بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يناير 2010

المقاومة الوطنية العراقية (معركة الحسم ضد الأمركة) (3)

2- بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق
والقيادة القومية

رقم الملحق مضمونه وتاريخه
1 في الذكري (14) لرحيل ميشيل عفلق أواخر حزيران 2003م
2 حول مجلس الحكم الانتقالي في 11/ 7/ 2003م
3 مطار البصرة هدف عسكري للمقاومة في 28/ 8/ 2003م
4 المنهاج السياسي والاستراتيجي للمقاومة في 9/ 9/ 2003م
5 بيان قيادة قطر العراق بتاريخ 8/ 10/ 2003م
6 القيادة القومية تدعو إلى تصعيد المواجهة في 25/ 7/ 2003م


الملحق (1)
بيان من أبناء ومناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي في الذكري الرابعة عشرة لرحيل ميشيل عفلق
تأتي ذكرى رحيل ميشيل عفلق، رائد الفكر القومي العربي العلمي الحضاري ومؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي، مليئة بمعاني المسؤولية التاريخية النضالية وبواجب إجلاء الحقائق لاستعادة ينابيع اندفاعة الثقة والتصميم على ظفر الأمة الحاسم في مواجهة المؤامرة عليها.
تأتي هذه الذكري في وقت حلت فيه شناعة أعداء الأمة العربية وأعداء الإنسانية، وظهرت على حقيقتها تلك الأنظمة السياسية في أقطار عربية عاونت، بحقد، الأجنبي على قتل الحلم العربي وعلى إعادة الاحتلال العسكري وأمراض التجزئة والشعوبية والطائفية.
لم يعد هناك مكان الآن لأي التباس في نوايا أعداء الأمة العربية، فهم يريدون قتل تطلعها الحضاري، والاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها، ولم يعد هناك شك بطبيعة معركة العرب، فهي معركة وجود وتطور، ومعركة شاملة وحاسمة.. لقد فرضت أفكار البعث الأصيل وصحة مبادئه وتصوراته على الأعداء أن يزيلوا كل غشاء عن أهدافهم، فاضطروا إلى استخدام أضخم أسلحة مجرمة عرفها التاريخ لضرب إنسانية العرب، ولهدم الإرادة العربية، ولاحتلال العراق وقتل شعبه.
فإذا ظهرت حالة الواقع العربي الراهن بمثابة انتكاسة جديدة مليئة بالآلام الصعبة، فإنها مناسبة ثمينة للمراجعة الكافية وللعودة إلى الينابيع النقية العميقة من أجل صناعة الانطلاقة الجديدة الأصيلة والجريئة، وهذا ما يمثله ميشيل عفلق، بالنسبة للبعثيين وبالنسبة لمفكري ومناضلي الأمة العربية، أمانة في الاهتداء إلى الثقة النقية، والتفكير الحي، والعمل المستقبلي الذي لا مهادنة فيه.
فالمسألة ليست إزالة حكم في العراق، إنها مؤامرة خطيرة جداً، أُعد لها منذ أمد بعيد، واستُهدِف بها العراق، لأن العروبة كانت منذ مئات السنين وما زالت تدافع فيه عن وجودها، ولأن شعبه أُخضع لأقسى إجحاف دولي بحقه، وكان المقصود إرعاب كل الشعب العربي أينما كان.. واستُهدِف بها البعث لأنه بقي مدافعاً قومياً عن حقوق الأمة وعاملاً حياً في سبيل نهضتها. لهذا لم يكن مفاجئاً أن ترافق هذه الهجمة، عملية قتل مكثف للشعب الفلسطيني واستلاب لأدني ما يتبقى من كرامة أرض وشعب وروح.
فطالما أن الشعب هو الضحية، وطالما أن إمكانية الانبعاث الحضاري هي المستهدفة بهذا التدمير الأمريكي ـ الصهيوني، فالعمل النضالي بكل أوجهه واجب مقدس، ولا نهوض إلا بالعودة إلى الينابيع الصافية المتدفقة من عمق النفس العربية ومن الروح القومية الطاهرة، من أجل الاستزادة منها واستمداد القوة القاهرة واليقظة الضرورية. وشروط هذه العودة، التي تشابه في حقيقتها تحقيق ثورة جديدة في العمل القومي النضالي، تكمن في التأكيد على الإيمان بالعروبة كمنطلق لهذه الثورة، في شمولية المواجهة وحسميتها على مختلف الأصعدة، في ممارسة العقل العلمي الواقعي المصمم على الحرية والنهضة، في تجرد النفس من الأمراض والمصالح والقدرة على النقد الذاتي الدائم والأخلاقي، في حب الشعب والإخلاص لمصالحه مهما كانت الصعوبات والتحديات، في الاستعداد لتقديم التضحيات بالمصالح والنفس من أجل انتصار حق الشعب كاملاً دون أدني تنازل أو مساومة.
فمثلما عاش ميشيل عفلق حياة صدق وتفاعل مع المبدأ والشعب وقضايا الأمة، وأخلص بإيمانه ونضاله وتضحياته، فكان مصدر ولادة لجيل عربي جديد، ولأفكار متنورة، منذ نشأة البعث في الأربعينات وعبر عشرات السنين، كذلك يستعيد اليوم أبناء البعث العربي من هذه الينابيع، ومن الخضوع لعظمة معاني استشهاد البعثيين وكل عربي في سبيل قضايا الأمة العربية، الاندفاعية التاريخية الضرورية لمواجهة الأحداث الراهنة المصيرية باستراتيجية نوعية جديدة تضع نهاية لهذه المؤامرة وتمحي كل أعوانها، داخل الجسد العربي وخارجه.
تحية حب وإجلال لأرواح شهداء العراق وفلسطين.
تحية إلى مناضلي البعث وقوى الصمود، وإلى العمل الجذري، في سبيل انتصار الشعب العربي في كل مكان، وتحرير العراق وفلسطين كاملة.
المجد والخلود للأمة العربية المجاهدة ذات الرسالة الحضارية إلى الإنسانية.
والويل للخونة وأعوان الأجنبي والأنظمة المرتزقة، فاليوم هم معروفون تماماً، وسيواجهون عاجلاً جزاءهم القاسي ونهايتهم المحتومة.
أواخر حزيران / يونيو 2003م أبناء ومناضلو البعث العربي
***
الملحق (2)
حزب البعث يتعهد معاملة مجلس الحكم مثل إدارة الاحتلال وقواته وعملائه
11/7/2003 لندن : قال الحزب في بيان تلقت القدس العربي نسخة منه:
يا جماهير الأمة العربية العظيمة،
تتعاظم المقاومة الباسلة التي يقودها ويديرها حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر العراقي المحتل، وتفرز عمليات نوعية ذات تطبيقات عسكرية قتالية محترفة بالتعرض لمقار وأرتال وأفراد قوات الاحتلال، أو تداخلات فنية وإجهاضية لمنع إدارة الاحتلال من تنفيذ وتعزيز مخططاتها وإجراءاتها الاحتلالية في السياقات الأمنية والإدارية والاقتصادية وغيرها...
وكما حذرنا متوعدين عبر بياناتنا الصادرة عن جهاز الإعلام السياسي والنشر، فان الوقائع والأحداث تؤشر على قدرة تنفيذ مناضلي ومجاهدي المقاومة البواسل للعمليات المولجة بها، وتصاعد وتعميم المقاومة على امتداد العراق الأغر.
وهذا من البعث، تجديداً بالوعد وتأكيداً، بالعزم النضالي، على استمرار وتعاظم المقاومة حتى طرد المحتل وتحرير العراق، وهو في الوقت نفسه خلقاً وحافزاً لبيئة المقاومة المسلحة الوطنية العراقية العريضة.
لقد خاطبكم الرفيق القائد مرتين خلال الأسبوع الحالي، وخاطب فيكم ومن خلالكم روح الجهاد والمقاومة وضمير الوطنية والكرامة وموئل النخوة والعزة، والتي بمجملها هي موضع فخر وتقدير أبناء الأمة العربية بكم وتطلعهم المفعم بالأمل والحرص بنجاح منازلتكم الشريفة لدحر العدوان والاحتلال ولفظ الخونة والعملاء وسماسرة الصهيونية الخاسئين.
والآن بدأ العد التنازلي لإظهار حقيقة التعاون الخياني والارتهان العميل لشراذم سياسية مستوردة من خارج الوطن وصنيعة للاحتلال والصهيونية من خلال تشكيل إدارة الاحتلال (لمجلس حكم) يتجاوز على حقوق العراقيين الوطنية والسيادية بما يدعم ويسهل تطبيق مخططات الاحتلال في سياقاتها السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
ولقــــــد حدد بريمر مشكِّلُ هذا المجلس وصاحب الولاية عليه عدداً من المهام وعُرف أهمها بالعمل على تخصيص القطاع النفطي الوطني وفتح الطــــــريق لاستثمارات الشركات الأجنبية.
البعث ومن مواقعه الراصدة، ومن خلال نجاحه في المتابعة الظلية لعدد من الخلايا واللجان الفنـــــية والقانونية المشكلة من قبل المحتل، وغير المعلنة، سواء العاملة منها داخل القطر أو خارجه، تمكن، وعلى سبيل المثال وفيما يتعلق بالقــــــطاع النفطي، من كشف مداولات ودراسات الخلية المكونة من كل من: منذر الفضل، وطه يوسف وزكية حقي المكلفة بدراسة دســــتورية وقانونية لإلغاء كل القوانين الصادرة عن مجلس قيادة الثورة وبالأخص القرار الذي شرَّع قانون تأميم شركة نفط العراق في الأول مـــــن حزيران (يونيو) 1972 وما لحقه من قوانين ذات صلة وما ترتب عليها من حقوق سيادية للعراق ومواطنيه.
إن ما قاله بريمر، عنـــــدما أعلن عن نيته لتشكيل مجلس الحكم وحدد مهامه، يكشف عن الدور المهين والخياني لهذا المجــــــلس الذي سيوصي بإلغاء وسحب كل الحقوق الوطنية المنتزعة والمكتسبة للشعب العراقي في نفطه ويعيد عقارب الساعة إلى الــــــوراء من خلال التأسيس على الفراغ القانوني والإداري في ملكية وتشغيل واستثمار القــــطاع النفطي العراقي بما يسهل تنفيذ المخطط الأساسي للاحتلال من التمكن من السيطرة على نفط العراق وهو أحد الأسباب الرئيسية للحرب العدوانية الظالمة على العراق وشعبه.
وشدد البيان على أن المقاومة سوف تعامل مجلس الحكم بشخصيته الاعتبارية وأشخاصه الطبيعيين معاملتها لإدارات الاحتلال وجنوده ومعاملتها لعملاء الاحتلال والمتعاونين معه، وهي بذلك لا تخرج عن كل ما كان واعتبر مقاومة وطنية مشروعة عبر تاريخ الاحتلالات الأجنبية، وقتما كانت وأينما كانت، منذ أن كان هناك احتلال ومحتلون.
***
الملحق (3)
حزب البعث يعتبر مطار البصرة هدفاً عسكرياً للمقاومة
28/8/2003 لندن ـ القدس العربي: قال حزب البعث في بيان إن المقاومة ستعتبر مطار البصرة هدفاً عسكرياً محذراً شركات الطيران العربية من تسيير رحلات إليه.
وقال البيان الذي أرسل لـ القدس العربي أمس: تحاول قوات الاحتلال البريطاني ومن خلال تواجدها الاحتلالي في محافظة البصرة وتمركزها في مطار البصرة الدولي، والذي اتخذت منه مقرا رئيسيا لها، أن تفرض حالة إدارية وسياسية غير شرعية بالتشغيل التجاري للمطار، من خلال هبوط وإقلاع طائرات مدنية من جنسيات مختلفة، وفقاً لبرنامج يبدأ من نهاية شهر آب (أغسطس) الجاري.
ومع تناقل وسائل الإعلام المختلفة لقرار عدد من شركات الطيران العربية وغيرها بالتجاوب واستخدام المطار في رحلات مبرمجة أو اعتراضية من والي المطار، فإننا ابتداء نناشد شركات الطيران ولا سيما العربية منها والتي أبدت أو أعلنت عن نيتها تسيير رحلاتها المدنية من خلال طلبها بذلك من قوات الاحتلال بالعدول عن تطبيق برامجها وتعاونها غير الشرعي مع قوات الاحتلال البريطاني.
إننا نتطلع إلى قرار معلن بهذا الخصوص من شركات الطيران: الأردنية والقطرية واليمنية والمصرية وغيرها.لقد أفشلت المقاومة العراقية الباسلة خطط قوات الاحتلال الأمريكي للتشغيل التجاري لمطار صدام الدولي في بغداد من خلال تعاملها الاعتراضي العسكري مع المطار كهدف عسكري مشروع، وتوجيه نيرانها للطائرات المستخدمة للمطار. لقد حذر البيان الصادر عنا بتاريخ 16 تموز 2003 شركات ومؤسسات الطيران المدنية عربية وغيرها من إرسال طائراتها واستخدام المسالك الجوية لمطار صدام الدولي وأفشلت مسعى قوات الاحتلال الأمريكي. وكذلك وكما بينا في البيان الصادر عنا بتاريخ 10 آب (أغسطس) 2003 فان مطار الحبانية العسكري قد كان ولا يزال هدفا للتعرض العسكري من قبل المقاومة الباسلة وغيره من المطارات والقواعد مثل قاعدة البكر الجوية ومطار الفارس ومطار الباسل. إننا هنا وبعد المناشدة نحذر متوعدين بان مطار البصرة سيعامل كهدف عسكري مشروع للمقاومة الباسلة والتي ستعتبر الطائرات التي ستستخدم المطار ضمن أهدافها المشروعة بالتعرض لها من قبل صنف الدفاع الجوي وبأسلحته التقاطعية المتيسرة والمهيأة لهذه المهام القتالية. هذا التحذير سوف لن يكرر.
***
الملحق (4)
المنهاج السياسي والاستراتيجي للمقاومة الوطنية العراقية
جريدة المجد الأردنية: السنة العاشرة ، العدد 432 تاريخ 15/9/2003
تنفرد »المجد الأردنية«، بنشر النص الحرفي للمنهاج السياسي والاستراتيجي للمقاومة العراقية الباسلة، وفق ما وصلها على وجه الخصوص من جهاز الإعلام السياسي والنشر في حزب البعث العربي الاشتراكي، القائد المركزي لقوى المقاومة.
وقد اشتمل هذا المنهاج الذي يتسم بالدقة والشمول والوضوح معاً، على مقدمة تحليلية لطبيعة وأسباب وأبعاد الهجمة الإمبريالية على العراق، والتي بدأت بواكيرها منذ العام 1972 لدى تأميم النفط العراقي يومذاك، وبلغت ذروتها خلال العدوان الانجلو - أمريكي قبل خمسة شهور، واستهدفت بشكل أساس إسقاط النظام السياسي في العراق، ضماناً لأمن إسرائيل على الصعيد الإقليمي، وهيمنة الولايات المتحدة على النفط على المستوى العالمي.
كما تضمن المنهاج عرضاً لمواقف الأنظمة العربية والقوى الدولية من الأزمة العراقية - الأمريكية منذ بداياتها، وسرداً لأدوار هذه الأنظمة والقوى في الأزمة التي انتهت باحتلال العراق، واستوجبت بالتالي حتمية اندلاع المقاومة الوطنية المسلحة التي يقودها ويديرها حزب البعث العربي الاشتراكي، من خلال كوادره المناضلة، ومقاتلي الجيش العراقي البطل، وقوات الحرس الجمهوري الخاصة الباسلة، وقوات الأمن القومي المقدامة، ومجاهدي منظمة فدائي صدام البواسل، والمقاومين العراقيين الوطنيين، والمتطوعين العرب النجباء، والذين يعملون تحت مسميات وعناوين التعبئة والتشكيلات العاملة وفقاً لمقتضيات التعامل القتالي التعرضي على قوات الاحتلال الأجنبية المتواجدة والتي ستتواجد على ارض العراق، وبغض النظر عن جنسياتها وتسمياتها ومهامها ومدة تواجدها.
هذه المقاومة في الوقت الذي تقاتل فيه قوات الاحتلال وما تفرزه أو ترتبط به ومعه هذه القوات، فان من مهامها الأساسية في حربها التحريرية، التداخل الفني والإداري بما يعرقل ويمنع إدارة الاحتلال وما ينشأ عنها من تنفيذ مخططاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
هذه المقاومة عملياتها تغطي ارض العراق الطاهرة من أقصاها لأقصاها مجسدة وحدة التراب العراقي ومؤكدة الوحدة الوطنية العراقية ومدافعة عن عروبة العراق المستهدفة كإحدى غايات الاحتلال وما ينشأ عنه().
وبعد أن حدد هذا المنهاج هدف المقاومة العراقية المسلحة، المتمثل في طرد الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحداً.. أكد أن المقاومة العراقية كحركة تحرر وطنية تؤمن باستمرارية المقاومة وشرعيتها، وبشرعية وواجب التعامل القتالي مع المتعاملين والعملاء، ومنع وعرقلة جهد الاحتلال، وبتعميم المقاومة المسلحة على ارض العراق كلها وبفعل ومشاركة العراقيين كلهم، وبالعمل على تحقيق تشكيل جيش تحرير العراق، وبواجب وحق الجماهير العربية في الانخراط بالمقاومة العراقية المسلحة.
وتنشر »المجد« مقدمة هذا المنهاج، كما وردت من جهاز الإعلام السياسي والنشر في حزب البعث..
مقدمة للمنهاج السياسي والستراتيجي
أيها العراقيون الأباة،
يا جماهير الأمة العربية المجيدة،
في التاسع من أيلول الجاري دخل الاحتلال الأمريكي - البريطاني للعراق شهره الرابع وقد بدأت تلوح في الأفق القريب ملامح الهزيمة السياسية للعدوان الاحتلالي وبرامجه، وما يستتبعها من مأزق أخلاقي وسياسي للحكومتين الأمريكية والبريطانية.
هذه الهزيمة السياسية سبقت العدوان والاحتلال، وذلك عندما كانت القيادة السياسية في العراق قد أمسكت بأوراق المجابهة السياسية والدبلوماسية في المواجهة المستمرة منذ العدوان الثلاثيني، وعقب قرار وقف إطلاق النار، وما تبعه من سلسلة من القرارات الجائرة والصادرة عن مجلس الأمن الدولي والتي فرضت وعمقت وأدامت الحصار على العراق وشعبه.
لقد أدارت القيادة السياسية وبنجاح المجابهة مع الولايات المتحدة وبريطانيا عبر مجلس الأمن، من خلال تجريد واشنطن ولندن من إمكانية الحصول على التغطية الشرعية للعدوان، وثبت بعد العدوان والاحتلال صحة الموقف السياسي العراقي بما أحرج ولازال يحرج من ادعى بحتمية العمل العسكري بسبب الملف الزائف لأسلحة التدمير الشامل العراقية.
لقد استهدفت القيادة السياسية العراقية وعبر المجابهة السياسية والدبلوماسية الوصول إلى قرار دولي برفع الحصار، وذلك كنتيجة منطقية لتطبيق العراق للقرارات الدولية ذات الصلة، والتي كانت تعدل وتحور باستصدار قرارات جديدة في كل مرة استنفدت فيه أغراض القرار السابق، بينما كانت الولايات المتحدة ومن والاها تستهدف ومنذ البداية النظام والقيادة السياسية العراقية واحتلال العراق والهيمنة على مقدراته وثرواته وإخراجه من ذاته الوطنية والقومية، وبما يسمح لها من تنفيذ استراتيجيتها الإقليمية المبنية على أمن وتفوق العدو الصهيوني والسيطرة على النفط العربي.
ومع انطلاق العدوان أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية قائمة الأهداف المحددة، وكان أولها كما ورد في المؤتمر الصحفي من مقر العمليات في الدوحة إسقاط القيادة السياسية العراقية وتلاه الأهداف العشرة الزائفة الأخرى، فالمواجهة الأمريكية المستهدفة للنظام السياسي في العراق هي حالة مشخصة منذ عام 1972 وبنيت على أسس قياسية مرتبطة بمصالح الولايات المتحدة (الإمبريالية) في ذلك الوقت، والتي حكمتها تعادلية الحرب الباردة، والتداعيات اللاحقة لعدوان حزيران ،1967 والانسحاب العسكري البريطاني من شرق السويس "الخليج العربي"، وسياسات وأزمات الطاقة في العقدين السابع والثامن من القرن الماضي.
لقد حددت المقاومة العراقية الباسلة التي يقودها ويديرها حزب البعث العربي الاشتراكي أهدافها كحركة تحرير وطنية بطرد قوات الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحداً ووطناً لكل العراقيين. ومن هذا الاستهداف يصاغ منهاج المقاومة السياسي والستراتيجي لمرحلة المقاومة والتحرير، حيث سيصدر تباعاً وعبر بيانات خاصة بهذا الشأن وضمن فترة زمنية محددة ما يناقش ويصاغ وفقاً لأطر المناقشة والإقرار التي يعتمدها البعث في هذه المرحلة من نضاله الوطني والقومي لتحرير العراق.
العراق المحتل():
هو العراق الجغرافي- السياسي: »جمهورية العراق« ذات السيادة، والدولة العضو المؤسس في الجامعة العربية، والعضو في هيئة الأمم المتحدة، والمحتلة أراضيه من قبل القوات الأمريكية والبريطانية والأسترالية وغيرها، بفعل العدوان المخالف للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والذي شنت عليه الحرب في 19/3 / 2002 مما أدى إلى احتلاله وإسقاط حكومته الشرعية وإحلال »سلطة احتلال مؤقتة« مكانها. إن ما قام ويقوم به المحتل بتأسيس مجالس ووزارات وإدارات وهيئات سياسية وتنفيذية وغيرها لتحل مكان حكومة جمهورية العراق الشرعية، وبعد تاريخ 9/4/2003، يعتبر باطلاً وغير شرعي وهو جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال وتعامله المقاومة معاملتها للاحتلال نفسه.
قوات الاحتلال:
هي القوات العسكرية والإدارات والوكالات والمنظومات التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وغيرها من جنسيات أخرى، والمتواجدة على أرض العراق المحتل، وما يمكن أن يتواجد غيرها من قوات أممية بفعل قرارات لاحقة صادرة عن مجلس الأمن انطلاقاً من القرار 1483 الذي أعتبر العراق بلداً محتلاً. إن ما نتج وسينتج عن احتلال العراق بفعل الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا سواء من تواجد قوات متحالفة من جنسيات أخرى، أو قوات أممية أو إدارات وهيئات مختلفة ستعتبر وتعامل على أنها قوات وإدارات وهيئات احتلال وبذلك تكون أهدافاً مشروعة للمقاومة في حربها التحريرية.
المقاومة العراقية:
هي المقاومة الوطنية المسلحة التي يقودها ويديرها حزب البعث العربي الاشتراكي، من خلال كوادره المناضلة ومقاتلي الجيش العراقي البطل وقوات الحرس الجمهوري والحرس الخاصة الباسلة وقوات الأمن القومي المقدامة ومجاهدي منظمة فدائي صدام البواسل والمقاومين العراقيين الوطنيين والمتطوعين العرب النجباء، والذين يعملون تحت مسميات وعناوين التعبئة والتشكيلات العاملة وفقاً لمقتضيات التعامل القتالي التعرضي على قوات الاحتلال الأجنبية المتواجدة، والتي ستتواجد، على أرض العراق، وبغض النظر عن جنسياتها وتسمياتها ومهامها ومدة تواجدها. هذه المقاومة في الوقت الذي تقاتل فيه قوات الاحتلال وما تفرزه أو ترتبط به ومعه هذه القوات، فان من مهامها الأساسية في حربها التحريرية، التداخل الفني والإداري بما يعرقل ويمنع إدارة الاحتلال وما ينشأ عنها من تنفيذ مخططاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. هذه المقاومة عملياتها تغطي أرض العراق الطاهرة من أقصاها لأقصاها مجسدة وحدة التراب العراقي ومؤكدة الوحدة الوطنية العراقية ومدافعة عن عروبة العراق المستهدفة كأحد غايات الاحتلال وما ينشأ عنه.
مقدمــــــــة:
يجب أن يكون فهمنا المقابل في مواجهة الأطراف الأخرى (عربية وإقليمية ودولية) مبنياً على أن استمرارية المواجهة مع الولايات المتحدة منذ قرار وقف إطلاق النار المعلن من قبل الولايات المتحدة في نهاية شباط 1991، كانت هي الأساس، وبخيار أمريكي محكوم بمعطيات وأهداف الستراتيجية الأمريكية تجاه الإقليم أولاً والعالم ثانياً، وعليه فلم تنشأ هناك أزمات متعاقبة بسبب من ردود أفعال العراق تجاه قرارات أو تصرفات مصاحبة لتطبيق القرارات الدولية اللاحقة. فاستمرار المواجهة التي فرضتها الولايات المتحدة هي التي أعطت القيادة العراقية هامش المناورة في التعامل وإدارة سلسلة من الأزمات، والتي كان الظاهر منها وبفعل تصوير التفوق الإعلامي المقابل أزمات يخلفها العراق في مواجهة الإقليم والعالم.
باستثناء التحدي العراقي الفعلي والمستمر لقرار الولايات المتحدة وبريطانيا الخاص بمناطق الحظر الجوي، فإن سلسلة ما يعرف بأزمات الشأن العراقي المتعاقبة، هي محاولة الولايات المتحدة في تعديل أو تطوير أو تحوير أو تفعيل مسار المواجهة التي فرضتها على العراق وفقاً لمعطيات أمريكية مرتبطة بسياستها العامة أو متوافقة مع مصلحة محسوبة للإدارتين الأمريكيتين المتعاقبتين في مواجهة أزماتهما أو تراجعهما أمام ناخبيهما أو العالم الخارجي، ولقد تمثل ذلك بسلسلة القرارات المتعاقبة التي يصدرها مجلس الأمن والتي تجاوزت المطالب المحددة من قرار وقف إطلاق النار إلى التدخل أو التحفيز الأمريكي لاستصدار قرارات أممية تهيئ وتتوافق مع استهداف النظام السياسي في جمهورية العراق.
المواجهة الأمريكية المستهدفة للنظام السياسي في العراق والتي أدت إلى احتلاله هي حالة مشخصة منذ عام 1972، وبنيت على أسس قياسية مرتبطة بمصالح الولايات المتحدة (الإمبريالية) في ذلك الوقت والذي حكمته تعادلية الحرب الباردة، التداعيات اللاحقة لعدوان حزيران 1967، الانسحاب العسكري البريطاني من شرق السويس »الخليج العربي« وسياسات وأزمات الطاقة في العقدين السابع والثامن من القرن الماضي.
في المرحلة المعاشة (حالياً) من عمر المواجهة والتي اتخذت الشكل التصادمي منذ بداية العدوان الثلاثيني عام 1991، وأخذت منحى المقاومة الوطنية المسلحة بعد الاحتلال، نجد أن هناك عوامل مضافة تحكم تطور مسار المواجهة تلك، ولكنها لا تخرج عن الأسس القياسية لمصالح الولايات المتحدة في الإقليم والعالم. هذه العوامل المضافة التي شكلتها:
1-النهاية المعروفة للحرب الباردة وإعادة تشكل أوروبا السياسي- الاقتصادي.
2-متطلبات التفرد والقوة الأعظم للولايات المتحدة.
3-الوصول المشبوه لليمين المحافظ للسلطة في أمريكا.
4-أسبقية حصول الضربة في الحادي عشر من أيلول على تبلور وإقرار ملف السياسة الخارجية الأمريكية لإدارة بوش الابن (المتباطئ) وتشكل ردة الفعل الأمريكية (المجابهة) في مفردات الخطاب السياسي للإدارة على الصعد الاقتصادية والدفاعية والأمنية.
5-التوظيف المكثف »للحرب على الإرهاب« في طرح ومحاولة فرض الصيغ التحالفية والتغيرية على الدول والمجتمعات والثقافات الأخرى.
6-استمرار تباطوء الاقتصاد الأمريكي ودخوله مرحلة الأزمة.
7-فشل سياسات الطاقة المعلنة »انتخابياً« للإدارة الأمريكية.
8-التهيئة لدور »إسرائيلي« مختلف له حدود من التماس الإداري-الأمني المساعد للولايات المتحدة في تعاملها مع منابع النفط من شرق المتوسط وحتى أعماق أسيا الوسطى، وبالذات الخليج العربي، وهذا العامل المضاف المهم له علاقته الجدلية مع تطورات صيغ الحلول السلمية العربية- الصهيونية.
الأهداف المعلنة والأهداف الحقيقية:
بالانتقال للتعامل مباشرة مع الأهداف (المعلنة والحقيقية) وما يؤسس عليها أو يتفرع عنها فأنه يمكن التعرض لما يلي:
1-مع أن حالة استهداف النظام السياسي في العراق حالة مشخصة منذ العام 1972وتبلورت فكرتها لدى مخططي السياسة الستراتيجية الأمريكية، وفي مقدمتهم هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي »الجمهوري« في ذلك الوقت، إلا أن إمكانيات التطبيق الفعلي كانت محكومة/محددة:
-بتعادلية الحرب الباردة.
-وتوزع الاتجاهات والارتباطات والمرجعيات السياسية لدول الإقليم.
-وتداعيات حربي حزيران 1967 وتشرين 1973.
وتطلع أنظمة عربية لدور إقليمي مقبول من الولايات المتحدة ومنبثق من تداعيات الحربين، حيث يشخص هنا طبيعة الأدوار الملعوبة (في ذلك الوقت) من قبل الأنظمة السياسية في سوريا والأردن ومصر وكذلك إيران. ووفقا لما شخص لاحقاً فكان الهدف ضعيف التحقيق يعتمد التآمر الإقليمي من دول الإقليم والتأسيس على موروثات/أزمات العهود السياسية السابقة في العراق. وهنا يجب الملاحظة أن موجبات الاستهداف لم تكن من حيث القياس مختلفة عما هي في الوقت الحالي: الأسباب الأمنية والاقتصادية (أمن وتفوق »إسرائيل« والمصالح النفطية).
2-في كل الحالات التي كان يخطط فيها أمريكياً للمنطقة الممتدة من شمال إفريقيا وحتى أواسط أسيا »مناطق منابع وممرات النفط«، كان العراق أحد الأهداف الأكثر تميزاً في التعامل كوحدة جيو- سياسية واقتصادية، لاعتبارات الموقع والاحتياطات النفطية والتركيبة السكانية وطبيعة النظام السياسي. كل ذلك بالإضافة إلى أدواره الملعوبة والمحتملة ومدى تأثيرها في النظام العربي الرسمي من جهة ومنظومة الدول المصدرة للنفط والتعامل الجماهيري على المستوى القومي.
3-الولايات المتحدة ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانت قد ربطت بين أمنى القوس الجغرافي الممتد من المحيط الهادي وحتى الهندي وبحر العرب وكانت ولأسباب عديدة تنفرد بالمهام السياسية والأمنية لوحدها بعيداً عن تدخل أو مشاركة باقي دول الغرب أو منظومة حلف الأطلسي، ولذلك كان التورط العسكري الأمريكي ولأكثر من مرة ظاهرة مشخصة في تلك المنطقة كوريا وفيتنام . هذا المنظور الستراتيجي للولايات المتحدة يستهدف فيما كان يستهدفه إحكام السيطرة وبدرجات متفاوتة حسب الحاجة على الخليج العربي، وهو إذ يضبط مداخل الخليج فأنه لا محالة ولعوامل الجغرافيا والمواصلات إنما يستهدف العراق. إن توجه العراق باتجاه شرق المتوسط أو البحر الأحمر خلال السنوات العشرين الماضية شكل نوعاً من الإفلات الجزئي لكنه محكوم بتأثير الولايات المتحدة من خلال تحالفاتها أو تأثيرها في الدول المجاورة للعراق والمطلة على تلك المنافذ.
4-والولايات المتحدة أيضاً كانت وبفعل موروثات العهد الاستعماري البريطاني وبمنطق التصرف الإمبريالي، وبحسابات التعادلية التي فرضتها الحرب الباردة، تنظر بعين التحسس والريبة للتطورات الجارية في شبه القارة الهندية، بحيث أن تحالفها التاريخي مع الباكستان كان دائماً يحمل في طياته نيّات التآمر على الهند، والتي شكلت علاقاتها المتميزة في ذلك الوقت مع بعض الدول العربية وخاصة العراق، طرفاً مقابلاً في متن المعادلة التآمرية الأمريكية، أسس عليه في ربط المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية الباكستانية مع الأنظمة التابعة في الجزيرة والخليج العربي في مواجهة السياسات المستقلة للعراق ودوره المميز في حركة عدم الانحياز.
5-الفترة الممتدة من أيلول 1980 وحتى أيلول 2001 شكلت تجارباً/حالات هامة لا تخرج أبداً عن موضوع استهداف النظام السياسي في العراق، وبغض النظر عن الأدوات وطبيعة التحالفات والسماح أو التغاضي عن أدوار الآخرين المشاركين في التعرض المباشر وغير المباشر، وفقاً لمصالح متفاوتة، لكنها لا تخرج عما سمحت وتسمح به مقتضيات الستراتيجية الأمريكية تجاه الإقليم في موضوعي الطاقة وأمن »إسرائيل«. وهنا نشير إلى أن حربين قد استهدفا العراق في تلك الفترة، وكانتا تستهدفان نظامه السياسي بشكل معلن وبتبريرات مختلفة، لكنهما انطلقتا من أن هوية وتطبيقات النظام السياسي في العراق غير مقبولة في مواجهة من يتعرض للقومية/للعروبة من منطلقات الدين أو الإمبريالية. وبالتالي كانت الحربين (والمواجهة المستمرة الآن) تركز وتراهن على عوامل التفتيت في النسيج العراقي والعربي. ومن الاعتبارات المستخلصة أن طرفي التعرض على العراق ونظامه السياسي في تلك الحربين قد تحالفا مع دول الجوار العراقي ولأسباب مرتبطة إما بالتبعية التاريخية للغرب أو التطلع للعب أدوار إقليمية تساعد في قبول وإدامة النظام المعني وفقاً للحسابات الدولية الناظمة للإقليم في تلك الحقبة.
إنشاء الاستعراض التاريخي أعلاه، جاء ليؤكد على أن الأهداف المعلنة والحقيقية للولايات المتحدة في مواجهتها المستمرة مع العراق ليست مرتبطة بتطبيقات القرارات الدولية المتتابعة لقرار وقف إطلاق النار في شباط عام 1991، وإنما هي ذات الأهداف منذ شُخِّص استهداف النظام السياسي في العراق 1972. وهي بالتالي أهداف تنطلق وتتناغم مع ستراتيجية الولايات المتحدة تجاه الإقليم أولاً وستراتيجيتها الكونية ثانياً.
فاتجاه الإقليم: هوية وسياسات وتطبيقات النظام السياسي في العراق تقف وتعمل بالضد من مصالح الولايات المتحدة فيما يخص تأكيد وضمان استمرار أمن وتفوق »إسرائيل«.
وكونيّا: فرفض الهيمنة، وإعطاء الهوية السياسية والتنموية للنفط العراقي، والمواقف المعروفة داخل منظمة الدول المصدرة للنفط، والسياسة الخارجية المستقلة للدولة العراقية، وتأخر عودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 1967 مع الولايات المتحدة، والتوجه الحثيث لبناء التوازن العلمي والدفاعي مع »إسرائيل« ودول الجوار غير العربية المتربصة أو المتحالفة مع الولايات المتحدة، والدعم الاقتصادي لدول عربية وغيرها، والتأسيس المصلحي المتوازن لعلاقات متكافئة مع دول أوروبية مؤثرة، إنما شكلت عوامل مضادة لستراتيجية الولايات المتحدة الكونية.
وفي كل الأحوال كانت ولازالت مواجهة الولايات المتحدة للعراق من خلال تطبيق أهدافها – ستراتيجيتها الإقليمية والكونية كما بيَّنا أعلاه مندمجة وذات علاقة جدلية فيما بينها، مما يعزز من تلك المواجهة ويفعلها في الكثير من الحالات التي تعتبر فيها المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية الأمريكية مستهدفة، بشكل مباشر أو غير مباشر، بفعل العراق أو غيره. وهذا الدمج قد تعزز وأصبح أكثر وضوحاً وتجسداً منذ شكل الفعل العراقي في يوم النداء 1990 الخطر المهدد للمصالح الاستعمارية الموروثة منذ اتفاق سايكس-بيكو، الذي حكم (بموجبه وبروحه)، ولا يزال، المشرق العربي حتى اللحظة. ولتوضيح ذلك يمكننا أن نسوق الدلائل التالية:
-قرار التأميم كفعل وطني وقومي تم التعامل معه باعتباره كتهديد للستراتيجية الأمريكية على مستوى الإقليم والعالم.
-المشاركة العراقية غير المتوقعة وغير المحسوبة في حرب تشرين 1973 تم تقييمها والعمل في مواجهة احتمالاتها المستقبلية بنفس الاعتبار أعلاه.
-المبادرات الوطنية في التعامل بالحلول السلمية والديمقراطية للمسألة الكردية.. نفس الاعتبار.
-موقف العراق وتحركه القومي من معاهدة كامب ديفيد الأولى.. نفس الاعتبار.
-سلسلة المبادرات السياسية من إيران والفعل الدفاعي ومسارات الرد العسكري في القادسية.. نفس الاعتبار.
-مبادرات العراق في تفعيل العمل العربي المشترك وإنشاء مجلس التعاون العربي.... نفس الاعتبار.
-وفي ذات السياق وعندما تم التعرض للأمن القومي الأمريكي بفعل ضرب نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من أيلول من طرف غير العراق، فان استهداف النظام السياسي في العراق قد تم تفعيلة والتركيز عليه من قبل القرار الأعلى في الولايات المتحدة، وأصبحت »حربهم على الإرهاب« في سياقاتها السياسية والعسكرية متضمنة »لا بل مركزة« على النظام السياسي في العراق، وأضحت العنوان الرئيسي في تلك الحرب. وأكثر من ذلك وفي خضم انشغال الإدارة الأمريكية في الأسابيع الأولى لضربة نيويورك وواشنطن، وجهت تلك الإدارة رسالة تحذير للقيادة في العراق، وهنا أعمل الدمج المنوه عنه أعلاه، وتأكد صحة ما ذهبنا إليه من موقع العراق وقيادته السياسية في تعاطي الستراتيجية الأمريكية على المستويين الإقليمي والكوني، وذلك لاعتبارات »أمن إسرائيل«- إقليمياً- والهيمنة على النفط – كونياً-.
ونضيف.. مع تركيز الولايات المتحدة على مسألة أسلحة التدمير الشامل، وهو الذريعة التي تمسكت بها الولايات المتحدة في مواجهاتها وحربها على العراق وقيادته السياسية.... فإن تعاطيها الجاري الآن مع التحدي الكوري الشمالي (على سبيل المقارنة) في الموضوع النووي والصاروخي (ورغم تصنيف كوريا الشمالية في »محور الشر« مع العراق وإيران) في حينه، ومع أن التهديد الكوري بفعل الجغرافيا والقدرات العسكرية، هو تهديد حقيقي لأمن الولايات المتحدة: مدن الولايات المتحدة الغربية، وقواتها في كوريا الجنوبية وحلفائها في شرق أسيا.. هذا التعاطي الأمريكي لا يستجيب لمستوى التحدي والتهديد من الطرف المقابل. فالمقارنة بين حالتي العراق وكوريا الشمالية تفضي إلى مفارقات وهي بحد ذاتها تأكيدات على أن:
-أمن »إسرائيل« أهم للولايات المتحدة من أمن كوريا الجنوبية.
-العراق العربي »المحاصر« في حينه وقدراته النفطية »المقيدة« أخطر على أمن الولايات المتحدة وحلفائها من كوريا الشمالية ذات العوّز النفطي والقدرات النووية والصاروخية الماثلة.
-دول الجوار العراقي طلب منها وفرض عليها المشاركة وتقديم التسهيلات للعدوان العسكري الأمريكي، ودول الجوار الكوري تعطى حرية الحركة، انطلاقاً من مصالحها الإقليمية، في التوسط السلمي مع كوريا الشمالية.
إن للمفارقات/التأكيدات الواردة أعلاه، ما يتطلبها في البناء الستراتيجي للولايات المتحدة، وما يؤسس عليها من تقييم للمصالح في سياقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية، وتبرير لصراعاتها في تقابلها الجغرافي، القومي والثقافي-الحضاري.
مع التأكيد على أن إدارة وقيادة المقاومة لطرد الاحتلال وتحرير العراق إنما هي استمرار نوعي في إدارة المواجهة، وأن الحالة الموصوفة بقياساتها وأبعادها هي بالضرورة مواجهة تاريخية لا زالت مستمرة، فأنه ولأغراض التحليل واستظهار العوامل الناظمة واستشراف الأبعاد المستقبلية لتأكيد ما ذهنا ونذهب إليه، لابد من أن نسوق ما يلي:
1-الأزمة في طبيعتها الموصوفة منذ آب 1990 ترجع إلى موروثات العهد الاستعماري البريطاني للعراق وما أسس عليه منذ اتفاقية سايكس-بيكو في العام 1917. فهي الوقت الذي كانت فيه إعمال استعماري معادي للوطنية العراقية وانتقاص من سيادة العراق الإقليمية، كانت أيضاً ومن حيث الأساس، تستهدف وتؤسس على المدى البعيد، بالضد من الأمن والمصالح القومية العربية في المشرق العربي كله.
2-وهي بالضرورة أيضاً وانطلاقاً من الفقرة (1) أعلاه، قد ربطت خلق الوضع (الأزمة) تاريخياً واستمرارها وتصعيدها مستقبلاً، في إنشاء واستمرار »الكيان الصهيوني« على أرض فلسطين.
3-وهي بالضرورة، أي الأزمة، تخبو أو تشب، مع كبوة أو نهوض الوطنية العراقية، وتأثير ذلك وتفاعله مع المحيط القومي العربي للعراق.
4-وهي أخيراً، وتأسيساً على الفهم الاستعماري والإمبريالي، أداة يمكن الرجوع إليها وتحريكها وفقا لما تقتضيه المصلحة ضمن مسار تطبيقات الستراتيجية الأمريكية (حالياً) في الإقليم والعالم، ويمكن لها أيضاً أن تفبرك حتى في خدمة أغراض الإدارة الأمريكية الضيقة وفقاً لمصالح داخلية أو انتخابية.
فالمواجهة تاريخية.. وإن كانت حاضرة الآن أو في وقت أسبق أو في المستقبل.. فهي من حيث المدى الزمني مواجهة مستمرة.
والمواجهة في إدارتها المتقابلة بين طرفيها عبر مداها الزمني، وبفعل منشأها وتركيبتها، كانت تحكم نتائجها بمستوى الطرف العراقي المقابل.. وهي منذ آب 1990 خصوصاً، وقبل ذلك التاريخ بعشرين عاماً، إنما كانت مستمرة وغير قطعية النتائج.. فأضحت في عرف الإمبريالية الأمريكية مواجهة العصر.. وحتمت (من خلال مسارات ومحطات المواجهة وتمترس الإدارات الأمريكية المتتالية منذ آب 1990 في خنادقها المقابلة) خيار أو فرض الاصطفاف على الآخرين من دول الإقليم والعالم، في مواجهة مرتبطة بسياسات ومصالح الولايات المتحدة، وتقودها وتديرها الولايات المتحدة.. ومن خلال كل ذلك تتعرض وفي كثير من الأحيان بالضد على مصالح الآخرين المصطفين معها.. فهي من حيث الإدارة والمحتوى والاستهداف، مواجهة كونية، اقتضت وتقتضي تحالفاً مقابلاً للعراق تفرضه الولايات المتحدة ترغيباً أو ترهيباً.
والمواجهة أيضاً ومن خلال توخي الولايات المتحدة المستمر لمصلحة طرف إقليمي وحيد في المنطقة »الكيان الصهيوني«، كان خلق الأزمة تاريخياً مرتبطاً بالتحضير لخلقه اصطناعياً، وتمكينه قسراً من الاستمرار والتفوق، في مواجهة الأمة العربية كلها.. وهي (أي الولايات المتحدة) في انغماسها وإدارتها للمواجهة تراعي فقط أمنه واستقرار كيانه.. إنما تؤكد حقيقة قومية المواجهة.
استمرارية المواجهة واستمرارية المقاومة:
بما أنه ثبت أن الاستهداف الستراتيجي في المواجهة أمريكياً هو (إسقاط النظام السياسي في جمهورية العراق) والذي كان لا يتحقق إلا من خلال:
1-استمرار وتصعيد وتفعيل المواجهة السياسية.
2-إحباط كل محاولات القيادة السياسية العراقية برفع الحصار.
3-تقييد التحرك العراقي السياسي والاقتصادي تجاه دول الإقليم والعالم.
4-إعادة ترتيب وتمكين الاصطفاف الرسمي العربي »ما أمكن« ضمن مسار الفعل الأمريكي لإسقاط النظام السياسي في العراق، والذي ثبت نجاح الولايات المتحدة فيه، وموافقة العديد من الأنظمة العربية عليه دون تجرؤهم من الحديث عما هو حاصل للعراق ولهم وللمنطقة بعد ذلك.
5-محاولة الربط المباشر للاستهداف الستراتيجي بمشروعية الذرائع، والشروع بالفعل العسكري العدواني بقيادة الولايات المتحدة، وضمان قيادتها لهذا الفعل وتحديدها منفردة لمداياته العسكرية، والتحكم بنتائجه المحسومة قياسياً بفعل تفوق الحجم والنوع العسكري الأمريكي المشارك في الحرب، بحيث يمكنها ذلك من أن تفرض بالتالي طبيعة المحصلة السياسية للفعل العسكري والتي »تمكنها افتراضاً« من موائمة السياقات اللاحقة للمحصلة السياسية بما يخدم هدفها الستراتيجي من احتلال العراق على صعيد تطبيق استراتيجيتها الإقليمية والكونية.
لقد شخَّصت القيادة السياسية العراقية في حينه وقبل العدوان الحالات والاحتمالات التالية:
-إن المواجهة السياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية لن تبقى سياسية، بفعل المبادرة ونوعية الأداء السياسي العراقي المقابل في هذه المواجهة، والذي تمثل بالنجاح العراقي بإحداث التباعد الموضوعي بين مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا (الذيلية)، وباقي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وكان ذلك التشخيص بتعزز على قاعدة فهم أن استهداف النظام السياسي في العراق »مبدأ معلن« ومتفق مع المنظور الستراتيجي لسياسة الولايات المتحدة في الإقليم، ليس في الوقت الحالي بل أسبق منه، وأن تطورات المواجهة لن تكون محكومة بالفعل العراقي المقابل والساعي لتجنب تصعيدها.
إن احتمالات المساومة Compromise مع الولايات المتحدة بشكل عام وبغض النظر عن طبيعة الإدارة في البيت الأبيض، هي احتمالات شبه معدومة، وتحققها مرتبط بتبدل الجغرافيا-السياسية في المنطقة والتي رسمت منذ 1917 بحيث أدت إلى الخلق الجغرافي السياسي الحالي للمشرق العربي المرتبط بالخلق القسري للكيان الصهيوني، والمحدد بدوره لمديات: الدور السياسي –الاجتماعي، والسياسي –الاقتصادي، والسياسي –الأمني لكل وحدة جغرافية- سياسية، بحيث ثبت أو تبدل التعامل السياسي معه وفقاً للتغيرات الداخلية الحاصلة على ما رتب فيه وله أصلاً. لقد ورثت الولايات المتحدة (الإمبريالية) عن بريطانيا (الاستعمارية) ومن ثم طورت وفعلت حق الإملاء على مكونات الإقليم الجغرافية-السياسية، ووظفت وبأشكال مختلفة وتطبيقات مستنبطة هذا الحق في خدمة أهدافها الستراتيجية في الإقليم والعالم بما يخدم أمن وتفوق »إسرائيل« والهيمنة والتحكم بالنفط وسياسات الطاقة.
إن العجز الرسمي العربي في أحسن الحالات، والتبعية والتآمر في أسوأ الحالات، لم ولن يخدم إمكانية تطوير المواجهة السياسية مع الولايات المتحدة وإيصالها إلى مرحلة المساومة. وكان فوق كل ذلك التمسك الرسمي العربي العاجز والمجتزأ بتطبيق الشرعية الدولية منفذاً لوقف أو إلغاء المساومة السياسية مع الولايات المتحدة.
وكذلك فإن الشروع باستنفاذ أدوار أنظمة عربية رئيسية في الخليج سواء بعد التواجد أو الاحتلال العسكري الأمريكي اللاحق لعدوان 1991، أو بعد 11 أيلول 2001 وما تبعه من بروز الدور الإيراني بتكوينه »الإسلامي الخاص« الموظف بما ينسجم والدور المنشود لإيران في المستقبل، على حساب الدور السعودي المستنفذ سياسياً وإسلامياً، بعد اندحار الشيوعية واستنفاذ توظيف الإسلام »التبعي والمستسلم« بحيث أدى ذلك بروز الإسلام »الرافض والمقاوم« من رحم الإسلام التبعي والمستسلم وبما يتعارض مع كينونة وتوجهات النظام السعودي... وكان لإيران ما كان لها، ويمكن أن يكون في المستقبل، من خلال »موقفها الحالي« من الإسلام الرافض والمقاوم لتداعيات الحرب العدوانية الأمريكية في أفغانستان والعراق جارتا إيران.
لقد دبرت الولايات المتحدة بروز أدوار الصغار في منظومة الخليج العربي والنظام الرسمي العربي في أماكن أخرى من الوطن العربي، بحيث أن لعب الأدوار أصبح مرتبطاً بالتبعية التلقائية من أجل ضمان دور النظام المعني أو تجديده أو تطويره لأجل البقاء أو توريث الحكم حتى في الأنظمة غير الملكية. لقد استطاعت أنظمة الدول الصغيرة من لعب أدوار مؤثرة على حساب أنظمة الدول العربية الكبيرة، وكان يتحقق لها ذلك من خلال تطبيعها مع العدو الصهيوني واصطفاف أنظمتها وتسهيلها ومساندتها للولايات المتحدة في حربها واحتلالها للعراق، ومن ثم (كما يحدث الآن) فرضها بقبول واقع الاحتلال وإفرازاته الباطلة على النظام الرسمي العربي.
لقد شخصت القيادة السياسية في العراق أيضاً، ومنذ فترة طويلة أعقبت عودة العلاقات الطبيعية مع مصر في منتصف الثمانينات، عمق الأزمة الموروثة في النظام المصري الحالي من عهد السادات، وعدم تمكن أو رغبة هذا النظام من تجاوزها، وارتهانه الساكن لمنطلقاتها، بما يحيّد من ميزات وإمكانيات مصر القطرية والعربية والإقليمية. لقد تجلى ذلك في التردد والخوف والعوق السياسي لدور النظام المصري ومبادراته في »مجلس التعاون العربي« في حينه، وتحسسه وخوفه في آن واحد من النظام السعودي وتحسبه من أدوار العرب الآخرين، فرادى أو محاور، رغم أرجحية مصر السكانية والتاريخية والسياسية والثقافية والعسكرية في النظام العربي.
في الوقت الذي أعملت فيه القيادة السياسية في العراق مبدأ الترابط القومي والموضوعي للصراع العربي الصهيوني المتمثل »حصراً« بنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، مع نضال الشعب العراقي لفك الحصار، كانت الولايات المتحدة تروج لمبدأ الحل المسموح به للقضية الفلسطينية من خلال قبول أنظمة عربية بمشروعية الذرائع بإسقاط النظام السياسي في العراق كمدخل لازم لحل القضية الفلسطينية وذلك تحت غطاء الشرعية الدولية بتطبيق قرارات مجلس الأمن؟؟!!
لقد حددت ذات القرارات نزع أسلحة التدمير الشامل العراقية كخطوة لنزع ذات الأسلحة من إقليم الشرق الأوسط بمجمله، والمحصلة أن العراق كان صادقاً ولم تكن هناك أسلحة تدمير شامل، وعليه فمن سيطالب من الأنظمة العربية الآن بتطبيق الفقرة 14 من القرار 768؟.
الحالات والاحتمالات المشخصة أعلاه جاءت في مجال تأكيد الفهم الستراتيجي للقيادة السياسية العراقية باستمرارية المواجهة أولاً وحتمية العدوان غير المشرع دولياً ثانياً، وتواطؤ أنظمة عربية ثالثاً، وتفوق العدو العسكري رابعاً، والتمهل والانتهازية لبعض دول الإقليم الأجنبية خامساً، وإعطاء الكيان الصهيوني أدواراً أمنية وإدارية وسياسية بفعل العدوان والاحتلال وتداعياته سادساً، وتهديد واستنفاذ أدوار أنظمة عربية معينة سابعاً، وتحفيز عوامل التفتيت والتجزئة في العراق ثامناً، وارتهان القرار السياسي للمعارضة العراقية العميلة بخطط الاحتلال والمصالح المذهبية والعرقية والفئوية الضيقة تاسعاً …. والتهيئة وتبني خط المقاومة المسلحة وتطويرها لحرب تحرير وطنية تمتلك منهاجها السياسي والستراتيجي على الصعيد القطري والقومي عاشراً. وعليه يكون هدف المقاومة العراقية المسلحة التي يقودها ويديرها حزب البعث العربي الاشتراكي كحركة تحرير وطنية »طرد قوات الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحداً ووطناً لكل العراقيين«.
خيارات المقاومة:
تبني وتطور المقاومة العراقية خياراتها انطلاقاً من:
(1) حسها الوطني وعراقة انتمائها للعراق الأسبق حضارة.
(2) وانتمائها القومي العربي.
(3) ومعينها الحضاري الإسلامي.
(4) وممارساتها الجهادية والنضالية المتراكمة.
(5) وفهمها لطبيعة المواجهة المستمرة ومتطلباتها.
(6) وتطبيقاتها الثورية المستنبطة من واقع عملها النضالي.
(7) واسترشادها بفكر البعث ورسالته.
(8) وتحليلها ومراجعاتها وتقييمها لمراحل الإنجاز وصفحات المنازلة في مقاومة الاحتلال.
(9) ورصدها وتشخيصها لأدوار العملاء والمتعاونين مع الاحتلال في الداخل.
(10) ومتابعة وتوصيف أدوار الأنظمة العربية سواء في مرحلة ما قبل الاحتلال وما بعده.
(11) وكشف مداخلات دول الجوار الأجنبية وترتيبات تعاونها مع الاحتلال بما يخدم مصالحها الوطنية على حساب مصلحة العراق ووحدته الوطنية.
(12) وكشف وتحديد انتهازية المصالح الاقتصادية للغير في ظل الاحتلال
(13) وتأشير الدور المعطى »للكيان الصهيوني« وتطورات هذا الدور في ظل الاحتلال وتعاون أنظمة عربية و/ أو تلاقي مصالح قوى إقليمية أخرى.
وعليه.. فالمقاومة العراقية كحركة تحرير وطنية تؤمن:
1-باستمرارية المقاومة طالما كان هناك احتلال وبأي صيغة وعلى أي جزء من أرض العراق وبغض النظر عن القرارات الأممية اللاحقة للاحتلال.
2-بشرعية المقاومة وحقها في العمل العسكري وغيره وبالتعرض القتالي على قوات الاحتلال أفراداً ومعدات وتجمعات ومنشئات ومعسكرات ومقرات وهيئات وإدارات وخطوط إمداد ومرافق خدمات ومساندة ومباني محتلة ومراكز أمن مساعدة وغيرها.
3-بشرعية وواجب التعامل القتالي أيضاً مع المتعاملين والعملاء أفراداً وأحزاباً وهيئات وغيرها من العناوين والمسميات.
4-منع وعرقلة جهد الاحتلال من التصرف والتمكن والاستغلال، كيفما كان شكله، لثروات ومرافق وممتلكات العراق، وبالطرق والصيغ التي تقتضيها متطلبات تحقيق الهدف عسكرية أو إدارية أو فنية.
5-بتعميم المقاومة المسلحة على أرض العراق كلها وبفعل ومشاركة العراقيين كلهم، والتأكيد على واجبهم وحقهم المتكافئين في المقاومة وتحرير العراق تحت أي عنوان أو مسمى.
6-بالعمل على تحقيق تشكيل جيش تحرير العراق كتطوير في عمل المقاومة لتحرير العراق.
7-بانعدام احتمالات الدعم من قبل الأنظمة العربية كلها ولأسباب مرتبطة بطبيعة النظام الرسمي العربي بمجمله، وبطبيعة وأدوار أنظمة عربية بعينها، لا سيما المحيطة بالعراق العميلة والمستنفذة والطامحة للعب أو تجديد أدوار ترسمها لها الولايات المتحدة بموافقة »الكيان الصهيوني« وبما يخدم المنظور الستراتيجي للولايات المتحدة في الإقليم.
8-بواجب وحق الجماهير العربية في الانخراط بالمقاومة العراقية المسلحة على قاعدة المسؤولية والحق القوميين وغير المتعارضة مع مسؤولية وحق العراقيين المؤسس على قاعدة الوطنية العراقية.
في المرحلة المعاشة الآن من نضال المقاومة العراقية وجهادها، وما سيكون الوضع عليه لاحقاً في ضؤ تطور المنازلة في صفحاتها اللاحقة، يكون العمل المقاوم منسجماً مع الهدف النهائي، وأخذاً بعين الاعتبار تحقيق أهداف تكتيكية متناغمة ومرحلة المأزق السياسي والأخلاقي التي تعيشها الإدارة الأمريكية وحليفتها البريطانية، بفعل انفضاح الذرائعية غير المشروعة لشن الحرب واحتلال العراق. فالأهداف التكتيكية للمقاومة ستعمل لترجيح الهدف الستراتيجي المتمثل بطرد قوات الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحداً ووطناً لكل العراقيين. وهي،أي المقاومة، بفعلها المسلح والتعرضي تدخل لاعباً مؤثراً في تعميق المأزق السياسي بفعل الاستحقاقات الانتخابية للرئاسة الأمريكية والانتخابات العامة البريطانية، بحيث تسقط الادعاءات الزائفة والبرامج السياسية التي روجت وخططت لها دوائر القرار في واشنطن ولندن، لتؤكد للناخبين في الولايات المتحدة وبريطانيا والرأي العام العالمي:
-زيف الأهداف المعلنة للحرب وعدم مشروعية الذرائع واستهداف إسقاط النظام السياسي في العراق واحتلاله.
-استحالة تطبيق برامج الاحتلال السياسية والاقتصادية والأمنية والأخرى على أرض العراق، وبالتالي عدمية تعميمها في الإقليم والعالم، وحصرها وردها فقط للطبيعة الإمبريالية العدوانية ومخططاتها التآمرية على العراق والأمة العربية، والتي حتمت في خضم التفرد بالقوة الطاغية واختلال التوازن الدولي، ممارسة العدوان والاحتلال كنموذج مرتبط بحالة التفرد بالقوة من قبل الولايات المتحدة.
-تعطيل الأدوار المحتملة لأنظمة عربية متآمرة انطلاقا من مطلبيتها بالتعامل مع واقع الاحتلال وإفرازاته، وحرق أصابع تلك الأنظمة في تعاملها المخطط والمحتمل مع الشأن العراقي، وعكس ذلك على أزماتها السياسية والاقتصادية والأمنية المعاشة.
-تأزيم الإقليم ومفرداته ومنع تحقيق مصالح الأخريين المجاورين على حساب العراق ووحدته الوطنية، وتعظيم تكلفة مساندتهم للعدوان وتعاملهم مع إفرازاته الداخلية في العراق المستهدفة تفتيت الوحدة الوطنية العراقية على حساب مصالح عرقية ومذهبية وجهوية وفئوية مرتهنة للاحتلال ومرتبطة بوجوده.
وانطلاقا من المنهاج السياسي والستراتيجي تستمر المقاومة الباسلة وتعمم وتخوض صفحات المنازلة ضمن المواجهة المستمرة وتعبر مراحل حرب التحرير الوطنية وتعطي النموذج المنتصر كما فعلت شعوب أخرى في أوقات مختلفة من عمر الإنسانية في صراعها مع قوى الشر والعدوان والاحتلال.
عاش العراق حراً وليهزم الاحتلال..
عاشت المقاومة العراقية الباسلة..
عاش مناضلو البعث وعاش الرفيق الأمين العام أمين سر قطر العراق..
المجد والخلود لشهداء العراق الأكرمين..
والله اكبر..الله أكبر العراق في التاسع من أيلول 2003م
***
الملحق الرقم (6)
بيان حزب البعث العربي الاشتراكي – قطر العراق
14/ 10/ 2003م: القدس العربي:
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وحدة-حرية- اشتراكية
أيها العراقيون الأباة،
يا جماهير الأمة العربية المجيدة،
أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يقود ويدير المقاومة العراقية الباسلة »المنهاج السياسي والستراتيجي للمقاومة« في التاسع من أيلول المنصرم، وحدَّد الهدف الستراتيجي المتمثل بطرد قوات الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحداً ووطناً لكل العراقيين. وتوالي الأيام وتطور الأحداث على امتداد الساحة العراقية والإقليمية والدولية، تثبت وتؤكد على حقائق تصنعها المقاومة الباسلة من خلال فعلها التعرضي القتالي، وامتداد وتصلب مشروعها الجماهيري المستجيب والمتفاعل مع هدف المقاومة الستراتيجي، بحيث تعطل سياسات وبرامج الاحتلال وعملائه وصنائعه في الداخل، وتفضح تطلعات المتواطئين معه على المستوى الإقليمي، وبالتالي فالمقاومة إنما تجعل من الأجندة السياسية الكونية للاحتلال تلامس عدمية التطبيق. كل ذلك تصنعه المقاومة الباسلة من خلال استمرار وتصعيد عملياتها العسكرية والفنية والإدارية وما تلحقه من خسائر في قوات الاحتلال والمتعاونين معه. وفي هذا السياق فأنه لابد من التعرض للحقائق والتطورات التالية:
أولاً: على صعيد الساحة العراقية:
لا بد من أن توصف الساحة العراقية الآن بأنها ساحة مقاومة وطنية للاحتلال، تفرز الوطني من غيره، سواء كان فرداً أو حزباً أو صحيفة أو هيئة أو مرجعية دينية أو عشائرية. فالاحتلال وذرائعه وممارساته وبرامجه وسياساته أصبحت مرفوضة ومشكوكاً بها حتى في دول الاحتلال ذاتها، وبين صناع القرار ورجال الإعلام، والرأي العام على امتداد العالم بأسره. فالتوصيف والمسميات والعناوين في العراق قسمان وليس بينهما من التقاء: وطني رافض ومقاوم للاحتلال »وهم الأغلبية«، أو خائن للعراق ومتعاون وعميل للمحتل »وهم الأقلية«، وهذا أرث أنساني على امتداد التاريخ وعند كل احتلال. فإذا كانت المقاومة، ومنذ بدء تصديها للاحتلال، قد حددت المحتل وحددت المستهدف في تعاملها القتالي وغيره، بما في ذلك العملاء، فإن التحديد والتعريف المفصل الذي ورد في مستهل المنهاج السياسي والستراتيجي للمقاومة قد أصبح نبراساً في تطبيق فعاليات المقاومة واستهدافها اليومي للاحتلال، بحيث انعكس ذلك على تنوع الأهداف والمستهدفين تحت مسمى الاحتلال وإفرازاته. وهنا لا بدَّ من أن نؤشر إلى الحالات التالية:
-تعاملت المقاومة مع قوات الاحتلال واستهدفتها وبغض النظر عن جنسياتها وتوقيتات تواجدها على الأرض العراقية أثناء أو بعد العدوان.
-وستتعامل المقاومة قتالياً مستهدفة أية قوات أخرى تدخل العراق سواء وفق ترتيبات تحالفية مع الولايات المتحدة أو بفعل قرارات أممية لاحقة وبغض النظر عن تسميات ومهام تلك القوات.
-والمقاومة تعاملت و ستتعامل قتالياً أيضاً وتستهدف أية »قوات عراقية« مشكلة بقرار من المحتل، سواء لتحل محل القوات العراقية المسلحة أو أجهزة الأمن العراقية الشرعية، لتعمل كدرع لحماية المحتل وقفازاً قذراً لتنفيذ جرائمه.
-والمقاومة تعاملت وستتعامل قتالياً وتستهدف الخونة والعملاء المتواجدين على أرض العراق بفعل الاحتلال ولخدمته، سواء من كان منهم في المجالس والإدارات والهيئات والوزارات التي شكلها الاحتلال، أو من يمارس أدواراً أخرى مرتبطة بواقع الاحتلال أو بالتوافق معه. فشراذم ما سمي بالمعارضة التي سهلت للمحتل غزو العراق وتهيئ له الآن سبل إدامة الاحتلال وتنفيذ سياساته، ستبقى أهدافاً مشروعة للمقاومة في شخوصها ومقراتها وصيغ تواجدها الأخرى.
-والمقاومة أيضاً ستتعامل وفق منظور خاص بها مع كل الهيئات والبعثات الأجنبية التي تتواجد على أرض العراق بفعل الاحتلال، وهي في هذا البيان لتطلب منها مثلما فعلت وأمهلت سابقاً بإخلاء مقارها و مغادرة أرض العراق دونما تأخير.
-والمقاومة التي نجحت في العديد من الحالات في منع أو تعطيل الاحتلال وإداراته من استغلال مرافق وممتلكات العراق وثرواته الوطنية، سوف تستمر بذلك بالصيغ العسكرية والفنية والإدارية وغيرها، وهي سوف تستهدف ذلك على امتداد ارض العراق من شماله لجنوبه. وعلى الجميع أن يعرف أن هذا الاستهداف إنما هو استهداف مشروع للمقاومة الوطنية المسلحة. فالاحتلال أتى مستهدفاً في المقام الأول ثروات العراق وفي مقدمتها النفط.
-والمقاومة، التي تستمر في المواجهة العسكرية مع الاحتلال، والتي هي امتداد لمواجهة متعددة الأوجه خاضتها القيادة السياسية العراقية قبل العدوان والاحتلال بعقود، فأنها تثبت عدم شرعية ما انبثق عن الاحتلال من صيغ سياسية و إدارية وتشريعية وقضائية ودبلوماسية وغيرها، وهي تعمل على عدم تمكين هذه الصيغ من العمل والتعامل مع الآخرين في العراق والخارج.
إن ما استعرض أعلاه قد جاء ممثلاً لحقائق على الأرض، وكانت البيانات السابقة والمتتالية لجهاز الإعلام السياسي والنشر ابتداء من البيان الأول في 10 حزيران 2003م. قد تعرضت محذرة في حينه باسم المقاومة لكل ما استعرض أعلاه، وكانت رسائل وأحاديث الرفيق الأمين العام أمين سر قطر العراق توجِّه وتفعِّل سير المقاومة و تؤسس و تعضد من التفاف وإسناد جماهير الشعب العراقي لها، والتي توجت في الآونة الأخيرة بتظاهرات التحدي وكتابة الشعارات والنداءات الرافضة والمقاومة على الجدران.

ثانياً:على صعيد الساحة الإقليمية:
1-بفعل تداعيات التآمر السابقة والمصاحبة للعدوان من قبل أطراف إقليمية (عربية) محيطة بالعراق، سواء بفعل التبعية الموروثة، أو الأدوار الملعوبة بسبب من الضعف، أو لتوافق مصلحي لتأمين أمن أو استمرار وتجديد أدوار أنظمة بعينها، فإن الساحة الإقليمية تشهد الآن تعامل تلك الأطراف مع واقع أحادي الجانب في الساحة العراقية، وهو الاحتلال وإفرازاته. وبالتالي فواقع المقاومة المعاش والذي يشكل الآن الصيغة و الفعل الشرعيين الوحيدين في العراق لا يتم التعامل معه أو أخذه بعين الاعتبار في كل المواقف والتحركات الرسمية الإقليمية (العربية). وفي هذا السياق فأننا نؤشر الحالات والحقائق والاتجاهات التالية:
-بادرت الأطراف المتآمرة والمساعدة في فعاليات العدوان والمحيطة بالعراق بطرح سياسية التعامل مع الأمر الواقع (الاحتلال وإفرازاته)، وعملت على تعميم مثل هذا التعامل على الأطراف العربية الأخرى من خلال تمريراتها في مجلس الجامعة العربية.
وهذه الأطراف بعينها سمح لها بهامش من المناورة المحسوبة من خلال تواجد شخوص في مجلس الحكم ارتبطوا قبل العدوان (ولا زالوا) نفعاً ووظائفياً بحكومات ومؤسسات أمن تلك الأطراف.
وأيضا هذه الأطراف هي الأطراف غير المشبوهة أمريكيا في موقفها من »محاربة الإرهاب«، وتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، وهي كذلك بفعل الترتيب الاستعماري السابق، تواجد الاستعمار البريطاني على أراضيها، وساهمت بريطانيا ولازالت في حماية أنظمة الحكم فيها.
2-وتأسيسا على استعراض الحالات والحقائق في التسلسل أعلاه، يمكننا استقراء الاتجاهات التالية:
الأطراف العربية المشار أليها أعلاه سوف تبني على اعتراف إيران »بمجلس الحكم« المعين من الاحتلال وتعاملها معه سابقة تستوجب بالأحرى اعتراف الحكومات العربية به وبالضرورة العملية تعاملها معه.
وبالتالي فإن مسألة شرعنة الاحتلال عربياً قد يسبق تحققها بصيغة من الصيغ تحقيقها دولياً، لاسيما وأن ما تطرحه الولايات المتحدة على مجلس الأمن لا زال غير مقبول من أعضائه الدائمين وغيرهم والمعارضين للحرب في الأساس.
ومع قرار دخول قوات تركية للعراق بالاتفاق مع الاحتلال الأمريكي، يكون مبدأ مشاركة قوات عربية »تحت مسميات مختلفة« مبدأ قابلاً للنقاش وغير مثير للحساسية و الجدل مع الطرف العراقي الذي ارتضت أو أرغمت الأطراف العربية بالتعامل معه، لاسيما وأن هذا الطرف العراقي »مجلس الحكم« ليس له رأي في دخول القوات التركية عندما قرر الاحتلال ذلك.
وإذا كانت هذه الأطراف العربية متحالفة مع الولايات المتحدة في »حربها على الإرهاب« أو متهيبة من الأخذ بالشبهة كما هو حال البعض الآخر، فأن خطأها المميت بالتعامل مع »الأمر الواقع غير الشرعي« في العراق، وتجاوز الواقع الشرعي الوحيد »المقاومة العراقية«، سيقودها إلى القبول بأدوار أمنية وقتالية ترسمها قيادات الاحتلال السياسية والعسكرية في مواجهتها الدامية مع المقاومة الوطنية العراقية المسلحة، والتي يصفها الاحتلال وعملائه بالإرهاب، وتاريخ العراق الحديث قد شهد بدايات مثل تلك الحالة في ثورة رشيد عالي الكيلاني أيام الاحتلال البريطاني.
ومع استقراء الاتجاهات الإقليمية في التسلسل أعلاه، فإن المقاومة تأخذ بعين الاعتبار وتتحسب للتوقعات والاحتمالات أدناه:
-إن المبادرتين الإيرانية (بالاعتراف والتعامل مع مجلس الحكم العميل) والتركية (بالموافقة على مشاركة القوات العسكرية التركية مع قوات الاحتلال الأخرى) إنما تؤسسان لقاعدة تعامل متقابلة مبنية على أسس التشكيل والبناء الطائفي والعرقي لمجلس الحكم العميل والوزارات والهيئات المنبثقة عنه بأمر الاحتلال؛ وبالتالي ستكون طوائف وعرقيات أخرى (وفقا لمخطط المحتل) بحاجة إلى مبادرات مشابهة (مفترضة) من إطراف إقليمية أخرى. وهنا تؤكد المقاومة الوطنية العراقية المسلحة على أن تلك المبادرات ستعامل على أنها تطبيقات معادية ومرتبطة عضوياً بواقع الاحتلال… في مثل هذه الحالة لا بدَّ من العودة إلى الوراء والتأكيد على الحقائق التالية، التي رسخها الحكم الوطني وقيادته السياسية باسترشاد فكر البعث وصيغه وتطبيقاته الناجحة في بناء الوطنية العراقية الغنية بتعددها القومي والمذهبي:
-جمهورية العراق ودستورها المؤقت ومشروع دستورها الدائم وكل القوانين النافذة كانت في الوقت الذي شكلت فيه تحصيننا للوطنية العراقية، قد أعطت الحقوق المتصلة للقوميات الأخرى وفي صيغ وتوقيتات غير مسبوقة لتلك القوميات في أماكن تواجدها الأخرى.
-ومثلما تم ذلك التحصين للوطنية العراقية، كان انتماء العراق العربي وسياساته القومية الفاعلة والمبادرة، معززة لوطنيته ودوره القومي والإقليمي في آن معاً، وكانت مؤامرات التعرض لدوره القومي إنما تتم من خلال التعرض لوحدته الوطنية والعكس صحيح، حيث إن مؤامرات التعرض على وحدته الوطنية كانت تتم من خلال التأثير على دوره القومي والإقليمي.
3-إن مشاركة القوات العسكرية التركية لقوات الاحتلال الأخرى بدخولها العراق بطلب وموافقة الولايات المتحدة سوف يعزز من حالة التأسيس على التقسيمات العرقية و المذهبية المعاشة في مجلس الحكم وما ينبثق عنه، وبالتالي فإن ذلك سيكون خطوة متقدمة في تعميق توجهات التقسيم (المستترة والمرغوبة) لدى البعض. فالتمثيل الكردي المنبثق عن الاحتلال في مجلس الحكم بدأ يشعر بضعف موقفه والالتفاف عليه بعدما استخف بهواجسه وتنكر لأدواره الملعوبة في صالح العدوان والاحتلال على امتداد السنوات العشر الأخيرة، وهذه مرة أخرى يخسر فيها الكرد العراقيين تاريخهم وتطلعاتهم بسبب من ارتهان قياداتهم السياسية للأجنبي وتفريط تلك القيادات بمكتسبات الكرد التي استحقوها في وطنهم العراق.
إن التوافق بين »شراذم المعارضة العميلة« قبل العدوان والاحتلال على صيغة (الفدرالية) والذي يخضع الآن لامتحان عملي، سواء في التصارع الذي يشهده تكوين وعمل »مجلس الحكم العميل«، أو الهواجس والتخوفات التي يعبر عنها العديد من الأطراف العراقية والإقليمية (وخاصة العربية منها) في استقراء اتجاهات التقسيم المحتملة على قاعدة التنوع القومي والمذهبي، والتي تشكل لهم مبرراً لصيغة (الفدرالية) التي تحمل في ثنياها بذور التفتيت والتقسيم، كحل واقعي في مرحلة متقدمة من عمر الاحتلال المتعثر أو إفرازاته اللاحقة. كما هو واضح فان موقف العديد من الأطراف المتعاونة مع الاحتلال مبني على أساس فدرالية ديموغرافة وهذا مدخل لا بدَّ وأن يقود إلى التقسيم والتفتيت على حساب الوطن التاريخي الواحد وموارده وثرواته الحالية والمستقبلية. من هنا فأننا نحذر من الانزلاق الخطير و/أو التآمر الواعي لدى أنظمة عربية بعينها تبنت وتتبنى سياسة التعامل مع الأمر الواقع في العراق المحتل، في الوقت الذي لا تملك فيه مثل هذه الأنظمة غير سوء تقديرها أو تآمرها في مواجهة النظام العربي القومي العاجز.
إن التعامل العربي الرسمي الأحادي الجانب مع الطرف العراقي غير الشرعي والتجاهل التام للطرف الشرعي الوطني المقاوم، إنما سيرتد سلباً على الطرف الرسمي العربي ومجمل النظام العربي، بما في ذلك الاستقرار في المشرق العربي. وهنا لابد من الإشارة إلى الحقائق والاتجاهات التالية:
-إن الطرف غير الشرعي في العراق إنما باق بفعل الاحتلال مثلما أتى مع الاحتلال، وبالتالي فأن التعامل مع هذا الطرف كأمر واقع هو التعامل والقبول بالاحتلال.
-إن ما يمكن أن يقبل أو يقوم به الطرف غير الشرعي في العراق مبني على أسس ومصالح شخصية أو فئوية مرتهنة للاحتلال. وإذا قرر الاحتلال، بسبب من تنفيذ متقدم لخططه أو بسبب من تعثره، إعمال صيغ التقسيم للوطن العراقي فأن مبدأ وسياسة التعامل مع الأمر الواقع ستنسحب بفعل العجز و/أو التآمر الرسمي العربي على منتجات قرار الاحتلال إياه.
-إن المقاومة الوطنية المسلحة المتصاعدة والمستمرة ومشروعها الجماهيري في العراق لا تخضع لغير منهاجها المقاوم ولا تسعى لغير هدفها الستراتيجي المتمثل»بطرد قوات الاحتلال وتحرير العراق و الحفاظ عليه موحداً ووطناً لكل العراقيين«، وهي الطرف الوحيد حر التصرف وفقاً لمنهاجه واستهدافه، وبالتالي فان »إمكانيات تأزيم مفردات الإقليم وتوقعات حرق أصابع أنظمة عربية بعينها في تعاملها مع الشأن العراقي« يعتبر من المتطلبات التلقائية لاستمرارية المقاومة في مواجهاتها مع الاحتلال و إفرازاته في معركة التحرير.
4-وأخيراً، لا بدَّ من تأشير خاص لحالة وموقف »الكيان الصهيوني« في الإقليم، حيث شكلت وتشكل لازمة تفرض ذاتها في كل التطورات الحاصلة منذ خلق هذا الكيان. إن العدوان الأمريكي البريطاني على العراق واحتلاله، يحمل أهدافاً تحقق بالإنابة لصالح العدو الصهيوني، وفوق ذلك وبسبب من الموقف العربي الرسمي المتآمر و/أو العاجز، وتأسيساً على طبيعة الاحتلال وإفرازاته، وبفعل المقاومة الوطنية العراقية المسلحة المتصاعدة والمستمرة، تطرح الخصوصية العدوانية والتوسعية »للكيان الصهيوني« مسألة الاستحقاقات الستراتيجية المبنية على ترابط أزمات الإقليم والدور الصهيوني فيها، حيث لا بدَّ من استقراء الاتجاهات التالية:
-اختلال التوازن الإقليمي بفعل العدوان على العراق واحتلاله يشكل منطلقاً لبناء وفرض تعادلية جديدة متعارضة ومصالح وأمن واستقرار النظام العربي ومفرداته القطرية وخاصة في الشرق العربي، (المجال الحيوي للتوسع أو السيطرة »الإسرائيلية«) بسبب من العوامل الجيو- سياسية والسكانية والاقتصادية.
-البروز والتبرير المتبادل للتماثل في الأدوار الأمنية والعسكرية لكل من الولايات المتحدة و»إسرائيل« والتي تبرر وتسمح لهما بالضربات الاستباقية والعمليات خارج الحدود، مع الإفلات من ضوابط الشرعية والقانون الدوليين. إن ذلك سيكون سيفاً مسلطاً على رقاب أنظمة عربية سواء لإسقاطها أو لفرض متطلبات أمريكية – صهيونية عليها.
-حساسية وخصوصية العامل الزمني المرتبط بسلم الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية والتشريعية الأمريكية في مواجهة التورط في العراق وكلفة احتلاله وسقوط ذرائع الاحتلال من جهة، وضغط المطالب الابتزازية التقليدية»لإسرائيل« و حلفائها في واشنطن والتي ستتعامل مع الإدارة الجمهورية الحالية كجهة ضعيفة قابلة للابتزاز في السباق الرئاسي، وأكثر قوة وأقل ضعفاً في مواجهة الابتزاز في حال الفوز برئاسة ثانية من جهة أخرى. وهنا يمكن أن تكون كل التزامات الإدارة الأمريكية الحالية تجاه الإقليم ومفرداته (إذا صدقت) مشروطة بعودة الإدارة الحالية لفترة رئاسية ثانية، وهو ما لا تريده»إسرائيل« إضافة لمأزق تلك الإدارة الأخلاقي والسياسي والاقتصادي كعامل له ترجيحه السلبي.
إن هذا التقييم وما نشأ عنه من استقراء للاتجاهات وتوقع للأحداث، أتى به حزب البعث العربي الاشتراكي، وفي هذا الوقت وبعد صدور منهاج المقاومة العراقية السياسي والستراتيجي، ليحاكي به النظام العربي ومفرداته، ويخاطب به الأمة ومفكريها وتياراتها السياسية، ويقترب به من الجماهير الرافضة والمقاومة للاحتلال في العراق وفلسطين والقلقة على مصير أقطارها الأخرى. فالبعث والمقاومة الوطنية العراقية قد حسما خياراتهما وهيئا لاستمرار المقاومة وتصعيدها لتحقيق الهدف، ولن يكون للآخرين (عراقيين وأنظمة عربية) الذين يتعاملون مع واقع الاحتلال وإفرازاته، مجبرين أو متآمرين، أي تأثير على خيارات البعث والمقاومة ولن تساوى أبداً خطورة تأزيم الإقليم ومفرداته بهدف طرد الاحتلال وتحرير العراق.
عاش العراق حراً وليهزم الاحتلال..
عاشت المقاومة العراقية الباسلة..
عاش مناضلو البعث وعاش الرفيق الأمين العام أمين سر قطر العراق..
المجد والخلود لشهداء العراق الأكرمين..
عاشت فلسطين حرة عربية..
والله أكبر.. الله أكبر..
8 تشرين أول 2003م جهاز الإعلام السياسي والنشر
***
الملحق (7)
القيادة القومية لحزب البعث تدعو إلى تصعيد مواجهة الاحتلال الأمريكي
لندن ـ القدس العربي : اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث في بيان مؤرخ بالخامس والعشرين من تموز (يوليو) أن استشهاد عدي وقصي صدام حسين يجدد أبعاد ومعاني كربلاء الحسين، داعيا إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال الأمريكي في العراق.
بيان إلى جماهير الأمة العربية
ها أنتم تعيشون معنا متابعين لما جرى ويجري على أرض الرافدين، وبعد مضي أكثر من أربعة أشهر على احتلال بغداد العروبة والإسلام، من قبل مغول العصر الهمج، الذين ظنُّوا –ويا بئس ما ظنُّوا- أن بإمكان أسلحة الدمار التي استخدموها، لقادرين على احتواء شعب العراق مع جماهير الأمة العربية والإسلامية حتى يحققوا حلمهم المريض الرامي إلى تدمير كل ما بناه حزب البعث العربي الاشتراكي، ومحو مبادئه ومعانيه الكبيرة من ضمائر وعقول العراق المناضلة والأمة المجيدة. ألا بئس ما ظنوا، ولعنة التاريخ تلاحقهم على أرض العراق المحتل من قبل هؤلاء العلوج الذين فوجئوا اليوم بقوة المواجهة، وعظمة الرد الحاسم في العمليات الاستشهادية والقتالية النوعية التي أرَّقت مضاجعهم ومضاجع دُماهم الذليلة المحيطة بالعراق.
لقد فُجعوا بصمود العراق المتجدد، وبصوت العراق الواحد، صوت التحرير الذي يعلو ولا يُعلى عليه، فتبددت أحلامهم، وتبخرت مؤامرات التجزئة والتفتت التي خططوا لتنفيذها منذ سنوات ما قبل العدوان الثلاثيني، وخلال الحصار الظالم، الذي فُرِض على عراق »نبوخذ نصَّر« و»سعد«، و»الحسين«، و»العباس« و»صلاح الدين«، و»صدام حسين«… عراق القادسيتين، وأم المعارك الخالدة، ومعركة الحواسم.
أيها المناضلون الأحرار في كل مكان من أرض الأمة:
ها أنتم تتابعون معنا عبث الأمريكان والبريطانيين على أرض العراق، ومن معهم من التابعين، والمأجورين من الدول التي قبلت بالعدوان على العراق، إلى جانب العملاء الذين درَّبتهم أمريكا على أعمال التخريب، والشغب، والنهب، والتدمير الذي بات قاعدة سلوك الأمريكان والبريطانيين وتصرفاتهم، في حين أصبح احترام إرادة شعب العراق، وحقوقه في الحياة الحرة الكريمة، استثناءً؛ وقد ظنَّ هؤلاء، ومن يحركهم، أن شعب العراق الأشم سيغفر لهؤلاء، ولأولئك، عدوانهم وخيانتهم، وعمالتهم، وإنه سيقبل بسياسة الأمر الواقع، التي يحاولون –بمختلف الوسائل- فرضها، والترويج، والتسويق لها عربياً، ودولياً، من خلال معظم الأنظمة العربية المتواطئة، والمشاركة في العدوان على العراق بطرق مباشرة، أو غير مباشرة. وكذلك عن طريق ما يسمونه بالأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، معتقدين أن كذبتهم الكبرى لا تزال غير مكشوفة للعرب والمسلمين، ولكل أحرار العالم. فها هو العراق يثبت للعالم كله خلوَّه من أسلحة الدمار الشامل. و على الرغم من ذلك ظلَّ العالم محتفظاً بالصمت، متجاهلاً كل القيم والأخلاق والمواثيق الدولية تجاه ما يدور على أرض العراق من قبل المحتلين. وها هو العراق يؤكد –يوماً بعد آخر- أنه لن يقبل بوجود الغزاة على أرضه، وإن رايات الجهاد قد ارتفعت عالياً، وستُرفع يومياً في كل قرية ومدينة ومحافظة على أرض العراق، وإن القائد صدام حسين، الذي قاد عملية المواجهة –منذ بداية العدوان على العراق وحتى اليوم- سيظل رافعاً راية الجهاد… قائداً لقوافل المجاهدين والمجاهدات، من أبناء العراق النشامى والماجدات. وإن جماهير الأمة العربية، على امتداد ساحة الوطن العربي الكبير كله، لن تظل مكتوفة الأيدي أمام عبث العابثين، وهمجيتهم، من الأميركان، والبريطانيين، والصهاينة، والعملاء، الذي باعا الأرض والعرض، مقابل إرضاء عدو الأمة الأكبر، أمريكا والصهيونية.
أيها البعثيون في كل مكان:
لقد حدد قائد المسيرة البعثية، القائد صدام حسين، أسلوب المواجهة منذ وقت مبكر، مدركاً أن مغول العصر –الأميركان والبريطانيين- سيستخدمون كل ما لديهم من القوة التقنية والخبث الإعلامي، والحيل الدنيئة؛ وإنه ليس أمام الثورة في العراق، والقوى الحية في الأمة، إلاَّ –كما أكَّد قائلاً:
1-»أن نستند إلى العلم التقني في مواجهة الخاصيات العلمية لأسلحتهم وتجهيزاتهم، تحت شعار: إن لم نتكن من إبطال مفعولها، فلا بد من إضعاف تأثيرها. وإن لم نتمكن من القضاء على تفوقهم التقني، فلا بد من التفوق عليهم عقلياً وجهادياً. وإن لم نتمكن من التحكم بالزمن، الذي ستمتد إليه المعارك، فلا بد من أن نُلحق بهم خسائر جدية في التجهيزات والأفراد، فنفرض عليه النظر في الاستمرار بالمعركة«.
2-استخدام البساطة، كرديف لمواجهة التعقيد.
هكذا تتحول »قوة الحق إلى قدرة فاعلة لمواجهة القوة الغاشمة«. ها هو المجاهد صدام حسين يؤكد –مجدداً- بمناسبة ذكرى 17 – 30 تموز، على أهمية المواجهة والتصدي في كل الساحات التي يتواجد فيها العدوان الأميري البريطاني، والقيام بكل الواجبات لتوسيع دائرة المقاومة المنظمة، مجسداً، على صعيد الواقع، هذه الرؤية العميقة. فالفرصة التاريخية، اليوم، تقدم نفسها على طبق من ذهب للأمة العربية كلها بعد أن فتح لها حزب البعث العربي الاشتراكي كل الأبواب والنوافذ، كي يدخل منها العرب، كل العرب، ليعلنوا موقفهم المبدئي الحاسم في مواجهة الهجمة البربرية، التي تتعرض لها العروبة والإسلام، في العراق وفلسطين، وكل الأرض العربية. فقد بات الوطن العربي، بخيراته وأراضيه، مشاعاً للأميركان والبريطانيين، وحلفائم الصهاينة وغيرهم… كما أضحت عقيدة الأمة، وإرادتها الحرة، مستهدفة –بشكل مباشر وغير مباشر- وبمختلف الأساليب والطرق والحيل الأنجلو أميركية، والصهيونية الصليية. فالصهيونية الصليية الجديدة تعتقد بأنها قد ربحت المعركة مسقطة من حساباتها أن الشعب العربي ليس هو الأنظمة الذليلة المتواطئة والمستسلمة والمتآمرة مع أعداء الأمة.
أيها المناضلون والأحرار:
إذا كانت الأنظمة العربية قد أظهرت العرب بمظهر التردد والتهافت، عبر مؤتمرات القمة قبل العدوان، هذه السياسة التي أوصلت معظم الأنظمة العربية، أو كلها، منحازة، دون خجل، إلى معسكر الأعداء؛ وكشفت عن وجهها القبيح، وإن حاول »بعض البعض« أن يطل من نافذة الآخرين على استحياء، ضاربة بعرض الحائط طموحات جماهير الأمة العربية والإسلامية.
فها هي هذه الأنظمة اليوم تبدو على حقيقتها، وكأنها امتداداً –بشكل أو بآخر- للتحالف العدواني على العراق، كما مثَّلت، وتمثل، »ظلاً« للكيان الصهيوني داخل فلسطين المحتلة… حقاً… لقد تجاوزت هذه الأنظمة كل الحدود، لتقف في الخندق المعادي لطموحات الإنسان العربي، متكالبة –أيضاً- بدوافع مختلفة، لتصب كلها في خانة الأعداء، الذين سعوا، ويسعون، لاغتيال الروح الوطنية والقومية، والعمل الجاد، في السر والعلن، للحيلولة، ومنذ أمد بعيد، دون ظهور نظام وطني قومي تقدمي في الوطن العربي. على الرغم من من هذا كله، فإنها لم توفق في تنفيذ ما ذهبت إليه: إذ واجهتها ثورة 17 – 30 تموز من تموز، ببرنامج وطني وقومي برهن على جديتها في شق طريقها النهضوي التقدم العلمي متجاوزة الخطوط الحمراء التي رسمتها للوطن العربي الكبير، العقلية البريطانية الاستعمارية، وجشع الأمبريالية الأميركية، وخبث الحركة الصهيونية. ولما عجز الرجعيون والعملاء، في مواجهة هذه الثورة العظيمة في العراق، رهنوا إرادتهم للأميركان والبريطانيين والصهاينة، تحت المظلة الدولية، في وقت خلت فيه الساحة الدولية للإمبراطورية الأمريكية الصهيونية، وسلَّم العالم –مع الأسف الشديد- للكيان الصهيوني كي يفرض سطوته وبطشه داخل فلسطين كلها.
أيها المناضلون:
لقد كانت تجربة العراق عنواناً لمرحلة ثورية مفتوحة آفاقها وطموحاتها، تجاوزت كل المعوقات، وسياسة التردي والاحباط والسقوط متصدية لكل حالات العد التنازلي التي فرضت على العرب منذ العام 1948م، وما تلاها من نكسات ونكبات وتحديات. حين تمكنت هذه التجربة من بناء قلعة علمية نهضوية في عراق الحضارة… وشكلت جسراً للتواصل والتفاعل والتكامل … مع حركة وانتفاضة شعبنا في فلسطين السليبة.
أيها المناضلون العرب:
لقد عمد الأمريكان ومعهم البريطانيون ومعظم الأنظمة العربية، ومنذ قرارات التأميم في العام 1972م، إلى فتح معركة إعلامية قذرة ضد العراق… تزامنت مع… هدف إسقاط نظام البعث، واجتثاث ما أحدثته الثورة من منجزات… في الحقول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ وقطع وشائج التلاحم الصميمي بين أم المعارك والانتفاضة الفلسطينية.
أنتم تدركون… أن الصهيونية العالمية وإدارة البيت الأبيض، قد استهدفت العراق وفلسطين، كي تدمر روح المقاومة العربية، وتخنق حركة الثورة والوحدة.
إن شعب العراق خرج من هول الصدمة، كعادته، منتخياً لقيم الرجولة والمبادئ… لتبدأ عملياً ملاحم البطولة، وقوافل الاستشهاد، ورجال المقاومة، لتثبت للأمة كلها أن العراق، كل العراق، لن يقبل بالوجود الأميركي البريطاني الصهيوني على أرضه… ولن يرضى بغير العراق الواحد الحر الموحد.
إن القيادة القومية، وهي تؤكد على كل هذا:
1-تدعو القوى الوطنية والقومية والإسلامية، المؤمنة بالمقاومة والتحرير، إلى بذك جهود مضاعفة لمواجهة العدوان الأميركي البريطاني الصهيوني في العراق وفلسطين، وضرورة الرد عليه بكل الوسائل الممكنة على طول الساحة القومية والإسلامية، وتعرية الأنظمة المتواطئة معه أمام جماهيرها الواسعة.
2-مطالبة الجامعة العربية، والأنظمة العربية، بضرورة رفض إدارة الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق وعدم التعامل معه.
3-رفض ومقاومة مجلس الحكم الانتقالي، وعدم التعامل معه، باعتباره عنواناً من عناوين الاحتلال الذي يبحث –من خلاله- عن شرعيته واستمرار وجوده على أرض العراق، مما يستوجب على العرب والمسلمين رفضه ومقاومته، وعدم التعامل معه كعنوان أو كأشخاص.
4-إدانة قرار هذا المجلس المسخ، الذي أعلن يوم احتلال بغداد، عاصمة السلام والحضارة، عيداً وطنياً عراقياً، واعتباره قوات الاحتلال قوات تحرير.
5-مطالبة منظمات الحقوقيين العرب وكافة منظمات حقوق الإنسان في العالم إدانة فاشية أمريكا على أرض العراق والبدء بفتح ملف لمحاكمة بوش وبلير كمجرمي حرب، جراء ارتكابهما مجازر وحشية متواصلة ضد أبناء العراق الصامد، تهز ضمائر وأحاسيس الشعوب الحرة وكافة المفكرين والمدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان في العالم؛ وكذلك ما يزعمانه بزهو من انتصارات بقتل ومطاردة أفراد أسرة القائد المجاهد الرمز صدام حسين، وتمثيلهما بجثتي الشهيدين عدي وقصي عبر القنوات الفضائية العربية والأجنبية بعد أن ادعت القوات الأمريكية أنها اغتالتهما بعد معركة دامت زهاء أكثر من أربع ساعات حشدت فيها أكثر من (26) دبابة و(13) طائرة مروحية ـ أباتشي ـ و(400) جندي مستخدمة في تلك المعركة كل أنواع أسلحتها التدميرية المحرمة دولياً، أظهرت -ومن خلال أجهزة إعلامها- مدى الهمجية التي وصلت إليها الإدارة الأمريكية ومدى الحقد الذي تكنه إمبراطورية الشر هذه ضد كل الوطنيين والمؤمنين بأمتهم ووطنهم والرافضين للاحتلال والهيمنة، وكل الذين عاهدوا الله على النضال حتى ينالوا إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة. وإذا كان عدي وقصي قد استشهدا فإنهما بهذه الشهادة قد أضافا سفراً جديداً إلى قائمة الشهداء مجددين بذلك أبعاد ومعاني كربلاء الحسين دفاعاً عن الحق والقيم والكرامة، وسطروا -مع رفيقيهما اللذين استشهدا معهما بدمائهم الطاهرة- أنصع ملامح البطولة والتضحيات وصور الرجولة والفداء. فكانوا بعملهم هذا فخراً وأيما فخر للامة العربية كلها، ووقفة عز لكل العراقيين بشكل عام، وللقائد المجاهد الفذ صدام حسين الشامخ الثابت المحتسب بشكل خاص.
لقد آن الأوان كي يدرك الجميع أن عدونا في العراق وفلسطين هو عدو واحد مهما اختلفت التسميات. وإن أية خلافات بين القوى الحية في الأمة هي خلافات ثانوية أمام الخلاف الجوهري والمصيري بين الأمة وأعدائها.
حقاً إن صراعنا مع المحتل، هو صراع وجود بكل الأبعاد، وإن استهداف الأمة، في جميع أقطارها، بات واحداً مهما حاول العدو اليوم تقديم أو تأخير بنود أولوياته وأهداف.
ولندرك جميعاً أنه لا علاج لمواجهة الاحتلال والغزو، إلاَّ بموقف جماهيري موحد، وبقيام جبهة قومية وإسلامية، تتصدى لهذا الاحتلال والغزو؛ وتنهي سياسة التهافت والاستسلام، فتنتصر للأمة في العراق، وفي فلسطين، وتجنب بقية أقطارها كوارث جديدة، وطوفان يجرف الجميع، ودون تمييز.
الموت للغزاة الأشرار. ـ الخلود للشهداء الأبرار في عليين.
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر. ـ المجد والنصر للعراق الأشم وقادته الجهاديين ومقاومتهم الباسلة
الله اكبر.. الله اكبر.. وليخسأ الخاسئون
في 25/7/2003 القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
***

3-بيانات قيادة المقاومة والتحرير في العراق

رقم الملحق مضمونه وتاريخه
1 البيان الأول تعلن فيه مواصلة القتال في 22/4/2003
2 تحذر من التعاون مع قوات الاحتلال في 25/ 4/ 2003م
3 رسالة قيادة المقاومة والتحرير العراقية في 29/4/2003م
4 بدء »فيتنام جديدة« في العراق، أواخر شهر أيار / مايو 2003م
5 قتل وإصابة عدد من الجنود الأميركيين في 30/5/2003
6 إسقاط طائرة نقل عسكرية أميركية في 31/5/2003
7 قتل وجرح جنود أمريكيين في 1/6/2003
8 تدمير 3 زوارق أمريكية في 2/6/2003
9 مقتل جنود أمريكيين وبريطانيين في 5/6/2003
10 عمليات مشتركة بين عدة فصائل في 28/ 5/ 2003م
11 تصعيد هجمات على الأمريكيين والبريطانيين في 7/ 6/ 2003م
12 قتل وجرح أمريكيين في 12 حزيران 2003م
13 إسقاط طائرة نقل عسكرية في مطار الموصل في 14/6/2003م
14 قتل وجرح جنود أميركيين في 18/6/2003م


الملحق (1)
»قيادة المقاومة والتحرير« العراقية تعلن مواصلة القتال
لندن (القد س العربي): 22/4/2003
قالت »قيادة المقاومة والتحرير« العراقية في بلاغها العسكري الأول إن أعضاءها يشنون عمليات قتالية بين الهجوم الخاطف والعمليات الاستشهادية ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود الأمريكيين والبريطانيين. وتضمن البيان تعبيرات مشهورة للرئيس السابق صدام حسين، كما عنون بـ (جمهورية العراق- قيادة المقاومة والتحرير) ما يشير إلى أن الرئيس العراقي ربما كان ساهم في صياغته.
وجاء في البيان: منذ يوم 10/4/2003 ورجال ونساء المقاومة والتحرير يخوضون عمليات قتالية ما بين الهجوم الخاطف والعمليات الاستشهادية، ولصعوبة إصدار بيانات في وقتها بسبب إعادة ترتيب بعض الأولويات الجهادية، فقد مرت الأيام ونحن نخوض حرباً لتحرير العراق العظيم من قوات هولاكو العصر المجرم بوش والمجرم بلير والصهاينة الخاسئين وكانت العمليات كما يلي:
ا- قتل 2 من الجنود البريطانيين في البصرة تم دفنهم في منطقة ما ودمرت دبابة وجرح 7 من الغزاة.
2- قتل وجرح 87 جندياً أمريكياً وتدمير 4 دبابات و3 آليات أخرى منذ 10/4 وتأكد قتل 35 منهم في كافة قواطع الجهاد. فيما استشهد المجاهد خليل عمر في عملية استشهادية في بغداد العروبة والإسلام.
3- كما تم أسر 3 جنود من القوات الأمريكية الغازية.
إن صعوبة العمل الجهادي حالياً يحتم علينا عدم نشر صور الأسرى لاعتبـارات أمنية ولكن ذلك سيتم إن شاء القوي العزيز خلال الأيام المقبلة.
يا أبناء العراق الواحد:
جاهدوا وقاتلوا حتى يخرج المحتل وقاطعوه واصبروا فرضا الله والوطن أهم من كل الحاجات وقاطعوا الخونة ومن سهل للعدو الدخول للعراق.
يا أبناء العروبة والإسلام والإنسانية
تصدوا كل من موقعه لهذا العدوان الهمجي الذي قتل وسرق وسلب ونهب الناس والآثار والخيرات وان المجاهدين الذين يخوضون عمليات قتالية صعبة وبإمكانيات ذاتية بحاجة لموقف واحد منكم جميعاً ضد هذا الغزو الهمجي.
وحتى النصر الأكيد بمشيئة الله. عاش العراق. عاشت فلسطين
العار للخونة بائعي أرضهم وعرضهم من الذين قدموا مع المحتل الكافر المجرم.
كان من المفترض أن يتم تعيين ناطق إعلامي لسان حال قيادة المقاومة والتحرير في دولة عربية مجاورة إلا أنه للأسف تعذر ذلك لأسباب تتعلق بأمن المقاومة ولكن نود توضيح بعض النقاط:
1- العمليات الجهادية في عراق العروبة والإسلام مستمرة يومياً والله والله والله سيندم الغزاة الكفرة والقتلة واللصوص وكل من تعاون معهم.
2- وبخصوص المتطوعين العرب والمسلمين فقد خاض العديد منهم أشرف المعارك مع إخوتهم في العراق إلا أن ما لا يقل عن 16 منهم كان يعمل لحساب المخابرات الأمريكية والموساد ومخابرات أنظمة عربية أخرى، حيث كشفوا للعدو مباشرة أو بواسطة مخابرات أنظمتهم مناطق تواجد المتطوعين. وقد فرَّ عدد من هؤلاء وأكد مصدر أمني في المقاومة أن أحد هؤلاء الخونة ظهر في محطة فضائية عربية.
ونقول بصراحة إن الأبطال من المتطوعين استشهدوا وجرحوا و ما زال بعضهم مع اخوتهم فيما فضَّل البعض العودة لبلده بسبب أخطاء ارتكبتها القيادات العسكرية والسياسية العراقية وخيانة بعض الضباط لبلدهم وفزع بعض المسؤولين السياسيين، فضلاً عن ضعف خبرة بعض المتطوعين.
3- تأكد للقيادة أن نظام الكويت المحتل قد دفع مبالغ كبيرة لعدد من المعارضين الخونة لقاء نهب الآثار وحرق الممتلكات العامة. وقد تم اعتقال 3 أشخاص واعترفوا بذلك صراحة.
4- كما تأكد لنا قيام نظام الأردن بإعطاء معلومات استخبارية للغازي الأمريكي، فضلاً عن دوره في إقلاق الجبهة الغربية بحشد 6 آلاف أمريكي على حدود العراق الصابر.
5- وقام نظام آل سعود الذي سلَّم للغزاة نجد والحجاز ومكة والمدينة بتقديم الدعم الذي يساعد على بقاء المحتل أطول فترة ممكنة. وهو دور يقارب دور نظام مصر المحتلة الذي أظهر رئيسها أنه يفتقر لكل معنى الشرف والشجاعة.
6- وسلَّم نظام طهران معلومات حصل عليها من محمد باقر الحكيم تتعلق بنشاط المقاومين الأبطال الذين تمكنوا من تغيير منطقة عملياتهم.
7- كما يؤسفنا سماح بعض الحكومات العربية لخونة من المعارضة الذين يصفقون للغزو الأمريكي من تقديم معلومات عن المقاومة في الوقت الذي ترفض تقديم أي عون للمناضلين في العراق الأبي.
8- وبخصوص المعارضة ونشاطاتهم في بغداد فإننا نؤكد أن الشعب الأصيل والمعتز بدينه وبلده سيركلهم إلى المزبلة، ولن يكون للعراق حكومة توافق على الغزو والاحتلال بل حكومة مقاومة وتحرير من أجل عراق عروبي إسلامي واحد وديمقراطي.
وسيتم كشف بعض الأسرار الخاصة بنشاطات جهات مشبوهة عراقية وعربية وأجنبية عاد بعضهم للعراق في وقت لاحق.
عاش العراق وعاشت فلسطين وسنقاتل، ولو كان للخونة كل الأسلحة والسلطات، حتى تحرير العراق وفلسطين.
***
الملحق (2)
المقاومة العراقية تواصل عملياتها وتحذر من التعاون مع قوات الاحتلال
25/ 4/ 2003م: لندن ـ القدس العربي :
قال بيان أرسلته قيادة المقاومة والتحرير العراقية إلى القدس العربي : نفذت مجموعة خاصة من قواتنا عملية خاصة يوم أمس قتلت فيها جندياً أمريكياً وجرحت 2 جراحهما خطيرة جداً قرب منطقة الضلوعية، واعتقلت المدعو كاظم جبر خميس، الذي تأكد لدينا تعاونه مع العدو الأمريكي الجبان قبل العدوان الهمجي وبعده، وقد ساهم الخائن هذا في تقديم معلومات حول القوات المسلحة والأمن القومي والإرشاد، وبمساعدة أحد المتطوعين العرب المدسوسين، عن عدد من إخوتنا المتطوعين العرب. وقد اعترف المذكور بأسماء عملاء قدموا مع القوات الغازية، ورتَّب معهم حرق وزارتي التربية والتعليم والتجارة، وبمعلومات في غاية الأهمية تتعلق بمكان تجنيده في عمان عاصمة الأردن.
وتحذر القيادة من مغبة تسليم أي معلومات عن الوطنيين المناضلين، مهما كان اتجاههم السياسي، للقوات الغازية المجرمة. وتدعو في الوقت نفسه للوحدة الوطنية تحت شعار مقاومة الغزاة القتلة ومقاطعتهم الطريق الأمثل لبناء عراق ديمقراطي حر مسلم وعربي . كما تدعو القيادة كل عراقي شريف عدم التعامل مع المحتل المجرم وتقديم الوطن على الحاجات التي لا قيمة لها في وطن محتل.
وأضاف البيان: وتدعو القيادة كافة رجال الدين سنة وشيعة لإصدار فتوى مشتركة بتكفير كل من تعاون مع المحتل الغازي المجرم واستغلال يوم الجمعة المقبلة للتصدي للجبناء عبر شعارنا (مقاومة الغزاة القتلة ومقاطعتهم الطريق الأمثل لبناء عراق ديمقراطي حر مسلم وعربي). وعهد الرجال أن تبقي المقاومة حتى تحرير كامل ترابنا.
25/ 4/ 203م: نيوز أرشيف: أعلنت قيادة المقاومة والتحرير بجمهورية العراق عن عمليتين استشهاديتين ضد الغزاة المحتلين الأمريكان والبريطانيين في كل من الموصل والرمادي، وقد تبنت المقاومة العراقية العمليتين الاستشهاديتين، موضحة في بيان وصل نسخة منه إلى موقع (القناة) اليوم في البلاغ العسكري رقم (2) الصادر عن قيادة المقاومة والتحرير بجمهورية العراق.
وجاءت تفاصيل العمليتين في البلاغ، إن الشهيد يونس صالح أمين قام بعملية استشهادية عند حاجز للقوات الأميركية على الطريق ما بين مركز محافظة الموصل ومدينة ربيعة مما ادى إلى تدمير آلية وسيارة عسكرية للعدو الأميركي الغازي المجرم فقتل وجرح اكثر من 12 جندياً.
وأضاف البيان إن العملية الثانية جاءت في الساعة الواحدة من ظهر أمس حيث فجَّر الشهيد جاسم على الياسين نفسه في الطريق الواصلة بين مدينة هيت ومدينة الرمادي عند نقطة عسكرية أميركية, فقتل وجرح اكثر من 7 أفراد. وإصابات الجرحى منهم خطيرة جداً. وفي الوقت الذي نعلن لجماهيرنا الغيارى عزمنا الأكيد على مواصلة الجهاد حتى تحرير العراق العظيم وحتى تهوي جميع معاقل الصهيونية والإمبريالية.
وفي تصريح صحفي لقيادة المقاومة والتحرير جاء فيه: نود تحذير أبناء شعبنا العراقي العظيم من مغبة التعامل مع صحفيين أجانب يدعون أنهم من جنسيات مختلفة, وما هم بالحقيقة إلا صهاينة ويعملون لحساب المخابرات الإسرائيلية.
المقاومة العراقية تهدد باستهداف أي طائرات إسرائيلية بمطار بغداد
لندن ـ القدس العربي : 25/4/2003م: قال رئيس أركان قيادة المقاومة والتحرير في تصريح أرسل لـ القدس العربي إن قوات المقاومة والتحرير ستوجه نيرانها لأية طائرة إسرائيلية مدنية في أي مطار عراقي، ومنعاً للاشتباه فان القيادة تحذر من مغبة إرسال طائرات مدنية للعراق من أية دولة. وأضاف ان الطائرات المدنية ضمن مدى أسلحة المقاومة.
***
الملحق (3)
النص الكامل لرسالة قيادة المقاومة والتحرير العراقية إلى القدس العربي:
لندن ـ القدس العربي : 29/4/2003م: كم هو مؤلم الواقع الآن حين لا نري إلا الصورة التلفزيونية، ولكن حين يتم الحصول على معلومات بخصوص ما يجري الآن، فإن الأمر رغم مرارته لا يخلو من الأمل بأن إرادة التحدي والقتال ضد أعداء الأمة من صهاينة وأمريكان وبريطانيين لن تنتهي، ما بقي مؤمن بالله على قيد الحياة.
ويؤلمنا في القيادة قيام حملة للتعتيم على ما يجري في العراق من مقاومة باسلة، ومن قتال خاطف يراد به الانتصار للوطن والأمة، في الوقت الذي وزعت القوات الأمريكية على الفضائيات والصحف الدولارات لحجب ما يجري عن الأنظار، ناهيك عن أموال كويتية وسعودية وزعت من أجل ذلك. ولدينا أدلة عن محطة عربية (في لبنان) تقاضى مراسلها الأموال من الضابط الأمريكي المسؤول عن الصحافيين في بغداد الجريحة مقابل بث تقارير زائفة، فضلا عن إنفاق المبالغ للحديث عن السنة والشيعة حتى لا يتم الحديث عن الاحتلال الأمريكي ـ البريطاني.
ويمكن ملاحظة محطة فضائية إماراتية تبرر الغزو باختلاق قصص كاذبة. وقد دربت المخابرات الأمريكية عملاء لها من العراقيين للحديث عن ضرورة قطع الصلة بين العراق وأمته وملاحقة من يدافع عن الهوية العربية للعراق.
ولا بد من توضيح أن القيادة ليست امتداداً للحكومة العراقية التي لا نشك في وطنيتها وإن كنا نختلف معها في إهمالها الخطوات الجادة للتحول نحو الديمقراطية والسير باتجاه عائلي. واليوم اتضحت للرئيس صدام حسين الحقيقة، فقد اكتشف أن من كان يعارض الديمقراطية في العراق من المسؤولين الحكوميين هم أول من هرب من ساحة القتال. وإن البعض كان -على امتداد فترة طويلة من العمل السياسي- على علاقة بدوائر المخابرات الأمريكية والبريطانية.
وقد كان الكثير منهم قد أقسم على أن الموت عبر الاستشهاد، وليس الاستسلام، آخر ما يقوم به. وقد يكون المواطن معذوراً إن اهتزت قناعاته إلا أن المناضل المسؤول لا يمكن أن يفعل ذلك إلا إذا رضي بالإهانة والذل.
وزيادة في المشهد الخياني لأنظمة عربية مجاورة اتفقت قوات الغزو الأمريكي مع النظام السعودي على ملاحقة رجال المعارضة للنظام، وبالفعل تم اعتقال أحدهم. وقد اندست المخابرات السعودية تحت ستار أعمال المستشفيات، وقد تم توجيه إنذار لهم لمغادرة العراق خلال 72 ساعة وبعده سيقتل كل من دخل مع قوات الغزو مهما كانت جنسيته، وتحت أي ذريعة، ومنها وسائل الإعلام (فوكس و سي أن أن وكل من يعمل لصحف إسرائيلية هم جواسيس، وليست لهم علاقة بالصحافة وسيتم التعامل معهم على هذا الأساس).
ويا أخي العربي: أتعلم أن عصابة المؤتمر غير الوطني يباشرون عملية سرقة لحساب البنتاغون تشمل كل ما يتعلق بآثار العراق وحتى أبحاث علمية في الجامعات. و إن أكثر من 5000 عراقي ماتوا تحت التعذيب في التحقيقات الأمريكية بعد دخول بغداد؟
أتعلم أي صعوبة يواجهها العمل المقاوم في وسط زال فيه نظام سابق ويتحين البعض الفرصة ليكون في وسط نظام قادم ولو عن طريق الخيانة والوشاية؟
أتعلم أن قوات الغزو الأمريكي خسرت لغاية الآن اكثر من 1300 قتيل وإنها فقدت اكثر من 27 من رجالها. وإن الجرحى أكثر من 3000 مجرم. وإن القوات البريطانية خسرت 211 قتيلاً، وذلك منذ بدء العدوان ولغاية يوم أمس؟
أتعلم أن منسق المخابرات الأمريكية، القابع حالياً في مكان سننال منه لاحقاً، قد أوعز لأحد رجال الدين الشيعة ممن قدموا بعد الغزو للعراق بدعوة الشيعة للصلاة في جامع للسنة بمنطقة المنصور (الرحمن) من أجل خلق الفتنة ولكن ذلك لم يتم؟
أتعلم أن العراق إن جاءت إليه حكومة غير قومية أو غير إسلامية سيكون شوكة ضد أمته؟
أتعلم أن أنظمة الخليج العربي المحتلة دولهم، بشيوخها اللصوص، مازالوا يوردون الأكل والمياه لقوات الغزو؟
أتعلم أن نظام إيران قد أرسل رجاله متوهماً خلق فتنة طائفية؟
أتعلم أن ملك الأردن يباشر عملية تخريب خطيرة بالتعاون مع الموساد في إيجاد جهة عراقية تعترف بإسرائيل؟
أتعلم أن حسني مبارك هو من يعمل الآن بالتنسيق السياسي مع الدوائر الأمريكية على إقناع المعارضة العراقية لبقاء قوات الغزو أطول فترة ممكنة؟
أتعلم أن الحديث عن التعذيب والاعدامات في العهد السابق وبالحجم الذي يقال عنه الآن غير صحيح على الرغم من أن النظام السابق لم يكن ديمقراطياً، وهي محاولة لتبرير الغزو والخيانة بعد عدم العثور على أسلحة الدمار الشامل؟ وإن وسائل الإعلام قاطبة لا تحاول إبراز رافضي الاحتلال أو مؤيدي العهد السابق؟
والآن نود أن نزف إليكم انخراط العديد من أبناء الوطن من مختلف الاتجاهات في صفوف المقاومة.
وللمعلومات فان الرئيس صدام حسين لم يقتل، وما زال على قيد الحياة وسيوجه خلال 72 ساعة رسالة لأبناء العراق والأمة.
الله اكبر عاش العراق وعاشت فلسطين
***
الملحق (4)
المقاومة العراقية تعلن عن بدء »فيتنام جديدة« في العراق، وتهدد بحرق النفط لمنع الاحتلال من استخدامه
أواخر شهر أيار / مايو 2003م: ميدل ايست أونلاين: لندن - أعلنت «القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير» العراقية مسئوليتها عن إسقاط طائرة فوق مدينة الأنبار كان على متنها أربع جنود أميركيين. وقالت القيادة العامة في بيان أرسل بالفاكس إن «فيتنام جديدة، بل ما هو أقسى من فيتنام بدأ في العراق». وعدَّد البيان مجموعة من العمليات
* شن هجوم صاروخي على دبابة أميركية وقتل 2 في تكريت .
* تدمير آلية أميركية في مدينة التأميم وقتل 2 وجرح آخر .
* تدمير سيارة عسكرية وقتل ثلاثة أفراد فيها في مدينة الكوت .
* قتل جندي أميركي في الديوانية .
* قتل جندي بريطاني وجرح آخر في البصرة .
وتوعَّد البيان بأن تستمر عمليات المقاومة حتى تحرير العراق الواحد كله وإقامة دولة القانون والعدل والديمقراطية لعراق مسلم وعربي.
وفي وقت سابق توعَّد بيان آخر صادر عن المقاومة العراقية بالعمل »بكل الوسائل وشتى الأساليب لمنع قوات الاحتلال من الاستفادة من النفط العراقي«. وقال البيان الذي أرسل بالفاكس إلى ميدل ايست أونلاين ويحمل تاريخ الأربعاء إن »القيادة العامة للمقاومة العراقية ستمنع قوات الاحتلال من الاستفادة من النفط العراقي ولو كلف ذلك إحراق القوات الغازية بهذا النفط«.
وتبنى البيان ،وهو ثاني بيان صادر عن المقاومة العراقية في أقل من 24 ساعة، مسؤولية قتل جندي أميركي شرق مدينة كركوك قامت به كتائب الفاروق. كما تبنى مسؤولية الهجوم على القوات الأميركية في مدينة الكوت والذي أدى إلى مقتل جنديين أميركيين وجرح 7 آخرين.
وبحسب البيان فإن »مجاميع منتخبة من قوات الجيش العراقي، والحرس الجمهوري شنَّت هجوماً خاطفاً في مدينة الكوت على وحدة عسكرية أميركية متمركزة في مركز مشاة الكوت، وألحقت بها إصابات مباشرة«. وأكَّد أن »جنديين أميركيين قتلا، فيما جرح أكثر من 7 شوهدوا يُنقَلون بواسطة طائرات الهليوكوبتر«.
ونقل البيان دعوة من أسماه نائب القائد العام للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير للعراقيين »بعدم التعامل مع القوات الغازية«. وحث نائب القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع العراقيين على» تكوين جماعات لشن حرب عصابات ترهق العدو وتكلفه خسائر بشرية ومادية كبيرة«. ودعا إلى تسليم قيادة المجموعات إلى أعلى رتبة عسكرية في منطقة تواجدهم، وضرورة مراعاة الحذر والأمن العسكري أثناء تنفيذ العمليات.
وحول مصير اثنين من الصحافيين المرافقين لفريق (أي تي في) التلفزيوني قال بيان المقاومة العراقية إنه لا يستبعد أن »يكونا قد قتلا على أيدي القوات البريطانية في الزبير بعد أن شاهدا عملية إعدام عدد من العراقيين الأسرى على أيدي القوات البريطانية«.
وقال البيان إن قيادة المقاومة العراقية أرسلت معلومات عبر الفاكس حول (فدنيراك) واللبناني حسين عثمان للسفارة البريطانية في القاهرة. وأشار إلى أن هناك رواية أخرى تشير إلى إمكانية "هربهم باتجاه إيران وفق شهود عيان رأوا ثلاثة أشخاص يتجهون نحو إيران ويرتدي اثنان منهم ملابس كتب عليها باللغة الإنجليزية كلمة صحافة.
***
الملحق (5)
القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير تعلن مسؤوليتها عن قتل وإصابة عدد من الجنود الأميركيين في هجمات جديدة
30/5/2003 لندن - قال بيان صادر عن »القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير« العراقية إن رجال المقاومة العراقية نفذوا سلسلة من الهجمات الجديدة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الأميركيين.
وأشار البيان الذي أرسل بالفاكس إلى ميدل ايست أونلاين إلى أن مجموعة خاصة من رجال الحرس الجمهوري، والفدائيين والجيش العراقي نفذت عمليات دكت فيها قافلة عسكرية على طريق بغداد- بعقوبة فدمرت دبابة وعجلة عسكرية وقتلت 3 أفراد وجرحت ما لا يقل عن 11 شخصاً قبل أن تعود إلى قواعدها سالمة بعد أن استشهد أحد أفرادها وهو برتبة نقيب. ومضى البيان يقول إن مجموعة أخرى نصبت كميناً للقوات الأميركية شمال بغداد فقتلت جندياً وجرحت 3 وتم تدمير عجلة جيب وعطب أخرى.
وتبنى البيان أيضاً هجوماً قال إن »كتائب الفاروق«، الجناح الاستشهادي في التنظيم العسكري للحركة الإسلامية في العراق، نفذته في منطقة الصويرة مما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة 6 جنود آخرين.
وهذا هو البيان الثالث الذي يصدر عن المقاومة العراقية، ولم يتسن لميدل ايست أونلاين أن تتأكد من مصداقيته من أطراف أخرى مستقلة.
***
الملحق (6)
(المقاومة العراقية) تعلن عن إسقاط طائرة نقل عسكرية أميركية في بغداد وتتبنى هجمات متفرقة حول العاصمة
31/5/2003م: أعلن بيان جديد لـ"لقيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير" وزع الجمعة على الصحف ووكالات الأنباء أن المقاومة العراقية هاجمت طائرة نقل عسكرية كبيرة كانت تهم بالهبوط في مطار بغداد وأنها أصابتها بشكل مباشر مما منعها من الهبوط. وأشار البيان إلى أن الطائرة سقطت لاحقاً في مناطق غرب بغداد وأن دوي انفجارها سمع في العاصمة العراقية.
وكانت قناة الجزيرة أوردت النبأ نقلاً عن مراسلها في بغداد الذي نقل عن شهود عيان تفصيلات العملية. وقال مراسل الجزيرة إن دوي ثلاثة انفجارات قوية سمع في بغداد دون تبين مصدر الانفجارات.
وقال البيان أيضاً إن مجموعة من الجيش العراقي هاجمت قوة أميركية شرق بغداد مما أدى إلى تدمير دبابتين ومقتل 4 جنود أميركيين. كما أشار إلى عملية ثانية نفذتها "قوات الفاروق والفدائيين وأعضاء حزب البعث في منطقة ديالى مما أدى إلى مقتل جنديين أحدهما ضابط برتبة ملازم.
وقتل 20 عسكرياً أميركياً في سلسلة هجمات الشهر الماضي منذ أن أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش انتهاء القسم الأكبر من المعارك، مما أبرز ضرورة بقاء وحدات كبيرة في العراق لفترة أطول مما كان مقرراً.
***
الملحق (7)
المقاومة العراقية تعلن قتل 7 جنود أمريكيين وجرح 22 آخرين
1/6/2003 بغداد - خدمة قدس برس: أعلنت المقاومة العراقية أنها نجحت في إيقاع خسائر في صفوف القوات الأمريكية التي تحتل العراق عبر سلسلة من العمليات في مناطق مختلفة من البلاد. وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير في بيان حمل كلمة »عاجل« وتاريخ الأحد، إن الفعاليات التي وقعت أمس السبت و الأحد شملت إلقاء 67 قنبلة يدوية على قوات الاحتلال عند مدخل مدينة ديالى ومناطق المقدادية والخالص والأعظمية وشارع مطار صدام في بغداد، ومنطقة النعمانية في محافظة واسط، ومدن سامراء وتكريت والناصرية والديوانية.
وأكد البيان، الذي تلقت (قدس برس) نسخة منه، أن منفذي هذه العمليات ينتمون إلى الحرس الجمهوري والجيش والفدائيين وكتائب الفاروق ومجاميع الحسين، وكانت حصيلتها سبعة قتلى و22 جريحاً في صفوف القوات الأمريكية، فضلاً عن إعطاب مدرعتين في منطقة الأعظمية في بغداد والموصل، وحرق ثلاث سيارات عسكرية.
واعتبر البيان أن العمليات التي تمت "كانت مفاجئة للعدو من حيث الطريقة والتوقيت، وحث العراقيين على مهاجمة القوات الأمريكية في أماكن انتشارها في العاصمة بغداد وكافة المدن العراقية. وقال مضيفاً إن المقاومة نجحت أيضاً في جرح جنديين بريطانيين في البصرة، أحدهما في حال خطيرة، وذلك بعد إلقاء رجال المقاومة قنبلة يدوية عليهما.
***
الملحق (8)
المقاومة العراقية تتبنى تدمير 3 زوارق أمريكية وقتل 6 جنود
2/6/2003 أعلنت المقاومة العراقية مسؤوليتها عن هجوم استهدف ثلاثة زوارق تابعة للبحرية الأمريكية، مما أسفر عن مقتل الجنود الذين كانوا فيها. وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير التي شرعت في تبني عمليات المقاومة، أن مجموعة من رجالها تمكنوا في الساعات الأولى من فجر اليوم من تنفيذ عملية ناجحة شملت تدمير ثلاثة زوارق سريعة جنوب العراق، تابعة للبحرية الأمريكية، في مياه شط العرب، عن طريق توجيه صواريخ تطلق من على الكتف نحوها.
وأبلغ البيان، الذي أرسلت لـ(قدس برس (نسخة منه، أن ستة من عناصر القوات الأمريكية لقوا مصرعهم، فيما عادت وحدة المقاومة إلى قاعدتها بسلام.
وكانت البحرية الأمريكية أعلنت أنها فقدت أثر سبعة من قوات المارينز كانوا على متن زورقين حربيين في طريقهم إلى شط العرب لنقل مجموعة من العمال العراقيين الذين يعملون في قطاعي النقل البحري والنفط، ولم تشر فيما إذا كان هؤلاء قتلوا أم ما زالوا في عداد المفقودين. (…)
***
الملحق (9)
المقاومة العراقية تعلن مقتل 8 جنود أمريكيين وبريطاني
5/6/2003 بغداد ـ خدمة قدس برس:قالت القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير العراقية إنها تمكنت من قتل عدد من الأمريكيين. وأضاف بيان صادر عن القيادة أن مقاوميها قتلوا 8 جنود أمريكيين وجرحوا 13آخرين خلال الساعات الـ 24الماضية في عمليات نفذها فدائيو العراق وكتائب الفاروق ورجال الجيش الشجعان.
.وأضاف البيان أنه تم تدمير ثلاث دبابات أمريكية بالكامل في منطقة حي الجهاد عند شارع مطار صدام فضلاً عن تدمير أربع عجلات عسكرية في مناطق (بلد والديوانية والرمادي والفلوجة) في هجوم بالقنابل اليدوية في ساعات النهار والليل. وقال البيان إنه رداً على إطلاق النار عشوائياً من قبل القوات الأمريكية على المواطنين العراقيين فقد قررت القيادة استخدام أساليب خاصة للرد لم يوضحها البيان. وقال البيان إنه في محافظة التأميم قتلت قواتنا جندياً أمريكياً وعميلاً بعد الهجوم على قافلة أمريكية لمجموعة من لصوص لندن وواشنطن المنتحلين صفة دبلوماسية ومن بينهم مجرمة تمثل توني بلير بحسب لغة البيان. وأضاف إن مجموعة من قواتنا نفذت عملية فدائية في قاطع البصرة أسفرت عن قتل جندي بريطاني وجرح 3من الجنود كما قال.
***
الملحق (10)
بدأت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية و قيادة كتائب الفاروق الجهادية وقيادة المقاومة والتحرير الشعبية بتنسيق خطة الهجوم على بغداد في يوم 28 أيار /مــايو وقد جمعت شعبة الاستخبارات العراقية معلومات عن موعد وصول طائرة نقل عسكرية تحمل الكثير من القادة العسكريين وبعض الخونة العملاء إلى مطار صدام الدولي فصدرت أوامر السيد الرئيس صدام حسين إلى جميع القوات المسلحة العراقية بإسقاط الطائرة. ووضعت خطة محكمة لمهاجمة القوات الأمريكية في بغداد وقد تمت العملية بنجاح وأسقطت الطائرة واليكم تفاصيل العملية البطولية.
قامت القوات المسلحة العراقية وكتائب الفاروق الجهادية وقوات فدائيي صدام بشن هجوم شامل وشرس على القوات الأمريكية لحظة وصول الطائرة الهدف إلى مطار صدام الدولي حيث هاجمت فرق القوات الخاصة من القوات المسلحة العراقية القوات الأمريكية في جنوب بغداد، وشنت كتائب الفاروق الجهادية هجوماً شاملاً على الجبهة الشمالية لبغداد، وقامت قوات فدائيي صدام في نفس اللحظة بشن عمليات استشهادية على مواقع ذخيرة أمريكية وقيادات وسط بغداد. وقد أدى هذا الهجوم إلى شل حركة القوات الأمريكية داخل بغداد ومحاصرة فرقة المظليين البريطانية وقتل العديد من جنودها في معسكرهم داخل بغداد، وفي نفس هذه اللحظات توجهت قوة خاصة إلى مطار صدام الدولي واستطاعت أن تدمر بوابته المحصنة وأن تدخل إلى داخل المطار لتستقبل الطائرة الهدف لحظة هبوطها وتصيبها بأكثر من ثلاثة قذائف صاروخية من نوع ميسترال الفرنسية ذو الأشعة تحت الحمراء إصابة مباشرة في الجانبين وقد حلقت هذه الطائرة عالياً مرة أخرى لتنفجر فوق غرب بغداد وتهوي في الأرض
وقد قتل كل من على متنها. وسمع دوي انفجارها في جميع أرجاء بغداد. وقد دمرت كذلك القوات المهاجمة ثلاثة مواقع أمريكية تعسكر فيها القوات وقد شاهد الجميع الدخان والنيران وهي تتصاعد من هذه المواقع. ثم انسحبت القوات المهاجمة بتنسيق لتختفي تماماً وتجعل الأمريكيين يحتارون في نوعية هذه العملية البطولية والمفاجئة والتي ذكرتهم بمعارك المطار.
هذا وقد عاهدت القوات العراقية وكتائب الفاروق الجهادية وكتائب فدائيي صدام الرب عز وجل على تطهير دار السلام قريباً من القوات الغازية بإذن الله يوم يفرح المؤمنون بنصر الله.
وقد أبدى الرئيس العراقي رضاه التام عن هذه العملية الجهادية البطولية وحث القوات على الصبر والرباط حتى يأتي وعد الله الحق وتنطق أرض العراق مطالبة بالتحرير.
القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية
قيادة كتائب الفاروق الجهادية
قيادة فدائيي صدام
مجاميع الحسين
***
الملحق (11)
المقاومة العراقية تصعد من هجماتها على الأمريكيين والبريطانيين
7 حزيران/ يونيو 2003م: قالت "القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير" في أحدث بيان لها، تلقته "قدس برس" إن مقاوميها نجحوا في قتل أربعة عسكريين أمريكيين وجرح ثلاثة وتدمير دبابتين وعجلة عسكرية وإعطاب أخرى بين منطقتي تكريت والموصل. وقتل اثنين وجرح ثلاثة آخرين قرب مطار الموصل. وفي هجوم صاروخي للمقاومة قتل ثلاثة وجرح خمسة جنود أمريكيين في مدينة الكوت.
وأفاد البيان عن تدمير مدرعتين في طريق بغداد الفلوجة باستخدام التفجير عن بعد، ونتج عن الحادث مقتل أحد جنود الاحتلال وجرح ثلاثة آخرين. وفي مدينة البصرة قتل اثنان من أفراد القوات البريطانية وجرح أربعة آخرون. ونفذ تلك الهجمات أفراد سابقون في الجيش وقوات الحرس الجمهوري العراقي، ونشطاء من كتائب التحرير والفاروق ومجاميع الحسين وحزب البعث. (…)
المقاومة العراقية: قتلنا 16 أمريكياً وجرحنا 21
بغداد- قدس برس -أعلنت "القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير الوطني" العراقية أن مقاوميها نفذوا الخميس 5-6-2003 عدة عمليات في مدن عراقية مختلفة أسفرت عن مقتل 16 أمريكياً وجرح 21 آخرين إضافة إلى تدمير 4 دبابات و4 مدرعات عسكرية.
وقالت القيادة العامة في بيان تلقت وكالة أنباء قدس برس نسخة منه الجمعة 6-6-2003: إن فدائياً من الجيش، وفتاة من كتائب الفاروق الجناح العسكري لـ"الحركة الإسلامية في العراق" ألقيا 4 قنابل يدوية ثم فجرا نفسيهما، في تجمع للقوات الأمريكية أمام جامعة الأنبار (غرب بغداد).
وأشار البيان إلى أن العملية أسفرت عن مقتل 6 أمريكيين وجرح 7 آخرين، إضافة إلى تدمير دبابتين وعربتين عسكريتين. كما ذكرت القيادة العامة أن مقاوميها نفذوا الخميس هجومين استهدفا دورية أمريكية ومركزاً لسكن قوات الاحتلال في مدينة الفلوجة، وهو ما أدى إلى مقتل 8 جنود أمريكيين وجرح 12 آخرين. كما أكدت القيادة العامة أن مقاوميها أطلقوا 3 قذائف صاروخية على دورية أمريكية في بغداد، وهو ما أدى إلى قتل أمريكيين وجرح اثنين آخرين، إضافة إلى إعطاب عربتين عسكريتين.
وفي تصعيد آخر لأعمال المقاومة العراقية تعرضت مصفحة أمريكية بحي النزال، وسط مدينة الفلوجة، لهجوم في ساعة مبكرة من صباح الجمعة 6-6-2003 دون وقوع خسائر، حسبما أفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال عبد الله قادر -30 عاماً- أحد سكان حي النزال: إن رجلاً اختبأ خلف عمارة من طابقين في حي النزال وقام بإطلاق قذيفة آر بي جي على مصفحة أمريكية كانت تقف بالقرب من قائمقامية قضاء الفلوجة. وأوضح قادر أن القذيفة لم تسفر عن وقوع إصابات لأن الجنود الأمريكيين كانوا يجلسون على الرصيف خارج المصفحة. وأشار قادر إلى أنه في أعقاب الهجوم حضر أكثر من 50 جندياً أمريكياً إلى الحي ترافقهم مروحية، ودعوا السكان إلى الخروج من العمارة التي وقع منها الهجوم ثم قاموا بتفتيشها.
وفي تطور آخر أعلن بيان للقيادة الأمريكية المركزية أن القوات الأمريكية اعتقلت في مدينة الفلوجة ضابطا عراقياً سابقاً عضواً بحزب البعث. وقال البيان: إن الضابط المعتقل قام في 26-5-2003 بمهاجمة موقع أمريكي، لكن البيان لم يوضح ما إذا كان المقصود هو الهجوم الذي وقع في بغداد وأسفر عن مقتل جندي أمريكي وجرح ثلاثة آخرين.
القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير تتبنى عملية تفجير أنبوب النفط في مكحول.
لندن – أعلنت» القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير« العراقية أن معارك ضارية بين قواتها والقوات الأميركية مستمرة في قطاعات بغداد والنهروان والموصل وتكريت والديوانية والعمارة والرمادي.
وقال بيان وزع على الصحف ووكالات الأنباء إن القوات الأميركية خسرت خلال الأيام الثلاثة الماضية 39 قتيلاً و71 جريحاً كما تم إسقاط 3 مروحيات أباتشي وطائرة مقاتلة اف–16 وتدمير أربع دبابات ومدرعتين وناقلتي أشخاص و5 سيارات عسكرية. كما تم خطف جنديين أميركيين.
وأشار البيان إلى أن القوات الأميركية قتلت خلال العمليات 123 عراقياً منهم 21طفلاً و37 امرأة و32 من كبار السن من الرجال والبقية من الشباب في عمر المدارس. كما تم اعتقال 1950 عراقياً من الرجال والنساء. واتهم القوات الأميركية بإعدام 71 معتقلاً عراقياً. وتبنى البيان عملية تفجير أنبوب النفط العراقي قائلاً إن الهدف هو "منع أية جهة من الاستفادة من خيرات العراق ما بقي الاحتلال."
كما أصدرت المقاومة العراقية تحذيراً لكافة الرعايا الأجانب بمغادرة العراق محذرة إياهم من العواقب. وقال البيان إن الموعد النهائي لمغادرة الأجانب هو 17 حزيران/يونيو وإن قوات المقاومة العراقية ستهاجم أولئك الرعايا، خصوصاً القوات الدنماركية والبولندية.
***
الملحق (12)
المقاومة العراقية تتبنى قتل 8 أمريكيين وجرح 10 آخرين
12 حزيران 2003م: قالت القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير العراقية إن مجموعات مقاومة تابعة لها تمكنت من قتل وجرح عدد من الأمريكيين خلال ست وثلاثين ساعة الماضية، في مناطق مختلفة من العراق.
وقال بيان صادر عن"القيادة العامة" أرسلت نسخة منه إلى وكالة (قدس برس) إنها تمكنت خلال الـ36 ساعة الماضية من قتل ثلاثة من أفراد القوات الأمريكية في منطقة الديوانية، وجرح ثلاثة آخرين في عملية نفذها رجال الجيش ومجاميع الحسين.
وأضاف البيان أنه تم قتل أربعة من أفراد قوات الاحتلال الأمريكية وجرح خمسة في بغداد، في عمليتين نفذهما عضوان من "فدائيي العراق" و"كتائب الفاروق" و"مجموعة التحرير"، والأخيرة تتبع الحزب الناصري العراقي.
وقال إنه تم قتل أحد أفراد القوات الأمريكية في مدينة بعقوبة، وفي البصرة جرح جنديان من القوات البريطانية، وأفادت القيادة العامة أن الاعتقالات، التي يشنها جنود القوات الأمريكية والبريطانية الغازية "لن تثني الشعب العراقي وقيادة المقاومة عن الاستمرار في إنزال أكبر الخسائر بهم"، مذكرة بالموعد النهائي الذي حددته للأجانب المتعاملين مع القوات الأمريكية والبريطانية للخروج من أرض العراق. (…)
***
الملحق (13)
القيادة العامة العراقية تتبنى إسقاط طائرة نقل عسكرية أمريكية على متنها 80 جندياً في مطار الموصل
14/6/2003م: قال بيان صادر عن "القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير" العراقية إن وحدات تابعة لها تمكنت من إسقاط طائرة نقل عسكرية أمريكية وقتلت كل من كان على متنها. وقال البيان الذي أرسلت نسخة منه إلى وكالة )قدس برس( إن مجموعة من )فدائيي العراق( تمكنوا من إسقاط طائرة عسكرية أمريكية، وعلى متنها أكثر من (80 جندياً) من القوات الأمريكية قبل دقائق من هبوطها في مطار الموصل، في تمام الساعة السادسة و12 دقيقة (من فجر اليوم السبت) حسب توقيت العراق". وأضاف البيان يقول "إن جثث المجرمين تناثرت محترقة أخزاها الله"، وفق تعبيره. (…)
14/6/2003 أعلنت المقاومة العراقية أنها شرعت في خوض حرب عصابات مع القوات الأمريكية التي تحتل أراضي العراق منذ التاسع من نيسان (أبريل) الماضي.
وقالت »القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير« في أحدث بيان لها، تلقته (قدس برس) أن تسعة وعشرين جنديا أمريكياً قتلوا في مواجهات وكمائن وحرب عصابات ما زالت متواصلة في مناطق بعقوبة وبلد والموصل وتكريت وراوى وحديثة والفلوجة وبغداد والديوانية والسماوة و النهروان، وأسفرت المواجهات عن جرح ما يزيد عن 55 جنديــاً أمريكياً بينهم ضابط يعمل قائد لواء.
وأعلن البيان أن "معارك حقيقية وشديدة تدور بعد أن تبنت المقاومة أسلوب الهجمات الخاطفة على مجاميع العدو الصغيرة"، وأدت ردات الفعل الأمريكية إلى مقتل 78 مدنيا عراقياً بينهم اثنا عشر طفلاً وسبع نساء.
وتبنى البيان الهجوم على باخرة، لم تحدد جنسيتها، كانت محملة بمعدات تموين للقوات الأمريكية في ميناء أم قصر، مما أسفر عن مقتل ثمانية على الأقل من طاقمها، وأعلن أن المقاومة ليست مسؤولة عن سلامة أي باخرة ترسو في الموانئ العراقية مهما كانت أسباب وصولها إلى تلك الموانئ.
***
الملحق (14)
18/6/2003م أعلنت المقاومة العراقية أن وحداتها نجحت في الساعات الست والتسعين الأخيرة في قتل واحد وأربعين جندياً أمريكياً وبريطانياً، وجرح ثمانية وخمسين آخرين في عمليات متفرقة وقعت في عدة مدن عراقية خاضعة للاحتلال، إضافة إلى تدمير ثماني دبابات وخمس مدرعات، وأربع عجلات مختلفة الحجم. ورحبت "القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير بظهور منظمات مقاومة جديدة، في إشارة إلى سرايا الخليل وسرايا المقاومة العراقية، اللتين أعلن عنهما مؤخراً، ودعا البيان تلك المنظمات إلى "الحديث عن التحرير (للعراق) وليس عن أي شيء آخر، في إشارة إلى بعض العبارات التي تضمنت هجوماً قاسياً على الرئيس العراقي صدام حسين، وتحميله مسؤولية ما حلّ بالعراق. وهاجم البيان، الذي أرسل لـ(قدس برس)، دول الخليج العربية، وقال: سيتم التعامل مع رعاياها جميعاً على أساس أنهم عون للاحتلال، وسيتم ضرب كل من يحمل جنسيتهم بما في ذلك البواخر والسيارات والطائرات. كما انتقد بشدة الأردن، واتهمه بالتعاون مع سلطة الاحتلال الأمريكية برئاسة بول بريمر، وقال البيان إنه"سيتم ضرب أي ممثلية أردنية في العراق، بما في ذلك الشركات التي تقوم بالتعاون مع السلطات الأمريكية، وأعلن أن العمليات الأخيرة استهدفت ضرب شاحنات سعودية وكويتية كانت تقدم التموين وتقوم بنقل العتاد للقوات الأمريكية والبريطانية.
***


4-بعض الفصائل المشاركة في المقاومة العراقية

رقم الملحق مضمونه وتاريخه
1 منظمة تحرير العراق الوطنية في 23/4/2003م
2 الناصريون العراقيون في 3/ 6/ 2003م
3 التنظيم الناصري يعلن تشكيل جناح عسكري في 12/6/2003م
4 تنظيم سرايا الجهاد في 21/ 7/ 2003م
5 فدائيو صدام في 24 / 7/ 2003م
6 الجبهة الوطنية لتحرير العراق 2 / 10/ 2003م
نماذج عن بعض الإعلام المساعد للمقاومة العراقية

7 الحزب الشيوعي العراقي – الكادر الحزبي: تموز/ يوليو 2003م.
8 الحزب الشيوعي العراقي – الكادر الحزبي: أيلول/ سبتمبر 2003م.
9 افتتاحية (نداء المقاومة) العدد الثالث
10 افتتاحية (نداء المقاومة) العدد الرابع
11 افتتاحية (نداء المقاومة) العدد السادس
12 افتتاحية (نداء المقاومة) العدد السابع


الملحق (1)
منظمة تحرير العراق الوطنية
23/4/2003م: الجزيرة: أعلنت منظمة عراقية جديدة أطلقت على نفسها اسم "منظمة تحرير العراق الوطنية" انطلاق المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأميركي والبريطاني والصهيوني للعراق ومقدراته.
وقالت في بيان تسلمت الجزيرة نسخة منه إنها باشرت منذ عشرة أيام ضرب قوات الاحتلال داخل العراق في البصرة وكربلاء وبغداد وبابل والنجف والموصل وغيرها من مدن العراق وقتلت أكثر من 20 جندياً أميركياً وأحرقت أكثر من ثماني دبابات وناقلة أشخاص. وهددت المنظمة الجنرال الأميركي المتقاعد جاى غارنر بالموت، مضيفة أنها ستصل إلى أشلائه قبل أن يصل إلى نفط العراق.
وطالبت المنظمة أحزاب المعارضة التي اتهمتها بالعمالة للأميركيين واليهود بالتخلي عن عقارات الدولة التي اتخذتها مقار دون وجه حق، وناشدت رجال العشائر ورجال الدين والمثقفين والأدباء والعلماء حث الشعب على تحرير العراق كي يتسنى له انتخاب حكومة ديمقراطية.
***
الملحق (2)
الناصريون العراقيون يدعون لتفعيل المقاومة
03القدس برس-بغداد- 3حزيران (يونيو( 2003م: دعت اللجنة القيادية للتنظيم الناصري - العراق إلى تفعيل العمل من أجل تحرير العراق من قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية، وعدم التعامل مع أي حكومة ينصبها المحتل، وأدانت مساعدة دول عربية للاحتلال الأمريكي، ومساعي دول أخرى لنشر الفتنة بين العراقيين، كما أدانت »التصرفات العنصرية« لعدد من قادة الأحزاب الكردية.
وقالت اللجنة في بيان أرسلت إلى وكالة (قدس برس) نسخة منه، إنها تؤكد على أهمية »العمل مع كافة القوى الشريفة في العراق، من أجل طرد المحتل الأمريكي والبريطاني، وبكافة السبل المتاحة". وأعلنت رفضها "التعامل مع أي حكومة يتم تشكيلها من قبل قوات الاحتلال«.
ودعت القوى العربية والصديقة إلى»القيام بفعل جماهيري حقيقي للمساهمة في الضغوط الدولية والشعبية من أجل طرد المحتل«. وأعلنت أنها تبارك كل المساعي من أجل طرد المحتل وبكل الوسائل، معلنة انضمامها لقوى مقاومة المحتل". وقالت إن »الشعب العراقي يملك حق خيار مقاومة المحتل بشتى السبل، وأن كافة القوى العربية والصديقة عليها دعم هذه الجهود«.
واعتبرت اللجنة أن »إقامة نظام ديمقراطي أمر يتعارض مع بقاء المحتل الأمريكي والبريطاني في العراق«. ودعت »إلى تأسيس جبهة موسعة لطرد المحتل، وإقامة نظام ديمقراطي«.
وأدانت "كل الدعوات الطائفية، والمواقف الانفصالية لمجموعات الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، وقيامهم بتبني حملة لطرد العرب العراقيين من مناطق كركوك وخانقين ومناطق أخرى، واستخدامهم العنف والقتل لتحقيق هذه الغاية«. كما أدانت "دعوات الأفراد والجماعات المؤيدة للاحتلال.
***
الملحق (3)
التنظيم الناصري يعلن تشكيل جناح عسكري للمساهمة في المقاومة
12/6/2003م: بغداد ـ قدس برس: قال تنظيم سياسي ناصري في العراق إنه قرَّر تشكيل جناح عسكري للمشاركة في مقاومة الاحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق. وقالت اللجنة القيادية للتنظيم في بيان لها إنه انسجاماً مع قرارات الاجتماع الاستثنائي للقيادة القطرية، وتكريسها لضرورة مشاركة القوي الناصرية في العراق في أعمال المقاومة للاحتلال الأمريكي البريطاني البغيض، فقد تم إنشاء لجنة عسكرية خاصة، باسم مجموعة التحرير، تتبع التنظيم سياسياً، وتكون أحد فصائل المقاومة الشعبية ضد الغزاة.
وقال البيان إنه تم تشكيل اللجنة، و قامت فعلاً بالمشاركة في عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير، وذلك تحت شعار التحرير الطريق الوحيد لإقامة نظام ديمقراطي في العراق.
وندد البيان بقيام حزب الدعوة الشيعي، الذي وصفه بالعميل بإخبار قوى الاحتلال عن قوات المقاومة. وأدان بشدة نهجه البغيض الهادف لبقاء القوات الأمريكية والبريطانية أطول مدة، أسوة بعصابات البرازاني والطالباني والحكيم والجلبي، بحسب قول البيان.
واستنكر البيان تصريحات محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بشأن أعمال المقاومة ووصفها بأنه مشبوهة. وقال إن المشبوه رقم واحد هو الحكيم، ومن أتي معه من غير العراقيين. وأضاف أن هذه التصريحات تأتي في محاولة للحكيم ومن هم مثله من الخونة الطائفيين، في محاولة لتقديم القوي الشيعية على أنها تهادن الاحتلال، بينما تضم المقاومة العديد من الشيعة، الذين يرون الجهاد في سبيل الله والعراق وتحريره أهم من طموحات الخونة، بحسب قول البيان. وأعلنت اللجنة القيادية للتنظيم الناصري أنها توافق على ما جاء في بيان القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير، بمنح المدنيين من جنسيات قوات الاحتلال، ومن كافة الجنسيات، المتعاونين مع هذه القوات، سواء بالعمل في قطاع مدني، أو ضمن هذه القوات، والقطريين والكويتيين والسعوديين والإيرانيين والأتراك مهلة لغاية السابع عشر من حزيران (يونيو) 2003 لمغادرة العراق، وبعدها سيكونون أهدافاً للمقاومة.
***
الملحق (4)
تنظيم سرايا الجهاد
21/ 7/ 2003م: ميدل ايست أونلاين: بثت قناة الجزيرة القطرية الاثنين بياناً مصوراً لتنظيم يطلق على نفسه اسم "تنظيم سرايا الجهاد في العراق طالب العراقيين بعدم التعامل مع الجواسيس والخونة مهدداً بقتلهم قبل الأميركي، داعياً العراقيين إلى تبني حرب العصابات لتحرير العراق.
وبدا في الشريط عدد من الرجال الملثمين مع قطع من السلاح إلى جانبهم وصورة صغيرة للرئيس العراقي السابق صدام حسين ألصقت على جدار وراءهم.
وكان الرجال يحملون أوراقاً بين أيديهم وتلا عدد منهم على التوالي بيانا جاء فيه نود أن نقول لأبناء شعبنا أين أنتم (...) من قتل النساء والأطفال والشيوخ؟.
وأضاف سوف نأخذ بثأرهم من الذين يقتلونهم وسوف نجعل الأرض تهتز تحت أقدامهم. وجاء في الشريط نريد أن نقول إننا جعلنا من أنفسنا فداء للدين والوطن (…) فاجعلوا من حرب العصابات حرباً لتحرير العراق.
كما دعا إلى عدم التعامل مع الجواسيس والخونة، مضيفين: سوف نقتل الجواسيس والخونة قبل الأميركيين الذين وصفوهم بالكافرين الذين نشروا الفساد وقتلوا شبابنا.
ووجهوا تحية إلى الأخوان المجاهدين في الأنبار وصلاح الدين وديالى. وكرر أحد المتكلمين سوف نقتل الجواسيس ومن يتعامل معهم. وأضاف: سوف نقتل كل جندي ترسله دولة عربية أو أجنبية إلى أرضنا.
***
الملحق (5)
فدائيو صدام
24 تموز/ يوليو 2003م: بثت قناة العربية الفضائية الخميس شريطاً مصوراً لأشخاص يقولون إنهم من (فدائيي صدام- محافظة الأنبار) أكدوا فيه مقتل عدي وقصي صدام حسين، وتعهدوا بأن استشهادهما سيزيد من الهجمات على الأميركيين.
وظهر في شريط الفيديو عدد من الأشخاص الملثمين والمسلحين الذين تناوبوا على الكلام، وقالوا: نريد أن نقول لقوات الاحتلال التي قالت إن قتل عدي وقصي سوف يقلل من الهجمات، إن استشهادهما سوف يزيد من الهجمات.
وأضافوا إن استشهادهما يزيد من إصرارنا. وتابعوا نريد أن نقول للرئيس صدام إن ولديه قتلا ولكن العراقيين وهؤلاء الشباب لم يقتلوا. وإن دماءنا فداء لأرض العراق.
ومما جاء في الشريط أيضاً: لقد استشهد نجلا الرئيس القائد صدام قصي وعدي في معركة شرسة استخدم فيها الأميركيون اكثر من مائتي جندي والدبابات والطائرات (...) وفي قتال لمدة ثلاث ساعات كاملة ولم يسلموا أنفسهم.
وتابع عاش العراقيون وعاش صدام حسين. إن هذا الاستشهاد يبين قوة العراقيين وزعزعة الكافرين الظالمين. وعاهد الرجال الشعب العراقي على الاستمرار في الجهاد ضد الكافرين. وتوعدوا الخونة والجواسيس بـ»أن نفعل بهم ما فعلناه بالأميركيين. وتابعوا بعدما حيوا الرمادي والفلوجة وغيرها من المناطق العراقية«ستبقى الأنبار سيفاً في يد القائد المجاهد صدام حسين.
وأضاف المتحدثون إن الانتفاضة مستمرة إلى أن تحرر أرضنا من الأمريكان. وختم الشريط بذكر التاريخ، وهو 22 تموز/يوليو، أي يوم مقتل عدي وقصي صدام حسين في الموصل شمال العراق في عملية عسكرية أميركية.
وبدت في خلفية الصورة صور للرئيس العراقي السابق ونجليه.
***
الملحق (6)
نص بيان »الجبهة الوطنية لتحرير العراق«
بغداد- مازن غازي- إسلام أون لاين.نت/ 2-10-2003م
بسم الله الرحمن الرحيم
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
أيها الشعب العراقي العظيم..
لقد تنادى الرجال الذين آمنوا بربهم بالحق للجهاد، وأعلنوا عن تأسيس جبهتهم (الجبهة الوطنية لتحرير العراق) هذه الجبهة التي ضمت فصائل المقاومة البطلة تحت راية الله أكبر، والتي ستكون عنوان فخركم واعتزازكم بصدق الإيمان وعمقه بالوطن الغالي والثقة العالية بالشعب الشجاع الأبي الكريم.
إن هذه الجبهة بعون الله ستكون المعبرة الحقيقية عن كل أمانيكم الخيرة وأهدافكم وطموحاتكم في التقدم والرقي، وفي حقكم في الحياة الحرة الكريمة.
يا أبناء شعبنا الأبي: إن للوطن على أبنائه حقاً؛ هذا الحق المقدس، هو واجب الدفاع عنه والتضحية في سبيله بكل غال ونفيس في سبيل رفعته وعزه وكرامته؛ ولذا أقسمنا القسم الذي تهتز له الجبال، بأن يكون لنا مع المحتل حساب وأي حساب، وقد شهدت وستشهد الأيام بعون الله صدق عزمنا وتصميمنا وقدرتنا على مواجهة العدو الذي كبدته فصائلنا أفدح الخسائر في الأرواح والمعدات، وستزداد المقاومة ضراوة حيثما يقتضي الأمر، وبالشكل الذي لا يمكن أن يتوقعه أو يتخيله أو يخطر على بال. فهنا على أرض العراق الطاهرة، أرض الأنبياء والأولياء، ستكون بعون الله وقدرته وبعزم أبنائكم البررة نهاية الغطرسة والجبروت الأمريكي- البريطاني، وسيشهد العالم أروع ملاحم البطولة لشعب أقسم على الحياة الكريمة. ولكن هذا كله لا يمنع أن نبدأ معه أسلوب اللاعنف بكل ما يمكن أن يحتمل من إمكانات طالما يضمن الحوار حقوق شعبنا في جلاء القوات المحتلة من بلدنا.
أيها الشعب العظيم: لا بد من التذكير أن الحساب سيكون قاسيًا وعسيرًا، ولكن عادلاً مع كل من خان هذا الوطن وخذله واستعدى عليه الأجنبي بذرائع واهية وخسيسة لا تدل إلا على العمالة والجبن، فالذين باعوا ضمائرهم وأنفسهم للمحتل بأبخس الأثمان سيكونون عبرة وسيلعنهم التاريخ إلى أبد الدهر.
وإلى الدول التي أرسلت أو تلك التي تنوي إرسال قوات لها بما يسمى »المشاركة في حفظ السلام في العراق«، فإن الجبهة تحذر كل دول العالم دون استثناء، ابتداء من الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية إلى الدول الأجنبية جمعاء من إرسال حتى جندي واحد وتحت أي عنوان، فإن الجبهة ستتعامل معه كما تتعامل مع أي جندي من جنود الاحتلال.
أيها الشعب الأبي..
لتكن على يقين بأن بغداد ما سقطت ولم ولن تسقط، وستبقى دارًا للسلام أبد الدهر. لقد تعرضت لهجمة وحشية قادها التتار الجدد، فآذوها وقسوا عليها بشكل سيظل يندى له جبين الإنسانية خزيًا وعارًا، ولكن ستبقى جميلة رائعة عزيزة وشامخة لا تنال بهمة أبنائها والشرفاء في العالم.. عاش العراق صرحًاً حضاريًّا عربيًّاً خالدًا. والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
الجبهة الوطنية لتحرير العراق
فصائل المقاومة المتحدة المنضوية تحت لواء الجبهة
ـ فصائل المقاومة في مدينة الفلوجة ومحافظة الأنبار
ـ فصائل المقاومة في بغداد
ـ فصائل المقاومة في مدينة سامراء وتكريت والبيجي
ـ فصائل المقاومة في الضلوعية ويثرب والإسحاقي
ـ فصائل المقاومة في بعقوبة ومحافظة ديإلى
ـ فصائل المقاومة في الحويجة والرياض وكركوك
ـ فصائل المقاومة في البصرة
ـ فصائل المقاومة في العمارة
ـ فصائل المقاومة في نينوى
ـ فصائل المقاومة في بابل
***
الملحق (7)
نداء إلى الأحزاب الشيوعية الشقيقة والصديقة
الحزب الشيوعي العراقي – الكادر
22/ 7/ 2003م
أيها المقاومون: أقتلوهم حيث ثقفتموهم !!
قبل كل شيء نهنئ أنفسنا ونهنئكم بنشاط المقاومة الوطنية العراقية البطلة، ومعه نزفّ إليكم خبر عملية تمت فجر الأحد في مدينة النخيلة في كربلاء وراح جراؤها 19 قتيلا وما لا يقل عن أربعين جريحاً من جنود ومراتب الاحتلال، كما نزفُّ إليكم خبر المعركة البطولية التي خاضها المقاومون عصر الخميس في محافظة ديالى وقتل بها ما لا يقل عن سبعين من جنود ومراتب الأمريكان. وقد استشهد للعراقيين أربعة، ارتفعت أرواحهم الطاهرة، كالشموع، إلى بارئها راضية مرضيّة، لتحيى قريرة عنده في عليّن.
لقد أغرت الأمريكيين قوتهم فاستكلبوا مسعورين يهاجمون ويهددون ويتشرّطون بالضد من الشرعية السياسية الدولية وتجاسروا فأبطلوا الشروع السماوية والوضعية فجعلوا من جنودهم أفراداً فوق القوانين والأعراف يعيثون ويفسدون ولا رادع لهم ولا من يستطيع مقاضاتهم أمام قانون محلي أو دولي.
لكن مهدا الحضارات والاشتراع والقيم أرض الرافدين الطاهرة، نهضت اليوم من جديد لتؤدي ما قد جبلها البارئ سبحانه عليه. وها هي تذيق المحتلين الويل فتجعلهم ينتحبون كالأرامل في شوارع بغداد. وأرض الرافدين حتماً ستعيدهم لديارهم توابيت أو جارين لأذيال الهزيمة، فتعلن بذلك للعالم بداية نهاية الغطرسة الأمريكية وانكفائها صاغرة مستحقرة مثخنة بالجراح، فلا تعود إلى العنجهية من جديد.
وشعبنا العراقي، إن بات يحمل في وجدانه الحقد على أمريكا، فليس على الشعب الأمريكي، وإنما على العسكريتارية الأمريكية وطغمة الطغاة التي يحركها اللوبي اليميني الأنجلو صهيوني، والتي بدأت تنال حتى من حرية الشعب الأمريكي ذاته وهاهي اليوم ترسله ليموت دفاعاً عن مصالحها الاحتكارية ودفاعاً عن شرطيها المكلوب - إسرائيل.
رفاقنا
في خضم صراع البشرية المتفاقم ضد الاضطهاد ومع اشتداد وطأة الاحتكار العالمي على الشعوب وانطلاقاً من حلم الإنسانية في تحقيق العدل والمساواة بين الناس، نشأت حركتنا الشيوعية كواحدة من تلك المخاضات النوعية التي يجود بها التاريخ حين تتراكم أسباب الظلم والاستعباد وحين لا يعود من أمل غير التغيير الجذري الشامل.
وإذ سبقها الإسلام والمسيحية والزرادشتية والمنداء والسينية في النضال من أجل العدل والسلام والحرية، فالحركة الشيوعية لها بعض الخصوصية، على الأقل من حيث أنها نشأت على تراث عظيم من التطور البشري أوضح ما فيه هو النهضة العلمية الهائلة وسرعة الاتصالات واتضاح الحدود الوطنية والقومية بين الدول والتركيز المفرط لرأس المال واستشراسه لأجل الربح والانحياز الكامل لللاهوت إلى جانب الاحتكار على المستضعفين من الناس. وحيث وعت فلسفتنا مكامن وأسباب الاستغلال فقد انحازت كلياً إلى جانب المستضعفين آخذة بالاعتبار حقيقة أن هؤلاء المستضعفين لو حكموا فسينتهي عصر الاستغلال ليسود الإخاء والسلام والعدل بين الشعوب. وعلى هذا الاعتبار كانت حركتنا واحدة من أشد الأعداء وألدهم لاحتلال أرضي الغير وللاستعمار سلماً تمَّ أو حرباً، باعتبار أن الاحتلال هو الشكل الأشد للاضطهاد القومي والعرقي والطبقي معاً.
وليس من النافل التذكير بما قدمته الحركة الشيوعية في العالم على طريق النضال التحرري للشعوب فتجارب لاوس وكمبوديا وكوبا وفيتنام شاهدة، وتجربة الحزب الشيوعي اللبناني أبان الاجتياح الصهيوني شاهدة أيضاً، والذي رفع الشعار العظيم ( إلى السلاح!! )، وقدم الشهداء والاستشهاديين مثله مثل رفاقه في حزب الله وبقية الحركة الوطنية اللبنانية. فإن انتكست الحركة حيناً، فهي درس لنا لمعالجة الأخطاء وإعادة النظر.
كما ليس من النافل التذكير بما قدمته الحركة الوطنية العراقية ومن ضمنها حزبنا الشيوعي العراقي من شهداء على طريق التحرر.
وبناءً عليه فموقفنا من حرية الوطن وسيادته واستقلاله فائقة الحساسية والأهمية، بحيث تتراجع أزاؤها حتى قناعتنا الفلسفية ذاتها. ففي مسألة الدفاع عن السيادة الوطنية نحن مجبرون ومجبولون على أن نحارب المحتل أياً كان منبعه، وبكل السبل، وبالتحالف مع قوانا الوطنية العراقية أياً كانت مساربها الفكرية. ومن هنا أيضاً، وفي حال وقوع بلدنا تحت الاحتلال أو مهاجمته من عدو، فلا وجود لشيء اسمه تكتيك أو قبول بالأمر الواقع أو حساب مواطن القوة والضعف خارج الهدف الأساس، وهو الدفاع عن الوطن.
لكن اليوم، وعلى غفلة من الزمن ووعي الأحرار، غُدِرت الحركة الشيوعية في العراق فأصيبت بنكسة أشد إيلاماً وأعنف أثراً من القبول بقرار التقسيم في نهاية الأربعينيات.
… وباتفاق مع (بعض الشيوعيين العراقيين المرتدين، الذين تعاونوا مع المخابرات الأميركية)، صعد إلى قيادة الحزب المرتد حميد مجيد، لينخرط الحزب إلى العمل العلني مع أمريكا ضد الشعب العراقي…. كما أن حميد مجيد ذاته دخل إلى العراق مع الجيش الأمريكي وعبر الكويت. وأخيراً وليس آخراً، إلتحق بمجلس الإمعات الذي سماه وعينه الحاكم العسكري للعراق. المجلس الذي كان أول قرار له هو اعتبار يوم احتلال بغداد عيداً وطنياً. بل ولأجل إلحاقه بمجلس الإمعات هذا وافق حميد مجيد على ما عرضه عليه الحاكم العسكري من شروط أهمها:
-أن يتعاون الحزب الشيوعي العراقي مع الجيش الأمريكي ضد (المخربين) الإسلاميين وغيرهم، ممن يرفع الآن السلاح بوجه الاحتلال، وأن يقوم بالإخبار الفوري عن المشكوك بهم، كما يتوجب عليه المشاركة الفعالة في حفظ الأمن.
… ومعلوم أن تنفيذ هذه الشروط يعني عملياً إلغاء دور الحزب الشيوعي العراقي بالكامل على الساحة السياسية، من جانب، ومن جانب آخر يؤدي إلى تحويل الجماهير الشيوعية في العراق إلى مخبريين متعاونين مع عدو العراق وعدو الشعوب والإنسانية - اليمين الأنجلو صهيوني.
أيها الرفاق
أن شعبنا العراقي الباسل ومقاوميه الشجعان كفيلون بطرد المحتل. لكننا نطالبكم بالتضامن مع الشعب العراقي ومناصرته، ليس لعدالة قضيتنا ولا بما يمليه عليكم المبدأ وحسب، بل لمشاركتكم بهذا الحدث العظيم – سقوط أمريكا عدوة الشعوب، الذي وضعت بدايته على الشعب العراقي الطامح بمناصرتكم.
…وقد رفضت قواعد الحزب هذا السلوك وبالطرق التنظيمية المشروعة، إلا أنه وزمرته تمادوا في سلوكهم بالرغم من النظام الداخلي للحزب. لذا، نحن جماهير الحزب الشيوعي العراقي وقواعده نعلن ما يلي:
-إن المرتد حميد مجيد بتعاونه مع الإدارة الأمريكية قبل الاحتلال، وبالتحاقه بأحد مؤسساتها بعد الاحتلال، أقترف ذنب الخيانة الوطنية العظمى، وتصرفاته لا تمثل الحزب الشيوعي العراقي ولا الوطنيين العراقيين.
-إن الحزب الشيوعي العراقي يقف مع أبناء شعبه ضد الاحتلال ويلتزم بالمقاومة المسلحة، ويناصرها أياً كانت مساربها. فالهدف الأول والأساس الآن هو طرد المحتلين عن العراق. والخزي والعار لمن أستعدي الغزاة على وطنه!
المجد للشعب العراقي الباسل!
لا لحكومة المطهّمين! لا لمجلس الإمّعات! لا لأية قوات دولية على أرض العراق!
سلمت أيادي المقاتلين الشجعان!
الحزب الشيوعي العراقي – الكادر الحزبي
***
الملحق (8)
الحزب الشيوعي العراقي – الكادر الحزبي
أرشيف المقاومة الوطنية العراقية لشهر أيلول سبتمبر 2003
شبكة البصرة
(يعدد التقرير العمليات اليومية لشهر أيلول، ثم ينهي التعداد بالتقييم التالي):
الحصيلة:
160 قتيلا، 230 جريحا، 110 آلية، 2 هليوكوبتر، 3 تفجيرات أنبوب النفط.
وهذه الحصيلة غير دقيقة، أو هي أقل من الحقيقة بكثير، بحكم أن خسائر المعسكرات والمطارات غير معلومة، وعلى سبيل المثال، قال العدو إن طائرة نقل هليكوبتر سقطت يوم 2 أيلول وعدد الإصابات هي قتيل واحد وجريح واحد. ولا نعلم كيف نجا بقية الطاقم ولا بقية الركاب؟!
المعالجة
أولاً: معدل الخسائر: إن معدل الخسائر الأمريكية اليومية في العراق كما يلاحظ أعلاه، عال جداً ويجوز تشبيهه بالخسائر التي تكبدها الأمريكان في فيتنام، لولا ثلاثة عوامل تميز حالة فيتنام عن العراق، هي:
-الوضع الدولي المتعاطف مع فيتنام آنذاك وبقيادة المعسكر الاشتراكي بكل عظمته.
-وجود قاعدة ثابتة آمنة للعمليات العسكرية هي دولة فيتنام الشمالية المستقلة.
-بيئة فيتنام الحرجية والغابية التي شكلت وسطا مثاليا للتخفي والمناورة.
هذه العوامل تفتقر إليها الحالة العراقية، وكل الدعم الدولي الذي تلقاه هو تعاطف دولي خجول عرضة للمزايدة، ودعم شعبي عالمي يتمثل بمظاهرات هنا وهناك. مع عدم نكران وجود عناصر مجاهدين عرب وإن بشكل محدود. ومعدل العمليات في الساحة العراقية يبلغ الـ (20) يومياً وبحسب اعتراف العدو. وهو معدل عال جداً بأعراف المقاومة التقليدية. فلنعد إلى المثال الأقرب حرب تحرير جنوب لبنان، التي كان معدل عملياتها (1) أسبوعيا تقريباً. المعدل العالي جداً لعمليات المقاومة العراقية، ناهيك عن نوعيتها ودقة تخطيطها وتنفيذها أيضاً، لابد ويشير إلى حقائق لا تقبل الجدل، وهي: اتساع قاعدة هذه المقاومة جماهيرياً وازدياد عدد أفرادها بشكل سريع جداً وأيمانها العميق بقضية وطنها. حقائق تجعل الحديث عن مثلث سني أو (فلولية)، حديثاً ممجوجاً، أو هوساً مسعوراً من صاحب مشروع احتلال العراق وجلاوزته الإعلاميين. كيف لا يهوس ويسعر وهو يرى مشروعه يتهاوى تحت أقدام فتيان لم يحسب لهم الحساب؟!
ثانياً: الإصابات: لازلت أفضل الإكثار من جرحى العدو بدل قتلاه. فالجريح دعاية حية عن حالة أمريكا في العراق، مثلما الجريح يكلف – حسب العرف الأمريكي- أكثر من القتيل. فتعويضات التأمين على القتيل متواضعة، ولا تبلغ عشر تعويضات الجريح، ما بالك وجريح العمليات العسكرية عادة ما يعوق نهائياً، وبالتالي يتحتم توفير مرتب دائم له كمخصصات معيشة تعادل راتبه وترفيعاته الطبيعية.
ثالثا: تكتم العدو عن خسائره أو تقليلها: في بداية النهوض الوطني للمقاومة، قد يكون إعلان الأرقام الحقيقية لخسائر العدو مفيداً لإثارة الهمم، باعتبار أن مقدار خسائر الخصم هو مقياس نجاح العمليات ضده. ومن يوقع الخسارة الأكبر بخصمه هو المنتصر. والنصر اللحظي كالذي يتم بإلحاق الخسائر في العمليات الخاطفة – السمة الأساسية لحروب المقاومة، هذا النصر حافز شديد الأهمية لإنهاض الهمم للمقاومة ذاتها وللشعب المقاوم ليناصرها أو يلتحق بها. ومن هذه المسلمة عادة ما يلجأ الإعلام المقاوم أو الإعلام الرسمي حتى خلال الحروب الكبرى، إلى تفخيم خسائر العدو مقابل التقليل من خسائره.
ومن هذا الجانب حصراً نحن نتفهم تقليل الإعلام الرسمي الأمريكي لحجم خسائره. لكن بالمقابل، فالمقاومة الوطنية تخطت مرحلة الإنهاض واتساع الرقعة. فهي الآن مستعرة وشديدة وتشتمل على كل خريطة العراق، وهي توقع الضربات تلو الضربات الموجعة بالمحتل. والمحتل يعرف هذه الحقيقة، لذا، ما عاد أمر تقليله لخسائره، يؤثر سلباً على المقاومة ولا هو يجديه نفعاً.
جيد إذا أعلن الأمريكان خسائرهم الحقيقية. ولكن ليس سيئا أن يتكتموا، باعتبار أن هذا لا يغير من موازين القوى شيئاً ولا يقلل من حجم الورطة الأمريكية في العراق، ولا يغير أيضاً من الحقيقة التي ستكون أبهر ما يكون مستقبلاً، وهي أن موت الجبروت الأمريكي بدأ في بغداد!
رابعاً: عدد العدو وعدته: في حروب الغزو يكون للعدد والعدة تأثيراً حاسماً. وكلما زاد عدد جيش العدو وكثرت آلياته (ولا نتحدث عن تطورها وإنما كمها) كلما كان ذلك لصالحه وأسرع من انتصاره. لكن في حروب المقاومة الوطنية يكون حال العدو مع عدته وآلته معكوس تماماً. فكلما زاد عدد جنوده وزاد عدد آلياته، كلما زادت الأهداف المتاحة للمقاومين. وفي حالة الكثافة العالية لجنود وآليات العدو على الساحة، سيجد المقاوم هدفه بين يديه، فلا يعود لأجل أن يلقاه يقطع مئات أو آلاف الأمتار. بما معناه ستكون خطوط الإمداد والحركة والتراجع قصيرة جداً، وهذا عامل حاسم في حرب العصابات. ناهيك عن أنه كلما زادت كمية آليات العدو، زاد تركز جنوده حولها أو فيها، ليكونوا هدفاً سهلاً ودسم الحصيلة. وحرب فيتنام أثبت أنه كلما زاد عدد الجيش الأمريكي كلما زادت وتيرة خسائره. وكان أعلى معدل للخسائر الأمريكية حين أصبح تعداد الجيش الأمريكي ثلاثة أرباع المليون. وهو المعدل الذي أجبر الأمريكان على الانسحاب رغم أنه كان الأكبر على الإطلاق في تاريخ الغزو.
لذا، فنية الأمريكان لدعوة تسعة وعشرين ألف جندي إضافي إلى العراق، هذه النية لو تحققت وجاء هؤلاء الجنود فعلاً، فليس لهم من أثر سوى زيادة حصيلة خسائر أمريكا.
***
الملحق (9)
أنموذج عن بعض الإعلام المساعد للمقاومة العراقية
(نشرة يتم توزيعها على الأنترنت)
نِـداءُ المقاوَمة
نشرةٌ دوريةٌ يُصدرها التَحَّالف الوَطَّني العِراقي ـ إِعلامُ الخارج
العددُ الثالث ، السنَّة الأُولى ، 1 / 8 / 2003
الاِفتتاحية
نحو جبهة وطنية موحدة للمقاومة والتحرير ((2))
في منتصف شهر تموز الماضي ، أعلن الحاكم الأمريكي (بول بريمر) المتحكم الأمريكي المحتَّل بشؤون العراق الأساسية . . . أعلنَ عن قراره بتعيين مجلس من العناصـر والمجموعات التي عادت للعراق بصحبة الدبابات الأمريكية وحمايتها، وأسماه (مجلس الحكم الاِنتقالي) لتوفير غطاء سياسي وقانوني للاِحتلال، وليكون أداة لتنفيذ مشاريعه السياسية والاقتصادية المخططة والمُعَّدة سلفاً . وكان واضحاً أنَّ المجلس تم تشكيله وفق المعايير الطائفية والإثنية ، من بغال طروادة التي سوغَّت اِنتهاك الغُزاة إلى وطننا ذات ليل عصيب .
بالمقابل ، نهض المجموع الوطني، وبصوت موحد وصل إلى أبعد مدينة وأصغر قرية، معلناً رفض الأمـة للغزاة وأتباعهم . . . وهاهم العراقيون يتحاملون على جراحهم ويعلنون للدنيا أنَّ لا عاصم اليوم غير النجيع العاطر في قمصان الشهداء المخضَّبة بآية الشهادة العظيمة (لا تحسبنَّ . . .) . وها هي رايات المقاومة تضجُّ لها الدنيا وتلتهب بها مدن العراق .
إننا نرى أنَّ الهدف السياسي الوطني الراهن يرتبط بعمومية التناقض بين الوطن في حالة الصيرورة الاِستقلالية ، والمحتلين أعداء طموحه ومناوئي مستقبله ومناهضي حركة شعبه . ويحدو المواطنين من ممارستهم العملية تحقيق هدفهم الواضح :
تحرير وطنهم من ربقة الاِِستعباد الأجنبي وقيود الاِستغلال الخارجية، وهو ما يشكِّل قناعة فكرية وسياسية مشتركة لدى كافة الوطنيين. وهو ما يدفعهم أيضاً إلى صياغة مهمات فكرية وسياسية مشتركة تنبثق من آصرة اللحمة الوطنية، ومن هنا جاء شعار : (العراقُ باقٍ والاِحتلال إلى زوال)، وهو ما يفرض التفكير بالوسائل العملية لإِنجاز مهمته، التي لن تقوى فئة أو طبقة، على إنجازها لوحدها . فلا بد من توحيد الجهود الوطنية النضالية والعملية في سبيل ترجمة ذلك الشعار الذي كثَّفته تجارب العمل الوطني التاريخية .
إنَّ إسناد المقاومة الوطنية المسلحة ضد الاِحتلال وتصعيد النضالات والفعاليات السياسية الشعبية ضد المحتلين وأتباعهم يتطلب أنْ تكون المهمة الأولى للوطنيين: العمل على اِستكمال الشروط العملية لتشكيل (جبهة وطنية موحَدَّة للمقاومة والتحرير) تتسع لكل القوى السياسية والفعاليات الوطنية الرافضة للاِحتلال والمؤمِنة بالعراق الواحد، المتحرر، السيد، غير المحتل، الذي يحيا شعبه في ظِلِّ حياة ديموقراطية مديدة، في إطار الاِنتماء للأمة العربية ونظرته التحررية الإستراتيجية .
من هنا ـ أيضاً ـ ينبغي أنْ تكون مقاومة المحتَّل وتحرير الوطن، المهمة الأولى والرئيسة للجبهة المنشودة . وترك الممارسة العملية المستقيمة والناجحة، ومن خلال الكلمة التحريضية المكافحة، والسياسة المُحنَّكة . . . وينبغي لها كذلك أنْ تبين وتوضِّح للبعض العراقي خطأ سيرهم غير المقصود وراء العدو الذي لا يسعى إلاَّ لتحقيق أهدافه السياسية، إضافة لممارسات العدو التي تتسم بالغطرسة والقتل العشوائي. وعندها سيتبين المجموع الوطني المخلص الخيط الأبيض من الخيط الأسود، والفترة الزمنية التي سيستغرقها الاِقتناع باِرتياد هذا الطريق مهمة حيوية جداً، فلا بدَّ إذن من أَنْ تكون الأهداف العسكرية الأجنبية التي تصيبها ـ خلال المراحل الأولى خصوصاً ـ ضربات المقاومة الشعبية العراقية مكشوفة للمجموع الوطني بيسر وسهولة، واِنتقاء الأهداف التي تـُذِّل الأعداء وتربك وجودهم، تلعب دوراً كبيراً في إبراز الصورة الناصعة لهدف المكافحين، ومصداقية شعاراتهم وممارساتهم، وتشعر العدو بعبثية وجوده الاِحتلالي .
***
الملحق (10)
نِـداءُ المقاوَمَّـة
نحـوَ جَبهةٍ وَطنيِّةٍ مُوحَّدةٍ للمقاوَمَّـةِ والتَحْرِّيرْ
العِرّاقُ باقٍ والاِحتِّلال إلى زوالْ
نشرةٌ دوريةٌ يُصدرها التَحَّالف الوَطَّني العِراقي ـ إِعلامُ الخارج
العددُ الرابع ، السنَّة الأُولى ، 16 / 8 / 2003
الاِفتتاحية
الإعلام والدعاية والدماء العراقية الوطنية
يشهد العراق أحداثاً يومية تسِم سجله الوطني في اللحظة التاريخية الراهنة، وستسم تاريخ المنطقة العربية وجوارها، حتماً، بأحرفٍ مضيئة من الخلود.
الغزاة المحتلون يحاولون تثبيت ركائزهم السياسـية فيه عبر الأدوات السائرة في ركابهم، مستثمرين أخطاء وخطايا كانت في الداخل. من جهة أخرى ينتضي أبناء شعبنا كل وسائل المقاومة الشعبية ضد المحتلين على تعدد أسمائهم وصفاتهم القومية، من الكلمة النقدية والمظاهرة الشعبية والاِحتجاج الجماهيري المتفجر إلى السلاح الرشاش والمتفجرات والقنابل والصواريخ، هي مقاومة شاملة تسيل فيها دماء العراقيين أينما كانوا في مختلف مدنهم العراقية، يسجلون من موقع الفعل الرافض للاِحتلال الأجنبي بكل الوسائل والسُبُل ، والوقائع اليومية على ذلك الاِتجاه الوطني المتنامي يومياً : كماً ونوعاً يثبت أنَّ طريق الخلاص الوطني هو الاِستقلال الحقيقي والتحرر الوطني الناجز.
تتعاطف بعض وسائل الإعلام مع هذه الظاهرة التي اِنبثقت عن الظروف الموضوعية في العراق، والمقاومة ظاهرة طبيعية شهدتها كل البلدان التي تعرضت للغزو والاِحتلال ، تهَّبُ قواه الوطنية لمقاومة القوات العسكرية الغازية . المدى الزمني الذي تتطلبه المقاومة الشـعبية العامة يتفاوت فعلها المؤثِّر من موقع إلى آخر، وفقاً لصلابة القوة التنظيمية التي تخوض غمار فعل هذه الممارسة/الظاهرة. الإنسان هو الطاقة الأساسية في تأجيج نيران الظاهرة الوطنية، لأنه وحدة وعي بالذات والظرف والطريق الذي يؤدي إلى الوصول للهدف السياسي. الاِحتلال الأجنبي هو الظرف الموضوعي، وردة فعل الشعب الوطنية هي الضرورة التاريخية للخلاص من الاِحتلال ونيل الاِستقلال والحرية؛ تلك هي إحدى الحقائق التاريخية .
الوسائل الإعلامية والدعائية : المقروءة والمسموعة والمرئية تحاول جاهدة لاِستحضار المعلومات عن هذه الظاهرة الوطنية العراقية المسلَّحة على وجه الخصوص ، والقوى المسَّلحة تبذل الجهود لاِستثمار هذه الوسائل، والعدو المحتل يتربص بالمقاومين الدوائر: يجمع المعلومات تمهيداً للقيام بحملات عسكرية مكثفة التي من شأنها ـ كما يهدف ـ : القضاء على المقاومين المسـلَّحين، في هذا السياق تحذر (نداء المقاومة) من هذا المنحى الخطر في العمل الإعلامي لها . فالعدو المحتل يستفيد من المصادر الإِعلامية في جمع معلوماته الأمنية. نحن لا نشكك بمصداقية أحدٍ من المراسلين ، ولكن (للمطابخ الإعلامية) ثقوبها التي تلتقي بمجاري القوة الغازية . هذا أولاً . وباتت الوسائل الإعلامية ـ ثانياً ـ تتبع الأساليب الدعائية في الترويج للطابع المذهبي للمقاومة المسلحة ، والتوزيع الجغرافي لنشاط المقاومين، بينما تسكت هذه الوسائل عن (التوزيع العادل) للقمع العسكري الذي تقدم عليه القوة الغازية، وتغض الطرف عن معلومات النهب المستمر للمواطنين من قبل الغزاة، وتتعمد تناسي الأزمات الأمنية والكهربائية والوقودية وكل الخدمات التي يعاني أبناء الشعب العراقي منها بصورةٍ غير مسبوقة. الوسائل الإعلامية والدعائية هذه تنشر الأمراض الطائفية في المجتمع العراقي، وعت ذلك أم لم تعِه ، في وقت يتطلب منا جميعاً تعضيد الجهود الفكرية وتمتين أساليب المقاومة ضد العدو المحتل المشترك، فلترأَف تلك الوسائل بشعبِنا ووطننا، وتتكلم عن المقاومة الوطنية العراقية دون اِستثارة البعض الباحث عن المجد في ظاهرة الخراب الوطني العراقي، فيا رب اِحمِ أبطال المقاومة العراقيين من الأصدقاء المحبين أو الذين يدَّعون محبتهم للعراقيين والعراق، فهم ـ ومن خلال أرواحهم الفدائية ودمائهم الزكية ـ كفيلون بالأعداء المحتلين، فالعراق باقٍ والاِحتلال إلى زوال.

الملحق (11)
نِداءُ المقاوَمَّـة
نحوَ جبهةٍ وطنِّيةٍ مُوحَّدة للمقاوَمَّـة والتَّحْرِّيـرْ
العرِّاقُ باقٍ والاِحتلال إلى زوال
نشرةٌ دوريةٌ يصدرها التَحَّالف الوَطَّني العِراقي ـ إعلامُ الخارج
العددُ السادس ، السنة الأُولى ، 15 / 9 / 2003
الاِفتتاحية: الأمريكيون عاجزون ولا حل إلا بوحدة وطنية مقاومة لقوات الغزو والاِحتلال ـ 2 ـ
لقد جاءت قوات السطو والغزو والاِحتلال للعراق على أرضية فكرية وسياسية واضحة تستهدف خدمة المصالح الأمريكية بالأساس : لا سيما الاِقتصادية منها . وإلى جانب تحقيق هذه المصالح الحيوية في زمن العولمة المتفردة ، لعبت الرؤية الأيديولوجية للقادة المتحكمين في الطاقم الرئاسي الذي اِعتلى منصة الحكم والسلطة في البيت الأمريكي الأبيض القِسط المعلَّـى في رسم البرنامج السياسي الأمريكي ، ووظفوا كل القوة في سبيل تنفيذ رؤيتهم من غير حسيب أخلاقي أو رقيب سياسي شرعي، المهم عندهم تحقيق الهدف السياسي الإستراتيجي، كانوا يعرفون ماذا يريدون ويسـتهدفون . أما الآخرون من الشعوب : أياً كانوا فليذهب بهم طوفان النيران والقصف العشوائي . الأهم عند الأيديولوجيين من: ((المحافظون الجدد والمسيحيون المتصهينون)) هو مصلحة شركاتهم وحليفهم في المنطقة: كيان الاِغتصاب الصهيوني، ليس على المستوى الآني فقط، إنما على المستوى البعيد أيضاً. ولكن ما هو صحيح أيضاً إنَّ الرؤية السياسية الأمريكية تستهدف بالأساس إِعادة ترتيب المنطقة العربية كلها لصالح رؤيتها الكلية الإستراتيجية ، بمعنى حماية وخدمة مصالحها على كل الصُعُد .
كان الحزب الجمهوري وسيلتهم الاِنتخابية للوصول إلى كرسي السلطة والحكم، وصيرورة الإدارة الأمريكية المتحكم الأول في شؤون السياسة الدولية في كل زوايا العالم ومناطقه. وأداتهم الضاربة هو الجيش الأمريكي بفروعه العسكرية المتعددة: في الجو والبر والبحر. كان الاِستيلاء على الثروات العراقية الكبيرة: أول اِحتياطي عالمي على صعيد الثروة البترولية المختزنة كما تقـدِّر بعض المصادر العلمية العليمة، هو الهدف المحدد كما رسمته العصابة العسكرية التجارية الحاكمة في واشنطن . . . عصابة ديك تشيني وجورج بوش وكولن باول وكونديليزا رايس وبول وولفويتز صاحب مفهوم تغيير الأولويات في الشرق الأوسط: تصعيد بند العراق. إنزال البند الفلسطيني. ومن ثم اِحتلال العراق وغيرهم . . . إضافةً إلى حربهم الاِستباقية غير المتوازنة .
وكانت أحداث نيويورك وواشنطن التي نُفِّذت وقائعها في يوم 11 أيلول (سبتمبر) 2001 الحلقة التي اِعترضت تنفيذ خطة العدوان الشـامل على العراق وأجلَّها . ولكنها بالتأكيد ، جاءت في خدمة رؤيتها موضوعياً . . . اِقتنصت الولايات المتحدة الأمريكية اللحظة السانحة ليوم 11 سبتمبر في واشنطن ونيويورك ، بغية تنفيذ وقائع الإستراتيجية الأمريكية بالسيطرة الأمريكية على مناطق الأمة العربية كلها والعالم كذلك ، لأن الرؤية الإسـتراتيجية وأهدافها لا تتغير بتغير الأجواء العابرة والظروف الطارئة ، لذلك كان عملهم السياسي الإسـتراتيجي قد اِبتدأ منذ اليوم الأول للاِحتلال، مستثمرين أقوال عملائهم وادعاءاتهم حول اِستقبال قوات السطو الغزو والاِحتلال بالورود . . . تلك الاِدعاءات التي صدَّقوها أو التي أرادوا تصدِّيقها، فاِعتبروا النفط الكنـز المفقود الذي عثروا عليه، فأحاطوه بالرعاية والتصرف المنفرد وحققوا منه الأرباح الفورية التي تجاوزت خلال الأشهر الأربعة الأولى الأربعة مليارات دولار ( راجع العدد الماضي من هذا النشرة )، وهدموا بناء الدولة العراقية القائمة منذ عام 1921، ومزَّقوا الوطن إلى مناطق متعددة على أرضية مناطق حظرهم المديد وأوغلوا في تنفيذ رؤيتهم في كيفية تفتيت المجتمع، وأصبحت مقولات الطوائف والإثنيات (حقائق سياسية) على الأرض يتداولها العديد من الصحفيين المرتزقة وبعض الكتّاب الأيديولوجيين الذين انتهلوا زادهم من الرؤية السياسية والفكرية الأمريكية أو الموروث الطائفي أو التعليمات الإثنية التي يروجها بعض قادة الأحزاب الاِنعزالية، دون التطرق للعراق الواحد والمجتمع العراقي الواحد وأخذ مفاهيمه بنظر الاِعتبار مطلقاً.
كانت أهداف مدفعية السطو والغزو والاِحتلال الفكرية والسياسية تسـوغها وتسوقها –أو بالأحرى تشكل أرضيتها- حرب عاصفة الصحراء الأمريكية على العراق والحصـار الشـامل والمديد على المجتمع العراقي، اللذين توقفا بمجرد انتهاء الرؤية الأمريكية من إنجاز مفردات خطتها السياسية. ولكن ما هو دور البعض (العراقي) الذين نصبَّهم بول برايمر في المجلس الحاكم/المحكوم، بعد أنْ أثخنت المقاومة الوطنية العراقية الجراح في قوات الاِحتلال الأمريكية ؟ وكيف مدَّ لهم هذا المجلس طوق النجاة للغزاة المتزحلقين برمال العراق بغية الفوز بغنيمتهم التي هللت لها الشركات الأمريكية؟ وكيف مرروا جريمة غزوهم تحت وابل التحرير والحرية والديموقراطية والقبور الجماعية وظلم الحاكم السابق؟ والذي انتهى بتشكيل وزارة من دون رأس، وأوقفوا أدواتهم على مؤسستي الخارجية والنفط بغية تحريكهما في الاِتجاه الذي خططوا له ورسموه مسبقاً، إنَّ الإِجابة على تلك التساؤلات هو ما سنتناوله في العدد القادم إن شاء الله .

حصاد المقاومة
تعمِّق المقاومة الوطنية العراقية خيارها الكفاحي منتهجةً خطاً قتالياً واضحاً لا يقبل أية مسـاومة مع قوات الاِحتلال ، كونها تدرك إن العدو المحتل لا يفهم سوى لغة القوة والنضال المسلح . ضحاياه المقتولين برصاص المقاومين وقذائفهم ومتفجراتهم فرض على المحتلين التراجع في العديد من الطروحات السياسـية وأوقفوا بعض المواقف العملية التي أعلنوها . لقد عينوا مجلس الحكم بعد الحديث عن المستشارين . وهاهم اليوم يعودون لأجهزة الجيش القتالية والمؤسسات الأمنية لتكوين قوة مسلحة تحميهم . الأمم المتحدة التي أداروا الظهر لها ونفذوا الغزو وفق مخططاتهم يعودون لها عسى تستجلب لهم المزيد من القوات التي يمكنها دفع ثمن حماقاتهم وجرائمهم بحق العراق والعراقيين . الوعود بالاِنسحاب خلال عام بعد التمادي بعجرفة البقاء لمدة 5 ـ 10 سنوات . لقد تحول العراق بنظرهم الموقع الأمامي الأول لعالم الإِرهاب المزعوم . وكأن المقاومين الوطنيين العراقيين لا يدافعون عن أرضهم المحتلة وشعبهم المقيد وكرامة منجزات دولتهم التي هدرها الاِحتلال . . .
حصاد المقاومة من الفاتح من أيلول عام 2003 وحتى الخامس عشر منه.
ملاحظة من المحرر: ثم تسرد النشرة بيانات عن بعض العمليات اليومية التي نفَّذتها المقاومة العراقية، والتي تستطيع الحصول على معلومات عنها.
***
الملحق (12)
نِداءُ المقاوَمَّـة
العددُ السابع ، السنة الأُولى ، 1 / 10 / 2003
الاِفتتاحية
الأمريكيون عاجزون ولا حل إلا بوحدة وطنية مقاومة لقوات الغزو والاِحتلال
جاء الغزاة والمحتلون العسكريون الأمريكيون/البريطانيون للعراق على خلفية مصالحهم التي حددها سياسيوهم، وفرضوا نمط سياسي حاكم على شعبنا العراقي، فكيف كان ردود فعل العراقيين؟ لا داعي للقول أنَّ العراقيين واجهوا الغزاة المحتلين بشـكلين من الممارسة : إِحداهما مستسلمة لمنطق المحتلين متعاملة معهم، من ناحية، والأخرى مواجهة القوات الغازية بالمقاومة السلمية والمسلحة: وكلاهما عنيفان، من ناحية أخرى. لا داعي للتذكير بذلك لكونها وسمت وقائع كل تاريخ العالم، وفي كل مكان تعرضت أرضه ـ مثلما واجه مجتمعه ـ للاِحتلال العسكري ، حدث ذلك في الدول الأوروبية المتطورة في العالم الشمالي، وكذلك في الدول المتأخرة في العالم الجنوبي، ومجرد اِنبثاق مقولتي هزيمة ما هو متقدم وقليل متطور: الجيش النظامي، بما هو متأخر لكنه واسع: الشعب المسلح، واِستثمار عوامل الزمن يدلل على ذلك الاِتجاه الموضوعي في التطور الذي شمل إرادة كل شعوب العالم الحية وبلدانها المناضلة.
لقد واجه المستسلمون واقع الاِحتلال العسكري الأجنبي من خلال منطق الخنوع، بالرغم من مخالفة كل ذلك لمنطق أغلبيتهم السابق ودعايتهم الفكرية والسياسية التي اِحتوتها أدبيات بعضهم الحزبية . . . واجهوا الاِحتلال على أرضية طائفية وإثنية معاكستان لمعاني التطور العراقي الذي شهده المجتمع العراقي منذ ولادة الدولة العراقية في أعقاب المواجهة الشعبية الشاملة للغزو البريطاني وهزيمة منطق الاِحتلال الاِنتداب في عام 1920.
لقد جرى تأسيس مجلس الحكم الانتقالي بموافقة بول بريمر الذي اِحتفظ لسلطة الاِحتلال بحق الفيتو على أي قرار لا ينسجم مع المصالح الأمريكية . وجاء اِعتراف عضو المجلس المدعو يونادم يوسف كنو حول الطبيعة التكوينية لهذا المجلس: ((الأثنية والطائفية)) ليعطى الاِعتراف الصريح بالقرار الأمريكي والإقرار بما نجم عنه، رغم إدعاء البعض بغير تلك الحقيقة، جاء إقراره ذاك بمناسبة تشكيل ((مجلس الوزراء)) الحالي الذي اِحتفظ المندوب الأمريكي برئاسته العملية، وليس الرسمية فقط ، من خلال قول يونادم كنو التالي: ((إنَّ مجلس الوزراء يضم في صفوفه 13 من العرب الشيعة . و5 وزراء من العرب السنَّة . و5 أكراد ، وتركمانياً واحداً . ومسيحياً واحداً)) مؤكدا حيثيات التشكيل بتوضيحه الآتي : ((إنَّ التوزيع الطائفي والعرقي لأعضاء الوزارة تم وفق تركيبة مجلس الحكم الانتقالي))، أي أنَّ هذا التكوين من حيث اِنتمائه جاء منسجماً مع المخطط السياسي الذي فرضه الأمريكيون منذ فترة ما بعد عدوانهم الواسع على الدولة العراقية في 17 / 1 / 1991 الذي يعَّد أبرز عناوينه تتمثل بمناطق الحظر الشمالية والجنوبية من أجل تكريس تمزيق الدولة العراقية إلى واقع ملموس في مناطق ثلاث، وتفتيت المجتمع إلى أثنيات وقبائل وأديان ومذاهب، كون ذلك هو المقدمة الضرورية لإثارة فتنة الاِقتتال العمودي في المستقبل مما سيفسح المجال واسعاً، إلى تجزئة العراق على طريق إلغائه من أية فاعلية على صعيد المنطقة العربية والإسلامية، ولصالح السياسة الإستراتيجية لكيان الاِغتصاب الصهيوني، كما رآه قادة الكيان الاستراتيجيون/المفكرون منذ سنوات تجاوزت العشرين عاماً، وفقاً لوثيقة أدونين السياسية/الفكرية. ولكن كيف واجه الشعب العراقي ذو الماضي المقاوم والحاضر الذي يحث على العنفوان والمجد والكفاح . . . كيف واجه المحتلين العسـكريين الغزاة المحتلين، وكيف تعامل مع مخططاتهم السياسية الخبيثة والمسعورة ؟ ، ذلك ما سـنتحدث عنه في الحلقة الرابعة من مقالتنا الاِفتتاحية.
حصاد المقاومة:
الصراع العنيف هو طابع الموقف السياسي الراهن في العراق، تلك هي الحقيقة الشاخصة التي يحاول الأمريكيون إغفالها أو تحاشي الحديث عنها، تاركين أحاديث الدعاية المخاتلة لعملائهم يروجونها في كل مناسبة. تلقي الحقيقة الشاخصة تلك بتأثيراتها على لجانهم ومؤتمراتهم ونشاطهم السياسي في الحكومة الأمريكية، وتحرك أركانها من ((المحافظين الجدد)) و((المسيحيون المتصهينون)) الدبلوماسي في كافة المجالات الدولية الخاصة: عبر التشاور الثنائي، أو العامة: أي في الأمم المتحدة .
بعض أعضاء مجلس الحكم الذي كان للمندوب الأمريكي السلطة السياسية المطلقة بدؤوا يجأرون في الشكاوي عن أدوارهم المحدودة، وحتى مقرات البعض منهم لم تسلم من التفتيش وطابع التعسف اللامحدود الذي تتبعه القوات الأمريكية الأمر الذي يكشف طابع الزيف عن الحرية والديموقراطية التي سوقوها. الأمريكيون ضمنوا المراكز الأساسية في تركيبة الوزراء المعينين: الخارجية والنفط والثقافة، مثلما اِحتفظوا برئاستها كما يبدو من عدم تعيين أَي رئيس للوزراء. المحتلون وعملائهم يظنون أنَّ مسألة المقاومة هي مسألة إعلامية فأوغلوا باِتخاذ القرارات المنافية للحرية الإِعلامية بحق العديد من الفضائيات، كما وجهوا الاِتهامات العشوائية إلى هذه الدولة المجاورة أو تلك. المقاومة الوطنية الباسلة: الشعبية: المسلحة منها أو السلمية ستجبرهم على الاِعتراف بالحقائق الوطنية الملموسة، وما سينجم عنها من رحيل للمحتل ، وعلى هذا الطريق سجلت المقاومة الوطنية المسلحة الاِشـراقات الثورية التالية:
(وهنا، تسرد النشرة سلسلة العمليات اليومية)
***









5-ملاحـــق متفرقـــــة

رقم الملحق مضمونه
1 تقرير منسوب إلى مصادر روسية حول معركة مطار صدام الدولي
2 بعض نصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
3 قرار (بريمر) المعنون »تطهير المجتمع العراقي من حزب البعث«



الملحق (1)
تقرير منسوب إلى مصادر روسية حول استخدام الجيش الأميركي سلاحاً محرماً دولياً ضد القوات العراقية
كثرت التحاليل والآراء حول حقيقة الانهيار المفاجئ للمقاومة العراقية ولم تقنع كل هذه التحاليل معظم المهتمين وما زالت الحقيقة مغيبة إلى أن تسربت حديثاً معلومات أكيدة من مصادر روسية رفيعة عن حقيقة ما جرى وهي في الحقيقة جريمة حرب القرن الواحد والعشرين بلا جدال.
بعد أن تمكن الجيش العراقي في هجومه المضاد على القوات الأمريكية في مطار صدام من إبادة هذه القوات وقتل المئات و أسر الباقين وقعت القيادة الأمريكية في مأزق شديد فالجيش قد أرهق ومعنوياته في الحضيض بسبب المعارك السابقة في الجنوب ونقص الإمدادات والعواصف الرملية وقرب دخول فصل الصيف اللاهب فإذا كانت بداية المعارك في بغداد على هذا النحو وقد بدأ الرأي العام الأمريكي والعالمي يتململ مما يجري و حتماً لن يتقبل نتيجة هذه المعركة في مطار صدام إذا انتشرت إعلامياً فهي الهزيمة المحققة. و لذلك لجأت القيادة الأمريكية إلى الخيار صفر وهو مبيت سلفاً ويقضى باستخدام السلاح السري قنبلة النيوترون ضد تجمعات فرق الجيش والحرس الجمهوري خاصة في محيط المطار، وهو ما يفسر اختفاء هذه الوحدات وأسلحتها. ولكون هذا السلاح محظور تماماً دولياً وشديد الخطورة، ويشكل سابقة رهيبة توازي استخدام القنبلة الذرية ضد اليابان، فكان لا بد من إبعاد الصحفيين باستهدافهم، وشراء سكوت روسيا الدولة التي يمكنها رصد هذا التفجير، وهو ما يفسر زيارة مستشارة الأمن القومي المفاجئة و القصيرة لروسيا، كما يفسر انتقال أركان السفارة الروسية إلى سوريا وعودتهم، وتصريح الرئيس الروسي بوتين بعدها بيومين بأنه لا يرغب برؤية أميركا مهزومة في العراق. كما ويفسر الآن الرغبة الشديدة لدول أوروبا ولمحمد البرادعي و بليكس بعودة بسرعة إلى بغداد لإتمام عمليات التفتيش بإشراف الأمم المتحدة لإحراج أمريكا بينما ترفض هي عودتهم وتطالب برفع الحصار فوراً.
أما قنبلة النيترون هذه فهي قنبلة نووية قذرة قاتلة لكل ما هو حي و لكنهم يعتبرونها نظيفة للمنشئات و للبيئة، حيث تتميز بانفجار وصوت محدود لا يلفت الانتباه، على عكس التفجير الذري. ولكنها تتميز بقدرة على إشعاع كميات هائلة من الإشعاعات النووية القاتلة، والتي يمكنها اختراق الدبابات والتحصينات الخرسانية في دائرة قطرها كيلومتر، حيث تشل الضحايا فوراً في أماكنهم، بينما يتعرضون لموت بطيء أليم على مدى الثلاثة أيام اللاحقة للتفجير. و أهم ما يميز هذه القنبلة أنها تترك المباني والمنشآت والدبابات سليمة، كما أن تأثيرها الإشعاعي مؤقت سريع الزوال، حيث يمكن العودة إلى نفس المكان بعد فترة قصيرة كأن شيئاً لم يكن، علماً أن الخوف الحقيقي هو اعتزام المجرمين الأمريكان والإسرائيليين في تكرار استخدام هذا السلاح كلما لزم الأمر.
لهذا السبب تجدر الدعوة إلى توجه فريق محايد من المختصين بالتفجيرات النووية إلى العراق لكشف الحقيقة أمام العالم علماً أن منطقة المطار ما زالت محظورة على الصحفيين.
***
الملحق (2)
الإعلان العالمي لشرعة حقوق الإنسان والملاحق التابعة له
(أعلنته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 10/ 12/ 1948م)
ملحق ب: الشرعة الدولية للحقوق المدنية والسياسية
المادة (1):
1-لجميع الشعوب الحق في تقرير المصير، ولها –استناداً إلى هذا الحق- أن تقرر بحرية كيانها السياسي، وأن تواصل بحرية نموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
2-ولجميع الشعوب، تحقيقاً لغاياتها الخاصة، أن تتصرف بحرية في ثروتها ومواردها الطبيعية دون إخلال بأي من الالتزامات الناشئة من التعاون الاقتصادي الدولي القائم على المنفعة المشتركة والقانون الدولي؛ ولا يجوز بحال من الأحوال حرمان شعب ما من وسائله المعيشية الخاصة.
المادة (5):
1-ليس في الشرعة الحالية ما يمكن تفسيره بأن يجيز لأي دولة، أو جماعة، أو شخص، أي حق في الاشتراك بأي نشاط، أو القيام بأي عمل، يستهدف القضاء على أي من الحقوق، أو الحريات المقررة في هذه الشرعة، أو تقييدها لدرجة أكبر مما هو منصوص عليه في الشرعة الحالية.
حق تقرير المصير
إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة
قرار الجمعية العامة /1514/ (د- 15)، المؤرَّخ في 14 كانون الأول 1960م
في الديباجة:
إن الأمم المتحدة، إذ تؤمن بأن لجميع الشعوب حقاً ثابتاً في الحرية التامة، وفي ممارسة سيادتها، وفي سلامة ترابها الوطني، تعلن ما يلي:
1-إن إخضاع الشعوب لاستعباد أجنبي، وسيطرته واستغلاله، يشكل إنكاراً لحقوق الإنسان الأساسية،ويناقض ميثاق الأمم المتحدة، ويعيق قضية السلم والتعاون العالميين.
2-لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها، ولها بمقتضى هذا الحق أن تحدد بحرية مركزها السياسي، وتسعى بحرية إلى تحقيق إنمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
3-لا يجوز أبداً أن يتخذ نقص الاستعداد في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ذريعة لتأخير الاستقلال.
6-كل محاولة تستهدف التقويض الجزئي أو الكلي للوحدة القومية والسمة الإقليمية لبلد ما، تكون متنافية ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه.
7-تلتزم جميع الدول بأمانة ودقة، بأحكام ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهذا الإعلان (أي إعلان حق تقرير المصير) على أساس المساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول، واحترام حقوق السيادة والسلامة الإقليمية لجميع الشعوب.
السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية
قرار الجمعية العامة الرقم /1803/ (د-17)
تعلن الأمم المتحدة ما يلي:
1-يتوجب أن تتم ممارسة حق الشعوب في السيادة الدائمة على ثرواتها ومواردها الطبيعية وفقاً لمصلحة تنميتها القومية ورفاه شعب الدولة المعنية.
7-يعتبر انتهاك حقوق الشعوب والأمم في السيادة على ثرواتها الطبيعية منافياً لروح ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه ومعرقلاً لإنماء التعاون وصيانة السلم.
***
الملحق (3)
المذكرة رقم (1 ) الصـادرة عـن السـلطـة الائـتـلافيـة المـؤقـتـة
تنفيذ الأمر رقم 1 (CPA/ORD/16)، المؤرخ 1 أيار/ مايو 2003،
المعنون »تطهير المجتمع العراقي من حزب البعث«
بناء على السلطة المخولة لي بصفتي المدير الإداري للسلطة الائتلافية المؤقتة، وتمشياً مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، بما فيها القرار 1483 (2003)، وبموجب القوانين والأعراف المتبعة في الحرب،
وإدراكاً أن الشعب العراقي عانى معاناة شديدة من انتهاك حقوق الإنسان والحرمان منها على مدى سنوات عديدة على أيدي حزب البعث،
وإشارة إلى ما يساور المجتمع العراقي من قلق شديد من التهديد الذي يشكله استمرار وجود شبكات حزب البعث وأعضائه في إدارة العراق، وما يتعرض له الشعب العراقي من تخويف على أيدي مسؤولي حزب البعث،
وتنفيذاً لأمر السلطة الائتلافية المؤقتة رقم 1 (CPA/ORD/16)، المؤرخ 1 أيار/ مايو 2003، المعنون »تطهير المجتمع العراقي من حزب البعث«، وأمر السلطة الائتلافية المؤقتة رقم 5 (CPA/ORD/25)، المؤرخ 5 أيار/ مايو 2003، المعنون »تشكيل المجلس المعني بتطهير المجتمع العراقي من حزب البعث«،
أعلن بموجب هذه المذكرة ما يلي:
القسم (1): الهـدف
1-تصف هذه المذكرة عملية مكونة من مرحلتين لتنفيذ تطهير المجتمع العراقي من حزب البعث. وللإسراع في التعرف على أعضاء حزب البعث في بداية جهود إعمار العراق التي تبذلها السلطة الائتلافية المؤقتة، سيعمل قائد قوات الائتلاف في البداية على إنجاز عملية التحقيق، من خلال لجنة مراجعة التحقق من الانتماء، معتمداً على موارد التحقيق العسكرية التي تلقت تدريباً وتمتلك خبرة في أداء مهام تقصي حقائق مماثلة.
2-في وقت لاحق، بعد أن يُخضَع مسئولو الحكومة العراقية السابقة الذين عملوا فيها على مستويات عليا لعملية تطهير موثوقة وصارمة من حزب البعث، وبعد أن يُظهِر المجلس المعني بتطهير المجتمع العراقي من حزب البعث قدرة كافية، سيمنح المدير الإداري للسلطة الائتلافية المؤقتة لهذا المجلس مسؤوليات متزايدة عن العملية ليعهد بها إليه كاملة في نهاية المطاف، تحت إشراف وتوجيه ومراقبة المدير الإداري. وستظل لجنة مراجعة التحقق من الانتماء عاملة إلى أن يعتمد الشعب العراقي شكلاً لحكم ذاتي ممثّل له.
القسم (2)
عملية التعرف على أعضاء حزب البعث المؤقتة
1-يوفر قائد قوات الائتلاف موارد تحقيق عسكرية كافية لاستلام وجمع المعلومات المتعلقة باحتمال انتماء موظفي جميع الوزارات لحزب البعث. ويمكن أن يضاف إلى هذه الموارد أو يحل محلها، حسب الاقتضاء، محققون مدنيون من الولايات المتحدة، وينبغي أن يكون من بينهم عراقيون محترفون حيثما أمكن.
2-وسيقوم المحققون:
أ-بإجراء التحقيقات. سيُوزَّع المحققون على الوزارات لاستلام وجمع المعلومات المتعلقة باحتمال انتماء موظفي هذه الوزارات لحزب البعث. وستستفيد هذه التحقيقات من المعلومات المتوفرة وذات الصلة، مثل:
(1): مقابلة الأفراد (يجريها المحققون باستخدام نموذج موحد تم إعداده مسبقاً)؛
(2):السجلات العامة والإعلانات التي توثق ترفيعات أو ترقيات أعضاء الحزب؛
(3): الآراء التقديرية لكبار مستشاري السلطة الائتلافية المؤقتة المعينين للعمل مع الوزارات؛
(4): شهادات العراقيين الذين عملوا مع الشخص المعني؛
(5): الاستنتاجات التي يتوصل إليها المجلس العراقي المعني بتطهير المجتمع العراقي من حزب البعث التي يرد وصفها أدناه (التي تحال إلى المحققين عن طريق المدير الإداري للسلطة الائتلافية المؤقتة)؛
(6): عمليات التقييم التي تقدمها الشخصيات السياسية العراقية البارزة؛
(7): سجلات الحكومة التي تبين العلاوات أو الامتيازات الأخرى المرتبطة بعضوية الحزب.
ب-تحديد من هم أعضاء حزب البعث. سيعد المحقق استنتاجات تقوم على الحقائق عن انتماء الشخص إلى حزب البعث. وسيحيط المحقق الموظف علماً بأن من حقه (حقها) الطعن في هذا الاستنتاج القائم على الحقائق (حول ما إذا كان (كانت) عضواً في حزب البعث). وبناءً على استنتاجات المحقق، يتخذ كبير المستشارين المعين للعمل مع الوزارة المعنية إجراءً وفقاً لمعايير إقصاء الموظف من وظيفته، وهي المعايير المبينة في أمر السلطة الائتلافية المؤقتة رقم 1 (CPA/ORD/16)، المؤرخ 1 أيار/ مايو 2003، إلا إذا منح استثناءً من ذلك.
ج-إعداد القضية للاستثناءات حيثما كان ذلك مناسباً. عندما يطلب فريق الوزارة استثناءً لفرد ما، يقرر المحقق ما إذا كان الشخص المعني مؤهلاً لذلك. ويقوم المحقق بعد ذلك في إعداد القضية للاستثناء.
القسم 3
عملية التعرف على أعضاء حزب البعث المقسمة إلى مراحل
1-عندما يقرر المدير الإداري للسلطة الإدارية المؤقتة أن مسؤولية التعرف على أعضاء حزب البعث بفعالية يمكن نقلها إلى مواطنين عراقيين، يصدر المدير الإداري توجيهاته إلى المجلس العراقي المعني بتطهير المجتمع العراقي من حزب البعث للقيام بدور أكبر على نحو متزايد في تنفيذ عملية تطهير المجتمع العراقي من حزب البعث.
2-يقوم المجلس في البداية بتقديم المشورة للائتلاف بشأن سياسات وإجراءات تطهير المجتمع العراقي من حزب البعث (بما في ذلك مدى استصواب منح استثناءات من أمر السلطة الائتلافية المؤقتة رقم 1 (CPA/ORD/16)، المؤرخ 1 أيار/ مايو 2003، وإشراك العراقيين مشاركة أفضل في جهود تطهير المجتمع العراقي من حزب البعث.
3-يوفر المجلس للمحققين معلومات (عن طريق المدير الإداري) ويرشح عراقيين متمرسين خبراء في القانون للمشاركة في لجنة مراجعة التحقق من الانتماء، التي ورد وصفها في القسم 4 من هذه المذكرة، ويشارك هؤلاء أيضاً في عملية التحقيق. ويتوقع أن يأخذ المجلس على عاتقه مسؤولية التحقيق برمتها عندما يكون ذلك ملائماً.
القسم 4
لجنة مراجعة التحقق من الانتماء
1-يخوّل قائد قوات الائتلاف تشكيل وإدارة لجنة أو أكثر لمراجعة التحقق من الانتماء. وتضم كل لجنة من هذه اللجان عسكرياً واحداً وعضوين مدنيين (أحدهما عراقي). وتستمر هذه اللجان في العمل إلى أن يعتمد الشعب العراقي شكلاً لحكم ذاتي ممثلاً له. وتقوم لجان مراجعة الأوراق بما يلي:
أ-الاستماع إلى طلبات الطعن المتعلقة بالحقائق. تستمع لجنة مراجعة التحقق من الانتماء إلى طعون العراقيين الذين يعتقدون بأنه حكم عليهم خطأً بأنهم بعثيون. وسيجري تناول هذه الطعون على نحو يتماشى، بقدر ما هو ممكن عملياً، مع إجراءات المحاكم التي تعقدها قوات الائتلاف بموجب المادة 5 من اتفاقية جنيف لعام 1949.
ب-الموافقة على طلبات الاستثناء أو رفضها. تقوم لجنة مراجعة التحقق من الانتماء بمراجعة طلبات منح الاستثناءات التي يعدها المحققون، وتوافق عليها أو ترفضها. وتبلغ جميع قرارات لجنة مراجعة التحقق من الانتماء فوراً إلى المدير الإداري، الذي له سلطة إبطال أي قرار بمنح أو رفض الاستثناء. وتأخذ لجنة مراجعة التحقق من الانتماء في الحسبان جميع المعلومات المتوفرة وذات الصلة، بما فيها ما إذا كان الشخص:
(1): مستعداً لنبذ حزب البعث وارتباطه به في الماضي؛
(2): من كبار أعضاء حزب البعث أو كان عضواً كامل العضوية؛
(3): يحمل مؤهلات تعليمية استثنائية؛
(4): ترك حزب البعث قبل 16 نيسان/ أبريل 2003؛
(5): لا يزال يحظى بدعم زملائه واحترام مرؤوسيه؛
(6): لا يستغنى عنه لتحقيق مصالح هامة للائتلاف، على الأقل على الأجل المتوسط؛
(7): يستطيع أن يثبت أنه انضم إلى الحزب لكي يحصل على وظيفته أو ليتمكن من إعالة أسرته.
ج_تؤخذ المعلومات الواردة في القسم 4-1 (ب) أعلاه في الحسبان للبت في منح الاستثناء، ولكنها لا تضمن في حد ذاتها منح الاستثناء.

القسم 5
دخول حيز النفاذ
تدخل هذه المذكرة حيز النفاذ وتصبح سارية المفعول اعتباراً من تاريخ توقيعها.
إل. بول بريمير،
المدير الإداري للسلطة الائتلافية المؤقتة
3 حزيران/ يونيه 2003
***


صدر للمؤلـف

1-في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام: دار الطليعة: بيروت: ط 1 في / 1999م. و ط 2 في / 2000م.
2-الردة في الإسـلام: دار الكنوز الأدبية: بيروت: ط 1 في / 1999م. وط 2 في / 2000م.
3-نحو طاولة حوار بين المشروعين القومي والإسلامي: دار الطليعة: بيروت: ط 1 في / 2000م. وط 2: في -/ 2/ 2002م.
4-نحو تاريخ فكري - سياسي لشيعة لبنان (الجزء الأول): دار الكنوز الأدبية: بيروت: ط 1 في / 2000.
5-نحو تاريخ فكري - سياسي لشيعة لبنان (الجزء الثاني): دار الكنوز الأدبية: بيروت: ط 1 في / 2001.
6-الماركسية بين الأمة والأممية: دار الطليعة: بيروت: أيار/ مايو 2002م: ط1.
7-مفاهيم إسلامية بمنظار قومي معاصر: دار الطليعة: بيروت: أيلول/ سبتمبر 2003م: ط1.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق