بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يناير 2010

الإمبراطورية الأميركية بداية النهاية (الفصل الخامس 4)

ملاحق الفصل الخامس
خسارتنا في العراق اكبر من فيتنام !,
بريجيت جبسون
يجب النظر إلى خسارتنا في جنودنا في العراق ضمن اطر الحاضر والماضي . فمعيارنا الوحيد المناسب هو مقارنة خسارة الأرواح الحالية مع الخسائر السابقة. في خلال السنتين الاوليين من حربنا في فيتنام 1963 و 1964كان عدد القتلى من الجنود 324، في حين ان حربنا في العراق عام 1991 كبدتنا 147 جنديا ، ولكن منذ 20 مارس هذا العام حتى 17 تشرين اول /اكتوبر ، كان العدد 336 ، وهذا يعني ان خسارتنا في جنودنا خلال سبعة اشهر من الحرب على العراق تجاوزت اعداد القتلى خلال سنتين في فيتنام.
وقد ذكرت الانباء انه في يوم 19 تشرين اول /اكتوبر وحده كان هناك 43 هجوما على قواتنا . اذا كان 1 آيار /مايو هو تاريخ انتهاء (المعارك الرئيسية ) فلماذا تستمر الخسارة ؟ ولماذا لا يقل عدد القتلى ؟ ولماذا مازلنا نقاتل في انحاء العراق ؟
في 18 تشرين او ل/اكتوبر قال اللفتنانت جنرال توماس متز للصحفيين انه من المحتمل ان تبقى القوات الامريكية في العراق حتى عام 2006 . فهل كان مشهد (إنجاز المهمة) المسرحي على ظهر حاملة الطائرات ابراهام لنكولن في 1 آيار / مايو هو مجرد خطأ في الحسابات أم خداع ؟
لقد بدأ جورج بوش حملة دعائية جديدة لترويج استمرار احتلالنا العسكري للعراق . وقد أعلن انه يعتقد ان الاعلام قد ركز كثيرا على مقتل رجالنا ونسائنا ويعتقد اننا لا نسمع كثيرا عن الجوانب الإيجابية التي تحدث في العراق وقال انه (سيحتضن ) بنفسه أمهات وزوجات الجنود الذين فقدوا حياتهم في هذه الحرب على الرغم من انه لم يحضر جنازة أي منهم .
في بداية هذه المغامرة العسكرية ، طلب جورج بوش من الكونغرس الموافقة على تخصيص مبلغ 79 بليون دولار لتغطية تكاليف سنة واحدة . ثم وافق الكونغرس مؤخرا على 87 بليون دولار إضافية مما يعني ان تكاليف سنة واحدة أصبحت 166 بليون دولار . وقد أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية بيانها للسنة المالية المنتهية في 30/9/2003 كاشفة عن عجز لتلك الفترة يبلغ 374 بليون دولار . وهذا العجز لا يشمل المبالغ التي اقتطعت من صندوق الضمان الاجتماعي بمبلغ 160 بليون دولار ولا المبالغ التي استقطعت من صناديق التقاعد الأخرى التي تديرها الحكومة . وبدون هذين المبلغين كان يمكن للعجز أن يزيد على 500 بليون دولار لسنة واحدة .
في عام 1965 فقدنا 1863 جنديا وبعد عام واحد فقط في 1966 فقدنا 11153 وكان إجمالي خسارتنا في فيتنام اكثر 58 ألف جندي إضافة إلى أعباء مالية انحدرت بأمتنا من اقتصاد الفائض إلى العجز .
ان التاريخ يعيد نفسه لأن البشر بطبيعتهم لا يعتبرون بدروسه ، ولكن بلادنا ومواطنيها الذين اثبتوا دائما قدرتهم على التطور الإيجابي يستطيعون بشكل جماعي أن يقنعوا الحكومة بأن تتوقف عن مشاريعها الإمبريالية .
***
لماذا تتجاهل وسائل الإعلام الأميركية أخبار الجنود القتلى؟
ميدل ايست اونلاين: نيويورك: يتصاعد الجدل في الولايات المتحدة حول إيراد أخبار مقتل الجنود الأميركيين شبه اليومية في العراق، في وقت يعيد بعض الخبراء تردد وسائل الإعلام في إثارة هذه الأخبار إلى الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش.
وتعتبر صور جثث الجنود القتلى في ساحة المعركة أو النعوش المغطاة بالعلم الأميركي بمثابة كابوس للرأي العام الأميركي، وذلك منذ حرب فيتنام.
علماً انه تم الأسبوع الماضي تخطي الحاجز النفسي المتمثل ببلوغ عدد القتلى الأميركيين في العراق أكثر من مئة منذ إعلان بوش في الأول من أيار/مايو عن انتهاء العمليات العسكرية الأساسية. ولا يشمل هذا الرقم عدد الجنود الذي قتلوا في حوادث سير أو عوارض صحية أو عمليات انتحار.
ويرى المحافظون أن وسائل الإعلام يسكنها هاجس التحدث عن هذه الاحصاءات، بينما يرى الخبراء الذين يميلون إلى المعارضة، على نقيض ذلك، أن إدارة بوش تمارس ضغوطاً على التلفزيون والصحافة المكتوبة لدفعها إلى عدم التوقف عند هذه المسألة.
ويقول أستاذ وسائل الإعلام في جامعة نيويورك مارك ميلر إنها مقولة قديمة تقوم على كذبة مفادها أن الولايات المتحدة خسرت حرب فيتنام بسبب تغطية إعلامية سلبية جداً.
إلاَّ أن الخبراء يتفقون بمجملهم على الإشارة إلى أن معظم محطات التلفزة تورد أخبار الوفيات في العراق، إلاَّ أنها لا تسلط الضوء على مسألة الاحصاءات.
ويقول أستاذ الاتصالات في جامعة واشنطن كريستوفر سمبسون في البداية، كانت التغطية تشمل التفاصيل الشخصية للضحايا. ويضيف "كنا نرى صوراً وكانت لدينا أسماء. ولكن مع ازدياد عدد القتلى أصبحت التغطية بعيدة عن الأشخاص واكثر تجرداً.
ونشرت صحيفة نيوز داي النيويوركية صوراً ونبذات عن خمسة جنود أميركيين قتلوا في العراق، مع تعليق مرير: (أشخاص مجهولون يموتون في الظلمة). والصحافيون الذين يلبون الأوامر لا يشعرون بالحاجة للكتابة عنهم. وحدهم الشبان الذين كانوا إلى جانبهم يعرفون من كان هؤلاء القتلى.
وتبدو التغطية أكثر صعوبة مع الحظر المفروض على نشر أي صورة لإعادة جثث الجنود إلى بلادهم. وعادة، يكون لصور النعوش المغطاة بالعلم الأميركي تأثير كبير على الرأي العام الأميركي. وقد منع المصورون وفرق التلفزة، على مدى أكثر من عشر سنوات، من الدخول إلى قاعدة دوفر الجوية (ديلاوير، شرق) حيث كانت تنقل جثث الجنود الأميركيين المقتولين في ساحات المعارك. وتم تجديد هذا الحظر في آذار/مارس، عشية اندلاع الحرب على العراق.
وجاء في افتتاحية في صحيفة (يو اس ايه توداي) الخميس أن إخفاء هذه الأمور المأساوية هو رد يزيد في قلق الرأي العام إزاء الحرب. واعتبرت الصحيفة أن دعم الانتشار الأميركي في العراق على المدى البعيد يستند إلى الصدق في المعلومات.
أفاد استطلاع حديث للرأي نشرت نتائجه صحيفة (واشنطن بوست) ومحطة (اي بي سي) الاميركيتان أن 55% من الأميركيين يعتبرون أن حصيلة القتلى في العراق غير مقبولة.
وإذا كان تم استبعاد القتلى من تحت الأضواء، فان الجرحى لا يردون حتى في الاحصاءات. وباستثناء جيسيكا لينش التي أسرها العراقيون والتي حظي تحريرها في خضم الحرب باهتمام إعلامي كبير، لم ينشر أي مقال معمق عن الجرحى. في حين يبقى عددهم الحقيقي محط تكهنات.
***
تراكم الأكاذيب الصغيرة
من يوميات وليام باولز في موقعه الشخصي على الانترنيت
جالس هنا في حالي، منهمك بأموري الخاصة وأنا استمع إلى برنامج (من مراسلينا ) على راديو 4 في البي بي سي ، وتقرير عن الأوضاع في العراق حين صفعت أذني الكذبة الكبيرة التالية حول الحالة في العراق بعد 12 عاماً من الحصار المدمر وحربين واحتلال. كان المراسل يقول : لا يمكن أن تتوقعوا منا أن نصلح بهذه السرعة التدمير والإهمال الذي خلفته 30 عاما من ديكتاتورية صدام.
اسمعوا . . يمكنني أن احتمل مئات العينات من (الإهانات الصغيرة) مثل هذه لذكائنا . ولكن هذه ليست هي القضية. ربما يظن المرء أن هذه الجملة الصغيرة لا تستحق أن نأبه لها لأن ما يهم حقاً هو الكذبة الكبيرة . ولكن في الواقع أن الكذبة الكبيرة لا تتشكل بهذه الطريقة، بل عبر التأثير التراكمي لمثل هذه الادعاءات وهذا ما يجب أن ندركه. فهذه الجملة التي اقتبستها تنطوي على عالم كامل من وجهات النظر. ومن المعلوم أنه لمدة ثلاثين عاماً كان في العراق (رغم نظامه الديكتاتوري) نهضة صناعة حديثة وبنى تحتية وطبقة متوسطة مثقفة ونظام صحي ناجح ونظام تعليم ومواصلات واتصالات … إلى أن دمرنا كل ذلك
إن إذاعة البي بي سي هي شريك مباشر في تبرئة قوات الاحتلال من مسؤولية الأوضاع الحالية في العراق، لأن تكرار مثل هذه الأكاذيب الصغيرة يؤدي بها إلى أن تصبح (آراء مقبولة ) تدخل حواراتنا العامة مثل ( هل رأيت برنامج البارحة في التلفزيون عن أوضاع العراق ) إن الأفكار المفسرة للأحداث تتشكل عبر افتراضات ثم تصبح نقطة بدء أي مناقشات كحقيقة مسلم بها ويهمل ماعداها.
ثم إن الصحفي أخذ على عاتقه أن يتحدث بالنيابة عن الغرب ويتماهى معه، وطبعاً إذا بحثنا عن أصل هذه الحالة لوجدنا أنها الرقابة الذاتية التي يمارسها الصحفي بالنيابة عن الإعلام المسيطر؛ والأصل يبدأ في النظام التعليمي حيث يغذى الصحفيون بكذبة وجود شيء اسمه الصحافة الموضوعية. فكيف توصل هذا المراسل إلى الاستنتاج الذي اقتبسته آنفا ورماه في طريقنا بلامبالاة؟
إذا كان افتراضاً فعلى أي شيء بناه ؟ هل هي ملاحظة الواقع الراهن ؟ أم دراسة أجراها في تاريخ تطور العراق خلال 30 سنة الماضية ؟
في نظر الصحفي هذا يصبح العراق رسماً كاريكاتورياً مسطحاً وذا بعد واحد، مجرداً من تاريخه و التقرير الذي يبثه يتنكر بقناع التحليل السياسي. والصحفي نفسه يلقي (موعظته) عن الأحوال المؤسفة بنبرة محسوبة ورزينة، وكأنه يتحدث بموضوعية. والسؤال هو هل سيذكر نفس المراسل إذا توغل في أعماق الجنوب الريفي للولايات المتحدة أن 400 سنة من التدمير والإهمال الذي خلفه النظام الرأسمالي هو الذي خلق الفقر والبطالة هناك وإن ذلك ارث العبودية والعنصرية ؟
***
غالبية الأمريكيين يعتقدون الآن أن حرب العراق لم يكن لها ما يبررها
3/ 10/ 2003م: مفكرة الإسلام: أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الإخبارية التلفزيونية سي.بي.إس وصحيفة نيويورك تايمز أن غالبية الأمريكيين يعتقدون الآن أن حرب العراق لم يكن لها ما يبررها وأن مستويات التأييد الشعبي للرئيس جورج بوش اقتربت من مستوى قياسي منخفض لفترة رئاسته.
وكشف الاستطلاع عن انخفاض التأييد لأداء بوش في السياسة الخارجية الذي حظي بنسبة تأييد بلغت 44 % فقط, ولا يثق 50 % من بين الخاضعين للاستطلاع في قدرة الرئيس على معالجة أزمة عالمية و53 % منهم يعتقدون الآن أن حرب العراق لم يكن لها ما يبررها.
وقال الاستطلاع إن معدل التأييد الإجمالي لبوش في أداء مهام وظيفته أكثر قليلاً من 50 % أي عاد إلى المستوى الذي كان يتمتع به قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام 2001 وهذا يعد انخفاضاً حاداً عن نسبة 89 التي حظي بها بعد هجمات سبتمبر.
وقال المؤرخ جيمس تي. سميث لقناة سي.بي.إس التليفزيونية الإخبارية إن هبوط جورج بوش على حاملة الطائرات وإعلان انتهاء الصراع، فهذا النوع الوردي من استعراض النصر بالتأكيد رفع المعدلات.. وأضاف والآن هذه التوقعات تتهاوى لأن الناس يرون أن الوضع في العراق لم يمض حسب الخطة.
***
أسلحة الدمار الشامل
‏04‏/10‏/2003م: أعلن (ديفيد كاي)، رئيس لجنة التفتيش التي كلفها الكونغرس الأميركي للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، أن عمليات البحث عن أسلحة للدمار الشامل في العراق لم تؤد إلى العثور على أي منها، لكنه لم يستبعد أن تكون أسلحة من هذا النوع نقلت إلى الدول المجاورة للعراق قبل شن الحرب.
لذا سيطرت تطورات الملف العراقي على معظم العناوين والافتتاحيات في الصحف البريطانية الصادرة اليوم الجمعة بعدما أقر تقرير أمريكي بعدم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق بعد ثلاثة أشهر من البحث والتحقيق.
صحيفة الجارديان أفردت صفحتها الأولى للموضوع، وقالت: قصة العراق حتى الآن. وتحته ثلاث صور الأولى لحشود عسكرية تقول: مئتا ألف جندي، والثانية لعراقي يبكي أمام جثة قتيل وتعليق يقول: عشرة آلاف قتيل، والثالثة لقنينة صغيرة وتعليق يقول: قنينة سم البوتولونيوم. ثم عنوان رئيسي يقول: لا توجد أسلحة محظورة.
صحيفة الإندبندنت جعلت عنوانها الرئيسي مزيجاً من الكلمات والأرقام. الكلمات باللون الأسود والأرقام باللون الأحمر وقالت: 1200 خبيراً أمضوا في العراق 90 يوماً وبتكلفة 300 مليون دولار وعدد الأسلحة التي عثروا عليها صفر . ومن جهتهم، أدلى المعارضون الأميركيون للحرب ضد العراق بدلوهم في توجيه الاتهامات إلى إدارة الرئيس جورج بوش:
كلارك يتهم إدارة بوش بخداع الأميركيين
6/ 10/ 2003م: ميدل ايست اونلاين - كريستال سيتي (الولايات المتحدة) - اتهم ويسلي كلارك المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية الجمعة إدارة الرئيس جورج بوش "بالتلاعب" بالمعلومات التي استندت إليها لشن الحرب على العراق.
قال كلارك في كلمة أمام صحافيين إن »قرار خوض الحرب لم يكن إجبارياً، لم نكن مضطرين إلى ذلك«. ودعا إلى فتح تحقيق مستقل في الطريقة التي استخدمت بها إدارة بوش معلومات الاستخبارات لإقناع الشعب الأميركي بضرورة شن الحرب على العراق. وقال إن إدارة بوش »تتعامل مع المسألة بشكل عكسي. فهي تبدأ بالحل ثم توجد له مشكلة وتتلاعب بالحقائق لتناسب الوضع«.
وكان الرئيس الأميركي قد برر شن الحرب على العراق بامتلاك الرئيس العراقي السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل والتي لم يعثر على أي منها حتى الآن. ورأى كلارك ان النتيجة حتى الآن هي »تكاليف وعراقيل هائلة سنواجه المزيد منها في المستقبل«. وأشار إلى أن »الإدارة تسعى إلى (...) الحكم ضد إرادة الأكثرية«، وتلجأ لذلك إلى »حقائق محرفة والصمت والأسرار والتعتيم«.
وأكد أن إدارة بوش »أرهبت جميع معارضيها من خلال الرد على جميع الذين يسألونها عن الوقائع ويتحدون منطقها«. وطلب من جديد تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في التسريبات التي كشفت هوية عميل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
وفي واشنطن، وجه أعضاء ديموقراطيون في مجلس الشيوخ انتقادات إلى إدارة بوش في أعقاب نشر تقرير رئيس الفريق الأميركي البريطاني للبحث عن الأسلحة في العراق ديفيد كاي الذي لم يتحدث عن العثور على أي اثر لأسلحة دمار شامل في العراق.
وقال السناتور إدوارد كينيدي الديموقراطي من ماساشوستس (شمال شرق) وعضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، بعد الاستماع هذا الصباح إلى تقرير ديفيد كاي، من الواضح أن العراق لم يشكل أبداً أي تهديد. وأضاف كان من الخطأ تعريض حياة الأميركيين للخطر بسبب قضية مشكوك في أمرها ولا يزال عدد كبير منا يعتقد أن هذه الحرب كانت خطأ.
وأعلن السناتور كارل ليفين المسؤول الثاني في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن عدم العثور على أسلحة دمار شامل يعزز ضرورة أن يحدد التحقيق الجاري حول أجهزتنا الاستخباراتية ما إذا كانت تلك المعلومات قد تم التلاعب بها أو تضخيمها.
***
احتلال العراق يستنزف قدرات الجيش الأمريكي
‏06‏/10‏/2003مفكرة الإسلام : فيما يبدو أنه النهاية لحلم الإمبراطورية الأمريكية، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن أعباء احتلال العراق ستبدأ في استنزاف قدرة الجيش الأمريكي على نشر قوات قتالية مدربة في مختلف أنحاء العالم خلال عدة أشهر، مشيرة إلى أن إدارة جورج بوش الرئيس الأمريكي تلقت تحذيرات تشير إلى تدهور صناعة النفط العراقية بما لا يمكن التعويل عليه كثيراً في إعادة الإعمار .
وقالت الصحيفة إن احتلال العراق سيعمل على المدى الطويل في إرباك حياة الآلاف من أسر العسكريين وستعرض نظام الاحتياط المعمول به في الجيش لخطر شديد إضافة إلى أن ذلك سيحد من النزعة العالمية في السياسة الخارجية الأمريكية .
وذكرت الصحيفة في مقال افتتاحي لها أن هذه المعادلة الصعبة تعد إحدى العواقب الوخيمة لخوض الولايات المتحدة للحرب على العراق بطريقة منفردة، وذلك إضافة إلى القتلى والجرحى الذي يتساقطون يومياً في العراق، وتردد دول أخرى بشأن المساعدة في المجهودات الأمريكية لإعادة إعمار العراق، ناهيك عما لحق من إضرار بسمعة الولايات المتحدة كزعامة مسئولة .
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يعترف مطلقاً بهذه التكلفة عندما سوق للشعب الأمريكي في الشتاء الماضي ضرورة المضي قدماً في شن حرب على العراق دون تفويض من الأمم المتحدة .
وأضافت الصحيفة أن أحداً لا يمكنه توقع إمكانية تخفيض حجم القوات الأمريكية في العراق بشكل ملحوظ قريباً، مشيرة إلى أن استمرار احتلال العراق يلزمه 100 ألف جندي أمريكي على الأرجح في المستقبل القريب .
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا لم يتم تغيير نظام إحلال وتبديل القوات وتكليف قوات من وحدات أخرى للقيام بمهام في العراق، فإن الجيش الأميركي سيعانى قريباً من مشاكل في حشد القوات اللازمة للعراق، حيث إن فرقاً من القوات التي خاضت الحرب يجب أن يتم استبدالها لإراحتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن استبدال كل هذه القوات بوحدات جديدة من الممكن أن يمثل ضغوطاً شديدة على الجيش الأمريكي للوفاء بالتزاماته في أماكن أخرى من العالم مثل أفغانستان وشبه الجزيرة الكورية، خاصة وأن نصف ألوية الجيش الأمريكي الثلاثة والثلاثين توجد حالياً في منطقة الخليج العربي .
وكشف مسئولون حكوميون أمريكيون أن التقديرات المتفائلة التي أصدرتها إدارة الرئيس جورج بوش في أوائل العام الجاري بأنه سيتم تمويل الجانب الأكبر من عمليات إعادة البناء في العراق من خلال الثروة البترولية لتلك الدولة، وليس من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، تناقضت إلى حد بعيد مع التقييم المتشائم الذي كان قد صدر من قبل فريق عمل حكومي جرى تشكيله سراً في الخريف الماضي لدراسة أوضاع صناعة البترول العراقية.
***
بوش: العراق الجبهة المركزية في الحرب على الإرهاب، ووجدنا أدلة على مختبرات وصواريخ محظورة
النهار: 10 تشرين الأول 2003م: بعد ستة اشهر من إسقاط تمثال الرئيس العراقي صدام حسين ودخول القوات الأميركية بغداد، رد الرئيس جورج بوش على الانتقادات المتزايدة لسياسته في العراق، مؤكداً أن القوات الأميركية لن »تهرب« من هذا البلد الذي اعتبره الجبهة المركزية لمكافحة الإرهاب. وأعلن الأربعاء العثور على شبكة »سرية« للمختبرات البيولوجية، وكرر أن قرار شن الحرب كان »صائباً«. وأشار إلى أن فريق المفتشين الأميركيين -بقيادة ديفيد كاي- حصل على أدلة على أن صدام كان يملك الطموح والقدرة لاستخدام أسلحة دمار شامل، حتى لو لم يعثر على أسلحة.
وقال بوش أمام عسكريين أميركيين أمس في بورتسماوث في نيوهامبشر: »يحاولون يائسين تقليل حجم التقدم في العراق ورمي ذلك البلد في الفوضى... يعتقدون أن أميركا ستهرب من أمام تحد. إنهم مخطئون. الأميركيون ليسوا من النوع الذي يفر (...) لم يفروا من ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية (...) ساعدنا هذين البلدين ليصبحا مجتمعين قويين ومحترمين وديموقراطيين. توقفا عن شن الحرب على أميركا، وهذه مهمتنا في العراق الآن«. وشكا من أن »الأخبار الجيدة« الصادرة من العراق لا تجد طريقها إلى وسائل الإعلام. ووصف العراق بأنه »الجبهة المركزية في الحرب على الإرهاب«.
واحتشد خارج القاعدة متظاهرون حملوا لافتات كتب فيها: »بوش = كاذب«.
ودافعت مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس عن الحرب على العراق. ولاحظت أن الولايات المتحدة أحرزت تقدما كبيرا في ثلاثة أشهر.
وفي بغداد، عدَّد الحاكم المدني الأميركي الأعلى للعراق بول بريمر إنجازات إدارته في مجال الخدمات العامة، فقال إن الكهرباء شهدت تحسناً. وفي ما يتعلق بالتعليم، قال إن كل الجامعات والمعاهد والمدارس العراقية فتحت أبوابها. أما عن الخدمات الصحية، فقال إنه رفع معدلات الانفاق الحكومي في مجال الصحة بنحو 26 ضعفا. وأشار إلى تنظيف أربعة آلاف متر من قنوات الري وتزايد عدد مستخدمي الإنترنت.
***
تشيني يبرّر الحرب وولفويتز واثق بالنصر
السفير 11 ‏تشرين الأول ‏2003م:التحق نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ونائب وزير الدفاع بول وولفويتز بحملة الهجوم المضادة للدفاع عن سياسة تعامل الرئيس الأميركي جورج بوش، مع حربه واحتلاله للعراق. قال الأول: إنه »ما دام جورج بوش رئيساً للولايات المتحدة، فإن هذا البلد لن يسمح بأن تتحول تهديدات محتملة إلى مآس أكيدة«، قال الثاني إن واشنطن »تربح حربها ولن تهرب من التحدي«.
وعلى الرغم من أن تصريحات تشيني تندرج في إطار الهجوم المضاد على منتقدي بوش من الديموقراطيين وغيرهم، إلاَّ أن نائب الرئيس الأميركي لم يقدم ما يبرهن على أن صدام حسين كان يشكل تهديداً حقيقياً على الأميركيين وفق الادعاءات التي كانت تروجها الإدارة قبل الغزو. كما أنه طلب التحلي بالصبر بالنسبة للبحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق.
لكن ذلك لم يمنعه من الحديث عن »الكابوس« الذي يهدد الاميركيين »ويلحق دماراً ببلدنا على مستوى لم نعهده من قبل«. وأضاف »عوضاً عن أن نخسر آلاف الأرواح، قد نخسر عشرات آلاف الأرواح أو ربما مئات آلاف الأرواح في يوم واحد من الإرهاب«.
قال وولفويتز إن الهجمات التي يتعرض لها الجنود الأميركيون في العراق لن تمنع الولايات المتحدة من أداء مهمتها،وإن أنصار صدام حسين يعتقدون أننا سنهرب من التحدي. إنهم مخطئون. الأميركيون ليسوا من النوع الذي يهرب. الأعمال اليائسة لنظام أو أيدلوجية تحتضر لن تردع قواتنا.. وكرر وولفويتز موقف إدارة بوش بأن العراق أصبح الآن الجبهة الأساسية في الحرب على الإرهاب.
أما معارضو الإدارة الأميركية فيرون الصورة بشكل مختلف
غير أن الديموقراطيين في المجلس طالبوا بالحصول على تقرير بقي سرياً أعدته الإدارة قبل شن الحرب على العراق وتضمن نقداً داخلياً لاستراتيجية الحرب.
ويعتبر التقرير أن الخطة التي وضعت لمرحلة ما بعد الحرب »متسرعة وغير مناسبة«، ويوجه انتقادات قاسية للجهود التي قامت بها الإدارة الأميركية للبحث عن أسلحة الدمار الشامل بعد انتهاء العمليات العسكرية الأساسية في العراق، معتبراً أنها »مخيبة للآمال«.
***
الجيش الأمريكي يزيف رسائل عن جنوده تزعم الاستقرار والترحيب بهم في العراق
11‏/10‏/2003: مفكرة الإسلام: في خديعة أمريكية لإقناع الشعب الأمريكي بتحقيق إنجازات في العراق، كشفت صحف أمريكية إن الجيش الأمريكي قام بمحاولة ساذجة لخداع الشعب الأمريكي، حيث عمد إلى إرسال رسائل بأسماء جنوده الذين لم يقرأوا ولم يطلعوا على هذه الرسائل، وزعم الجيش الأمريكي في هذه الرسائل أن الوضع مستقر وآمن في العراق، بل زعمت هذه الرسائل التي أرسلت إلى الصحف الأمريكية وإلى أهالي الجنود باعتبار أنها من الجنود، زعمت هذه الرسائل أن الشعب العراقي يرحب بقوات الاحتلال الأمريكية.
وقد كشفت هذه الخديعة إحدى الصحف الأمريكية المحلية تدعى »أولمبيا«، حيث لاحظت هذه الصحيفة أن عدداً من الرسائل التي وصلتها من الجنود الأمريكيين متطابقة تماماً، وكلها تدعى نفس المزاعم عن استقرار الأوضاع وتحسن أحوال البلاد.
وتقول الصحيفة إن تطابق هذه الرسائل دفعها لمعرفة حقيقتها، وبعد أن قامت الصحيفة بتحرياتها كشف لها ستة من الجنود أنهم قد أرسلوا هذه الرسائل إلاَّ أنهم أكدوا لم يكتبوها أو حتى يطلعوا عليها قبل أن ترسل، بل قال أحدهم إنه حتى لم يوقعها .
وكشف أحد الجنود أن عريف فصليته طلب من جنود الفصيلة أسماء الصحف التي تصدر في مدنهم من أجل إرسال هذه الرسالة إليها.
***
تفجير فندق بغداد . . أعضـاء مجلس الشيوخ يتهمون بـوش بالفشل في العراق
بغداد :واشنطن : القناة: 13/10/2003م: طالب عضوان نافذان في مجلس الشيوخ الأميركي هما الجمهوري ريتشارد لوغار والديموقراطي جوزف بيدن إدارة بوش بتقديم خطة اكثر وضوحاً حول العراق ما بعد الحرب، بعد ساعات من الاعتداء الذي أودى بحياة سبعة قتلى في بغداد.
وقال لوغار، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، لتلفزيون ان بي سي، على الإدارة أن تحدد خطتها لأنها ترسل على ما يبدو باستمرار رسائل متناقضة. هذا يعزز انعدام الثقة على الأرض في العراق، وفي الكونغرس وبين الأميركيين. وأضاف: الإدارة لا تتحدث بوضوح عن الأهداف والرسالة والخطة المتعلقة بالعراق.
وقال جوزف بيدن، زعيم الكتلة الديموقراطية في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، خلال البرنامج نفسه انه لا توجد خطة واضحة حول كيف سنقوم بنقل السلطة إلى العراقيين ولا كيف ومتى سنرحل وفي أية ظروف. وقال موجهاً كلامه إلى الرئيس جورج بوش: سيدي الرئيس، أمسكوا زمام الأمور. وأضاف اعملوا بطريقة يعرف من خلالها وزير دفاعكم ووزير خارجيتكم ونائب الرئيس ما هي سياستكم، وإذا كانوا لا يوافقون عليها يجري إبعادهم.
وأضاف لوغار الذي حمل على غموض خطاب إدارة بوش حول العراق على الرئيس أن يكون الرئيس. واعتبر أن الرئيس ألقى خطاباً وعقد نائب الرئيس ووزير الخارجية وكوندوليزا رايس والوزير رامسفلد مؤتمرات صحافية. وكانت لهجة خطاباتهم مختلفة في كل مرة.
***
معلومات مؤكدة: الـسي آي ايه والإف بي آي تستخدمان فندق بغداد
المختصر/ إيلاف/ : إن معلومات مؤكدة تقول إن رجالاً من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) ونظراء من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) كانوا يستخدمون الفندق كمكاتب لهم للتحرك على الساحة العراقية. يذكر أن فندق بغداد الواقع في شارع السعدون الراقي في العاصمة العراقية هو أيضا مقر لسكن ومكاتب مجلس الحكم الانتقالي الذي أنشأ برعاية أميركية قبل أربعة شهور في محاولة للوصول إلى صيغة دستورية نحو بناء عراق مستقر وموحد ومستقل.
وفي أحدث تقرير بريطاني، فإن فندق بغداد الذي يعتبر على نطاق واسع أصبح مقراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، قد يكون أيضاً مقراً لرجال أعمال وشركات أميركية تنفذ مهمات على الأرض العراقية بتوجيه من تلكما الوكالتين المهمتين اللتين دفعتا بأعداد كبيرة من عناصرهما للعمل في العراق.
***
محللون أمريكيون يؤكدون : إدارة بوش تعيش أزمة مستعصية بسبب حرب العراق
بغداد مدينة الانفجارات تسجل أرقاما قياسية بمهاجمة الأمريكيين
‏14‏/10‏/2003 لندن ـ القدس العربي : كان الهجوم على فندق بغداد الذي اعترفت سلطات الاحتلال انه تم استئجاره لإيواء عناصر من سي آي إيه هو الهجوم 84، وجاء بعد ثلاثة من الانفجارات الضخمة التي هزت العاصمة العراقية بغداد، والنجف.
ومنذ وصول قوات الاحتلال الأمريكي بغداد، والغموض يلف فندق بغداد، وصار سكان الفندق موضوعا للجدل والتكهنات، ففي الوقت الذي نفت فيه القوات الأمريكية أن تكون فرقة المخابرات الأمريكية سي آي إيه تتخذه مركزاً لنشاطاتها، فإن معظم السكان اعتقدوا أنه مركز للمخابرات، فيما أشار عراقيون إلى أن الفندق يقيم فيه رجال أعمال إسرائيليون، وبعضهم قال إن أعضاء المخابرات العراقية السابقة والذين تعاونوا مع الأمريكيين يقيمون فيه.
ومع أن الهجوم على الفندق كان الأكبر إلاَّ أن قوات الاحتلال تعرضت لـ 22 هجوماً يوم الاثنين الماضي، فيما سجل يوم الأحد أعلى الأرقام في نسبة العمليات الموجهة ضد الاحتلال، حيث سجل 28 حادث هجوم ضد الأمريكيين. ويعترف المسؤولون العسكريون الأمريكيون بان العمليات لن تتوقف في المدى القريب أو البعيد. وبحسب المتحدث باسم الجيش الأمريكي جورج كريفو، فالعمليات ستستمر مهما فعل الأمريكيون أو قدموا للعراقيين.
واعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية الانفجار في فندق بغداد، جزءا من حرب بلا نهاية. وقدمت الصحيفة إحصائية بالعمليات والهجمات تحت عنوان حرب بلا نهاية: كتالوغ القتل، حيث أشارت الصحيفة إلى تواريخ ونوعية الهجمات التي بدأت في الثامن من أيار (مايو) وحتى يوم الاثنين.
واعتبرت صحيفة الفايننشال تايمز العملية في فندق بغداد ضربة لآمال الرئيس الأمريكي في التصدي لتراجع شعبيته والتخفيف من قلق الأمريكيين.
***
إدارة بوش تعيش أزمة مستعصية بسبب المقاومة العراقية
‏14‏/10‏/2003 مفكرة الإسلام : أكد محللون أمريكيون أن إدارة بوش تعيش أزمة مستعصية بسبب المقاومة العراقية والتي جعلت هذه الإدارة تبدأ حملة لحشد التأييد داخل الولايات المتحدة للموقف الأمريكي في العراق.
ويصف المحللون هذه الأزمة المستعصية فيقولون إن الولايات المتحدة لا تستطيع البقاء طويلاً في العراق مع ما تعانيه من تراجع في التأييد الشعبي لاحتلالها العراق، كما أنها كذلك لا تستطيع مغادرة العراق بسرعة شديدة دون أن تخلف وراءها فراغاً يسبب فوضى عارمة .
وتشير صحيفة شيكاغو ترابيون إلى أنه برغم أن بعض استطلاعات الرأي توضح وجود مساندة لغزو العراق، ولكنها تكشف أيضاً وجود ضيق متزايد من الاحتلال الأمريكي للعراق ، وهو الأمر الذي يراه الخبراء بداية للمطالبة بالانسحاب خاصة إذا تعرضت القوات الأمريكية لهجوم كارثي أو في حال لم تتحسن الأوضاع الأمنية.
وتنقل الصحيفة عن المحلل البريطاني تشارلز هيمان الخبير بشؤون المنطقة قوله : إن الخطر الكبير الذي يمكن أن ينجم عن الانسحاب هو أن مصداقية الولايات المتحدة يمكن أن تتراجع إلى الحضيض في الشرق الأوسط، وسيُرى الانسحاب على أنه هزيمة كبرى للولايات المتحدة وسيثلج صدور كل الذين وقفوا ضد الغزو والحرب على الإرهاب . ويشير بعض الخبراء إلى أن أمام الإدارة وقتاً محدوداً لإقناع الشعب الأمريكي أن الأوضاع في العراق تسير نحو الأحسن .
ويقول الكولونيل المتقاعد ويليام تايلور مدير الدراسات السياسية العسكرية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن إدارة بوش برمتها -بما في ذلك وزارتا الدفاع والخارجية- فشلت في الدبلوماسية الشعبية، وقال إن بوش صرح بأن حملة طويلة الأجل ستقوم ضد الإرهاب، ولكن الشعب الأمريكي يفهم هذا، والشعب الأمريكي شعب صبور، ويتساءل قائلاً: “أي كتب تاريخ كان يطالعها بوش؟ ولمن ينصت؟” .
وقد أدى الإحباط الشعبي إزاء عجز الرئيس الأمريكي هاري ترومان عن إنهاء الحرب الكورية في عام 1952 إلى تخفيض شعبيته إلى 23 % وهي أدنى نسبة بلغتها شعبية رئيس أمريكي في تاريخ استطلاعات الرأي الخاصة بشعبية الرؤساء. ويضيف تايلور: 'وعلى نحو مماثل، أجبر سخط دام ثلاث سنوات جراء تورط الولايات المتحدة في فيتنام الرئيس ليندون جونسون الذي فاز بمنصب الرئاسة بأغلبية كبيرة على عدم السعي لترشيح نفسه لفترة رئاسية ثانية '.
ويقول جون مولر إن ما يحدث في العراق هو أن الزيادات في تكاليف الاحتلال وارتفاع عدد الضحايا من الجنود الأمريكيين يجعل شعبية بوش تتراجع.
***
أطباء أمريكيون: جنودنا بالعراق يسحبون مسدساتهم وينتحرون في لحظات
‏14‏/10‏/2003 مفكرة الإسلام : قررت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إرسال فريق من الأطباء والمحللين النفسيين على أعلى مستوى إلى العراق بناءً على طلب تقدمت بها القيادة العسكرية الأمريكية لقوات الاحتلال الأمريكي في العراق، وذلك بغرض التوصل إلى الدوافع التي أدت إلى ارتفاع حالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال الأمريكي بشكل غير مسبوق في أي حرب خاضتها الولايات المتحدة من قبل.
ومن جهتها ووفقاً لما ذكرته صحيفة يو إس إيه توداي، قالت إليزابيث كاميرون ريتشي الطبيبة النفسانية في معهد خدمات الجيش الأمريكي [نحتاج إلى البحث المتأني والمستفيض لمعرفة ما هو الشيء الموجود في العراق والذي يجعل كل هذا العدد من جنودنا يقرر الانتحار.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين عسكريين أمريكيين أعلنوا انه وخلال الشهر الماضي وحده انتحر 11 جنديا أمريكياً من قوات المارينز بالإضافة إلى 3 ضباط.
ويرى الخبراء أن أغلب عمليات الانتحار في صفوف قوات الاحتلال الأمريكية وقعت منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق في الأول من مايو الماضي.
ويؤكد الخبراء النفسيون على أن الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها العسكريون الأمريكيون في العراق بالإضافة إلى انهيار الحالة المعنوية جراء تصاعد هجمات المقاومة العراقية وحالة فقدان الهدف والغاية في بقائهم بالعراق، كل ذلك بالإضافة إلى أن الجنود الأمريكيون معهم أسلحتهم باستمرار يجعل التفكير في خطوة الانتحار يتحول بسهولة إلى قرار ويتم تنفيذه، وأنه ما على الجندي الأمريكي في العراق في حالة الانهيار المعنوي ولحظات الألم والخوف الشديد إلاَّ أن ينتزع سلاحه ويقتل نفسه.
***
تسريح 4000 جندي أمريكي من العراق لأسباب صحية ونفسية
مفكرة الإسلام: كشف بيان لوزارة الدفاع الأمريكية عن تسريح 4000 جندي من العراق لأسباب طبية غير قتالية، وأوضح البيان أن واحداً من كل خمسة جنود قد تم تسريحه لأسباب نفسية وعصبية !!.
أما عمليات التسريح الأخرى فقد عادت لأسباب طبية تندرج تحت بند »الجراحات العامة« وكسور العظام، حيث يزعم المسؤول الصحي بالجيش ستيفان كيس أن كسور العظام نتجت عن حوادث سيارات عرضية. هذا وهناك حالة اضطراب في الجيش الأمريكي نتيجة تزايد حالات الاكتئاب والخوف الشديد في صفوف الجنود خاصة بعد ورود تقارير بـ15 حالة انتحار.
***
الجنود الأمريكيون يعترفون : ما نواجهه بعد الحرب أسوأ بكثير مما واجهناه أثناء الحرب
مفكرة الإسلام : أكد عدد كبير من الجنود الأمريكيين في العراق أن المقاومة العراقية التي يواجهونها يومياً أسوا وأصعب بكثير من الحرب ذاتها التي خاضوها. ويؤكد الجنود أن الجيش الأمريكي تكبد خسائر في عراق ما بعد الحرب، تفوق التي تكبدها خلال الحرب، بل إن العديد من الجنود يقولون إنهم قد أحسوا أنهم أقل استعداداً لمواجهة المشكلات والمهام الأمنية التي صادفتهم منذ أواخر أبريل الماضي .
ويقول ضابط أمريكي إن الجنود الأمريكيين اضطروا لتعلم أشياء عدة بمشقة بالغة في عراق ما بعد الحرب، لعل أهمها وأولها كيفية الاتصال والتفاعل مع السكان المحليين في هذه المنطقة المحافظة.
***
الجيش أعاد 478 جنديا لإصابتهم بأمراض عقلية
‏15‏/10‏/2003 لندن ـ القدس العربي : يثير تزايد معدلات الانتحار بين الجنود الأمريكيين العاملين في العراق قلقا داخل الجيش الأمريكي، فبحسب الإحصائيات فان معدل الانتحار هذا زاد بنسبة ثلاثة أضعاف عن معدل الانتحار العادي والمسجل. ومنذ بداية الحرب، فقد أكد الجيش الأمريكي حصول 11 حالة انتحار، واكثر من عشر حالات يجري التحقيق بها، ويعتقد أنها حالات انتحار.
وقالت مصادر في الجيش الأمريكي إن معظم الحالات وقعت بعد الأول من أيار (مايو) وهو اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي نهاية العمليات العسكرية الكبيرة في العراق. ومنذ هذا التاريخ، تواجه القوات الأمريكية حرب عصابات ومدن، وهجمات يومية. وفي المعدل العام فنسبة حالات الانتحار هي 10ـ11 حالة لكل 100 ألف جندي، وفي المعدل الحالي وصلت إلى 34 حالة مقابل كل 100 ألف جندي. ويقول خبراء ومحللون نفسيون إن التسيب الأمني بالعراق، وطول فترة خدمة الجنود هناك بالإضافة للظروف التقشفية في المعسكرات تؤدي إلى مفاقمة أي عارض من أعراض الضغط النفسي أو الكآبة.
ويقول محلل نفسي في جامعة الجيش النظامي الأمريكية إن وضع المسدس على رأس من يفكر بالانتحار لا تحتاج إلاَّ لثوان معدودة. وأكد الجيش الأمريكي أنه سيقوم بإرسال متخصصين بالعلاج النفسي، وذلك من أجل تحديد الأعراض المرضية عند الجنود وعلاجها قبل أن تتفاقم، وقام الجيش بإرسال 478 لأمريكا وذلك لإصابتهم بأمراض عقلية.
وكان آخر المنتحرين، الجندي كوري سمول (20 عاما) الذي قتل نفسه أمام رفاقه أثناء انتظاره لاستخدام الهاتف الموجود في القاعدة للحديث مع عائلته، حيث دفن في قريته القريبة من بنسلفانيا.
ولا توجد أرقام بأعداد حالات الانتحار التي تمت على خلفية الحرب الأمريكية في فيتنام، فقد قتل في الغابات الفيتنامية حوالي 600 ألف جندي، ومنذ نهاية الحرب، انتحر 180 ألف جندي. أما في بريطانـــيا، فقـــد انتحر 260 جندياً بعد نهاية حرب الفوكولانـــد، وهو الرقم الذي يتجاوز عدد القتلى أثناء العمليات للسيطرة على الجزر.
***
دعوا بلير يرى المأساة بأم عينيه ويرى كيف كان مخطئاً حين أسرع إلى الحرب
16/ 10/ 2003م: مفكرة الإسلام : طالب أهالي الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بعدم المشاركة في تشييع جنازات أبنائهم. غير أن والد أحد الجنود القتلى دعا بلير لحضور الجنازة »ليرى المأساة على وجه أهالي الجنود الذين يحاربون في العراق بدون أي أساس شرعي عالمي«. وقال : »دعوه يرى المأساة بأم عينيه ويرى كيف كان مخطئاً حين أسرع إلى الحرب على العراق .. إننا لا نرى جنوداً فرنسيين أو ألمان أو روس يعودون إلى بلادهم بالأكفان ..إن حياة أبنائنا الجنود تذهب سدى«.
***
تقرير استراتيجي بريطاني: العراق يستنفد طاقات الولايات المتحدة
‏16‏/10‏/2003 ميدل ايست اونلاين: لندن - توقع معهد الدراسات الاستراتيجية في تقريره السنوي أن تستهلك الأزمة العراقية الناجمة عن تبني الموالين للرئيس العراقي السابق صدام حسين »لتكتيكات متنوعة« معظم طاقات الإدارة الأمريكية خلال العام المقبل. وقال المعهد، الذي يتخذ من لندن مقرا له ويحظى بمكانة طيبة كما أن له علاقات قوية مع حكومات الغرب، إن »علاقات ما وراء الأطلنطي أثقلت بالشكاوى الأوروبية المتكررة من الإجراءات الأمريكية أحادية الجانب في العراق وكذلك بالقلق الأمريكي حول المعنى المقصود بتعدد الأقطاب الذي تروج له بعض الأبواق الأوروبية«.
وحول العراق قال التقرير إن النشاط والمرونة والابتكار المذهبي الذي أظهرته الولايات المتحدة خلال حملتها العسكرية لم يتوافق مع أسلوب إدارة مرحلة ما بعد الحرب في العراق. وقال التقرير إن قوات الاحتلال لا تزال تكافح من أجل احتواء الموالين للرئيس العراقي السابق و"المجاهدين" الذي تسللوا إلى الأراضي العراقية.
وفي النهاية تنبأ معهد الدراسات الاستراتيجية زيادة الإنفاق العالمي على الدفاع بنسبة سبعة في المئة خلال عام 2003 بسبب الارتفاع الكبير في الإنفاق العسكري الأمريكي. وأعرب المعهد عن رأيه بأن أزمة العراق "وضعت قيودا" على أي تحولات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وقال المعهد في نهاية تقريره »إصلاح العراق سوف يستهلك أغلب الطاقات المتاحة للإدارة الأمريكية على مدى العام القادم والذي سيكون التركيز خلاله منصباً على احتواء الأزمات الأخرى المحتملة وبناء إجماع دولي أكثر صلابة بشأن الردود الصحيحة على الكثير من التحديات الأمنية الراهنة«.
***
ثلاثة أرباع الجنود الأميركيين الذين يخدمون في العراق لا يعتزمون تجديد عقودهم بسبب غموض مهامهم وعدم تحديدها.
‏17‏/10‏/2003 ميدل ايست اونلاين - واشنطن - أفاد تحقيق أجرته نشرة (ستارز اند سترايبس) للجيش الأميركي أن معنويات الجنود الأميركيين الـ130 ألفاً في العراق هبطت نسبياً بالنسبة إلى ثلاثة أرباع الجنود الذين لا يعتزم نصفهم تجديد العقود.
وجاء في التحقيق الذي نشر الأربعاء وأجري في شهر آب/أغسطس وشمل 1935 جنديا في خمسين معسكراً في شمال العراق وجنوبه ووسطه، أن معنويات نحو 34% من الجنود الذين شملهم التحقيق هابطة أو هابطة جداً في حين يرى العسكريون الآخرون أنها متوسطة.
ويختلف مستوى المعنويات بحسب الوحدات لان المعنويات في أدنى مستوياتها لدى جنود الاحتياط في حين يؤكد جنود سلاح الجو ومشاة البحرية أن معنوياتهم عالية.
ومن العوامل التي تؤثر على المعنويات نوعية المعدات والدعم والأغذية التي يعتبرها العديد من الاحتياطيين وعناصر الحرس الوطني أقل جودة في القوات البرية عنها في سلاح الجو.
وقال نصف عدد الجنود انهم لا يعتزمون تجديد عقودهم لكن مسؤولين عسكريين ذكروا أن مستويات الانخراط في صفوف الجيش تتراجع عادة بعد النزاعات. ويرى اكثر من ثلث الجنود ومعظمهم من الاحتياط أن مهمتهم »غير واضحة« أو »غير محددة إطلاقاً«.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن نتائج الاستطلاع تقف على خط النقيض مع تصريحات المسؤولين الأمريكيين والبيت الابيض، والتي تتحدث عن معنويات عالية للجنود المنتشرين في داخل العراق.
ومع أن النتائج لم يتم تحليلها في سياق علمي واضح إلاَّ أن تردي المعنويات له علاقة بالمصاعب والهجمات اليومية التي يتعرض لها الجنود، والظروف الجوية، إضافة إلى مدد الخدمة الطويلة للجنود، وقالت الصحيفة إن هذه الظروف تهدد بحدوث رحيل جماعي عن الجيش الأمريكي.
وفي سلسلة من المقالات التي تظهر في مجلة النجوم والشارات قالت الصحيفة إنها قررت القيام بالدراسة المسحية، بعد تلقيها عدداً من الرسائل من الجنود العاملين في العراق في شهر آب (اغسطس) الماضي، والتي عبروا فيها عن غضبهم وعدم رضاهم من عدد من جوانب عملية العراق.. وعليه قامت الصحيفة التي تتلقى دعماً من البنتاغون وتحتفظ باستقلالية في التحرير عن الوزارة بإعداد قائمة من الأسئلة مكونة من 17 سؤالا.
وأرسلت ثلاث فرق من الصحافيين والمراسلين لإجراء الدراسة. وقالت الصحيفة إنها أجرت استطلاعاً مسحياً سريعاً قابلت فيه الجنود الموجودين في الثكنات، بدلا من اختيار عينة عشوائية، وعليه فنتائج الاستطلاع لا تمثل كما يقول مدير التحرير ديفيد مازاريلا لا تمثل مواقف كل الجنود. ومع ذلك يقول المسؤول إن النتائج محددة، وتشير إلى أن الجنود لديهم فكرة مختلفة عن الوضع من تلك التي يحملها القادة السياسيون. وقال محللو استطلاعات إن النتائج مهمة، والأرقام متساوقة مع المشاعر الموجودة لدي العاملين من الجيش في العراق.
ويقول محلل استطلاعات لدي شعور بان هناك تراجعاً واسعاً في مستوي معنويات الجنود، وان العديدين منهم لا يعرفون ما يفعلون هناك وكذلك الشعب الأمريكي . وأشارت صحيفة الجيش الأمريكي لتصريحات أكبر جنرال أمريكي بالعراق، ريكاردو سانشيز، رفضه لفكرة وجود مشكلة معنويات لدى جنوده. ووصف الشكاوي داخل الجيش بالعادية.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد شنت حملة إعلامية في الأسابيع القليلة الماضية، لامت فيها الإعلام على نقل الجوانب السلبية للحرب على العراق. ووصف بوش معنـــويات الجنود الأسبوع الماضــي قائلاً إنها عالية، مؤكـداً أن الحياة في العراق أحسن مما كانت عليه وأكثر مما تعتقدون، فقط اسألوا الذين كانوا هناك
ولكن المسؤولين الذين زاروا الجنود أو الشخصيات المهمة جداً، لم تلتق مع الجنود بشكل عام حيث كان يتم اختيار الجنود سريعاً لمقابلة المسؤولين الذين زاروا العراق. واقترح الجنود أن الجيش رتب الزيارات للمسؤولين، فيما قال آخرون إن قادة الجيش طلبوا منهم عدم الحديث مع الشخصيات الرسمية، وذلك خشية أن يقولوا شيئاً غير الذي قاله القادة لهم. وأشارت الصحيفة الرسمية للجيش أن بعض الجنود الذين اشتكوا من تراجع معنوياتهم للقادة، واجهوا عقوبات. ولاحظت الصحيفة حالة تدن للمعنويات واسعة إلاَّ أنها أشارت إلى أن معنويات جنود المشاة أقل من معنويات القوات الجوية.
ومع أن البنتاغون أكد أنه لا يوجد أي مظهر من مظاهر تراجع الانضمام للجيش إلاَّ أن الصحيفة تتوقع نزوحاً جماعياً. وأشار معلقون إلى أن الاستطلاع أجري في الوقت الذي علم فيه الجنود بتمديد مهامهم بالعراق.
***
رامسفيلد يقر باحتمال انخفاض الروح المعنوية للجنود الأميركيين في العراق
والجنرال مايرز يقول إن جنوده يعملون في ظروف صعبة.
‏18‏/10‏/2003 ميدل ايست اونلاين- واشنطن - اقر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد باحتمال انخفاض الروح المعنوية للقوات الأميركية بسبب المصاعب في العراق وذلك في أعقاب دراسة لصحيفة عسكرية قالت إن الروح المعنوية للجنود الأميركيين في العراق منخفضة للغاية.
وقال رامسفيلد إن المعدل الشامل للتطوع بالجيش مازال جيداً، ولكن الروح المعنوية هي أحد المخاوف وعلى الجيش أن يضمن عدم تدهورها في المستقبل. وقال في مقر البنتاجون »إن تأثيرات الضغط على القوات من المحتمل عدم الشعور بها على الفور ولكن يمكن الشعور بها بعد ذلك ولذا يجب التنبه لذلك ونحن متنبهون«. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إن الجنود الأميركيين يعملون في العراق في ظروف صعبة.
***
إعلام خاص لنقل القتلى: لهذا لم يثر الشعب الأمريكي ..
الجيش الأمريكي يتعمد التكتم على مظاهر نقل ودفن جثث القتلى الأمريكيين
‏20‏/10‏/2003 مفكرة الإسلام: أشارت مجلة نيوزويك الأمريكية في عددها الجديد إلى أنه على الرغم من أن متوسط عدد الجنود الأمريكيين الذين يلقون حتفهم في العراق يتراوح ما بين ثلاثة وستة جنود أسبوعياً إلاَّ أن هذا العدد لا يثير قدراً كبيراً من مشاعر القلق والانزعاج لدى الرأي العام الأمريكي، لسبب رئيسي وهو عدم وجود صور للقتلى الأمريكيين هناك .
وقالت المجلة إن مشاهد النعوش الملفوفة بالإعلام في أي حرب، دائماً ما تؤدي إلى تذكير الناس بالثمن الباهظ الذي تدفعه أي دولة من أرواح أبنائها في تلك الحرب.
إلاَّ أن الوضع يختلف تماماً هذه المرة حيث إن وسائل الإعلام ممنوعة من تصوير أي لقطات أو حتى أخذ صور فوتوغرافية لجثث الجنود أو لنعوشهم عند عودتهم إلى ارض الوطن .
وأشارت نيوزويك إلى أنه يتم الآن إرسال جثث الجنود الذين يلقون مصرعهم إلى قاعدة دوفر الجوية في ديلاور حيث يتعرف عليهم ذووهم ثم يتم إعدادهم للدفن دون أن يتم السماح لرجال الصحافة والإعلام بحضور هذه المراسم أو تصوير أي لقطات لها.
***
رامسفيلد يشكك في إنجازات الحرب
النهار 23/ 10/ 2003م: استرعى الانتباه نص المذكرة التي وجهها وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد إلى معاونيه المقربين ونشرتها صحيفة "يو اس إي توداي" وأكد فيها أن الإدارة الأميركية تجد صعوبة في تقويم التقدم الذي أمكن إحرازه في الحرب على الإرهاب وعليها أن تستعد للبقاء وقتاً طويلاً في أفغانستان والعراق. ويتعارض مضمون هذا النص الذي يحمل تاريخ 16 تشرين الأول إلى حد بعيد مع التفاؤل الذي يبديه الوزير علناً.
ورأى رامسفيلد في المذكرة أن من »المستحيل« إصلاح الجيش بسرعة تسمح بمشاركة فعالة في مكافحة الإرهاب, وانه قد يتحتم إنشاء »مؤسسة جديدة« للقيام بهذه المهمة. وتساءل: هل نحن سائرون إلى النصر أم الهزيمة في الحرب على الإرهاب?... هل يمكن وصف وضعنا الحالي بأنه كلما عملنا بكد تراجعنا أكثر إلى الوراء?
وتحدث عن »نتائج متفاوتة« في التصدي لتنظيم »القاعدة« وتقدم معقول في مطاردة المسؤولين العراقيين السابقين و»تقدم أبطأ بقليل« في مطاردة مسئولي »طالبان«. وأفاد أيضاً أن مكافحة جماعة »أنصار الإسلام بالكاد بدأت«, مذكراً بالكلفة الباهظة للحرب في العراق.
وأقر قائد قوات التحالف الجنرال ريكاردو سانشيز بأن الهجمات في العراق تزداد إحكاماً وتنسيقاً، وأن بعضها يشارك فيه أفراد من القاعدة وانصار الاسلام. وأيده في ذلك الحاكم المدني الاميركي الاعلى للعراق بول بريمر الذي أكد أن هناك عدداً كبيراً من إرهابيي انصار الاسلام والقاعدة هنا. وتواجهنا خصوصاً مشاكل على الحدود مع سوريا التي يصل عبرها إرهابيون آخرون إلى البلاد.
***
القرار 1511: مظلــة لاقامــة مديــدة وواسطــة خــروج سريــع
النهار 25/ 10/ 2003م
شنت الولايات المتحدة الحرب على العراق دون مسوغ قانوني او موافقة من الشرعية الدولية ممثلة بمجلس الامن الدولي. ومع عدم العثور على اسلحة الفتك الجماعي او إثبات اية علاقة بين النظام العراقي المخلوع وتنظيم القاعدة إنهارت آخر ذريعة للجوء إلى القوة بحجة الدفاع الاحتياطي عن النفس. عندئذ غابت من لغة المسؤولين الاميركيين عبارات الخطر الامني على الولايات المتحدة ومخالفة قرارات الشرعية الدولية وحل محلها تحرير الشعب العراقي واستبدال النظام السابق بحكم ديموقراطي كمبرر اساسي للحرب على العراق.
إلاَّ ان حظر التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى هو من المبادئ الاكثر رسوخاً في القانون الدولي كما نصت الفقرة السابعة من المادة الثانية من شرعة الأمم المتحدة. وعليه فإن النتائج القانونية لحرب لا مسوغ شرعياً لها إن لجهة مسؤولية التعويض عن الاضرار, او لجهة ما تستطيع قوات التحالف القيام به في العراق على نحو شرعي مسألة في غاية الاهمية. ولكن بالنظر إلى الخلل الذي يعتري النظام القانوني الدولي وعدم توافر قضاء الزامي يطاول كل الدول يبقى التزام الدول بالقانون في سلوكها الدولي منوطاً بمصلحتها في الالتزام وقدرتها على التملص منه. فالولايات المتحدة التي كانت تتوقع انتصاراً سريعاً في العراق دون مقاومة تتعدى انهيار الجيش العراقي كانت تحسب أن فوزها السريع سوف يساعدها على خلق واقع سياسي يمكّنها من بلوغ كل اهدافها الاستراتيجية اقليمياً ودولياً دون اللجوء إلى الأمم المتحدة او اي طرف آخر, إن لإضفاء الشرعية على ما قامت به في العراق وتقوم او لمعالجة الصعوبات التي سوف تعترضها (...).
نسفت المقاومة العراقية كل هذه التوقعات. ومع ازدياد عدد الضحايا من الاميركيين وتفاقم كلفة الحرب, وبعدما عجزت الادارة عن تقديم الدليل على وجود اسلحة الدمار الشامل وما صاحبها من فضائح بالنسبة إلى التلاعب بالمعلومات بشأنها, بدأت تتعالى اصوات المعارضة والنقد لسياسة الرئيس بوش خاصة من جانب الديموقراطيين الذين يطمعون للحلول محله في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وبالنظر إلى الاجماع على ان نظام صدام شرّ كله ولا تحسّر عليه فقد انحصر النقد الداخلي في عجز الادارة عن كسب موافقة الشرعية الدولية بحيث تكون الحرب على العراق دولية جهداً وكلفة. أضف إلى ذلك ان الادارة الاميركية أدركت ان قرار مجلس الامن الرقم 1483 الذي اتخذ في 28 أيار 2003 وصف قوات التحالف في العراق بقوات احتلال وعليها ان تتصرف بحدود ما تمليه المواثيق الدولية خاصة اتفاقات لاهاي وجنيف التي لا تمنح المحتل صلاحيات تتعدى المحافظة على الامن وتطبيق القوانين المرعية الاجراء في البلد المحتل. تعرف الولايات المتحدة التي تتزعم قوى التحالف في العراق أن ليس باستطاعتها كقوة محتلة, من وجهة قانونية, ان تغير الدستور وتلغي قوانين وتشن اخرى إلاَّ بما هو مرتبط بالحفاظ على الامن وتسيير الحياة اليومية. فاختيار نظام الحكم في العراق بما في ذلك تعديل الدستور والقوانين الرئيسية مسألة مرتبطة بحكومة تمثل ارادة الشعب والسيادة العراقية. فمن اجل بلوغ اهدافها السياسية في العراق بما في ذلك رسم هيكلية الدولة وخلق المناخ الملائم للمستثمر الاجنبي كان لا بد لقائدة التحالف من التعامل مع سلطة عراقية تنفذ مشيئة الولايات المتحدة في اتخاذ الاجراءات الملائمة للمصلحة الاميركية في المنطقة. لذلك عمد مفوض قوى التحالف السيد بول بريمر إلى انشاء مجلس الحكم العراقي وتعيين اعضائه. إلاَّ ان مجلس الحكم لا يتمتع. من الوجهة القانونية, بسلطة تتعدّى سلطة القوة المحتلة التي عينته (...). لذلك عمدت الولايات المتحدة إلى الضغط على دول الجامعة العربية وسواها للاعتراف بمجلس الحكم كممثل للشرعية العراقية. لكن انتصار الولايات المتحدة الأهم جاء من طريق قرار مجلس الامن الدولي الاخير في شأن العراق الرقم 1511 والذي جاء في فقرته الرابعة ان مجلس الحكم ووزراءه... يجسدون السيادة في دولة العراق في المرحلة الانتقالية وحتى يتم قيام حكومة تمثيلية معترف بها دولياً تستطيع القيام بمسؤوليات السلطة المحتلة". وإن كان القرار المذكور قد دعا مجلس الحكم العراقي لأن يقدم لمجلس الامن الدولي, بالتعاون مع السلطة المحتلة, جدولاً زمنياً ومشروع صوغ دستور للعراق, ولاجراء انتخابات ديموقراطية بمقتضى هذا الدستور في مدة لا تتعدى الخامس عشر من كانون الاول المقبل إلاَّ انه ربط كل ذلك بحسب ما تسمح به الظروف (...).
وعليه بإمكان قوى الاحتلال ان تبقى في العراق المدة التي تعتبرها لازمة لكي تقوم, بالتعاون مع مجلس الحكم, بما تشاء من تعديل للقوانين وانشاء للمؤسسات وخلق للمناخ السياسي والاقتصادي الذي تعتبره ملائماً.
جميع قرارات مجلس الامن التي صدرت بعد بدء الحرب الاميركية على العراق تؤكد انه بلد محتل لكنها لا تصف مقاومة الاحتلال بأنها حرب تحرير شرعية. هناك دون شك اعمال ارهابية لا تحظى بشرعية قانونية مثل تفجير مقر الأمم المتحدة والسفارة الاردنية والسفارة التركية لكن ليس هناك توصيف خاص وصريح لاعمال المقاومة ضد قوى الاحتلال. وجلّ ما يمكن ملاحظته هو ان مجلس الامن في قراره الاخير عن العراق يتقدم بالتعازي بضحايا الارهاب »الابرياء« من الشعب العراقي وعائلات الذين سقطوا من موظفي الأمم المتحدة ولا يأتي على ذكر ضحايا قوات التحالف او دولهم او ذويهم (الفقرة 17). فهل يمكن الاستنتاج بأن استثناء ضحايا قوات التحالف سهو غير متعمّد?
كذلك يذكّر القرار 1511 بما جاء في قرار مجلس الامن الرقم 1483 بأن على جميع الدول القيام بواجبها في تحويل الاموال والسندات المالية التي هي من حق العراق او مودعة باسم مسؤولين عراقيين سابقين إلى صندوق التنمية العراقي. فمن غير المستبعد ان تستعمل الولايات المتحدة قرار مجلس الامن الذي يدعو الدول المجاورة إلى عدم السماح بعبور الارهابيين إلى العراق, ويدعو الدول إلى اعادة الاموال العراقية التي في حوزتها, كوسيلة ضغط على دول الجوار لبلوغ اهداف قد لا تتعلّق جميعها بالمسألة العراقية. قرار مجلس الامن الرقم 1151 أعطى الادارة الاميركية الكثير مما ترغب لتغطية الوجود غير القانوني لقوى التحالف في العراق وتحقيق بعض المكاسب السياسية. هو يعكس إلى حد بعيد الجهد الذي تبذله الولايات المتحدة لإنجاح مشروعها في العراق خاصة والشرق الاوسط عامة (...). وقد يكون غياب الوجه الفعلي والخطة السياسية للمقاومة العراقية فضلاً عن عالم عربي يعاني من تخدير وحالة غيبوبة تامة, من العناصر التي تساعد على فهم الموقف الاوروبي والروسي. ومن غير المستبعد كذلك ان يكون موقف الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن, سوى بريطانيا, يعكس رغبة في توريط الولايات المتحدة بالمساومة على ما يغريها بالاستمرار في حربها في العراق دون مدّها بأية مساعدة مادية او عسكرية قد تسهل لها النجاح. لكن المقرر الاساسي لما ستؤول اليه الاوضاع في العراق يكمن في صواب تصور الولايات المتحدة وحلفائها لقدرتهم على القضاء على المقاومة العراقية في ضوء الكلفة السياسية للادارة الاميركية خلال مدة زمنية تقررها الانتخابات الرئاسية الاميركية. فاذا استمرت المقاومة العراقية وكان لاستمرارها او تصعيدها تأثير مضرّ على مسيرة الحملة الانتخابية للرئيس بوش فمن غير المستبعد ان تستعجل الادارة الاميركية خروجها من العراق وتستعجل كذلك وضع دستور وإجراء انتخاب سلطة عراقية حتى تتمكن من اعلان أنها حققت ما أرادت من اهداف والتزمت بقرارات الشرعية الدولية. وهكذا يكون قرار مجلس الامن الرقم 1511 قد أمّن للادارة الاميركية مظلة لاطالة الاقامة في العراق اذا شاءت ووسيلة للخروج السريع اذا اضطرت.
داود خيرالله: محاضر في القانون الدولي - جامعة جورجتاون في واشنطن
***
جون ماكين: تطور الوضع في العراق يذكرنا بفيتنام
25/ 10/ 2003م: بعد الهجوم على المنطقة الخضراء، ومنها فندق الرشيد –مقر القيادة السياسية والعسكرية لقوات الاحتلال- صرح السناتور الجمهوري جون ماكين في مقابلة مع مجلة (نيوزويك) أن تطور الوضع في العراق يذكره بحرب فيتنام, داعياً إدارة بوش إلى قول الحقيقة للأميركيين. وقال: »لا أؤكد أن الوضع في العراق سيئ بالقدر الذي كان في فيتنام. إلاَّ أن لدينا مشاكل في المثلث السني علينا أن نواجهها وان نعلم الشعب الأميركي«. وأكد انه يرى شبهاً مع فيتنام على مستوى »المعلومات التي تبثها الإدارة بالمقارنة مع الوضع الحالي على الأرض«. وأعرب السناتور الأميركي عن أسفه لعدم إرسال الإدارة الأميركية عدداً كافياً من الجنود لإرساء الاستقرار في العراق بعد سقوط صدام حسين. وقال »اعتقد أنه يمكننا التوصل إلى ذلك. إلاَّ أن الوقت لا يلعب لصالحنا. إذا لم ننجح في ذلك سريعاً،ستزداد التحديات أكثر«.
***
تظاهرات في العاصمة الأميركية ضد الحرب على العراق
25-10-2003م: تظاهر نحو عشرين ألف شخص من معارضي الحرب في العراق في العاصمة الأميركية مرددين »بوش كذاب« ومطالبين برحيل القوات الأميركية من العراق. وتعتبر هذه التظاهرة من أكبر التظاهرات منذ نهاية العمليات العسكرية التي أعلنها الرئيس الأميركي جورج بوش في الأول من أيار/مايو. وكان المقصود من هذا التجمع أن ينسجم مع ما يتردد لدى الرأي العام من تحفظ متزايد حول العمليات في العراق، كما أفادت دراسة أعدها معهد البحوث بيو قدرت بـ 39 في المئة عدد الأميركيين الراغبين في انسحاب القوات الأميركية من العراق في أقرب وقت، مقابل 32 في المئة في شهر أيلول/سبتمبر.
ورفع المتظاهرون يافطات بلغات مختلفة: الإنكليزية والأسبانية والعربية والعبرية والكورية تطالب »بوقف الحرب«. ورددوا: »بوش كذب الناس يقتلون« و»أعيدوهم إلى ديارهم« ورفعوا رسوماً كاريكاتورية للرئيس بوش ونائبه ديك تشيني. وصاحت نانسي ليسن إحدى منظمات التجمع »نريد أن يسمع صوتنا حتى بغداد« مثيرة صيحات حماسية في الحشود التي كانت ترفع مظلات رسم عليها رمز السلام.
واتهم أحد المرشحين الديموقراطيين التسعة للانتخابات الرئاسية 2004 القس آل شاربتن بوش »بالكذب« وقال: »لقد كنا على صواب عندما قلنا أن بوش كان يجر الشعب إلى الخطأ وما زلنا على صواب اليوم«. وأضاف »يجب أن تتوقف عن الكذب نريد وقف إزهاق الأرواح الأميركية في العراق« داعياً الكونغرس إلى عدم الموافقة على منح المزيد من الأموال لمواصلة العمليات في العراق.
واتهم وزير العدل السابق في إدارة الرئيس ليندن جونسون (1967-1969) رامسي كلارك الذي يقود حملة من أجل إقالة بوش، الرئيس الأميركي بأنه جعل من الولايات المتحدة بلداً »خارجاً على القانون الدولي«. وقال: »إن اكبر خطر على السلام والأمن هي سياسة جورج بوش وليس الإرهاب«.
***
الهجوم على فندق الرشيد خبطة إعلامية للمقاومة
‏28‏/10‏/2003 لندن ـ القدس العربي: اعتبر المعلقون الأمنيون والإعلاميون ان الهجمة التي نفذتها المقاومة العراقية على فندق الرشيد يوم الأحد، تعتبر من انجح العمليات، ليس لتفوقها وتقنيتها العالية ولكن لأثرها الإعلامي، فهذا الفندق الذي تحول إلى مركز القيادة العسكرية الأمريكية في العراق واحد من أهم المواقع الأكثر آمنا وتحصينا تعرض لأكثر من 29 صاروخا، وأعطى صـــــورة عن قدرة المقاومة العراقية على ضرب أهداف في العمق الأمريكي. ومع ان الهجوم لم يؤد لإحداث خسائر بشــــــــرية ومادية مثل بقية التفــــجيرات الأخرى، إلاَّ انه أعطى صورة عن الدرجـــــــة التي وصلت إليها المقاومة، وهو ما عبر عنه وزير الخــــــارجية الأمريكي كولن باول الذي قال ان أمريكا لم تكن تتوقع عمليات من هذا النوع في بغداد.
واعتبر خبير في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن، ان الهجوم الصاروخي على فندق الرشيد يعتبر انقلابا للجهات الذي نفذته . وأضاف إنه يظهر إرادة الجهات القادرة على تنفيذ عمليات من هذا النوع، ومن خلال الهجوم على أهم معلم من معالم الاحتلال، فهذه الجهات تقول: نحن الذين يسيطرون على الشارع وليس انتم ..
ويقول باحث في العلوم السياسية في جامعة بغداد ان المقاومة العراقية تقوم باختيار أهدافها من اجل لفت نظر الإعلام إليها، فالفندق معروف في بغداد وتتخذه فرق من العاملين في إدارة الاحتلال وكبار مسؤولي سلطة التحالف المؤقتة . واعتبر متعاطفون مع المقاومة العراقية، ان الهجوم الذي جاء أثناء إقامة نائب وزير الدفاع الأمريكي، بول وولفويتز، كان ناجحا .
وأضاف قائلا ان هناك لمسة رمزية للهجوم.. ولان الأمريكيين يقيمون هناك، ولوجود نائب وزير الدفاع، الذي أصيب بالذعر والرعب.. وسيعتبر هذا انتصارا للمهاجمين . ويعتبر فندق الرشيد من العلامات المهمة في بغداد، حيث كان كبار المسؤولين الأجانب يقيمون فيه أثناء حكم صدام، وكانت تقام فيه الاحتفالات والمآدب الكبيرة.
وما أثار استغراب القيادة الأمريكية في العراق ان الهجوم كان مفاجئا للأمريكيين واستهدف موقعا يقع ضمن دائرة المحور الأخضر وهي مجموعة من المباني والدوائر التي تتمتع بأكبر حماية في بغداد، وهو المكان الوحيد في العاصمة العراقية الذي يمكن فيه للأمريكيين التحرك بحرية تامة.
وبحسب المسؤولين الأمريكيين فقد جاء من مكان قريب جدا. فقد تمكن المهاجمون من التحايل على نقاط التفتيش، وأكياس الرمل، والأضواء الكاشفة، والأسلاك الشائكة التي تحيط بالفندق والمباني حوله، والذي يشير بالضرورة إلى وضعية الاحتلال الأمريكي للعراق.
وقال مسؤول في الشرطة العسكرية الأمريكية بالعراق ان قدرات وفاعلية المقاومة تتحسن يوما عن يوم.
وقال ان قدرة المقاومة على القيام بعمليات نوعية قد زادت خلال الأشهر الثلاث الماضية، وزادت العمليات من 12 في اليوم إلى 35 في الأسبوعين الماضيين. وقال باحث في مركز مكافحة الإرهاب في جامعة سانت اندروز في اسكتلندا ان دقة الهجمات تحسنت كثيرا، مما يعني انه تم التحضير لها بعناية كبيرة.. وأكد الباحث ان فندق الرشيد ليس هدفا سهلا، مقارنة مع العمليات والهجمات الأخرى. ومن اجل إطلاق هذه الصواريخ، فالأشخاص الذين قاموا كان عليهم التدرب، وتلقي مساندة عسكرية وخبرات لوجيستية، ومن هنا، فقوات التحالف الأمريكي والبريطاني تتعامل مع إرهاب قوي ومفتوح على اكثر من مصدر .
اعترف بريمر بالمصاعب التي تواجهها إدارته في العراق بسبب المعارضة، ومع رفضه الاعتراف بتطور ونمو المقاومة إلاَّ انه قال انها تحسنت كثيرا. وأشار بريمر إلى ما اسماه التلاقح المحلي بين الجماعات المحلية، وتعاون لوجيستي. ولكن باحثين يتحدثون عن اتجاهات ثلاث للمقاومة العراقية، الأولى لها علاقة بالإحياء الإسلامي والرفض للاحتلال، اما الملمح الثاني لها فهي التي تتشكل من جماعات موالية لصدام حسين، والملح الأخير، فهي المقاومة التي نشأت على خلفية الإحباط والفوضى التي أحدثها المحتل في العراق.
ويقول عضو في المقاومة العراقية ان العمليات التي قامت بها المقاومة في الماضي كانت تهدف لفحص قدرة الأمريكيين أما الآن فكل عملية يتم التحضير لها بدقة ولا يتم ترك أي شيء للحظ، ويتم في أثناء التحضير جمع المعلومات، والمراقبة، والتدريب، وتحسين الاستخبارات.
وفي تعليق لصحيفة نيويورك تايمز أشارت فيه إلى ان عملية فندق الرشيد، تعتبر ضربة جديدة لجهود الإدارة الأمريكية التي حاولت في الفترة الماضية لفت الانتباه للإيجابيات التي حققتها في العراق، فتح المدارس، والعملة الجديدة، وتوفير حرية التعبير، فبعيدا عن هذا الحديث، فعملية الرشيد أثبتت ان الإدارة الأمريكية تواجه صعوبات وعقبات أمام مقاومة تملك إرادة ولكنها فقيرة العتاد.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن باحث عسكري قوله ان العملية تحمل الكثير من الإشارات الرمزية، فالعملية في فندق الرشيد، تشير إلى انه لا يمكن النجاح بالسيطرة على حرب مقاومة أو ثورية بالمدى القريب.
***
أعنف سخرية يتعرض لها بوش بسبب تعليقاته على هجمات الأمس
‏28‏/10‏/2003 مفكرة الإسلام: تعرض الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن لوابل من السخرية الحادة من قبل الديموقراطيين بعد تعليقه على هجمات الأمس. فقد قال الرئيس الأمريكي أمس:' إن هذا العنف يأتي بسبب النجاح الأمريكي على الأرض.. إنه يجعل المتمردين أكثر استماتة'. وأضاف بوش:' إن هؤلاء الأشخاص لا يستهدفون أناساً بأعينهم.. إنهم يريدون القتل لأجل القتل!!'. وقال أيضاً:' إن هؤلاء 'الإرهابيين' لا يستطيعون تحمل رؤية العراق مجتمعاً حراً.. إنهم يكرهون الحرية ويحبون الإرهاب، يحبون إشاعة الخوف والفوضى' !.
وقد نقلت الأسوشيتد برس عن مسؤولي وزارة الدفاع اختلافهم مع الرئيس الأمريكي حيث قالوا:' إن الهجمات 'الانتحارية' الجديدة تدل على ارتقاء في مستوى التخطيط والتنفيذ للهجمات'.
أما المرشحون الديموقراطيون فقد تبادلوا عبارات السخرية، فقد قال المرشح الديموقراطي والخبير العسكري بحرب فيتنام السيناتور جون كيري:' هل الرئيس جاد فيما يقول.. هل يعتقد أن هؤلاء الأشخاص ربطوا الأحزمة المتفجرة بأجسادهم لأننا أعدنا الكهرباء ووفرنا الوظائف للعراقيين؟!!'. وأضاف كيري:' إن الرئيس يحاول أن يثبت شيئاً غريباً.. وهو أن النجاح الأمريكي في العراق يعرض جنودنا للخطر أكثر'. وقال كيري:' إن أعذار البيت الأبيض وتبريره للهجمات يزيد من الأخطار التي يتعرض لها جنودنا على الأرض'.
وقال السيناتور الديموقراطي جو ليبرمان إن كلمات بوش 'فاجأته'.. وأضاف:' مع كامل احترامي للرئيس فإن كلماته تساوي صفر أمام المأساة التي وقعت والتي تؤكد على أن العراق يزداد خطورة'.
وقال مرشح آخر للرئاسة وهو الديموقراطي هاوارد دين:' أنا لا أفهم كلمات الرئيس بخصوص النجاح الأمريكي على الأرض..كل يوم هناك عنف أكثر وقتلى أكثر، ما هو الفشل الذي يمكن أن يحدث بعد هذا؟!'.
***
محللون: أمريكا تواجه حرب جزائر أخرى في العراق
‏31‏/10‏/2003 القدس العربي: واشنطن ـ من مارتن سييف: من موجة السيارات المفخخة والهجمات العسكرية المتصاعدة ضد القوات الأمريكية في العراق، ينبعث شبح رهيب: الولايات المتحدة تواجه حرباً كتلك التي شهدتها الجزائر او ايرلندا، في شوارع بغداد.
والأرجح ان المتحمسين للجهاد من المتطرفين الإسلاميين، يستخدمون خبراتهم في تعبئة وتدريب وتنظيم الانتحاريين للقيام بهجمات مختلفة، خصوصاً العمليات الكبيرة مثل اغتيال المبعوث الخاص للأمم المتحدة سيرجيو دي ميلو، والمرجع الشيعي محمد باقر الحكيم ومن المحتمل ان أعضاء من حزب البعث الذي حكم العراق طويلاً، يشاركون في تلك الهجمات. فالمعلوم مثلاً ان الحرس الجمهوري حل صفوفه بهدوء وذاب أفراده بين الناس عندما بدا ان الحرب وصلت إلى نهايتها.
والحال ان الانتصار السريع على تلك القوات يبدو الآن كسراب مخادع حيث تواجه القوات الأمريكية. هجمات يتراوح معدلها بين 20 و35 هجوما يومياً.
ومن المؤكد ان هناك مناطق كثيرة، خصوصاً في الريف اكثر هدوءاً من العاصمة بغداد، كما يوضح متحدثون باسم الإدارة الأمريكية. لكن لا هذا الهدوء ولا ذاك النجاح الحقيقي الذي حققته الإدارة الأمريكية في الحصول على أموال مجزية من المانحين في مؤتمر مدريد، يخفي الحقيقة الأساسية: ان حرب عصابات .شاملة تشن ضد القوات الأمريكية والحليفة في العراق، وان هذه قد وصلت إلى مستويات مقلقة. ولا تقتصر الهجمات على بغداد أو المدن الكبرى. وابلغ محللون عسكريون أمريكيون وبريطانيون يونايتدبرس انترناشيونال، ان الهجمات ليست حكراً على بقايا النظام البعثي، ولا حتى المتطرفين من الإسلاميين.
ويشير هؤلاء الخبراء بوضوح إلى ان وتيرة العنف تنذر بنشوب ثورة شعبية واسعة، مع درجة عالية من اللامركزية في العمل، مما يترك المجال واسعاً أمام المبادرات المحلية. وتتطور المقاومة بسرعة، ولكنها تنظم صفوفها من الأسفل إلى الأعلى، وليس العكس.
وتمثل بغداد المشكلة الأكبر لقوات الاحتلال الأمريكي، التي تواجه أيضا عمليات في مدن مثل البصرة والفلوجة. فبعد ستة اشهر من دخولها إلى بغداد كقوات منتصرة مظفرة، تشير عمليات الأسبوع الماضي إلى وجود تمرد مدني ضد تلك القوات، يشبه التمرد الذي واجهته بريطانيا في بلفاست على امتداد ربع قرن أي منذ تظاهرات آب من العام 1969 وصولاً إلى توقيع وقف إطلاق النار مع الجيش الجمهوري الايرلندي سنة 1994 ويواجه الجيش الأمريكي مشاكل أمنية أسوأ واشد تعقيدا من تلك التي عانتها القوات البريطانية في بلفاست والفرنسية في الجزائر. لقد كانت بلفاست مدينة بريطانية لمدة 300 عام قبل موجة الشغب في اب (أغسطس) عام 1969 واستعمرت فرنسا الجزائر وإدارته لمدة مئة وعشرين سنة قبل الانتفاضة الكبرى التي قادتها جبهة التحرير الجزائرية في العام 1954. كانت الجزائر اكثر من مجرد مستعمرة. وشكلت جزءاً من فرنسا. وبعبارة أخرى، فان القوات الفرنسية والبريطانية كانت تعرف جيداً المدن التي تحارب فيها. وكان بإمكانهما الاعتماد أيضاً على تعاون مجموعات كبيرة موالية لهما بين السكان. ومثلاً، يشكل البروتستانت من دعاة الوحدة مع بريطانيا ثلثي سكان بلفاست وأيرلندة الشمالية. ولم يكن بإمكان الجيش الجمهوري الايرلندي سوي الاعتماد على مساعدة قسم من الأقلية الكاثوليكية هناك.
وفي الجزائر، لقي الجيش الفرنسي دعماً من الأقدام السود ، وهم المستعمرون الفرنسيون الذين استقروا طويلاً في الجزائر. كما حظي الجيش نفسه بدعم من عناصر كثيرة في صفوف الغالبية المسلمة في البلاد. وبعد استقلال تلك البلاد، ارتكبت جبهة التحرير الجزائرية مجازر راح ضحيتها مئات الآلاف من الناس.
واما في بغداد، فان الولايات المتحدة لا تملك أي علاقات أو خبرات سابقة حول وجودها العسكري هناك وهي تملك قوات اقل على ارض العراق، قياساً بما امتلكته بريطانيا في أيرلندة الشمالية وفرنسا في الجزائر.
فعندما وصل الصراع إلى ذروته في أيرلندة الشمالية، تمكنت بريطانيا من إرسال 35 ألف جندي إلى بلد لا يزيد سكانه عن 5.1 مليون نسمة. والحال ان العناصر المناوئة للجيش البريطاني كانت متركزة في صفوف أقلية لا يزد عددها عن نصف مليون نسمة. وحتى لو يصل العنف في العراق إلى المستوي الذي شهدته أيرلندة، فان القياس على الحال البريطانية يعني ان أمريكا بحاجة إلى 600 ألف جندي.
هذا مع افتراض ان الأغلبية الشيعية المكونة من 15 مليون نسمة، قد بقيت كلياً على الحياد. والحال ان هذا الافتراض غير مؤكد، كما ان العنف في العراق قد تخطي المستوي الذي كان في أيرلندة.
ويفوق عدد سكان بغداد 15 ضعفاً عما كان عليه سكان بلفاست أو الجزائر أثناء حروب العصابات فيهما.
وبشنها اكبر مجموعة من الهجمات المنسقة في يوم واحد، أظهرت المقاومة في بغداد قدرة وقسوة تقارن بما امتلكته جبهة التحرير الجزائرية في حربها الشرسة التي دامت من العام 1954 إلى 1962 ، والتي تعتبر واحدة من اشد حروب العصابات رعباً ودموية . وفي آب الماضي، بعيد التفجيرات التي قتلت ممثل الأمم المتحدة فييرا دي ميليو وآية الله محمد باقر الحكيم، توصلت مجموعة من المحللين في يونايتدبرس انترناشيونال إلى خلاصة مفادها ان الولايات المتحدة تواجه ذئباً شرساً ومنفلتاًُ في العراق .
واليوم، يبدو ان الذئب قد يكبر يومياً، وان شهيته للعنف تتصاعد باستمرار.
***
تقرير أوروبي:الحرب العراقية ضد أميركا بدأت الآن فقط
‏31‏/10‏/2003 مفكرة الإسلام: أكد تقرير لخبراء الأمن القومي الأوروبي أن الحرب العراقية ضد الاحتلال الأمريكي قد بدأت الآن فقط. وقال التقرير إنما سبق تكرار إعلانه من قبل أميركا أن ما تواجهه القوات الأميركية مجرد حوادث فردية متفرقة أصبح أمرا غير مقبول. ودعا الأميركيين أن يصدقوا حدوث مقاومة حقيقية ليتعاملوا معها بفكر حقيقي لا بردود فعل عشوائية لان الواقع يفرض حدوث مقاومة عراقية تتسم بالاحتراف وهى مقاومة تؤكد رفض الوجود الأجنبي على الأراضي العراقية.
وذكرت صحيفة الوطن السعودية الصادرة الخميس أن التقرير كشف أن المعلومات التي وردت في تقارير خبراء الاستخبارات الأميركية في العراق دللت على وجود فصائل كوماندوز عراقية تقوم بتنظيم عمليات المقاومة وإنها تتركز في بغداد وتكريت وهى من عناصر الجيش العراقي السابق الذين تم تسريح معظمهم منذ دخول الأميركيين وانه منذ السابع من آب الماضي بدأت العمليات العراقية تأخذ طابع الاحتراف.
كما كشف التقرير عن وجود مواد ومخازن أسلحة ومعدات في أيدي المقاومة, إضافة إلى أسلحة سرقت من القوات الأميركية لم يعلن عنها. وأكد التقرير أن وقوع أربع عمليات عسكرية قبل يومين أصابت أهدافها خلال ساعة واحدة لم يكن من قبيل المصادفة بل جاء نتيجة مخاض لمراحل هامة مر بها الشعب العراقي منذ انتهاء الحرب الأميركية ودخول القوات الأجنبية إلى العراق.
وقال التقرير ان تصاعد المقاومة ناجم عن تصاعد الشكوك لدى رجل الشارع العراقي في رحيل القوات الأميركية عن بلاده بسرعة وارتكاب القوات العسكرية الأميركية والقوات الأجنبية جرائم تتعلق بالشرف والكرامة مثل الاغتصاب وسرقة التحف والثروات العراقية النادرة وتهريبها عبر كبار الضباط إضافة إلى تسلل عناصر من الموساد الإسرائيلي ومعظمهم تخفوا في شخصيات لرجالات أعمال إلى العراق واستغلالهم الوضع لشراء أراضي وشركات. وقالت الصحيفة انه لم يعد مستبعدا أن تتمكن المقاومة العراقية من إجبار القوات الأميركية على الخضوع والرحيل,,.
***
بعد أن كانت شعبيته تناطح السحاب: رامسفلد يواجه موجة من الاستياء بسبب احتلال العراق
ميدل ايست اونلاين - واشنطن - من جيم مانيون
بعدما كان يحظى بشعبية واسعة، يواجه وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفلد حاليا مصاعب وتحديات مع ارتفاع مشاعر الاستياء بشأن الوضع في العراق وانعكاس ذلك على استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة.
ورغم خروج رامسفلد من خلاف مع البيت الأبيض الأسبوع الماضي بتأكيد سلطته على العراق وتأكيد المحللين ان وظيفته آمنة إلاَّ انه اصبح محل انتقاد حاد بسبب الاحتلال الاميركي للعراق، وترافق ذلك مع انخفاض شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش بدرجة كبيرة.
ولأول مرة منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة يصبح وضع رامسفلد في الإدارة الأميركية محل تكهنات واسعة. ويقوم النشطاء المعادون للحرب بحملة من اجل استقالة رامسفلد وذلك بنشر إعلانات على صفحات كاملة من الصحف، كما ان أعضاء بارزين في الكونغرس حثوا الرئيس على إحكام سيطرته على السياسة المتعلقة بالعراق.
وكان رامسفلد صرح في وقت سابق من هذا الشهر عند سؤاله عن تراجع موقعه الحياة دولاب يرتفع ويهبط. وكعادته ألقى رامسفلد باللوم على التغطية الإعلامية للوضع في العراق وقال انها السبب في الفهم السلبي المتزايد للوضع هناك واستبعد احتمالات تقديمه الاستقالة وقال انه سيخدم في الإدارة طالما رغب الرئيس في ذلك. وعرف عن المشاكس رامسفلد، الذي كان مصارعا أيام دراسته الجامعية، بأنه يستمتع بمشاكسة كافة الأطراف والجهات مثل الصحافيين وضباط الجيش المتقاعدين واعضاء من الكونغرس والمعارضين من الإدارة.
إلاَّ ان رغبته في القتال اختفت في الأسابيع الماضية لتحل محلها نوبات من العصبية امام المجموعة الهائلة من المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق كارتفاع عدد القتلى من الجنود الأميركيين وعدم العثور على أسلحة دمار شامل وازدياد الهجمات الإرهابية والشكاوى العراقية من الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة.
ودار الخلاف كذلك حول طلب الإدارة الأميركية مبلغ 87 مليار دولار للإنفاق في العراق وهو الطلب الذي وجد حتى الجمهوريين صعوبة في تقبله.
ومن ناحية أخرى سجلت استطلاعات الرأي انخفاضا حادا في رضا الشعب الأميركي عن أداء الرئيس بوش منذ سقوط بغداد في نيسان/أبريل الماضي حيث وصل إلى 56 في المئة بعد ان سجل 70 في المئة. وسرب البيت الأبيض بعد ذلك لصحيفة نيويورك تايمز خططا بنقل الإشراف على السياسة حول العراق إلى مجلس الامن القومي مما اثار تكهنات بان الادارة الاميركية تسعى إلى تحجيم سلطات رامسفلد.
ولخص رسم كرتوني نشرته صحيفة اوريغونيان وضع رامسفلد. فقد صور الرسم تمثالا ضخما لرامسفلد وقد وضع حبل حول عنقه بينما تشد مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس طرف الحبل، وكتب تحت التعليق كوندي رايس تحتفل بذكرى مرور ستة اشهر على سقوط تمثال صدام. وعزز رامسفلد مفهوم ان البيت الأبيض يحد من سلطاته عندما ابلغ الصحافيين في اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في كولورادو سبرنغز الأسبوع الماضي ان رايس لم تستشره.
وأشار مسؤولون كبار في وزارة الدفاع ان آخر مرة تدخل فيها البيت الأبيض مباشرة في عمليات كانت في فضيحة ايران كونترا التي شكلت تهديدا لرئاسة رونالد ريغان.
وحاولت رايس هذا الأسبوع تنقية الاجواء حيث أكدت ان رامسفلد سيستمر في إدارة عمليات ما بعد الحرب في العراق، وقالت لأنه قام بعمل جيد (...) اود ان اوضح انني مستشارة الأمن القومي. ما أقوم به هو تنسيق السياسة. انا لا ادير عمليات ولا انفذ انا انسق السياسة.
ورغم ان معارك رامسفلد مع وزارة الخارجية معروفة ومشهورة إلاَّ انه لم يحدث في السابق انه اختلف علنا مع البيت الأبيض. ولكن المحللين لا زالوا يؤكدون ان موقفه صلب.
وقال لورين ثومبسون من معهد ليكسينغتون المختص بالسياسة العامة اعتقد ان (رامسفلد) يمتلك سلطة ونفوذا لا يمتلكها اي شخص في ادارة بوش فيما عدا الرئيس ونائبه.
وأضاف انه يعتقد ان ما قام به البيت الأبيض بشأن العراق كان إجراء تجميليا فقط يهدف إلى تهدئة الشعب الأميركي مؤكدا ان ما يحدث عادة في هذه المواقف هو ان ما يتم تسريبه يصبح اكثر أهمية من الجوهر. وفي هذه الحالة اعتقد ان لدى البنتاغون مخاوف مشروعة من انه مهما كانت نوايا البيت الابيض الحقيقية إلاَّ ان الرسالة التي فهمت هي ان (الإدارة الأميركية) بدأت تفقد الثقة بوزير الدفاع. وأوضح ان هذا ليس أمرا جيدا فعلى سبيل المثال يمكن تفسير ذلك بالنسبة للوضع في العراق ان الجهود (التي يبذلها أشخاص في العراق) لإحداث الفوضى وإعاقة عملية إعادة الاعمار بدأت تؤثر على واشنطن من الناحية السياسية.
***
ضابط أمريكي كبير : أعيدونا إلى الوطن فوراً
جي شافت The Coalition for Free Thought in Media
توفرت لي فرصة فريدة لإجراء مقابلة مع خمسة من الجنود الأمريكان الذين عادوا لتوهم من العراق. وقد شعرت بالصدمة والغضب عندما أدركت ازدياد أعداد الجنود الذين يبغضون استمرار وجودهم في العراق، ومن حوارات معهم فهمت أن الكثير من الجنود لم يكونوا راغبين أصلاً في الاشتراك بالحرب على العراق والذين كانوا متحمسين لذلك اقتنعوا الآن بالجريمة النكراء التي ارتكبت بحق العراق وبحق جنودنا. وقيل لي إنه لم يعد يرغب في البقاء في العراق يوماً إضافياً آخر سوى القلة.
والحوار التالي مع ضابط برتبة عالية قضى أكثر من عشرين سنة في الخدمة العسكرية وقد وعدته إلاَّ أفشي اسمه وشخصيته لئلا تضار عائلته خاصة وأنه تلقى تحذيراً من الحديث إلى الصحفيين . وان قيادة الجيش هددته بالسجن عشرين سنة إذا تحدث بأي شكل ضد الولايات المتحدة أو الحكومة. وقد استغرق إنهاء الحوار عدة أسابيع بسبب حرصنا على ترتيب لقاءات آمنة بعيدة عن العيون الفضولية . واستجبت لطلبه أن أرمز له في نصوصي بحروف USA سنترجمها هنا أمريكا.
شافت : كيف أنت اليوم ؟ ارتحت كما أرجو .
أمريكا : لا أستطيع النوم للحظة وإذا فعلت فإني أرى كوابيس مرعبة . اعتبر نفسي محظوظاً إذا استطعت النوم لمدة ساعة قبل أن توقظني الكوابيس . في ساحة القتال كنت أنام بشكل أفضل من هنا وأنا بعيد عنها . كان أسوأ مكان خدمت فيه ولم اكن راغباً في ترك جنودي هناك . كان ذلك أصعب شيء . . أن اترك الأولاد الذين كنت أقودهم بعيداً عن الأخطار وأحافظ على بقائهم أحياء.
شافت : هل رأيت كثيراً من أصحابك يموتون ؟ كيف كان وقع ذلك عليك؟
أمريكا : كيف بحق الجحيم تظن وقع ذلك على ؟ لقد رأيت اكثر من 30 رجلاً يموتون في حين كان واجبي حمايتهم ، وأكثر من 100 يصابون إصابات مختلفة ولا يعودون مرة أخرى . و لا ادري هل عاش بعضهم أو مات.
شافت : إذن كان الأمر فعلاً فظيعاً كما يقول بعض العائدين ؟
أمريكا : كان مثل رحلة طويلة إلى جحيم تعلم أنك قد تعود منه . طبعا كان الأمر سيئاً كما يقول الجنود وأسوأ لو ظهرت الحقيقة . إنه كابوس ملعون مستمر وأنت تحاول أن تخمن من أين تأتي الضربة القادمة لرجال المقاومة وكيف تتجنب ثورة المدنيين وفي نفس الوقت هناك مشكلة الحصول على ماء وطعام كافيين . هذا شيء لا تذيعه وسائل الإعلام للأمريكيين : كيف يصل سوء الحال إلى درجة عدم حصول قوافلنا على غذاء كاف . كان علينا أن نذهب إلى العراقيين ونقايض جواربنا وملابسنا الداخلية بشيء من الطعام وقليل من الماء
شافت: هل وصلتم فعلاً إلى هذا الحد ؟ لأني رأيت في الإعلام الأجنبي أن المدنيين العراقيين كانوا يطعمون مجموعات كبيرة من القوات الذين لم يصلهم الطعام لعدة أيام.
أمريكا : نعم . هذه لم تكن نكتة . لقد قدم لنا المدنيون بعض المساعدة بعد الغزو وكنا نضحك ونقول إن الجيش مدين لهم الآن بالنقود كتعويض . وربما لو لم يحدث هذا لما متنا من الجوع ولكن تقديم الطعام من العراقيين إلينا مكننا من الاستمرار في كوننا وحدة فاعلة ، فقد أوشك العديد من الجنود على الموت جفافاً لعدم وجود ماء نظيف للشرب أياماً عديدة
شافت: استمر في حديثك . أريد أن أسمع المزيد من المصاعب التي دفعكم إليها الجيش وبوش . أريد أن يعلم الشعب الأمريكي كيف أصبحت هذه الحرب كابوساً لجنودنا هناك
أمريكا : يمكن أن أتحدث عن مشاكل مثل نقص الطعام والماء ولكن أريد أن أتحدث للناس عن ازدياد الهجمات ضد الولايات المتحدة والتحالف في الشهر الأخير . في الأسبوعين الأخيرين من وجودي في العراق كنا نتعرض للهجمات بمعدل 20 مرة باليوم إذا أحصيت كل الطلقات التي تسمعها من القناصة وغيرهم وكان يجرح من الجنود بمعدل 5 في اليوم ويقتل واحد كل أربع وعشرين ساعة.
شافت: إذن عدد القتلى واحد والجرحى خمسة في اليوم . هل كنت تعرف الكثير من الذين قتلوا ؟
أمريكا : كنت أعرف معظم الجنود الذين قتلوا بل كنت أمسك أيادي الكثير منهم وهم يحتضرون. قل لي إن ذلك لن يسبب لك الكوابيس. أحدهم قال لي إنه يود أن يرى ابنته الصغيرة التي ولدت بعد ثلاثة أيام من بدء المعارك وقد مات في الصحراء ممسكاً بيدي وهو يبكي لأن ابنته لن تعرفه أبداً. قل لي إن هذا شيئاً صائباً. أين كان جورج بوش عندما كان هذا الشاب يشهق وهو يجاهد كي يتنفس ويبصق دمه على أرض غريبة.
شافت:لقد تحدثنا قبل أيام حول هذا الموضوع . أنت تعتقد أن جورج بوش الذي لم يخدم في العسكرية ليس الشخص المناسب لإرسال الجنود إلى الحرب.
أمريكا : هذا الغبي تفادى الخدمة العسكرية ومع ذلك عنده الجرأة ليرسلنا إلى حربين مختلفتين. لا اعتقد أنه يجب أن يقود هذه البلاد انه ابله يسيطر عليه مجانين همهم الوحيد هو المكاسب والنفط.
شافت : أريد أن نوضح هذه النقطة للجمهور. إنك متعلم تعليماً جيداً، أليس كذلك؟ اقصد تدربت أثناء الدراسة على أمور القيادة. ويبدو أنك مطلع على الأكاذيب والأضاليل الراهنة وهذا ما لم أجده في جنود آخرين.
أمريكا: عندي شهادة جامعية في الاقتصاد فلم أكن جندياً طوال الوقت. أنا احتياطي ولكن أجد نفسي دائماً في مهمات طويلة الأجل . صدق أو لا تصدق: إنني اقرأ لمفكرين مثل نعوم تشومسكي وجور فيدال وجيم هايتاور، وقد قرأت ثلاث مرات كتاب (رجال بيض أغبياء ) لمايكل مور، وشجعت الآخرين على قراءة أجزاء منه وقد تملكهم الغضب مما فعله بوش بنا . كما استلمت عبر الانترنيت أجزاء من كتاب جريج بالاست: أفضل ديمقراطية يمكن أن تشتريها.
شافت: إذن لابد أنك تعرف أكثر من غيرك الأسباب الحقيقية للحرب.
أمريكا: أعتقد أنك على حق ولهذا أحاول أن أعبر عن رأيي هنا ليفهم الأمريكان أننا أرسلنا لنذبح . وأرجو أن تسمح لي أن أتخلى عن الألفاظ المنمقة وأنا اشرح لك لماذا أناقض كل ما أقسمت عليه عندما اخترت أن أتحدث إليك . إني افعل ذلك من اجل الجنود هناك، ومن اجل الذين سيرسلون لاحقاً. و إذا لم اكن حذراً فسيعيدونني إلى العراق لمدة ستة أشهر أخرى.
شافت: هل يمكنك أن تحدثنا عن إصابات المدنيين وعن المشاهد الفظيعة التي أشرت إليها في البداية؟
أمريكا: أريد أن أتحدث عن بعض الأطفال الذين رأيتهم يقتلون بدون مبرر . لعل ذلك يوقظ ضمائر البعض الذين لا يصدقون أن ذلك يحدث أو انه يحدث ولكن ليس بهذا السوء. أستطيع أن أقول لك إني لن أنسى صرخات الجرحى أو الأطفال اليتامى أو عويل الآباء الذين فقدوا أطفالهم . إن العراقيين ومعظم المسلمين يعبرون عن حزنهم لفقد الأحبة بالعويل والولولة بصوت عال . ولهذا لا يمكنك أن تخطيء أن العويل الذي تسمعه هو لفقدان الأطفال لأنهم لا ينتحبون بهذا الشكل إلاَّ عند الوفاة. وأحياناً بعد قصف جوي أو هجوم بالدبابات أو المداهمات. يمكنك أن تسمع مئات الناس يولولون . عندي أولاد كبار مع أحفاد صغار في سن معظم الأطفال القتلى في العراق. وعندي أولاد وقد غادروا سن الطفولة بقليل ورأيت في العراق الكثير من الذين في سنهم يهيمون في الطرقات وهم يرعون ثلاثة أو أربعة أشقاء أطفال لأن آباءهم قد قتلوا.
دعني أحدثك عن القنبلة الانشطارية التي رأيتها تمحو قافلة من الأطفال الصغار. كان يبدو عليهم اليتم وهم يحاولون البحث عن طعام في مركبات عراقية مدمرة على جانب الطريق الذي نقف عليه. وكان الأولاد قد ابتعدوا عنا بنصف ميل تقريباً وهم يسيرون بشكل طابور عندما جاء الأمر إلينا أن نخلي المنطقة لأن طابوراً عراقياً سوف يقصف بقنابل انشطارية. هرعنا إلى الراديو وحاولنا إيقاف الحملة الجوية ولكننا علمنا أن الوقت قد فات لإيقافها. رأينا أشلاء الأجساد الصغيرة تتطاير في الهواء بعد أن قصفت بالقنابل. كان شيئاً رهيباً ولم نكن نستطيع أن نفعل شيئاً سوى أن نتفرج ونصرخ بالراديو، نلعن الطيار الذي يسقط القنابل . بعد انتهاء القصف ذهبنا لنرى إذا كان هناك ناجون. ولكن كل ما وجدناه أجزاء وقطعاً لأطفال صغار. أحياناً تجد ذراعاً كاملة أو ساقاً بحالة سليمة.
شافت: شيء فظيع . هل حدث من ذلك الكثير ؟
أمريكا: إنه افظع مما يمكن أن تتصوره إلى أن تراه يحدث مراراً وتكراراً. لا أريد الحديث عن هذا الموضوع مرة أخرى . فذلك لا يريحني بل يجعلني أستعيد الأحداث وأنا أحاول أن أنسى خاصة وأني لا أستطيع حتى أن أحصل على علاج نفسي بدون أن ادفع ثمنه. يجب أن يعلم كل أولئك الذين ساندوا ذهاب قواتنا بهذه المفاجأة الظريفة التي أعدها لنا بوش. فهذا قدرنا عنده وعند وزارة الدفاع وكل الأغبياء الآخرين الذين يستمرون في الحديث عن نجاحاتنا هناك. ليذهب كل هؤلاء المغفلون الوطنيون ليقاتلوا في سبيل بلادنا . دعهم يتركون عائلاتهم شهوراً طويلة وربما يعودون في توابيت وسأكون أول من يحييهم عندما يقتلون.
إن ما يحدث الآن مثلما حدث في بداية حرب فيتنام . كان عمري 12 سنة عندما عاد أبي ولن أنسى أبداً الألم والعذاب اللذين عاش بهما بقية حياته. إنه نفس ما اشعر به الآن ولم أتصور أبداً أنى سأخدم في حرب مثل فيتنام . الآن افهم تماماً ما عاناه أبي ولو كان الزمن يعود ستة أشهر فقط لطلبت الخدمة في مكاتب الجيش أو لرفضت المشاركة على أساس المبدأ والضمير ولكن فات أوان ذلك. ومع ذلك فإني على يقين من أني لن أعود ثانية حتى لو سجنت. أتمنى أن يقف المزيد من الجنود في وجه بوش والبنتاغون ويعلنون رفضهم لخوض حربهم من اجل النفط . يجب إلاَّ نموت من أجل زيادة ثراء أولاد الحرام الأغنياء هؤلاء .
شافت: أي شيء آخر تود قوله لأمريكا ؟
أمريكا: نعم . استيقظي يا أمريكا ! إن أولادك وبناتك يموتون بدون سبب . إن هذه الحرب ليست من اجل الحرية أو القضاء على الإرهاب . أعيدونا إلى الوطن فوراً ! إننا نموت من اجل النفط وجشع الشركات الرأسمالية.
***
مطار بغداد يرسم صورة مروعة للتردي الأمني والورطة الأميركية
‏03‏/11‏/2003 بقلم :روبرت فيسك:
تحتاج إلى مرافقة عسكرية للوصول إلى مطار بغداد هذه الأيام. نعم، الأمور تتحسن في العراق، بحسب الرئيس بوش.. ولكن مقاتلي حرب العصابات باتوا قريبين جدا من مدارج المطار بحيث ان الأميركيين قاموا بقطع كل شجرة وكل بستان من أشجار النخيل وكل شكل من أشكال النبات على الطريق.
لقد أدت قذائف (الار. بي. جي)إلى مقتل عدد كبير من الجنود على هذا الجزء الممتد من الطريق بحيث دفعت بالجيش الأميركي ـ على غرار الإسرائيليين في جنوب لبنان في منتصف الثمانينيات ـ إلى محو مظاهر الطبيعة. فأنت اليوم تسافر إلى مطار بغداد عبر أرض قاحلة. ان مطار هيثرو ليس كذلك.
ولا توجد مياه للبيع. وهناك عدد قليل جدا من المقاعد بحيث ان الركاب يقفون في الجو الحار خارج ما يبدو انه اكبر مكتب للبريد في العالم، وهو عبارة عن حمالة فرز عسكرية أميركية ضخمة تحمل طرودا بريدية لجميع الجنود الأميركيين في العراق البالغ عددهم 146 ألف جندي، وترتفع كومة الرسائل البريدية إلى حوإلى 30 قدما.
هناك سيدة من منظمة الإغاثة المعروفة باسم كير متوجهة لقضاء اجازة في تايلاند، وهناك أسقف البصرة بردائه الأسود والأحمر وصليبه المتدلي على صدره، وهناك طاقم تلفزيون في طريقة إلى الخروج من البلاد، وممثل الصليب الأحمر الدولي الذي تنتظره طائرة صغيرة تابعة للصليب الأحمر لتقله إلى كركوك. وهناك أيضاً رجل إنشاءات بريطاني أتى من الحلة بعد ان أمضى الليلة الماضية تحت وابل من النيران مع الكتيبة البولندية المرابطة هناك. وقال هذا الرجل متمتما: استمر القصف بقذائف الآر. بي. جي وبنيران البنادق الثقيلة لمدة ساعتين. وبالطبع فإن سلطات الاحتلال لم تكشف هذا الأمر أبداً. لأن الأمور تتحسن في العراق.
ومن خلفنا كانت سلسلة من الطائرات النفاثة ذات المحركات الأربعة تصعد في شكل حلقات إلى سماء الصباح الحارة وهي طائرات كبيرة لا تحمل علامات مميزة وتحلق بزاوية 180 درجة مع الأرض في حلقات محكمة للاقلاع والهبوط، وعلى ارتفاع منخفض جدا بحيث يخيل إليك أنها ستصطدم بالمدرج بأطراف أجنحتها.. وهي تعمل أي شيء لتجنب صواريخ الأرض ـ جو التي يطلقها الآن أعداء أميركا.
ومن بين الركاب الآخرين، هناك عامل إغاثة إنسانية يبدو بوضوح انه مرّ بانهيار عصبي، وبعض السيدات العراقيات الراقيات يصطحبن للتسجيل ضابطاً في سلاح الجو الملكي البريطاني له شعر طويل يتدلى على ياقته، وفي الجهة المقابلة من المدرج، تستمتع زمرة من جنود القوات الخاصة الأميركية بأشعة الشمس، وهم مدججون ببنادق آلية ومسدسات مطلية بالأسود.
اراد شخص يدعى تشوك أن يفضي إلى بسر ما، فقال متسائلا: هل تعلم ما هو أغلى مصدر للمعلومات حول هذا البلد يابوب؟!
انه الشعب العراقي نفسه، فهنا يوجد الكثير من البروتوبلازما.كنت افكر في تعريف كلمة بروتوبلازما عندما سقطت أول قذيفة هاون، فدوّى صوت يشبه هدير الرعد جعل الركاب ينحنون، كما تفعل الجوقة المسرحية فتصاعدت دائرة بيضاء كبيرة من الدخان من الجانب الآخر من المدرج. ثم صدر صوت ازيز تبعه صوت آخر يبدو كقصف الرعد.
قال لي تشوك: انهم يتحسنون. لابد بأنهم وضعوا ذلك الصاروخ بالقرب من المدرج. فأومأ الأفراد الآخرين في القوات الخاصة برؤوسهم موافقين. ثم سمع صوت انفجار هائل آخر. وتصاعدت حلقة بيضاء كبيرة أخرى نحو السماء، وبدا المنظر وكأن مدمنا عملاقا على السيجار قد جلس ليدخن بجوار المدرج. وقال أحد أصدقاء تشوك معلقا: ليس سيئا على الإطلاق.
وقال تشوك: اعتدنا على وجود محيط أمان قدرة خمسة أميال حول المطار. ذلك المحيط الآن انخفض إلى ميلين. ان أقصى مدى تبلغه المضادات الجوية هو 000,8 قدم. وبالتالى، فان مسافة ميلين تعتبر على الحافة أما ترجمة ما قاله فهي: ان القوات الأميركية كانت تسيطر على خمسة أميال حول المطار.. وهي مسافة بعيدة بحيث لا تسمح لرجل يحمل قاذفة بإصابة إحدى الطائرات. ولكن الكمائن والهجمات على الأميركيين قلصت من نطاق سيطرتهم إلى مسافة الميلين فقط. وعلى طرف نصف قطر المسافة هذه، يستطيع رجل ان يصيب طائرة بصاروخ يبلغ مداه 000,8 قدم.
يقول الأميركيون ان هناك طائرتين تطيران إلى عمان،. فجأة، انطلقت قذيفة هاون أخرى وانفجرت أمام حظائر الطائرات على الجانب البعيد من المطار. ثم انفجرت قذيفة أخرى.
اتصلت بزميل لي في بغداد، وقلت له ان المطار يتعرض لإطلاق نار بقذائف الهاون. فجاءني الرد من الطرف الآخر: »لم اسمع بشيء عنه يابوب! كم قلت عدد القذائف؟ «لكن رجال القوات الخاصة كانوا يستمتعون بما يجري، فقد حلقت طائرة مروحية من طراز اباتشي فوقنا لتقصف المقاتلين العراقيين، وقال تشوك: »يأمل البعض ان يكونوا قد فروا فزعين« فالخبراء في حرب العصابات ورجال القوات الخاصة يقدرون حرفية أي شخص بما في ذلك عدوهم.
دخل مهندس أميركي على الخط بصورة مفاجئة قائلا انه إذا قام طاقم التلفزيون بشراء الكولا لرجاله، فسيكون بإمكانهم زيارة مطعم (بيرغر كنغ (ثم سمعت أصوات فرقعة نيران البندقية من طريق خارج محيط المطار لابد وان فيلما سينمائيا يعرض هنا، نلتقي فيه ستوديوهات والت ديزني بفيتنام.
***
أعضاء ديموقراطيون في الكونغرس يحضون بوش على إقالة وزير الدفاع
رامسفيلد ورايس: العراق تحت السيطرة
النهار 12/ 11/ 203م:
على رغم الضغوط والانتقادات التي تتعرض لها ادارة الرئيس جورج بوش بسبب تزايد عدد القتلى بين الجنود الأميركيين في العراق وتفاقم اعمال العنف في هذا البلد واعلان مجموعة من 26 عضوا ديموقراطيا في مجلس النواب انها قدمت مشروع قرار يحض بوش على عزل وزير الدفاع دونالد رامسفيلد, أصر الاخير على ان المقاومة العراقية تحت السيطرة وان واشنطن لا تبحث عن خطة للخروج من العراق بنشرها قوى امن عراقية, وشددت مستشارة البيت الابيض لشؤون الأمن القومي كونداليزا رايس على ان عمليات القتال الرئيسية لم تعاود مع اعترافها بان الولايات المتحدة تمر في وقت عصيب.
نواب ديموقراطيون
واصدر النائب الديموقراطي عن ولاية نيويورك تشارلز رانجل بياناً جاء فيه ان مشروع القرار الخاص باقالة رامسفيلد سيضفي صبغة رسمية على ما يعتقده بالفعل كثير من اعضاء الكونغرس وهو ان الجنود في العراق والسياسة الخارجية الأميركية سوف يستفيدون استفادة كبيرة إذا ذهب وقال ان المشروع يحظى حتى الان بتأييد 25 عضوا وانهم مستعدون للوقوف ليقولوا ما يعرفه الان كثير من صانعي السياسة وهو ان الخطوة الاولى لاستعادة جنودنا إلى الوطن هو اعادة رامسفيلد إلى بيته. وينسب المشروع إلى رامسفيلد انه ضلل الشعب الأميركي في تقويم سير الحرب والاحتلال وارسل قوات أميركية إلى العراق من دون تخطيط كاف ومن دون معدات كافية واظهر افتقاراً إلى البصيرة في تصريحاته عن الحرب والضحايا من الأميركيين. بيد انه مع الانقسام الشديد للكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون, من المستبعد عرض مشروع القرار للتصويت.
رامسفليد
وكان رامسفيلد أبلغ إلى صحافيين آسيويين الاثنين ان الادارة الأميركية تبحث مع 14 دولة في امكان ارسالها قوات لتعمل في العراق, مشيراً إلى ان إرسال أي بلد قوات إلى هناك يتطلب شجاعة سياسية. وافاد ان القوات الأميركية تولت تدريب ونشر 118 الف عراقي يعملون في الشرطة ودوريات الحدود وحراس المنشآت المهمة مثل انابيب النفط ومن المقرر ان يصل العدد إلى 220 الفا بموجب برنامج تدريب مكثف. لكنه اوضح ان الهدف ليس خفض عدد قواتنا... ليس الامر وضع استراتيجية للخروج فاستراتيجيتنا للخروج في العراق هي النجاح. وكان مشرعون أميركيون بينهم السناتور الجمهوري جون ماكين تساءلوا عن الحكمة من الاعتماد بكثافة على العراقيين الذين تدربوا اسابيع قليلة في مكافحة مقاومة اربكت الجيش الأميركي حتى الان ولاحظ ماكين ان الامر يبعث باشارة يأس. وقال رامسفيلد انه تحدث مع قائد القيادة المركزية الجنرال جون ابي زيد وقائد قوات التحالف الجنرال ريكاردو سانشيز اللذين يشعران بأن المشكلة في نطاق السيطرة مما لا يعني القول ان ارهابيا لا يستطيع ان يهاجم في أي وقت واي مكان ويستخدم أي تقنية.
رايس
وأكَّدت رايس ان بوش لا ينأى بنفسه عن جنازات الجنود الذين قتلوا في العراق وهو يوجه رسائل شخصية إلى اسر الضحايا لمؤاساتها. وأضافت انه يدرك انه سيطلب من القوات المسلحة الأميركية والاسر الأميركية ان تقدم تضحيات كبيرة. وصرحت في مقابلة مع تلفزيون محلي: ان عمليات القتال الرئيسية لم تعاود في العراق بالفعل... ما يحدث ان هناك بعض افراد من النظام السابق الذين يتحالفون مع مقاتلين اجانب في ما اعتقد انه يمكن وصفه بانه عصيان أو عصيان اضافة إلى ارهاب.
***
مايكل مور: ساعدونا في التخلص منه!
النهار 12/ 11/ 2003م
دعا مخرج الاشرطة الوثائقية الأميركي مايكل مور المعروف بانتقاده الشديد للرئيس الأميركي جورج بوش, البريطانيين إلى التظاهر بكثافة في شوارع لندن خلال زيارة الاخير للمدينة. وقال ان بوش استخدم الشعب البريطاني ستة اشهر تغطية للقول: انظروا نحن لسنا وحدنا, البريطانيون معنا في العراق. وأضاف: انتم البريطانيون يجب ان تدينوا هذه الكذبة بوجودكم, لتظهروا للأميركيين ان الشعب البريطاني في الواقع لا يدعم كل هذا... اعتقد ان للمواطنين البريطانيين دوراً مهماً جداً ليساعدونا للتخلص من بوش في الانتخابات الرئاسية سنة 2004.
***
بوش يدرس انسحابا جزئيا تحت ضربات المقاومة
14/ 11/ 2003م: لندن ـ بغداد ـ القدس العربي : بدأت الولايات المتحدة أمس التمهيد لتحول جذري في سياستها بالعراق، يشمل انسحابا جزئيا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل، وذلك في ظل تصاعد عمليات المقاومة العراقية. وغيّر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش من لهجته المعتادة حول العراق، التي أكدت دائما رضاه عن التطورات هناك، وأعلن للمرة الأولى تأييده تولي العراقيين مزيدا من المسؤوليات.
وعنونت صحيفة وول ستريت جورنال : آخر هجوم (ضد القوة الإيطالية) يضع النزاع أمام مفترق ، معتبرة ان التعليمات التي اعطاها جورج بوش للحاكم المدني في العراق بول بريمر قد تغير الان وجه المحتل في العراق .
وفي معرض تعليقها على الرغبة التي باتت تشعر بها الادارة الأمريكية بـ تسليم الحد الاقصي من المسؤوليات السياسية في أسرع وقت ممكن للعراقيين، اعتبرت واشنطن بوست من جهتها ان القرار يمثل تحولا رئيسيا في الاستراتيجية السياسية الأمريكية. وبحسب واشنطن بوست، عاد بريمر الي بغداد وفي جعبته خياران سيطرحهما علي مجلس الحكم الانتقالي العراقي.
ويتضمن الخيار الأول إجراء انتخابات وطنية من اجل تشكيل مجلس جديد مكلف باعداد أول دستور ديمقراطي عراقي وانتخاب قادة جدد. أما الخيار الثاني فيكمن في اقتراح تشكيل حكومة موقتة أولا خلال فترة إعداد الدستور قبل تنظيم انتخابات جديدة لإقامة سلطة نهائية.
وقال الرئيس الأمريكي أمس انه طلب من الحاكم المدني في العراق بول بريمر وضع استراتيجية لتسريع نقل السلطة إلى العراقيين. وأوضح الرئيس للصحافيين غداة محادثاته مع بول بريمر في البيت الأبيض نريد ان يشارك العراقيون بصورة اكبر في ادارة بلادهم .
ويأتي التحول في الاستراتيجية الأمريكية في العراق في وقت تتعرض فيه قوات التحالف لهجمات متكررة ودامية متزايدة كالتي استهدفت الأربعاء الكتيبة العسكرية الايطالية في الناصرية علي بعد 375 كلم جنوب بغداد.
واعتبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي المنتهية ولايته جورج روبرتسون امس الخميس ان التزاما اكبر للحلف في العراق يبقي احتمالا مطروحا، مشددا في الوقت نفسه علي ان الاولوية هي لمهمة الحلف في افغانستان.
وأعلن المتحدث العسكري الأمريكي في العراق اللفتنانت كولونيل جورج كريفو ان القوات الأمريكية ستكثف عملياتها ضد الارهابيين وذلك غداة بدء عملية المطرقة الحديد في بغداد حيث قتل اثنين من العراقيين. واعتبر قائد القيادة الأمريكية الوسطي الجنرال جون ابي زيد أثناء مؤتمر صحافي في تامبا (فلوريدا، جنوب شرق) أمس ان عدد أعداء الولايات المتحدة في العراق لا يزيد عن خمسة آلاف شخص.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد غداة الاعتداء الدامي الذي استهدف القوة الإيطالية في العراق ان الوضع في هذا البلد سيبقي خطيرا لفترة طويلة وان علي الدول التي ترسل قوات الي هناك ان تقوم بذلك بتيقظ كبير . وأكَّد مجددا ان الولايات المتحدة لن تغادر العراق علي الرغم من المصاعب.
من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان فرنسا تقترح تشكيل جمعية استشارية فورا في العراق لانتخاب حكومة موقتة في اطار عملية عاجلة . وقال فلنشكل جمعية استشارية ، مضيفا فلتعمد جمعية استشارية إلى اختيار أو انتخاب حكومة موقتة وأن تقرر هذه الحكومة الموقتة ان تكون برئاسة ترويكا أو شخصين . وأضاف علينا ان نعمل علي ارساء عملية تحظي بشرعية انطلاقا من جمعية استشارية بدل ان نحاول خلق شروط لعملية انتخابية (...) تؤدي إلى عملية تستغرق عدة اشهر، ولا تحقق علي الارجح أي شيء قبل منتصف العام المقبل .
***
حلفاء واشنطن يعيدون النظر في مشاركتهم العسكرية في العراق بعد هجوم الناصرية
14/ 11/ 2003م: ميدل ايست اونلاين: بغداد - من برتران روزنتال
خلفت العملية الانتحارية التي وقعت الأربعاء في الناصرية واسفرت عن مقتل 19 إيطالياً وجرح 20، ما يشبه الصدمة لدى الدول الاعضاء في التحالف التي اتجهت نحو اعادة النظر في مشاركتها العسكرية في العراق. وتواجه حكومات 32 دولة تنشر قوات في العراق منذ يومين مطالب متزايدة بسحب هذه القوات صادرة من الرأي العام والصحافة والمعارضة وفي بعض الاحيان من الغالبية الحاكمة. على الرغم من أن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفلد قد أكَّد على أن تماسك التحالف في العراق ليس مهدداً. لكن الاعتداء على الوحدة الايطالية يعمل في غير مصلحة جهود الولايات المتحدة التي تسعى في مواجهة تصعيد العنف إلى الحصول على تعزيزات من حلفائها. وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية أن غالبية ضئيلة من الايطاليين لا تزال تؤيد بقاء الوحدة الايطالية في العراق. وكان لاعتداء الناصرية أثر مباشر. فقد عدلت اليابان عن إرسال قوات فيما قررت كوريا الجنوبية عدم رفع عدد عناصر قوتها إلى 5 آلاف رجل كما كانت طلبت منها الولايات المتحدة. وفي الانتظار، تلقى الجنود الكوريون الجنوبيون الـ464 المنتشرون في العراق تعليمات الخميس بالبقاء في قواعدهم في الناصرية بعد الاعتداء. كما اتخذت الوحدة البرتغالية التي تضم 128 دركياً اجراءات احتياطية حيث ستنتشر في بادىء الامر قرب البصرة قبل أن تتوجه إلى الناصرية. من جهته سيرسل الجيش التايلاندي وفداً إلى العراق لتقييم وضع جنوده وعددهم 400 على الصعيد الأمني لكن يبدو ان بانكوك لا تفكر في سحب قواتها رغم مطالب أعضاء من مجلس الشيوخ في هذا الصدد. ودفعت الهجمات بالأمم المتحدة والصليب الاحمر إلى سحب موظفيهما الدوليين من العراق واغلاق مكاتب رئيسية. فهذه الهجمات تستهدف كذلك العراقيين الذين يتعاونون مع القوات الأميركية من رجال شرطة ومترجمين.
وفي المقابل أكد رامسفلد أنه من غير الوارد مغادرة العراق رغم الصعوبات في وقت توجه فيه الصحافة الأميركية انتقادات متزايدة في هذا الصدد فيما تظهر استطلاعات الرأي تراجعاً في نسبة التاييد لسياسة الرئيس جورج بوش في العراق.
وأبدت بريطانيا، الحليف الأول للولايات المتحدة، استعدادها لارسال قوات اضافية إلى العراق إذا كان ذلك ضرورياً كما أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الخميس. من جهته اعلن رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد الجمعة أن الاعتداءات لن ترهب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق. وقال هاورد إذا استسلم العالم لهذا النوع من الترهيب، فسيعني ذلك بالنسبة للارهابيين أن بوسعهم تحقيق مآربهم إذا ما واصلوا ضغوطهم.
وأعلن وزير الخارجية الهولندي ياب دو هوب شيفير الخميس أن بلاده لن تسحب 1100 جندياً يتمركزون في العراق رداً على نواب كانوا يطالبون بسحب الوحدة الهولندية في أسرع وقت ممكن.
***
المقاومة العراقية تعتمد على الابتكار والمواد التقليدية في تصنيع المتفجرات
‏24‏/11‏/2003 القدس العربي: بغداد ـ من صوفي كلوديه: رأى خبراء الغام يعملون في بغداد اضطروا للتدخل 450 مرة لإبطال مفعول شحنات ناسفة منذ آب (أغسطس) الماضي ان واضعي القنابل من مقاومي الاحتلال الأمريكي بارعون غير ان المواد التي يستخدمونها تقليدية. وان اغلب المواد المتفجرة التي يتم تفجيرها عن بعد أو الموقوتة يصنعها عراقيون في حين يعتقدون ان سيارات الانتحاريين المحشوة متفجرات هي من فعل أجانب على الأرجح. وقال اللفتانت كولونيل الأمريكي ديك لاري السبت للصحافيين ان التجهيزات ليست متطورة غير انهم (المقاومون) مبدعون جدا في التمويه .
وقال العقيد إسماعيل المتمركز في مركز شرطة ببغداد بعيد الحرب واجهنا قنابل يدوية وصواريخ لكن منذ آب (أغسطس) بدأنا نواجه عبوات يدوية الصنع بعضها بالغ التعقيد. وقال الذين يصنعون القنابل بالغو الخبث فهم يربطون المتفجرات بجهاز توقيت وبجهاز تحكم عن بعد لضمان تفجير الشحنة. وأشار ضابط عراقي طلب عدم كشف اسمه لدواع أمنية من الواضح انهم خبراء في مجال الكهرباء.
ويفتح درجا ويعرض بعض الشواهد بينها جهاز توقيت لغسالة ومنبه يخرج منه سلكان وجهاز تحكم تابع لسيارة. وتم تخزين القنابل في عمق باحة حيث توجد غرفة صغيرة لا يملك مفتاحها أحد غير هذا الضابط. ويوجد بالداخل طائفة من الصواريخ والقنابل اليدوية والقذائف.
غير ان ما يلفت الانتـــباه اكثر بقايا القنابل اليدوية المصنعة من صفائح تحتوي قطعا حديدية حادة إلى قذائف جرى تفريغها وحشوها بقنابل غلفت بمتفجرات في شكل عجينة بيضاء. وقال وهو يشير إلى العجينة أنها مادة ايه بي ـ 4 وهي متوفرة محليا . كذلك توجد مادة دي ار ايكس التي تستخدم في صنع القنابل. وأضاف لا اعرف ان كانت تستخدم من قبل عراقيين أو أجانب بيد انه يتم بالتأكيد التدرب على استخدام هذه المتفجرات في الجيش.
وتظهر براعة واضعي هذه القنابل في مستوي التمويه. ويقول اللفتانت كولونيل الأمريكي ديك لاراي انهم كانوا في السابق يخفونها في أكياس قمامة أما اليوم فانهم يقومون مثلا بحشو المتفجرات في حيوانات ميتة أو صبها مع خلطة إسمنت لتظهر وكأنها جزء من رصيف. في المقابل يعتقد العقيد إسماعيل وزميله العقيد مصطفى ان الهجمات الانتحارية هي من فعل أشخاص غير عراقيين. وأشار مصطفى إلى ان الاندفاع نحو مبني من وراء مقود سيارة محشوة بالمتفجرات ليس من فعل عراقيين. وذكر العقيد إسماعيل بان الانتحاري الذي لم ينجح في تفجير سيارته الشهر الماضي كان يمنيا يحمل جواز سفر سوريا .
وفي 27 تشرين الأول (أكتوبر) استهدفت أربعة مراكز شرطة في بغداد ومقر الصليب الأحمر هجمات انتحارية أوقعت 42 قتيلا. ويعتقد مسؤولو التحالف أيضا ان هذه الهجمات ليست من فعل عراقيين.
ويقول العقيد إسماعيل نقوم بإبطال مفعول العبوات الناسفة ميدانيا ويجمعها الأمريكيون مرة كل أسبوع.
ويقول الضابط الأمريكي من جانبه موضحا، تلقي فريقي حوالي 650 نداء إنذار منذ آذار (مارس). وفي الولايات المتحدة نتلقى 200 في السنة . وأوضح ان حوالي 250 خبيرا في إزالة الألغام ينتشرون إضافة إلى نظرائهم العراقيين في العراق.
***
بسبب الخوف.. قوات الاحتلال تعلق الرحلات المدنية في بغداد
‏24‏/11‏/2003 مفكرة الإسلام : أعلن مسؤول عسكري أمريكي أن قوات الاحتلال الأجنبية الموجودة في العراق بقيادة الولايات المتحدة طلبت اليوم الأحد تعليق كافة الرحلات المدنية في بغداد بعد الهجوم الصاروخي الذي تم شنه ضد طائرة شحن تابعة لشركة 'دي اتش ال' الألمانية .
وقال العميد 'مارك كيميت' فيما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية [شركة الأجنحة الملكية الأردنية علقت أمس السبت رحلاتها إلى بغداد، واليوم كل الدول المشاركة بقوات عسكرية في العراق قررت تعليق رحلاتها المدنية من وإلى بغداد، وبالتالي فلا أظن أن هناك أي دولة في العالم ستجرؤ على مواصلة رحلاتها الجوية مع بغداد].
إلا أن الناطق العسكري الأمريكي أشار إلى أن عمليات النقل الجوي العسكري ستستمر...
***
بوش: تأييدنا أنظمة لا تؤمن بالحرية أنتج الاحباط والتخلف والكراهية
أعلنت مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس امس ان الرئيس جورج بوش الذي يأمل في ان تؤدي حرب العراق إلى تحول إلى الديموقراطية في هذه البلاد, سيدعو في خطاب يلقيه اليوم إلى تحرك نحو الديموقراطية في أنحاء الشرق الأوسط. وقالت ان بوش سيركز على حقيقة ان الشرق الأوسط كان المنطقة الاكثر حرمانا من الحرية. وسيتحدث عن دول معينة, الا انها لم تكشف أسماءها على رغم ان واشنطن أبدت مرارا قلقاً من سوريا وايران. وأضافت ان الرئيس الأميركي سيشيد بدول شرق اوسطية تعتقد أميركا ان الديموقراطية بدأت تظهر فيها مثل البحرين والاردن والمملكة العربية السعودية, لكنه سيتحدث عن الحاجة إلى المضي في سبيل تغييرات ديموقراطية موضحا انه لا يجب فصل أي منطقة أو أي شعوب عن الفوائد التي يمكن ان تجلبها الحرية والتطور الديموقراطي. كذلك سيتطرق إلى تحديات لا تزال الديموقراطية تواجهها في اماكن مثل بورما وكوريا الشمالية وحتى مناطق مثل الصين حيث توفر الحريات الاقتصادية فرصة لمسيرة الحريات السياسية. ونقلت عن خطابه أيضاً ان محاولات الأميركيين في السنوات الأخيرة للحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط المضطرب من طريق دعم أنظمة لا تعتنق الحريات السياسية لشعوبها, أدت إلى تخلف المنطقة. وقالت: بعد 60 عاماً من محاولة ايجاد الاستقرار من طريق أنظمة لا تؤمن الحرية السياسية لشعوبها, وجدنا ان ذلك لم يحقق الأمن والاستقرار, وانما غذى الاحباط وأجج المشاعر في منطقة باتت متخلفة عن الازدهار, وفي الواقع استمر في انتاج ايديولوجيات الكراهية. (و ص ف, أ ب)
***
وزارة الدفاع الأميركية: خسائر قوات الاحتلال تفوق 9000 إصابة
15 نوفمبر 2003م: مفكرة الإسلام : كشفت بيانات وزارة الدفاع الأمريكية الجديدة أن عدد الإصابات الأمريكية التي سجلت في حرب العراق قد تجاوزت الـ 9000 ما بين قتيل وجريح بسبب إصابة أو بسبب مرضي. وطبقا لمكتب وزير صحة الجيش فقد سقط 397 قتيل، وأصيب 1967، ورحل 6861 جندياً لأسباب طبية بين 19 مارس و30 أكتوبر, وبذلك يصل العدد الكلي للإصابات إلى أكثر من 9200 إصابة. وقد لوحظ زيادة في عمليات الإخلاء الطبية الغير قتالية تصل إلى 3000 حالة منذ الأسبوع الأول من أكتوبر، ولم يقدم الجيش أي تفسير فوري لهذه الزيادة. وقد أعرب الخبراء العسكريون عن قلقهم من هذه الإحصائيات، فيقول ستيف روبنسن مدير تنفيذي لمركز حرب الخليج الوطني: لقد صدمنا من هذه الزيادة المثيرة في الإصابات، وأضاف: نحن قلقون خصيصا بشأن عمليات الإخلاء النفسية والعصبية في هذه الحرب. وطالب بإيضاح أنواع الأمراض التي يصاب بها الجنود الأمريكيون والتي لم يتم الكشف عنها. هي أيضاً قالت بأنّ بعض القوّات أخلت للأسباب النفسية عادت فيما بعد بعد أن الحصول على إستراحة. هذا ولم تتضمن هذه البيانات الجنود الذين تم معالجتهم في ميدان المعركة ، أو هؤلاء الذين أصيبوا بأمراض نفسية بعد أن عادوا إلى الولايات المتحدة.
***
الهجمات في العراق تسبب ذعرا للجنود الأميركيين
17/ 11/ 2003م: ميدل ايست اونلاين: بغداد - من آن بياتريس كلاسمان
في الوقت الذي رسم فيه الرئيس الأميركي جورج بوش صورة لعراق ديمقراطي ومستقل في المستقبل أصبح الجنود الأميركيين داخل دائرة جهنمية من الهجمات والخوف والكراهية والاجراءات العشوائية.
ففي الوقت الذي تتزايد فيه مخاوف الجنود الأميركيين من المقاتلين والمقاومة العراقيين مع كل هجوم جديد أصبحوا ينتفضون وأصابعهم لا تفارق الزناد في مثلث العنف المشهور بين سامراء وبغداد والرمادي. ولكن الثابت أن هذا النوع من رد الفعل لن يؤدي سوى إلى دفع مزيد من المقاتلين إلى أحضان المتشددين.
وتنص الاوامر على ضرورة ابتعاد أي فرد يتصادف وجوده قرب عبوة ناسفة تنفجر في قافلة عسكرية والاحتماء فورا لكن المراقبين يقولون إن الجنود الأميركيين في الغالب يردون بإطلاق النار على أي شئ حولهم وعلى أي شئ يتحرك.
وفي بعض الاحيان فأن مجرد كلمة أو الشك في أي تهديد يكفيان لاثارة ردود فعل عنيفة من قوات الاحتلال الذين يقال إن ثلثهم لا يوافق على وجودهم في العراق على أي حال. ويقول المراقبون إن توزيع الجنود الأميركيين للحلوى على الاطفال في أي مكان بالعراق أو مساعدتهم في تجديد المدارس لا يغير من الامر شيئا.
ففي وقت سابق هذا الاسبوع قتلت القوات الأميركية بالرصاص مهند غزالي الكعبي رئيس بلدية مدينة الصدر التي يغلب الشيعة على سكانها في بغداد. وحول مئات المشيعين جنازته يوم الاثنين إلى مظاهرة معادية للأميركيين. وقال قائد القوات البرية الأميركية الجنرال ريكاردو سانشيز أن قتل الكعبي حادث مؤسف للغاية. وقتل الكعبي بعد مشاحنة مع جندي أميركي رفض السماح له بإيقاف سيارته الرسمية في ساحة خارج مقر مكتب رئيس البلدية.
وقال الجيش الأميركي أنه تم إطلاق طلقات تحذيرية ولكنه أعقبها "مباراة مصارعة". فعندما حاول الكعبي طرح الجندي أرضا والاستيلاء على سلاحه أطلق عليه جندي آخر النار.
وبعد يومين وعلى جسر أعيد افتتاحه مؤخرا وأغلق مرة أخرى أطلق جنود أميركيون النار على عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق محمد بحر العلوم. ولم يصب المرجع الديني الشيعي الكبير بسوء ولكن سائقه نقل للعلاج في المستشفي. ويقول المراقبون إن مثل هذه الاخطاء تثير غضب حتى الذين يؤيدون وجود القوات الأميركية في العراق. وهناك 19 من أفراد الجيش الأميركي متهمون بارتكاب جرائم عنف ضد العراقيين.
وكتب عدد من الصحفيين أيضاً أنهم أصيبوا بنفور من سلوك بعض الجنود الأميركيين. وقال أحد المصورين احتجزته القوات الأميركية بصفة مؤقتة عندما أبرزت لهم بطاقتي الصحفية اللبنانية هنا فقط بدأوا في إهانتي. وقال مراسل صحيفة ألمانية "لقد طلبت فقط من جندي أخذ يصرخ في أن يستخدم لهجة ودية فقاموا بوضع يداي وراء ظهري وشدوا وثاقي.
وحتى رغم قيام القوات الأميركية بترك المزيد من المهام الأمنية للشرطة العراقية وأفراد مدنيين فلا تزال الفرصة مهيأة لارتكاب خطأ والانتهاء بالعنف وسوء الفهم. وبالنسبة لكثير من العراقيين فأن مسألة الكرامة والتقاليد لا تزال تمثل جزءا أساسيا من حياتهم فمن السهل أن يرفض العراقي أي سباب له من جندي أميركي غريب في بلده.
***
إستقالة مبعوث الحكومة الإيطالية لدى قيادة الاحتلال من منصبه
18/ 11/ 2003م: مفكرة الإسلام : قدَّم مسؤول إيطالي بارز استقالته من وظيفته كمبعوث للحكومة الإيطالية لدى القيادة الأمريكية لسلطات الاحتلال بالعراق، قائلاً إنه اتخذ قراره بعد أن تأكد له بما لا يدع مجالاً للشك مدى الفشل الذي تسير فيه خطوات عملية 'إعادة بناء' العراق بقيادة الأمريكيين. ووفقاً لما نشرته صحيفة 'كورير ديلا سيرا' اليومية الإيطالية فقد ذكر المسؤول الإيطالي المستقيل: إن السلطة المؤقّتة في العراق معطلة ولا تأثير لها على سطح الأحداث، والأمريكان غير قادرين على فهم العراقيين أو التعامل معهم وكل ما يحدث أنهم يقومون بتغذية غضب الشارع العراقي.
***
مصادر في مجلس الحكم الانتقالي تكشف عن بنود سرية في الاستراتيجية الأميركية
19/ 11/ 2003م: عمان - بغداد - العرب : كشفت مصادر في مجلس الحكم الانتقالي في العراق عن وجود بنود سرية في الإستراتيجية الأمريكية الجديدة التي حملها بول بريمر من واشنطن لبغداد. وقالت المصادر أن أهم هذه البنود يتعلق بإنشاء ست قواعد عسكرية على الأقل في أنحاء العراق تتمركز فيها القوات الأمريكية بصورة دائمة لضمان استمرار الوجود الأمريكي والبريطانى في العراق لصالح الاستراتيجية التي جاءت بموجبها أساطيلها إلى المياه الدافئة.
وأوضحت المصادر أن عدة مواقع استراتيجية عراقية تم اختيارها في أنحاء متفرقة من العراق لتكون قواعد أمريكية وبريطانية. وكشفت المصادر عن أسماء هذه القواعد والمواقع المرشحة للتواجد العسكري الدائم وهى قاعدة الحبانية الجوية قرب مدينة الفلوجة التي تبعد نحو 65 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة العراقية، وقاعدة الشعيبة الجوية في البصرة 600 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد، وقاعدة على بن أبى طالب الجوية الواقعة في أطراف مدينة الناصرية 400 كيلومتر جنوب بغداد، وقاعدة الوليد الجوية الواقعة على بعد نحو 330 كيلومترا شمال غرب العاصمة، ومعسكر الغزلانى في مدينة الموصل 400 كيلومتر إلى الشمال من بغداد.. فضلا عن تواجد دائم في شرق العراق فيما يعرف بسلسلة جبال حمرين الممتدة من محافظة ديالى 60 كيلو مترا شرق بغداد والمحاذية لإيران وامتدادا إلى كركوك المدينة الغنية بالنفط والتى تبعد نحو 260 كيلومترا شمال شرق العاصمة.
وفى معرض تفسيرها لاختيار هذه المواقع للتواجد الدائم للقوات الأمريكية والبريطانية قالت المصادر إن هذه المواقع غطت معظم الأراضي العراقية وهى مرتبطة بحدود العراق من الجهات الأربعة لما تشكله من أهمية استراتيجية في تحديد مسار مستقبل العراق الجديد، كما ان اختيار هذه المواقع يحمل اهدافا ردعية أيضاً لجيران العراق الذين قد يحاولون تهديد أراضيه مستقبلا. وحسب مصادر الصحيفة التي وصفتها بأنها متطابقة، فإن موضوع بقاء القوات الأمريكية والبريطانية الدائم في العراق يجد صداه في مجلس الحكم الحالي باتجاهين، الأول يرفض فكرة الانسحاب الأمريكي بدعوى عدم مناسبة الظروف الأمنية والسياسية في الوقت الحاضر، ويقف احمد الجلبى رئيس المؤتمر الوطني العراقي في مقدمة المروجين لهذا الاتجاه، فيما يطالب آخرون من أعضاء المجلس قوات الاحتلال باستعجال الرحيل ومغادرة الأراضي العراقية بعد ان أنجزت مهمتها الأساسية في العراق، مما يعنى تسليم الملف الأمني برمته إلى الجهات العراقية، ويقف مع هذا الطرح محسن عبد المجيد الأمين العام لحزب الإسلامي العراقي وعدنان الباجه جى رئيس تجمع الديمقراطيين المستقلين وجلال الطالبانى زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني.
ورجحت بعض المصادر العراقية أن تتوجه الحكومة العراقية المؤقتة المتوقع الإعلان عن تشكيلها في حزيران - يونيو المقبل بمجرد استلامها للسلطات في العراق بطلبات إلى بعض الدول غير المحددة حتى الآن لإرسال قوات عسكرية إلى العراق لتولى مهام القوات الأميركية الموجودة حاليا. وافاد بعض المسؤولين العراقيين وكذلك بعض الأطراف الأمريكية أن الطلب سيقدم إلى عدد من الدول العربية والإسلامية دون أن تكون لدول الجوار العراقي فرصة في هذه الدعوة بسبب المعارضة الشديدة التي تبديها التيارات الكردية داخل مجلس الحكم لدخول قوات تركية إلى العراق، فيما يتوقع أن تعارض التيارات الإسلامية السنية دخول قوات ايرانية إلى العراق خوفا من تعزيز نفوذ التيارات الشيعية التي تسعى إلى الإستيلاء على بعض المساجد والمؤسسات الدينية السنية وتهميش ابناء الطائفة السنية التي يتمتع ابناءها بقدر كبير من الكفاءة والإحتراف في الميادين كافة.
***
صحيفة ألمانية: بوش يكرر ما كان ينادي به الرافضون للحرب
19‏/11‏/2003 مفكرة الإسلام : ذكرت صحيفة 'دير تاجس شبيغل' الألمانية في إطار تعليقها على السياسة الجديدة التي يحاول الرئيس جورج بوش اتباعها في العراق بعد الخسائر اليومية الفادحة لقواته فكتبت: فجأة يكرر الرئيس الأمريكي وبالحرف الواحد تقريباً ما كان ينادي به أعداء الحرب منذ سبعة أشهر، أي أنه يجب تسليم السلطة إلى حكومة عراقية مؤقتة . ويريد الأمريكان سحب الدفعة الأولى من قواتهم، والتي تقدر بحوالي ربع القوة الموجودة في العراق ، في الربيع المقبل . ولأول مرة يتم الحديث في واشنطن وبصورة علنية عن استراتيجية الانسحاب. ويبدو أن تحالفاً جديداً مفاجئاً يتكون الآن !!. ويسير مسؤولو الحملة الانتخابية لجورج بوش حالياً في نفس اتجاه جميع القوى التي اعتبرت أن الاحتلال الأمريكي للعراق كان أمراً خاطئاً.
***
منظمات إيطالية تجمع التبرعات للمقاومة العراقية
19/ 11/ 2003م: مفكرة الإسلام: أعلن إيطاليون مناهضون للحرب أنهم سيستمرون في جمع تبرعات لدعم المقاومة العراقية المسلحة على الرغم من الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية إيطالية في مدينة الناصرية العراقية. وشنت منظمة المعسكر المناهض للإمبريالية التي تضم حوالي خمسين جماعة معادية للولايات المتحدة حملة عبر شبكة الإنترنت تدعو إلى التبرع بعشرة يورو [12 دولارا] لصالح المقاومة العراقية. وقال المتحدث باسم المنظمة مورينو باسكوينيلي إن 12 ألف يورو جمعت منذ بداية الحملة في وقت سابق موجودة في حساب مصرفي بأحد بنوك إيطاليا وسوف تنقل إلى العراق في كانون الثاني. وقال نحن لا نستبعد إمكانية استخدام هذه الأموال لقتل مزيد من الأميركيين والبريطانيين والإيطاليين ولكني أعتقد أن معركتهم ضد الاحتلال الأميركي مشروعة. وأضاف إن الحكومة خدعت الإيطاليين عندما قالت إن قواتها سترسل إلى العراق في مهمة حفظ سلام. فهي تعمل ضد رغبة غالبية الإيطاليين.
***
أمريكا تغير إستراتيجيتها الإعلامية في العراق
عام:الوطن العربي :الخميس 20 نوفمبر 2003م: مفكرة الإسلام: قررت القيادة العسكرية الأميركية العودة إلى استراتيجيتها الإعلامية التي اعتمدت أثناء الحرب على العراق عبر عقد مؤتمرات صحافية عدة على طول ساعات اليوم لتتمكن بذلك من تغطية كل مناطق العالم مع فارق التوقيت. وبدا ان هذه الحملة الإعلامية المضادة تقررت بناء على ضغط من البيت الأبيض الذي أصبح في خط النار داخل الولايات المتحدة وخارجها مع تزايد أعداد القتلى الأميركيين.
وترتكز الفكرة أساسا على إعطاء المواطنين الأميركيين انطباعا بأن الجنود المنتشرين في العراق يواجهون المقاومة العراقية بهجوم مضاد ولا يكتفون بالرد السلبي أو بتلقي الهجمات. وتقضي الفكرة بالعودة إلى نظام عقد المؤتمرات الصحافية للإعلان عن العمليات التي تنفذها قوات الاحتلال خلال النهار، على ان تعقد المؤتمرات على التوالي في مقر القيادة المركزية في قطر التي عاد اليها مئات الجنود مؤخرا في ما قيل انه (إجراء لتسهيل التحرك سريعا) ردا على المستجدات. كما سيصار إلى عقد مؤتمرات صحافية، كما في أيام الحرب، عبر الفيديو للاتصال بالبنتاغون مباشرة من واشنطن.
وقال مسؤولون أميركيون أخيرا ان قناة فضائية جديدة ستطلق من بغداد لتغطية هذه المؤتمرات الصحافية، بما يقلل من تأثير التغطية الصحافية في المحطات الأميركية الكبرى التي لا تغطي سوى الهجمات على القوات الأميركية، كما شكا المسؤولون.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أمس ان القوات المنتشرة في بغداد والمناطق الأخرى بدأت منذ الأسبوع الماضي في إغراق الصحافيين بالبيانات الصحافية عن أي عملية عسكرية تنفذ مهما كان حجمها.
كما بدأ بعض المسؤولين في سلطة الاحتلال يجيبون على الرسائل الالكترونية التي تردهم، في خطوة لم يسبق لها مثيل خلال ستة أشهر من الاحتلال.
وكانت البيانات الصحافية الصادرة عن قوات الاحتلال في بغداد تنشر أحيانا عبر البريد الالكتروني، فيما كانت كل عملية الإعلان عن العمليات فوضوية، كما قال المسؤولون الأميركيون. كما كان الوصول إلى مقر المؤتمرات الصحافية صعبا مع إجراءات أمنية أجبرت الصحافيين في بعض الاحيان على الانتظار لأكثر من ساعة ونصف الساعة خارج القاعة حتى وصول المسؤولين المعنيين. أما الآن فقرر الأميركيون افتتاح مركز صحافي جديد ونظام بطاقات اعتماد للصحافيين.
***
الكفاح العربي: 21/ 11/ 2003م: اعتبر رئيس مجلس الحكم العراقي جلال طالباني في مقالة نشرت أمس الخميس أن الحرب ضد المجموعات المسلحة في العراق ستحدد نتيجة الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ضد الإرهاب وكذلك مصير الشرق الأوسط. وكتب في المقالة التي نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال »أن مغزى موجة الإرهاب هذه ليس عسكرياً بل سياسياً. والإرهابيون يخسرون ميدانياً«.
وأضاف »لكن الإرهابيين أدركوا أن العراق يمثل اليوم الجبهة الرئيسية سواء في الحرب على الإرهاب أو في الكفاح من أجل أوضاع أفضل في الشرق الأوسط«.
ورأى أن »الإرهابيين لن يتوقفوا عن المقاومة إذا ما انسحبت القوات الأميركية, بل إن ذلك سيشجعهم على العكس على الاعتقاد بان في وسعهم الانتصار في الصراع«. وقال طالباني إن الهجمات على قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تقوم بها مجموعة من »البعثيين والمتطوعين الأجانب المناهضين للديمقراطية والفاشيين والرجعيين«. وأضاف »إنهم على يقين بأنهم إذا ما هزموا في العراق, فسيهزمون في أي مكان آخر, في حين انهم إذا ما توصلوا إلى زعزعة القوات الأميركية, عندها لن يكونوا خاسرين«. وشدد طالباني على انه »يتحتم على العراقيين ان يثبتوا لهم انهم على خطأ«, مؤيداً مشاركة عدد أكبر من العراقيين في القوات المكلفة مكافحة المسلحين, مع مساندة قرار التحالف تفكيك جيش صدام حسين.
***
أم عراقية تشكل خلية للمقاومة مع أطفالها
21‏/11‏/2003 ميدل ايست اونلاين- بغداد - أعلن الجيش الأميركي في بيان أن القوات الأميركية أوقفت (الأربعاء) قائدة خلية وستة عناصر في الخلية التي تنشط ضد القوات الأميركية، وذلك خلال مداهمات نفذتها في الفلوجة. وقد شكلت كردية تركي علي وأولادها الستة خلية مستقلة. وأشار إلى أن الأسرة كانت تخطط لهجمات وتخرب نشاطات التحالف. وقال يشتبه أيضاً بأنهم نسقوا هجوماً على موكب مدني قرب الفلوجة أدى إلى مقتل متعهدين يعملان مع الحكومة. وأكَّد متحدث عسكري أميركي ان الضحيتين هما مواطنان أميركيان. وقال ان الموكب تعرض لهجوم بالمتفجرات، من دون ان يحدد تاريخ العملية. وقال البيان انه تم توقيف العائلة لاستجوابها وان نساء في الشرطة العسكرية يقمن بحراسة الوالدة. ولم يوضح البيان اعمار المعتقلين السبعة.
21/ 11/ 2003م:شبكة البصرة (ترجمة نزار): تقرير سري جدا من السي أي ايه يحذر من أن أعداداً متزايدة من العراقيين باتوا يؤمنون بإمكانية هزيمة قوات التحالف التي تقودها أمريكا، ويساندون المقاومة. ويرسم التقرير صورة قاتمة عن الوضع السياسي والأمني كما يحذر من أن محاولات بناء دولة ديمقراطية قد تنهار. وبول بريمر أيد تقرير السي أي ايه كما قال مسئول رفيع في الإدارة الأمريكية.
إن لهجة التقرير وتأييد بريمر يختلف كلياً عن التقييم الشعبي للوضع. فالرئيس بوش ومساعدوه وبريمر يطلقون تصريحات مستهلكة في محاولة كبح جماح موجات القلق (الشعبي) من تزايد أعداد الإصابات في العراق.
لقد وصل التقرير إلى المسئولين يوم الثلاثاء، ومن سرعة تسريبه يتضح أن صناع القرار يريدون وصول محتواه إلى بوش بسرعة.
وصناع القرار في إدارة بوش (مقهورون) من عدم تمكنهم إيصال تحليلات إلى الرئيس اكثر واقعية من تلك التي يقدمها ديك تشيني (نائي الرئيس) ووزير الدفاع رمسفلد والتي تتصف بالتفاؤل.
تحليلات السي أي ايه تري أن السياسة الأمريكية في العراق وصلت إلى نقطة تحول في الوقت الذي تتحرك فبه إدارة بوش إلى تصعيد الحرب على المقاومة والإسراع بنقل السلطات.
في بغداد أعلن العسكريون الأمريكان أمس انهم سيكونون اشد قسوة في التعامل مع مؤيدي صدام حسين والإسلاميين من عراقيين وأجانب إضافة إلى الوطنيين العراقيين.
الجنرال سانشيز (القائد الأمريكي في العراق) قال: الرسالة الأهم هي أننا سنكون اكثر قسـوة وهذا هو المطلوب لدحر العدو وان نخجل من فعل ما هو مطلوب.
حملة من هذا النوع سوف تؤدي إلى المزيد من الخسائر بين المدنيين وتدفع المزيد من العراقيين للانضمام للمقاومة. وحذر التقرير من انه في فترة ما بعد الحرب لا يوجد في العراق قيادات قادرة على إدارة الحكم أو كتابة دستور جديد أو حتى إجراء انتخابات.
المسئولون الأمريكان أصابتهم حالة من القهر بسبب الصراع الداخلي، والمحسوبيات وإيثار ذوي القربى بين الأعضاء ال 25 في مجلس الحكم.
***
إسقاط تمثال جورج بوش في ساحات لندن
21/ 1/ 2003م: لندن ـ القدس العربي : بحبال تشدها أياد عارية، لكن غاضبة، ودون حاجة إلى دبابة، وأمام هتافات لا بُدَّ من أنه سمع دويها في مقر إقامته بقصر باكنغهام القريب تهاوي تمثال الرئيس الأمريكي بوش في ذروة أكبر تظاهرة عرفتها لندن في يوم عمل. وسرعان ما قفز الغاضبون فوق التمثال يضربونه باقدامهم، ولم ينس بعضهم الإجهاز عليه بالأحذية أيضاً. ونجح المتظاهرون في إفساد الحفل وسرقة الأضواء والعناوين الرئيسية من ضيف الملكة وتصريحاته وأنشطته في ختام زيارته. إنكليز، أمريكيون، اسكتلنديون، عرب، إيرلنديون وأوروبيون. أطفال، شيوخ، أمهات، جدات وشباب. إسلاميون، شيوعيون اشتراكيون، ليبراليون وسياسيون. مزيج نادر قد لا يجمعه إلا العداء لحروب بوش، يقرعون طبول السلام ويطلقون الصفير، ويهتفون: ليسقط بوش، أوقفوا بوش، الحرية لفلسطين، انسحبوا من العراق الآن، بوش وبلير أكبر إرهابيين في العالم. المتحدثون تراوحوا بين ساسة مخضرمين مثل توني بين وجورج غالاوي، وتلاميذ في المرحلة الابتدائية، لكن رسالتهم كانت واحدة: كفى حروباً. وفي وسط الميدان نصبت شاشة ضخمة، تعرض رسائل يبعث بها المتظاهرون من هواتفهم النقالة، سألت إحداها الملكة: كيف تستقبلين باسمنا رجلاً يقتل الأطفال باسم السلام؟
***
هل تنجح أمريكا في الخروج من العراق ؟
مفكرة الإسلام: 23/ 11/ 2003م: لقد تحولت عمليات المقاومة العراقية من كونها إزعاجا تكتيكياً إلى كونها عبئاً استراتيجياً على أمريكا وهذا ما أكده بيتر فيفر، عضو مجلس الأمن القومي السابق في البيت الأبيض، حين علق على إسقاط طائرة شينوك الأمريكية بقوله: هذا الحادث يعتبر مهماً استراتيجياً، ليس فقط بسبب حجم الخسائر البشرية، بل أيضاً لأنه تضمن تصعيداً خطيراً في مستويات القتل. وهذا ما يفرض السؤال: هل بدأنا نفقد المبادرة؟ من حقا يكسب الحرب هناك؟
ولكن هل بالفعل تنوي أمريكا تغيير إستراتيجيتها في العراق و تنسحب منه كما يبدو للبعض ؟
إن الأمور أعقد من ذلك التصور بكثير فوزير الخارجية الأمريكي الأسبق كسينجر و الخبير الأمريكي الأبرز في شئون الشرق الأوسط كان قد صرح بأن البعض قد يخطئ في التصور أن أمريكا ستنسحب من العراق. قد يكون المكوث في العراق سيئاً وخطيراً و لكن الانسحاب هو البديل الأسوأ لأنه يعني هزيمتنا أمام العالم الإسلامي.
كما تحدث وزير الدفاع رامسفيلد، في مقال له نشرته واشنطن بوست، عن الدروس التي استخلصها من تفجير مقر المارينز في بيروت قبل عشرين عاماً حيث ذكر أن الولايات المتحدة وضعت نفسها في موقع دفاعي، فتكيَّف الإرهابيون مع ذلك وضربوا. فأمام كل عمل دفاعي كان الإرهابيون يتحركون صوب طريقة أخرى للهجوم ويلاحظ أن الإرهابيين يملكون قدرة الضرب في كل مكان ولذلك ليس من الممكن الدفاع عن كل هدف وفي كل زمان ومكان. وبناءً عليه فإن الطريقة الوحيدة لهزيمة الإرهابيين هي أخذ الحرب إليهم عن طريق ملاحقتهم أينما يعيشون أو أينما يخططون للاختباء، والتصريح بشكل واضح للدول التي ترعاهم وتوفر مكاناً لإقامتهم بأن أفعالاً من هذا النوع لها عواقب وخيمة.
يضيف رامسفيلد إن هذا ما يفعله جورج بوش ولا مأخذ عليه سوى ضرورة رفع وتيرته وبذلك يريد رامسفيلد أن يقول إن تفجيرات بيروت سقط فيها مئات القتلى غير أن واشنطن ردت عليها بوجهة خاطئة: الانكفاء أما تفجيرات 11 أيلول خطرة وسقط فيها آلاف القتلى فردت عليها واشنطن مستفيدة من درس بيروت: الحرب على الإرهاب ولذلك يجب تطوير الدرس اللبناني وتجاوز ما جرى تطبيقه بعد 11 أيلول من أجل تطوير الهجوم بشكل كاسح بما يتوجب منع تشكيل جيل جديد من الإرهابيين، لا بل إيقاف الإرهابيين قبل أن يتمكنوا من إرهابنا أي إيقافهم حتى قبل أن يصبحوا إرهابيين. فالولايات المتحدة لا يمكنها العيش وراء متاريس هذا هو درس بيروت.
رامسفيلد يشير إلى ضرورة ربح حرب الأفكار ويعتبر أن وسائل ذلك هي ما يستخدمه بوش من عناصر قوة عسكرية ومالية ودبلوماسية واستخبارية وأمنية. فكسب حرب الأفكار بالمعنى الذي يقصده رامسفيلد هو تلقين الشعوب الأفكار الأميركية بالقوة.
وبما أن الحرب على الإرهاب لا يمكنها إلا أن تبقى مفتوحة فالدعوة إذا هي تصعيد لا نهائي يعني ذلك عملياً عدم الاكتفاء بمنازلة شبكات هلامية بل الإسراع في نقل المعركة لضم أنظمة إلى المنظمات. إن هذا هو ما يريده رامسفيلد والذين ينطق باسمهم ضمن الإدارة.
إن الحرب في رأي رامسفيلد هي في بداياتها الأولى ولن تخسرها الولايات المتحدة إلا إذا امتنعت عن تصعيدها هذا هو في عرفه درس بيروت. ولكن حرب الأفكار تأخذ وقتاً والخسائر الأمريكية تتوالى فما المخرج ؟
إنها إستراتيجية الخروج إلى الداخل أي الجمع بين عدم الانسحاب والابتعاد عن ضربات المقاومة وذلك يتحقق بما يسمى بعرقنة الصراع أي جعل الصراع عراقياً – عراقياً. فبول بريمر العائد من اجتماعات مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي عقد برئاسة سيد البيت الأبيض، يحمل في جعبته خطة مناقضة تماماً لنقاطه السبع السابقة: بدلاً من نقل السلطة المدنية إلى العراقيين خلال سنتين أو ثلاث، سيجري العمل على تسليمها إلى حكومة مؤقتة عراقية يجري تشكيلها على جناح السرعة، على أن تشرف هذه على إجراء شكل ما [غير محدد بعد] من أشكال الانتخابات، لاختيار مجلس تمثيلي يضع الدستور الجديد. وبدلاً من زيادة القوات الأمريكية لضبط الأمن، ستكثف الجهود لإنجاز إعادة بناء الجيش العراقي قبل منتصف العام المقبل. وهذا سيسمح في النهاية بخفض القوات الأمريكية وإعادة العديد منها إلى بلادها.
وأخيراً، بدلاً من بول بريمر، ستكون ثمة حاجة لاختراع قرضاي عراقي تلقى على عاتقه مسؤولية النجاح أو الفشل في استتباب الأمن واستقرار السياسة. و هذا ما أشار إليه رامسفيلد قبل أيام حينما صرح بأن وجود القوات الأجنبية في البلاد [العراق] أمر غير طبيعي. والهدف الآن هو أن نبقي قواتنا فقط طالما ثمة حاجة لها، وهي لن تبقى بعد ذلك يوماً واحداً إضافياً.
ولكن ماذا يحدث لو فشلت الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق و هو أمر غير مستبعد بأية حال على المدى البعيد ؟ يتوقع مراقبون انسحاباً أمريكيا على غرار الصومال لتترك العراق كما هو الصومال الآن حروب أهلية وصراعات لا يبدو لها نهاية في الأفق القريب.
***
جاي غارنر يقر بان واشنطن ارتكبت أخطاء في العراق
27/ 11/ 2003م: ميدل ايست اونلاين: لندن - اقر الجنرال الأميركي المتقاعد جاي غارنر الذي كلف الإدارة المؤقتة في العراق بأن واشنطن ارتكبت أخطاء بعد إطاحة الرئيس صدام حسين. وقال غارنر في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن قسماً من الصعوبات التي واجهتها القوات الأميركية والبريطانية في العراق بعد الحرب ناجمة عن تنافس بين الوزارات المختلفة أي بين وزارتي الخارجية والدفاع. وخلف الحاكم المدني الأميركي بول بريمر غارنر بعد تولي الأخير مهامه في بغداد لأسابيع.
وكان الضابط الأميركي السابق انتقد بشدة لعدم إعادة تشغيل الشبكات الرئيسية بسرعة مثل المياه والكهرباء في العاصمة العراقية. واتهم غارنر الذي عاد إلى واشنطن منتصف حزيران/يونيو بعدم اتخاذ التدابير الضرورية لإعادة النظام إلى بغداد. وقال في حديثه: لو كان علينا أن نبدأ كل شيء مجدداً لكنا خصصنا المزيد من الأموال والجهود في بغداد مضيفاًً: وربما المزيد من القوات. ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا ارتكب شخصياً أخطاء قال غارنر انه كان عليه أن يحاول بالتأكيد إقامة اتصالات افضل مع العراقيين خصوصا تلبية حاجاتهم من الطاقة الكهربائية. وأضاف كان يجب تقديم المزيد من المجموعات لتوليد الكهرباء.
وأعرب غارنر عن اسفه بان تكون القوات العراقية أرسلت إلى ثكناتها بعد هزيمتها. وقال لم يكن علينا تسريح الجيش العراقي بل كان علينا أن نعهد إليه بمهام في أسرع وقت. وأضاف انه كان على واشنطن أن تحاول إقامة حكومة (مدنية عراقية) في وقت أسرع.
***
عائلات القتلى الأميركيين سيزورون العراق للاحتجاج على الاحتلال
27/ 11/ 2003م: مفكرة الإسلام : أعلنت منظمة 'غلوبال اكستشاينج' أن عائلات عسكريين أميركيين ومقاتلين سابقين ستزور العراق بين 29 نوفمبر و8 ديسمبر للتعبير عن قلقها إزاء الاحتلال الأميركي لهذا البلد.
وقالت إحدى أعضاء الوفد أنابيل فالنسيا من تاكسون ]اريزونا[ في بيان للمنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أعلم انه من الخطر جداً التوجه إلى العراق حالياً لكنني أشعر بواجب القيام بذلك. أريد رؤية ابني وابنتي والتحدث مع الجنود الآخرين. أريد التحدث مع العراقيين لا سيما النساء'. وأضافت أريد أيضاً التحدث مع السلطات الأميركية هناك وسؤالها عن موعد إعادة قواتنا إلى المنزل والسماح للعراقيين بقيادة بلادهم بأنفسهم.
ويعتزم الوفد الاجتماع مع ممثلين عن مجلس الحكم الانتقالي العراقي ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات نسائية كما أوضحت 'غلوبال اكستشاينج' التي تنظم الرحلة .
كما يعتزم الوفد زيارة مدارس ومستشفيات ومنشآت عسكرية أميركية ويأمل في لقاء الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر وقائد القوات الأميركية الجنرال ريكاردو سانشيز كما أضافت المنظمة التي تتخذ من سان فرانسيسكو ]كاليفورنيا جنوب غرب[ مقراً لها. ويضم الوفد أيضاً أبا فرناندو سواريز ديل سولار فقد ابنه جيسوس الذي قتل في 27مارس في العراق، وزوجتيْ عسكريين تعيشان في فورت براغ ]كارولاينا الشمالية جنوب شرق[ ومحاربين سابقين يعيشون في نيوجيرزي ]شرق[ وبنسلفانيا ]شرق[.
***
مفتشو الأسلحة يبحثون عن المقاومة العراقية بعد أن فقدوا الأمل بالعثور على أسلحة الدمار الشامل
عام:الوطن العربي :الجمعة 4 شوال 1424هـ – 28 نوفمبر 2003م
مفكرة الإسلام: قررت قوات الاحتلال الأمريكية تغيير مهام عدد كبير من المفتشين عن أسلحة العراق المزعومة، وتوسيع دورهم للبحث والتعرف عن أشكال المقاومة العراقية التي لا تزال أمريكا تجهل طبيعتها أو تكوينها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين أن هذا التغير في طبيعة ومهمة فريق مسح العراق المكون من أكثر من 1400 عميل تابع للمخابرات المركزية سي أي إيه، ومفتشين سابقين يعود إلي أن البحث عن المقاومة وتحديد عناصرها بات أكثر إلحاحا من البحث عن أسلحة غير تقليدية.
ويعترف الأمريكيون أن عدد الهجمات التي يتعرض لها الجيش الأمريكي زادت إلي 40 في اليوم، في الوقت الذي فشلت فيه أمريكا التعرف علي شكل المقاومة وطبيعتها والشخصيات التي تديرها.
وقالت الصحيفة إن مسألة مشاركة المفتشين في مهام مكافحة المقاومة تمت مناقشتها في الأسابيع الماضية وبشدة داخل إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش.
ويقول مسؤولون أن تغيير طبيعة عمل أعضاء فريق مسح العراق، خاصة خبراء اللغة ومحللي المعلومات الأمنية وغيرهم من الخبراء يعني أنهم يتبعون الآن الجنرال كيث دايتون، رئيس الوحدة الأمنية في فريق مسح العراق, وفي السابق كانوا يتبعون رسميا ديفيد كي، منسق المخابرات الأمريكية في العراق، والذي يعتبر مستشارا خاصا لجورج تينت، مدير وكالة المخابرات المركزية سي أي إيه.
وبحسب مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية فقد تم تعزيز عمل الفريق في الآونة الأخيرة وتوسيع مهامهم من خلال التركيز علي قضايا مكافحة المقاومة, وكان تركيز عمل الفريق حتى وقت قريب هو التفتيش عن أسلحة العراق المزعومة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين طلبوا منهم في الأسبوع الماضي التركيز بشكل خاص على المعلومات التي لها علاقة بالمقاومة بالإضافة لعملهم في التفتيش عن الأسلحة.
ويقدر العسكريون الأمريكيون عدد أعضاء المقاومة العراقية بحوالي 5000 عنصر, ومع ذلك يقول الأمريكيون انه وبعد سبعة اشهر من إعلان الرئيس بوش، عن نهاية العمليات العسكرية بالعراق، فإنهم لا يعرفون إلا القليل عن آلية عمل المقاومة ومن يقودها. ويقول الأمريكيون إن احتياجاتهم اللوجيستية، خاصة في مجال خبراء اللغة العربية عالية، والعدد الذي لديها تم استنفاده في فرق البحث عن الأسلحة والاحتياجات الأمنية الأخرى.
وفي تقرير ديفيد كي الذي قدمه للكونغرس في قبل شهرين، اعترف بفشل فريقه بالعثور علي أي أسلحة أو دليل عن وجود أسلحة بيولوجية أو كيماوية أو حتى برامج نووية قالت إدارة بوش أن العراق أعاد تفعيلها. هذا وستقوم لجنة الشؤون الأمنية التابعة للكونغرس، بإصدار تقرير جديد، يسبق تقرير ديفيد كي القادم، حيث يتهم تقرير اللجنة المؤسسات الأمنية بأنها قامت بتضليل الرأي العام وأساءت قراءة التقارير الأمنية عن الخطر الذي يمثله العراق.
***
المقاومة العراقية تستخدم أسلحة غير معروفة في مهاجمة الدبابات وطائرات الهليكوبتر
‏29‏/11‏/2003 المختصر/ ايلاف بغداد: قالت مذكرة محدودة التداول، صادرة عن فرع العمليات بالجيش الأمريكي في العراق في معرض تقويم الهجمات التي تعرضت لها قوات التحالف في الأسابيع الماضية أن المهاجمين استخدموا في هجماتهم ضد الدبابات سلاحا غير معروف سابقا لدى القوات الأمريكية، وافترض عدد من الخبراء ان هذا السلاح قد يكون غربي المنشأ أو انه سلاح سري روسي.
وأضاف التقرير ان المهاجمين لم يعد يكتفون بشن الهجمات على أهداف سهلة مثل جنود المشاة في عربات هامفي، وإنما اتجهوا إلى استهداف عناصر القوة العسكرية الأمريكية في العراق مثل طائرات الهليكوبتر بلاك هوك وتشينوك فضلا عن " العمود الفقري للقوات البرية الأمريكية المتمثل في دبابات ابرامز. وكانت المصادر العسكرية الأمريكية قد أشارت إلى ان الاربي جي العراقية استطاعت ان تنال من دبابة ابرامز عندما استهدفت الجزء الذي يربط البرج بهيكل الدبابة من الخلف. ولكن التطور النوعي حسب المصادر ابتداء من بعد يوم 26 تشرين الأول هو عندما اخترق شئ ما درع الدبابة من الجانب ودخل إلى مقصورة القيادة واصطدم بمقعد السائق واخترقه ثم نفذ إلى درع الدبابة من الجانب الآخر واخترقه إلى عمق 25 سم وتوقف.
واستعانت القوات الأمريكية بعدد من الاختصاصيين لفحص الدبابة وبقايا الانفجار للتعرف على الشيء الذي اخترق درع الدبابة. ويقول التقرير الأولي ان السلاح الذي أصاب الدبابة كان سلاحا غير معروف سابقا لدى القوات الأمريكية، وافترض عدد من الخبراء من ان هذا السلاح قد يكون غربي المنشأ أو انه سلاح روسي غير معروف سابقا .
وعندما انفجرت عبوة ناسفة محلية الصنع تحت دبابة ابرامز مما أدى إلى انفصال برج الدبابة عن هيكلها وسقط بالقرب منها وأدى الانفجار إلى تحطم عجلاتها، فان ذلك كان مصدر قلق متواصل لأفراد الفرقة المدرعة الأولى المتمركزة في بغداد لما يمثله ذلك من انتكاسة للدبابة التي يفخر بها الجيش الأمريكي ويصفها بالوحش الذي لا يقهر والقادر على عمل الأعاجيب في الميدان .
ومعروف ان الدبابة ابرامز يبلغ وزنها 5 و69 طن ومزودة بمحرك ذو قدرة 1500 حصان ومدفع عيار 120 ملم ويبلغ سمك درعها القادر على تامين الحماية إلى طاقمها 600 ملم من الفولاذ والسيراميك .
ويرى عدد من قادة الميدان الأمريكيين في العراق ان الهجمات التي ازدادت وتيرتها في الأسابيع الماضية كانت مقترنة بإمكانيات جديدة في التسلح لدى المقاومة العراقية بما مكنها ليس النيل فقط من الدبابات وإنما أيضا الطائرات، وكان ذلك كله مرتبطا بتنفيذ سلسلة من الهجمات المؤثرة بالصواريخ على المراكز الرئيسية لسلطة التحالف في المنطقة الخضراء الذي كان من المفترض ان تكون الأكثر تأمينا بحيث لا تطال الهجمات إلا ان الهجمات قد تكررت فيها.
ويعترف ضابط العمليات في الكتيبة الأولى بالفرقة الثانية والعشرين مشاة الميجور برايان ليوك ان الهجمات التي تواجهها قوات التحالف تزداد جرأة وتطوراً وتنظيماً يوماً بعد يوم، وان المهاجمين أفضل تدريبا وتنظيما الآن عما كانوا عليه قبل شهرين. وقال العميد مارك كيميت، نائب رئيس فرع العمليات بالجيش الأمريكي، إننا نواجه عدوا ذكيا.
وتطابقت تقويمات عدد من الضباط الأمريكيين في العراق بشأن تطورات الهجمات التي تتعرض لها قوات التحالف في العراق، ووصفوا الأساليب الهجومية الحديثة بـ"البارعة والخلاقة" التي تستغل نقاط ضعف القوات الأمريكية، وتستخدم في الهجمات أساليب حرب العصابات التي تدرس في الكتب.. من قذيفة صاروخية أو لغم ينفجر تحت مركبة أو قنبلة تزرع على طريق أو عبوة ناسفة مرتجلة .
وتشرح اللفتنانت اماندا دورسي قائدة فصيلة في كتيبة الشرطة العسكرية 720 انه من الضروري ان نبقى على حذر. وتضيف أن هؤلاء المهاجمين يغيرون أساليبهم ولا يعتمدون على الأساليب التقليدية، فهم يستخدمون أكوام القمامة للاختباء في شن هجمات ناجحة. وكانت تقارير للجيش الأمريكي قد أشارت إلى استخدام رجال المقاومة العراقية للأطفال لزرع العبوات الناسفة باستخدام المغناطيس أسفل السيارات العسكرية الأمريكية، وهو أسلوب شاع استخدامه في باكستان إبان الحرب التي شهدتها الجارة، أفغانستان، قبل عامين.
وذكر ضابط أميركي ان المقاتلين العراقيين اظهروا كفاءات متطورة، مشيراً مثلاً إلى انهم كانوا يستخدمون الأسلاك على جانبي الطريق لتفجير القنابل بينما اصبحوا في الآونة الأخيرة يفجرون القنابل عبر ذبذبات الهاتف الجوال. كما ان بعض طلقات الهاون التي تطلق على المنشآت الأميركية في بغداد تدفن في الحدائق أو تحت صناديق القمامة. وأشار الضابط إلى ان المهاجمين اصبحوا يضعون قذيفة أو اثنتين في مدفع الهاون ثم يفرون على الدراجات النارية في وقت تكون القذيفة في طريقها إلى هدفها.
ولجأت المقاومة العراقية إلى استخدام الكلاب المفخخة وأخيرا الحمير المفخخة، بجانب المتفجرات التي تزرع على جوانب الطرق، والتي تعد أكثر الأساليب المستخدمة فتكاً بالقوات الأمريكية في العراق.
وأقر الجنرال مارك كيميت المتحدث العسكري الأمريكي بأنه اكتشف أيضا أن المقاومين يلجأون أيضا إلى تفخيخ الحمار بواسطة قارورة غاز موصولة بمتفجرات.
وأضاف أن الفكرة تكمن في تفجير القارورة؛ الأمر الذي كان سيؤدي إلى انفجار أضخم. واعتبر أن الأمر يتعلق بهجمات للفت الانتباه.. فالعدو يشاهد عملياتنا ويتأكد أنه لا يمكن أن يهزمنا عسكريا، فيحاول حينها تدمير إرادتنا وتصدر عناوين الصحف.
ويستخدم رجال المقاومة المواد المتفجرة التي تستخلص من قذائف المدفعية والألغام الأرضية فضلاً عن أعداد أخرى من الأسلحة المستحوذ عليها من مخازن الجيش العراقي السابق، والتي لم تتمكن قوات التحالف من تأمينها بصورة كاملة حتى الآن.
وكان المهاجمون العراقيون قد استخدموا هيكل مولد كهربائي لوزارة الأشغال العامة لإخفاء منصة لإطلاق قذائف صنعت يدويا ووضعت قرب حديقة لشن هجوم على فندق الرشيد أثناء إقامة وولفوفيتز نائب وزير الدفاع الأمريكي في الفندق خلال زيارته إلى بغداد.
***
ماذا قالت صحف أمريكا عن زيارة بوش المفاجئة لبغداد
‏29‏/11‏/2003 مفكرة الإسلام : رصدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التجاذب بين المؤيدين والمعارضين لزيارة بوش وقالت انه إذا كانت القوات الأميركية التابعة للفرقة الأولى المدرعة قد تمتعت بهذه اللحظة، فمن المبكر جدا معرفة ما إذا كانت صورة بوش، وهو يرتدي السترة العسكرية، ستصبح رمز زعامة قوية أو رمز تحد غير مرغوب فيه.
وأضافت المحللة في الصحيفة دانا ميلبنك تقول ان العراقيين سيطمئنون ربما لرؤية عزم الولايات المتحدة على القضاء على المخربين وإحلال النظام في بلادهم. أو انهم سيرون ربما في الهبوط غير المعلن لطائرة بوش بعد تعتيم المدارج ليلا وفي عدم مجازفته في الخروج من موقع عسكري حصين، تأكيدا على ان الوضع الأمني في العراق كارثي.
أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز فكتبت تقول: مع هذه الزيارة المسرحية إلى بغداد، اظهر الرئيس بوش مرة أخرى أيضا أهمية عزمه على القيام بمهمة عسكرية قد تقرر مصيره أثناء الانتخابات الرئاسية في العام 2004.
وأضافت الصحيفة الكاليفورنية انه إذا ما أثارت هذه الزيارة المفاجئة كلام الثناء والمديح في صفوف الجمهوريين والمعارضة الديمقراطية على السواء، إلا ان الرسالة الأولى من وراء هذه الزيارة الرئاسية ستؤدي على الأرجح إلى مزيد من الانقسام بشأن النقاش الوطني حول إعادة اعمار العراق.
وأضافت الصحيفة ان هذه الزيارة بالنسبة إلى أنصار الرئيس جورج بوش أو خصومه زيارة ترمز إلى مقاربته السياسية. فقد حدد بوش بقوة، سواء عبر تخفيضات الضرائب أو جهوده لإعادة رسم سياسة الأمن القومي بعقيدته الوقائية، أهدافا كبرى، وواجه بسبب ذلك هجوما عنيفا قد يؤدي إلى انقسامات داخل الرأي العام الوطني والدولي.
وكتبت أيضا وعندما واجه التحدي، يزداد عنادا في العادة، وهنا تكمن ربما بالتحديد [الرسالة] التي كان ينوي تمريرها بزيارته الخميس إلى بغداد.
***
الجيش الأمريكي يحمل إدارة بوش مسئولية تدهور الوضع الأمني في العراق
‏29‏/11‏/2003 مفكرة الإسلام : برغم الزيارة السرية لجورج بوش الرئيس الأمريكي إلى العراق التي استهدفت إطلاق حملته الانتخابية من بغداد، اتهم تقرير داخلي للجيش الأميركي إدارة بوش في التردد بإعلان القوات الأمريكية قوة احتلال في العراق، موضحاً ان ذلك أعاق بشدة عمليات إعادة الاعمار وأسفر عن خلق فراغ سياسي سارع آخرون إلى سده، فضلاً عن تنامي الريبة والعداء تجاه القوات الأميركية .
وأشارت مسودة تقييم عسكري، أعدتها الفرقة الثالثة مشاة التابعة للجيش الأميركي، إلى الانعكاسات السلبية لقرار واشنطن السياسي بتصنيف قوات الجيش الأميركي في العراق بالمحررة عوضاً عن المحتلة، وخلقه لحالة من الالتباس بشأن مدى الصلاحيات القانونية لقادة الفرقة في الفترة التي أعقبت الحرب .
وبحسب التقرير العسكري، فإن القوات الأميركية في العراق تصنف، بموجب بنود القانون الدولي، كقوات احتلال. وجاء فيه: بدواعي رفض وضعنا القانوني كقوات محتلة، لم يباشر القادة العسكريون في ممارسة سلطاتهم لإدارة شئون العراق في أعقاب سقوط حكومة بغداد المركزية، مما ساعد على خلق فراغ سياسي سارع الآخرون مباشرة لملئه. وتعكس مسودة التقرير الذي حصلت الأسوشيتد برس على نسخة منه، تقييماً للعديد من نقاط أوجه القصور التي انتقدها غارنر، الذي رأس أول إدارة مدنية أميركية للعراق في أعقاب سقوط نظام صدام حسين، مؤخراً .
وتأتي هذه الانتقادات لإدارة بوش بعد يوم من زيارة الرئيس الأميركي السرية لبغداد والتي يرى المراقبون انها تستهدف دعم موقفه الانتخابي بعد تراجع شعبيته بسبب سياساته في العراق.
***
رامسفيلد يفوز بجائزة »حذاء في الفم«
وحدة الاستماع والمتابعة- إسلام أون لاين.نت/ 3-12-2003
والآن ما هي الرسالة.. الرسالة هي أن هناك أشياء من المعروف أنها معروفة. هناك أشياء نحن نعرف أننا نعرفها. ونعرف -أيضًا- أن هناك أشياء من المعروف أنها غير معروفة، بمعنى أننا نعرف أن ثمة أشياء لا نعرفها. لكن هناك -أيضًا- أشياء لا نعرف أنها غير معروفة، وهي الأشياء التي لا نعرف أننا لا نعرفها. ولذا فعندما نفعل أفضل ما في وسعنا ونجمع كل هذه المعلومات كلها، ونقول: هذا هو الموقف كما نراه، فهذا لا يعني حقا سوى الأشياء المعروف أنها معروفة والأشياء المعروف أنها غير معروفة!
كانت هذه العبارات غير المفهومة هي مسوغ فوز دونالد رامسفيلد بجدارة يوم الاثنين 1-12-2003 بجائزة »حذاء في الفم« التي تمنحها هيئة بريطانية تدعى"http://www.plainenglish.
وأطلق رامسفيلد هذه العبارات في تصريح له بشأن البحث عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق، ووصف بأنه أكثر التصريحات إثارة للحيرة بين تصريحات الشخصيات العامة.
وقال جون ليستر المتحدث باسم حملة اللغة الواضحة التي تهدف إلى توصيل المعلومات بلغة إنجليزية واضحة ومباشرة: نعتقد أننا نعرف ما يعنيه. لكننا لا نعرف ما إذا كنا نعرف بالفعل أم لا. وعلى الرغم من أن رامسفيلد أدلى بتصريحاته أثناء مؤتمر صحفي في فبراير 2002 فلم يرشح للجائزة إلا هذا العام. وتمنح الجائزة سنويًّا منذ 10 أعوام لصاحب أفضل، أو بالأحرى أسوأ، تصريح غير مفهوم..
***
قوات الاحتلال تعيش في رعب .. المقاومة العراقية اخترقت كافة منشآت الاحتلال
‏01‏/12‏/2003 مفكرة الإسلام: أصبحت قوات الاحتلال تعيش في رعب بعد تأكدها من أن رجال المقاومة العراقية قد نجحوا في اختراق كافة المؤسسات والمنشآت التابعة لها، ورصدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية هذه الظاهرة حيث أوردت قصة محاولة اغتيال جنرال أمريكي في العراق .
فقد درس الأشخاص المكلفون بتنفيذ عملية الاغتيال الروتين اليومي للكولونيل، وتابعوا بدقة حركة انتقاله بمركبته همفي عند قدومه، ومغادرته للقاعدة العسكرية في مدينة الموصل. وقد تم إحباط المخطط في نهاية المطاف، وقيل انه جرى اعتقال قائد المجموعة، وتفكيك الخلية التي كانت وراء ذلك المخطط. بيد ان هذه القضية تشكل أزمة حقيقية تواجه السلطات الأميركية في العراق .
فالقوات الأميركية هنا تعتمد على الآلاف من العراقيين ممن يعملون لديها كمترجمين ومقاولين وعمال وغيرهم يقدمون خدماتهم في قواعد قوات التحالف والمنشآت الرسمية الأخرى. غير ان هناك البعض ممن ينقلون المعلومات إلى المقاتلين، ربما مقابل ثمن وان تلك قد تكون الطريقة التي تمكن من خلالها من أرادوا استهداف الكولونيل اندرسون معرفة تحركاته وروتينية اليومي وتعتبر قضية الاختراق إحدى المشكلات التي تواجه أي جيش احتلال في معركته مع المقاومة .
ويجري المسؤولون تحقيقات أساسية في خلفية المتقدمين للعمل، غير ان القوات الأميركية اعترفت بوجود ثغرات كبرى في معلوماتها الاستخبارية حول العراق. فضباط الشرطة وغيرهم من العاملين في الأجهزة الأمنية ممن يعملون بصورة وثيقة مع القوات الأميركية يتم التأكد من نشاطاتهم السابقة في حزب البعث والجيش العراقي إبان حكم نظام صدام .
بل انه حتى قوة الشرطة التي دربها الأميركيون، ويروج لها على أنها ربما تكون افضل حليف للقوات الأميركية، بدأت تدور حولها شكوك، وقد كشفت قوات المارينز في مدينة النجف وجود خلية من ضباط الشرطة زعم أنها كانت تخطط لتنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية كما قال الجنرال ريكاردو سانشيز، قائد القوات الأميركية في العراق.
وقد تجدد الحديث حول الاختراق في الشهر الماضي عندما قصف فندق الرشيد بالصواريخ بينما كان يقيم فيه حينها نائب وزير الدفاع بول وولفويتز وأعلن المسؤولون فيما بعد اعتقال عدد من الأشخاص.
***
لجنة حقوق الإنسان العراقية:
‏02‏/12‏/2003 المختصر/ ميدل ايست اونلاين-لندن - اتهمت لجنة حقوق الإنسان في العراق قوات الاحتلال الأميركي بقتل العشرات من المدنيين، في مدينة سامراء العراقية، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، داعية الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ودول عدم الانحياز إلى التنديد بتلك الجريمة النكراء، متهمة عددا من القوى الحزبية والسياسية وأعضاء في الشرطة العراقية بالوشاية بالمدنيين العراقيين لدى قوات الاحتلال، التي تعمد إلى قتلهم ونسف منازلهم.
وقال بيان صادر عن لجنة حقوق الإنسان العراقية، إن القوات الأميركية أقدمت على قصف منازل مواطنين أبرياء، في مدينة سامراء، ودمرت 4 منازل على ساكنيها، فقتلت 52 مواطنا عراقيا آمنا، من ضمنهم 29 طفلا أقل من 15 عاما و10 نساء. وقالت اللجنة إن هذا العمل الانتقامي هدفه تغطية خسائر القوات الأميركية والبريطانية، على يد المقاومة العراقية، معتبرة إياه جريمة ضد الإنسانية.
وطالبت اللجنة بتدخل الأمين العام للأمم المتحدة ودول عدم الانحياز. ودعتها إلى التنديد بهذه الجريمة، ومطالبة قوات الاحتلال بمغادرة الأراضي العراقية فورا. كما طالبت المنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى فضح الجرائم الأميركية والبريطانية، وعدم السكوت على ما يجري في العراق من أعمال مخالفة لكل المواثيق والأديان. واتهمت قوات الاحتلال بإعدام 14 مواطنا عراقيا. وقالت إن قوات الاحتلال اعتقلت المواطنين دون أسباب، وقامت بتسليم 7 جثث فقط إلى المستشفى الأردني في الفلوجة.
وكشفت عن أن عدد المعتقلين العراقيين قد بلغ 17488 معتقلا. و تم إعدام 412 عراقيا دون محاكمة، في حين تم تعذيب 620 مواطنا حتى فقدوا القدرة على العمل مجددا، وأن 6100 معتقلا لم يتم الكشف عن مصيرهم وقالت إن الاحتلال هدم 226 منزلا. وذكرت أن عدد المدنيين الذين قتلهم قوات الاحتلال من دون أن تكون لهم أي علاقة بالمقاومة قد بلغ 179 فردا.
واتهمت اللجنة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية والمؤتمر الوطني العراقي وحركة الوفاق وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الدعوة وعددا من أفراد الشرطة العراقية بالوشاية بالمواطنين الأبرياء لدى قوات الاحتلال، التي تعمد إلى قتلهم أو اعتقالهم. وقالت إن ذلك يأتي للانتقام أو لمحاولة الحصول على منزل الضحية، أو لكونه يرفض الاحتلال، ويمتنع عن التعاون مع المتعاونين معه،
***
إذاعة الجيش الأمريكي : جيشنا قاتل أشباحًا ولم يقاتل بشرًا !!
‏03‏/12‏/2003 مفكرة الإسلام : كشف صحفي أمريكي أنه لم يجد في مكان الحادث الذي وقع بسامراء أي دلالة تشير إلى وجود قتلى . وأكد الصحفي أنه انطلق بعد معاينة المكان إلى الضباط الأمريكيين العاملين في القافلة التي أعلن الجيش الأمريكي أنها تعرضت لهجوم فسألهم عن القتلى فعجزوا عن الجواب !!. وأضاف أنه توجه بعد ذلك إلى الشرطة العراقية فسألهم عن القتلى فأجابوا أنه لا يوجد عندهم أي جثث لقتلى !.
وعلَّق الصحفي لإذاعة الجيش الأمريكي: إن جيشنا يقاتل أشباحا ولم يقاتل بشرا وهذا ما يؤكد صحة أقوال أحد شهود العيان حيث وصف رجال المقاومة بقوله إنهم كانوا في سرعة الأشباح فمرة يخرجون من هنا ومرة يخرجون من هناك غير أن أداءهم كان عالياً جداً ويكفي أنك تشاهد الجندي الأمريكي وهو يدور حول سيارته ولا يعلم أين يختبئ لكون الهجوم عليه كان من جميع الجهات .
***
الاحتلال يشكل قوة من الميليشيات العميلة لمطاردة المقاومة
المستقبل - الخميس 4 كانون الأول 2003 - العدد 14612
ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان الولايات المتحدة قررت انشاء قوة شبه عسكرية مؤلفة من ميليشيات خمسة احزاب كبرى في العراق لمطاردة المهاجمين. واوضح مسؤولون اميركيون وعراقيون للصحيفة ان قوة مكافحة الارهاب هذه ستضم بين 750 و850 مقاتلا ستتعاون مع جنود القوات الخاصة الأميركية تحت إمرة قيادة مركزية وستنتشر في البداية حول بغداد. أضافت المصادر أن أعضاء القوة سيتم اختيارهم بعناية فائقة كما سيقسمون الى خمس مجموعات وسيتلقون تدريبا لأكثر من شهر. أما الأحزاب الخمسة فهي: حركة الوفاق الوطني والمؤتمر الوطني العراقي والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
***
أجهزة المخابرات الفرنسية: البنتاغون يخفي الأعداد الحقيقية للقتلى
4/ 12/ 2003م: مفكرة الإسلام : كشفت أجهزة المخابرات الفرنسية عن أن وزارة الدفاع الأمريكية 'البنتاجون' مازالت تخفى الأعداد الحقيقية للقتلى الأمريكيين والهاربين من الخدمة العسكرية في العراق منذ أن أعلن الرئيس جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية في مايو الماضي. وقالت صحيفة 'لوكانار أنشينيه' الفرنسية الأسبوعية أن أحد رجال المخابرات الفرنسية أكد في تقرير له بعد لقاء مع أحد عناصر المخابرات الأمريكية 'سى اى أيه' أن البنتاجون يتعمد أيضا إخفاء عدد الهاربين من الخدمة العسكرية في العراق بعد أن وصلت أعدادهم الحقيقية إلى 1700 هارباً . وقالت الصحيفة نقلا عن نفس المصدر إن أقصى ما يخشاه الصقور الأمريكيون الآن هو أن تهتم وسائل الإعلام الأمريكية بالبحث عن الأعداد الحقيقية للفارين من الجندية .
وتقدر تقارير المخابرات الفرنسية عدد الأمريكيين الذين أصيبوا بإصابات بالغة أسفرت عن شلل في الحركة أو إعاقة في الأطراف خاصة الأقدام بنحو 2200 مصاب في حين بلغ عدد المرضى نحو 7000 جندي معظمهم يعانى من حالات نفسية سيئة.
***
رامسفيلد يلقي عبء المأزق في العراق على أكتاف جورج بوش
05‏/12‏/2003 المختصر/ الإسلام اليوم / ذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية اليوم الخميس أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد تملص من مسئولية الفشل الأمريكي الملحوظ في إدارة ملف مرحلة ما بعد الحرب على العراق وألقاه على الرئيس جورج بوش بقوله إن الرئيس بوش هو الذي يتولى الملف العراقي رغم أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مازالت تلعب دورا خاصا على أساس أن الأولويات في العراق مازالت عسكرية.
وأشار إلى أن عددا من القادة العسكريين الأمريكيين يرون أن عدد الجنود الحالي في العراق ( حوالي 140 ألف جندي أمريكي) يعد كافيا ، فيما يتعرض رامسفيلد لانتقادات شديدة في واشنطن عقب الخسائر اليومية التي تتكبدها قوات الاحتلال الأمريكي على يد المقاومة العراقية لدرجة أن البعض طالبوا الرئيس بوش بإقالته من منصبه بعد أن حولته وسائل الإعلام الأمريكية إلى بطل عقب سقوط بغداد دون مقاومة..
***
الإدارة الأميركية تستنجد بمساعدة الدول العربية للمشاركة العسكرية في العراق
5/ 12/ 2003م: ‏الوطن السعودية: باريس: عبد الكريم أبو النصر: علمت الوطن من مصادر دبلوماسية أمريكية مطلعة أن إدارة بوش قامت في الفترة الأخيرة بجهود غير معلنة لإقناع عدد من الدول العربية والإسلامية بينها المغرب والجزائر ومصر والأردن وباكستان وغيرها بالموافقة على تشكيل قوة عسكرية جديدة عربية - إسلامية تتألف على الأقل من عشرين ألف جندي يتم إرسالها إلى العراق لنشرها خصوصاً في مدن المثلث السني التي تشكل مناطق الخطر والمواجهة الحقيقية إذ تنفذ فيها أكثر من 90% من العمليات والهجمات ضد القوات الأجنبية. وترغب إدارة بوش في إرسال عناصر هذه القوة إلى العراق مطلع العام المقبل لتخفيف الأعباء الأمنية عن القوات الأمريكية في المناطق الخطرة ولتسهيل إعادة آلاف عدة من الجنود الأمريكيين إلى بلادهم. وذكرت المصادر المطلعة أن الدول العربية والإسلامية التي جرى الاتصال بها أبلغت إدارة بوش أنها ليست راغبة في الدخول في مواجهات مسلحة مع أي طرف أو فريق عراقي ولذلك فإنها تريد أن يطلب مجلس الحكم الانتقالي رسمياً من هذه الدول إرسال قواتها إلى العراق وتريد أيضاً أن تكون مهمتها حفظ الأمن والسلام وليس الدخول في معارك مع قوى عراقية معارضة للاحتلال. وتفضل هذه الدول العربية والإسلامية تأجيل بت وحسم هذه القضية إلى حين توفر شروط وظروف أمنية وسياسية ملائمة أكثر من الشروط والظروف الحالية لنشر قوات عربية وإسلامية في العراق. والمشاورات مستمرة بشأن هذه المسألة.
***
»مستقبل العراق«:
السفير 10/ 11/ 2003م: ايمانويل والرشتاين:
ما تريده الولايات المتحدة في العراق هو نظام يمكن أن يحافظ بنجاح على الانتظام الداخلي ويكون، عمليا، حليفا للولايات المتحدة في الميدان العالمي. وهكذا، تريد نظاما لا يفعل الكثير بشأن إسرائيل/فلسطين، ولا يسمح للفرنسيين ولا للروس بالحصول على منافع اقتصادية على حساب الولايات المتحدة، ولا يكون ملاذا آمنا للإسلاميين أو (للإرهابيين)، ولا يسعى إلى تطوير أسلحة نووية. تريد نظاما شبيها، بنسبة ما، بمصر أو بالأردن. وأيضا، نعم، تريد الولايات المتحدة نظاما قد يسمح لها بإقامة قواعد هناك إذا ما أرادت ذلك. أما بالنسبة للباقي (حقوق للحركات المعارضة، حقوق مدنية، حقوق للنساء) فهي أمور لا تحظى باهتمام الولايات المتحدة، على الأرجح، شرط ألا يقوم النظام العراقي الذي تنصبه بأي شيء يمكن أن يحرجها دوليا.
هل تستطيع الولايات المتحدة تحقيق هذه الأهداف؟. لن يكون الأمر بهذه السهولة. السبب الأول هو أن الولايات المتحدة تواجه صعوبات عسكرية ضخمة. كما يقول الجنرال باري ماكافري وهو أستاذ في دراسات الأمن الدولي في ويست بوينت، وشغل منصب قائد لواء المشاة الميكانيكي 24 في حرب الخليج للعام 1991. إذا هو رجل بالكاد يمكن وصفه بأنه مسالم يساري أو شخص يجهل الوقائع العسكرية. اسمعوا ماذا يقول في صحيفة (وول ستريت جورنال): عدد 28 تشرين الثاني 2003: »العراق في فوضى عسكرية وسياسية والوضع لا يتحسن… دونالد رامسفيلد في حالة إنكار للواقع … كثر منا قلقون من أننا لن نكون قادرين على تنفيذ الاستراتيجية التي بدأناها في العراق لأننا لن نكون قادرين على دعمها والحفاظ عليها… قلب المشكلة هو أن القوات الأميركية في العراق دفعت إلى حالة استنزاف«.
***
آل غور يحمِّل بوش الخطأ في غزو العراق
10/ 12/ 2003م: اعتبر نائب الرئيس الاميركي السابق ألبرت غور أن دين هو الوحيد الذي عارض بقوة الحرب على العراق. واغتنم غور المناسبة وشن هجوما قاسيا على الرئيس جورج بوش وسياساته وخاصة توريطه الولايات المتحدة في حرب على العراق. وهنا انتقد غور أولئك الذين شككوا بحكمة دين عندما عارض منذ البدء، وبقوة، الحرب على العراق، وأضاف إنه »كان المرشح البارز الوحيد الذي اتخذ القرار الصحيح بالنسبة للحرب العراقية، وكان يتمتع بالبصيرة والشجاعة لأن يقول ولأن يفعل الشيء الصحيح، وهذا أمر مهم.. «. وتابع: »لقد ضعفت بلادنا وخاصة في قدرتنا على مواصلة الحرب على الارهاب بسبب الخطأ الكارثي الذي ارتكبته إدارة الرئيس بوش في اخذنا للحرب في العراق. أسامة بن لادن هو الذي هاجمنا، وليس صدام حسين... «.
***
الرئيس الأميركي يبتز المساعدة الدولية لحل مأزقه في العراق بوعد المشاركة في »إعماره«
10/ 12/ 2003م: واشنطن (رويترز) - أشارت واشنطن إلى أنها قد تكون مستعدة لفتح باب المنافسة على عقود إعادة بناء العراق أمام دول لم تشارك في الحرب بقيادة الولايات المتحدة إذا ساعدت جهود التحالف بطرق أخري. وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين إذا كانت هناك دول أخري تريد المشاركة في جهودنا. فيمكن أن تتغير الظروف. وأضاف: إن الولايات المتحدة تعتقد أن قواعدها الجديدة التي تحرم دولاً لم تساعد في مهمتها في العراق من المنافسة على عقود رئيسية تتفق مع قواعد منظمة التجارة العالمية.
11/ 12/ 2003م: أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش ان إرساء عقود إعادة اعمار العراق سيكون من نصيب الشركات الأمريكية أولا، ثم الشركات الأخرى التابعة للدول الحليفة التي أرسلت قواتها إلى العراق وخاطرت بحياة أبنائها خدمة للمشروع الأمريكي. واستثنى الدول التي عارضت الاحتلال، ومن ثم الحرب علي العراق، من عقود الاعمار، مثل فرنسا وألمانيا وكندا، وربما عدد من الدول العربية، إنما يطبق مبدأ توزيع الغنائم علي الأحباب والأصدقاء وحرمان من يعتبرهم الأعداء أو المترددين منها. ولأن إسرائيل من أكثر الدول حماساً لهذا الاحتلال، ومشاركة في العــــدوان، بطــــــرق مباشـــــرة أو غير مباشرة، ستكون من أبرز المستفيدين من عقود الإعمار، خاصة أن المبلغ المخصص، كدفعة أولى (18 مليار دولار) يتركز حول تجهيز قوات الأمن والجيش العراقي، وتسليحها.
***
!! ‏/12‏/2003 مفكرة الإسلام : كشف مسئولون أمريكيون النقاب عن عزم قوات الاحتلال الأمريكي في العراق إنشاء جهاز مخابرات عراقي للتجسس على جماعات وأعضاء المقاومة العراقية، مشيرين إلى أن وكالة المخابرات المركزية 'سي. آي.إيه ' تخطط لإنشاء الجهاز الجديد بمساعدة من الأردن.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست اليوم الخميس إلى ان عضوين من جماعة عراقية في المنفى توجها إلى مقر الوكالة في فرجينيا هذا الأسبوع لإعداد تفاصيل البرنامج الجديد. وقالت الصحيفة انه تم اختيار وزير الداخلية العراقي نوري بدران وهو شيعي ليرأس الجهاز الجديد في البداية. وعمل بدران مع وكالة المخابرات المركزية على مدى عقد للتحريض على انقلابات ضد صدام حسين.
وأضافت الصحيفة أن بدران وزميل له في المنفى هو عياد علاوي يأملان في تجنيد مسؤولين سابقين في نظام صدام السابق في الجهاز الجديد وهو أسلوب يعارضه بعض المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية 'البنتاجون ' واحمد جلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي.
وكان متحدث باسم قوات الاحتلال الأمريكية في العراق قد أعلن قبل أيام أن هناك نية لدى مجلس الحكم الانتقالي وسلطة الاحتلال لإنشاء جهاز مخابراتي عراقي، بزعم المساهمة في عمليات حفظ الأمن، لكن الواقع يؤكد أن القوات الأمريكية تريد تجنيد عدد من العملاء للمساعدة في مواجهة عمليات المقاومة المتصاعدة ضدهم.
أعلن مصدر من حركة الوفاق الوطني بزعامة إياد علاوي أمس أن الوحدة العراقية الخاصة بتعقب المسؤولين البعثيين تتألف من حوالي 700 عنصر أغلبيتهم من ضباط الجيش العراقي السابق. وأوضح المصدر أن العمل بدأ على تشكيل القوة في إطار نقل الملف الأمني من يد التحالف إلى العراقيين.
وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد قد أعلن أن هذه الوحدة ستشارك في تعقب أهداف مميزة فيما أوضح رئيس الأركان ريتشارد مايرز أن الوحدة ستشارك في عمليات قوات التحالف وتساعد في جمع المعلومات الاستخباراتية لافتاً إلى أن معرفة العراقيين بالأرض والثقافة المحلية من شأنها أن تجعل من هذه الوحدة أداة مفيدة ضد الموالين للنظام العراقي السابق. وأشار رامسفيلد إلى ان وحدة خاصة أخرى كانت قد خصصت لتعقب المسؤولين ال55 الكبار في النظام السابق الذين تم اعتقال أو قتل 44 منهم حتى الآن.
***
خطة إعلامية أمريكية للتعتيم على المقاومة العراقية
12/ 12/ 2003م: تحليل بقلم : طلعت رميح
خطة إعلامية أمريكية جديدة... هدفها هو التعتيم على الخسائر في الأفراد من القوات الأمريكية وتخفيف الضغط الإعلامي.. ويمكن رصد مؤشراتها في عدة ملامح ظهرت في الأسبوعين الأخيرين:
أولها: عودة المتحدثين العسكريين الأمريكيين والبريطانيين ..للظهور على أجهزة الأعلام مجدداً .. بعد أن كانوا قد تركوا الأمر لوكالات الأنباء. الملاحظة الأبرز الآن هي كثرة ظهور المتحدثين العسكريين باسم جيش الاحتلال على وسائل الأعلام للإدلاء ببيانات حول العمليات ..وهو ما يعني بالدقة العودة للشعور بحالة الحرب، وبضرورة ممارسة حرب نفسية مباشرة ضد المتلقين للأخبار ..وكذلك قلقاً متزايداً من ذكر حقائق أعداد القتلى وضرورة توفير مادة إعلامية محددة ، تنقل إلى الداخل الأمريكي.
وثانيها: تكرر وتصاعد عمليات التضييق على وسائل الإعلام ..حيث تصاعد الهجوم الرسمي الأمريكي على القنوات الفضائية العربية – خاصة العربية – وكثرة عمليات القبض على الصحفيين، ومنع المصورين من التصوير –وبعض الأحيان قتلهم- ونزع الأشرطة من كاميراتهم بعد التصوير .. إلخ.
وثالثها: ما كشفت عنه إحدى الصحف، من بدء الولايات المتحدة إبرام تعاقدات لتوريد مواد إعلامية يومية للقنوات الفضائية والصحف، تتناول أوجه الحياة العادية في العراق، من تشكيل أجهزة شرطة وتوصيل الكهرباء والمياه .. ومن جلسات لمجلس الحكم الانتقالي ..ومباريات كرة القدم ، وأوضاع التعليم ونوادي الانترنيت وانتشار استخدام الهاتف المحمول ..وهو ما أظهر أن الولايات المتحدة تريد ليس فقط إظهار جهودها في عمليات إعادة البنية الأساسية -كما يتصور- أو تصوير الوضع في العراق على أنه يسير نحو الأحسن، وإنما الهدف الرئيسي هو التقليل من شأن ما يجري في العراق من مقاومة وعمليات وقتلى وجرحى أمريكان وتدمير لآليات .... إلخ.
يبدو أننا أمام مرحلة جديدة من الإعلام الأمريكي بشأن العراق، تقوم من ناحية على التعتييم الإعلامي على عمليات المقاومة، وعلى محاولة الإيحاء بعودة الحياة الطبيعية إلى العراق من ناحية ثانية وعلى حشو أجهزة التلفاز وعقول المشاهدين بكميات أخرى من الأخبار للتشويش على الأخرى .
والسؤال هنا، هل ثمة مقومات لنجاح تلك الخطة ؟ الإجابة، أن مقومات نجاحها قليلة للغاية . والأسباب متعددة، ومنها:
أولاً : إن عمليات المقاومة العراقية تجري وسط أماكن مكدسة بالسكان ولا تجري في مناطق صحراوية الأمر الذي يعني ضعف القدرة على إنكارها أو إخفاء الخسائر الناتجة عنها خاصة وأن ضربات المقاومة تجري – بحكم طبيعة تسليح وانتشار القوات الأمريكية – ضد أفراد يستقلون آليات، يجري تدميرها، ويحتاج نقلها بعد تدميرها ونقل الجنود القتلى والمصابين بعض الوقت، يكون المواطنون خلاله قد شاهدوا الحادث وعرفوا أعداد القتلى وأبلغوا مراسلي الصحف ووكالات الأنباء.
ومنها ثانياً : أن الصراع الأمريكي الأوروبي على العراق، ليس صراعاً داخل أروقة مجلس الأمن، وإنما هو صراع على الأرض في العراق في مجال الإعلام –خاصة- والمدقق فيما تنقله الفضائيات والصحف سيكشف أن الوكالات الأوروبية خاصة الفرنسية، ذات النصيب الأوفر في نشر أخبار المقاومة العراقية .. والخسائر الأمريكية .
ومنها ثالثا : أن الولايات المتحدة، يصعب عليها التمادي في عمليات منع وكالات الأنباء والصحف والفضائيات من نقل الأحداث سواء لأسباب فنية أو لأسباب سياسية ..حيث أن ذلك سيكون دافعاًًً لعكس ما ترغب فيه، أي مؤشراً لدي الجميع على شدة الخسائر الأمريكية وعدم قدرتها على احتمال (حرية نقل المعلومات في العراق).
ومنها رابعا: أن الولايات المتحدة، تعيش في تناقض خطير في مجال الإعلام في العراق، فهي من ناحية في أمس الحاجة إلى دور الإعلام في السيطرة على الشارع العراقي، وعلى الرأي العام الداخلي في أمريكا، وهى في الآن ذاته باتت تشعر بشكل متزايد أن الإعلام أفقدها "نصر احتلال العراق" من خلال ما تنشره حول المقاومة وخسائر الأفراد الأمريكيين ..ومن الحديث حول مستنقع العراق ..وعدم قدرة القوات الأمريكية والبريطانية على حماية نفسها ..وأن الفوضى عارمة
•من هنا، كانت الخطة الإعلامية الجديدة، هي التضييق على الإعلام والتعتييم على عمليات المقاومة وعلى خسائرها من ناحية، ومحاولة نشر أنباء أخرى لملأ مساحة الإعلام بأخبار عن جهودها في الجوانب المدنية في العراق... وهو ما سنراه متجسدا خلال الفترة المقبلة، ومؤشره الأساسي هو تصاعد المقاومة العراقية إلى درجة لم تعد أمريكا قادرة على احتمالها.
• وبيقى ان أبرز أوجه الأزمة في هذه الخطة هو أن المتلقي، لن يلتفت إلى أنباء الدعاية المزيفة وأن عمليات المقاومة تفرض نفسها بضربات تقضى أول ما تقضى على محاولات التعتييم .
***
منظمة هيومان رايتس ووتش: الأخطاء العسكرية الأميركية قتلت مئات العراقيين
‏13‏/12‏/2003 ميدل ايست اونلاين-نيويورك - اعتبرت منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان الجمعة ان أخطاء تكتيكية عسكرية واستخدام قوات التحالف لقنابل انشطارية في العراق تسببت في مقتل مئات المدنيين العراقيين.
وفي تقرير يقع في 147 صفحة، انتقدت المنظمة استخدام هذه القنابل فضلا عن الاستراتيجية العسكرية الأميركية التي تهدف إلى (قطع رأس) القيادة العراقية السابقة عبر شن هجمات على مسؤوليها السابقين. وشددت المنظمة التي تتخذ في نيويورك مقرا لها على ان هذين الأمرين هما السببان الرئيسيان لمقتل المدنيين. وقال كينيث روث المدير التنفيذي للمنظمة ان قوات التحالف تحاول قدر الإمكان تجنب قتل عراقيين لا يشاركون في معارك. لكن رغم ذلك كان بالإمكان تجنب مقتل مئات المدنيين.
وأشار التقرير إلى ان اكثر من ألف مدني عراقي قتلوا او جرحوا جراء انفجار حوالي 13 ألف قنبلة انشطارية. وشدد التقرير على انه في يوم واحد أسفرت قنابل انشطارية أطلقت على مدينة الحلة (مئة كيلومتر جنوب بغداد) عن مقتل 33 مدنيا وعن جرح 109 آخرين.
ونقلت المنظمة عن مدير مستشفى الحلة قوله ان القنابل الانشطارية مسؤولة برأيه عن 90% من الإصابات في صفوف المدنيين الذين يعالجون في هذا المستشفى.
وقتل في مدن الحلة والنجف (160 كيلومترا جنوب بغداد) والناصرية (350 كيلومترا جنوب شرق بغداد) ما مجموعه 678 مدنيا وجرح 1601 شخص بين آذار/مارس ونيسان/أبريل.
وبشأن استراتيجية "قطع رأس" القيادة العراقية السابقة التي يعتمدها العسكريون الأميركيون أشار التقرير إلى 50 هجوما استهدف قادة سابقين واخطأ هدفه فتسبب في المقابل بمقتل عشرات المدنيين.
***
8500 جندي أمريكي في مستشفى بألمانيا فقط
‏13‏/12‏/2003 مفكرة الإسلام : استطاعت صحيفة مصرية اختراق حاجز السرية الذي تفرضه قوات الاحتلال الأمريكية على المستشفي الأمريكي في ألمانيا والذي يستقبل يوميا الجنود الجرحى المحمولين جوا القادمين من العراق. ووصف مراسل صحيفة [الوفد] المصرية الوضع في المستشفى العسكرية الأمريكية 'لاندسهوت' بأن القنوط واليأس يسودان بين الجنود والفرق الطبية المعالجة والمصاحبة علي السواء.
وقال المراسل إن مجموعات الجرحى تصل ألمانيا يوميا من العراق وكأنهم هدايا عيد الميلاد من بوش للشعب الأمريكي، في وقت ينتظر فيه الجميع هدايا بابا نويل. وأكد المراسل أن المستشفى يضم آلاف الجنود الأمريكيين الجرحى، على عكس الادعاءات الأمريكية بأن الجرحى لا يتجاوزون المئات في أكبر كذبة أمريكية على الرأي العام العالمي حتى الآن. فوفقا للأرقام المسجلة في سجلات مستشفي 'لاندسهوت' بولاية 'راين لاند بفالز' وصل إلى المستشفى الألماني وحده ما يقارب الثمانية آلاف وخمسمائة جريح حتى نهاية نوفمبر الماضي.
وأوضح أن السجلات الرسمية تقول إن عدد الجنود الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفي منذ إعلان انتهاء الحرب رسميا في مايو الماضي، يعادل أضعاف الجرحى الذين سقطوا أثناء الحرب، مع العلم بأن المستشفى الألماني واحد من سبعة مستشفيات في أوروبا وحدها تستقبل الجنود الأمريكيين والبريطانيين والإيطاليين وبعض المدنيين العراقيين من الموالين لجيش الاحتلال الأمريكي.
ويتساءل الفريق الأمريكي والألماني المشرف علي علاج الجرحى إذا كان الأمريكيون الذين يعالجون في ألمانيا وحدها وصلوا إلى مثل ذلك الرقم فكم عدد الجرحى الأمريكان في مستشفيات تركيا وإيطاليا وإنجلترا وكم عدد المعالجين منهم في أمريكا نفسها؟؟؟
وأشار المراسل إلى أن ستة أضعاف الفرق الطبية التي كانت تعمل في المستشفى في الأوقات العادية تعالج هذه الأيام الجنود الجرحى ، وتساءل: هل هذه هي النزهة التي ادعاها السيد بوش وتابعه بلير في العراق؟؟؟ ويؤكد الجنود والضباط الأمريكيين في المستشفى أن ما يحدث في العراق أسوأ مما حدث في فيتنام، ويتهموا حكومة بوش وبلير بالكذب والخداع وتضليل الرأي العام الأمريكي والدولي علي السواء. وأكد مراسل الصحيفة من داخل المستشفى أن مروحية قادمة من بغداد تهبط يوميا عدة مرات حاملة الجرحى، وقد تزايد وصول الطائرات بشكل ملفت للنظر في الآونة الأخيرة.
ودفع التزايد المستمر في أعداد الجرحى إلى قيام المشرفين العسكريين على المستشفي بجلب المزيد من الفرق الطبية من أمريكا والإعلان عن تشغيل المزيد من الأطباء ومساعديهم من ألمانيا وبرواتب يسيل لها لعاب الأطباء العاطلين عن العمل في ألمانيا، بل وتبرير الأمر بأنه لمساعدة المستشفيات الأمريكية في تركيا وإيطاليا لعدم قدرتها علي استقبال المزيد من الجرحى.. لكن أحدا هنا لم يعد في حاجة إلى سماع المزيد من التبريرات فالصورة تتحدث عن نفسها.
ويقول أحد كبار الأطباء الأمريكيين ـ رافضا ذكر اسمه ـ إن عدد الجرحى في ازدياد يوميا وإن طاقة الفريق المعالج لم تعد تحتمل وصول المزيد رغم مضاعفة الفريق الطبي المعالج والمعاون عد مرات، وقد طلبنا مؤخرا زيادته مرة أخري لكن لا أحد يرد علينا في واشنطن وكأنه قد بات علينا وحدنا هنا في هذا المستشفى والمستشفيات الأخرى تحمل غباء السيد بوش ورفاقه في البيت الأبيض والبنتاجون.
أما زميله الجراح [روناتلد بليس] الذي يعمل في نفس المستشفى العسكري فيقول: لقد أعلن الرئيس بوش أن المواجهة العسكرية قد انتهت رسميا في مايو، لكن وبصراحة إن أبشع ما شهدناه من حالات أتت إلينا في شهور يونيو ويوليو وأغسطس، حيث ازداد عدد الجرحى وازداد العمل إجمالا، وبالرغم من مضاعفة عددنا واستقدام أحدث التجهيزات إلا أن ضغط العمل لا يسمح لنا بالتقاط أنفاسنا ويعمل كل منا أحيانا أكثر من 18 ساعة يوميا.
ويضيف بليس : وما يؤلمنا أكثر هو تلك الأكاذيب التي يرددها السياسيون والعسكريون الأغبياء هناك في واشنطن مرددين أسوأ الدعايات التي لا يصدقها أحد هنا في أوروبا، وكأننا هنا نتنزه في هذا المستشفى وليس لدينا ما نقوم به، وهم لذلك يخافون إعادة من انتهي علاجهم هنا ويحتاجون للعلاج في الوطن، لكنهم يفضلون إرسالهم إلى لندن بدلا من إعادتهم للمدن الأمريكية ومقابلة ذويهم خوفا من انتشار الأخبار.
واختتم مراسل صحيفة [الوفد] المصرية من داخل مستشفى 'لاندسهوت' الألمانية المخصصة لاستقبال آلاف من الجنود الأمريكيين الجرحى ، الموقف برمته أبشع مما يتصوره أحد وشكل مئات المعاقين على كراسيهم المتحركة في حديقة المستشفي وجميعهم من الشباب يزيد الأسى علي الجيش الأمريكي الذي لا يقهر!! ويطرح التساؤل عن مغزى ومعني وسبب تحول كل هؤلاء الشباب إلي حطام بشر!، 8500 جريح حتى الآن هذه هي هدية الرئيس بوش لشعبه في عيد الميلاد .. والبقية تأتي،.،
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق