رسالتهم عن قيام قوات الاحتلال ببناء محاجر حديدية، بلغ عددها العشرات، ما إن تراها حتى يقشعر جلدك، هي عبارة عن أقفاص حديدية متر في مترين، القضب الحديدية فيها من كل جهاتها الستة.
وتضيف الرسالة في شرحها لأوضاع معتقل (بوكه) بالقول لقد قاموا بتفريغ المخيم الأول والثاني، وهم بصدد صب الأرضية بالإسمنت، بعد أن فر بعض المعتقلين عن طريق الحفر تحت السياج، وحين سألنا عن السبب في هذا قالوا، سنبني لكم قاعات تكون مقبرة لا ترون فيها شمسا ولا أهلين، ويكون مصيركم كمصير (غوانتاناموا).
الرسالة كتبت بخط اليد ذيلت بتوقيع ممثلي معتقل (بوكه)، في المخيم الثالث والمخيم الرابع والمخيم الخامس والمخيم السادس، وأرخت في 26 حزيران (يونيو) 2004، وأكدت أن عدد معتقلي سجن (بوكه) يبلغ أربعة آلاف سجين.
يذكر أن فضائح تعذيب السجناء العراقيين في سجن أب غريب، التي ظهرت مؤخرا، كشفت عن حجم المعاناة، التي يعيش في ظلها السجناء العراقيون. ويذهب عدد من المحللين إلى أن فضائح ما جرى في أبي غريب خطفت الأنظار عن حقيقة ما يرتكب في سجون أخرى يرزح فيها عدد كبير من العراقيين أغلبهم أبرياء، بحسب بيانات الصليب الأحمر، جرى إلقاء القبض عليهم إما بوشاية كاذبة أو لمجرد الاشتباه.
***
الملحق الرقم (20)
استشهاد 4 عراقيين تحت التعذيب الأمريكي
القدس العربي تنشر الأسماء.. وواشنطن اعترفت بـ25 حالة وفاة
بغداد ـ القدس العربي ـ من على العبيدي: ارتكبت قوات الاحتلال الأمريكية جريمة وحشية جديدة تمثلت في تعذيب أربعة عراقيين حتى الموت قبل أيام وسط بوادر متزايدة على قيامها بالانتهاك المنتظم لأبسط القواعد الدولية للتعامل مع المعتقلين وإصرارها على اتبـاع أقسى أساليب التحقيق الذي يؤدي غالباً إلى وفاة المعتقلين تحت وطأة التعذيب.
وعلمت القدس العربي أن القوات الأمريكية قامت باعتقال ثلاثة عراقيين من أمام بيوتهم في سامراء بتاريخ الثلاثين من نيسان (إبريل) 2004 دون تقديم سبب للاعتقال وهم محمد جعفر جاسم وفاضل لطيف وعلي هادي، وهم أصدقاء يعملون معا كعمال في مدينة القائم القريبة من الحدود السورية.
وبعد ثلاثة أيام اتصلت الشرطة العراقية بعوائل المعتقلين المذكورين وأبلغتهم بالحضور إلى مستشفي تكريت لاستلام جثث أبنائهم التي سلمها الأمريكان إلى المستشفي عبر الشرطة العراقية، حسب السياق الذي تتبعه تلك القوات في مثـل هـذه الحـالات.
وقد كانت صدمة مروعة لعوائلهم عندما ذهبوا إلى المستشفي ليجدوا جثث أبنائهم وقـد تشوهت وبدت عليها آثار واضحة للتعذيب والكسور والحروق بالتيار الكهربائي إضافة إلى إصابات بإطلاقات نارية أنهت حياتهم على ما يبدو.
وأكد مستشفي تكريت وجود آثار تعذيب على الجثث قبل قتلهم بإطلاق النار عليهم، وذكر رجال الشرطة العراقية انهم لا يعرفون عن القتلى سوى ان الأمريكان أحضروا أربعة جثـث وطلبـوا تسليمها إلى ذويها، وهي جثث العمال الثلاثة من سامراء أما الجثة الرابعة فمجهولة ولا يعرف صاحبها.
وقال حامد جاسم السامرائي عم الشهيد محمد جعفر لـ القدس العربي بأن الأمريكان اعتقلوا ابن أخيه عندما كان جالسا أمام بيته مع صديقيه فاضل وعلي وأخذوهم دون ذكر أي أسباب لعوائلهم، وأكد انهم ليسوا من المهتمين بالسياسة ولا علاقة لهم مع النظام السابق، وليسوا سوى عمال يكدحون من اجل عوائلهم، وقال ما ذنب هؤلاء الشباب لكي يتعرضوا للتعذيب والقتل بهذه الوحشية دون أن يرتكبوا جريمة ودون توجيه تهمة محددة لهم.
وفي غضون ذلك أعلن مسؤول في الجيش الأمريكي أن التحقيقات بدأت منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي حول 35 حالة تعذيب في معتقلات أمريكية في العراق وأفغانستان بما فيها 25 حالة وفاة.
***
الملحق الرقم (21)
أسماء 12 عراقيا آخرين استشهدوا تحت التعذيب في أبو غريب: منظمة حقوقية تكشف المزيد من جرائم الاحتلال:
‏05‏/06‏/2004 بغداد ـ القدس العربي من على العبيدي: أعلنت منظمة حقوق الإنسان في العراق بأنها حصلت على وثائق جديدة مؤكدة استمرار قتل العديد من المعتقلين العراقيين تحت التعذيب في سجن أبو غريب على أيدي المحققين الأمريكان. وذكرت المنظمة أنها حصلت مؤخرا على أدلة ووثائق تثبت مقتل اثني عشر عراقيا من جراء التعرض للتعذيب من قبل السلطات الأمريكية في سجن أبو غريب، بعضهم تم قتله بعد انتشار أخبار فضيحة التعذيب المشهورة. وأكدت المنظمة المذكورة وجود آثار واضحة للتعذيب على جثامين الشهداء العراقيين مثل كسور العظام وكدمات وحروق وغيرها من الآثار التي تنتج عن استخدام العنف المفرط أثناء التحقيق مع أولئك المعتقلين.
بالرغم من الضجة الكبيرة بخصوص فضيحة تعذيب المعتقلين العراقيين في سجون الاحتلال الأمريكي، وبرغم ادعاءات الإدارة الأمريكية وقادة القوات الأمريكية في العراق بأن إساءة معاملة المعتقلين العراقيين هو تصرف فردي محدود، إلا ان الحقائق تؤكد عكس ذلك وهو إن سوء المعاملة والتعذيب ضد المعتقلين العراقيين بدليل وقوع المزيد من حالات موت معتقلين تحت التعذيب في سجن أبو غريب.
وذكرت مصادر المنظمة بعض أسماء الشهداء الجدد الذين استشهدوا تحت وطأة التعذيب ومنهم (نصيف جاسم إبراهيم، أبو بكر ياسين رشيد الحسني، محمد نجم أحمد، أيهاب كاظم طالب، كاظم صباح، توفيق مهدي ومحمود أبو العباس). كما أعلنت منظمة حقوق الإنسان أن المزيد من الوثائق تصلها من العراقيين الذين تعرضوا للتعذيب أو من عوائل العراقيين الذين استشهدوا في المعتقلات الأمريكية التي تكشف بالأدلة والوثائق حقيقة أساليب المعاملة السائدة فيها.
وكان مدير شرطة تكريت قد أعلن عقب أنباء فضيحة التعذيب عن استلام جثامين ستة شهداء عراقيين من الأمريكان قتلوا خلال أسبوع واحد من جراء التعرض للتعذيب في السجون الأمريكية ضمن منطقة تكريت وسامراء وتم التعرف على ثلاثة منهم وهم (محمد جعفر جاسم وفاضل لطيف وعلي هادي) وهم من سامراء إضافة إلى ثلاثة شهداء عراقيين مجهولي الهوية لم يتم التعرف عليهم وجري دفنهم دون معرفة ذويهم بأمرهم، وكانت آثار التعذيب واضحة عليهم كالكسور والحروق والاختناق إضافة إلى إطلاق النار عليهم، وقد قامت القوات الأمريكية بتسليم جثامين الشهداء الستة إلى الشرطة العراقية لتسليمهم إلى ذويهم لدفنهم أو القيام بإجراءات الدفن من قبل الدوائر الحكومية إذا كانوا مجهولي الهوية.
ويؤكد عبد الرحمن محمد الذي امضي أربعة أشهر في المعتقلات تعرض خلالها إلى شتي صنوف التعذيب قبل ان يطلق سراحه لعدم ثبوت أية تهمة، إن الفترة التي قضاها في عدة سجون للأمريكان جعلته يكون مقتنعا بأن أساليب الإهانة وسوء المعاملة والتعذيب في المعتقلات الأمريكية هي سياق مستمر منذ اللحظات الأولى للاعتقال، وإن ادعاءات الأمريكان بعدم وجود أو أمر لجنودهم بممارسة التعذيب أو التوقف عنه هو مجرد ادعاءات للاستهلاك الإعلامي، فالاحتلال هو الاحتلال.. وكل ما نتج عن باطل فهو باطل.
***
الملحق الرقم (22)
الكشف عن مقتل 26 معتقلا على أيدي القوات الأمريكية بالعراق وأفغانستان
16/ 3/ 2005: واشنطن : كشفت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر عسكرية أمريكية ان 26 معتقلا على الأقل قتلوا في عام 2003 في العراق وأفغانستان كانوا في أيدي القوات الأمريكية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية ان محققين أمريكيين أحصوا 26 وفاة مشبوهة لمعتقلين يمكن ان تعد جرائم قتل.
وأوضحت ان وزارة الدفاع الأمريكية لم تعترف رسميا الأسبوع الماضي إلا بست حالات من هذا النوع مما أدى إلى احتجاج فوري من منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان التي رأت ان السلطات ترفض الأخذ في الحسبان جديا التجاوزات المرتكبة في السجون الخاضعة لسيطرة أمريكية في الخارج. وأضافت أنه من بين الحالات الـ26 التي أوردتها نيويورك تايمز ، هناك 18 حالة تتعلق بتحقيقات داخلية لسلاح البر والبحرية خلصت إلى ضرورة القيام بملاحقات بتهمة القتل المفترض وثماني حالات أخرى لا تزال قيد تحقيقات. وأشارت الصحيفة إلى أن كل هذه الوفيات المشبوهة حصلت في أفغانستان والعراق وان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى اى ايه) متورطة في أربع قضايا كما أن هناك حالة واحدة تتعلق بسجن أبو غريب في العراق.
***
الملحق الرقم (23)
أمريكية تحز رقاب 4 عراقيين في الطارمية -تقرير خاص بجريدة البصائر
13/ 3/ 2005م: جريدة البصائر - هيئة علماء المسلمين في العراق
أقدمت قوات الاحتلال في منطقة الطارمية على قتل أربعة من العاملين في أحد حقول الدواجن (ذبحاً) وبدم بارد وكان أحدهم (شيعياً) والباقون (سُـنة) جمعتهم لقمة العيش حيث اقتيدا من المزرعة إلى الشارع العام وتم (ذبحهم) , فمضت السكين في أعناق ثلاثة منهم وكتب الله النجاة للرابع على الرغم من ذبحه وظن الجزارون أنه قد توفي , و يبدو أن جزاره لم يكن بمهارة الآخرين!
وصف أحد شهود العيان هذه المجزرة بأنها تفوق ما يمكن للإنسان أن يراه في سني عمره حيث تعمد جنود الاحتلال اقتياد الشباب الأربعة من محل عملهم في حقول ومجازر دواجن (الغمامزة) إلى الشارع العام وعلى مرأى المواطنين بقصد (إرهابهم) تم ذبحهم كأنهم خراف وهم مكبلون وبأمر من ضابط قوة الاحتلال في المنطقة . وأضاف شاهد العيان أن هؤلاء العمال كانوا يتحينون الفرصة للذهاب إلى محطة الماء المجاورة للحقول وتشغيل الأجهزة أو إطفائها حسب جدول التيار الكهربائي بقصد إدامة إسالة الماء للمواطنين في العاصمة بعد أن هجر موظفو المحطة دائرتهم لتعرضهم لمضايقات من قوات الاحتلال التي اتخذت من المحطة قاعدة لها .
ويروي لنا أحد الموظفين في المحطة أن جنود الاحتلال باتوا يتخذون من مكاتبنا مقراً لهم ويعملون سوية معنا واصبحوا يستفزوننا مما اجبر معظمنا على ترك العمل والرحيل , وقد وصل الأمر إلى حد ضرب الموظفين والاستخفاف بهم واعتقال عدد منهم وإطلاق العيارات النارية العشوائية على الموظفين في أقسام وأحواض المحطة بقصد إفزاعهم وإجبارهم على الرحيل .
ومن الممارسات الأخرى قيامهم بأعمال غير أخلاقية بينهم تستفز مشاعرنا ولا يسمح به ديننا الحنيف ولا أعرافنا الاجتماعية المحافظة .وأضاف موظف آخر أن مفاوضات جرت بين أمانة بغداد وقوات الاحتلال للانسحاب من المحطة وترك الموظفين وشأنهم لإدارة المحطة وتشغيلها وتوفير الماء للمواطنين الذين عانوا من أزمات طالت عدة نواحٍ في حياتهم اليومية , وأزمة انقطاع الماء الصالح للشرب قبل شهرين ليست ببعيدة ولا أخفيكم سراً فقد كانت وراءها قوات الاحتلال .
ونوه الموظف إلى أن قوات الاحتلال تتخذ من مشروع ماء الكرخ ترساً لها وقاعدة عسكرية وأرهبت باستفزازاتها الموظفين و أجبرتهم على الرحيل وترك المحطة سائبة . وقد اُضطر العديد من أبناء القرى المجاورة للمحطة بدوافع وطنية وإنسانية إلى تشغيل المحطة نيابة عن الموظفين وكان عدد منهم يعمل معـنا وله خبرة في تشغيل المحطة ومنهم هؤلاء الأربعة من الحقول والمجازر المجاورة للمحطة التي تعد مشروعاً حيوياً له المساس المباشر بحياة المواطنين في توفير الماء.
وقد شدد الموظف على أن أبناء المنطقة كان لهم دور مشهود في الحفاظ على المحطة إبان أعمال النهب وصرفوا من جهدهم و أموالهم لحمايتها من عبث العابثين والمخربين . وهم يقومون بدورهم الوطني في الحفاظ عليها, وما حادثة ضرب الأنبوب قبل شهرين إلا خير دليل فقد أفاد أحد المواطنين أن أكياس الطعام وقناني الماء العائدة لقوات الاحتلال وُجدت قرب محل الانفجار واتهم آخرون قوات الاحتلال التي لم تدخر جهداً في التحري عن الأنبوب قبل أيام من الحادث .
وفي سياق متصل أقدمت قوات الاحتلال على حرق بساتين قرب المحطة وتجريف أخرى عامرة بأشجار النخيل والبرتقال و إلزام المواطنين بحظر التجوال في محيط المحطة وعدم المرور بقربها, وقطع الطريق بين الحين والآخر وممارسة عمليات مشينة بحق المارين بسيارتهم من أمام المحطة على الطريق العام المؤدي إلى الطارمية واستفزاز المواطنين ومداهمة المساجد بمناسبة وبدون مناسبة.
وأجمع المواطنون والموظفون في المحطة على أن جريمة (ذبح) المواطنين الأربعة تمثل إرهاباً مروعاً بحق عمال كسبة عُـرفوا بأخلاقهم وصلاحهم.
وإن هذا العمل الإرهابي المدبر من قوات الاحتلال يعد (إرهاباً منظماً) ندعو المروجين والقائمين على مشروع الاحتلال إلى إعادة النظر في حساباتهم , فإن الدولة التي قامت على أنقاض جثث الملايين من الهنود الحمر- وهذا بعض جرائمها - لا يمكن أن تجد منها شعوب الأرض غير المزيد والمزيد من الإرهاب والشر والأذى .
***
الملحق الرقم (24)
فضيحة جديدة : جنود بريطانيون يقتلون 37 عراقيا بينهم طفلة بدم بارد
‏11‏/05‏/2004 محيط: لندن : كشفت منظمة العفو الدولية عن فضيحة جديدة لقوات الاحتلال بالعراق حيث قام الجنود البريطانيون بقتل 37 مدنيا عراقيا في ظروف لم تكن حياة الجنود معرضة خلالها لأي خطر 0 وقالت المنظمة في تقرير لها اليوم انه من بين الضحايا طفلة في الثامنة من عمرها تدعى /حنان مطرود/ كانت تلعب مع رفاقها بالقرب من بيتها عندما اقتربت عربة مدرعة بريطانية وصوب جندي بريطاني سلاحه نحوها وأطلق النار عليها0 وأوضح تقرير المنظمة الدولية ان الجيش البريطاني لم يحقق في العديد من الحالات التي قتل فيها جنود بريطانيون مدنيين في العراق وان بعض التحقيقات التي جرت تمت في سرية تامة.
وتعهدت وزارة الدفاع البريطانية بالرد على تلك المزاعم بمجرد دراسة مضمون التقرير الذي انتقد أيضا الأفراد والمجموعات المسلحة العراقية 0 من جهة أخرى تجدد الجدل في بريطانيا حول الصور الفوتوغرافية التي نشرتها صحيفة /دايلى ميرور/ والتي تظهر تعذيب جنود بريطانيين من العراق لمحتجز عراقى0 وذكرت مصادر عسكرية من لندن انها تعتقد انها تمكنت من التعرف على الشاحنة التي ظهرت في الصورة مدعية ان هذه الشاحنة لا تزال في بريطانيا ولم ترسل إلى العراق مطلقاً. كان وزير الدفاع البريطاني جيفري هون قد أعلن أن بلاده تعتذر بشكل لا لبس فيه لكل عراقي تمت إساءة معاملته من قبل القوات البريطانية . وقال خلال كلمة أمام مجلس العموم البريطاني حول تعذيب وإهانة الأسرى العراقيين، إن تحقيقاتنا لم تبدأ بسبب ما نشر عن التعذيب وإنما ضمن قواعد عملنا العسكري.
وكانت منظمة العفو الدولية امنيستي أكدت أنها أبلغت الحكومة البريطانية منذ عام تقريبا بكافة الانتهاكات التي ‏يمارسها الجنود البريطانيون في العراق. ‏ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن متحدث باسم منظمة العفو الدولية القول، إن المنظمة حذرت الحكومة البريطانية في مايو من العام ‏الماضي من حالات تعرض سجناء عراقيين للقتل ولعمليات تعذيب على أيدي القوات ‏البريطانية.‏ ‏ وأضاف ان الحكومة البريطانية تعلم بتلك الممارسات منذ فترة طويلة وليس كما ادعت بأنها علمت بذلك منذ فبراير الماضي. ‏ ‏وكان متحدث باسم الحكومة البريطانية قد اعترف الليلة الماضية بعلم الحكومة ‏‏بتلك الممارسات منذ فبراير الماضي عبر تقرير أعدته اللجنة الدولية للصليب الأحمر ‏‏بشأن أوضاع السجناء العراقيين. ‏
***
الملحق الرقم (25)
مئة رصاصة أميركية لتصفية 3 جرحى عراقيين
27/ 2/ 2004: الحياة: برلين ـ اسكندر الديك: عشية اجتماع المستشار الألماني غيرهارد شرودر مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن للبحث في أوضاع العراق والشرقين الأدنى والأوسط, بثت القناة التلفزيونية الألمانية الأولى ار دي تقريراً يكشف بعض التفاصيل المصورة عن قتل جنود أميركيين عمداً مدنيين عراقيين جرحى, وسط تهليل. وعرضت التقرير المجلة السياسية المتلفزة(بانوراما) المتمتعة بسمعة جيدة في ألمانيا بسبب تقاريرها الموضوعية عن الأحداث والوقائع في ألمانيا وخارجها. وفيما أفاد التقرير ان جنوداً أميركيين أطلقوا النار على جرحى عراقيين, وان أجزاء من أفلام فيديو حصلت عليها تثبت الأمر, كشفت ان إحدى الحالات سجلت في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الماضي شمال بغداد.
واستناداً إلى مشاهد التقطتها كاميرا في مروحية اباتشي عسكرية تابعة لكتيبة المشاة الأميركية الرابعة, يتبين ان ثلاثة عراقيين يلتقون في الليل قرب سيارتين, والى جوارهما على الطريق شيء غير محدد, أثار شكوك الجنود واعتبروه سلاحاً. وعلى الأثر تلقت المروحية أمراً بالهاتف مسموعاً بوضوح, لإطلاق النار على الثلاثة, فقتل اثنان وجرح الثالث. بعد ذلك سأل جندي أميركي بواسطة الهاتف هل عليه قتل الجريح أيضاً فتلقى أمراً بالإيجاب. وعلى الفور نفذ الجندي الأمر وقتل الجريح. وجاء في التقرير أن نحو مئة رصاصة أطلقت على الثلاثة, ونقلت المجلة عن الجنرال الأميركي المتقاعد روبرت غ. غارد المسؤول في المؤسسة الأميركية لمحاربي فيتنام قوله ان قتل الجرحى إجرام لا يمكن غفرانه. وقال لها الباحث الألماني في القانون الدولي شتيفان اوتر ان قتل الجرحى هو بمستوى جريمة حرب.
وأشارت المجلة إلى ان الحالة الثانية سجلها مصور يعمل لتلفزيون سي ان ان في 8 نيسان (أبريل) الماضي, وان الفيلم المصور يظهر وحدة أميركية من سلاح البحر تقتل عراقياً جروحه بليغة خلال عملية تفتيش لها في إحدى المناطق الصناعية, وسُمع على الأثر تهليل من الجنود. وتابعت المجلة ان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رفضت التعليق على تساؤل قدمته اليها في هذا الصدد.
***
الملحق الرقم (26)
العفو الدولية : مقتل أسرى عراقيين تحت التعذيب ولا مساءلة لأحد
مفكرة الإسلام 26مارس 2004م
ذكرت منظمة العفو الدولية أنها تعلم بوجود أربع حالات وفاة لأسرى عراقيين ماتوا تحت التعذيب على يد القوات البريطانية والأمريكية . وقد نشرت المنظمة تقريرا قبل أيام انتقدت فيه وبشدة هذه الانتهاكات الشديدة بما في ذلك استخدام وسائل التعذيب ضد الأسرى العراقيين من جانب القوات البريطانية والأمريكية مما أدى إلى حالات الوفاة المشار إليها .
ونقلت إذاعة صوت ألمانيا عن روت يوتنر المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في المنظمة الدولية قولها: لقد أثبتت منظمة العفو الدولية حالة وفاة لأحد العراقيين والذي كان قد اعتقل في مايو عام 2003 بديلا عن ابنه . وقد توفي هذا الرجل وهو في الأسر . ويقول المسؤولون رسميا إن وفاته كانت نتيجة للسكتة القلبية لكن المنظمة أعلنت أنه لم يكن يعاني من أي أزمة في القلب .
وأكدت الإذاعة أن الجيش البريطاني يلتزم الصمت التام حول ظروف المعتقلات وينفي جميع الاتهامات الموجهة إليه . لكن المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في المنظمة الدولية تشدد على وجود دلائل إضافية حيث قالت : توجد حالة أخرى تدرسها المنظمة بدقّة، وقد علمت بها من عدة أشخاص يعملون في أحد فنادق البصرة اعتقلوا عام 2003 بتهمة العثور على أسلحة في الفندق وقد توفي أحدهم بعد ثلاثة شهور داخل المعتقل وكان على الجثة التي سلمت لأهله آثار واضحة للتعذيب. وأكدت يوتنر أنه : لم تتم محاسبة أي جندي بريطاني بعد بسبب حالات الوفاة، وصحيح أنه جرت تحقيقات ولكن ليس من جانب جهات حيادية بل من جانب الجيش البريطاني نفسه.
***
الملحق الرقم (27)
التمثيل بجثث الشهداء: خبر عاجل لأهل العراق النشامى
شبكة البصرة: منظمة التحرير العراقية - الجناح العسكري - بغداد
قام العدو الأمريكي يوم أمس بإلقاء القبض على المقاتل محمد نمر الدليمي 19 عام من المقاومة العراقية في الفلوجة وتم رميه بالرصاص وتعليق جثته على سيارة هامر أمريكية وبدءوا بالدوران بجثته الكريمة حول المنطقة وهم يطلقون النداءات لأهل الفلوجة بتسليم ما تبقى من المطلوبين لها وإلا سوف يصيبهم ما أصاب هذا المجرم حسب قولهم
***
الملحق الرقم (28)
مناضل الجميلي قتل بعد رفضه أمرا بخلع ملابسه والإفطار في رمضان
الشرق الأوسط: لندن: 8/ 6/ 2004م: ظهرت إلى العلن تفاصيل جديدة عن مقتل مناضل الجميلي، أحد معتقلي سجن أبي غريب في العراق وصاحب الصورة الشهيرة، التي ظهرت فيها «الاختصاصية الأميركية سابرينا هارمن قرب جثته، وهي تبتسم رافعة إبهامها. وكانت قناة «ايه بي سي» الأميركية قد عرضت في 19 مايو (أيار) الماضي صورة القتيل ضمن جملة من صور الانتهاكات الأميركية المخزية للسجناء الأحياء، بل وحتى الموتى منهم، في السجن الشهير، والتي أدانها العالم كله. وقالت تقارير صحافية نشرت أمس في لندن ان السجناء الذين رأوا الجميلي داخل السجن ثم أطلق سراحهم فيما بعد، أكدوا انه عومل معاملة قاسية جدا لأنه قاوم عمليات إجباره على الإفطار كونه كان صائما في رمضان، كما رفض تلاوة مقتطفات من الصلوات المسيحية، وأخيرا رفض خلع ثيابه.
وتعرفت عائلة الجميلي، وهو من سكان مدينة المحمودية الصغيرة التي تقع إلى الجنوب من بغداد، عليه من طريقة استلقائه على الأرض. ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن أرملته الهام حمزة، انها تعرفت عليه في الصورة التي عرضها التلفزيون. وقالت انها صاحت بابنتها هاجر «هذا هو أبوك!» وأضافت ان زوجها اقتيد في الساعة الثانية صبيحة يوم الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولم يعثر الأميركيون على أي أسلحة داخل المنزل. وأضافت انها بحثت عنه في كل مكان.
وقال جلال خليل، أحد جيران الجميلي الذي اقتاده الأميركيون معه ثم أخلوا سبيله، ان الضرب بدأ حالما وضعوا في السيارات. وقالت عائلة الجميلي انها اكتشفت جثته في مشرحة في بغداد بعد ان أرسلها الأميركيون إليها في فبراير (شباط) الماضي، ووضعت معها شهادة وفاة عسكرية سجلت حدوث الموت في الساعة 10.45 مساء يوم الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، أي بعد يوم من اعتقاله. ولم توضع في خانة «سبب الموت» سوى كلمة واحدة «بالانتظار»! وقام ماجد، ابن الفقيد، بتقديم طلب إلى حاكم عراقي بهدف إعادة تشريح جثة والده، وحصل على أمر قضائي بذلك، إلا أن مسؤولي المشرحة رفضوا تنفيذه. وقال ماجد للصحيفة « قالوا لي انهم تسلموا الجثة من الأميركيين ولهذا يجب الحصول على موافقة الأميركيين وعلى موافقة الصليب الأحمر». ولأن أعمال دائرة الصليب الأحمر كانت متوقفة فان الابن لم يتمكن من إتمام معاملته.
وقالت «التايمز» ان أي معلومات لم تعلن حتى الآن عن حادثة موت الجميلي، إلا ان تسريبات من جلسات التحقيقات الجارية في وزارة الدفاع الأميركية كشفت انه قتل أثناء تحقيقات أجراها معه عناصر من وكالة المخابرات المركزية بعد عمليات ضرب مبرح داخل حمامات السجن. وكانت إفادات المسؤولين العسكريين في السجن قد أكدت ان الجميلي، الذي جلبته فرقة السيلز العالية التدريب التابعة للبحرية الأميركية، قد وصل إلى أبي غريب بصحة جيدة.
***

الملحق الرقم (29)
وفاة 25 عراقياً بطريقة متشابهة بعد الخروج من المعتقلات الأمريكية
مفكرة الإسلام 21 مارس 2004م: نقلاً عن صحيفة [أخبار الخليج]: ذكرت تقارير صحفية انتشرت في العراق ظاهرة الموت المفاجئ بين الذين أطلقت سلطات الاحتلال الأمريكي سراحهم من معتقلاتها. وذكرت صحيفة [أخبار الخليج] أن عدد تلك الحالات وصل إلى 25 مواطنا؛ بعضهم من الفلوجة والرمادي، والبعض الآخر من بغداد.
وقالت عائلة الشاب حامد محمود [32] سنة التي تسكن منطقة البياع: إن ابنها مات بعد 20 يوما من إخلاء سبيله، مؤكدة أنه لم يكن يشكو من أية أمراض، وكان يتمتع بصحة جيدة، لكنه توفي بعد تناوله الغداء مباشرة، وأن تقارير الطبية أكدت أن أسباب الوفاة مجهولة.
وفي حي الجادرية ببغداد توفى ميثم جسام [45] عاما بعد أن أفرج عنه بأسبوعين، حيث اشتكى من ألم مفاجئ في البطن ونقل إلى المستشفى لكنه توفى قبل وصوله إلى المستشفى، وبعد تشريح جثمانه أكد الأطباء أن سبب الوفاة مازال غامضا.
وعلى نفس السياق، في مدينة الفلوجة توفى 5 شبان بنفس الطريقة اثنان منهم من عائلة واحدة [ياسين جاسم وسطام جاسم].
وأكدت مصادر في مستشفى اليرموك ببغداد للصحيفة أن الذين ماتوا بعد الإفراج عنهم من السجون الأمريكية كان موتهم بطريقة متشابهة.
ولم تستبعد هذه الأوساط الطبية أن يكون هؤلاء المتوفين قد ماتوا بمواد سامة كالثاليوم مثلا، أو ربما يكون بعضهم قد تلقى علاجا داخل السجن، ومن بين ما تلقاه أقراصاً سامة، أو حقن طبية تحتوي على مواد تسبب الموت بعد فترة معينة.
***
الملحق الرقم (30)
القوات الأمريكية تنتزع أحشاء الشاب السعودي (سعيد) وتمثل بجثته غربي العراق
شبكة البصرة: مفكرة الإسلام 14/3/2005 : قامت القوات الأمريكية بالتمثيل بجثة شهيد عربي في معركة كبيرة في الرمادي ، وذلك انتقامًا منه لما قام به من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف قواتها، وفي متابعة لهذا الخبر التقى مراسل مفكرة الإسلام في الرمادي بأحد أطباء مستشفى الرمادي العام والذي عاين الجثة قبل دفنها وصرح قائلاً لقد جاءتنا عناصر المقاومة العراقية بجثة رفيقهم الذي استشهد في اشتباكات الأسبوع الماضي مع قوات الاحتلال وكان عربيًا من السعودية، وبعد معاينتي للجثة وجدت فيها التالي: تم تمزيق صدره وتهشيم القفص الصدري كما تم ضرب الحجاب الحاجز واستخراج أمعائه الدقيقة، ووجدت عدة طعنات طويلة في معدته تبين بعد الفحص أنها بفعل حراب مسننة حيث ظهر ذلك من أثرها على بطنه ومعدته.
كما تم التمثيل به من تحت السرة حيث حفرت أعضاؤه التناسلية بشكل فظيع جدًا لا يوصف، كما تم ضرب رأسه بالحراب والأدوات الحديدية، ويوجد على رأسه عدة حروق ناتجة من ضربه بفوهات بنادق حامية، جراء إطلاق النار منها، كما تم الكتابة على ظهره بحربة حادة جدًا باللغة الإنكليزية مفادها كلمة واحدة تعني (ليس بعد اليوم) أو ما شابه، وقد قمت بخياط بطنه وصدره رحمه الله بناءً على طلب رفاقه. ويظهر في الصورة آثار حلق شعر الصدر لإتمام عملية خياطة جثة سعيد رحمه الله.
شبكة البصرة/ الاثنين 3 صفر 1426 / 14 آذار 2005
***
الملحق الرقم (31)
المعتقل العراقي أبو بكر الحسيني .. شهيد آخر لسجن أبو غريب
‏08‏/06‏/2004 بغداد ـ القدس العربي من على العبيدي: الشاب أبو بكر ياسين رشيد الحسيني واحد من ثلاثة عشر عراقيا أعلنت جمعية حقوق الإنسان في العراق إنهم وجبة أخرى من العراقيين الذين استشهدوا في سجن أبو غريب على أيدي الأمريكيين تحت التعذيب أو بإطلاق النار عليهم داخل السجن.
والشهيد أبو بكر قام الأمريكيون باعتقاله في شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي بعد تعرض دورية أمريكية إلى هجوم من المقاومة في شارع السعدون وسط بغداد، وكان المذكور يمر بسيارته في مكان الحادث عندما وقع الهجوم الذي ردت عليه الدورية بإطلاق نار عشوائي فقتلت وجرحت بعض المارة كما اعتقلت عددا آخر ممن تصادف وجودهم هناك ومنهم أبو بكر وصديقه الذي كان بصحبته في السيارة.
والشهيد كما يقول والده الحاج ياسين قضى حوالي سبعة أشهر متنقلاً في معتقلات قوات الاحتلال بدءا من سجن المطار ثم سجن أم قصر وأخيرا سجن أبو غريب، واجه خلالها شتى صنوف سوء المعاملة والتعذيب النفسي والجسدي.
ويتحدث الحاج ياسين بأن ابنه الشهيد وصف لأهله عندما زاروه، التعذيب الذي تعرض له في سجن أم قصر في البصرة بأن اليوم فيه كان يعادل عدة أشهر من هول الآلام والمعاناة التي مرت عليه. أما في سجن أبو غريب فالحالة استمرت على نفس المنوال مع التركيز على التعذيب النفسي الذي لم يتوقف حتى نهاية حياته هناك، ورغم ان الشهيد كان حريصا ألا يذكر كافة تفاصيل التعذيب خوفاً على والدته المريضة من ان تتألم إلا إنه كان يطلب من أهله ان يدعو إلى الله ان يمنحه الصبر ومزيد الإيمان حتى تنتهي محنته في ذلك السجن الرهيب. وقد ذكر بعض ما كان يتعرض له من ضغوط نفسية كبيرة حيث وضعه السجانون الأمريكان في سجن انفرادي وكانوا في أحيان كثيرة يحققون معه من منتصف الليل حتى ساعات الفجر دون انقطاع، كما اخبر أهله ان الأمريكيين عرضوا عليه تحسين معاملته ودفع مبالغ جيدة من المال له مقابل التعاون معهم بما يخدم أغراضهم لمعرفة أوضاع بقية السجناء الذين معه ولكنه رفض ذلك، وقد أدى ذلك إلى زيادة سوء معاملة الأمريكان له.
وفي آخر زيارة للشهيد قبل ستة أيام من استشهاده ذكر لأهله ان الأمريكان حقنوه بأربعة أبر كان لها تأثير غريب عليه حيث سببت انهيارا سريعا في صحته وقوته مع شعور متزايد بالضيق والكآبة وهي أشياء لم يكن يحسها من قبل أبدا كونه يتمتع بجسم رياضي وصحة ممتازة.
وبعد استشهاد أبو بكر وإبلاغ الأمريكان لأهله بموته بالسكتة القلبية تعمدوا تأخير تسليم جثمانه إلى أهله وقاموا أنفسهم بتشريحه رغم ان السياق المعمول به هو تسليمه إلى الطب العدلي للقيام بالتشريح وذكر سبب الوفاة، إلا إن الأمريكيين أرادوا منع تشخيص سبب الوفاة الحقيقي للمذكور. ويذكر أهل الشهيد ان ابنهم كان ضمن مجموعة كبيرة من المعتقلين العراقيين والعرب في سجن ابو غريب الذين توفوا في فترة قصيرة وكلهم كان سبب الوفاة هو السكتة القلبية مما أدي إلى قدوم لجنة من الكونغرس الأمريكي إلى المستشفي الأمريكي في مطار بغداد في شهر كانون الثاني (يناير) من هذا العام للتحقيق في كثرة الوفيات في سجن أبو غريب وأسبابها الحقيقية، إلا ان نتائج عمل تلك اللجنة لم تعلن.
***
الملحق الرقم (32)
الوثائق السرية لما حصل في أبو غريب (الملحق الخاص)
وثائق سرية جديدة تكشف إن القوة الأمريكية اغتصبت وهتكت أعراض السجناء العراقيين
OSHA GRAY DAVIDSON
شبكة البصرة / ترجمة كهلان القيسي: /الاثنين 16 جماد الثاني 1425 / 2 آب 2004
لقد مرت شهور على اكتشاف الصور المريعة من سجن أبو غريب التي تصور الجنود الأمريكان وهم يعذبون السجناء العراقيين, ولحد الآن فشلت إدارة الرئيس بوش في الوصول إلى إجابات مقنعة حول تلك الفضيحة: وتتساءل السيناتور سوزان كوانز (اللجنة الجمهورية في الجيش) هناك أسئلة ملحة وضرورية يجب الإجابة عليها. البنتاغون مشغول بعدد من الاستجوابات والمستجوبين من أعضاء الكونكرس وضعوا أو وصلوا إلى طريق شبه مسدود.
وعملية جر الأقدام البطيئة هذه أعطت دلائل على إن الكونكرس حصل على تقارير سرية كثيرة توضح التفاصيل الكاملة التي أوجزت في تقرير (انتونيو توكابا) عن أبو غريب, مجلة رولنك ستون. Rolling Stone) حصلت على هذه الوثائق في شهر حزيران وتقدم هذا التقرير بكل محتوياته).
التقارير السرية الجديدة توفر صورا عما حصل في أبو غريب وتتضمن أن الجنود الأمريكان والمترجمين قد مارسوا الجنس واغتصبوا السجناء العراقيون, الوثائق السرية هي الملحق المكون من 106 صفحة الذي حذفه أو أخفته وزارة الدفاع من تقرير انتونيو توكابا في الربيع الماضي, الذي يتضمن حوالي 6000 صفحة من المراسلات والمذكرات العسكرية اليومية -دون فيه ملاحظات حول تمرد وهروب السجناء, وهذه الشهادة التي أجريت تحت القسم من قبل الجنود والضباط والمتعاقدين و المحتجزين.
الوثائق تصور السجن في حالة فوضى تامة, السجناء تم إطعامهم الحشرات واجبروا على العيش في ظروف مزرية, وقد قتل العديد من السجناء والجنود الأمريكان بقصف ليلي بقذائف الهاون.
والوثائق تبين إن ما سمي بالساديين في تقرير توكابا: إنها تسمية مفضوحة وطائشة حيث إن التعذيب جرى من قبل ضباط كبار لا يزالون هم قاده يحتفظون بمناصبهم الآن في العراق.
الجنرال كروفري مللر الذي هو الآن مسئول عن السجناء الذي أرسل إلى العراق من قبل رامسفلد في آب الماضي, أشار في تقريره السري إلى أن الشرطة العسكرية الأمريكية في سجن أبو غريب (أنهم كانوا يؤدون عملهم بكل السبل المتاحة لغرض الحصول على التقارير والمعلومات اللازمة من السجناء) وبناء على خطته بدأ الحراس بتعذيب السجناء وحرمانهم من النوم والغذاء ووضعهم في ظروف مزرية جدا وإرهابهم بالكلاب,
احد الضباط السابقين من الاستخبارات العسكرية الأمريكية اخبر مجلة رولنك ستون : ان الجميع فهموا ما يريد مللر منهم وهذا يعني: عاملوا السجناء بكل قسوة حتى يصلوا إلى حد من اليأس الواحد منهم مستعد لبيع أمه من اجل الحصول على بطانية أو الحصول على طعام بدون حشرات أو الحصول على قليل من النوم.
في التقرير ومن خلال استجواب أعداد من السجناء في أبو غريب وصفوا كيف كان حال معاملتهم المرعبة, وقد أقرَّ تاكوبا بهذه الحقيقة في تقريره اعتمادا على مشاهداته وشهادة الشهود. فالتعذيب كان يجرى في قسم الأحكام الثقيلة وهو (عبارة بناية مريعة مكونه من طابقين حيث يحتجز فيه عدد من المقاومين وعدد من المجرمين ولكن ليس أعضاء من القاعدة أو أي تنظيمات إرهابية أخرى).
في شهادته اقسم السجين قاسم مهدي هلال يحمل الرقم 151108 انه رأى المترجم الذي يعرف فقط بأبو حميد يغتصب صبياً قاصراً, وقد شاهدت أبو حميد الذي يرتدي الملابس العسكرية يضع (قضيبه) الكبير في ( دبر) ذلك الصبي الصغير, والطفل يصرخ من الألم وكانت هناك مجندة تلتقط الصور لأبو حميد, ويضيف قاسم مهدي أنه شاهد (شارل غرانر) ومساعداً له غير معروف ربطوا أحد السجناء إلى السرير في منتصف الليل وادخلوا مصباحاً فسفورياً في دبره وهو يصرخ ساعدني يا الله, واقسم السجين قاسم مرة ثانية وأنه نفس المجندة هي التي تلتقط الصور لهذا التعذيب.
سجين أخر هو عبد الوهاب عوقب لأنه اتهم انه يخطط لشن هجوم على الشرطة العسكرية بواسطة فرشة أسنان مكسورة, !!!!! الحراس اخذوا عبد الوهاب إلى غرفة مغلقة وسكبوا عليه الماء البارد ووضعوا رأسه في البراز( البول) وضربوه بعود مكنسة كبيرة, ويقول عبد الوهاب بعد ذلك قاموا بحصر دبري بالمكنسة وبدأوا بالبصاق على.
مهند جمعة السجين رقم 152307 يشهد بأنه في يومه الأول في السجن في العنبر (ألف 1) في الجانب الغربي من قسم الثقيلة حيث يستجوب السجناء, حيث عري وترك عاريا في زنزانته لمدة ستة أيام, وقام السجان كرنر المسئول عن العنبر (ألف 1) بوضع مهند في زنزانة حوالي الساعة الثانية فجراً بعد تقييد يديه وقدميه ثم أخذه إلى الحمام حيث تقوم مجندة باستجوابه وبعد مغادرتها كرنر ورجل أخر ضربوا أوراق التحقيق بوجهه ثم ضربه بكرسي حتى تحطم الكرسي ثم بدأا بخنقه حتى كاد أن يفارق الحياة, واستمروا على ذلك بحدود نصف ساعة حتى تعبوا مني, ثم اخذوا استراحة قصيرة ثم بدأا يركلونني بأقدامهما بكل قوة وبطش حتى فقدت الوعي, وظلوا يضربون مهند حتى شقوا أنفه شقاً.
تورين نلسون هو واحد من 22 من المتعاقدين الخاصين (المرتزقة) الذي كان يعمل كمستجوب في سجن أبو غريب قال للمحققين انه اخبر من خلال احد المترجمين الذين يعملون في أبو غريب: إن احد المستجوبين رمى سجيناً من السيارة وهو مقيد اليدين, ثم قام المستجوب بالصراخ عليه لوقوعه على الأرض!!! وقام بصفع ودحرجة السجين على الأرض وركله, وقد أضاف نلسون إنني اصدق القصة بحكم ما سمعت وشاهدت.
شهادة وقسم امجد إسماعيل وليد الذي يحمل الرقم 151365 وهو مصور فوتوغرافي. يحكي عن واحد من الأيام التي قضاها في الثقيلة وقد اخبر المحققين: إن الحراس أخذوه ووضعوه في غرفة مظلمة وبدأوا يضربونني على الرأس والمعدة والقدمين, وفي أحد أيام نوفمبر اقتاده خمسة من الجنود ووضعوه في غرفة ووضعوا كيساً في رأسي وبدؤوا بتعذيبي أنا فقط أرى أقدامهم من تحت الكيس, ومن الأشياء التي عملوها معي جعلوني اجلس كالكلب وجعلوني انبح كالكلب وكانوا يضحكون على, واحد الجنود ضرب رأسي بالحائط, واحد العسكريين طلب مني باللغة العربية أن ازحف, ويقسم, انه بدأ يزحف على بطنه والعسكري يبصق على ويضربني على ظهري ورأسي وقدمي وأنا ازحف وبقيت على هذه الحال حتى انتهى واجبهم في الساعة الرابعة صباحاً, ونفس الشيء حصل في الأيام التالية. وبعد تعذيب مستمر فقد وليد وعيه, وقد اجبر وليد على التمدد على الأرض وقام أحد الجنود بالتبول على وهو يضحك على , ويضيف بأنه وضع في غرفة مظلمة وضرب بعود المكنسة الغليظ وأحد العسكريين وضع العصا الغليظة في دبري لمسافة كبيرة. وبدأت اصرخ, وكانت هناك مجندتين عندما كانوا يعذبونني وقامتا بضرب قضيبي بكرة مطاطية صلبه, وعندما كنت مقيدا في الزنزانة جاءت إحدى المجندات وهي شقراء بدأت تلعب بعضوي الذكري وهن يلتقطن الصور وقد شاهدت عدة حالات مماثلة في هذا القسم.
وفي هذه الوثائق السرية فان بعض الصور فعلا تظهر تورط هؤلاء الجنود في التعذيب. ليندي أنغلندالمجندة تقسم بأنها في 8 نوفمبر وفي يوم عيد ميلادها الـ 21 ذهبت الى قسم الثقيلة لتزور عشيقها كرنر وبعد منتصف الليل جلبوا إلى القسم (ألف 1) سبعة من العراقيين اثر شجار في أحد الخيم داخل السجن , بالنسبة لها كانت تلك الليلة هي إجازة من عملها التي تصفه بالممل مع السجناء . ولكن تلك الليلة بالنسبة إلى نوري الياسري السجين رقم 7787 كانت ليلة وكأنها ألف عام.
الياسري وزملاؤه جلبوا إلى قسم الثقيلة وغطيت رؤوسهم بأكياس الرمال الفارغة ليمنعوهم من رؤية ومعرفة أين هم وقيدت أيديهم خلف ظهورهم.الحراس دفعوا السجناء باتجاه الحائط حتى تساقطوا على الأرض على شكل كومة تسميها هذه المجنده (كومة الكلاب), ثم قام عدد من أفراد الشرطة العسكرية بتدويرهم أكثر وأكثر ثم السير والجلوس فوقهم وكان عدد منهم يتأوهون من الألم. ويشهد (جيرمي سيفتس بان ليندي أنغلند والعريف جافال دافيس كانوا يدوسون على أصابع أيدي وأرجل السجناء بكل قوة وهم يعرفون ان هؤلاء يصرخون من الألم.
ثم قاموا بسحب السجناء واحدا بعد الأخر وفكوا وثاقهم. كرانر الذي تعلم بعض العبارات باللغة العربية أمر السجناء بالتعري, وثم بدء بمسك رأس السجين ويعصره تحت ذراع ثم بدأ بالضرب على جبهة الرأس ثم يخر السجين على الأرض, ونزع احدهم الغطاء عن رأسه ليرى إذا كان السجين قد فارق الحياة أم لا ويقول سيفتس اعتقد إن السجين كان فاقداً للوعي لان عيناه كانت مغمضتان وهو لم يتحرك ولكن كان هناك نوعاً من الشيق والزفير إذن قلت انه لا يزال على قيد الحياة.
وتقول أنغلند إن العريف إيفان فريدريك ذو الستة أقدام من الطول عمل إشارةX وقال للسجين المغطى رأسه انظر إلى هذه وضربه بوكس على صدره وخر السجين ساقطا على ركبتيه شاهقا, ثم يقول فردريك لزملائه آه يمكن انه عنده جلطة بالقلب!!! وتقول أنغلند لا يوجد سبب يدعو فريدرك لضرب هذا السجين فقط لإيذائه.
وفي النهاية جمع هؤلاء السجناء السبعة وهم عراة مغطي الرؤوس ثم جلب العسكريون كاميراتهم وبدأوا يلتقطون الصور وكانوا قد التقطوا صوراً قبل ذلك لهؤلاء هذا المساء. ثم جعلوهم يزحفون على الأرض والسجانون يسوقونهم ويضربونهم على ظهورهم, واجبر اثنان منهم على ممارسة الجنس من الفم. والآخرون اجبروا على ممارسة العادة السرية, وإثناء كل ذلك كانت إنغلند تشير إلى أعضائهم التناسلية وأثناء كل ذلك كان الأمريكان يضحكون ويتبادلون النكت ويلتقطون الصور.
سأل أحد المحققين أحد السجناء السبعة كيف كنت تشعر في تلك الليلة: يقول السجين حسين على الزيدي الذي يحمل الرقم 19446 لقد حاولت قتل نفسي ولكنني لم أجد أي طريقه لفعل ذلك.
وتشير الوثائق السرية إلى إن الحياة في السجن كانت رعباً حقيقياً للطرفين حيث إن القصف استمر بصورة متقطعة بين تموز وأيلول وقد قتل ستة سجناء وجرح 71 ومقتل جنديين. وقد طلب الكابتن قائد الفصيل 229 من الشرطة العسكرية حماية مدرعة للسجن ولكن طلبه رفض وقال كيف لي أن أحافظ على جنودي في هذا المكان المرعب.
السجن فاق طاقته الاستيعابية حيث وضع أكثر من 7 آلاف سجين هناك وفي كل وحدة وضع 4 آلاف سجين. ووضع السجناء في خيم من المشمع التي تكون كالتنور في الصيف وباردة أيام الشتاء, وان قسم من هذه الخيم قد غطيت بالطين وقسم منها فاضت بمياه الأمطار,
وقد كشفت رسالة الكترونية بعث بها دايفيد دينينا إلى رؤوسائه: يقول إن الطعام الذي يزودون به غير صالح للاستهلاك وان الطعام لا يمكن حفظه لأنه يحتوى على الحشرات, ويقول اليوم لم نتمكن من إطعام أكثر من 500 سجين لان الطعام ملوث بالحشرات والأوساخ. وفي رسالة أخرى وصفت بالمستعجلة يقول: إن السجناء كلهم يتقيئون من الأكل,.
في واحد من أسوأ الاضطرابات في السجن حدثت في 24 نوفمبر كانت مجموعة من السجناء يهتفون يسقط بوش يسقط بوش.,,,الخ ثم امتد الشغب إلى بقية الأقسام وقام السجناء برمي الحجارة والأشياء المحطمة على الجنود. وقد أصيب عدد من الجنود ثم أمر الجنود بإطلاق الرصاص الحي وقتلوا 3 من السجناء وجرحوا 9 منهم.
وبعد تقارير كثيرة رفعت إلى الجهات العليا وبعد افتضاح كل تلك الأعمال قال رامسفلد: سيداتي وسادتي لقد غيرنا ذلك كله وعينا قائدا جديدا للسجون في العراق,,,,!!! لماذا لم يعاقب القائد السابق؟؟
***
الملحق الرقم (33)
أمريكيون غير مؤهلين مارسوا عمليات بتر أعضاء معتقلين في سجن أبو غريب
واشنطن- ا.ف.ب: العام 2004م؟
ذكرت مجلة التايم الأمريكية ان عسكريين أمريكيين غير مؤهلين مارسوا عمليات جراحية لبتر أعضاء وأعادوا استخدام أنابيب تنفسية من مرضى سابقين لمعالجة معتقلين في سجن أبو غريب بعد سقوط بغداد وقال كيلي بارسون انه رغم ان هذا السجن كان يكتظ بحوالي سبعة آلاف معتقل, بعضهم يعاني من أمراض عقلية, إلا انه لم يكن يوجد فيه أي طبيب أمريكي مقيم لأشهر طويلة عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق في آذار من ذلك العام.
وجاء في تقرير الصحيفة لقد تم استخدام قمصان الأكتاف والرسن مثل ذلك التي استخدمته الجندية ليندي انغلاند لجر احد المعتقلين, في سجن أبو غريب لضبط المعتقلين الذين يعانون من اختلال عقلي وكان ذلك يتم أحيانا بموافقة طبيب. وكانت انغلاند اتهمت بأساة معاملة معتقلين عراقيين في ابو غريب.وظهرت في صورة وهي تقتاد معتقلا عاريا برسن أوثق في عنق.
ونقلت المجلة عن تقرير لنقابة الحريات المدنية الأمريكية أن أحد العاملين الطبيين في سجن أبو غريب تحدث عن فحص ما بين 800 و 900 معتقل يوميا لدى إدخالهم السجن. وإذا ما عمل لمدة 12 ساعة فان ذلك يعني أن الفحص كان يستغرق اقل من دقيقة.
وكان بارسون عمل مساعدا طبيا في سجن ابو غريب في اواخر 2003 و.2004واصيب بجروح خطيرة في هجوم بقذائف الهاون شنه مقاومون على السجن. وقال بارسون للمجلة انه في بعض الأحيان كان هو وأحد زملائه من غير الأطباء يقومون بعمليات بتر وغيرها من العمليات لمعتقلين بينما كان يجب ان يقوم أطباء جراحون بتلك العمليات.
وأضاف لقد قمت ببتر كاحل وساق لم يكن هناك أي خبير يمكنه القيام بذلك وكان الأمر خيارا بين موت المعتقل أو القيام بعملية البتر. وتابع وعندما كان احد المعتقلين يموت, كنا نأخذ أنبوب التنفس منه ونضعه لمريض آخر حي. وقال بارسون ان السجن كان يعاني من نقص في الأدوات الطبية وأنابيب التنفس والإمدادات الخاصة بالعظام بما في ذلك الجبائر التي تستخدم لعلاج الكسور التي كانت تتسبب بها شظايا القذائف والمتفجرات القوية.
وقدر ضابط آخر هو اختصاصي في علم النفس ان خمسة بالمئة من المعتقلين كانوا يعانون من أمراض عقلية إلا انه لم يكن يوجد طبيب في السجن لمعالجتهم.
وقال الطبيب ديفيد اوتش قائد كتيبة الاحتياط التي كانت تدعم العمليات الطبية في سجن أبو غريب عام ,2003 ان العمال الطبيين استخدموا ذات مرة خوذة لحماية رأس احد المعتقلين لأنه كان يضرب رأسه في الجدار باستمرار.
وأضاف ان قفازات وقيودا بلاستيكية مصنعة يدويا كانت تستخدم لضبط مريض مختل كما تم استخدام رسن جلدي للسيطرة عليه.
وأكد انه لم يجر استشارته أو استشارة أي من الموظفين الطبيين تحت إمرته بشان العراقي الذي أطلق عليه لاحقا لقب رجل الثلج عندما تم جلبه أول مرة إلى السجن لتقوم الاستخبارات العسكرية الأمريكية بالتحقيق معه. وقد توفي المعتقل في وقت لاحق خلال جلسة تحقيق معه في منتصف الليل, وقرر الجيش ان وفاته كانت نتيجة عملية قتل.
وطبقا لإفادات تم الحصول عليها خلال تحقيق أجراه الجيش, فقد أمر عسكريون بوضع جثة العراقي فوق الثلج ثم وضع في ذراع القتيل أنبوب تغذية في محاولة لجعله يبدو حيا.
وقال اوتش للمجلة انه لم يتم التحقيق معه في قضية قتل ذلك العراقي. إلا انه أكد للمجلة ان احد ضباط الاستخبارات العسكرية أمره بالمشاركة في الخدعة وعدم مناقشة المسالة إطلاقاً.
ورفض البنتاغون التعليق على المسالة وواصل تحقيقاته في مقتل العراقي.
وقال الجيش الأمريكي انه قام خلال العام الماضي بإنشاء مستشفى ب52 سريرا في السجن ويعمل فيه 200 من المختصين الطبيين المدربين.
***
الملحق الرقم (34)
حقائق خطيرة يفجرها فيسك عن فضحية تعذيب الأسرى العراقيين
‏08‏/05‏/2004 مفكرة الإسلام: لمح الكاتب البريطاني الكبير روبرت فيسك في صحيفة الإندبندنت في عددها الصادر أمس إلى أن صهاينة كانوا وراء تعذيب المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب. وأضاف في مقال بعنوان حرب لا أخلاقية وغير قانونية فضحتها صور كشفت عنصريتنا: إن أمثلة ما حدث في السجن العراقي موجودة في تاريخ الشرق الأوسط في مذبحة دير ياسين ومذبحة صبرا وشاتيلا اللتين ارتكبتهما إسرائيل. وتساءل: من الذي لقن المجندة الأمريكية لينداي إنجلاند وصديقها والساديين الأمريكيين الآخرين في أبو غريب ما فعلوه؟
وأضاف, فيما نقلته صحيفة الوفد المصرية: إن جانيس كاربينكسي قائدة السجون الأمريكية في العراق التي أطاحت بها الفضيحة كانت تعرف فقط أن هناك غرباء يستجوبون معتقلين في غرف تعذيب لم يسمح لها بدخولها. وقال: إنه كان معروفًا أن هناك محققين غامضين غير معروف عددهم وأسماء لا يستطيع أحد الوصول إلى حقيقتها ومنهم من يحمل أكثر من جواز سفر.
وتساءل: لماذا جيء بهؤلاء إلى سجن أبو غريب؟ من أتى بهم؟ كم تقاضوا؟ من دربهم؟ من علمهم أنه شيء جيد أن يجعلوا البنت تشير كأنها تصوب بندقية إلى أعضاء تناسلية لعربي يجبرونه على الاستمناء؟ ومن قال لهم: إن إجبار الرجل العراقي على ارتداء ملابس داخلية ترتديها النساء هو الإذلال بعينه له؟ وأشار فيسك إلى أن عشيق المجندة الأمريكية إنجلاند كان يعلق في حديقة منزله صورًا من كتاب الحوسية الذي يعد جزءًا من التوراة اليهودية,,.
***
الملحق الرقم (35)
فضيحة تعذيب جديدة في معسكرات الاعتقال في العراق
ميدل ايست اونلاين: واشنطن: الربع الأخير من العام 2004م - كشفت وثائق لسلاح البر الأميركي عن وجود تجاوزات جديدة مفترضة بحق سجناء في العراق وأفغانستان خصوصا تعرضهم التعذيب ولكن التحقيقات بشأنها لم تنته بعد. وهذه الوثائق هي الأخيرة في سلسلة تم الحصول عليها بعد صدور قرار من القضاء تقدمت به منظمة أميركية للدفاع عن الحريات الفردية.
والحالة الأكثر خطورة هي حالة عراقي اعتقل في تكريت (شمال) وأكد ان أميركيين بالزي المدني رفسوه على كتفيه ومشوا على وجهه وضربوه على رجليه بقطعة حديد ووضعوا مسدسا فارغا في فمه ووضعوا الإصبع على الزناد وحاول خنقه بحبل خلال عدة أيام من الاستجواب الذي أخضعوه له. وقال هذا العراقي الذي اعتقل في الثامن من أيلول/سبتمبر 2003 خلال عملية مداهمة قام بها الجيش، انه اجبر في تشرين الثاني/نوفمبر على توقيع إعلان يتراجع فيه عن شكوى تقدم بها حول سوء المعاملة التي تعرض لها. وأوضح للمحققين في آب/أغسطس 2004 انه وقع هذه الورقة بعد ان تلقى تهديدا بأنه لن يطلق سراحه إذا لم يوقع عليها. وأظهرت فحوصات طبية أجريت له وجود جروح في رجله اليسرى. ولكن عناصر الوحدة التي اعتقلت العراقي الذي كانت تشتبه بأنه يمول التمرد، نفوا ان يكونوا قد أساءوا معاملته. ولم ينجح التحقيق في إثبات أو نفي أعمال العنف وسوء المعاملة وجاءت نتائجه مع ذلك لصالح العسكريين الأميركيين على أساس ان أقوال هذا العراقي غير مترابطة وان الملف الطبي لم يثبت أقواله.
وبالمقابل، اتهم جنديان بممارسة التعذيب بالقرب من الموصل (شمال العراق) نهاية العام 2003 بعد ان التقطت صور لهم تظهرهم وهم يعذبون ويضربون ويرفسون عراقيا كانوا اعتقلوه على حاجز عسكري بتهمة اغتصاب امرأة عراقية.
***
الملحق الرقم (36)
الصليب الأحمر: ما خفي كان اعظم في سجن أبو غريب
‏06‏/05‏/2004 ميدل ايست اونلاين: باريس - أكدت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان الصور التي تظهر الممارسات العنيفة ضد المعتقلين العراقيين مثيرة للصدمة والذهول، إلا ان التقارير التي بحوزة اللجنة الدولية للصليب الأحمر تظهر أمورا اسوأ. ونقلت صحيفة لو موند عن انطونيلا نوتاري قولها ما من شك بان الصور مثيرة للصدمة والذهول، لكن تقاريرنا أسوأ. وأضافت لسنا بحاجة إلى الصور لمعرفة ماذا يجري داخل سجن أبو غريب في بغداد، إلا انها لم تكشف مضمون هذه التقارير. وقد سجلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المكلفة تطبيق اتفاقيات جنيف حول أسرى الحرب، اكثر من 11 ألف معتقل عراقي في العراق، وقد تم الإفراج عن البعض منهم.
وأضافت نوتاري ان التجاوزات التي حصلت في ابو غريب كنا على معرفة بها، وقلنا للأميركيين ان ما يحصل في السجن غير مقبول. وأضافت لسنا بسطاء، ان مندوبينا يتمتعون بخبرة عالية للغاية ويتحدثون إلى الكثير من الأشخاص داخل السجن. ننتهي دائما إلى معرفة الحقيقة في كافة سجون العالم، والحقيقة في سجن أبو غريب مثيرة للصدمة والذهول. ووصف الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم الأربعاء هذه الممارسات التي قام بها الجنود الأميركيون ضد المعتقلين العراقيين والتي أثارت موجة من الاستنكار في العالم اجمع، بأنها مقيتة.
***
الملحق الرقم (37)
تعرض أكثر من 100 طفل للاغتصاب في العراق
‏14‏/06‏/2004 غزة-دنيا الوطن: نقلاً عن شبكة البصرة:
تتصاعد قضية الأطفال المشردين في العراق، يوما بعد آخر، مع تدهور الوضع الأمني والاقتصادي، مما يعرض هؤلاء الأطفال إلى مخاطر كبيرة، سواء باضطرارهم للعمل في مهن صعبة، أو باستغلالهم من بعض العصابات في عمليات الاحتيال والسلب، وقيام بعضها الآخر باغتصاب أولئك الأطفال، وتحويلهم إلى رقيق أبيض، بحسب تقارير عراقية صادرة عن جمعية رعاية الطفل العراقي. هذا ما نشرته القدس العربي يوم 12/6/2004 وتؤكد مصادر عراقية من وزارة الداخلية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن آلاف الأطفال قد أصبحوا مشردين في شوارع المدن العراقية منذ بداية الاحتلال الأمريكي وحتى الآن. فيما كانت جمعية حماية حقوق الطفل قد اتهمت الوزارات المعنية بالتقصير في إيجاد حلول سريعة للأطفال المشردين.
وقال مصدر من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية، في وقت سابق، إن وزارة الداخلية متهمة بالتقصير في مجال جمع المشردين وتسليمهم إلى الوزارة لإيوائهم. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن على وزارة الداخلية أن تبدي تعاونا في جمع المشردين وتسليمهم إلى وزارة العمل، بدلا من إلقاء التهم على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والادعاء بأنها مقصرة في إيواء المشردين، رغم أن عملية العثور عليهم تقع ضمن مسؤولية الداخلية.
وأكد المصدر أن وزارته لم ترفض تسلم أي من المشردين، مهما كان عددهم، وأن عملية إيوائهم مستمرة، وأن الوزارة افتتحت مراكز جديدة لإيوائهم، حيث افتتح مؤخرا بيت الطفل لإيواء الفتيات في الأعظمية في الخامس والعشرين من شهر شباط (فبراير) الماضي، فيما كانت مصادر من وزارة الداخلية قالت إن وزارة العمل قصرت في إيواء الأطفال المشردين، الذين باتوا يتعرضون لشتى المخاطر في الشارع، ومنها جرائم القتل والاغتصاب، فضلا عن انخراط بعضهم في مجال الإجرام.
وقالت جمعية رعاية الطفل إنها اتصلت بمسؤولي وزارة الداخلية عدة مرات لتلافي هذه الأخطار، التي تعرض لها الأطفال المشردون، ومنها عملهم في بيع الحبوب المخدرة، أو تعاطيها من قبلهم، كما اتصلت بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مشيرة إلى أن تجاوب الوزارتين لم يكن بالمستوي المرضي، للحد من الجرائم، التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال. ومع تبديل وزيري الداخلية والعمل في إطار تشكيل الحكومة الجديدة، فإن المنظمات والجمعيات المعنية تأمل في إيجاد حلول لهذه القضية، بعد أن بات مئات الأطفال مهددين بفعل التشرد، وعدم إيوائهم في مراكز تعني بتربيتهم، خاصة وأن كثيرا من هؤلاء من ضحايا الحرب الأخيرة، التي شنتها القوات الأمريكية ضد العراق، أو ممن ضاقت بهم سبل العيش، بسبب الأوضاع المتردية لعائلاتهم.
وكانت صحف عراقية أثارت لأكثر من مرة قضية الأطفال المشردين، ونبهت لمخاطر استمرارهم في العيش في أماكن لا تليق بهم، مما يجعلهم عرضة لاستخدامات غير مشروعة، خاصة وأن كثيرا منهم قد أدمن على تعاطي المخدرات أو الكحول، أو العمل في المجال الإجرامي، من خلال السرقة، أو المشاركة في التسول، أو عمليات النصب والاحتيال، حيث ازداد عددهم في الآونة الأخيرة في الشوارع العراقية، وقرب فنادق الدرجة الأولي، في العاصمة العراقية بغداد.
***
الملحق الرقم (38)
القائد الأمريكي لسجن أبو غريب يعترف بانتهاكات ضد الأطفال العراقيين
أيار/ مايو 2004م: نقابة الحريات المدنية الأميركية: واشنطن: قالت القائد العسكري الأمريكي السابق لسجن أبو غريب العراقي خلال الفترة من يوليو إلى نوفمبر عام 2003، العميد جانيس كاربينسكى: إن من بين معتقلي الجيش الأمريكي (الاحتلال) من الأحداث في المنشأة صبى لم يتجاوز الحادي عشر من العمر. ولم تشر العميد جانيس كاربينسكى في نص مقابلة لها مع اللواء جورج فاي نشرتها نقابة الحريات المدنية الأمريكية إلى المصير الذي آل إليه الطفل العراقي أو ملابسات اعتقاله. ويشار إلى أن النص الذي يعود تاريخه إلى مايو عام 2004 ، واحد ضمن المئات من المستندات المتعلقة بالانتهاكات التي ارتكبها جنود الاحتلال الأمريكي بالعراق والتي تم نشرها تحت بند حرية المعلومات. وزعمت كاربينسكي، إنها دأبت على زيارة أصغر المعتقلين صبى كان يبدو وكأنه في الثامنة من العمر على حد قولها. وأضافت: قال لي أنه على وشك بلوغ الثانية عشر من العمر وأنه معتقل مع شقيق له، إلا أنه يريد أن يرى أمه.. طالبني بالاتصال بوالدته قبيل أن يجهش في البكاء. وكان المسؤولون العسكريون الأمريكيون قد اعترفوا في السابق باعتقال بعض الأطفال في أبو غريب، إلا أن نص كاربينسكي يعد أول دليل مكتوب على اعتقال قوات الاحتلال الأمريكية لطفل دون الحادي عشر من العمر في السجن. وبالرغم من نفي المسؤولين العسكريين تعرض المساجين القصر لانتهاكات في أبو غريب، إلا أن الجنود المتهمين بارتكاب تجاوزات مهينة بحق السجناء والتقطت الكاميرات جانباً منها ، اتهم بعضهم باغتصاب سجين في الرابعة عشر من العمر. وسلطت المستندات التي كشف عنها مؤخراً الضوء على الأطفال الذين اعتقلهم جيش الاحتلال الأمريكي في العراق، وذلك بدعوى أن زنازين أبو غريب التي تخضع لحراسة مشددة أفضل وآمن من مراكز الاعتقال السابقة في العاصمة بغداد. وكان الجيش الأمريكي قد بدأ في احتجاز الأطفال والنساء في أبو غريب في صيف عام 2003 . وأشارت القائد السابق لسجن أبو غريب إلى مشاهدتها لأوامر مكتوبة لكيفية التعامل مع سجين اعتقلته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دون سجلات. وأشارت بعض المستندات كذلك إلى اتفاقية بين عناصر الاستخبارات العسكرية ووكالة الاستخبارات حول كيفية التعامل مع السجناء الذين لم يبلّغ عنهم. وكان البنتاجون قد اعترف باحتجاز حوالي مائة معتقل شبح - تخفى بياناتهم من السجلات الرسمية وتحفظ بعيداً عن الهيئات الحقوقية والإنسانية. ونقلت كاربينسكي، وهي واحد من قلة من المسؤولين العسكريين الذين طالهم الانتقاد بشأن تجاوزات أبو غريب، عن العديد من كبار المسؤولين العسكريين تصريحاتهم القاسية بشأن المعتقلين في العراق. وأشارت إلى تصريح للرجل الثاني في الجيش الأمريكي بالعراق، اللواء وولتر ودجاكوسكي، الذي طالبها بعدم الإفراج عن المزيد من السجناء حتى لو كانوا أبرياء. ومضى قائلاً لها ليس شأني إذا احتجز 15 ألف مدني بريء.. نحن نكسب الحرب.
***
الملحق الرقم (39)
منظمة دولية تدعو للإفراج عن أطفال معتقلين في سجون الاحتلال بالعراق
‏07‏/07‏/2004 مفكرة الإسلام : دعت المنظمة الدولية للعمل الإنساني «أنقذوا الأطفال» الحكومة الدانمركية إلى التوسط بشكل فوري لدى قوات الاحتلال في العراق من أجل الإفراج عن أطفال معتقلين في السجون العراقية. وأكد نيلز هيوردال رئيس فرع المنظمة في الدانمرك [ريد بارنيت] تعرض بعض هؤلاء الأطفال لسوء المعاملة كما أن حقوقهم الأساسية قد تم انتهاكها. ويأتي نداء المنظمة بعد عرض محطة تلفزيون ألمانية الاثنين فيلما وثائقيا تحدث عن أكثر من مائة طفل معتقل في العراق.
وأوضح هيوردال –بحسب ما نقلته الجزيرة- أن منظمته سمعت شائعات عن هذا الموضوع منذ مايو الماضي أورد بعضها موظفون يعملون في فرعها في البصرة جنوبي العراق لكن من دون أدلة. وقال إن التحقيق المصور الذي بثته المحطة الألمانية أكد صحة شكوكنا.
ودعت المنظمة وزير الدفاع الدانمركي سورين غاد إلى التدخل لدى قوات الاحتلال من أجل إعداد تقرير بشأن وضع الأطفال في سجون العراق. وكانت المنظمة طلبت من وزير الدفاع يوم 18 مايو المنصرم للمرة الأولى التحقق من شائعات بشأن أطفال معتقلين في العراق. غير أن الوزير رد بالقول إن وزارته ليس لديها علم عن أطفال معتقلين في المنطقة الخاضعة لإشراف القوات الدانمركية في البصرة، فيما اعتبرت المنظمة هذا الرد رفضا لاتخاذ موقف من مسؤولية القوات الأخرى في التحالف.
يشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة [يونيسيف] عبرت عن قلقها في مايو الماضي من معلومات تتحدث عن احتمال تعرض أطفال لسوء المعاملة في سجون قوات الاحتلال في العراق،،،
***
الملحق الرقم (40)
عراقي لدنيا الوطن: جندي أمريكي انتهك رجولتي
17/ 1/ 2005م: دمشق- خاص بدنيا الوطن:
خلال مروره من دمشق إلى بيروت بهدف العلاج، التقت دنيا الوطن مواطنا عراقيا كان معتقلا لدى قوات الاحتلال الأمريكي، وتحدث المواطن ف.الدليمي عن معاناته قائلا:
كنت متوجها إلى بغداد بعد سقوطها بعشرين يوما، وقد قصدت بغداد للاطمئنان على شقيقتي التي تقيم هناك. وقبل دخول المدينة ترجلت من السيارة وتابعت المسير على قدمي لمسافة ثلاثمائة متر وذلك بسبب التواجد العسكري المكثف. وفوجئت بدورية أمريكية تستوقفني وتعتقلني دون استجواب أو معرفة من أكون وماذا أفعل. وبعد أسبوع من اعتقالي بدأ التحقيق معي وتوجيه تهمة المساعدة على نشاطات إرهابية والانتماء لحزب البعث، وقد أنكرت جميع التهم لأنها غير واقعية ولم أرتكب أيا منها.
لم تفلح محاولاتي وبقيت معتقلا لمدة تزيد عن العام، إلا أن ما حدث معي خلال العام يصعب وصفه أو تصديقه، فكثير من المعتقلين المفرج عنهم يرفضون الاعتراف بما لاقوه على أيدي الأمريكيين، وذلك حفاظا على كرامتهم وكرامة أسرهم. وأصدقكم القول أنني ضحكت عندما شاهدت صور انتهاكات سجن أبي غريب لأن ما حدث أصعب وأخطر من تجريد المعتقلين من ملابسهم، لقد انتهكت رجولتي على يد جندي أمريكي لا يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره وأنا في الخمسين من عمري. انه أمر مخزي ومؤلم أن يأمل العراقيون بخير يأتيهم عبر الاحتلال الأمريكي. لقد تلقيت إهانة كبيرة ولم تثبت أية تهمة ضدي لكن أحدا لم يعتذر عما وقع لي رغم أن الاعتذار لا يصلح ما جرى. لقد أصبت بأزمة قلبية وتم إطلاق سراحي على أثرها، وها أنا أجوب الدول العربية بقصد العلاج وخاصة بعد أن لحقت بي أضرار من الاعتداء الذي مارسه الجنود بحقي.
***
الملحق الرقم (41)
مجندات أمريكيات اجبرن معتقلين عراقيين متدينين على ممارسة الجنس معهن
غزة-دنيا الوطن: تحدثت وسائل الإعلام عن الانتهاكات والفظاعات التي تجري في السجون الأمريكية للمعتقلين العراقيين والعرب، إلا ان اكثر من يطلع على التفاصيل الحقيقية لما يجري هناك هم المترجمون العراقيون العاملون مع القوات الأمريكية في المعسكرات أو السجون في العراق.
وفي حديث صريح مع المترجم العراقي الذي فضل عدم ذكر اسمه وطلب الإشارة أليه بأبو أحمد، وهو يعمل مع القوات الأمريكية منذ أكثر من عام وتنقل معهم في المعسكرات والسجون، حيث استعرض الكثير من الحقائق عن أساليب الاعتقال والمداهمة والتعامل مع المعتقلين الذين يتم اعتقالهم من قبل القوات الأمريكية.
ومنذ اللحظات الأولى لاعتقال المشتبه بهم تبدأ الانتهاكات، فمداهمة البيوت تبدأ في أوقات متأخرة من الليل عندما يكون الناس نياما حيث يتفاجأوا بأصوات تحطيم الأبواب بالمتفجرات أو إطلاق النار وصراخ الجنود الأمريكان مما يجعل العوائل تنهض من النوم مذعورة ليجدوا الجنود يحيطون بهم ويوجهون بنادقهم إليهم ويصرخون في وجوههم بكلام لا يفهمونه. ويقوم الجنود بتقييد الرجال ومدهم على الأرض وتعمد إهانتهم والاعتداء عليهم بالضرب أمام زوجاتهم وأولادهم، كما يقوموا بإخراج كافة أفراد العائلة من البيت للقيام بالتفتيش وأخذ ما يعثرون عليه من أوراق وأسلحة وأحيانا بعض النقود والذهب دون ان يستطيع أحد الاعتراض على ما يفعلون. وبعدها يتم اصطحاب الرجال معهم إلى المعتقل بعد تغطية رؤوسهم بالأكياس ذات الرائحة الكريهة وسط صراخ النساء والأطفال.
ويضيف المترجم ان الجنود الأمريكان تعودوا على استقبال المعتقلين بالإهانات حتى قبل ان يعرفوا سبب جلبهم إلى المعتقل وينظرون إليهم جميعا على انهم أعداء ومجرمون وإرهابيون لمجرد جلبهم إلى السجن، وحتى الجنود الذين ليس لهم علاقة بالتحقيق كانوا يعمدون إلى إهانة المعتقلين لمجرد الانتقام لمقتل زميل لهم على يد المقاومة أو لمجرد كونهم لم يعودوا إلى بلدهم كما وعدهم قادتهم. ويذكر أبو احمد إن اللجوء إلى أساليب الإهانة وسوء المعاملة والتعذيب النفسي والجسدي هو سياق عام يجري في كل المعتقلات الخاضعة لسيطرة قوات التحالف حسبما سمع من بقية زملائه المترجمين في باقي السجون باعتبار أن هذه المسائل تعتبر طرق فعالة لتحطيم معنويات ونفسية المعتقل قبل البدء في التحقيق معه لانتزاع المعلومات التي تتركز غالبا في معرفة عناصر المقاومة ونشاطاتها وأهدافها.
وعن الأساليب التي تتبعها قوات الاحتلال مع المعتقلين داخل السجن يشير إلى بعضها مثل نزع الملابس كليا عنهم وربطهم إلى الأبواب، منعهم من النوم من خلال الإزعاج بالموسيقي المرتفعة والصراخ والاستجواب المتكرر، سكب الماء البارد عليهم وإيقافهم أمام مكيفات الهواء في الشتاء وإيقافهم تحت حرارة الشمس اللاهبة لساعات طويلة في الصيف بدون ماء أو طعام، الدوس بالأحذية على الرأس والجسم. توجيه الضربات باليد والعصي إلى كافة أنحاء الجسم، الصعق بالتيار الكهربائي، كما يتم إغراق غرف المعتقل بالماء ويتم إجبار المعتقلين على الاستلقاء عراة على تلك الأرض لوقت طويل، إضافة إلى استخدام الكلاب والصراخ لتخويف المعتقلين وغيرها من الوسائل.
أما عن الاعتداءات الجنسية فيؤكد أن الأمريكان يعلمون جيدا أهمية السمعة والشرف لدي العراقيين لذا يتعمدون الإساءة إليهم من خلال هذه النقطة بهدف إضعاف مقاومتهم وإجبارهم على الاعتراف بما لديهم من معلومات، وقد سمع من عدة جنود أمريكان ومعتقلين عراقيين عن حالات يتم فيهم إجبار المعتقلين بعد تعريضهم للتعذيب على ممارسة الجنس فيما بينهم، وعن مجندات أمريكيات اجبرن معتقلين عراقيين على ممارسة الجنس معهن وهم مقيدون وخصوصا المتدينين منهم، كما يقومون بتعرية المعتقلين من شيوخ العشائر ورجال الدين وكبار السن من ملابسهم ويجبروهم على ارتداء ملابس نسائية ويسخرون منهم أمام بقية المعتقلين. وتحدث له معتقل بأن مجندة أمريكية أجبرته على التعري وهو مغطي الرأس ثم سحبته إلى قاعة ثم رفعت الكيس عنه فإذا به وسط قاعة للسجينات العراقيات اللواتي أخذن يصرخن وينظرن إلى الحائط من الحياء بينما كانت المجندة وزملاؤها يضحكون عليهم.
وتطرق أبو احمد أيضا إلى أماكن الحجز داخل السجون فبين وجود عدة أنواع من الأقفاص الحديدية الشبيهة بأقفاص الحيوانات يتم وضع بعض المعتقلين فيها ونوع آخر من الأقفاص يسمي التابوت يجبر فيه المعتقل على البقاء واقفا لأيام دون نوم أو جلوس أو راحة. كما أكد أن بعض المعتقلين يتم حجزهم في صناديق القمامة لساعات أو أيام. وأكد أبو احمد انه فكر مرارا بترك عمله مع القوات الأمريكية بسبب الانتهاكات الفظيعة التي رآها أو سمع بها التي يقوم بها الجنود الأمريكان ضد المعتقلين الذين غالبا ما يكونون أبرياء ولا توجد تهم واضحة لهم، إلا إنه وكما يقول فضل البقاء لتقديم المساعدة الممكنة للمعتقلين والتخفيف عنهم من الجحيم الذي يعيشون فيه من خلال نقل أخبارهم إلى أهاليهم وخاصة أولئك الذين يرفض الأمريكان السماح لأهلهم بزيارتهم كنوع من الضغوط عليهم.
وهكذا جاءت شهادة هذا المترجم لتكشف بعض معاناة المعتقلين العراقيين على يد المحررين الأمريكان الذين قالوا انهم جاءوا إلى العراق لإنقاذ شعبه من ظلم النظام الدكتاتوري السابق فإذا بهم يتفوقون عليه في انتهاك حقوق الشعب العراقي وزيادة معاناته.
***
الملحق الرقم (42)
تقرير أوروبي: اغتصاب النساء وهتك عرض الرجال في معسكر (كروبر)
الوطن السعودية : 5/ 5/ 2004: بروكسل: فكرية أحمد : كشف تقرير مشترك لأجهزة استخبارات أوروبية أن عمليات التعذيب التي تسربت صورها من سجن أبو غريب تحدث مثلها وأبشع منها في سجون ومعسكرات اعتقال أخرى وعلى رأسها معسكر (كروبر) للسجناء العراقيين بالقرب من مطار بغداد، حيث يتم احتجاز الأسرى والمعتقلين العراقيين ذوى الأهمية، الذين تعتقد أمريكا بوجود معلومات عسكرية وسياسية هامة ومعلومات تمس عمليات المقاومة المشتعلة الآن بين أيديهم.
وأكد التقرير أن الحكومة الأمريكية على دراية تامة بحدوث عمليات تعذيب منظمة ومنهجية، وذلك على الرغم من محاولتها دفع الرأي العام لعدم تصديق ذلك. وكشف عن وجود تقرير حكومي أمريكي صدر من فرع قوات المشاة في وزارة الدفاع الأمريكية يفيد بحدوث عمليات تعذيب بشعة في الفترة ما بين أكتوبر وديسمبر 2003، وما تعرض له بعض الضباط والشهود من ضغوط لعدم تسريب أنباء التعذيب.
وأوضح أن التقرير الحكومي الأمريكي وردت فيه حدوث عمليات اغتصاب منظمة للنساء وهتك أعراض الرجال، واستخدام الكهرباء وإطلاق الكلاب على المعتقلين المصابين، وأن هذه العمليات بلغت حد إجبار المساجين على عدم النوم لأيام متواصلة لإرهاقهم ذهنيا وتنفيذ عمليات غسيل مخ لهم،عبر استمرار الضرب المتقطع، وتشغيل مكبرات صوت بالموسيقى، ووضعهم تحت أضواء كاشفة قوية.
وأوضح التقرير أن الحكومة الأمريكية طلبت من ضابط كبير يعمل مفتشا في جهاز الاستخبارات، القيام بعمل تحقيقات حيادية في ديسمبر الماضي، حول وضع السجناء والمعتقلين في السجون الأمريكية في العراق، وطرق التحقيق معهم، وأساليب معاملتهم من قبل الجنود والسجانين، على أن تشمل هذه التحقيقات سجن أبو غريب، لكن هذا المفتش تعرض لضغوط كبيرة لتمييع التحقيق، وإغفال النتائج والتوصيات التي يتم التوصل إليها.
***
الملحق الرقم (43)
جنود أمريكيون اغتصبوا سجينات عراقيات أمام أزواجهن في أبو غريب
بغداد ـ من ربي كبارة: تعرضت السجينات الأمنيات العراقيات في سجن أبو غريب إلى عمليات اغتصاب وإذلال متنوعة مما دفع ببعض اللواتي أطلق سراحهن إلى الانتحار هروبا من الواقع الأليم، بينما قتل البعض الآخر منهن بيد قريب أو نسيب غسلا للعار وفق منظمات غير حكومية وشهادات.
وتقوم منظمات غير حكومية دولية بتمويل المركز الدولي لرصد الاحتلال الذي انشأ في بغداد عام 2003 ويعمل على جمع المعلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق في ظل الاحتلال.
وقال مساعد قائد عمليات الائتلاف الجنرال مارك كيميت ان قسم السجون في سلطة الائتلاف لا علم له بمعلومات من هذا النوع في سجن أبو غريب . فيما يؤكد كيميت ان عدد السجينات في العراق يبلغ حاليا 78 سجينة في سجون متفرقة ولا يوجد أي واحدة منهن في سجن أبو غريب.
وتفيد مصادر مسؤولة في الصليب الأحمر الدولي عن وجود خمس سجينات في العراق في أيار (مايو) الجاري، بعد ان كانت المنظمة الدولية قد أشارت في تشرين الأول (اكتوبر) عام 2003 إلى ان عدد السجينات بلغ نحو ثلاثين امرأة. وتقول إيمان خماس مديرة المنظمة غير الحكومية «المركز الدولي لرصد الاحتلال» روت لي معتقلة سابقة كيف تعرضت زميلتها في سجن أبو غريب للاغتصاب . وتنقل خماس عن المعتقلة السابقة التي أطلقت عليها الرمز (ب) قولها أعادوا زميلتي إلى الزنزانة مغمي عليها. بقيت فاقدة الوعي لمدة 48 ساعة وروت لي كيف اغتصبها عناصر من الشرطة العراقية 17 مرة في يوم واحد تحت أنظار الجنود الأمريكيين .
من ناحيته يعدد محمد دهام المحمد رئيس اتحاد الأسرى والسجناء شهادات جمعها فريق عمله من سجينات سابقات أو من أقربائهن. علما بان هذا الاتحاد هو منظمة عراقية إنسانية مستقلة تأسست بعد سقوط نظام صدام حسين وتهتم بشؤون الأسرى لدي سلطات الاحتلال وسجناء النظام العراقي السابق. ونقل هذا الاتحاد شهادة سيدة ساعدت شقيقتها على الانتحار بعد ان اغتصبها جنود أمريكيون مرات عدة أمام زوجها في سجن أبو غريب. وكانت السجينة المغتصبة قد اعتقلت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي وأطلق سراحها في أوائل أيار (مايو) الجاري. وتقول هذه السيدة شقيقة الضحية داهمت القوات الأمريكية منزل شقيقتي في بغداد لإلقاء القبض على زوجها وعندما لم تجده اعتقلتها . وتضيف عاد صهري وسلم نفسه للأمريكيين الذين أبقوهما معا قيد الاعتقال .
وينقل المحمد عن السيدة قول شقيقتها اقتادوني إلى زنزانة ورأيت زوجي مقيداً إلى القضبان. شد جندي أمريكي شعري لأرفع رأسي وانظر إليه فيما كان يخلع عني ملابسي . وتقول السيدة أخبرتني كيف اغتصبها جندي أمريكي مرات عدة أمام زوجها الذي كان يردد بصوت بالكاد تسمعه الله اكبر الله اكبر . وتضيف توسلت إليَّ لأساعدها على الانتحار فكيف لها أن تواجه زوجها عندما يفرجون عنه .
من ناحيته يؤكد سجين سابق أطلق سراحه من أبو غريب في 13 أيار (مايو) ان السجينات كن يعبرن أمام خيمة الرجال وكن يتوسلن السجناء من الرجال ان يجدوا طريقة لقتلهن لإنقاذهن من العار . ويقول عامر أبو دريد (30 عاما) كنت اعرف إحداهن وهي في الخامسة والثلاثين من العمر ولها ثلاثة أطفال. مضت أسابيع لم أشاهدها قبل خروجي فتأكدت انهم أطلقوا سراحها . ويضيف عندما سالت عنها اخبروني ان شقيقها قتلها فور الإفراج عنها .
تشدد خماس على صعوبة توثيق الشهادات بسبب رفض السجينات وأقربائهن أي تعاط مع وسائل الإعلام حتى بأسماء مستعارة وتقول تجسد المرأة مفهوم الشرف في مجتمعنا العشائري. وهي تفضل الموت غسلا للعار على ان تلوث سمعة الأسرة والعائلة والعشيرة . وتضيف روت لي أستاذة اقتصاد في جامعة بغداد كيف تم اغتصابها أمام عدد من السجناء العراقيين. همست تفاصيل عن عذاباتها في أذني رغم اننا كنا في الغرفة لوحدنا. في اليوم التالي عادت مع شقيقها وطلبت تمزيق شهادتها .
كما قتلت العائلات ثلاث شابات من منطقة الأنبار السنية (غرب) فور الإفراج عنهن وهن حوامل من سجن أبو غريب. واستقت وكالة فرانس برس هذه الحادثة من ثلاثة مصادر كل على حدة: إيمان خماس ومحمد دهام المحمد إضافة إلى هدى النعيمي الأستاذة في قسم العلوم السياسية في جامعة بغداد والناشطة في مجال حقوق الإنسان. بالمقابل ثمة عائلات تشعر بالضياع في مواجهة هذه الأوضاع المأسوية. وتروي النعيمي التقيت شابا مثقفا اخبرني عن حالة الضياع التي مر بها عندما خرجت شقيقته من السجن حاملاً، وهو واثق من ان شقيقته ضحية لكن ماذا يفعل بالجنين . وتضيف استشار رجل دين نصحه بالا يقتلها ولا اعرف ماذا حل بها فيما بعد. وترى النعيمي ان السجينات يتجنبن البوح بتعرضهن شخصياً للتحرش الجنسي أو الاغتصاب لأسباب تتعلق بقيم المجتمع الشرقي. وتقول: السجانون يستخدمون النساء كموضع للتعذيب وكأداة لتعذيب الرجال.
وتتراوح التهـــم التي أوقفت بسببها (السجينات الأمنيات) بين الانتماء إلى حزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم السابق للعراق) وتمويل المقاومة التي تنفذ حالياً عمليات عسكرية ضد قوات الائتلاف في أماكن متفرقة من العراق.
***
الملحق الرقم (44)
صور من تعذيب المعتقلات العراقيات في سجون الاحتلال
شبكة البصرة: الجزيرة نت 26/3/2004م. فمن عدد يفوق ألفا وثلاثمائة سجينة عراقية توجد مئات النسوة اللائي لا ذنب لهن غير أن أزواجهن أو إخوانهن أو آباءهن يبحث عنهم الاحتلال بأي تهمة.
تشدد السيدة إيمان خماس العاملة بالمركز الدولي لرصد الاحتلال في بغداد على أن تحديد أعداد المعتقلات يبدو صعبا نظرا لرفض القوات الأميركية الحديث بشأن الموضوع أو لخوف أهالي السجينات أو لأسباب أخرى. وتؤكد في حديث للجزيرة نت على وجود 625 سجينة في سجن الرصافة و 750 أخرى في سجن الكاظمية حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي. وتتراوح أعمار السجينات بتهم أمنية -وهن المجهولات عددا ومكانا خلافا لسجينات الحق العام-من الثانية عشرة وحتى الستينات من العمر. وتوضح خماس أن المنظمات الحقوقية تواجه صعوبة بالغة من أجل معرفة ظروف اعتقال هؤلاء النسوة. وليس للمعتقلات السياسيات أو الأمنيات -كما تسمى لدى قوات الاحتلال- الحق في توكيل محام للدفاع عنهن، كما أنه ليس من حق أي أحد مهما كان الدفاع عنهن أو متابعة قضاياهن.
وكما تعتقل النساء بجريرة الغير كذلك يعتقل الرجال حتى يضطر الفار لتسليم نفسه. فهناك آلاف معتقلون للضغط على ذويهم ومثلهم يعتقل لأدنى شبهة أو للتشابه بينهم وبين مطلوبين سواء في الاسم أو السحنة أو المسكن.
وتوضح خماس أن العشوائية والجماعية هي ما يميز اعتقالات العراقيين على أيدي الجنود الأميركان. وأن أغلبها يتم دون تعيين إذ يكون العنوان في الغالب خطأ أو الشخص المعتقل هو الشخص الخطأ أو أن تجرى الاعتقالات بقصد المقايضة بشخص مطلوب.
وتشدد خماس على الدور الذي تلعبه الوشايات في بلد تغيب فيه السلطة المقنعة للناس والأمن المطلوب وتتعاظم فيه الحاجة للقمة العيش فتصبح هذه الوشايات عنصرا مشتركا في هذه الاعتقالات وتقف الأسباب الاقتصادية والشخصية خلف تلك الوشايات.
وتوضح هنا خماس أمرا يمكن تصديقه في دول العالم الثالث لكنه يتنافى قطعا مع شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان كما يبشر بها الاحتلال الأميركي في العراق الجديد.
فالاحتلال يرفض إعطاء رقم محدد للمعتقلين لديه ربما ليتمكن من زيادتهم أو إنقاص أرقامهم حسبما تملي المصالح وتفرض الظروف، وهنا يبدو التقدير بين 18 ألفاً إلى 150 ألفاً مروراً بثمانين ألفاً ضرباً من التقدير غير المتصور في إدارة ادعت أن أولى أولوياتها تحرير إنسان العراق.
ينتج عن الحقيقة السابقة ما تؤكده خماس من أن هناك خمسة سجون مجهولة في العراق مع وجود عشرة أخرى معروفة خصوصا في العاصمة بغداد حيث سجن أبو غريب سيئ الصيت وسجن الكاظمية وسجن الرصافة كما توجد سجون في أم قصر والناصرية.
والأدهى أن الحق الطبيعي في زيارة الأهل ممنوع والاطمئنان على سجناء عهد الحرية من المستحيلات إذ«إن الوصول للسجناء صعب جداً ويقتضي الانتقال من مسؤول أميركي إلى آخر قبل الانتهاء بفشل ذريع» على حد تعبير هذه الناشطة الحقوقية.
والأمرُّ أن يطلب من السجين ظنا وشبهة أن يشهد بأنه لم يتلق غير المعاملة الحسنة فإحدى السجينات بسجن أبو غريب تعرضت لمختلف صنوف التعذيب ولكنها تلقفت نصيحة من مترجم عراقي يوم الإفراج عنها بأن عليها أن تنقل صورة أخرى عن معاملتها في السجن للمسؤول الأميركي وإلا فإنها قد تبقى هناك. وبالفعل فقد ردت بالإيجاب على أسئلة ذلك المسؤول حين سألها إن كانت وجدت معاملة طيبة في السجن. وتتفنن إدارة الاحتلال -على طريقة أفلام الخيال- في تعذيب المسجونات بطريقة مذلة ومهينة فهذه محامية عراقية (55عاما) معتقلة منذ أربعة أشهر أجبرتها القوات الأميركية على تجميع الفضلات الآدمية في قدر كبير وغليها بالنار وتحريكها حتى درجة التبخر.
***
الملحق الرقم (45)
جنود الاحتلال أدخلوا علينا سجينات عراقيات عاريات تماما في سجن أبي غريب
‏06‏/05‏/2004 بغداد - خدمة قدس برس: بدأت الفضائح والانتهاكات الأمريكية لحقوق المعتقلين في سجن أبي غريب المركزي في العاصمة العراقية بغداد، تتكشف الواحدة تلو الأخرى، بعد نشر صور عمليات التعذيب وامتهان للكرامة الإنسانية، التي تورطت فيها قوات الاحتلال ضد المئات من المعتقلين العراقيين في سجن أبي غريب. فيوما بعد آخر تظهر حقائق جديدة بشأن ما يدور في غوانتانامو العراق، كما صار يحلو للكثير تسمية السجن الشهير، وجاءت قوات الاحتلال لتتفنن فيه في أشكال الاضطهاد الموجهة ضد العراقيين.
فقد كشف الشيخ م. ر إمام وخطيب أحد مساجد بغداد، الذي أمضى أكثر من ثمانية أشهر في سجن أبي غريب عن أن القوات الأمريكية تقوم بتصرفات غاية في الدونية والانحطاط. وقال الشيخ الذي رفض الكشف عن اسمه مخافة الاعتقال ثانية لمراسل قدس برس إن الكلام عن الفضائح والفظائع الأمريكية في سجن أبو غريب أبشع مما يمكن أن يتصوره العقل.
وقال إن للمحققين الأمريكيين أساليب يستحي منها حتى أعتى عتاة الإرهاب والديكتاتورية في العالم. وأضاف يقول "إنه في أحد الأيام قامت القوات الأمريكية بإدخال سجينات عراقيات عاريات على سجناء عراقيين عراة، وأنا كنت بينهم، فلم نجد إلا أن نحاول أن نغطي عوراتنا بأيدينا، كما فعلن هن نفس الشيء.
وواصل حديثه وعلامات التعذيب الجسدي بادية على بعض أعضاء جسمه: عندما قاموا بذاك الفعل طلبت من السجناء، الذين معي أن يكبروا بأعلى أصواتهم، وأن يقرؤوا ما يحفظوا من القرآن، كما طلبت من النساء أن يفعلن نفس الشيء، والحمد لله استطعنا أن نتخلص من ذاك المشهد المريع بتلك الطريقة.
وتأتي إفادة الشيخ (م. ر) لتكشف جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم والانتهاكات الأمريكية بحق المعتقلين العراقيين في سجون الاحتلال، حيث يرى عدد من المراقبين العراقيين أن تركيز القوات الأمريكية على التعذيب بهذه الطريقة التي يكون الجنس عمادها، إنما هي محاولة لنزع الحياء الموجود والمتوارث عند المسلمين.
وأكد عدد من علماء الاجتماع التقاهم مراسل قدس برس أن هذه الطريقة تدلل على الشعور بالنقص لدى فاعليها، الأمر الذي يضطرهم إلى القيام بتلك الأعمال، حتى لا يشعروا أن هؤلاء السجناء يمتلكون شيئا لا يملكه سجانيهم وهو الحياء.
***
الملحق الرقم (46)
منظمة العفو الدولية : القوات الأمريكية اغتصبت عراقيات
شبكة البصرة
نشر موقع إسلام أون لاين بتأريخ 22/2/2005 : شنّت منظمة العفو الدولية الثلاثاء 22-2-2005 هجومًا عنيفًا على الولايات المتحدة والحكومة العراقية الموالية لها، مؤكدة أن العراقيات لسن أفضل حالاً تحت الاحتلال الأمريكي. وقالت المنظمة: إنهن تعرضن، في ظل حالة الفوضى الأمنية، للعنف والإذلال والاغتصاب على أيدي القوات الأمريكية.
وقالت المنظمة في بيانها النساء والفتيات العراقيات يعشن في خوف من العنف. وقد أجبر انعدام الأمن حاليًّا نساء عديدات على الانسحاب من الحياة العامة؛ وهو ما يشكل عقبة أمام تعزيز حقوقهن. وطالبت المنظمة الحقوقية (في تقرير جديد أصدرته تحت عنوان «العراق: عقود من المعاناة - من حق النساء الآن أن يعشن حياة أفضل») السلطات العراقية باتخاذ إجراءات فعّالة لحماية النساء.
زيادة الاغتصاب
وقال التقرير الجديد: الكثير من النساء العراقيات يتعرضن في ظل حالة الفوضى الأمنية تحت الاحتلال للاختطاف والاغتصاب، حيث زادت حالات الاغتصاب بشكل كبير وخصوصًا من قبل عصابات مسلحة وجماعية. وأشارت المنظمة إلى حالة فتاة تدعى أسماء اختطفت تحت تهديد السلاح في العاصمة العراقية بغداد، رغم خروجها مع أمها وأختها وأحد أقاربها من الذكور، حيث تم اغتصابها من قبل 6 رجال مسلحين.
وقال التقرير: حالة انعدام الأمن والفوضى تُعرض الفتيات للخطر، وفي كثير من حالات الاغتصاب يتم تكتم الأمر خشية الفضيحة، وعدم جدوى إبلاغ الشرطة في مناخ الفوضى الأمنية.
صوروني عارية
واشتكت منظمة العفو من تعرض النساء للإهانات تحت الاحتلال الأمريكي وخصوصًا في المعتقلات والسجون، وقالت: الكثير من النساء اللاتي اعتقلن ثم تم الإفراج عنهن فيما بعد كشفن عن تعرضن للضرب والتهديد بالاغتصاب والإذلال الجسدي والاعتداءات الجنسية على أيدي القوات الأمريكية.
ونقل التقرير عن هدى حافظ أحمد وهي عراقية، سيدة أعمال -39 عامًا-، القول: إنها اعتقلت من قبل الأمريكيين أثناء بحثها في الشوارع عن أختها، وتم احتجازها في القاعدة الأمريكية بمنطقة الأعظمية في بغداد للاشتباه في مساعدتها للجماعات المسلحة هي وأختها وأخوها. وتابعت هدى لمنظمة العفو: عند نقلي إلى سجن أبو غريب تعرضت للضرب والاعتداء الجنسي بما في ذلك التصوير عارية.
كما اشتكت الكثير من النساء العراقيات ممن تحدثن للمنظمة الحقوقية من أنهن أجبرن على الخروج شبه عاريات إلى الشوارع بملابسهن الداخلية عند قيام القوات الأمريكية بغارات ليلية تفتيشية في أوقات الفجر خصوصًا في المناطق السنية؛ حيث يتم اعتقالهن والتحقيق معهن بملابس نومهن، مما سبب لهن آلامًا نفسية عظيمة.
تدابير لحماية النساء
وقال عبد السلام سيد أحمد مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: ينبغي على السلطات العراقية اتخاذ تدابير ملموسة لحماية النساء، مضيفًا أنه يتعين عليها إرسال رسالة واضحة بأنها لن تتسامح إزاء العنف ضد المرأة بإجراء تحقيقات في جميع مزاعم الانتهاكات المرتكبة ضد النساء، وبتقديم المسئولين عن ارتكابها إلى العدالة أيًّا كانت انتماءاتهم.
ودعت المنظمة قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة، إلى تعزيز الضمانات المتوافرة للعراقيات خلال الاعتقال والتحقيق دون إبطاء في جميع مزاعم العنف ضد المرأة، بما فيها الاعتداءات الجنسية التي يرتكبها جنودها أو موظفوها الآخرون.
وفي مايو 2004 أشار تقرير أعدته أجهزة استخباراتية أوربية ونقلته صحيفة الوطن السعودية إلى صدور تقرير حكومي أمريكي عن فرع قوات مشاة البحرية (المارينز) في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يفيد حدوث عمليات اغتصاب منظمة للنساء العراقيات في معتقلات الاحتلال الأمريكي بالعراق.
كما نقلت وكالة قدس برس في يناير 2004 عن بيان، قالت إنه صدر عن سجينات عراقيات أفرج عنهن مؤخرًا من سجن أبو غريب ببغداد، أن عددًا من المعتقلات تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل جنود الاحتلال الأمريكي، وأن بعضهن اغتصبن خلال اعتقالهن في أبو غريب.
كما نشر موقع وكالة الأنباء الإسلامية بتاريخ 22/2/2005 المقال الآتي حول اعتراف البنتاغون بتعرض حرائر العراق للاغتصاب:
البنتاجون يعترف بتعرض الأسيرات العراقيات لاغتصاب
أقرت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، أمس الثلاثاء ، ولأول مرة بوجود تحقيقات يجريها الجيش حول مزاعم اعتداءات واغتصاب ارتكبها جنود ضد الأسيرات العراقيات. وقال البنتاجون إن الجيش يتحري في الوقت الراهن حول مزاعم اغتصاب جندي لسجينة عراقية. وأشار مسئول من الوزارة لـلـ(سي .ان. ان ) أن قسم التحقيقات الجنائية بالجيش الأمريكي أغلق التحقيق في حادثة منفصلة حول مزاعم اغتصاب جندي أمريكي لعراقية معتقلة لعدم توافر الأدلة .
ويأتي كشف البنتاجون عن التحقيقات الجارية على ضوء التساؤلات التي طرحها أعضاء الكونجرس على وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الأربعاء الماضي عن مدى علمه بالتقارير المتناقلة حول تعرض المعتقلات العراقيات في السجون الأمريكية للاغتصاب أو الاعتداء ، وجاء رد رامسفيلد بالنفي غير أنه وعد بالتقصي حول الأمر.
أورد البنتاجون أن هناك تحقيقان حول حادثتي اغتصاب، مازالت التحقيقات جارية في الحادثة الأولى ، فيما تم إغلاق الثانية جراء عدم كفاية الأدلة ... ولم يتم تقديم المزيد بشأن الحادثتين. وأخرى عن اقتياد ثلاثة جنود أمريكيين لمعتقلة عراقية في أبو غريب إلى منطقة نائية حيث طلب منها نزع قميصها، ونفى التقرير حدوث اعتداء جسدي على السجينة التي اضطرت تحت إكراه التهديد إلى الانصياع (...) وعوقب الجنود المتورطين بالتأنيب والغرامة وخفض رتبهم العسكرية.
وأشار التقرير أنه أثناء محاكمة الجندي جرانر أنه التقط صوراً لسجينة وهي عارية الصدر تحت إكراه التهديد. وتحقق وزارة العدل الأمريكية في الوقت الراهن في حادثة اعتداء متعهد أمريكي على صبي عراقي في الثالثة عشر من العمر.
شبكة البصرة / الأربعاء 14 محرم 1426 / 23 شباط 2005
***
الملحق الرقم (47)
مجموعة من رسائل السجينات العراقيات
شهادة رقم 1- أختكم المسلمة نادية تروي بالدموع: هكذا اغتصبني الأمريكيون! فهل من مجيب
بدأت نادية روايتها بالقول: كنت أزور إحدى قريباتي ففوجئنا بالقوات الأميركية تداهم المنزل وتفتشه لتجد كمية من الأسلحة الخفيفة فتقوم على أثرها باعتقال كل من في المنزل بمن فيهم أنا, وعبثاً حاولت إفهام المترجم الذي كان يرافق الدورية الأميركية بأنني ضيفة إلا أن محاولاتي فشلت. بكيت وتوسلت وأغمي على من شدة الخوف أثناء الطريق إلى سجن أبو غريب.
وتكمل نادية: وضعوني في زنزانة قذرة ومظلمة وحيدة وكنت أتوقع أن تكون فترة اعتقالي قصيرة بعدما أثبت التحقيق أنني لم ارتكب جرماً. وتضيف: اليوم الأول كان ثقيلا ولم أكن معتادة على رائحة الزنزانة الكريهة إذ كانت رطبة ومظلمة وتزيد من الخوف الذي أخذ يتنامى في داخلي بسرعة. كانت ضحكات الجنود خارج الزنزانة تجعلني أشعر بالخوف أكثر وكنت مرتعبة من الذي ينتظرني, وللمرة الأولى شعرت أنني في مأزق صعب للغاية وأنني دخلت عالماً مجهول المعالم لن أخرج منه كما دخلته. ووسط هذه الدوامة من المشاعر المختلفة طرق مسامعي صوت نسائي يتكلم بلكنة عربية لمجندة في الجيش الأميركي بادرتني بالسؤال: لم أكن أظن أن تجار السلاح في العراق من النساء. فما أن تكلمت لأفسر لها ظروف الحادث حتى ضربتني بقسوة فبكيت وصرخت, ثم قامت المجندة بإمطاري بسيل من الشتائم التي لم أتوقع يوماً أن تطلق عليَّ تحت أي ظروف وبعدها أخذت تهزأ بي وتروي أنها كانت تراقبني عبر الأقمار الاصطناعية طيلة اليوم. وان باستطاعة التكنولوجيا الأميركية أن تتعقب أعداءها حتى داخل غرف نومهم. وحين ضحكت قالت: كنت أتابعك حتى وأنت تمارسين الجنس مع زوجك! فقلت لها بصوت مرتبك أنا لست متزوجة, فضربتني لأكثر من ساعة وأجبرتني على شرب قدح ماء عرفت فيما بعد أن مخدراً وضع فيه, ولم أفق إلا بعد يومين أو اكثر لأجد نفسي وقد جردوني من ملابسي فعرفت على الفور أنني فقدت شيئاً لن تستطع كل قوانين الأرض إعادته لي, لقد اغتصبت. فانتابتني نوبة من الهستيريا وقمت بضرب رأسي بشدة بالجدران إلى أن دخل عليَّ أكثر من خمسة جنود تتقدمهم المجندة وانهالوا عليَّ ضرباً وتعاقبوا على اغتصابي وهم يضحكون وسط موسيقى صاخبة. ومع مرور الأيام تكرر سيناريو اغتصابي بشكل يومي تقريباً وكانوا يخترعون في كل مرة طرقاً جديدة أكثر وحشية من التي سبقتها.
بعد شهر تقريباً دخل على جندي زنجي ورمى لي قطعتين من الملابس العسكرية الأميركية وأشار بلهجة عربية ركيكة أن ارتديها واقتادني بعدما وضع كيساً في رأسي إلى مرافق صحية فيها أنابيب من الماء البارد والحار وطلب مني أن استحم واقفل الباب وانصرف. وعلى رغم كل ما كنت أشعر به من تعب وألم وعلى رغم العدد الهائل من الكدمات المنتشرة في أنحاء متفرقة من جسدي إلا إنني قمت بسكب بعض الماء على جسدي, وقبل أن انهي استحمامي جاء الزنجي فشعرت بالخوف وضربته على وجهه بالإناء فكان رده قاسياً ثم اغتصبني بوحشية وبصق في وجهي وخرج ليعود ومعه جنديين آخرين قاموا بإرجاعي إلى الزنزانة، واستمرت معاملتهم لي بهذه الطريقة إلى حد اغتصابي عشر مرات في بعض الأيام. وتكمل نادية: بعد اكثر من أربعة شهور جاءتني المجندة التي عرفت من خلال حديثها أن اسمها ماري, وقالت لي انك الآن أمام فرصة ذهبية فسيزورنا اليوم ضباط برتب عالية فإذا تعاملت معهم بإيجابية فربما يطلقون سراحك, خصوصاً أننا متأكدون من براءتك, فقلت لها إذا كنت بريئة لماذا لا تطلقون سراحي؟ فصرخت بعصبية: الطريقة الوحيدة التي تكفل لك الخروج هو أن تكوني إيجابية معهم! وأخذتني إلى المرافق الصحية وأشرفت على استحمامي وبيدها عصا غليظة تضربني بها كلما رفضت الانصياع لأوامرها ومن ثم أعطتني علبة مستحضرات تجميل وحذرتني من البكاء حتى لا أفسد زينتي, ثم اقتادتني إلى غرفة صغيرة خالية إلا من فراش وضع أرضاً وبعد ساعة عادت ومعـها أربعة جنود يحملون كاميرات وقامت بخلع ملابسها أخذت تعتدي عليَّ وكأنها رجل وسط ضحكات الجنود ونغمات الموسيقى الصاخبة والجنود الأربعة يلتقطون الصور ويركزون على وجهي وهي تطلب مني الابتسامة وإلا قتلتني فأخذت مسدساً من أحد رفاقها وأطلقت أربع طلقات بالقرب من رأسي وأقسمت بأن تستقر الرصاصة الخامسة في رأسي بعدها تعاقب الجنود الأربعة على اغتصابي الأمر الذي افقدني الوعي واستيقظت لأجد نـفسي في الزنزانة وآثار أظافرهم وأسنانهم ولسعات السيجار في كل مكان من جسدي.
بعد يوم جاءت ماري لتخبرني بأنني كنت متعاونة وأنني سأخرج من السجن ولكن بعدما أشاهد الفيلم الذي صورته وهي تردد لقد خلقتم كي نتمتع بكم. هنا انتابتني حالة من الغضب وهجمت عليها, ولولا تدخل الجنود لقتلتها, وما أن تركني الجنود حتى انهالت على ضرباً ثم خرجوا جميعهم ولم يقترب مني أحد لأكثر من شهر. ثم جاءتني ماري مع عدد من الجنود وأعطوني الملابس التي كنت ارتديها عندما اعتقلت واقلوني في سيارة أميركية وألقوا بي على الخط السريع لمدينة أبو غريب.
بعدها اتجهت إلى بيت غير بيت أهلي كان قريباً من المكان الذي تركوني فيه ولأنني اعرف رد فعل أهلي آثرت أن أقوم بزيارة لإحدى قريباتي لأعرف ما آلت إليه الأوضاع أثناء غيابي فعلمت أن أخي أقام مجلس عزاء لي قبل اكثر من أربعة شهور واعتبرني ميتة, ففهمت أن سكين غسل العار بانتظاري, فتوجهت إلى بغداد وقامت عائلة من أهل الخير بإيوائي وعملت لديهم خادمة ومربية لأطفالهم.
فمن سيشفي غليلي؟ ومن سيعيد عذريتي؟ وما ذنبي في كل ما حصل؟ وما ذنب أهلي وعشيرتي؟ وفي أحشائي طفل لا أدري أبن من هو؟
***
الملحق الرقم (48)
شهادة رقم 2- الفتاة العراقية يسرا: ثلاثة أمريكيين تناوبوا اغتصابي وتركوني في حالة إغماء
غزة-دنيا الوطن
روت يسرا تفاصيل اغتصابها على أيدي الأمريكيين وأمام عدد من السجناء في أبو غريب، وصفت يسرا القصة بحذافيرها ورغم نجاحها بالهروب من السجن والعراق إلى القاهرة إلا أن المأساة لا تزال تؤرق حياتها وتتسبب لها بنوبات من الهيستريا.
تبدأ يسرا القصة الحزينة قائلة بكلمات بسيطة وتلقائية يبدو أن التجربة أكسبتها حنكة ورؤية سياسية : حضر مجموعة من الجنود الأمريكيين المجرمين إلى منزلي للقبض على شقيقي بدعوى انتمائه إلى المقاومة العراقية. وعندما لم يجدوه اعتقلوني... وتستطرد قائلة: هناك في سجن “أبو غريب” كان المغتصبون من جنود الغزاة يتناوبون على اغتصابي... شعرت أن صرختي ضد هذه الجريمة الفظيعة تكاد تلامس دموعي المتساقطة، كانوا يفترسونني في مشاهد سادية بشعة... كانوا يفترسون الناصع والمشرق من تاريخنا... والسلاح الذي كان موجها إلى رأسي كان موجها إلى رأس هذه الأمة العربية كثيرة التعداد السكاني قليلة العمل. فتاة عربية مسلمة تتعرض للاغتصاب المهين فلا تجد من يحميها ويصون شرفها ويحاكم المجرمين الذين قاموا بهذه الفعلة القذرة الشنعاء.
تخيلوا لو أن مجموعة من الجنود العراقيين أو العرب قاموا باغتصاب فتاة أمريكية في شوارع نيويورك؟ ماذا كان سيحدث وكيف ستكون ردة الفعل الغربية والأمريكية وحتى على المستوى الشعبي؟
ليست العراقيات العربيات الطاهرات وحدهن من يتعرضن للإهانة والإذلال والاغتصاب الوحشي الجبان، فلسطين تعرضت لاغتصاب المبادئ والقيام والمثل والحقوق المشروعة والثوابت الوطنية، والقومية تتعرض للغزو والاغتصاب كل يوم!
وتضيف: تعرضت لاغتصاب بشع تناوب فيه 3 جنود أمريكيين على جسدي ونهشوه كنت أصرخ وأستغيث وأتوسل لهم أن يتركوني... ولم أشاهد في عينيهم رحمة أو تعاطفا بل رأيت وحوشا في شكل عسكريين.. لم يتركوني إلا عندما فقدت الوعي تماما! ماذا أقول أكثر... هل هناك من يستطيع أن ينصفني، أو كان الأمر يتطلب أن يصورني أحد وتنقل صوري إلى أمريكا حتى يستمع لي أحد أو يحقق في الواقعة.
وتضيف : هناك مئات الفتيات العراقيات في وضعي... صحيح أنني استطعت أن أهرب من السجن ومن العراق كلها، وهذه قصة أخرى قد أؤجل روايتها لوقت مناسب. لكن ماذا أفادني الهرب وأنا أشعر أني ما زلت أعيش يوميا في كابوس أبو غريب لقد نصحني البعض أن أتوجه إلى جمعية خاصة بضحايا الاغتصاب للاحتلال ولكنها جمعية أيضا تعمل برخصة وتصريح من الاحتلال. لم أعد أصدّق شيئا... لم أعد أصدق ما يحدث لنا. وعادت يسرا لتقول : ماذا أفاد الكشف عن جرائم سجن أبو غريب، هل تحرّك العالم... هل تحرّك العرب... لقد “استخدمنا” كورقة انتخابية في معركة انتخابات أمريكا... ليس أكثر.
يسرا أمدت المدار بشهادات موثقة أخرى عن حالات اغتصاب. وأعطتنا قصاصات لصحف بعضها بريطانية وأمريكية كتبت عن عدة حالات لنساء عراقيات تعرضن للاغتصاب والاعتداءات والإساءات الجنسية على يد جنود أمريكيين مشيرة إلى وجود الكثير من الحالات التي لم يكشف عنها ضحاياها خشية الفضيحة. والتي لم تدونها الصحف.
ما روته يسرا هو ليس مجرد عملية اغتصاب بل هي قصة لآلاف العراقيات اللواتي يتعرضن للإهانة والاغتصاب، هي رمز لاغتصاب بنت الرافدين سليلة الحضارات العريقة ورمزٌ لهمجية وبربرية القوات الأمريكية ولعنصرية إسرائيل القائمة على اغتصاب وقتل الفلسطينيين.
هذه ليست الشهادة الوحيدة فمثلها مئات الشهادات وقد روت الدكتورة هدى شاكر أستاذة العلوم السياسية في جامعة بغداد لصحيفة “الغارديان” البريطانية موقفا تعرضت فيه لإساءة جنسية من قبل جنود أمريكان قائلة : إن جنودا أمريكيين على أحد الحواجز الواقعة بإحدى ضواحي بغداد طلبوا منها تفتيش حقيبتها وعندما رفضت تقدم نحوها أحد الجنود وصوب بندقية نحو صدرها. وأضافت “صوّب الجندي ضوءا ليرى صدري ثم أشار إلى “قضيبه” قائلا تعالي إلى هنا يا عاهرة سأضاجعك”.
وتضيف “الغارديان” أن د. هدى التي كلفتها منظمة العفو الدولية باعداد تقرير حول أوضاع السجناء العراقيين ذكرت أن العديد من السجينات اغتصبن من قبل الجنود الأمريكيين بينهن امرأة اغتصبها أحد أفراد الشرطة العسكرية الأمريكية وحملت منه، واختفت الآن.
وكانت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية قد نقلت عن محاميات عراقيات حالات أخرى لسجينات عراقيات تعرضن لإهانات جنسية، وتورد الجريدة نقلا عن ساهرة الجنابي التي كانت بين عدد من المحامين الذين سمح لهم بزيارة سجن “أبو غريب” في مارس 2004 أن المحامين قابلوا 9 سجينات كانت بينهن حيث تم سجنهن بدون أي اتهام. أضافت أن موكلتها وجدت أنه من الصعب عليها التحدث عما حدث لهن داخل السجن حيث كانت هناك مندوب لقوات الاحتلال وفي هذا الصدد قالت : “لم نتمكن من التحدث بحرية مع السجينات” وأضافت ساهرة للصحيفة : كانت السجينات منهارات وانخرطن في البكاء وتصف حالتهن : كانت السجينات خجلات للغاية وقلن لنا : لا نستطيع أخباركم بما حدث لنا فنحن لدينا عائلات!!
كما تحدثت إحدى السجينات بصراحة عما تعرضت له حيث أخبرت المحامين بأنها أجبرت على خلع ملابسها أمام سجّانين رجال ـ وقالت محامية أخرى تدعى أمل السوادي أن موكلتها أغمى عليها فجأة قبل تزويدها بمزيد من المعلومات حول تعرضها للاغتصاب على أيدي الجنود الأمريكيين.
وأضافت أن معتقلات أخريات أبلغنها بالتعرض للضرب المبرح لكنهن لم يتحدثن عن تعرضهن للاغتصاب وتوضح صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” سبب صمت العديد من النساء عما وقع لهن بأن المرأة التي تتعرض للاغتصاب في المجتمع الإسلامي تجلب العار لعائلتها.
***
الملحق الرقم (49)
شهادة رقم 3- رسالة من معتقلة تدعو العراقيين للانتقام من الأمريكان
القدس العربي 2004/03/22: نقلاً عن صحيفة الوفاق العراقية: تداولت أوساط اجتماعية ودينية في العراق وفي بغداد بشكل خاص رسالة منسوبة إلى سيدة عراقية معتقلة لدى القوات الأمريكية تعلن استغاثتها لإنقاذ العراقيات المعتقلات في سجن أبي غريب من اعتداءات الجنود الأمريكيين.
وقالت الرسالة التي كشفت عن بعض تفاصيلها صحيفة (الوفاق) العراقية والموقعة باسم أختكم في الله (نور) اننا نعاني ما نعاني عندما ننظر إلى اليهود (الجنود الأمريكيين وهم يشربون الخمر أمامنا وينتهكون أعراضكم كالحيوانات ويسرحون ويمرحون مع اللاتي هانت عليهن أعراضهن .
وتضيف أعراضنا هتكت وملابسنا تمزقت وبطوننا جاعت دموعنا جارية ولكن من ينصرنا أقول لكم اتقوا الله في أرحامكم فقد امتلأت البطون من أولاد الزنا .
وناشدت في ختام الرسالة: إذا كنتم تملكون من الأسلحة فاقتلونا معهم داخل السجون .
يذكر ان وزير العدل هاشم الشبلي كان قد نفي في تصريح له قبل أيام أية اعتداءات على النساء المعتقلات في السجون الأمريكية في العراق.
***
الملحق الرقم (50)
شهادة رقم 4- رسالة من بغداد أرسلها لكم لعل وعسى تحرك مشاعر من بقيت له غيرة على شرفه
الاخوة في شبكة البصرة / السلام عليكم من بغداد الجريحة
لابد مسبقاً من طلب المعذرة منكم على الصور المثيرة المرفقة أدناه والخادشة للحياء… ما بقي من حياء. لا أقصد بكلمة المثيرة طبعاً الإثارة الجنسية، رغم أنها تعني كذلك - ولا شئ غير ذلك - في نظر أولئك الذين استبشروا وابتهجوا بالاحتلال الأمريكي لبلدهم، وتبجحوا علانية بالنصر المؤزر الذي تحقق على يد اليانكي الأمريكي الذي بفضله ينعم شعبنا اليوم بالحرية.
هذه صور لحفلتين من حفلات الاغتصاب الجماعي التي يمارسها الجنود الأمريكان يومياً على أرض وطننا المستباح. وقد صوروها هم أنفسهم كي يتلذذوا بخيالها فيما بعد. هذا بعض المفضوح، أما المخفي فلا يعلم بهوله وفظاعته إلا الله .
لقد تحدث أحد الأطباء العاملين عن تسجيل أكثر من مائتي حالة اغتصاب في مستشفى اليرموك فقط شملت صبايا وأطفالاً ذكوراً دون الخامسة عشرة من العمر. واليوم اعترف الأمريكان بأنهم يعتقلون ما بين ثلاثة وأربعة الاف عراقي. وقد كشف موفدو لجان منظمات حقوق الإنسان الذين زاروا عددا من السجون عن وجود أطفال لا يتجاوزون الحادية عشرة من العمر.
عرضت الصور على عدد من الذين ابتهجوا بانتصار الأمريكان وما زالوا يؤمنون بأنهم جاءوا ليحررونا. وكان الهدف من عرض الصور عليهم محاولة لاستفزاز واستثارة غيرتهم الوطنية لعل في ذلك حافزاً لصحوتهم من وهم التحرير الذي شربوا كأسه حتى الثمالة.
أحد هؤلاء علق : هذولي شباب متوازين ومحرومين لأن صار لهم هواية بعيدين عن زوجاتهم وصاحباتهم. ثم لتنسى عامل الطقس الحار. بينما علق بعضهم : يا أخي أزلام النظام كانوا أيضاً يفعلون مثل هذا ويعتدون على أعراض الناس!!!
هكذا إذن وببساطة، مادام أزلام النظام كانوا يفعلون مثل هذا، علينا دائماً أن نرضى ونسكت على من يفعل مثل هذا بأعراضنا ولا خيار ثالث لنا، خصوصاً عندما يكون الفاعل من محررينا. وما دمنا متحررين بفعل هؤلاء، فلا ضير من أن نكون مفعولاً بنا، تمشيا مع قواعد اللغة على الأقل.
صدقوني… من لا يغار على شرفه الوطني لا يغار على عرضه. والله المستعان.
***
الملحق الرقم (51)
شهادة رقم 5- فاطمة: لقد امتلأت بطوننا من أولاد الزنى فهل من مجيب؟
شبكة البصرة / مفكرة الإسلام 18/12/2004
رسالة جديدة أرسلتها إحدى المعتقلات في سجن أبو غريب كشفت فيها عن بعض بشاعة ما تتعرض له عفيفات العراق من اغتصاب وانتهاك للأعراض وسط صمت عربي وإسلامي وعالمي ليس له نظير !!
وتأتي هذه الرسالة من قبل هذه الفتاة العراقية والتي تفضح قوات الاحتلال وممارساتهم وما ترتكبه من جرائم حرب وانتهاكات لأعراض نساء العراق - خلافًا لتسريبات قوات الاحتلال لبعض جرائمها في أبو غريب والفلوجة لأهداف خاصة بها-.
وقد تلقى مراسل مفكرة الإسلام نسخة من هذه الرسالة وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)
اخترت هذه السورة الكريمة لأنها أشد وقعًا على نفسي ونفسكم ولها رهبة في قلوب المؤمنين خاصة.
إخوتي المجاهدين في سبيل الله .. ماذا أقول لكم؟! أقول لكم: لقد امتلأت بطوننا من أولاد الزنا من الذين يغتصبوننا من أبناء القردة والخنازير .. أم أقول لكم: لقد شوهوا أجسادنا وبصقوا في وجوهنا ومزقوا المصاحف التي في صدورنا؟ الله أكبر ... هل أنتم لا تعقلون حالنا ... هل حقيقة أنكم لا تعلمون ما بنا .. نحن أخواتكم، سيحاسبكم الله يوم غد؟
والله لم تمضِ ليلة علينا ونحن في السجن إلا وانقض علينا أحد القردة والخنازير بشهوة جامحة مزقت أجسادنا، ونحن الذين لم تفض بكارتنا خشية من الله، فاتقوا الله، اقتلونا معهم ... دمرونا معهم، ولا تدعونا هكذا ليحلو لهم التمتع بنا واغتصابنا كرامة لعرش الله العظيم .. اتقوا الله فينا، اتركوا دباباتهم وطائراتهم في الخارج، وتوجهوا إلينا هنا في سجن أبو غريب.
أنا أختكم في الله (فاطمة)، لقد اغتصبوني في يوم واحد أكثر من 9 مرات، فهل أنتم تعقلون؟ تصوروا إحدى أخواتكم يتم اغتصابها فلماذا لا تتصورون وأنا أختكم. معي الآن 13 فتاة كلهن غير متزوجات يتم اغتصابهن تحت مسمع ومرأى الجميع.
وقد منعونا من الصلاة، لقد نزعوا ثيابنا ولم يسمحوا لنا بارتداء الثياب. وأنا أكتب لكم هذه الرسالة انتحرت إحدى الفتيات والتي تم اغتصابها بوحشية، حيث ضربها جندي بعد أن اغتصبها على صدرها وفخذها، وعذبها تعذيبًا لا يصدق، فأخذت تضرب رأسها بالجدار إلى أن ماتت، حيث لم تتحمل، مع أن الانتحار حرام في الإسلام، ولكني أعذر تلك الفتاة أرجو من الله أن يغفر لها؛ لأنه أرحم الراحمين.
إخوتي أقول مرة أخرى: اتقوا الله، اقتلونا معهم لعلنا نرتاح، وامعتصماه .. وامعتصماه .. وامعتصماه.
انتهت الرسالة لكن لم تنته معاناة صاحبتها ولا معاناة أخواتها معها !!.
وجدير بالذكر أن هذه المرأة هي أخت لأحد رجال المقاومة المشهورين في منطقة أبو غريب والذي فشلت قوات الاحتلال في اعتقاله عند مداهمتها بيت أسرته فاعتقلت أخته لتجبره على تسليم نفسه، ومعروف عن هذا البيت أنه أهل تقوى وصلاحٍ.
ورغم هذه الانتهاكات وعمليات الاغتصاب المتكررة لعفيفات العراق وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال ومن يساندها من أفراد الشرطة وقوات الحرس الوطني التابعة للحكومة العراقية المعينة من قبل الاحتلال- رغم كل هذه الجرائم والتي أدانتها منظمات حقوقية كثيرة في كافة أنحاء العالم بما فيها هيئات تابعة لدول قوات الاحتلال نفسها - فإن بعضًا ممن ينتسب للعلم والدعوة - لازال يدعو العراقيين إلى الامتثال لهذه الممارسات وترك مقاومة قوات الاحتلال لأنه قتال فتنة بل لقد صرح أن ما تشهده العراق هذه الأيام من دعوة وطلب علم وعمارة المساجد والإقبال عليها لم تشهده العراق من قبل إبان حكم الرئيس العراقي صدام حسين !!. وقد أثارت هذه الفتوى غضب كثير من الناس في وقت كان لزعامات هندوسية وبوذية دور مشرف في مقاومة الاحتلال البريطاني والأمريكي لكل من الهند وفيتنام عندما أصدرت هذه الزعامات آراءها الدينية بوجوب مقاومة المحتل وطرده.!!
***
الملحق الرقم (52)
شهادة رقم 6- يوميات أسيرة
فخر الحصيني
يوم استفاقة أم يوم نومِ ؟ ِيوم تحرير أم يوم احتلال ؟. أسئلة كثيرة جالت في رأسي قبل سنة من هذا اليوم. تفجرت في داخلي وفي داخل كل أبناء الأمة (الأمة التي تنازعت على التقسيم لا على الوحدة). بعد إن كنا نطالب بالقدس أصبحنا نتوسل بغداد(ما رضى بجزة رضى بجزة وخروف) .القدس في انتظار جيشها والتلفاز يذيع خيبات الأمل. مجالس كثيرة قامت وويلات كثيرة حلت. كنت قبل ان افتح التلفاز مليئة بالضجيج والخوف . وفجأة تفجر لغمُ في داخلي . البعض قال تحرير والآخر قال احتلال والعاجز قال وابغداداه. فأحسست بالضجيج يعلو كدوي القنابل ولم أسمع بحلاوة اللطم على الخدين حتى ذقته في تلك اللحظة. تهاويت في الأرض ابكيها وابكي أهلي المنكسرين. مرغت رأسي في الأرض. أحسست بدونيتي. سقطت خنسائي وسقطت عيون أمي في جوفي الخاوي.
وإذا بشيخنا بوش ينتصب كالعفريت ليعلن انتهاء الحرب بسقوط الجميلة وإحلال السلام والديمقراطية. سمعت كل شتائم العالم في رأسي (من ثكلتك أمك إلى The F..........M) .
... دخلوها كالعاهرات يرقصون في ليله الاغتصاب يرتدون بزة الحرب كأنما لا يحل السلام إلا بقوة السلاح (وعمنا جليب يهز أبذيله).
رفعت السماعة وطلبت أختي التي تقطن بلداً اخر فبكينا وبكينا حتى الخواء ... فصارت تجرجر أشلائي بقولها(لا تبكي يا اختاه إن الوطن لن يموت بداخلنا,اصبري ان الله مع الصابرين).
...ماذا لي ان أقول لمحمد حين يحدثني عن سجن الرضوانية وصرخات الأربع مائه امرأة أمام أعين الشيوخ والمراجع؟. أين هو المعتصم بالله وأين هو جيش سعد الجرار؟. كلنا صرخنا واقدساه فلم يأت الأيوبي وكلنا صرخنا واعراقاه ولم يأت المعتصم.
...من قال إن الحرب بدأت بسقوط بغداد.الحرب ابتدأت يوم باع الخونة قدسنا ثاني الحرمين وأولى القبلتين وقبلوا أيدي المحتل ا لملطخة بدماء أبناءنا وأولاد عمومتنا. كيف لنا أن ننسى تاريخنا الملء بالرجالات كيف لنا أن ننسى الشيمة والغيرة والكرامة التي كنا نتحلى بها. هل هو زمن العولمة ام زمن الكلاب والباججية؟؟؟هل كان العراق ملكا لأحد ليبيعه برخص التراب؟؟؟ هل كانت غربة أبي ودموعه على فراقك يا عراق رخيصة ليقدمها الشاهبوري قربانا لدولة إسرائيل.
كنت أعتقد إن محمد الدَرة قُدم ككبش فداء ليستفيق العالم على هذه الإبادة الجماعية لكني اكتشفت إن محمدا أصبح عمرا وطارق وعلي في أرض العراق. هؤلاء الأطفال العمالقة الذين فتحوا تلك الهوة الجهنمية على عالمنا العربي الصامت. كلنا بكيناكِ يا بغداد وكلنا خذلناك يا طاهرة فنحن من تركنا الغاصب يدنس طهرك بعهره الماجن. فنحن الخطائين جئناكِ نطلب الغفران . نتمرغ بترابك عسى أن نناله. الخجل يجللنا والعار يغطينا. إن كانت القدس شوكة في أعين العرب فأنت خنجرِ في ضميرهم. الكل تكالب عليك وتركك تغوصين طمعا في الغنائم .أما نحن الخاسرين نقف مكتوفين الأيدي في عزائاتنا الحسينية لا نقوى حتى على اللطم .
حتى جاء ذلك اليوم, يوم سقطت كل الأقنعة وصار البيع حلالا فبيع الشرف ميزة وبيع الوطن فخر, وقفوا بك في سوق النخاسة وباعوكِ بأرخص الأثمان. لكن تذكري يا بغداد كم مرةٍ حرقتي وكم مرة نهضتي كالعنقاء. وتذكري يا بغداد فلتأريخ كما الناعور تدور دوائره ولن تبقي جارية فسيظهر محمد ليعتقك من العبودية ولن ينساكِ جيفارا لفلوجة ولن ينساك حسين كربلاء. فهؤلاء لن يعصبوا أعينهم ويتركوك ِعارية أمام الغرباء. فيا ابن الوطن تناديك الجميلة بغداد وتطلب الستر فالفاروق والكرارٍ ينتظروك عند بوابة الفلوجة قلعة الصمود ومقبرة الغزاة.
فبغدادنا ثكلى والفلوجة في عرسها الثوري تغازل الكوفة بحبك يا أم المدن. فنحن في انتظارك يا فلوجي متى تقدم مهر الجميلة درة التاج بغدادنا السليبة. وأنا هناك أسيرةً في أحشاءكِ يا بغداد أنصت أسماعي على وقع الأقدام عسى أن أسمع صهيل الخيل وضرب السيوف. عسى أسمع يا ابن العم وأنت تناديني (عد عيناج يابت عمي وما عاش إلى يذلج والله أفديج بدمي)
هنيهه....إني أسمع تلك الأصوات هل حقاً أنت القادم ؟؟؟هل حقا تلك الأصوات؟؟؟فهرعت الملم أشلائي,وأرتب ثيابي المهترئة, فبحثت عن مرآة لتصفيف شعري حتى تراني كما عهدتني سمراءِ هيفاء شامخة . لن أطأطأ رأسي بابن العم مادمت أنت القادم ... مادمت أنت القادم.
***
الملحق الرقم (53)
شهادة رقم 7: هذه هي خديجة.. المـرأة العـراقية التي صرخت بوجه الأمريكي: يا حمـار !
22/ 6/ 2005 تحقيق خاص بالرابطة العراقية -
خديجة أحمد عبدي كردية الأصل، عربية المنشأ، بغدادية اللهجة.. تبلغ من العمر 27 ربيعا. لخديجة شقيقتان، كبراهن تعيش في الموصل مع زوجها وأطفالها، وتطلعت للقاء شقيقتها بعد طول فراق. كانت ليلة الثلاثاء الرابع والعشرين من مايو/أيار 2005، كان الشر لهم بالمرصاد. تحت جنح الظلام كان أشباح جنود الاحتلال البغيض يتقدمون صوب منازل (حي الانتصار)، حيث حلت خديجة ضيفا.. فلم يراعوا حرمة دار، ولا صراخ طفل، ولا شيخوخة عجوز.. فجروا الباب القديم والجدار المتهالك بعبوات ناسفة.. واندفعوا يعيثون في البيت تخريبا وتهشيما، وكأن قاعدة عسكرية قد خبأت تحت الأغطية وفي الدواليب. فزعت خديجة من نومها، وامتدت يدها قبل كل شيء إلى حجابها ألقته على رأسها، وتنقلت الضباع الأمريكية بين الغرف وفوق السطح تنتقي فريستها، وحلقت غربان الأباتشي السوداء فوق سطح المنزل، فاختطف سراق الليل رجال البيت، أخوها (ضاري) وزوج أختها المضيفة (فاضل)، وألقوهم في المدرعة دون سؤال وتحقيق. لم يرق للضابط الأمريكي حجاب خديجة، فصرخ بوجهها: أنت ترتدين ملابس الإرهاب! ثم أرسل من يجرها إلى عربة الغزاة. قيدوا معصميها، أوثقوا عينيها، ألبسوها كيساً، ساقوها في عربتهم كما تساق الماشية، أشبعوها شتماً وإهانة وتهديدا، حتى وصل الركب إلى معتقل الغزلاني.. هناك ابتدأ التحقيق.
انه المترجم العراقي.. همست إليه: ألا تستحي أن ترى أختك دون حجابها؟ ألا تستحي أن تهان أختك؟ فهالها ما سمعت، وفجعها ما أجابها به: تستاهلون.. جا من يكتل الشيعة غيركم انتو السنة؟ شكد ينطيج الزرقاوي حتى تفخخين نفسج؟.. نقلناها كما تقتضي الأمانة العلمية والتوثيق الدقيق.
وكان مما هدد به المحققون خديجة أنهم سيذهبون بها إلى أبو غريب، حيث ستغتصب هناك كما اغتصبن نساء من قبل، هذا إن لم تعترف أنها إرهابية، وأن زوجها إرهابي.. ثم قيل لها: لا مفر، فقد اعترف زوج أختك أنك إرهابية.. ويشاء الله أن تسمع من خلف الجدار نفس الادعاء الكاذب يقال لزوج أختها في الغرفة المجاورة!
ومن أغرب وأبشع وسائل التحقيق أنهم هددوا خديجة بإيذاء طفلتها نور أمامها إن لم تعترف، لكن خديجة لم تصدق التهديدات. فقد ذهبت قوة أمريكية في اليوم التالي إلى بيت شقيقتها بحثا عن نور! وحطموا كل شيء بحثا عنها، فأبو نور كان قد انطلق بها إلى منزل آخر. وما أدركت خديجة أنهم كانوا جادين في انتزاع اعتراف ولو كاذب منها بالمساومة على طفلتها الرضيعة ذات الثلاثة شهور.
لم تحمل خديجة هموم نفسها وطفلتها الرضيعة فحسب، بل حملت هموم النساء السبعة اللائى كن مسجونات معها: «كنت أقواهن وأشدهن صبرا، كنت أمنع عن نفسي البكاء رغم حزني الشديد على نور، لئلا يرى الأخريات في ذلك ضعفا، فقد كنت بينهن رمز الثبات والصبر والاحتساب.. تعلمت هناك أن أبكي صامتة. لقد خشيت أن نبدو ضعافا أمام السجانين، وشد من عزمنا تأكيد إخواننا الرجال المعتقلين بجانبنا أنهم سيموتون دفاعا عن أعراضنا إذا ما امتدت يد سوء إلى إحدانا».
ذهلنا يوما وقد قذفوا في زنزانتنا امرأة عارية تماما قد ملأت الكدمات والجروح جسدها، سقطت على الأرض من شدة الإعياء، فهببنا لنجدتها.. ثم جاءت ممرضة للكشف عليها فرفضت قائلة: «لا أريد مزيدا من الكشف، فقد تفحص الجميع جسدي». ثم جاء علج أمريكي ووقف عند زنزاتنا ينظر بتشفي، ثم قال: أنا الذي أوجعتها ضربا، لأنني أكرهكم جميعا، فقد قتل صديقي بسببكم!.
يأتيها علج أمريكي في زنزانتها ليراودها عن نفسها قائلاً: أنت جميلة وشابة. حتى إذا امتدت يده إلى المنشفة التي اتخذتها حجابا صرخت فيه صرخة سمعها نزلاء السجن جميعاً: إذهب بعيدا أيها الحمار. فارتعدت فرائصه وهرب يهرول.. ودفعت خديجة لذلك ثمنا أنها وضعت في الحجر الانفرادي يوما كاملا دون طعام وشراب.
التحقيق الأخير: كانت امرأة أمريكية هذه المرة، فقالت خديجة في نفسها: لعل أنوثتها تجعلها ترق لحالي وقلقي المتفاقم على طفلتي، لكنها أنوثة عسكرية أمريكية قد مسختها إلى حيوان بجلد إنسان وشعر امرأة.. تقول خديجة: عجيب ما سألتني إياه أثناء التحقيق: لماذا أنت في الموصل؟ فأجبت بثقة عالية: ظننته وطني أتجول في أرجائه متى شئت؟ فأجابت المحققة قائلة: كلا، إذا خرجت من دارك وتفقدت جيرانك فأنت متهمة بالارهاب! وإلا فمن يفجر أنابيب النفط؟ ومن يفجر المساجد؟ فلم أتمالك نفسي وصرخت بها: أنتم من يفعل ذلك، أنتم الارهابيون! أين هي الديمقراطية التي تنادون بها؟ أهي اعتقالي بتهمة لبس الحجاب؟ ألا تكترثين أنني أم لطفلة رضيعة؟ فكان جواب الأنثى الأمريكية: «أن تموت طفلتك خير لها من أن تحيا مع أم إرهابية».
هبت الموصل لنصرة نسائها، واعتصم الناس في المساجد وبدأ الشارع بالغليان، وخشوا من تفاقم الأمر.. فما كان منهم إلا أن أطلقوا سراحهن بشرط واحد، أن لا يتحدثوا لوسائل الإعلام عما جرى لهن.. وتعقد خديجة بعد يومين من الإفراج عنها مؤتمرا صحفيا في جامع أم القرى.
***
الملحق الرقم (54)
المرأة العراقية في سجون الاحتلال..مادة الانتهاك ووسيلة له
هيئة إرادة المرأة / دار بابل
لابد من تثبيت عدة ملاحظات حول الأسباب النفسية والاجتماعية والأخلاقية التي تقف عائقاً أمام السجينات العراقيات وتمنعهنّ من البوح بما تعرضن له صراحة في سجون الاحتلال. سواء إن مس الانتهاك، المرأة نفسها أو مس السجين - الرجل، ففي الحالتين تكون المرأة مادة للانتهاك أو وسيلة له، وذلك ما يجعلنا نستنتج أن القصدية في سلوك المحتلين أمراً قائماً ومنهجيا،أنه الضغط على نقاط ضعف السجينة -السجين وقيمة الشرف بما تعنيه عند الجنسين في البنية النفسية والاجتماعية العراقية.
وسواء مس الانتهاك المرأة لمعتقدها السياسي أو تلك التي تتاجر بجسدها ،فإن الغرض واحد (إحدى السجينات المعتقلات لسبب جرمي غير سياسي تم اغتصابها 17 مرة من قبل الشرطة العراقية بمعرفة صريحة ومحايدة من قبل سلطة السجن الأمريكية).
وننطلق من هذا الحادث للإشارة إلى الأسباب التي تمنع السجينة من توثيق شهادتها، وهي شاهد حي على شواهد الانتهاك بكل أشكالها وحالاتها النفسية والمادية، فالمطلق سراحهنّ وسراحهم رفضوا الإعلان عن أسمائهن وأسمائهم الصريحة، كما رفضوا التقاط صور أو إجراء لقاءات مصورة حتى لو خضعت لتقنيات حجب الصورة وتغيير نبرات الصوت للأسباب التالية:
1- لا يريدون العودة إلى السجن (الجواب نفسه تكرر على لسان أربعة نساء وعشرات الرجال) وفي حالة إحدى السجينات وبعد ان أملت علينا عشرات الصفحات منذ اعتقالها إلى إطلاق سراحها موثقة شهادتها حول الانتهاكات التي تعرضت لها النساء السجينات ومنها حادث الاغتصاب 17 مرة لسجينة واحدة في ليلة واحدة، وبعد أن تأكدت أننا لن نذكر اسمها الصريح،جاءت مع أخيها الذي سجن بسببها لمدة خمسة أشهر، وسحبا الأوراق ومزقوها وقال أخوها نصاً: لا أريدها أن تعود إلى السجن، فأنا الرجل الوحيد الباقي لأسرتي وقد استشهد اثنان من إخواني في الحرب العراقية الإيرانية،ووالدتي مشلولة ولي أختان غير متزوجتين، ولي زوجة وأطفال، وجعلنا نقرأ تعهداً كان قد وقع عليه كشرط لإطلاق سراحه ينص على أن لا يعود إلى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي إذا كان بعثياً وأن لا ينضم إليه مجدداً، وأن يبلغ عن أي شخص يدعوه للانضمام إلى حزب البعث أو حزب آخر يحمل الأهداف نفسها ، وأن يبلغ عن أي شخص يعرفه ويحتك به وله مساس بعمل المقاومة، وان لا يبتعد عن بيته أكثر من مسافة عشرة كيلومترات وإلا أعيد إلى الحجز ، وكذلك إذا لم يبلغ قوات الاحتلال عن أي تحرك يضطر إليه ،وأن لا يسافر إلى خارج العراق وإلا خضع للمساءلة، ويقضي التعهد بعودة المطلق سراحه إلى الحجز في حال إخلاله بأي بند من بنوده.
2- تجنب البوح بالتعرض المباشر للتحرش الجنسي لأسباب قيمية تتعلق بمفهوم الشرف لدى الأسرة العراقية حيث تفضّل المرأة كما يفضّل الرجل الموت في عملية غسل العار منعاً لتعرض سمعة الأسرة -العائلة -العشيرة إلى التلوث وتهمة الانتهاك تمثل عاراً لا يغسل إلا بالقتل ذوداً عن الشرف. وفي لقاء مع إحدى السجينات المعتقلات -حينها- في سجن التسفيرات بالرصافة، نوّهت المعتقلة عن التحرش بها جنسياً، ولكنها رفضت البوح بذلك علناً، إلا أمام شاشات الفضائيات مباشرة حتى إذا ما تعرضت للقتل غسلاً للعار تكون قد فضحت المعتدين الآثمين المحتلين وغسلت عارها على طريقتها.
3- أغلب المعتقلين من الجنسين فقدوا الثقة بوسائل الإعلام أو منظمات تقصي الحقائق، ويرونها تعمل بإيعاز من المخابرات الأمريكية للإيقاع بهم .إحدى السجينات المطلق سراحهن قالت: لن أتحدث إلا خارج العراق ....سأقول حينها كل شيء.
4- بعض السجناء لا يجد نفعاً من نشر شهادتهم ، ويجدونها مجرد متاجرة سياسية وإعلامية، وليس من نتيجة ترد لهم الاعتبار أو تؤدي إلى تصحيح أمور العراق وقد أمسى كله منتهكاً بالاحتلال بفعل القوة العسكرية. قال أحد الذين التقينا بهم للحديث مع قريبته التي كانت قد خرجت من السجن للتو: إنها ترفض، وانا أيضاً أرفض إجراء أي لقاء، ما الذي ستقدمونه للعراق ...أما هي فغير مهمة، وقد خسرنا كل العراق، دعوها تغيب أو تموت.
(كان معنا في ذلك اللقاء الذي لم يجر مندوبة منظمة العفو الدولية ) وكانت بصحبتنا أيضا ًونحن نحاول اللقاء بسجينة مطلق سراحها حديثاً، ونبحث عنها من بيت قريب إلى آخر، ولم نستطع الإمساك بها، لأنها كانت مختفية عن الأنظار، وعلمنا لاحقا ًأنها تخفي أبناءها بين الأقارب حتى لا تلحق قوات الاحتلال الأذى لهم.
شهادات مع الاحتفاظ بسر الهوية
كان المركز الدولي لرصد الاحتلال قد رصد في سجن تسفيرات الرصافة ثلاثة عشر حالة لسجينات أمنيات، والسجناء الأمنيون مصطلح أطلقته قوات الاحتلال على السجناء السياسيين والمبلغ عنهم من قبل وشاة بتهم مثل: بعثي، يتصل بالمقاومة، يوجد في بيته سلاح، وقد تكون أغراض الواشي شخصية، لكنه يحصل بالضرورة على مكافأة مادية.
سأل أحد السجناء المحقق الذي كان يحقق معه: إن الواشي يكذب لماذا تثقون به حيث أن 99% من المحتجزين لا تهمة لهم مما تبحثون عنه،والواشي يقبض مكافآت مقابل ادعاءات كاذبة.
قال المحقق: إننا نعلم ذلك، وكل ما تقوله صحيح، وهذا ما نريد أن نكتشف بين المائة واحد يهمنا أن نقبض عليه، سأل العجوز المحقق، وماذا عن ال99% ضحايا الواشي، أجاب المحقق:إنها شروط اللعبة.
وقد استطعنا أن نفرز من خلال اللقاءات مع السجينات والبحث في طبيعة التهمة المثبتة في الملفات أن أسباب الاعتقال تتحدد كالآتي:
-بسبب المعتقد السياسي أو الديني: كالبعثيات، والإسلاميات كما في بيئة الفلوجة مثلاً.
-اتهامات مشوشة ولم تثبت إطلاقاً مثل:
-تمويل المقاومة.
-العمل بها.
-اجتماعات مناهضة للاحتلال.
بسبب العلاقة الأسرية: زوجات المسؤولين السابقين وأخواتهم وبناتهم، أو نساء مرتبطات ببعثيين بارزين، أو نساء أو أسر من تلاحقهم قوات الاحتلال بتهمة المقاومة ... واعتقال المرأة هنا يأتي من باب التبعية للرجل أو لغرض الضغط على الرجل أياً كان أباً أم زوجاً أم أخاً أم ابناً، والضغط عليه بنسائه يعني ما ترمز له المرأة في المجتمع العراقي من قيمة عليا من قيم الشرف).
أي أن المرأة تتحول بيد الاستخبارات العسكرية الأمريكية وسلطات الاحتلال السياسية والعسكرية إلى وسيلة خطرة من وسائل الاحتلال والهيمنة والانتهاك بما يناقض خطاب بوش للمجتمع الأمريكي في أن أمريكا باحتلال العراق إنما جاءت لتحرر المرأة، وبما لا يتماشى مع برنامج بوش الانتخابي الذي أطلق فيه مفهومه لرفض التمييز عندما أكد - للناخب و الناخبة الأمريكية تحديداً - أن ضرب المرأة الحامل إنما يمثل حالة تمييز ضدها وضد الطفل وهذا ما سيعمل على محاربته ،علماً أنه في سجن أبو غريب وحسب شهادات المطلق سراحهم هناك عدد من النساء اللواتي ولدنّ داخل القضبان، فقد تم اعتقالهن وهن حوامل، وكما أن هناك امرأة اعتقلت في ضواحي مدينة كركوك وهي أم مرضعة لمولود عمره 18 يوماً فقط رمى جيش الاحتلال الطفل للجدة واعتقل الأم وحليبها يتدفق على ثوبها.
-سجينات بتهم كيدية من قبل مرضى نفسيين : مثل امرأة وشت بها أختها المصابة بفصام كما وشت بزوجها وابنها واعتقلوا جميعاً.
نشر المركز الدولي لرصد الاحتلال تقريراً على موقعه في الإنترنت حول السجينات السياسيات كما نشرت جريدة (تحت الاحتلال) الصادرة عنه في عددها الأول تقريراً عن 13 سجينة سياسية في سجون الاحتلال وحتى شهر كانون الثاني من عام 2004 لم يتسن لنا أن نصل إلى السجينات في معتقلات أخرى، ولم يتسن لنا دخول سجن أبو غريب لرصد حالة السجينات بسبب منع سلطات الاحتلال لأية جهة ولأيّ كان أو أية منظمة إنسانية أو حقوقية من السؤال عن المعتقلين والمعتقلات وليس من حق السجينة أو السجين توكيل محام وليس لأحد أياً كانت جنسيته ومهما كانت صفته الحق في تحريك قضايا السجناء حسب ما أوضحه وأثبته بشدة المسؤول الأمريكي عن السجون في العراق ويدعى (تشاك رايان جريدة تحت الاحتلال :العدد الأول /كانون الثاني 2004
أطلق سراح مجموعة من السجينات وبعضهن وردت أسماؤهن في التقرير المنشور في جريدة تحت الاحتلال،وهذا لا يعني أن حملة الاعتقالات للنساء توقفت،إنما امتدت مساحتها كما كبرت مساحة السجون الخاصة بالنساء لاسيما في سجن أبو غريب، وكانت حملات الاعتقالات تشمل نساء القرى المحيطة بالفلوجة بشكل مركز أثناء مداهمة جيش الاحتلال للبيوت بحثاً عن متهمين وشملت الحملات نساء شابات وعجائز، روى أحد الخارجين من سجن أبو غريب أنه شاهد بأم عينه امرأة عجوز تمشي على عكاز يتجاوز عمرها 80 عاماً.
حاولنا أن نلتقي بخمس نساء، والتقينا لاحقاً بعدد من المسجونين الذكور، رفضن ورفضوا ذكر الأسماء الصريحة والتصوير وحتى المواعيد الدقيقة للاعتقال وإطلاق السراح حتى لا تستدل قوات الاحتلال عليهم وتعيدهم وراء قضبان السجون وأسيجتها المكهربة بالذل.
الشاهدة الأولى نرمز لها ب(أ) قالت سأتحدث علناً وبصراحة خارج العراق، ومع هذا تحدثت إلينا ببعض الشهادات حتى بعد أن تمزقت الأوراق:
تقول المطلق سراحها (أ) التي اعتقلت لمدة خمسة أشهر تقريباً: اعتقلت في أحد أيام أيلول من عام 2003 تم اقتحام بيتنا وكأنه يمثل قاعدة عسكرية طائرات هليكوبتر تحلق فوقنا، مدرعات، أعداد من سيارات الجيب من طراز الهمر، شاحنات تحمل جنوداً مدججين بالسلاح، أنا من فتحت الباب لهم، وسألتهم عن غايتهم ، لم يجيبوا، جمعوا نساء البيت في الحديقة وعزلوا الرجال، سألونا عن أسمائنا، وبينما كنت أعرفهم بنفسي، تأبط بي المترجم العراقي وقال: إنها هدفنا السياسي، كان بعضهم يفتش البيت، جمعوا كتبي وأوراق أطروحتي الدراسية التي أعمل عليها والأقراص المضغوطة وجهاز الكمبيوتر، ثم طلبوا مني أن أصاحبهم لأمتثل إلى تحقيق سريع، ووعدوني بإعادتي بعد ساعة إلى البيت، واعتقلوا أحد أقاربي، وكانوا قد داهموا في الوقت نفسه منزل جارنا يعمل في السلك الدبلوماسي لكنه ينتمي إلى المحافظة نفسها التي أنتمي إليها، انتابني إحساس بأننا معتقلون لجذورنا العشائرية وليس لسبب آخر.
تقول الشاهدة: جاء هذا الاعتقال بعد أن تم إجراء لقاء صحفي لإحدى الصحف الأجنبية تحدثت فيه عن حق العراقي في الانتماء إلى منظمات جماهيرية غير حكومية وإن كانت قد عملت في ظل العهد السابق .أشك أن اعتقالي قد يكون له ارتباط بذلك التصريح.
ساقوني إلى منطقة (....) شمال بغداد، جعلوا من منطقة سكنية قيد التشييد مقراً لهم، كان الوقت يقترب من ساعة الغروب، وكانوا أيضاً قد شدوا على عيني، أدخلت إلى بيت لم يكتمل بناؤه، جعلوه معتقلاً أولياً، ثم أدخلت إلى غرفة معتمة تماماً، سدوا شباكها بحجارة من طابوق تلمست ما حولي، لم أكن أرى شيئاً من معالم الغرفة، تحسست ثلاثة أسرة حديدية بلا فراش فوقها، جلست على إحداها، كنت أسمع خشخشة، اقشعر جلدي ظننت أن حية تقترب مني، بعد لحظات نهش كائن إصبع قدمي كانت نهشة موجعة، أدركت أنه جرذ،صعدت إلى السرير وجلست مرتعبة فوقه. وأخذت أقرأ سوراً من القرآن والدعاء، لأقوي نفسي وأصبرها، كنت قلقة على أمي المشلولة وأخواتي، وكنت أشد قلقاً على قريبي الذي اعتقل معي ...مضى وقت واشتد الظلام حاولت أن أعجل بالتحقيق، ظناً مني بأن الأمر سينتهي حسب ما ادعوا، صحت طالبة أحد المسؤولين في هذا الموقع، أجابني أحدهم من خلف الباب المؤصد كررت المحاولة طالبة الدخول إلى دورة المياه هذه المرة، فتح الباب جرني الحارس إلى دورة مياه لم يكتمل بناؤها ، فالبيت كله كان مجرد هيكل تحت الإنشاء، توقفت قليلاً في ساحة مفتوحة استنشقت الهواء بجوع ثم أعادوني إلى الغرفة -السجن، تلمست الأرض بحثا ًعن شيء ما يقيني من لسعة المعدن الساخن للسرير العاري، كان الطقس حاراً وحديد السرير يلسع، وجدت علبة من ورق مقوى، فككتها ووضعتها على السرير وجلست فوقها.....عدت أسأل عن التحقيق جاءني الجواب من خلف الباب المؤصد: لاحقاً ..لاحقاً...صليت فوق الورق المقوى، وتمددت عليه علني أنام قليلاً، أخذ النور يتسلل من بين الطابوق الذي سدت به النافذة، أدركت أن الفجر تجاوزني، حاولت أن أكتشف المكان حولي استطعت أن أتبين سبب الخشخشة كان ثمة كارتونية مملوءة ببقايا أكل الجنود وعلب العصير الفارغة، وربما بعض الفضلات، وكان مرتعاً للجرذان وقد عضني أحدها.
أعطوني قنينة ماء وكيس فيه قطعة من الكعك، كان ذلك فطوري وغذائي وعشائي،كنت أتصبب عرقا ًوأخسر سوائل أكثر مما منحتني إياه قنينة الماء، في عصر يومي الأول داخل السجن دون أي سؤال أو جواب ، فتح الباب بعنف وأدخلت امرأة، كانت تصرخ من الخوف،استمرت تصرخ بما يشبه الهستيريا كانت خائفة من الظلام وصوت الخشخشة، وكان أكثر ما يخيفها عواقب السجن، وعلمت منها أن أختها المصابة بعصاب نفسي، بلّغت قوات الاحتلال عن كل أفراد الأسرة، الأخت والزوج والابن بأنهم يخبئون أسلحة في البيت، وتم اعتقال الجميع دون أن يجدوا أي قطعة سلاح وأية تهمة، وبقيت المرأة مسجونة عدة أشهر لهذا السبب وحده ولا أعرف أخبارها وإذا ما أطلق سراحها أو مازالت أسيرة وشاية أخت مجنونة.
وتتابع (أ) منتقلة إلى مرحلة سجن المطار: نقلت إلى المطار مع رفيقتي في السجن، استبدلنا ملابسنا بملابس أخرى، بعد ان تم تفتيشنا وتجريدنا من كل مقتنياتنا، ثم استدعيت للتحقيق، كان المحقق ضابطاً في الجيش الأمريكي أو جهاز الاستخبارات العسكرية، سألني عن اسمي وديني ومذهبي وعملي واهتماماتي في أثناء ذلك جرى حوار بيني وبينه، أوضحت فيه مفهومي عن العمل النسوي في المجتمع المدني، سره منطقي، وقال لي بأنه يتحدث مع امرأة متحضرة، استبشرت خيراً وأملت بإفراج قريب، غير أن الواقع على الأرض كان غير ما أشتهي،إذ تم تعريفي بالمكان الذي سأستقر فيه خلال مرحلة سجن المطار.
في خيمة ضمت ما يزيد على عشرين امرأة، كنا عشرة نساء كسجينات سياسيات (وذكرت لنا الأسماء والشخصيات، بعضها ورد في التقرير المنشور بجريدة تحت الاحتلال وبعضها لم يعرف مصيره، وأي سجن احتواه) أما النساء الأخريات، فكن متهمات بتهم مختلفة.
كانت الخيمة، خيمة النساء، تقع في جهة مقابلة لعشرات الخيم التي تضم السجناء من الذكور، كنا نستطيع أن نراهم من بعد...ومن كل الجهات، توفرت حمامات ومراحيض مبنية من الخشب، وترتفع عن الأرض (50سم) تقريباً ،كانت أقدام النساء وأسفل سيقانهم معرضة للفرجة وذلك يتناقض مع شريعتنا الإسلامية، مما أحرجنا كثيراُ ، وفي صبيحة أحد الأيام ، كانت السجينة(س) وهي امرأة برتبة وظيفة عالية، وسيدة محترمة وجليلة، كانت تستحم فنادت عليها إحدى المجندات الأمريكيات وكان يصحبها عدد من المجندين،ارتدت (س) ملابسها على عجل فوق جسدها المبلل، وربطت شعرها الذي كان يقطر ماء إلى الوراء، وهرعت إلى الساحة مستجيبة، قالت لها المجندة: نريد تفتيشك! يا للسخرية، يريدون تفتيشها وقد جردت من كل مقتنياتها إلا ملابس السجن ، أدركنا أنهم يريدون إذلالها ....أو أمر آخر، أوقفتها المجندة بحراسة جنديين، وجعلتها تمد ساعديها بشكل أفقي، وتبعد ساقيها إلى أبعد مسافة تستطيع، وأخذت تقرصها وتضغط على جسدها بما يشبه التفتيش، ثم فكت شعرها المعقوص بعنف وأخذت تشده كأنها تفتش عن شيء ما بين خصلاته، ثم ضربتها ما بين ساقيها على أنها تبحث عن شيء صلب، كررت العملية نفسها أربع مرات بشكل متوالي، كل مرة تقف فيها باتجاه واحد من الاتجاهات الأربعة، حينها أدركنا أنها يقوم بإذلالها أمام خيم السجناء من الرجال، مرسلة برقية لهم، هؤلاء نساؤكم بين أيدينا اعترفوا وإلا ...
وتحدثت (أ) عن السجينة (أم...)زوجة (....) وهو مسؤول متقاعد في ديوان الرئاسة، تم اعتقالها لإجبارها على تسليم نفسه:
(أم...) امرأة مثل كل النساء لكن زوجها مسؤول سابق في ديوان الرئاسة وقد أحيل إلى التقاعد من فترة طويلة قبل العدوان الأمريكي على العراق، تجاوز عمرها الستين عاماً، مصابة بتشمع الكبد وأمراض الكلية، وضعت في سجن (خيمة) مقفلة بمساحة فراش إسفنجي حجم مفرد، هو الفراش الموضوع لتنام عليه، منعت من الخروج إلى المرافق الصحية على مدى يومين كاملين، وتركت بلا ماء أو طعام مما اضطرها إلى استعمال زاوية من الفراش مرفقاً صحياً...
وتحدثت (أ) عن (أخوات طه ياسين رمضان) عضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الجمهورية في المرحلة السابقة قالت: لقد اعتقلوا أخوات طه ياسين رمضان الأربعة، عذبن تعذيباً شرسا، كانت أصوات صراخهن تملأ السماء والأرض، وفي النهاية جعلوا الكلاب البوليسية تهجم عليهن، مما دفع بالأخت الصغرى لتدلهن على البيوت والأماكن التي تظن أن أخاها يمكن أن ينتقل بينها، دون أن تكون متأكدة بالطبع من وجوده في أي منها.
(17 مرة) كان اللقاء ب(أ) متقطعاً وكانت الشهادة شفوية بعد أن تم تمزيق الأوراق، أمضينا أكثر من أربع ساعات نسمعها، ثم تأخذنا المطلق سراحها إلى مناطق أخرى من الكلام،إذ أصرت على أن لا ينشر اللقاء، وأن لا يشار إلى اسمها وهويتها في أي حديث جانبي، قالت إنما أتحدث إليكم الآن لتدركوا قيمة المرأة عند المحتلين، بل قيمة الإنسان .... إلا أن المرأة تبقى عندهم وسيلة وسلعة مهما تشدقوا بغير ذلك، في جانب من حديثها تطرقت إلى مرحلة سجن التسفيرات في الرصافة:
وضعنا بشكل مختلط في هذا السجن سجينات متهمات بانتمائهن السياسي والعقائدي -كونهن بعثيات فحسب- وسجينات أخريات بتهمة السرقة والقتل والزنا، كانت قاعتنا التي تضم 56 سجينة تقريباً مفتوحة من الجهتين على ممر مفتوح هو الآخر يؤدي إلى قاعات السجناء الرجال، تقف بيننا القضبان الحديدية، في الشتاء كان البرد شديداً وتيار الهواء يزيد الأمر سوءاً، وكانت الفتحات العليا للقاعة غير مغلقة بالزجاج، كانت الأمراض تؤذينا، أمراض المعدة والقولون والإسهال وأمراض الصدر والرشح والتهاب الأذن، وكنا نستحم بالماء البارد لمدة طويلة، وحتى بعد ان أصلحت السخانات، فإنها سرعان ما تتعطل بسبب الضغط على استخدامها، كما أنها تعجز عن تسخين الماء لكل النساء، لاسيما أن الماء يقفل من السخانات بعد فترة السماح باستخدامه للاستحمام وغسل الملابس، كنا ننشر ملابسنا على الأسرّة والقضبان الحديدية ، الطعام كان رديئاً، وجبتان في اليوم ، الوجبة الأولى فطور وغذاء مشترك هو عبارة عن قبضة أرز و"مرق أحمر" فاصوليا أو عدس أو باذنجان،"المرق" يقدم لزجاً ودسماً جداً لذلك غالباً ما كنا نصاب بالإسهال . في هذا السجن (عند هذا المفترق، قدمت فمها من أذني موشوشة، رغم أنه لم يكن أحد سوانا في الغرفة) تم الاعتداء الجنسي على امرأة لا ندري من هي ولماذا سجنت 17 مرة في ليلة واحدة من قبل الشرطة العراقية بمعرفة سلطات السجن الأمريكية، المرأة بعدها فقدت اتزانها صمتت ومرضت ولم تكف عن القيء، ثم غابت عنا، ولم ندر ما هي أخبارها.
أفرج عن (أ) بعد خمسة أشهر، إنها اليوم حبيسة دارها،لا تخرج منه، تشعر أن دنياها قد انتهت... قالت: ليس ثمة جدوى ...إنها العولمة،أمريكا ستأخذنا بعيداً عن قيمنا وعقائدنا وثرواتنا وأرضنا.
علامة في الرأس: كانت (أ) قد أعطتنا عنوان زميلة لها في السجن هي (ب) تخرجت من كلية الحقوق وتكتب الشعر، قالت أنها مستعدة أن تبوح بكل شيء وعلى الملأ، شاركتنا البحث عنها ممثلة عن منظمة العفو الدولية، توجهنا إلى العنوان المقصود، قيل لنا أنها رحلت للتو، دلنا من يعرف طريقها على بيت أقاربها، ما أن قرعنا الباب حتى جن جنون أهل البيت، تنصلوا عن معرفتهم بمكانها وأخبارها، وقالوا: لم نشاهدها منذ عهد بعيد، لأننا على قطيعة معها، وطردنا بأدب.
حاولنا مجدداً على العنوان الأول وبدون مصاحبة مندوبة منظمة العفو الدولية هذه المرة واستطعنا أن نجدها. أخبرناها أن زميلتها (أ) هي التي أرسلتنا إليها، قالت : كم أحبها ...لقد كتبت لها وعنها عدة قصائد ، إنها امرأة صبورة ومحترمة.
رفضت (ب) الإدلاء بأي شيء حديث، قالت : أنا مستعدة لأقول كل شيء إذا ما أخرجتموني خارج العراق، هنا لن أقول حرفاً وأخفضت رأسها ثم فرقت ما بين شعرها وأرتنا علامة جرح أخذ يندمل، لكن الشعر لم ينم مكانه وأخبرتنا غاضبة : سرقت أموالي، وتاهت عائلتي، إنني أخاف على أبنائي لقد وزعتهم بين الأقارب.
تعهدنا ان لا نذكر اسمها أو هويتها، أعطتنا موعداً في اليوم التالي، قالت لنا قبل أن نرحل: جعلوني أخلط البراز بالبول مع النفط حتى يتم إحراق بقايا (براز) السجناء والجنود الأمريكيين، بعدها لم استطع أن أتناول الطعام ، وأصبت بحساسية في الصدر وللآن أشعر بالغثيان و الرغبة بالتقيؤ كلما تذكرت تلك المواقف، وكنت قبلها مقيدة بالسلاسل لمدة 27 يوماً ....ماذا تريدون أن أقول أكثر؟
في اليوم التالي لم تأت إلى الموعد، ثم أخذت تتهرب منا، ثم أبلغنا الوسيط بيننا بكل صراحة قال: دعوها وشأنها وراءها أسرة، إنها خائفة.
أخذنا أحد الأصدقاء إلى بيت قريب له -رافقتنا ممثلة منظمة العفو الدولية- أخبرنا أن امرأة خرجت من سجن أبو غريب منذ يومين (الواقعة كانت في شهر شباط 2004) استقبلنا قريب المطلق سراحها (ج) عند الباب الخارجي للبيت، واعتذر لنا نيابة عن قريبته، كررنا التعهد نفسه بعدم الإفصاح عن الأسماء، وأن شهادتها مهمة لصالح غيرها من النساء، دخل إلى البيت ثم رجع وهو أشد عناداً قال: إنها تعتذر... وأنا أيضاً أعتذر لقد انتهك العراق كله، فأية قيمة لهذه المرأة بعد الآن ...دعونا وشأننا.
اعتقلت (د) من أصل فلسطيني من قبل الشرطة العراقية، ضربت وعذبت وجلدت على ظهرها بتهمة غير واضحة، قال أخوها: عادت إلينا ممزقة الثياب، وقال: عدا صراخها كانت تسمع صراخ امرأة أخرى، كان واضحاً أنها تعذب بشكل أليم ، وعلمت أن تلك المرأة تعمل سكرتيرة في الاتحاد العام لنساء العراق، وكنا قد علمنا في الوقت ذاته أن افتخار السامرائي نائبة رئيسة الاتحاد العام لنساء العراق اعتقلت من قبل قوات الاحتلال ، رغم أنها عرفت بنفسها بمجرد احتلال بغداد، وقالوا لها وقتها وماذا نريد من امرأة نقابية عودي إلى بيتك وقد وقعت الحادثة في شهر شباط أيضاً.
طلبنا الالتقاء ب (د) رفض أخوها رفضاً قاطعاً ، وقال السلطة العراقية اعتقلتها وسلطات الاحتلال أطلقت سراحها ، لا تريد أن تتحرش بالوحش، وعلمنا أنها سافرت بعد أيام من إطلاق سراحها، منهية وجودها في العراق علماً أنها من لاجئ فلسطين عام 1948.
أما السجينة (ه) فقد زارت المركز الدولي لرصد الاحتلال وتحدثت عن واقعة الإفراج عنها بعد اعتقالها، هي عضوة فرقة في حزب البعث العربي الاشتراكي -وهو مستوى قيادي صغير- اعتقلت لأيام فقط وحقق معها ثم أطلق سراحها، وفي أثناء خروجها من السجن قال لها المترجم العراقي: إنك الآن في طريقك لمقابلة مسؤول السجن الأمريكي، سيسألك عن مستوى الطعام والشراب و العناية وفيما إذا عذبت أم لا، إذا كانت إجاباتك سلبية تعودين إلى السجن، اكتفي بالقول كل شيء كان جيداً حتى يطلق سراحك ....وحصل ما يجعلها طليقة: قالت للمسؤول ...كل شيء كان جيداً.
المساجين الرجال يشهدون أيضاً
كانت السيدة ميادة على عضوة منتدى المرأة الثقافي تنتظر عند بوابة سجن أبو غريب السماح لها برؤية ابنها السجين، عندما أطلق سراح مجموعة من السجناء ، اقتربت من أحدهم محاولة أن تستوضح أحوال السجناء ولتسأل عن ابنها عله شاهده، لم يساعدها الحظ ، فالسجين لم يكن يعرف ابنها، لكنه فاجأها بقوله: يا خالة هناك قضية بشعة تحصل في السجن، قبل أيام قاد جنود الاحتلال امرأة عارية من أمام خيم السجناء ثم رموها بين الرجال في واحدة من الخيم ، مما جعل أحدهم يرمي عليها بغطائه القريب منه، اتصلت ميادة بنا وسألتنا هل حقاً يحدث ذلك؟
كان العراقيون قد قرؤوا رسالة منسوبة إلى سجينة في أبو غريب، تطالب فيها الشرفاء من شعبها أن يقصفوا السجن حتى يغسلوا العار الذي وقع على السجينات، بعد أن تعرضن لأبشع أنواع الانتهاك الجنسي، حملت الرسالة توقيع نور. ردة الفعل حول هذه الرسالة اتسمت بالريبة، وشكك البعض أن الرسالة قد تكون مفتعلة، الغرض منها إثارة الشارع العراقي.
كثر الحديث عن أشكال الانتهاك الجنسي للمرأة السجينة، إلى أن قدم لنا رسام الكاريكاتير عدنان الجبوري شهادة مكتوبة لأحد السجناء المطلق سراحهم في أوائل آذار2004 ، وهو قريب له وابن الحي الذي يسكن فيه طلبنا أن نلتقي به ليقدم شهادته حول أوضاع السجناء رجالاً ونساءً وجها لوجه، وافق الرجل(و) على ان نحتفظ بسرية هويته، ونكتفي أن نورد من شهادته ما يخص حالات انتهاك المرأة والتي جاء بعضها ليمثل (حالة نموذجية) لانتهاك مزدوج:انتهاك السجينة بانتهاك السجين، قال (و):
في صباح من صباحات السجن، مرت بنا شاحنة مكشوفة فيها ثلاث نساء وجدت زميلي يخفض رأسه ثم ينسحب إلى داخل الخيمة، حاولت ان أهدئ روعه، فمشهد النساء داخل المعتقل مؤلم ، وإذ به يقول بانكسار:إنهما أمي وأختي، ولم أتعرف على الثالثة ثم أدار ظهره إلينا وأغمض عينيه هرباً إلى النوم ، هذا كل ما يستطيع فعله. وتابع(و) في حادثة أخرى فوجئنا بجنود الاحتلال يسوقون أمامهم امرأة ثلاثينية ممزقة الثياب تماماً وشبه عارية، مقيدة الساعدين من الأمام ، كانت تسير ذليلة محاولة أن تلملم جسدها محاولة ستر عريها، أحدنا خلع ثوبه ورماه عليها، ووجدنا أنفسنا نعاني الذل نفسه، نخفض رؤوسنا لاشيء نستطيع فعله. وفي حالة ثالثة قال فيها: شاركني الخيمة شاب يبلغ من العمر 35 عاماً تقريباً كان وسيماً ومؤدباً وكيساً، فوجئنا بأنه طلب للتحقيق رغم أن التحقيق معه انتهى، غاب عنا لأيام طويلة وعندما عاد، كان يحمل وجهاً آخر وحدثنا عما حصل له:
تقدمت نحوه مجندة أمريكية من بين جنود الاحتلال وقالت له أنها تراه وسيماً وذا هيئة رجولية وأنها تتمنى أن تحصل منه على طفل ، وأخذت تراوده عن نفسه، خلعت عنه ملابسه تماماً -على النحو الذي شاهده العالم في فظائع أبي غريب- أبت نفس الرجل المتدينة هذا الفعل الشائن ولم يستجب لها، وضعت قطعة قماش فوق عينيه وسحبته بيدها من منطقة حساسة في جسمه قائلة: سترى ما يعجبك، لفت به مكاناً بشكل دائري، ثم سارت به لمسافة 50 متراً تقريباً ، ورفعت قطعة القماش عن عينيه ليجد نفسه عارياً في سجن النساء، بينهن نساء عاريات ولفت نظره امرأة عجوز بكامل ملابسها تجلس مطأطئة الرأس، قالت المجندة: انتبه ....ان الكاميرات تصور المكان، وبقي في ذلك المكان 17 يوماً.
وطلب السجين(و) في اللقاء الذي أجريناه معه ونشر على موقع المركز الدولي لرصد الاحتلال على شبكة الإنترنت بتفتيش جنود الاحتلال في طريق عودتهم إلى بلدهم عند هبوطهم في أول مطار بعد مغادرتهم العراق، لتكتشف منظمات حقوق الإنسان الأفلام المسجلة على الأقراص المضغوطة، والتي ثبتت أن الاحتلال جاء ليكسر نفس العراقي الأبية.
ملاحظة: تم تسجيل شهادة (و) بالصوت والصورة المشوشة وتم توثيقها في شهر شباط عام 2004.
في لقاء مع السجين(ك) الذي أطلق سراحه في أواخر شباط من هذا العام رفض أيضاً ذكر اسمه الصريح، أو الإشارة إلى الأماكن التي تم انتقاله منها بالتسلسل وصولاً إلى سجن أبو غريب خوفاً من تشخيصه وإعادة اعتقاله، أكد بما يخص مشاهداته حول المرأة في المعتقلات التالي: بينما كنت أنقل من المعتقل إلى السجن توقفت بنا الشاحنة في منحدر، وكانت سيارة أخرى تنقل امرأتين كأنهما ابنة وأمها، كان جندي الاحتلال حينها قد أسقطني أرضاً واضعاً قدمه فوق رقبتي، رفع رأسي لأرى المرأتين،كان المطر شديد الانهمار، كانت الشابة حافية،بكيت ،فقد كنت مكبلاً وأسيراً لا أستطيع الدفاع عن نسائنا.
وفي صورة أخرى للانتهاك النفسي قال (ك: تعرضت في تحقيقين إلى أسئلة مستفزة من قبل المحقق الأمريكي، إذ جاءت أسئلته عن طفولتي،وفيما إذا تعرضت لتحرشات جنسية ، وعن مراهقتي وفيما إذا مارست الجنس مع الحيوانات، ثم سألني كيف أراه، وأن على أن أنظر في عينيه ملياً....تماسكت وضبطت أعصابي وقلت له أنني مسلم ،والمسلم يتطهر بالصلاة والصوم و العبادات ثم أخبرته أنني جد ولا أهتم إلا بحفيدتي، سخر مني وقال: هل أن زوجتك جميلة ،وبصق على الأرض، ثم ترك كرسيه وخرج من غرفة التحقيق، وتكرر ذلك مع معتقل آخر ،كان زميلي في السجن عجوز ملتح يعمر 65 عاماً،تعرض للأسئلة نفسها ،ثم سأله المحقق : هل نحضر لك زوجتك وابنتك، يقول(ك) بصق زميلي هذه المرة في وجه المحقق وجاءنا والدموع تسيل على وجهه،وراح يصلي دون انقطاع وامتنع عن الكلام بشكل كامل.
وتحدث(س) الذي سجن لمدة 67 يوماً في أم قصر وسجل له المركز الدولي لرصد الاحتلال شريطاً بالصوت والصورة عرض أمام الكونغرس الأمريكي،تحدث عن ثلاثة خيم في معتقل أم قصر تضم سجناء من الأطفال الأحداث وخيمة خاصة بالنساء وقال أنه تعرض للضرب الشديد في أثناء التحقيق معه عندما رأى طفلة عمرها 12 عاماً تخضع للتحقيق، فثارت ثائرته وسأل ممثلة حقوق الإنسان التي تحمل رتبة عسكرية في الجيش الأمريكي عن الحرية والديمقراطية التي بشرت سلطات الاحتلال العراقيين بها فأجابته -كما قال-:Freedom for American not for Iraqi
ليس صعباً الاستنتاج الذي يؤكد أن التعامل مع المرأة في معتقلات الاحتلال، واستعمالها وسيلة لانتهاك الرجل من جهة ، وانتهاكها كمخلوق هش عندما يتعلق الأمر بالشرف من جهة أخرى، إنما يعكس منهجاً مدروساً اتبعه المحتلون بعد دراستهم للبنية النفسية والاجتماعية للمجتمع العراقي ،واعتمدوه وسيلة لتهشيم صورة العراقي إزاء نفسه، وصورة المرأة إزاء نفسها، بما يعكس الرغبة المجنونة التي تتحكم بالسياسية الأمريكية في إجراء التغيير عنوة وبالقوة وبالمطرقة على بنية المجتمع العراقي محاولة (لي عنق التاريخ والجغرافية بما يعّبد الأرض للمشروع الأمريكي الشرق أوسطي)، ولان النظام الرأسمالي الاستعماري قاد غزوة العولمة إلى العراق تأصيلاً للحالة الاستعمارية فإن الإنسان العراقي يبدو رقماً غير مهم يصلح للقتل والانتهاك والإلغاء، والمرأة صورة مجسدة للإلغاء والانتهاك ليس إلا.
هيئة إرادة المرأة / دار بابل
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق