بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يناير 2010

الجريمة الأميركية المنظمة في العراق (الكتاب الثاني - الفصل الأول - ملاحق 2)

الملحق الرقم (55)
موقع وزارة الخارجية الأمريكي (www.state.gov).
تقرير التجارة بالبشر صادر عن إدارة مراقبة ومكافحة تجارة البشر
العراق بلد مازال في حالة انتقال . يعمل مجلس الحكم العراقي مع سلطة الائتلاف المؤقتة من اجل إرساء حكومة انتقالية تتسلم السلطة في 1 تموز 2004 وتدير البلاد لغاية الانتخابات وكتابة دستور دائم ولا يتعدى هذا 31 كانون الأول 2005. وبسبب الظروف الخاصة في العراق فمن الصعب أن تكون لدينا صورة شديدة الدقة عن حالة التجارة بالبشر في البلاد . وهذا التقرير وقد جمع المعلومات من مصادر مختلفة هو محاولة للتعرف على مدى تجارة البشر في العراق وكذلك الجهود المبذولة لمكافحتها .
يبدو أن العراق هو دولة منبع لتجارة النساء لأغراض الاستغلال الجنسي في الدول الأخرى في المنطقة والى الهند. تشير التقارير إلى أن عدداً متزايداً من النساء والفتيات العراقيات ينقلن إلى اليمن من اجل الاستغلال الجنسي. بعض هؤلاء الضحايا يروين أن التجار كانوا يرعبوهن بإيذاء عائلاتهن من أجل ضمان خضوعهن لهم، وأخريات أخذن مقابل ديون، وفي حالات القلة كانت هناك تقارير عن فتيات ونساء يخطفن ويتاجر بهن داخل العراق من أجل الاستغلال الجنسي( ).
بعد الحرب مباشرة اختطف عدد من النساء العراقيات الشابات والصبيان مقابل طلب فدية وبعض الفتيات كان يتم بيعهن لإجبارهن على الدعارة. في هذه المرحلة وبسبب نقص المعلومات الكافية يظل حجم ومدى مشكلة تجارة الرقيق الداخلية في العراق مشكلة لا يمكن التحقق منها حالما تتشكل حكومة رسمية سوف تحتاج إلى تطوير وتنفيذ خطة عمل ضد تجارة البشر تشمل تجارة الرقيق.
المتابعة: أخطرت سلطة الائتلاف المسؤولين الأمريكان في العراق بظهور تجارة الرقيق في عراق ما بعد الحرب. كما أعلنت سلطة التحالف سياستها في حظر تورط أمريكان في تجارة الرقيق أو النشاطات المتعلقة بذلك ونبهت على الشرطة العسكرية أن تنفذ هذه السياسة. وقد أحيط المترجمون العراقيون الذين يعملون مع سلطة التحالف بالموضوع وتم تشجيعهم على الإبلاغ عن أية معلومات عن حالات تجارة بالرقيق أو خطف (اعتراف ضمني بأن وجود القواعد الأمريكية يشجع التجارة). ونتيجة لذلك اعتقلت الشرطة العسكرية الأمريكية والعراقية ست رجال لخطفهم فتيات صغيرات وبيعهن لبيوت الدعارة.
الوقاية: رغم انه حالياً لا يوجد ملاجئ لضحايا تجارة الرقيق فإن مثل هؤلاء يوجهن للذهاب إلى المستشفيات والمنظمات الدولية للمساعدة.
اليمن حالة خاصة لأن معلومات تجارة الرقيق متناثرة ومن الصعب جمعها . اليمن قد تكون بلاد منبع ومحطة نهاية في تجارة الرقيق الدولية . في الماضي لم تكن تجارة الرقيق مشكلة في اليمن ولكن المؤشرات تؤكد ظهور هذه الجريمة . هناك تقارير عن التجارة بالأطفال من اجل تسخيرهم للعمل كشحاذين في السعودية. وتذكر التقارير في 2003 و 2004 ان أعدادا متزايدة من النساء العراقيات تم نقلهن إلى اليمن للعمل في الدعارة . وحين تنبهت الحكومة اليمنية إلى ذلك قامت بإصدار تعليمات تنص على ضرورة حصول العراقيين على تأشيرة دخول .
***
الملحق الرقم (56)
هيومن رايتس ووتش : الشرطة ترتكب الانتهاكات ضد المعتقلين بصورة منهجية
القدس العربي: 25/ 1/ 2005
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة العراقية بالتعذيب الروتيني للمساجين متهمة من أسمتهم «المراقبين الدوليين» في العراق بعدم الاكتراث للأمر. وقد جاء ذلك في تقرير للمنظمة في 94 صفحة «تحت عنوان العراق الجديد؟ تعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم في حجز السلطات العراقية». وفيه وثَّقت المنظمة الانتهاكات التي ترتكبها السلطات العراقية كالتوقيف غير المشروع للأشخاص، واحتجازهم أمداً طويلاً في عزلة عن العالم الخارجي، وتعريض المعتقلين (بما في ذلك الأطفال) للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، حتى أصبحت من الأمور الاعتيادية المألوفة في مراكز الاعتقال. وأجرت المنظمة مقابلات في العراق مع 90 معتقلاً، ادعى 72 منهم أنهم تعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة، وخاصة أثناء التحقيق معهم. أما أساليب التعذيب التي وصفها المعتقلون فتشمل الضرب المعتاد على مختلف أنحاء الجسم باستخدام الأسلاك الكهربائية وخراطيم المياه، وغيرها من الأدوات. كما أفاد المعتقلون بتعرضهم للركل، والصفع، واللكم، والتعليق من معاصمهم فترات طويلة، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، والصعق بالصدمات الكهربائية الموجهة للأجزاء الحساسة من الجسم، بما في ذلك شحمة الأذن والأعضاء التناسلية، أو إبقائهم معصوبي الأعين أو مقيدي الأيدي بضعة أيام. وفي عدة حالات، تكبد المعتقلون إصابات من المحتمل أن تكون قد ألحقت بهم عاهات بدنية مستديمة. وأفاد المعتقلون أيضاً أن قوات الأمن العراقية حرمتهم من الغذاء والماء، وحشرتهم في زنزانات صغيرة لا تتسع لهم إلا وقوفاً، ووصف الكثير من المعتقلين كيف حاول أفراد الشرطة العراقية أخذ رشاوي منهم في مقابل إطلاق سراحهم، أو السماح لهم بمقابلة ذويهم، أو الحصول على الغذاء والماء. كما يسلط التقرير الضوء على الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبها جهاز المخابرات الوطني العراقي منذ منتصف عام 2004، وبالأخص ضد أعضاء الأحزاب السياسية التي يعتبرها خطراً على أمن الدولة.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن تحقيقاتها في العراق على مدى أربعة أشهر بين تموز (يوليو) وتشرين الأول (أكتوبر) 2004 كشفت عن الاستخدام المنهجي للاعتقال التعسفي، والاحتجاز فترات طويلة قبل المحاكمة (قد تصل إلى أربعة أشهر في بعض الحالات) بدون مراجعة قضائية، وتعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم، وحرمانهم من الزيارات العائلية، ومن الاتصال بمحامين، وسوء معاملة الأطفال المعتقلين، والظروف البالغة السوء في منشآت الاعتقال السابق للمحاكمة.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش: من المؤسف أن الشعب العراقي مازال يعاني من حكومة لا تخضع لأي حساب أو عقاب على معاملتها للمعتقلين. وقالت: لا يجوز لأي حكومة تبرير تعذيب المعتقلين باسم الأمن. وقد تقاعست السلطات العراقية، باستثناء حالات نادرة، عن التحقيق مع المسؤولين عن الانتهاكات ومعاقبتهم، كما أن مستشاري الشرطة الدوليين، وهم في الأغلب والأعم مواطنون أمريكيون تمولهم الحكومة الأمريكية، غضوا الطرف عن هذه الانتهاكات المتفشية. وقالت ويتسن لقد سمح المسؤولون العراقيون ومستشاروهم باستمرار هذه الانتهاكات دون ضابط ولا رادع، باسم إحلال الأمن والاستقرار في العراق، ولم نرَ أحداً من أفراد الشرطة يخضع للمساءلة عن أفعاله.
لذا دعت اللجنة الحكومة العراقية إلى التحقيق في جميع ادعاءات التعذيب وسوء المعاملة على وجه السرعة، وتقديم المسؤولين عن إيذاء المعتقلين إلى العدالة. والنظر جدياً في السماح لمنظمات رصد حقوق الإنسان المستقلة بتفقد منشآت الاعتقال الخاضعة لسلطة وزارة الداخلية. كما دعت الولايات المتحدة، وغيرها من الدول المانحة، للتحقق من أن المستشارين الدوليين العاملين مع السلطات العراقية في مجال حفظ الأمن والنظام والاعتقالات يعطون الأولوية بصفة عاجلة للمساعدة في إرساء آلية للإبلاغ الفوري عن ادعاءات التعذيب وسوء المعاملة، والتحقيق فيها، بما في ذلك إنشاء هيئة مستقلة للشكاوى
يمكن الاطلاع على تقرير العراق الجديد؟ تعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم في حجز السلطات العراقية بالإنجليزية بعد موعد حظر النشر على الصفحة التالية: http://hrw.org/reports/iraq0
***
الملحق الرقم (57)
تقرير الرابطة الإنسانية العراقية لحقوق الإنسان في الديوانية عن ملف الانتهاكات من قبل قوى الأمن
1/ 6/ 2005
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت الرابطة قد قدمت تقريرا سابقا بعد زيارة إلى مديرية شرطة الديوانية ومديرية مكافحة الإجرام ومديرية تسفيرات الديوانية للوقوف على أحوال الموقوفين وأساليب وطرق التحقيق المتبعة معهم وكانت المحصلة انتهاكات وخروقات وأساليب التحقيق... لا تقل وحشية عن أساليب النظام السابق إن لم تكن أكثر منها قبحا وقسوة وقد تم نشر هذا التقرير في صحيفة الزمان كما وقد قمنا بتزويد الوزارة المعنية بحقوق الإنسان وقد خلق التقرير بعض ردود الفعل البسيطة التي لا يمكن اعتبارها بالمنهج والأسلوب الذي يتناسب مع ما نتمناه ومجتمع جيد متحضر وكأننا بتقريرينا هذا خلقنا عنصر التحدي عند الطرف الآخر لاسيما ولانه يمتلك الأسلوب البوليسي من السرية وعدم تعاون أي طرف في إفشاء ما يدور في غرف التعذيب وكيفية تسجيل اعترافات حيث إنها أشبه بشبكة عنكبوتية يصعب الدخول واليها والخروج منها مما جعلها تمضي قدما في ظلمها وتجبرها مستفيدة من ذلك ما يدر عليها من ابتزار وتجريم وتبرئة وفق ما يتلاءم ومصالحها النفعية مستغلين الانفلات الأمني وعدم الاستقرار السياسي وغياب مبدأ المحاسبة المدعوم بالعقوبة الرادعة.
ومن هنا كان لرابطتنا جولة أخرى لنصرة من كان مظلوما بغير حق يحدونا أمل في جذب انتباه المسؤولين في البلد أو المحافظة بشكل خاص لوضع حد في مثل هذه الخروقات والانتهاكات بحق أبناء هذا البلد الذي أثخن بالجراح من القريب قبل الغريب اللهم اشهد اننا قد بلغنا المسؤولين في البلد للمرة الثانية وإننا قد وضعنا ما يثقل كواهلنا من عبء المسؤولية من خلال قول كلمة الحق وبالدليل القاطع لكي يرى من له شانه وقرار رأيه في إصلاح الوضع المنحرف وإننا لمنتظرون.
أولا : مدرية فوج طوارئ الديوانية : بتاريخ 9/5/2005 قمنا بزيارة فوج طوارئ الديوانية وكانت لنا هذه المشاهدات:
1-التقينا بالمعاون واخبرنا بأنه لا يوجد لديهم موقوفون سوى شخصين مضى عليهما ليلة وسيتم إطلاق سراحهما بعد أن تعرض أوراقهما على القاضي
2-عند زيارتنا مكان الموقوف تبين أنها غرف صغيرة ( 3×2.5 يوجد فيها (11) موقوف خلاف ما ذكره المعاون
3-لا توجد مروحة ولا إطعام على حساب السجن بل السجين يشتري على حسابه مهما كان ظرفه .
4-لا توجد مواجهه مع ذويهم أو اتصال مباشر بل يقوم الفوج بالاتصال مع ذويهم .
5-يتم التحقيق من قبل ضابط تحقيق لم يكمل دراسته الحقوقية ويرسلهم إلى قاضي التحقيق .
6-عدم إرسالهم مباشرة إلى المحكمة أو الجهات المختصة التي تتوفر لديهم سجن مؤهل .
7-لم يستخدم الفوج معهم الإهانة أو الضرب بعد التحقيق مع الموقوفين .
التوصــيات
1-توفير غرفة تصلح لان تكون سجناً للموقوفين تتوفر فيه الخدمات الصحية
2-تمكين الموقوفين من الاتصال بذويهم بشكل مباشر لكي يتسنى لهم متابعة وضعهم القانوني
3-توفير وجبة طعام يومية على اعتبار أن الموقوف على ذمة الجهة التي أوقفته .
4-إرسال أوراق الموقوف إلى الجهات المختصة للتحقيق معه مباشرة خشية اختلاف المعلومات التي يدلي بها الموقوف تحت ظرف ما .
مكتب سرقة السيارات:
بتاريخ 10/5/2005 قمنا بزيارة مكتب سرقة السيارات في الديوانية والتقينا بمدير المكتب العقيد حسين جبر البيضاني وكانت لنا المشاهدات التالية:
1-لا يوجد موقف أو سجن خاص للموقوفين حيث إننا التقينا بثلاثة موقوفين في الممر قضوا الليل مكتوفي الأيدي من الخلف جلوسا بدون طعام ولكنهم لم يتعرضوا للضرب .
2-توجد ادعاءات غير واضحة لا يمكن إثباتها أو نفيها ولابد من وجود لجنة نزاهه أو متابعة مهمتها رقابية لغرض عدم حدوث أي انتهاك بحق أي شخص .
سجن مديرية الشرطة : بتاريخ11 / 5/ 2005 و 12/5/ 2005 قمنا بزيارة سجن مديرية شرطة الديوانية ووجدنا أربع قاعات
1-القاعة الأولى واسعة ونظيفة جدا والموقوفون فيها كلهم من أفراد الشرطة بقضايا مختلفة .
2-القاعة الثانية توجد فيها ثمان نساء قاعة واسعة إلاَّ أنها لا يمكن مقارنتها بالقاعة الأولى التي خصصت لإفراد الشرطة.
3-القاعة الثالثة وجود أربعة أطفال مع أمهم الحامل أصغرهم بعمر ثلاث سنوات وأكبرهم بنت عمرها (12 ) عاما مضى على موقوفيتهم مع أمهم في القاعة المخصصة للنساء خمسة اشهر ولا يعلم إلى متى سيبقون حيث إن هناك مستجدات قانونية تحصل فيما يخص أمهم .
4-القاعتان المتبقيتان للرجال واسعة ولكنها تنقصها بعض الخدمات الصحية .
5-معاملة الشرطة القائمين على الموقف جيدة جدا .
شواهد حول زيارة سجن المديرية:
1-الاهتمام بالقاعة الخاصة بتوقيف أفراد الشرطة وتميزها عن بقية القاعات بترميمها وتجديد مرافقها الخدمية بصورة جيدة
2-عدم تعقيم القاعات والخشية من تفشي مرض يصعب السيطرة عليه .
3-عدم معاينتهم من قبل الطبيب الذي يزورهم إلا بشكل سطحي ومن خلف القضبان وتذمر بعض الموقوفين من الطبيب وأسلوبه .
4-عدم وجود حمامات للاستحمام .. واتخاذ المرافق الصحية غير النظيفة تماما للاستحمام مما له أثارا صحيا .
5-مستوى التغذية لديهم وسط ولم تتحسن حسب رواية الموقوفين علما إن الدعم المادي والمخصص لتغذيتهم ممكن أن يوفر لهم طعاما جيدا .
6-معظم الموقوفين على ذمة مديرية مكافحة الإجرام استخدمت معهم أساليب بالغة الوحشية وغير أخلاقية .
7-تعرض الكثير من السجناء إلى الأذى الجسدي الذي ترك أثارا نفسية وعاهات جسدية مع أدلة ظاهره تثبت ذلك .
8-تجريم الموقوفين والحصول على اعترافات تحت وطأة التعذيب الجسدي الشديد، ومنها إدخال القضبان السميكة في الدبر وإجلاسهم على القناني الزجاجية بالقوة مما يؤدي إلى تمزق الشرج.
9-لا يوجد اختلاف في أساليب الاستجواب والتحقيق عما تم ذكره في تقريرنا الأول .
10-عدم ثقة الموقوفين بأي جهة إنسانية لعدم فاعليتها واتهامهم بوقوف لجنة حقوق الإنسان المخصصة من الداخلية مع المحققين في إلحاق الأذى بهم، وان أي شكوى يقدمونها إلى رئيس اللجنة ترتب عليها عقوية وحشية بالذين قاموا بالشكوى مما يثير الاستغراب .
11-لا يزال الكثير من الموقوفين يخشون التكلم مما تعرضوا له خشية إيذائهم وهذا ما حصل معهم تكرارا ورفضوا التعاون معنا بهذا الخصوص .
انطباعات حول الزيارة :
1-لا يوجد اختلاف في أسلوب انتزاع الاعتراف والتجريم في التحقيق من خلال كل الزيارتين إلى السجون مما يوحي بان لا تدابير تتخذ بشكل جدي وفعال حول هذا الموضوع .
2-وجود تغاضي حول التحقيق والنتائج التي يترتب عليها مما يشير إلى وجود أصابع للفساد .
3-عدم تفعيل القرارات القانونية للحد من التسلط والمحسوبية .
4-عدم تفعيل لجنة النزاهه بالرغم من رفع لجنة النزاهه لكثير من التقارير حول الانتهاكات مما جعلها غير فعالة وهذا مما شجع المفسدين المضي قدما في غيهم .

التوصيات
1-تفعيل لجنة النزاهة من خلال الأخذ بتقاريرها المدعومة بالأدلة على الخروقات والانتهاكات القانونية والإنسانية .
2-الزيارات المفاجئة والغير معلنة من قبل المسؤولين على أعلى المستويات للسجون وأماكن التحقيق والاستفراد بالموقوفين على حالاتهم .
3-تشخيص الأفراد الذين يقفون وراء الانتهاكات والتحقيق معهم.
4-تقييم الأضرار التي لحقت بالموقوفين نفسيا وجسديا من خلال تقارير طبية لغرض الحصول على استحقاقاتهم القانونية.
5-تحسين أحوال السجون الصحية وتأهيل الأماكن غير الصالحة من كافة الجوانب والوقوف على تغذيتهم بشكل يومي
6-تشكيل لجنة قانونية متمكنة للوقوف على نوع القضايا والتأكد من سلامة التحقيق وتأكيد العدالة كل ضمن استحقاقه .
7-التعجيل في تسيير القضايا وعدم إبقاء السجناء لفترات طويلة في الموقف .
حالة خاصة :
لا يخفى إن الوضع الأمني المنفلت وان المرحلة التي يمر بها البلد خلق كثيرا من الإفرازات والصور الغريبة على بلدنا وعلى مجتمعنا، فكانت كالنار التي تأتي على الأخضر اليانع واليابس الذي لا فائدة ترجى منه، صور المأساة في بلدنا باتت حالة مميزة وعنواناً يومياً تفتح به صحف وإذاعات العالم الصديقة إن وجدت، والعدوة وللأسف ما أكثرها، ولكنها مسؤولية الدولة من خلال مسئوليها أصحاب القرار مع قوى المحبة للخير والعاملة في هذا المجال من منظمات وجمعيات المجتمع المدني وحقوق الإنسان تتطلب جهدا استثنائيا غير طبيعي للنهوض بالواقع وزرع الأمل من خلال الإرادة والتصميم لبلوغ الطرف الآمن، كل هذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الرؤية الواضحة والشفافية في التعامل لتجنب الخلط الغير موضوعي والغير إنساني أو قانوني.
ومن خلال هذا العرض نريد القول إن توقيف أربعة أطفال أبرياء بعمر الورد في زنزانة مع ثلة من المتهمات بقضايا قتل وسلب ودعارة هو سابقة لم نجد لها أي مسوغ تحت أي مبرر فلا يمكن أن يؤخذ الأطفال بجريمة آبائهم أو أمهاتهم فإننا نجد أن هذا المكان هو ملوث فكريا وأخلاقيا وصحيا وان المكان الصحيح هو الحجر الدافئ والمدرسة أو اللعب في الحدائق. فإذا أخذنا بحال هؤلاء الأطفال الأربعة ووضعهم الخاص جدا والمحير والمحزن في آن واحد فعلى الدولة والمسؤولين بإيجاد طريقة لإخراجهم من وضعهم الذي يتناسب مع براءتهم ناهيك على أنه مضى عليهم اكثر من خمسة اشهر وهم رهن الاعتقال مع أمهم الحامل.
***
الملحق الرقم (58)
فرقة موت من قاطعي الرؤوس !
26/ 4/ 2005م دورية العراق: ستيفانو كياريني ترجمة: بديع ابو عيده
فرقة خاصة من رجال البحرية الامريكية, يحيط بها الكثير من الغموض, ويطلق عليها السكان المحليون لقب «مجموعة السبعة والعشرين», والتي تمثل فرقة موت حقيقية يتميز اعضاؤها بوضع وشم خاص على صدورهم. وكانت قد عملت في الاسابيع القليلة الماضية بمنطقة الطارمية. الواقعة على مسافة 70 كيلو مترا الى الشمال من بغداد, حيث اقدموا على ذبح اثنين من الفلاحين المشتبه بمساعدتهما للمقاومة المحلية, مشعلين النار بالمنشأة الزراعية التي كانا يعملان بها, بالاضافة الى اشعال النار بعدد من غابات النخيل المحيطة بها.
وقد تم التأكيد على ذلك امام عدسة تصوير تلفزيونية تعود لاحد الصحفيين العراقيين, من قبل سكان القرية, الذين كان من بينهم احد العمال الناجين، حيث ظنوا انه قد فارق الحياة, بالاضافة الى عائلة احدى الضحيتين. فمنذ شهور عديدة، وقت أن جرى في الصيف الماضي تعيين جون نيغروبونتي سفيرا للولايات المتحدة الامريكية في بغداد, والحديث يدور بشأن «الاختيار السلادوري», لهدف سحق المقاومة العراقية، واستخدام فرق موت حقيقية متخصصة, واستغلال الحصانة المطلقة, التي يتمتع بها الجنود الامريكيون, عندما يقتلون, يسرقون, يعذبون, او يغتصبون. وليس هناك شهود في غالب الاحيان.
اما الضحايا الذين يتملكهم الخوف والفزع, فهم لا يجرؤون حتى على التبليغ عن اعمال العنف التي تعرضوا لها. ومن يفعل ذلك بعد مغادرته السجن يكون مصيره الاعتقال من جديد, بحيث تختفي اخباره كليا فيما بعد. ولهذا السبب, فان الشهادة الخاصة بفرقة الموت في الطارمية ليست سوى شعاع ضوء تم تسليطه نحو الرعب الناجم عن حرب اختلالية من غير قرائن, او بينات. وعليه, فبالنسبة لهوية الصحفي العراقي, صاحب الشريط المسجل, او لتلك العائدة للذي بقي على قيد الحياة, وللشهود الاخرين, فقد تم, ولدواع امنية المحافظة على سريتها.
ولكن جرى بالوقت نفسه، العمل على ايداع نسخة من شهاداتهم لدى «محكمة بروكسيل» وريثة «محكمة راسيل» الشهيرة, التي كانت قد تولت النظر بالجرائم التي صاحبت حرب فييتنام. والحقائق موضع التبليغ الفظيع كان لها كابطال سيئي الحظ, ثلاثة عمال تم استخدامهم في واحدة من مزارع الدواجن. وواحد منهم بالضبط, كان هو الشاهد الذي بقي حيا في الخامسة والعشرين تقريبا, متزوج, واب لطفلين, يشتغل كعامل مياومة, وقد اسميناه عمر. فهو الذي كان يعمل في ذلك اليوم في المزرعة, وقت ان لاحظ قدوم عشرة جنود, يضعون جميعا نظارات سوداء, ومدججين بالسلاح بشكل ملفت للنظر, واكثر من العساكر الذين عادة ما يشاهدون وهم يقومون باعمال الدورية. فعاجله احد جنود البحرية بضربة بعقب مدفع رشاش محمول، صوبت إلى وجهه, اعقبها باخرى الى صدره, وثالثة استهدفت معدته, صارخا به بوجوب الاعتراف فيما ان كانت هناك اسلحة مخبأة داخل المنشأة فصاح عمر بدوره: «فلتخرجوا الدجاج لتتبينوا. فلا وجود للسلاح بشكل قطعي».
فرد عليه جندي المارينز«يبدو انك انسان قوي, وانا متأكد بأنك من يقوم بزرع العبوات الناسفة على الطرقات» . ثم استلوا حرابهم, وشرعوا بتمريرها على يديه. فأمرهم القائد باصطحاب عمر ورفيقه, الذي نسميه سعد, الى غابة نخيل كثيفة تقع بالقرب من «البراكس المكيف، وهناك بعيدا عن اعين الفضوليين, قام قائد السرية بالجثو على احدى ركبتيه قريبا من عمر الجالس على الارض, وكان قوي البنية, متوسط الطول, بعينيه الخضراوتين, والوشم على صدره.
كما قام جندي بحرية اخر بالدنو من صديقه. وكان اكثر بدانة. ويقول عمر: كنت قد فهمت عند هذا الحد انهم يزمعون قتلنا. فقام قائد الجند, ومن خلال شد شعري باحدى يديه, بارجاع رأسي للوراء, ورأيت الحربة, وهي تمر باتجاه الرقبة, كي تقطع حنجرتي من ناحية الاذن اليسرى حتى الاذن اليمنى فانتابني ألم فظيع, وانقلبت محاولا ايقاف تدفق الدم بكلتا يدي.
كما شاهد عمر عملية ذبح صاحبه وهو يقول بهذا الصدد: كان ذلك الجندي السمين قد وضع الحربة امام حنجرة سعد, وما لبث ان قام بقطعها. ثم وضع حذائه الحربي خلف الرقبة, ساحبا الرأس الى الخلف بمنتهى العنف, مما ادى الى قطع الرقبة. فتوفي المسكين في الحال. وكان عمر ملقى على الارض, شبه مغمى عليه, ودماؤه تسيل, وقت ان ضغط القائد بحذائه على عنقه المقطوع, بحيث كاد ان يخنقه, بينما وجه جندي اخر, ضربة اخرى بحربته لتستقر بخاصرته اليمنى, ونتيجة لتولد القناعة لديهم, بان كلا الاثنين قد توفيا, اقدم جنود البحرية عندئذ بالقاء الجثتين الى مياه النهر الضحله, وقاموا باشعال النار بغابة النخيل, وبالحقول القريبة.
ولكن عمر وبسبب ملامسته للماء كان قد تمكن من استعادة الوعي, واستطاع الخروج الى ضفة النهر, حيث تم العثور عليه والعمل على انقاذه من قبل مالك المنشأة الزراعية, الذي كان قد هرع برفقة بعض افراد الشرطة المحلية. سعيا وراء اخماد الحريق وباصطحابه الى بغداد كان قد كتب لعمر حياة جديدة، حتى بالرغم من كونه شبه مشلول لغاية الان.
ويمكن القول ان عمر غير قادر على اعطاء تفسير لجميع ما حصل له, وتلك الهمجية التي اتصف بها ذابحوه. لا اعرف السبب الذي دعاهم الى التصرف ضدنا بهذا الشكل. ولا ادري ان كانوا قد تعرضوا لهجوم ما. ولكن ان حصل ذلك, فهو ليس من ناحيتنا بكل تأكيد. ومن ثم, فأنا غير قادر على استيعاب السبب الذي دعاهم الى العودة من جديد لهدف الامعان في تشويه جسدينا.
ومن البديهي انهم لم يعثروا على جسدي مما جعلهم يستكلبون, ممعنين في تقطيع جسد زميلي, حيث قاموا بالتقاط تلك الجثة الهامدة. وعمدوا الى اقتلاع العينين، وتشويه الوجه, وتقطيع الذقن. فلا نعدو كوننا عمالا. فما الذي كنا قد ارتكبناه ضدهم من افعال? ثم, وفي محاولة للعثور على اي تفسير اخر. كان عمر قد مال الى الاعتقاد انهم ربما كانوا راغبين باتهام اناس اخرين بمسألة ذبحنا. او ربما كانوا يحاولون افزاعنا من خلال تبليغ رسالة الى القرية بأكملها. وربما كانوا ميالين الى اظهار جبروتهم. او ربما تعلق الامر بعملية عقاب جماعي. لقد مكثوا داخل الغابة لمدة ستة ايام. ولم يكن بمقدور اي كان الاقتراب من المكان.
وقبل انهاء المقابلة, كان الفلاح العراقي قد تحدث عن حادثة اخرى, اكثر رعبا بالنسبة لفظاعتها. وكان ابطالها هم المارينز من «مجموعة السبعة والعشرين». من المحتمل ان نكون الاوائل, ولكن لسنا بالاخرين, الذين كانوا قد تعرضوا لمثل هذه المعاملة. فلقد سمعت هنا في القرية عن سائقين شابين, كانا قد قتلا, وتم التمثيل بجثتيهما على قارعة الطريق. حيث جرى ذبح احدهما, وقطعت جثته الى اربعة اجزاء. وعمدوا الى لف امعائه من حول رقبته. اما بالنسبة لما حدث للاخر, فقد قاموا بانتزاع قلبه ليثبتوه على ظهره.
عن: المانيفيستو الايطالية. المصدر: الكادر
***
الملحق الرقم (59)
بيع عقارات الدولة
جمهورية العراق مجلس الوزراء الأمانة العامة
العدد : ق / 6 / 1 / 28 / 94/ التاريخ : 4 / 1 / 2005
إلى وزارة البلديات والأشغال العامة /مكتب الوزير
محافظة النجف / مكتب المحافظ
م/بيع عقار
حصلت موافقة السيد رئيس الوزراء على بيع العقارين أدناه :
أولاً ـ العقار المشغول حاليا من مديرية امن النجف إلى مشروع تشييد مرقد شهيد المحراب السيد الحكيم والمؤسسات التابعة له لضمها إلى المرقد من اجل تشييد المؤسسات الثقافية التابعة له ببدل إجمالي قدره (عشرة آلاف دينار).
ثانيا ـ عقار مديرية الأمن السابقة إلى مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي ببدل إجمالي قدره (عشرة آلاف دينار).
لاتخاذ ما يلزم ..مع التقدير توقيع د. زهير عبد الغني حمادي الأمين العام لمجلس الوزراء
نسخة منه إلى ـ مديرية التسجيل العقاري .. لاتخاذ ما يلزم ..مع التقدير
***
الملحق الرقم (60)
تقرير حـول انتهاك قـوات الأمـن العراقيـة لحقوق الإنسان في الموصل للمدة من تشرين الثاني 2004 ولغاية نيسان 2005 التقرير رقم (12): أيار 2005
المقدمــــة
إن المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان إذ تضع في اعتبارها الواجب الذي يقع على عاتق الدول بمقتضى ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945وبخاصة ما تقضي به المادة (55) منه، من تعزيز احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ومراعاتها على مستوى العالم، وانطلاقاً من المادة (5) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة( 7 ) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكلتاهما تنصان على عدم جواز تعرض أحد للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، ومراعاة لإعلان حماية جميع الأشخاص من التعرض للتعذيب، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 كانون الأول 1975، ورغبة في زيادة فعالية النضال ضد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية، تقدم هذا التقرير عن الأوضاع الخطيرة والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان الناجمة عن جرائم التعذيب التي ارتكبت بحق الأشخاص المحتجزين لدى قوات الأمن العراقية في الموصل.
مــدخــــل
في بادئ الأمر تذكر المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان الجميع بالحقائق المهمة الآتية:
1. يجب أن لا يتخذ من تردي الأوضاع الأمنية في العراق ذريعة لممارسة جرائم التعذيب بحق المتهمين مهما كانت الغايات التي يراد تحقيقها من تلك العمليات سواء أكان الغرض منها انتزاع اعترافات المتهم بالقوة أو إلحاق الأذى بالضحية أو تصفيته جسدياً ، وهذا الأمر لا يشكل موقفاً للمنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان فحسب بل هو موقف النصوص القانونية الدولية وبهذا الخصوص نذكر بنص الفقرة الثانية من المادة الثانية من اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية والتي تنص على أن: ( لا يجوز التذرع بأية ظروف استثنائية أيا كانت، سواء أكانت هذه الظروف حالة حرب أو تهديدا بالحرب أو عدم استقرار سياسي داخلي أو أية حالة من حالات الطوارئ العامة الأخرى كمبرر للتعذيب).
2. إن جرائم التعذيب التي ارتكبت بحق المحتجزين في العراق تقع ضمن إطار الوصف القانوني لجريمة التعذيب التي نصت على تجريمها المواثيق والصكوك الدولية لحقوق الإنسان وتنطبق مع التعريف الدولي لجريمة التعذيب الذي أوردته الفقرة الأولى من المادة الأولى من الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب والتي تنص على (لأغراض هذه الاتفاقية، يقصد ((بالتعذيب)) أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديا كان أم عقليا، يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص، أو من شخص ثالث، على معلومات أو على اعتراف، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه، هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث - أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأي سبب من الأسباب يقوم على التمييز أيا كان نوعه، أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص آخر يتصرف بصفته الرسمية. ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو الذي يكون نتيجة عرضية لها) .
3. إن قانون الدفاع عن السلامة الوطنية لسنة 2004 لا يعطي الحق للأجهزة الأمنية باستغلال الظروف الاستثنائية أو حالة الطوارئ لارتكاب جرائم التعذيب كما لا يبيح إجراء المداهمات العشوائية واستمرار احتجاز الأشخاص لفترات طويلة ومن دون أن يصدر بحقهم أي مذكرات قانونية بإلقاء القبض وبهذا الخصوص تنص الفقرة الأولى من المادة الثالثة من هذا القانون على ما يأتي : ( يخول رئيس الوزراء في حالة الطوارئ وفي حدود منطقة إعلانها بالسلطات الاستثنائية المؤقتة التالية (ا) بعد استحصال مذكرة قضائية للتوقيف أو التفتيش إلا في حالات ملحة للغاية، وضع قيود على حرية المواطنين أو الأجانب في العراق، في الجرائم المشهودة أو التهم الثابتة بأدلة أو قرائن كافية فيما يخص الانتقال والتجوال والتجمع ..) أما المادة الرابعة من هذا القانون فتنص بأن (تعرض القرارات والأوامر الصادرة بتوقيف أو حجز الأشخاص أو الأموال التي تتخذ بموجب أحكام هذا القانون على قاضي التحقيق على أن يمثل المتهم أمام قاضي التحقيق خلال (24) ساعة من اتخاذها) .
4. إن قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية بوصفه القانون الأعلى للبلاد حرم أعمال التعذيب بكل أنواعه ولم يعتد بالاعترافات والإفادات التي تنتزع تحت التعذيب كدليل إثبات أمام المحكمة وبهذا الخصوص تنص الفقرة (ي) من المادة الخامسة عشر من هذا القانون على ما يأتي: (يحرّم التعذيب بكل أشكاله، الجسدية منها والنفسية وفي كل الأحوال, كما يحرّم التعامل القاسي المهين وغير الإنساني. ولا يقبل كدليل في المحكمة أي اعتراف انتزع بالإكراه أو التعذيب أو التهديد لأي سبب كان وفي أي من الإجراءات الجنائية الأخرى).
5. إن الأشخاص المحتجزين لدى قوات الأمن العراقية لا يمكن اعتبارهم معتقلين أو متهمين لأنهم لم يعتقلوا أو يلقى القبض عليهم وفقاً للشكل الذي اعترف به القانون العراقي وإنما تم أخذهم من منازلهم أو محالهم أو دوائرهم بشكل تعسفي وخارج عن إطار القانونين والأعراف الاجتماعية والإنسانية أويتم التقاطهم وتقيدهم جزافاً من الشوارع والأسواق والمحلات العامة . وبالتالي تستخدم المنظمة الإسلامية في تقريرها هذا مصطلح ( المحتجزين ) لأنه يتناسب مع الوقائع المادية والقانونية . وان المنظمة تذكر بتعريف المحتجز الذي جاءت به الأمم المتحدة في ( مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن لعام 1988) والتي تعرف المحتجز بأنه : (أي شخص محروم من الحرية الشخصية ما لم يكن ذلك لإدانته في جريمة ) .
6. إن جرائم التعذيب التي يتناولها التقرير ليست الانتهاك الوحيد بحق المحتجزين بل هي الانتهاك الأخطر وهناك من الانتهاكات العديد والتي لا يحدها حد . وهذه الانتهاكات تبدأ من لحظة اقتحام منزل الشخص المراد إلقاء القبض عليه مرورا بمرحلة التفتيش و أثناء عملية نقل المحتجز إلى المؤسسات الأمنية و بعد احتجازه من غياب الضمانات الصحية والإنسانية والقانونية وكما يأتي :

أ-الظروف الصحية والإنسانية للمحتجزين
أماكن الاحتجاز:
يوضع المحتجزون في قاعات تفتقد إلى ابسط الظروف والمستلزمات الصحية والحياتية وهذه القاعات تتراوح مساحتها ما بين ( 7× 5 و7×4 و7×7 و4×4) وتضم كل قاعة أعداداً كبيرة من المحتجزين تتراوح ما بين مائة وعشرين إلى مائة وخمسة وثمانين محتجزاً وهذه الإعداد في تغير دائم تبعاً لزيادة أعداد الموقوفين لدى تلك القوات . ويترتب على وجود هذا العدد الكبير من المحتجزين داخل القاعة الواحدة أن معظمهم يبقى لفترة طويلة واقفاً على قدميه لعدم وجود مساحة كافية لجلوسه أو لاستلقائه على الأرض و إذا تمكن من الجلوس فلا يقضي إلا وقتاً قصيراً ويبقى بوضع لا يستطيع معه أن يتحرك بأي شكل من الإشكال وغالباً ما يشاهد المحتجزون وهم مكدسين احدهم على الأخر بحيث لا يتمكن احدهم من أن يحرك يده دون أن يلمس محتجزاً آخر أما أماكن الاحتجاز فمظلمة وتنتشر فيها الروائح الكريهة و هي بيئة مناسبة لانتشار الفطريات ويضم قاع بعضها الديدان والحشرات الضارة كالقمل والبعوض .
وهناك مكان أخر يجري فيه احتجاز الأشخاص وهو عبارة عن قبو ( سرداب ) تحت الأرض يفوق جميع أماكن الاحتجاز سوءً من جميع النواحي واهم ما يميز هذا المكان هو وجود مياه أسنة تستمر بالنضوح من بين جدرانه وروائح كريهة للغاية تنبعث من داخله وان الأشخاص الموجودين بداخله تغطي المياه أقدامهم ويبقون فترة طويلة بداخله.
ظروف الاحتجاز:
يتم احتجاز الأشخاص في ظل ظروف صحية وإنسانية سيئة للغاية حيث يجبر الأشخاص على البقاء في أماكن رديئة للغاية لا تتوفر فيها ابسط الضمانات الصحية والإنسانية التي يجب توفيرها في أماكن الاحتجاز فابتداءً يقضي المحتجز أوقات طويلة في ظل بيئة مملوءة بالأوساخ والقاذورات ولا تتوفر أي منافذ تسمح بدخول الهواء إلى داخل القاعات ولا تدخلها أشعة الشمس فضلاً عن انتشار الأمراض المعدية وغيرها بين المحتجزين كالتيفو والأنفلونزا و سائر الإمراض الجلدية كا لجرب و الاكزمة والمغص بأنواعه والتقيؤ وإلام البطن والإمراض التنفسية نتيجة لعدم وجود أي من المستلزمات الصحية ومواد التنظيف ، ويعاني المحتجزون أيضاً من الوضع السيئ لدورات المياه الموجودة داخل القاعات والتي عادة ما تمتلئ مما يؤدي إلى نضوح المياه الأسنة إلى جميع أجزاء القاعة وتتحول تلك القاعات إلى بركة من المياه الملوثة ويبقى المحتجزون على حالهم من دون أن يتم التدخل من قبل القائمين بالاحتجاز لغرض التخفيف من معاناتهم . ولا يوجد داخل قاعات الاحتجاز أية أغطية أو فرش وبالتالي فليس للمحتجز إلا أن يبقى أما واقفاً على الأرض الباردة والمتسخة أو أن ينام عليها وبالتالي يمكن أن نقدر حجم الإضرار الصحية والإمراض التي تنجم عن ذلك خاصة أن الأرض عادة ما تكون مبللة وان معظم الحالات التي دخلت إلى هذه القاعات قضت شتاءً بارداً وقارصاً بعد أن كتب لها أن تعتقل في فصل الشتاء .
الوضع الصحي:
كانت العناية الصحية بالمحتجزين معدومة بشكل كلي ، فلا يوجد أي طبيب أو موظف صحي يتولى تقديم الخدمات الصحية للمرضى والمصابين كما لا يقدم لهم أي نوع من الأدوية أو المسكنات رغم الحاجة الماسة إليها من قبل جميع المحتجزين خاصة أولئك الذين سقطوا ضحايا التعذيب الخطير ، ولم يقدم إلى المحتجزين أي نوع من الضمادات أو الإسعافات الأولية وفي نفس الوقت لم توفر الجهات القائمة بالاحتجاز وحدة طبية أو كادر متفرغ يقوم بتلك المهام ولا عجب، فمتى سمعتم بجلاد يداوي ضحاياه، وأنا لنا بقاتل يمشي في جنازة قتلاه؟ إنها ثنائية القاضي الجلاد والخصم الحكم. وتزداد المعاناة مع فئات هم بأمس الحاجة إلى العلاجات الضرورية لإنقاذ حياتهم ونقصد هنا المصابين بالإمراض المزمنة والذين يشكلون نسبة كبيرة من بين المحتجزين والذين لم يحصلوا طيلة مدة احتجازهم على أية أدوية أو علاجات تنقذ حياتهم، وتخفف معاناتهم.
الطعام والشراب:
أما عن الطعام الذي يقدم للمحتجزين فيمكن القول بأنه يقدم بالقدر الذي يحول دون حصول الوفاة للمحتجز فضلاً عن استخدام أسلوب التجويع كوسيلة للضغط على المحتجز و زيادة معاناته وذلك بحرمان بعضهم من الطعام ليوم أو يومين أو أكثر وعدم تقديم أي وجبة له إلا إذا رأوا المحتجز يلفظ أنفاسه وعلى وشك الموت. وبشكل عام لا يقدم للمحتجزين إلا وجبتي طعام واحدة تقدم لهم في الفترة المحصورة ما بين الثالثة والخامسة عصراً والأخرى في الساعة الثانية عشرة ليلاً. والوجبة التي تقدم عصراً عبارة عن رغيف خبز صغير الحجم يشترك كل خمسة محتجزين فيها وأحياناً تضاف إليه قطعة صغيرة من الخيار أو أي نوع أخر من الخضار وأما الشراب فيقدم لهم علبة صغيرة من العصير يشترك كل ثمانية أشخاص أو أكثر بها بحيث لا يملك احدهم أن يروي ولو جزء بسيط من عطشه. أما الوجبة الليلية فهي عبارة عن فضلات مما يبقيه القائمون على الاحتجاز من الطعام فيقدم بمقدار ضئيل للمحتجزين بدلاً من أن يلقى . لقد تحول معظم نزلاء هذه المؤسسات ألا إنسانية إلى أشباح من شدة الجوع وترك لدى كل واحد منهم أثار جسيمة وخطيرة على واقع سلامتهم الصحية فالجميع هم ممن أضاف لهم الاحتجاز أمراض سوء التغذية وفقر الدم وأمراض سوء الهضم وسائر أمراض الجهاز الهضمي وأصبحت علامات الشحوب والدوار والإغماء وقلة المناعة للأمراض الأخرى هي السمة الأبرز لهؤلاء.
ب - الضمانات القانونية
يعاني المحتجزون من غياب جميع الضمانات القانونية التي أقرت لمصلحة المتهم و التي اوجب القانون العراقي والقوانين الدولية توفرها وبهذا الخصوص يمكن تحديد أهم تلك الضمانات المصادرة بما يأتي:
1- احترام المبدأ القانوني القاضي بان ( المتهم بريء حتى تثبت إدانته ) . وبهذا الخصوص تنص الفقرة الأولى من المادة الحادية عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948على ما يأتي: ( كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى أن يثبت ارتكابه لها قانونا) كما جاء العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1976 بنص يحاكي النص السابق في الفقرة الثانية من المادة(141) والتي تقضي بما يأتي : ( من حق كل متهم بارتكاب جريمة أن يعتبر بريئا ألي أن يثبت عليه الجرم قانونا) . وهذا ما تنص عليه أيضاً الفقرة الثانية من المادة (82) من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء لعام 1977 والتي تنص على ( يفترض في المتهم أنه برئ ويعامل على هذا الأساس) ، أما الفقرة ( هـ ) من المادة الخامسة عشر من قانون إدارة الدولة العراقية للفترة المؤقتة فتقضي بما ما يأتي : ( المتهم بريء حتى تثبت إدانته بموجب القانون ) .
2- عدم جواز الضغط على إرادة المتهم وإجباره على الإقرار بشيء لا يود الإقرار به : وبهذا تنص المادة (137) من قانون أصول المحاكمات الجزائية لعام 1971 على: ( لا يجوز استعمال أي وسيلة غير مشروعة للتأثير على المتهم للحصول على إقراره ، كاستخدام القسوة والتعذيب .. )
3- عدم إجبار المتهم على الكلام إذا اتخذ موقف الصمت . وهذا المبدأ تقره الفقرة ( هـ) من المادة الخامسة عشر من قانون إدارة الدولة العراقية بقولها: (وبأن يلزم الصمت ولا يجوز إكراهه على الإدلاء بأقواله لأي سبب من الأسباب) والمادة (126 / ب) من قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي رقم (23 ) لعام 1971والتي تقضي بأنه: ( لا يجبر المتهم على الإجابة على الأسئلة التي توجه إليه).
4- حق المتهم في معرفة التهمة الموجهة إليه والتي لأجلها تم احتجازه. وبهذا الخصوص تنص المادة العاشرة من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن لعام 1988 بقولها : (يبلغ أي شخص يقبض عليه، وقت إلقاء القبض، بسبب ذلك، ويبلغ على وجه السرعة بأية تهم تكون موجهة إليه) .
5- الحق في الدفاع عن نفسه والاستعانة بالأدلة المادية والقانونية التي تثبت براءته. وهذا الحق أكدته الفقرة الأولى من المادية الحادية عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948والتي تنص على ما يأتي : (كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى أن يثبت ارتكابه لها قانونا في محاكمة علنية تكون قد وفرت له فيها جميع الضمانات اللازمة للدفاع عن نفسه) . وكذلك نص الفقرة ( هـ ) من المادة الخامسة عشر من قانون إدارة الدولة : ( وان يشارك في التحضير لدفاعه وان يستدعي شهوداً ويناقشهم ويطلب من القاضي القيام بذلك ويجب تبليغ الشخص عند اعتقاله بهذه الحقوق).
6- الحق في توكيل محام يتولى عملية الدفاع عنه ودحض التهم الموجه أليه. وهذا الحق كفلته الفقرة الثالثة / ب من المادة (141) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1976(أن يعطى من الوقت و من التسهيلات ما يكفيه لإعداد دفاعه و للاتصال بمحام يختاره بنفسه) .
و هذا الحق تنص عليه أيضاً الفقرة (هـ) من المادة الخامسة عشر من قانون إدارة الدولة (.. وله الحق كذلك بتوكيل محام مستقل وذي دراية، ) و المادة (93) من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء لعام 1977على ( يرخص للمتهم، بغية الدفاع عن نفسه، بأن يطلب تسمية محام تعينه المحكمة مجانـا حين ينص القانون على هذه الإمكانية .. ) وأخيراً نص المادة السابعة عشر من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن ( 1- يحق للشخص المحتجز أن يحصل على مساعدة محام. وتقوم السلطة المختصة بإبلاغه بحقه هذا فور إلقاء القبض عليه وتوفر له التسهيلات المعقولة لممارسته. 2. إذا لم يكن للشخص المحتجز محام اختاره بنفسه، يكون له الحق في محام تعينه له سلطة قضائية أو سلطة أخرى في جميع الحالات التي تقتضي فيها مصلحة العدالة ذلك ودون أن يدفع شيئا إذا كان لا يملك موارد كافية للدفع).
7- الحق في المثول أمام محكمة تقدم الأدلة الكافية على موضوعيتها وعدالتها. وبهذا الخصوص تنص الفقرة (د) من المادة الخامسة عشر من قانون إدارة الدولة العراقية على ما يأتي : (يضمن للجميع الحق بمحاكمة عادلة وعلنية في محكمة مستقلة وغير متحيزة سواءً كانت المحاكمة مدنية أو جنائية. إن إشعاراً بالمحاكمة وأساسها القانوني يجب أن يوفر للمتهم بلا تأخير) . وكذلك الفقرة (و) إن الحق بمحاكمة عادلة وسريعة وعلنية حق مضمون. ونصت على هذا المبدأ المادة (37) من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن لعام 1988 على ما يأتي : ( يحضر الشخص المحتجز المتهم بتهمة جنائية أمام سلطة قضائية أو سلطة أخرى، ينص عليها القانون، وذلك على وجه السرعة عقب القبض عليه. وتبت هذه السلطة دون تأخير في قانونية وضرورة الاحتجاز، ولا يجوز إبقاء أي شخص محتجزا على ذمة التحقيق أو المحاكمة إلا بناء على أمر مكتوب من هذه السلطة. ويكون للشخص المحتجز الحق، عند مثوله أمام هذه السلطة، في الإدلاء بأقوال بشأن المعاملة التي لقيها أثناء احتجازه) .
8- حقه في الطعن بقرار المحكمة القاضي بالإدانة والتظلم ضده. وهذا ما قضت به الفقرة ( ز) من قانون إدارة الدولة للفترة الانتقالية بقولها : ( لكل شخص حرم من حريته بالتوقيف أو الاعتقال حق الرجوع إلى محكمة لكي تفصل دون إبطاء في قانونية توقيفه أو اعتقاله وتأمر بالإفراج عنه إذا كان ذلك قد جرى بشكل غير قانوني)
9-الحق في إبلاغ ذويه بمصيره خلال فترة وجيزة من تاريخ الاعتقال. وهذا الحق تقره المادة (15) من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن 1988: ( .. لا يجوز حرمان الشخص المحتجز أو المسجون من الاتصال بالعالم الخارجي، وخاصة بأسرته أو محامية، لفترة تزيد عن أيام ) بل إن القوات الأمنية تقوم بإعطاء ذوي المحتجزين معلومات مضللة كإنكار وجود المحتجز مثلا .
10-الحق بالاتصال بأفراد أسرته وإبلاغهم بأمر احتجازه : وبهذا الخصوص تنص المادة (92)من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء على ما يأتي : ( يرخص للمتهم بأن يقوم فورا بإبلاغ أسرته نبأ احتجازه، ويعطى كل التسهيلات المعقولة للاتصال بأسرته وأصدقائه وباستقبالهم، دون أن يكون ذلك مرهونـا إلا بالقيود والرقابة الضرورية لصالح إقامة العدل وأمن السجن وانتظام إدارته ) .
11-الحق في إرسال الرسائل إلى ذويه واستلام الرسائل منهم: وهذا ما تقضي به المادة التاسعة عشر من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن لعام 1988بقولها : ( إن للشخص المحتجز أو المسجون الحق في أن يزوره أفراد أسرته بصورة خاصة وفى أن يتراسل معهم).
12-الحق في الاتصال بالجهات الإنسانية والدينية وتوضيح معاناته الإنسانية والصحية.
حـــالات التعــــــذيب الموثقــــة
1. التعذيب بالتعليق :
سجلت المنظمة الإسلامية الحالات الآتية للتعذيب بالتعليق بحق المحتجزين:
أ. التعليق من اليدين :
وفيه يتم ربط اليدين مع بعضهما وتوثيقهما بوثاق قاس وسميك أو بربط اليدين بواسطة القيود البلاستيكية ( الشناطات ) أو الحديدية ومن ثم رفع المعتقل إلى الأعلى وتعليقه بسقف الغرفة وأحياناً تعليقهم بعامود اعد لهذا الغرض ، ويجري تعليق الضحية بطريقتين :
الأولى : أن تقيد يداه من الأمام وترفع إلى الأعلى ويجري تعليقه إما بجمع اليدين في قيد واحد أو في تفريقهما وفصلهما البعض عن الأخر .
أما الحالة الثانية : فيتم فيها تقييد اليدين إلى وراء الظهر وجمعهما بقيد واحد وتعليق الضحية بعد رفعه عن الأرض . وهذا النوع من التعليق جرى تنفيذه مع معظم المحتجزين لدى قوات الأمن العراقية في الموصل وينجم عن ممارسة هذا النوع من التعذيب تمزق بالأنسجة وتلف في الغضاريف والأربطة ومعظم ضحايا هذا النوع من التعذيب يعانون الآن من حالات الخلع المفصلي الشديد خاصة أن التعليق يستمر في فترة تتراوح ما بين عدة ساعات وأيام متعددة وابسط العلامات التي تشاهد على أجساد ضحايا هذا النوع من التعذيب هو بروز عظام الكتفين وخروجهما من مكانهما في بعض الحالات فضلاً عن الإعراض الاعتيادية التي شوهدت على أجساد الضحايا مثل ازرقاق الجلد وتورم بعض الأجزاء من الكتفين والساعد وعدم القدرة على تحريك اليدين ووجود جروح عميقة في منطقة مرفق الكف نتيجة تغلغل القيود في داخل طبقات الجلد ويصاحب ذلك بطبيعة الحال نزف دموي وتقرحات جلدية شوهدت أثارها على عدد كبير من المحتجزين .
ب. التعليق من القدمين :
يتم في هذا النوع من التعذيب ربط القدمين بوثاق أو بالقيود البلاستيكية أو الحديدة ومن ثم يجري تعليق الضحية بطريق عكسية بحيث تصبح القدمين في الأعلى والرأس في الأسفل وتستمر هذه الحالة فترات طويلة أحياناً ويجري أثناء ممارسة هذا النوع من التعذيب تحريك جسم الضحية بكافة الاتجاهات ويترتب على ذلك في اغلب الحالات الإغماء والدوران والآلام شديدة في الرأس نتيجة لتجمع الدم فيه .
ويصاحب جميع حالات التعليق ضرب مبرح للمحتجز وفي جميع أجزاء الجسم وفي حالة عدم تحقق الغاية التي ترجو تلك الفوات الوصول إليها وهي (إصابة المحتجز بالخلع المفصلي للكتف أو إصابات اشد ) وبالتالي يقوم بعض القائمين والمشرفين على عمليات التعذيب بالتعلق بجسم الضحية (وأحياناً يفعل ذلك أكثر من شخص) لضمان إلحاق اكبر قدر ممكن من الألم والإصابة لدى الضحية . ويجري التركيز في عملية التعليق على تعليق الضحية من قيوده المعدنية أو البلاستيكية مباشرةً مما يعني إلحاق الآلام كبيرة وتلف في أنسجة الرسغ والمفصل . كما يؤدي استمرار تعليق الضحية لساعات طويلة إلى تجمع الدم في الأطراف السفلى وتورم القدمين وغيرها من الاعتلالات الصحية.

2. التعذيب بالصدمة الكهربائية :
سجلت المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان العديد من الحالات التي كان ضحاياها ممن تعرضوا للتعذيب بواسطة الصعق الكهربائي وذلك من اجل انتزاع اعترافاتهم.
وتستخدم الأجهزة الأمنية القائمة بعملية التعذيب في سبيل ممارسة هذا النوع الأساليب الآتية :
أنواع التعذيب بالصعق الكهربائي :
1. استخدام أسلاك كهربائية توصل بمصدر كهربائي وتربط بجسم الضحية.
2. استخدام العصا الكهربائية .
3. استخدام المسدس الكهربائي .
4. استخدام حوض معدني فيه ماء و تمرير التيار الكهربائي عليه بعد وضع المعتقل في داخله .
5. وضع الضحية في غرفة فيها ماء بارتفاع (5 سم) وإيصال التيار الكهربائي بالماء وبشكل متقطع .
لقد طالت عمليات التعذيب بهذا الأسلوب جميع أعضاء الجسم من دون استثناء ولكن جرى التركيز على بعض الأعضاء إثناء عمليات التعذيب .
• الصعق بالتيار الكهربائي على الأعضاء التناسلية والأجزاء الحساسة من جسم الإنسان : وكان العدد الأكبر من حالات التعذيب بالصعق الكهربائي التي سجلت من قبل المنظمة من هذا النوع .
• الصعق بالتيار الكهربائي على الوجه والرأس : وفيها يتم توجيه الصعقة الكهربائية على منطقة الفم أو اللسان أو الجبين أو أي منطقة أخرى من الرأس ويجري عادة سكب الماء على الرأس ومن ثم يتم تمرير التيار الكهربائي ، وأقسى هذه العمليات تلك التي تنفذ على اللسان حيث تترك أثار خطيرة ومؤلمة بشكل كبير وقد تعمدت الأجهزة الأمنية استخدام هذا الأسلوب مع عدد كبير من المعتقلين .
• الصعق بالتيار الكهربائي على الإطراف : كما شاع لدى تلك الأجهزة توجيه الصعقات الكهربائية على اليدين والقدمين واستخدمت في سبيل ذلك مختلف أنواع الصعق دون تمييز .
3. التعذيب الجنسي :
سجلت المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان حالات عديد لضحايا التعذيب الجنسي وقد تنوعت الممارسات غير الأخلاقية وغير المشروعة ما بين الحالات الآتية .
أ. الاغتصاب للذكور :
حيث وقع ضحية هذا النوع من التعذيب عدد من المحتجزين، وقد مارس عدد من المحققين ومن المشرفين على التعذيب فعل اللواط كنوع من أنواع القهر و التدمير للقيم الأخلاقية والشرفية للضحية، وفي حالات متعددة مارس المحققون والمشرفون على التعذيب هذه الأفعال من اجل إشباع الشذوذ الجنسي الذي يعانيه بعضهم ، خاصة أن إفادات الضحايا أكدت أن معظم حالات الاغتصاب للذكور كانت تتم من قبل أشخاص كانوا في حالة سكر مطبق وتحت تأثير المخدر أحياناً .
ب. التحرش الجنسي : مارس عدد من المحققين و مساعديهم والمشرفين على عمليات الاحتجاز ممارسات لا أخلاقية بحق المحتجزين تمثلت بإجبار عدد منهم على التعري ونزع ملابسه بالكامل ومن ثم التحرش بالمحتجز جنسياً وذلك من خلال ملامسة الأعضاء التناسلية للضحية و تركه في حالة العري ومشاهدته على حالته هذه ولفترة طويلة . وقد يتم استخدام بعض الأدوات لممارسة الاعتداء الجنسي بحق الضحية وإثارة الغريزة لدى المعُذبين .
جـ . التعذيب الشرجي :وفيه سجلت المنظمة حالات اكرهَ فيها الضحايا على الجلوس على قناني زجاجية قد كسر أعلاها أو قطعة خشبية مدببة أو عامود معدني صغير أو أن يقوم احد المعُذبين بإدخال سلك معدني أو أي آلة حادة في دبر الضحية كما سجلت حالات إدخال خراطيم المياه في دبر الضحية ومحاولة إيصالها إلى أمعائه ويصاحب جميع هذه الأفعال حالات نزف شديد و تمزقات وجروح خطيرة في فتحة الشرج وفي الأحشاء الداخلية لجسم الضحية .
د. التعذيب من خلال التعرض للجهاز التناسلي للضحية :
وفيه تم تسجيل عدة حالات لمحتجزين يتم فيها إدخال القيود البلاستيكية أو الأسلاك أو القطع المعدنية والرفيعة داخل ذكر الضحية وسحبها بعد ذلك بقوة مما يجعل الضحية يتلوى من شدة الألم ويسقط أحياناً مغشياً عليه مع استمرار النزيف جراء الجروح والتمزقات والتلف التام في الأنسجة وغيرها . ومن الممارسات الأخرى أن يجبر المحتجز على تناول كمية كبيرة من الماء ثم يربط ذكره بقيد بلاستيكي صغير أو باستخدام أي قطعة من القماش أو بخيط سميك ويشد بقوة ويترك الضحية يعاني من الآلام لا يحدها حد ومن معاناة لا يمكن أن توصف ولا يسمح له بقضاء حاجته إلا بعد إن يعترف بارتكاب جرائم لا صحة لها والبعض من الحالات التي استمر فيها تطبيق هذا النوع من التعذيب أصبح الضحية يتبول دماً ولم تزول عنه أعراض الإصابة بالتهاب المثانة والمجاري البولية إلا بعد فترة طويلة وان منهم من تسببت هذه الجرائم بإصابتهم بإمراض مزمنة ستبقى تلازمهم مدى الحياة . ويضاف إلى هذه الاعتداءات قيام المعُذبين بركل الضحية وضربه على الجهاز التناسلي وبشدة حتى يفقد رجولته وقد تحدث عدد من الضحايا عن وقوع أكثر من حالة لمحتجزين فقدوا الذكورة جراء التعذيب . ومن الحالات التي يمكن أن تضاف إلى هذا النوع من الممارسات غير الإنسانية أن يعلق بذكر المحتجز أثقال ويجبر الضحية على التحرك أو الوقوف لفترات طويلة مما يعني جعل الضحية يكابد الآلام ومعاناة كبيرة وتترك أثار صحية خطيرة عليهم .
هـ. استخدام العبارات التي تخدش الحياء والمنافية للأخلاق :
وفيها يتم توجيه أكثر الكلمات المخلة بالحياء والمنافية للذوق العام وعادة ما يتم انتقاء بعض المفردات التي تجعل الضحية يشعر بالقهر والألم والامتعاض كالحديث عن شرفه بالتعرض والنيل من شرف زوجته أو شقيقته أو أمه أو احد أقاربه بما لا يطيقه المحتجز وجعله يشعر بالعيب والخجل الشديد أمام باقي المحتجزين أما استعمال غيرها من الألفاظ التي تتضمن طعناً بسمعة الإنسان وبقيمه وأخلاقه فلا حصر لها .
4. التعذيب بالضرب :
كانت الأساليب التقليدية في التعذيب غير غائبة عن عمل المحققين ومساعديهم حيث احتلت حالات الاعتداء على السلامة الشخصية للإنسان بالضرب مكاناً مهماً في عملهم وتتوزع عمليات التعذيب بالضرب على النحو الأتي ( انظر الصور الواردة في الملحق رقم 3 صورة رقم 4- 5- 6 ) :
أ. الضرب على الوجه الرأس : وهي الحالة الأكثر شيوعاً بين حالات الضرب و فيها يتم توجيه اللكمات والصفعات والركل وبشدة على منطقة الوجه و الرأس فضلاً عن استخدام العصي والأسلاك الكهربائية الغليظة وخراطيم المياه وغيرها . و يلاحظ على هذا النوع من التعذيب تكرار استخدامه بحق المحتجز بشكل يومي ودون توقف وبشكل يدل على أن الغاية من وراء هذه الأعمال هو الوصول إلى تصفية الضحية أكثر من الحصول على اعترافات غير صحيحة . وعادة ما يتم التركيز في أعمال الضرب على منطقة الأنف والأذنين والعينين ويستخدم المعُذبين أساليب لا حصر لها في إيلام الضحايا و عادة ما يطلب المحقق من الضحية أن يرفع رأسه إلى الأعلى فيفاجئ بضربات شديدة تنهال عليه من كل مكان . وهناك حالات متعددة لأشخاص كسرت أسنانهم جراء ضربهم بقوة فضلاً عن حالات قلع للأسنان تمت بطريقة عشوائية وبأسلوب انتقامي لغرض جعل الضحية يرزح تحت وطأة التعذيب والألم لأخذ إقراره . ويركز المحققون أثناء التحقيق على صفع المحتجز بشدة و بكلتا يديه على أذنيه فيقده توازنه ويشعر بدوار شديد وبألم وعدم القدرة على السمع بشكل جيد. كما يتم صدم رأس الضحية بالحائط وبشدة ولعدة مرات حتى تبدأ الدماء بالسيل من كل أجزاء الرأس. وهناك تركيز في بعض عمليات الضرب على أسفل الرأس حيث يودي ذلك إلى حدوث حالة إغماء للضحية.
ب. الضرب على القدمين : إن هذا الأسلوب تمت ممارسته أيضا على نطاق واسع بحق المحتجزين، ويجري توثيق المعتقل من قدميه وربطها بقطعة خشبية ومباشرة أعمال الضرب وبشدة ويشترك في أعمال الضرب عدة أشخاص يحملون في العادة عصي غليظة أو أسلاك كهربائية ويتم التركيز في أعمال الضرب على مفصل الركبة والقدم و أسفل القدمين والسطح الخارجي لهما. ومعظم الأشخاص الذين تعرضوا لهذا النوع من التعذيب يعانون من كسور في عظام القدم والساقين و رضوض و أثار هذه الممارسات لا تزال قائمة على أجساد معظمهم.
جـ. الضرب على البطن والصدر والظهر : ويتم فيها استخدام الأساليب السابقة في الضرب والتعذيب وعادة ما يتم توجيه الضربات إلى العامود الفقري أو الكليتين أو المعدة أو الصدر حتى أن هناك حالات لأشخاص كسرت أضلاعهم جراء الضرب المبرح . كما سجلُت العديد من حالات التعذيب عن طريق استخدام أسلوب القفز على جسم الضحية وقوف الأشخاص القائمين بالتعذيب على جسد الضحية بعد أن يجبر الضحية على الاستلقاء أرضاً ثم يقوم بالقز على جسده حتى يتأكد من انه أصبح عاجزاً عن الحركة أو أن احد عظامه قد كسر .
5. الإكراه والتهديد :
استخدمت الأجهزة الأمنية في عمليات انتزاع الاعترافات وسيلة التهديد بالقتل أو الإعاقة أو الاعتداء على الضحية جنسياً في حال إصرار على عدم الاعتراف ، ولم تترك تلك الأجهزة أي أسلوب في الضغط النفسي والإكراه إلا واستخدمته بحق الضحايا ، ومن بين المفردات التي كثر استخدامها لتهديد المحتجزين ( انك ستقتل وتلقى في النهر أو العراء إن لم تعترف ، أو أننا سنمارس معك الفعل الفاحش إن لم تعترف ، أو أن عائلتك ستحتجز بأسرها ، أو أن يؤتى بأحد أقارب المحتجزين ويتم تعذيبه أمامه حتى يعترف ) .
تهديد المحتجز بأحد محارمه : سجلت عدة حالات لنساء جلبن إلى مقر قوات الأجهزة الأمنية بغية تهديد أقاربهن وطلبوا من المحتجز أن يعترف ويوقع على اعترافاته إمام زوجاتهم أو شقيقاتهم وإلا فان العناصر الأمنية سترتكب جريمة الاغتصاب بحقهن ويبدأ بتهديد المعتقل بأنهم سيقومون بنزع ملابس محارمه والإساءة إلى شرفه أمام عينه، وغالباً ما يبدي المحتجز استعداده لـ ا لاعتراف والتوقيع بعد أن يصاب بالانهيار النفسي التام بعد إن يشاهد أمام عينه إحدى محارمه وقد جلبت إلى غرفة التعذيب ويراد منه الاعتراف أو أن ينتهك عرضه وشرفه أمام عينه. وقد سجلت المنظمة حالة لمحتجز جلبت إليه زوجته وأطفاله وأوقفوهم أمامه وقيل له اعترف وإلا سنغتصب زوجتك أمام عينك وأمام أطفالك فقال لهم مستعد أن اعترف بكل ما تريدوه على أن لا تلحقوا أي سوء آو أذى بعائلتي.
6. التنكيل بالضحية وبتر بعض أعضاء الجسم
: وثقت المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان حالة تعذيب خطير لضحية فارق الحياة بعد أن تعرض إلى أعمال تنكيل وتعذيب، وتمثلت تلك الجرائم بقطع أسفل الأنف وأسفل الأذن وبتر أكثر من أربعة أصابع للقدم وبطريقة تشير إلى أن عملية البتر تمت باستخدام آلة قاطعة فضلاً عن ممارسة شتى أنواع التعذيب الأخرى كالصعق بالكهرباء والضرب وبشدة على كل أجزاء الجسم . وبالتالي فان المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان تذكر الجميع بالالتزامات القانونية والدولية بهذا الشأن والتي أوردتها المادة ( 34) من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن 1988 ( إذا توفى شخص محتجز أو مسجون أو اختفى أثناء احتجازه أو سجنه، تقوم سلطة قضائية أو سلطة أخرى بالتحقيق في سبب الوفاة أو الاختفاء، سواء من تلقاء نفسها أو بناء على طلب من أحد أفراد أسرة ذلك الشخص أو من أي شخص على معرفة بالقضية. ويجرى هذا التحقيق، إذا اقتضت الظروف، على نفس الأساس الإجرائي إذا حدثت الوفاة أو وحدث الاختفاء عقب انتهاء الاحتجاز أو السجن بفترة وجيزة. وتتاح عند الطلب نتائج هذا التحقيق أو تقرير عنه ما لم يعرض ذلك للخطر تحقيقا جنائيا جاريا ) .
7. التعذيب باستخدام التدريبات البدنية القاسية :
اهم تلك التدريبات إجبار المحتجز على النهوض والجلوس لمرات عديدة أو دحرجة المحتجز أو إجباره على الوقوف لفترات طويلة وإلا تعرض للضرب أو أن يقف على قدم واحدة أو يجلس جاثياً على ركبتيه أو أن يدور حول نفسه حتى يسقط على ارض وغيرها من أساليب التدريب البدني القاسية واللاانسانية .
8. حالات تعذيب أخرى :
1- استخدام بعض الأجهزة الكهربائية الخطيرة في تعذيب الضحايا كاستخدام المثقب الكهربائي وإدخاله في جسم الضحية خاصة في منطقة القدم و الكف .
2- إجبار الضحية على الجلوس على قضيب معدني سميك مثبت على قاعدة ثابتة وأحياناً على قاعدة متحركة ويتم تحريك الضحية على القضيب والذي في الغالب يكون مسننا وبشكل لولبي وباستمرار تحريك الضحية يستمر دخول القضيب المعدني في دبر المحتجز إلى أن يدخل في داخل أحشائه، علماً أن معظم حالات الوفاة التي نجمت عن التعذيب كان استخدام هذا الأسلوب سبباً رئيسياً لموت الضحية.
3- سجلت بعض حالات تعذيب بالحرق لبعض الأماكن في الجسم وخاصة في منطقة الظهر نتيجة لاستخدام المكواة الكهربائية أو من خلال تعريض الضحية للهب المنبعث عن احتراق الأوكسجين ، ومن حالات التعذيب الغريبة في هذا الصدد استعمال اللدائن بعد إحراقها كوسيلة لحرق مناطق من جسم الضحية حيث يتم سكب المادة المحترقة بعد أن تسيل على جسم الضحية وبشكل يجعل الضحية غارقاً في آلام لا حد لها .
4- من حالات المعاملة القاسية التي يتعرض لها المحتجزون لدى الأجهزة الأمنية العراقية استمرار وضع الأكياس في رأس المحتجزين ، واستمرار وضع الوثاق في أيديهم ولفترة طويلة بعد احتجازهم وتعمد سحب الوثاق بشدة كي يحدث جروحاً وآلاماً شديدة .
5- استخدام الكلمات النابية والمفردات غير الأخلاقية واستمرار تكراراها على مسامع المحتجزين ، وبعض المفردات تنطوي على اعتداء على الذات الإلهية أو على الرموز الدينية أو الشعائر والأشخاص الذين يحظون باهتمام واحترام جميع المسلمين .
6- استخدام شتى أساليب التعذيب النفسي بحق الضحايا كإخافته وترويعه والصراخ عليه بشدة وإدخاله في أماكن مظلمة للغاية والتلويح بالأسلحة والتسديد بها باتجاهه أو رمي بعض الأشياء الكبيرة بقربه وهو معصوب العينين ..
7- تتم عمليات التعذيب في اغلب الأحيان في وقت متأخر من الليل وبالتحديد تبدأ تلك العمليات في الساعة الثانية عشر ليلاً وتستمر إلى الساعة السابعة صباحاً ، ويشارك في عملية التعذيب عدة أشخاص يتراوح عددهم ما بين خمسة أشخاص أو ستة وفي الغالب جميعهم سكارى ونتيجة لقسوة أفعال التعذيب وخطورتها يسحب الضحايا على الأرض وينقلون إلى قاعات الحجز بعد إتمام جرائم التعذيب بحقهم أو ينقلون بالبطانيات بعد أن نال منهم التعذيب الشيء الكثير .
الابتزاز والاستغلال للمحتجزين وعوائلهم :
من بين الانتهاكات المهمة التي وثقتها المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان، أن عدداً من العناصر الأمنية العراقية كانوا يطلبون من عائلة المحتجز مبالغ مالية كبيرة لقاء الإفراج عن ذويهم. و أن بعض العوائل رضخت لهذه المطالب ومع ذلك فان تلك القوات استمرت باحتجاز الأشخاص ولم تفرج عنهم وبالتالي وقعت تلك العوائل ضحايا لأعمال الاحتيال والاستغلال .
وهناك نوع آخر من الابتزاز جرى استخدامه بحق المحتجزين أنفسهم بان لا يعطى طعاماًًًًُ ليأكله أو ماءً ليشربه إلا إذا دفع مبلغاً من المال وكذلك الحال مع بعض الاحتياجات الشخصية.

الشـــرعة الدولية ومكافحة التعذيب:
تؤكد المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان على إن التعذيب جريمة دولية يجب التعامل معها بحزم وعدم التهاون مع كل من يرتكب هذا النوع من الجرائم ، وان المنظمة تذكر بنصوص التجريم الدولية الآتية التي جرمت فعل التعذيب واعتبرته من الجرائم التي تدخل في إطار القانون الجنائي الدولي وكما يأتي :
المادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1949 والتي تنص على أن: ( لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة ) .
المادة 32 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام ( 1949 ) والتي تنص على أن: ( تحظر الأطراف السامية المتعاقدة صراحة جميع التدابير التي من شأنها أن تسبب معاناة بدنية أو إبادة للأشخاص المحميين الموجودين تحت سلطتها. ولا يقتصر هذا الحظر على القتل والتعذيب والعقوبات البدنية والتشويه والتجارب الطبية العلمية التي لا تقتضيها المعالجة الطبية للشخص المحمي وحسب، ولكنه يشمل أيضا أي أعمال وحشية أخري، سواء قام بها وكلاء مدنيون أو وكلاء عسكريون ) .
الفقرة ( ا) من المادة الرابعة من البرتوكول الإضافي الثاني لاتفاقيات جنيف الأربع والتي تنص على أن ( تعد الأعمال التالية الموجهة ضد الأشخاص المشار إليهم في الفقرة الأولي محظورة حالا واستقبالا وفي كل زمان ومكان، وذلك دون إخلال بطابع الشمول الذي تتسم به الأحكام السابقة: (أ) الاعتداء على حياة الأشخاص وصحتهم وسلامتهم البدنية أو العقلية و لا سيما القتل والمعاملة القاسية كالتعذيب أو التشويه أو أية صورة من صور العقوبات البدنية) .
المادة السادسة من (مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن لعام 1988) والتي تقضي بما يأتي: (لا يجوز إخضاع أي شخص يتعرض لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية. ولا يجوز الاحتجاج بأي ظرف كان كمبرر للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية ).
المادة الخامسة من مدونة قواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين اعتمدت ونشرت على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 1979 ( لا يجوز لأي موظف من الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين أن يقوم بأي عمل من أعمال التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، أو أن يحرض عليه أو أن يتغاضى عنه، كما لا يجوز لأي من الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين أن يتذرع بأوامر عليا أو بظروف استثنائية كحالة الحرب، أو التهديد بالحرب، أو إحاقة الخطر بالأمن القومي، أو تقلقل الاستقرار السياسي الداخلي، أو أية حالة أخري من حالات الطوارئ العامة، لتبرير التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة )
. المادة السابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966بقولها ( لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة . وعلى وجه الخصوص ، لا يجوز أجراء أية تجربة طبية على أحد دون رضاه الحر ) .
النتــــــــــائـــــــــــج
1. إن عمليات التعذيب التي وثقتها المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان في الموصل تقع في إطار جرائم التعذيب الممنهجة حيث تتم ممارستها بشكل منظم ومن قبل قادة الأجهزة الأمنية وفق سلسلة متواصلة من الأساليب القسرية التي توجه إلى الضحية ، وإنها تتم بمعرفة جهات أمنية عليا وان مرتكبيها لم يبدوا أي تخوف من أي مسألة أو متابعة ، بل أن الجناة أقدموا على أفعالهم تلك بكل ثقة وأمان دون أي خشية من الملاحقة والمسائلة القانونية . كما ظهر من حيثيات أعمال التعذيب ومراحله .
2. إن جرائم التعذيب في الموصل كانت خطيرة وجسيمة للغاية إلى الحد الذي نجم عنها حالات متعددة من جرائم القتل لأشخاص سقطوا ضحية الممارسات الإجرامية والإفراط في استخدام القوة أثناء التعذيب وان من بين ضحايا هذه الجرائم أشخاص تم تسليم جثثهم إلى ذويهم وآخرين لا تزال جثثهم محتجزة لدى الأجهزة الأمنية وترفض تلك الأجهزة تسليم الجثث أو الاعتراف بمكان وجود الأشخاص وتنكر أحياناً وجودها لديها ( انظر الصور الواردة في الملحق رقم ( 3 ) الصور 1- 2 – 3- 7-8 ) .
3. إن معظم حالات التعذيب وقعت في مقر قوات لواء الذئب في الموصل والكائن في الجانب الغربي من المدينة في مقر المستشفى العسكري القديم ( في حي الدندان ) والقريب من مبنى دار العدالة في الموصل ، أما المقر الأخر فهو مبنى مديرية شرطة نينوى نفسه حيث يوجد قسم خاص لقوات لواء الذئب في داخله ، وهناك مقرات أخرى تعرض فيها المحتجزون إلى شتى أنواع التعذيب والممارسات غير الإنسانية كمقر قوات الحرس الوطني( قوات الأسود ) وقوات التدخل السريع في حي الحدباء ( مبنى منشأة الكندي سابقاً ) والذي يقع في الجزء الشرقي من مدينة الموصل ، وأخيراً مقر القوات الخاصة الذي يقع في منطقة (وادي عكاب ) وهذه القوات تتخذ في الوقت الحاضر من مبنى دائرة اتصالات الكهرباء مقراً لها .
4. إن الجهات المسؤولة عن جرائم التعذيب في مدينة الموصل هي :
أ - عناصر قوات لواء الذئب في الموصل .
ب - عناصر من قوات الحرس الوطني في الموصل التي تعمل في المقرات التي سبق ذكرها .
جـ - قوات التدخل السريع في الموصل .
د - عناصر من الشرطة العراقية في محافظة نينوى .
الـــــتوصيــــات
انطلاقاً من حرص المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان على حماية المنظومة القانونية لحقوق الإنسان في العراق ومن اجل وقف سائر الانتهاكات التي ترتكب بحق الإنسان العراقي تتقدم المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان بالتوصيات الآتية:
1. إن المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان لا تنكر الدور المهم الذي يمكن لقوات الشرطة العراقية وسائر الأجهزة الأمنية في العراق في حفظ الأمن وإشاعة الاستقرار لكنها تؤكد على ضرورة إعادة بناء الأجهزة الأمنية في العراق وجعلها قادرة على التعامل مع متطلبات التواصل مع حركة حقوق الإنسان بتثقيفها وبشكل مكثف بمبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية و إلزامها باحترام جميع الضمانات القانونية التي اشترط القانون مراعاتها في جميع مراحل تتبع الأشخاص المتهمين ابتداءً من مرحلة تفتيش المنزل و إلقاء القبض إلى مرحلة التحقيق الابتدائي والتحقيق النهائي والاستجواب واعتبار احترام هذه المبادئ أساس عمل الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى وكل ذلك يجب أن ينطبق أيضاً على القوات العراقية المسلحة .
2. عدم الالتجاء إلى أي من أساليب التعذيب أو المعاملة القاسية أو الإكراه من اجل انتزاع اعترافات المتهمين بغض النظر عن الظروف الأمنية الحرجة التي يمر بها العراق وبغض النظر عن نوع الجرائم التي تنسب إليهم .
3. إن فعل التعذيب جريمة يعاقب عليها القانون العراقي والقانون الدولي وبالتالي يجب إحالة جميع المسئولين عن ارتكاب جرائم التعذيب في محافظة نينوى وسائر محافظات العراق إلى القضاء العراقي لينالوا جزائهم العادل وفقاً لنص المادة ( 421) في الفقرات (ب - ج - د) من قانون العقوبات العراقي المرقم ( 111) لسنة 1969 .
4. يجب إطلاق سراح المحتجزين الذين سقطوا ضحايا لجرائم التعذيب وبشكل خاص أولئك الذين انتزعت اعترافاتهم عنوة من دون أن يثبت بحقهم أي أدلة مادية أو قانونية تدينهم . ويجب عدم الاعتداد بأي اعترافات انتزعت جراء التعذيب إعمالاً لنص المادة الخامسة عشر من اتفاقية مناهضة التعذيب والتي تقضي بما يأتي : ( تضمن كل دولة طرف عدم الاستشهاد بأية أقوال يثبت أنه تم الإدلاء بها نتيجة للتعذيب، كدليل في أية إجراءات، إلا إذا كان ذلك ضد شخص متهم بارتكاب التعذيب كدليل على الإدلاء بهذه الأقوال ) .
5. يجب تشكيل لجنة قضائية مستقلة ونزيهة تتولى التحقيق في حالات التعذيب والاتصال بضحايا هذه الجرائم والاقتصاص من الجناة في الإطار القانوني وبالشكل الذي يضمن إقامة عراق خالي من التعذيب ، حتى لا تتكرر هذه الممارسات مستقبلاً .
6. نقل جميع الأوراق التحقيقية إلى القضاء العراقي وذلك لأنه صاحب الاختصاص في النظر جميع القضايا وان ولاية القضاء ولاية عامة تشمل جميع أنواع الجرائم دون استثناء .
7. إن المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان تدين وبشدة إقامة محاكم خاصة أو استثنائية و إعطائها صلاحيات النظر في بعض الجرائم لان المنظمة تطمح أن يكون العراق دولة القانون المثالية التي لا يوجد فيها مثل هذه المحاكم التي لا يقرها قانون إدارة الدولة ولا القوانين الدولية ذات الشأن . وبهذا الخصوص تقضي الفقرة (ط) من المادة الخامسة عشر من قانون إدارة الدولة العراقية بما يأتي : ( لا يجوز محاكمة المدني أمام محكمة عسكرية. ولا يجوز إنشاء محاكم خاصة أو استثنائية ) .
8. يجب إقامة مؤسسات خاصة لتأهيل ضحايا التعذيب ويجب تعويضهم وذويهم عن الأضرار المادية والصحية والمعنوية التي لحقت بهم . ويراعى في ذلك النصوص القانونية التي جاء بها إعلان بشأن المبادئ الأساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة لعام 1985 وبشكل خاص نص المادة ( 12) من هذا الإعلان والتي تنص على : ( حيثما لا يكون من الممكن الحصول على تعويض كامل من المجرم أو من مصادر أخرى، ينبغي للدول أن تسعى إلى تقديم تعويض مالي إلى:(أ) الضحايا الذين أصيبوا بإصابات جسدية بالغة أو باعتلال الصحة البدنية أو العقلية نتيجة لجرائم خطيرة،(ب) أسر الأشخاص المتوفين أو الذين أصبحوا عاجزين بدنيا أو عقليا نتيجة للإيذاء، وبخاصة من كانوا يعتمدون في إعالتهم على هؤلاء الأشخاص )
9. تتحمل القوات المتعددة الجنسية المسؤولية القانونية والدولية المشتركة مع الأجهزة الأمنية العراقية عن الانتهاكات التي ارتكبت بحق الأشخاص الذين وقعوا ضحايا جرائم التعذيب وغيرها من الانتهاكات لان الملف الأمني لا يزال بيد تلك القوات وإنها تملك سلطة متابعة ومراقبة المحتجزين لدى القوات العراقية .
10. تدعو المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان جميع الهيئات والمنظمات الدولية أن تجري تحقيقاتها لتوثيق حالات التعذيب ومسائلة مرتكبيها، وتتقدم المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان إلى منظمة الأمم المتحدة بطلب إجراء تحقيق رسمي حول جرائم التعذيب في العراق وان تطلب من منسق حقوق الإنسان للأمم المتحدة في العراق متابعة هذا الملف .
11. تطالب المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان جميع المنظمات المعنية بمتابعة جرائم التعذيب أو تقديم المساعدة القانونية لضحايا هذا النوع من الجرائم أو تلك التي تساعد في تأهيل ضحايا تلك الجرائم ، العمل الجاد على إنهاء معاناة ضحايا هذه الجرائم .مع الأخذ بنظر الاعتبار التعريف الدولي للضحايا التي جاءت به المادة الثامنة عشر من إعلان بشأن المبادئ الأساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة 1985 ( يقصد بمصطلح "الضحايا" الأشخاص الذين أصيبوا بضرر فرديا أو جماعيا، بما في ذلك الضرر البدني أو العقلي أو المعاناة النفسية أو الخسارة الاقتصادية، أو الحرمان بدرجة كبيرة من التمتع بحقوقهم الأساسية، عن طريق أفعال أو حالات إهمال لا تشكل حتى الآن انتهاكا للقوانين الجنائية الوطنية، ولكنها تشكل انتهاكات للمعايير الدولية المعترف بها والمتعلقة باحترام حقوق الإنسان ) .
الوثائق الدولية والقوانين المعتمدة في هذا التقرير
1. مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن اعتمدت ونشرت على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 43/173 المؤرخ في 9 كانون الأول 1988 .
2. اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق والانضمام بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 39/46 المؤرخ في 10 كانون الأول 1984 .
3. البرتوكول الإضافي الثاني الملحق باتفاقيات جنيف المعقودة في 12 آب/أغسطس 1949 والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات المسلحة غير الدولية اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق والانضمام من قبل المؤتمر الدبلوماسي لتأكيد القانون الدولي الإنساني المنطبق على المنازعات المسلحة وتطويره وذلك بتاريخ 8 حزيران 1977 .
4. العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية اعتمد و عرض للتوقيع و التصديق و الانضمام بقرار الجمعية العامة2200 ( ألف ) المؤرخ في 16 كانون الأول 1966.
5. اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 آب 1949: اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق والانضمام من قبل المؤتمر الدبلوماسي لوضع اتفاقيات دولية لحماية ضحايا الحروب المعقود في جنيف خلال الفترة من 21 نيسان إلى 12 آب 1949 .
6. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان صدر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 217 ألف (د-3) المؤرخ في 10 كانون الأول 1948 .
7. مدونة لقواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين اعتمدت ونشرت على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 34/169المؤرخ في 17 كانون الأول 1979.
8. إعلان بشأن المبادئ الأساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة اعتمد ونشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 40/ 34 المؤرخ في 29 تشرين الثاني 1985 . 9. قانون الدفاع عن السلامة الوطنية لسنة 2004 .
10. قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية لعام 2003 .
11. قانون العقوبات العراقي رقم ( 111) لعام 1969 المعدل .
12. قانون أصول المحاكمات الجزائية ( 23) لعام 1971 .

الملحــــق رقــــم (1)
إفـــادات ضحـــايا الانتهـــاك
إفادة رقم (1)
الاسم : ( خ ا م ) / 37 سنة / يعمل كاسبا
وهو من المتقاعدين في الجيش العراقي السابق خدم في الجيش أكثر من عشرين سنة برتبة نائب ضابط شارك في القادسية ومن ثم هرب في حرب الكويت إلى السعودية عن طريق الكويت وبقي هناك حتى صدور العفو من الحكومة العراقية عام 1991 عاد إلى العراق واعتقل في المخابرات العراقية وبالتحديد في الشعبة الخامسة ولمدة أربعة شهور ومن ثم عاد إلى الجيش وبعد ذلك هرب إلى الكويت ولكن لم يستقبله الكويتيين من الحدود لذلك اضطر إلى الهرب إلى سوريا وهناك خيروه بين أن يسلم إلى الحكومة العراقية أو إلى كردستان فاختار كردستان وبقي في كردستان أكثر من أربعة سنوات وانظم إلى حزب المؤتمر الوطني وعمل في حماية السيد احمد الحلبي وعاد إلى العراق بعد صدور العفو، يعمل حاليا كاسب وكان له حانوت في أحد المدارس قبل أن يتم اعتقاله على أيدي قوات الأمن العراقية حيث اعتقل في يوم 5/2/2005 وبقي في الاعتقال ثلاث أيام بتهمة الاشتراك بالإرهاب.
لقد مرت على هذه الأيام الثلاثة مثل كابوس مزعج جدا أنا لا اصدق باني خلصت من ذلك الموقف الصعب حيث تفقد الثقة من اقرب الناس حتى من أفراد عائلتك.
بعد سقوط النظام لم انخرط في أي جهاز من أجهزة الدولة بل توجهت إلى الحياة المدنية لأني تعبت من العمل بالجيش استأجرت حانوت في متوسطة للبنات وعملت فيه وكانت حياة هادئة حتى يوم 5/2/2005 كان يوم أربعاء كنت قد اعتدت أن اذهب كل يوم إلى التسوق لتجهيز حانوتي في المدرسة وكنت دائما أمر على أخي حيث يعمل موظفا لأسلم عليه وأسال على أحوال أهلي منه لأني اسكن بعيد عنهم ، وفي هذا اليوم مررت عليه كالمعتاد وعندما وصلت إليه كانت قوات أمن عراقية قد طوقت منطقة النبي شيت حيث الأوقاف وكنت واقف معه على باب الأوقاف وأنا أقول له لقد اعتقلوا المدعو ( ث ) أثناء ذلك وقبل أن انهي حديثي توجهت نحونا ثلاث سيارات من نوع نيسان من التي يستخدمها قوات الأمن وترجل منها مجموعة من الأفراد ووجهوا سلاحهم نحونا وقالوا لا تتحركوا ووجه السؤال إلي من أنت فقلت ماذا تريدون وعن من تبحثون سوف ندلي لكم بكل ما نعرف هنا بدء بضربي وقال ابرز هويتك فأبرزتها فزاد الضرب على وجاء أحدهم وانزل بلوزتي فوق رأسي وكانوا يضربونني أكثر من أربعة أشخاص وأدخلوني إلى إحدى السيارات وفي هذه الأثناء اعتقلوا حوالي سبعة أشخاص تعرفت على اثنين منهم ( ع م ) و( ب ع م ) بالإضافة إلى (ع ) الذي ذكرته سابقا وهنا بدئت السيارة تتوجه بنا إلى مبنى المحافظة واستطعت أن أميز ذلك لان بلوزتي كانت خفيفة ومنها كنت أشاهد ما يدور حولي وعندما وصلنا إلى المحافظة أنزلنا من السيارة بالضرب طبعا وهم يقولون لقد القينا القبض على الإرهابيين وهنا سلمونا إلى قوات من البيشمركة ولا أنكر أنهم أحسنوا معاملتنا ففكوا وثاقنا واسقونا ماء وعند ذلك جاء أحد أفراد حماية المحافظة وأدخلونا إلى غرفة أخرى ومنها إلى التوقيف وعند باب التوقيف اخذ السجان ساعتي وما كان في جيبي من نقود وهي حوالي أربعون ألف دينار وأراد أن يأخذ حلقة زواجي ولكني رفضت فاخذ بلوزتي وحتى مفاتيحي الخاصة وأدخلونا إلى الموقف وفي الموقف رأيت ( ث ) وقلت له ماذا فعلت فقال لقد ضبطوا بحوزتي خمسة مسدسات وكمية كبيرة من الحبوب المخدرة عند مداهمة بيتي فقلت له ماذا تفعل بهذه الأغراض وقبل أن يجيب جاء شرطي وضربني وقال هل تعرفت على شريكك على ماذا تتفقون فقلت لا والله لاعلاقة لي به وإنما اعرفه لأنه من نفس المنطقة التي اسكنها وأخرجنا من الموقف وفي هذه الأثناء جاء المحافظ ومعه العقيد هشام المسؤول الأمني في المحافظة وقال المحافظ هل جلبتم الإرهابيين فقال أحد أفراد الحماية نعم لقد اعتقلناهم فقال المحافظ سنسلمهم إلى لواء الذئب ليتولى أمرهم هنا تجرأت وقلت أرجوكم لماذا أنا معتقل و ما هي تهمتي أن آخي يعمل في الأوقاف وهو من أفراد حماية السيد محمد عبد الوهاب الشماع وهو عضو مجلس محافظة فقال المحافظ ما هي تهمته فقال أحد أفراد الحماية انه إرهابي وأخوه أيضا إرهابي ويعمل في تعليق المنشورات الخاصة بالإرهابيين على جدران الجوامع وهنا ثارت أعصابي وقلت إذا كان أخي إرهابي فان ذلك يعني بان السيد محمد عبد الوهاب الذي يعمل معه أيضا إرهابي وهو عضو مجلس محافظة وبالتالي فان مجلس المحافظة بأكمله إرهابيين فقام الملازم محمد صلاح الدين بضربي على رأسي بمؤخرة المسدس وانهال على ثلاثة جنود بالضرب علما أن أخي كان دائما يعلق أسماء الحجاج على جدران الجوامع بحكم عمله في الأوقاف وبعد ذلك ألبسونا في رؤؤسنا أكياس وأخذونا إلى مكان آخر في نفس المبنى وهناك سمعت صوت أحد الأفراد يتكلم ويقول هاتوا الكيبلات والعصا وجهزوا الكهرباء والفلقة عندها بدءوا بضرب ( ث ) عرفت أنهم يضربونه من صوت صراخه وهو يستغيث وعندها قلت أرجوكم أريد أن أتكلم فرد أحدهم اسكت وضربني كثيرا بقبضة يده على وجهي وبطني وسال المحقق (ث ) هل هذا معك فقال لا ليس معي فقال له كذاب قل انه معي وهنا فقد( ث ) الوعي لأنه مصاب بالصرع سمعته وهو يختنق من الصرع وهنا قال هاتوا الثاني وهو يقصدني وعندها قلت لحظة واحدة أرجوك ما هي تهمتي ولماذا أنا معتقل وسوف أقول كل شيء دون أن تضربوني فقال المحقق أنت هنا لكي نقتص منك حقوق الأبرياء الذين قتلتهم من الشرطة والحرس الوطني عندها قلت له كيف اعمل معهم وقد قتل أخي النقيب في الحرس الوطني على أيدي الإرهابيين وهذه ورقة تثبت ذلك فأبرزت له ورقة كانت القوات الأمريكية قد أعطتني إياها عندما استشهد أخي وهي مثل المرسوم فقال كلام بذيء وقال هذه الورقة لا تنفعك بشيء ألا تخجل من عملك مع الإرهابيين وهم من قتلوا أخوك وقال الشخص الآخر هؤلاء لا ينفع معهم الكلام خذوهم إلى لواء الذئب وهناك سوف يعترفون بكل شيء فأخذونا إلى السيارات وهم يضربوننا بمؤخرة بنادقهم إلى أن وصلنا إلى مديرية الشرطة مقر قوات الذئب وعندها ضربوني ضربة قوية جدا ورموني من السيارة وقال أحد أفراد الشرطة من هم معنا للحراس الموجودين في المديرية هؤلاء إرهابيين اعتقلهم سرية طوارئ المحافظة وقال المحافظ سلموهم إلى لواء الذئب وعند الباب أعطى كيس للحارس وقال هذه أماناتهم فقال الآخر لا يوجد فيها غير الهويات هنا عندما سمع (ث ) ذلك قال لقد أخذتم مني خمسمائة دولار وثلاثمائة وخمسون ألف دينار عراقي أين هي فقال أحدهم لا يوجد غير هذه الأشياء وهل تعتقدون أنكم ستخرجون من هذا المكان وتستلمون أماناتكم وجه الحديث إلى حرس المديرية وقال إنهم سكارى فقلت كيف أكون سكران وانتم اعتقلتموني من الأوقاف فضربني أحدهم بمؤخرة البندقية وانهال على مجموعة بالضرب بأرجلهم وقال لقد اتخذتم الأوقاف واجهة لجرائمكم البشعة يا إرهابيين وسوف نطهر الموصل منكم وبعد ذلك أدخلونا إلى ممر والى الزنزانات وأجلسونا على الأرض ومن بين المعتقلين شاهدت المدعو ( م ص ) الذي عرض على التلفاز قبل أيام وأنا اعرف اغلبهم لأني كنت املك مقهى في الدواسة وهم كانوا يأتون إلى المقهى فقلت له لم أتوقع أن تكون بهذه الدرجة من السوء فقال والله أنا بريء وكل ما عرض في التلفاز هو بسبب التعذيب لقد دمروني وسأثبت لك حقيقة ذلك لقد اعترفت باني قتلت واغتصبت بشرى ناصرية وهي حية ترزق واليوم ستأتي لزيارتي وفعلا جاءت لزيارته بعد فترة في نفس اليوم بعد ذلك جاء أفراد من المحققين وقالوا له يا حقير كيف تعترف بقتل من هو حي هل أنت تلاعبنا فقال ماذا أقول لقد أجبرتموني فقال ستعترف على أناس ميتين اعترف من قتلت وأعود مرة أخرى إلى كلامي وعندما كنا جالسين في الممر وبعد ربع ساعة جاء أحد الضباط ومعه مجموعة من المغاوير وقال أين من اعتقلتهم قوات المحافظة فقال الحرس هؤلاء وأين ( ث ) أين نضعهم فقال في إحدى هذه الزنزانات فرد الحارس سيدي هذه فيها 170 معتقل والأخرى فيها 160 لا يوجد مكان فقال أدخلهم إلى الزنزانات حتى نحقق معهم بعد قليل ومن ثم نفرزهم حسب اعترافاتهم فأدخلونا إلى زنزانة مساحتها 3x 4 فيها 170 معتقل وفي نفس المكان يقضي المعتقلين حاجاتهم وكان من بين المعتقلين شخص يدعى ( ع ا ) وهو مقدم وله محل لبيع الموبايل في الدواسة اعرفه أخوه صديقي فقلت له منذ متى أنت هنا فقال أنا هنا من 27 يوم فقلت له ماذا فعلت حتى اعتقلوك فقال والله لم افعل شيء لقد عذبوني حتى اعترفت باني أمول المقاومة والمجاهدين وقلت والى متى ستبقى هنا فقال الله وحده يستطيع أن يخرجنا من هنا لان البلد تمر بحالة طوارئ وربما نقدم للمحاكمة إذا انتهت حالة الطوارئ وبقينا أحياء هنا شعرت بخوف شديد فسألته وكيف يحققون معنا فقال حدث ولا حرج جميع أنواع التعذيب وسوف يجبروك على أن تعترف بعدة جرائم ولو كنت بريء لأنهم سيحطمونك ويوصلوك إلى حالة تقبل أي شيء لكي تخلص من العذاب وفي الساعة التاسعة مساءا جاء أحد أفراد الحرس وقال أين هم جماعة المخدرات فنهض ( ث ) إما أنا فلم أتحرك لأني لا اعرف عنها شيء فقال لي الست من جاء معه فقلت نعم ولكن لا اعرف شيء عن المخدرات فضربني بقوة على رأسي أوقعني على الأرض وقال اسكت يا إرهابي وأخذونا إلى غرفة كان فيها ثلاث أشخاص أجسامهم ضخمة وبيدهم عصا وكيبلات وكان هناك شخص وأمامه مجموعة من الأوراق وكانوا في حينها يقومون بإنزال أحد المعتقلين من التعلق و قاموا بوضعه في بطانية وأخذوه إلى مكان أخر. هنا قال المحقق اعترفوا ولا تجبروني على استخدام الأساليب السيئة معكم الم تروا أصدقائكم وفي هذه الأثناء ضربني أحدهم بقبضته على وجهي وقال انتم لا تعرفون من نكون نحن مخابرات العراق الجديد نحن إبطال فيلق بدر فقلت له أنا أيضا كنت في حماية السيد احمد ألجلبي فسبني وقال هنا لا ينفعك أي شخص حتى ألجلبي وهنا قلت أرجوكم قبل أن تضربوني لحظة واحدة أن هويتي عندكم وفيها ما يثبت بان أخي الشهيد كان نقيب في الحرس الوطني وقتل على أيدي الإرهابيين فسبني المحقق وسب أخي أيضا وقال لقد قتله الإرهابيون أمثالك آلا تخجل من العمل معهم وهم قتلوا أخوك وقال كم شرطي قتلت فقلت والله لم اقتل أي شخص فقال هؤلاء لا ينفع معهم الكلام علقوهم فبدءوا بتعليق (ث) وضربوه ضرب شديد وهو معلق فاعترف بقتل ثلاثة من الشرطة واثنين من الحرس الوطني وطبعا هم لا يسالون عن مكان القتل أو بأي شيء قتلتهم ومن هم فقط يريدون أعداد وانزلوا( ث ) وهو محطم وبدءوا بربطي فقلت سأعترف أرجوكم وأنا ابكي فقال ها اعترف قلت أرجوك أعطني مجال إلى يوم غد لأني متعب جدا ولا استطيع أن أتذكر أي شيء الآن وأنا بين يديكم وان لم اعترف غدا افعل ما تشاء قال خذوهم إلى الزنزانة وأعادونا إلى الزنزانة وهم يضربونا وعندها استقبلني ( ع ) قال على كم جريمة اعترفت فقلت لم اعترف فقال يا أخي أنت صديق أخي وأنا أخاف عليك اعترف كلما اعترفت أسرع كان أحسن لأنهم بالتالي سيجعلونك تعترف ولا ينفعك المقاومة انظر إلى ( ط) وهو أحد المعتقلين انظر إلى يداه لقد علق يومين حتى أصبحت يداه شبه مشلولة واعترف بالتالي على قتل خمسة من أفراد الشرطة وحدثني عن العقيد( أ ) الذي ذكر في التحقيق عندما عرض مجموعة من المعتقلين ومن بينهم المقدم ( ش ) في القوات الخاصة وذكروا ( أ) ولم يعرضوه وقالوا انه في المستشفى يتلقى العلاج وفي الحقيقة لقد مات في التعذيب عندما أقعدوه على أنبوب حتى مات وهذه سترته وحذائه أراني إياها وكذلك كلمني المعتقل( أ ) الذي أطلق سراحه فيما بعد وقد كسر كتفاه وقال لقد قاوم أخي سعد كثيرا ولكنه بالتالي اعترف بقتل خمسة أشخاص من بينهم شيخ في سامراء واعترف انه من جماعة الملازم( ش ) وهو لا يعرفه نهائيا هنا تملكني رعب شديد وقلت ل (ع) باني سأعترف غدا بقتل ثلاثة أشخاص وسأحاول أن انتقي أشخاص اليوم ومع نفسي فكرت بان اعترف بقتل ثلاثة من أقربائي وان يكونوا أحياء لكي لا تتشوه صورتي أمام أفراد عائلتي على الأقل فاخترت ( ع ح م ) وهو اخو زوجتي و( ع ج م ) وهو ابن عمتي و( ع ذ ) وهو عديلي وبعد ذلك أخبرت ( ع ) على ما نويت عليه فقال انتبه وإلا إذا كشفوا الأمر سيدمرونك فقلت له الله موجود ولا مفر لي غير هذه الطريقة وفي صباح اليوم التالي كنت مرعوب جدا ولكنهم لم يحققوا مع أحد لأنهم كانوا مشغولين بتسجيل أسماء المعتقلين الذين جلبوهم من المطار وهم معتقلين منذ بداية السقوط لأنهم قرروا أن يخرجوهم بعد أن قال أحد المعتقلين نحن في المعتقل منذ سنة وانتم تطلبون منا أن نعترف بجرائم حدثت منذ شهور فكيف ذلك هكذا انشغلوا بهؤلاء وتأجل تحقيقنا إلى اليوم الثاني وكنت احسب الدقائق والساعات وكان موعد موت هو المنتظر وفي صباح اليوم التالي كنت جالس احضر نفسي وأقوالي التي سأقولها في التحقيق وأفكر هل ساترك من دون تعذيب إذا اعترفت وطبعا وجوهنا إلى الحائط ولا يحق لنا النظر إلى الخارج سمعت صوت امرأة وهي تصرخ وتنتحب وتقول لقد قتلت ولدي يا أيها السوري الحقير وبدأت تسب سوريا وحافظ أسد ومن صوتها علمت أنها أمي وعندها توجهت نحو القضبان وصرخت أماه تعالي وأنقذيني وإلا سألحق بأخي الشهيد سيقتلونني وعندما انتبهت أمي إلي وكان الحارس يضربني لابتعد عن الباب جاءت إلي وقالت هذا ولدي لماذا اعتقلتموه انه اخو الشهيد وهنا جاء أحد الضباط وأخرجني من الزنزانة وأخذني إلى غرفة وقبلني في وجهي وقال أننا آسفون لم نعرف بأنك اخو الشهيد وسوف نطلق سراحك وسنعرضك على التلفاز وأمام قناة العراقية ولكن يجب أن تقول مانمليه عليك وإلا فلن تخرج ستقول انك جئت إلى هنا لكي تتعرف على قاتل أخوك وتشكر قوات الذئب فوافقت لان بقائي في المعتقل يعني الموت المحقق وتشويه سمعتي أمام الناس وفعلا جاء المصور وصورني أنا ووالدتي وقلت بأنني هنا لأتعرف على قاتل أخي وخرجت من الزنزانة وأنا لا اصدق أني تخلصت من هذا الحلم المزعج ولكني مع نفسي كنت اتالم كثيرا لأني سلبت مني حقوقي كانسان ولا استطيع المطالبة بها فمن سيسمع صوتي وأنا لازلت إلى اليوم أعاني من أثار تلك الفترة المظلمة في حياتي واثأر الضرب لازالت في جسدي لقد قررت أن لا اخرج إلى الناس حتى تنتهي هذه المهزلة التي لا نعرف من المستفيد منها والتي ولدت حقد وكراهية على الشرطة وجميع قوات الأمن العراقية حتى أني أصبحت أقول اعتقل على يد الأمريكان ولا على يد العراقيين لأني عندما اعتقلني الأمريكان بالخطأ عاملوني باحترام أكثر من أخوتي العراقيين ومع أسفي الشديد على ذلك لأنهم ومهما يكونوا فهم محتلين وهؤلاء هم من أبناء وطني .

إفادة رقم (2)
الاسم ( أ ح ) :
بتاريخ 22/2/2005 داهمت قوات المغاوير منزلي في منطقة الدواسة وسألوني عن أخي ( س ح ) وعندما قلت لهم أني لا اعرف مكانه اعتقلوني حيث قاموا بتقييد يدي واعصبوا عيوني بقطعة من القماش ووضعوا في راسي كيس وأخذوني إلى السيارة وكانت القوات قد طوقت المنطقة بالكامل وداهمت عدد من البيوت واعتقلت مجموعة من الأشخاص غيري معتمدين بذلك على معلومات أدلى بها احد المعتقلين يدعى ( ح ش ) وهو من سكان منطقتنا وهو مختل عقليا وجميع أهل المنطقة يعرفون ذلك . وبعد أن أخذوني إلى السيارة وهم يضربوني في الطريق أقلتنا السيارة إلى مكان أخر انتظرنا فيه حوالي عشرة دقائق أدخلونا بعدها في مكان أخر وصعدنا على درج ولم أميز غير ذلك بسبب الغطاء الذي كان على راسي وانتظرنا في هذا المكان حوالي نصف ساعة جاء بعدها مجموعة من الأشخاص وقادونا إلى مكان أخر وهم يضربوننا بشكل وحشي وأنزلونا من الدرج وأخذتنا سيارة إلى مكان أخر واقتادونا إلى مكان أشبه بالممر وأجلسونا هنالك ووجوهنا نحو الجدار وكانت الأرض مبللة بالماء وفي هذه الإثناء سمعت صوت أخي ( س ) وهو يقول لقد أتيت وسلمت نفسي لكي تطلقوا سراح أخي فضربه احد الأشخاص فوقع بالقرب مني فقلت له أنت ( س ) قال نعم قلت له لماذا أتيت وهنا ضربني احدهم على ظهري وقال لا تتكلم أيها الإرهابي هل تتفقون على الهروب وبقينا في هذا المكان لمدة يومين وعلى هذا الحال و لا احد يستطيع الحراك و إلا تعرض للضرب ولم يقدموا لنا أي شيء من طعام أو شراب وفي اليوم الثالث أخذونا إلى مكان أخر كانت مديرية الشرطة لأني عرفت ذلك بعد أن أدخلونا إلى المعتقل رفعوا العصابة من على عيوني المعتقل الذي دخلت عليه كانت مساحته حوالي 5x 4 وكان فيها 163 معتقل وبقيت هنالك ثلاثة أيام والمكان الذي كنت فيه كان سيء جدا وكانوا يقدمون لنا في الصباح رغيف من الخبز وقطع صغيرة من الجبن لسبعة أشخاص وفي المساء كانوا يعطونا علبة صغيرة فيها رز مع شوربة لسبعة أشخاص وقنينة ماء ليومين وبعد ثلاثة أيام جاء شخص كانوا ينادونه بالرائد على وفي بعض الأحيان بالنقيب على ذلك في حدود الساعة الحادية عشر ليلا وبدا ينظر إلى المعتقلين واختار من بين المعتقلين خمسة أشخاص كنت احدهم وكان معي كل من المعتقل ( ف س ) و(د س) و( ب ) وأخر هو ( ح ح ح ) وبعد ذلك قام الحرس بدفع جميع المعتقلين إلى الوراء وبقينا وحدنا عند الباب وبالقرب من الضابط فتوجه الضابط إلى (ب) وصفعه على وجهه وقال له أريد تعترف على ثلاثين جريمة وإلا سيكون مصيرك اسود وقام بسبه وشتمه وقام بعد ذلك نحو داوود وقال له وأنت تعترف بخمسين جريمة ومن ثم توجه نحوي وقال لي أنت يجب أن تعترف بثلاثين جريمة وهكذا قال للبقية ممن كانوا معي وبعد ذلك توجه نحو الحرس وقال سجلوا أسماؤهم وانقلوهم إلى غرفة الاعتراف فقام الحرس بتسجيل أسمائنا وأخذنا إلى غرفة طويلة رفيعة فيها مكتب جالس عليه الرائد على وبدء التحقيق مع(ب) فقال له الضابط اعترف بالجرائم التي ارتكبتها فقال له لم ارتكب جرائم فصفعه على وجهه وقال علقوه هذا لا ينفع معه المعاملة باللسان فجاء اثنين من الحرس ورفعوا( ب ) فوق ثلاجة قديمة تبقى منها الهيكل فقط وعلقوا يديه المقيدة من الخلف بقطعة حديدية في الجدار ودفعوا الثلاجة من تحت قدميه فبقي معلق بيده وهو يصرخ ويستغيث والحرس يضربوه بعصا غليظة كانوا يستخدمونها بعد ذلك يضعوها في برميل ماء وهنا قال(ب) سأعترف فانزلوه واعترف بعشرة جرائم من القتل والتسليب والاغتصاب وهنا بدء الحرس بضربه مرة أخرى حتى أغمي عليه فنقلوه إلى الزنزانة بالبطانية وهنا توجه الضابط نحوي هل ستعترف أم نعيد ما فعلناه بصديقك فقلت لا والله لم افعل شيء فضربني احد الحراس بعصا على ظهري وقال الضابط علقوه وعلقوني بنفس الطريقة وبدا بضربي بشكل وحشي على جميع جسدي ولكني لم اعترف بشيء لأني لم ارتكب شيء فأنزلوني على الأرض وبدا يضربني على ظهري بالعصا والضابط يقول اعترف وهكذا استمروا حوالي ساعة ونصف ولكني لم اعترف فنقلوني بعد ذلك إلى الزنزانة مرة أخرى وأنا شبه ميت ولكني كنت في وعي وبعد ذلك جاءوا بـ( ف ) والآخرين محمولين بالبطانية وهم فاقدي الوعي تماما وتركوني يومين وقبل أن يأخذوني إلى التعذيب اخذوا أخي ( س ) الذي كان معي في المعتقل وجاءوا به وهو مغمى عليه واستمر وهو فاقد للوعي لساعتين تقريبا لذلك نصحته بان يعترف لان بنيته ضعيفة لأنه لا يتحمل التعذيب ونقلوه إلى مكان أخر وبعد يومين من تعذيبي جاء احد الحراس وأخذني مرة أخرى إلى غرفة الاعتراف وعذبوني مرة أخرى بنفس الطريقة السابقة ولكني لم اعترف وأثناء التعذيب قلت لهم الم تقولوا بأننا سنطلق سراحك فقال الضابط يجب أن نتأكد إن كنت قد اشتركت معه أم لا وكانوا قد بدءوا بضربي بشكل أقسى من السابق وهنا قال الضابط استخدموا الكرسي معه وجاءوا بي إلى الكرسي وفي وسطه عمود حديد فقال هل ستعترف أم تريد أن تجرب الكرسي وقال أجلسوه وربطوا عيوني وظل الحرس يحومون بي حول الكرسي وبدا بضربي حتى أسقطوني على الأرض وكان احدهم يدوس على جسدي بقدمه ولم اعترف ونقلوني إلى الزنزانة مرة أخرى وتركوني يومين آخرين وفي هذه اليومين توفي احد المعتقلين توفي في الزنزانة وهو المعروف باسم ( ع د) لأنه كانوا قد قلعوا أظافره وثقبوا مناطق من جسمه بالمزرف الكهربائي في الصباح عندما أخذت له بعضا من الطعام وجدته ميتا وكذلك مات معتقل أخر وهو الذي كنا نسميه بالشيخ لأنه كان له لحية كثيفة فأخذوه وسمعت من المعتقلين أن سبب الوفاة هو انه ادخلوا في مؤخرته عمود حديد وكذلك مات معتقل أخر كنا نسميه الدكتور لأنه كان يدرس في الجامعة واعتقل منها وبعد مضي يومين على التعذيب جاء أفراد من الحرس وأخذوني وعذبوني تعذيب شديد حتى أنهم سلطوا على جسمي تيار كهربائي افقدني الوعي ولكني اصريت على أقوالي ولم اعترف وأعادوني إلى الزنزانة وبعد نصف ساعة جاء احد أفراد الحرس وأعطاني كوب من الشاي وقال هذا من الضابط وسوف يطلق سراحك وفي اليوم التالي جاء الضابط وقال انقلوا هؤلاء إلى غرفة الإفراج وكان يقصدني مع أربعة آخرين من المعتقل الذين لم يعترفوا بشيء في التحقيق فأخذنا الحارس إلى غرفة أخرى وبقينا فيها أربعة أيام وبعدها أخذونا بالسيارة إلى مقر الفوج وهو المستشفى العسكري القديم في الموصل وهنالك جاء احد الضباط على ما اعتقد هو الذي يظهر في التلفاز يحقق مع المتهمين وقال سنطلق سراحكم اليوم وأعطانا رقم هاتف وهو 765975 وقال إذا تعرض لكم احد فاتصلوا على هذا الرقم وكذلك إذا رأيتم شيء يشتبه به فاتصلوا وأخذونا بسيارة من نوع لاندكروز وأطلقوا سراحنا في بستان بالقرب من الجسر الرابع في الموصل .

إفادة رقم (3)
الاسم: (ذ م س)/المواليد: 1972/التحصيل الدراسي: متوسطة/العنوان: موصل / حي الجزائر
التفاصيل : تم اعتقالي أنا (س و ) بتاريخ 26/1/2005 من مقهى المراعي في شارع حلب وأخذونا إلى مقر قوات الذئب في المستشفى العسكري القديم وبقينا والأكياس في ورؤوسنا ممددين قرب الحائط وتعرضنا للضرب الشديد بعدها أخذونا للتحقيق وفي هذه الأثناء اعتقلوا ( م ص ) و( ا ج ) و( و ) وفي أثناء التحقيق تم ضربي حوالي ستين كيبل من اجل الاعتراف بأشياء لم افعلها ومن شدة الضرب أغمي على عدة مرات ومن اجل أيقاضي كانوا يضربونني بأرجلهم بعدها تركوني أربعة أيام وانشغلوا بالتحقيق مع ( م ص ) الذي تعرض لضرب شديد وتم جلب زوجته وهددوه بالاعتداء عليها إذا لم يعترف فاعترف بأشياء غير صحيحة وبعدها تم جلبي إلى غرفة التحقيق وقيدوا يدي إلى الخلف وتم تعليقي منها وقاموا بضربي بالعصي مما أدى إلى كسر رجلي اليسرى وإصبع يدي الأيمن وفطر في الضلع الأيسر وكنت من شدة الضرب لا استطيع المشي لذا كانوا يجلبوني بالبطانية ويحققون معي بعدها حضر القائد وأمرهم بإطلاق سراحي لأنهم لم يستفيدوا مني إي شيء واستأنف قائلا خلال الاعتقال تم التحقيق مند الثانية عشره ليلا وحتى السابعة صباحا وكانوا يأتون ألينا خلال النوم بحدود العشرة أشخاص ويدوسون راسي بأرجلهم ويقولون لي ( أين عمر بن الخطاب ليخلصك ) وبعدها أخذوني إلى الخارج وجعلوني ابرك ووجهوا السلاح إلى راسي وطلبوا مني أن أتشاهد لأنهم ينوون قتلي إذا لم اعترف وبعدها أفرجوا عني لأني لم اعترف . هذا بالنسبة لي أما بالنسبة للمعتقلين معي فأنهم : ( ( ر ع ) / يسكن باب الجديد / ( ح ع ) / يسكن باب الجديد / ( س ع )/ يسكن باب الجديد / (م ع) / يسكن باب الجديد / (س م ) /المجموعة الثقافية / فكانت أوضاع المعتقلين كما ذكرت سابقا فضلا عن المعتقل ( أ ت) الذي قيدوا يديه إلى الخلف وعلقوه من يديه وقاموا بسحبه من احد رجليه لان رجله الأخرى معوقة مبتورة. أما المعتقلين الآخرين فكانوا يسحبونهم من كلتا رجليهم أما بالنسبة لأحد المعتقلين ( خ ر) من حي فلسطين أو من دوميز الذي كان لديه عملية في بطنه أخذه إلى التحقيق مدة ساعتين تقريبا وأرجعوه إلى الموقف وبعدها بنصف ساعة تقريبا توفي إلى رحمة الله تعالى والمعتقل ( ع د ) حارس في عمارة توفي في مديرية الشرطة نتيجة التعذيب وهذا علمنا به من خلال مجموعة معتقلين جاءت من مديرية الشرطة إلى مقر لواء الذئب وأثناء وجودنا في المعتقل جاءت لجنة من بغداد من اجل إعادة التحقيق وقام المحققين الأولون بتهديدنا بالتعذيب إذا غيرنا أقوالنا السابقة وقامت هذه اللجنة بإدخالنا واحدا تلو الأخر وإعادة التحقيق معنا أما بالنسبة للتعذيب فكانوا يهددوننا بعدم ذكر إي شيء من هذا القبيل أمام اللجنة كما قاموا بحرق يد احد المعتقلين لأنه كان قد وشم على يده صورة صدام حسين كما توفي احد الأشخاص اخو المعتقل ( ع ) أثناء التعذيب وذلك نتيجة لإدخال عصا خشبية في دبره مما أدى إلى وفاته وكانوا يستهزئون بنا عند اعتقالنا ويقولون لنا هنيئا لكم الجنة استهزاءً منهم بنا وإشارة إلى التعذيب الذي سنتعرض له كما قاموا بجلب المعتقل (س) ونزعوا عنه ثيابه وهددوه بعد ضربه بممارسة اللواط معه إذا لم يعترف وقام اثر ذلك بالاعتراف كما قاموا باعتقال ( أ ف م ) من حي الوحدة وكان يمتلك مقهى انترنيت وقالوا له إن الشبكة التي اعترفت ينقصها شخص يعمل في الانترنيت فيجب عليك الاعتراف .

إفادة رقم (4)
الاسم : ( ر م أ ) / العنوان : موصل /حمام العليل / التحصيل الدراسي: دبلوم / المواليد : 1962 / تاريخ الاعتقال : 7/3/2005 / تاريخ أطلاق السراح : 23/3/2005 .
التفاصيل:- ذهبت إلى مديرية شرطة محافظة نينوى بناءً على طلب من قبل شؤون الداخلية وذلك بخصوص اعتقال شقيقي ( ص م ا ) بتاريخ 6/2/2005 من قبل القوات الأمريكية والحرس الوطني وعندما تم احتجازي في اللجنة التحقيقية لمكافحة الإرهاب في محافظة نينوى وهى تتكون حسب ادعاء الضباط الموجودين هناك بأنهم من المخابرات العراقية وأحدهم يدعى المقدم ( فلاح ) أو (خالد) والأخر مقدم (عماد) يدعي بأنه شقيقه الرائد (علي) ضابط استخبارات لواء الذئب ونقيب (يوسف ) ونقيب (علي ) هؤلاء مسئولين عن كافة المعتقلين الذين يأتون من قبل مفارز الشرطة والحرس الوطني والدفاع المدني وكذلك الذين يتم إطلاق سراحهم من القوات الأمريكية حيث شاهدت أنواع التعذيب وبالحرف الواحد يوجد لديهم عصى خشبية طويلة يطلقون عليها ( جامبو الجبار ) وطولها مترين حيث يقومون بتعليق الأشخاص بعد توثيق أيديهم إلى الخلف ووضع أكياس في رؤوسهم وكذلك بوضع شريط لاصق على الفم وبعدها يبدءون بالتعذيب عن طريق الكيبلات والعصي حيث يقومون بضربه أكثر من ستة على الشخص الواحد بالقوة والإكراه والضغط يجبرونه على الاعتراف على أشخاص قام بذبحهم حيث يقوم المعتقلين بذكر أسماء ثلاثة لأقاربهم بعد التعذيب .
كما أحضروا مجموعة من المعتقلين من ( السلفية ) وشاهدوا ما يجري داخل المعتقل وهم كل من ( ض وص وش و ا ) حيث ادعوا أنهم مارسوا الفعل الجنسي مع ( ا ت ) داخل المسجد بعد تعذيبهم بعدها حضر ضباط التحقيق وأبلغوهم بعدم التكلم مع أي جهة إعلامية أو قناة فضائية أو جراء الحوارات وكذلك أن يقوموا بحلق اللحى وعدم الخروج من الدار أكثر من شهر خشية مشاهدتهم من قبل الناس لكونهم قد أدلوا باعترافات أمام شاشة التلفزيون .
كما جلبوا احد الأشخاص المدعو ( ن ص س ) ابن مختار حي ( ث) حيث استعملوا معه الكيبلات والتعليق حيث يقومون بتعليقه من يديه بعد تقييدها إلى الخلف بقطعة حديدية معلقة في السقف ويقومون بسحبه من رجليه كما كانوا يضربون المعتقلين على وجوههم وغيرها ناهيك عن السب والشتم ويعتبرون إن أغلب المعتقلين لديهم ساقطين خلقياً ويتعاملون معهم بقسوة ووحشية ( الحيوان أفضل منهم) . أما داخل المعتقل فقد منعوا عنا السكائر والطعام كان قليلاً جداً والأمانات كانت تصادر من قبلهم وتتعرض للسرقة من قبل المنتسبين والضباط كما قاموا بأخذ مبلغ قدره ( 12 ) ألف دولار من احد الأشخاص ويدعى ( م س ) صاحب معمل طحين(ن) من قبل النقيب( علي ) بعد أن قام بتعذيبه بعد أن ابلغه بالحضور من اجل الإفراج عن أخيه المعتقل قبله ولازال معتقل لديهم . كذلك قاموا بتعذيب مفوض الشرطة ( د ) يعمل في مفرزة للشرطة في كراج بغداد وقد حضرت لجنة تحقيقيه من بغداد ولدى تدوين أقوال المعتقلين من قبلها بالإنكار تقوم هذه العصابة التحقيقية بتعذيبهم لكونهم أنكروا أقوالهم السابقة والأقوال التي تعرض في التلفاز يرغمون الشخص بالقوة عليها ويجبرونهم على الاعتراف بأنهم مع المعتقلين أو الأشخاص الذين اعترفوا بقتلهم. مع العلم أني لم أتعرض لأي نوع من أنواع التعذيب السابق ذكره وتم فصلي من سلك الشرطة بعد الإفراج عني كما أنهم لم يحققوا معي بل فقط أوقفوني داخل المعتقل ويوجد كثير من الأشخاص من أمثالي داخل المعتقل لا يحققون معهم بل يعذبونهم ويتركوهم مدة عشرين يوم أو أكثر مع التعذيب ويتركون ( ويفرجون عنه ) مع الاعتذار منه بأنهم قد توهموا به وإنهم يقصدون شخص أخر .أما بالنسبة لما يقوله وما أعترف به (أنس السوري) وغيره من الأشخاص فكله كذب اعترفوا به نتيجة للتعذيب.
إفادة رقم (5)
الاسم :(ف س م) العنوان : موصل حي المعلمين. التحصيل الدراسي : معهد تقني. المهنة : موظف
التفاصيل :- اعتقل من قبل القوات الخاصة العراقية والقوات الأمريكية ومن خلال تواجده داخل المعتقل في مقر لواء الذئب شاهد أساليب التعذيب المتبعة من قبل لواء الذئب حيث يقسم التعذيب إلى :-
1- التعذيب النفسي :- حيث يعرض المعتقل إلى أساليب نفسية من التعذيب منها يؤتى بزوجة أو أخت المعتقل ويعدوهم بأن يفعلوا بهم إذا لم يعترفوا بما هم ( المحققين ) يريدون أو يقولون للمعتقل تعال وأفعل بهم أنت أمامنا .
2- التعذيب الجسدي :- وفيه يتم ربط يدي المعتقل وراء ظهره ثم يعلق من يديه بحبل ويرفع ثم يأتي رجل ويدوس بقوة على ظهره مما يؤدي إلى خلع كتفيه أو يضربون المعتقل ( بشفت ) حديدي على ركبتيه ويديه مما يؤدي إلى ازرقاق المنطقة المصابة وهذا ما رأيته واضحاً أمامي من قبل أحد المعتقلين حيث قال أنه عند وصولي إلى سجن بادوش كان جسمي بأكمله مزرق وبقى تقريباً ثلاثة أيام على هذه الحالة ثم بدأ يشفى ولم يبقى سوى ازرقاق واحد في احد يديه ويعاني من الآم في ركبتيه حيث تم عرضه على اللجنة الطبية عند زيارة السجن . وهناك أحد المعتقلين يعاني من خلع في كتفيه وأيضاً تم عرضه على الجنة الطبية . ويقول الشاهد أعلاه أن هناك آلة خاصة للتعذيب جلبت من قبل القوات الأمريكية إلى القوات الخاصة العراقية ويصفها بأنها قطعة من الحديد يبلغ طولها (25) سم وهناك زر يضغط عليها فتندفع بقوة إلى الأمام وفي مقدمتها نتوء حديدي حيث يتم ضرب المعتقل بها بقوة مما يؤدي إلى إصابات جارحة مولدة كدمات واضحة على الجسم .ثم التقيت بالمعتقل ( ع س م ) حيث كان يعاني من الآم وقلة السمع في أحد أذنيه نتيجة الضرب بشدة عليها وأيضاً تم عرضه على اللجنة الطبية . وذكر الشاهد أنه رأى حالة وفاة حصلت في داخل المعتقل من جراء التعذيب القاسي .
إفادة رقم (6)
الاسم :(هـ ع أ) 1973، التحصيل الدراسي: بكالوريوس علوم زراعة. العنوان: موصل حي اليرموك.
التفاصيل: اعتقلت ليلة 25-26/2/2004 من منزلي بمداهمة شديدة من قبل القوات الأمريكية بعد إن قيدوا يدي إلى الخلف ووضعوا الكيس على رأسي ، بتاريخ 24/2/2005أفرج عني بكفالة وأطلق سراحي في يوم ( 11/3/2005) ونقلونا بالطائرة من أبو غريب إلى مطار الموصل بتاريخ ( 16/3/2005 ) وبقينا في المطار إلى يوم ( 19/3/2005 ) بعدها أخذونا إلى شارع الغزلاني وتركونا هناك حيث أن الشرطة العراقية بانتظارنا إذ أخذونا إلى مديرية الشرطة وسلمونا إلى لواء الذئب من اجل التحقيق معنا وأدخلونا في غرفة صغيرة فيها عشرات الأشخاص المصابين نتيجة التعذيب وبعضهم كان ينزف وكانت هذه الغرفة محكمة الإغلاق إلا فتحة صغيرة في الحائط لدخول الهواء ورأينا هناك حالات عجيبة من التعذيب بعدها بيومين قيدوا أيدينا وأخذونا إلى الطابق العلوي وطلبوا منا أعطائهم كل مافي جيوبنا من أوراق ونقود وقالوا لم نجد لديكم شيء وسوف نعيدكم إلى مديرية الشرطة من اجل أن تحقق لجنتهم الموجودة في مديرية الشرطة معنا مرة أخرى من أجل إطلاق سراحاً ثم أخذونا إلى المديرية وأدخلونا إلى غرفة كبيرة لكنها مليئة بالبشر بحيث انك لا تستطيع النوم من كثرة المعتقلين فكنا نسمع صوت المعتقلين وهم يعذبون وعندما يعود المعتقلون من التعذيب كان يظهر عليهم أثر التعذيب وكان المسئولون عن التعذيب الشديد احدهم نقيب ( علي ) والثاني يلبس مدني ولا اعرف اسمه وكانوا يأتون وهم شاربي الخمر ويأخذون المعتقلين للتعذيب .
بعدها قام النقيب ( علي ) بسحبي من لحيتي إلى الحلاق لديهم وطلب منه حلقي وأرجعني إلى الغرفة . ثم أخذونا إلى غرفة التحقيق وكنا اثنا عشر معتقل المفرج عنهم من ( أم قصر ) وطلبوا منا الاعتراف وضربونا وادارونا على الحائط وطلبوا منا قراءة مامكتوب على قطعة على شكل سبورة والاعتراف بها بعدها أعادونا إلى القاعة وبقينا هناك لمدة يومين وكان طعامنا قليلاً جداً ثم قاموا بعزلنا بغرفة وحدنا نحن المفرج عنا من المطار ثم أخذونا بعدها إلى مقر قوات لواء الذئب مرة أخرى ووضعونا في غرفة تسمى بغرفة إطلاق السراح وفي يوم ( 1/4/2005 ) تم إطلاق سراحنا من لواء الذئب.

إفادة رقم (7)
الاسم :(ع م س) المواليد :- 1973/ التحصيل الدراسي :- ابتدائية / العنوان :- موصل / البو سيف / تاريخ الاعتقال :- 13 /4 /2005 / تاريخ الإفراج :- 14 /4 /2005
الاسم ) ن أ م ) / المواليد :- 1982 / التحصيل الدراسي :- ابتدائية / العنوان :- موصل / البو سيف / تاريخ الاعتقال :- 13 /4 /2005 / تاريخ الإفراج :- 14 /4 /2005
الاسم ) ي م س ) / المواليد :- 1982 / التحصيل الدراسي :- ابتدائية / العنوان :- موصل / البو سيف / تاريخ الاعتقال :- 13 /4 /2005 / تاريخ الإفراج :- 14 /4 /2005
الاسم ( ي ع س ) / المواليد :- 1976 / التحصيل الدراسي :- معهد تكنولوجي / قسم برمجة الحاسبات / العنوان :- موصل / البو سيف / تاريخ الاعتقال :- 13 /4 /2005 / تاريخ الإفراج :- 14 /4 /2005 .
التفاصيل بتاريخ 13 /4 /2005 الساعة الحادية عشر ليلاً داهم مجموعة من الحرس الوطني والأمريكان منزلنا بعد أن كسروا قفل الباب الخارجي وذلك في أثناء حفلة خطوبة (ن) وكان إعتقالنا نتيجة لشكوى كيدية من أحد جيراننا المدعو (عبد الرحمن باقر) الذي يدعي أنه ملازم أول في استخبارات الحرس الوطني الفوج الثاني / السرية الأولى وذلك على أثر شجار كان بين أطفاله وأطفالنا وعند اعتقالنا قيدوا أيدينا إلى الخلف باستخدام (شناطات) واعصبوا أعيننا بعدها أخذونا مباشرة إلى مقر الفوج المذكور أعلاه وقاموا بتعذيبنا هناك وأول وسائل التعذيب كان الكهرباء إذ استخدموا مسدس كهربائي وصلهم حديثا من الأمريكان لغرض التعذيب وقاموا بتجريبه علينا كما ذكروا لنا.
وبعد الكهرباء قاموا بربطنا وضربنا (فلقة) بعدها أشربونا ماء وملح وقاموا بضربنا بالكيبلات ناهيك عن السب والشتم بمختلف أنواعه. وقالوا لقد أشربناكم ماء وملح لأنكم قد تعاطيتم المخدرات مع العلم أننا لا نتعاطى هذه الأشياء ولم نكن قد تعاطيناها مطلقاً.
ومن الجدير بالذكر أنه أخذونا إلى التحقيق وأيدينا لا زالت مقيدة وأعيننا معصوبة ولم نرى أي أحد منهم إلا أننا سمعنا صوت المدعو (عبد الرحمن باقر) يقوم بتعذيبنا معهم. وفي يوم 14 /4 2005 وعندما كنا لا نزال محتجزين لديهم قام المدعو (عبد الرحمن باقر) مع أقاربه بالتهجم على دار المعتقل (ي ع س) وكسروا نوافذ الدار وهددوا سكان المنطقة بالاعتداء عليهم إذا ما تدخلوا. وقام بعدها بأخذ أغراض بيته وانتقل إلى منطقة أخرى لا نعلم أين هي. وفي نفس اليوم تم إطلاق سراحنا. مع العلم أننا قد قدمنا شكوى إلى مركز شرطة الغزلاني.
إفادة رقم (8)
هذه شهادة احد الشباب الذين اعتقلوا بتاريخ 1/2/2005 من الشارع نتيجة لمرافقته لأحد المشتبه بهم.ولأنه( صاحب الإفادة) كان بدون بطاقة شخصية ، وهو عراقي من سكتة مدينة الموصل ، مواليد 1982 ، وطلب عدم ذكر اسمه عندما أملى عليَّ هذه الشهادة ، ومن الذين أطلق سراحهم بتاريخ 7/3/2005 ، بعدما أحيلوا إلى لجنة تحقيقيه تتأكد من صدق براءتهم ، والبالغ عددهم بضع وثلاثين فرد ، وتوزعت مدة احتجازهم والتحقيق معهم بين مديرية شرطة نينوى ، ولواء الذئب ، قوات خاصة التابع لوزارة الداخلية .
ظروف الاعتقال ؟ في بداية اعتقالي ، أحلت إلى التحقيق في أول يوم ، أمام لجنة من الشرطة ، وكانت عبارة عن مجموعة أسئلة حول علاقتي بالشخص الذي كان يرافقني ، وهل اعمل معه في شبكات إرهابية ، وعندما أصررت على الإنكار، أحلت إلى لواء الذئب ،ه حيث استأنف التحقيق معي ، وأخذت لنا صور فوتوغرافية ، وجرى ترقيم المحتجزين بالأرقام ، لغرض سرية الأسماء واجري لنا فحص مادة (ت. إن. ت) ، وظهر من الفحص أنني سليم ، وكانت الأيام الأولى من التحقيق مكثفة وفي أوقات متأخرة من الليل ، ومحاولات استفزاز إثناء التحقيق لغرض سحب الاعتراف ، وعندما تأكدوا من عدم تورطي في جرائم حظيت بعدم الإزعاج في الأيام الأخيرة ، خصوصا أن اسمي لم يرد خلال عمليات التحقيق مع الباقين ، ومع المشتبه به الذي كان يرافقني ، وأخيراً جرى ترحيلنا نحن الأكثر من ثلاثين شخص إلى قاعة منفردة لنا ، وكانت تحضى برعاية صحية وظروف اعتقال أحسن من سابقتها ، إلى حين عرضنا إلى لجنة مركزية من وزارة الداخلية حضرت من بغداد لغرض التأكد من براءتنا وأطلق سراحنا في يوم 7/3/2005 وكانت مجموعتنا من سكتة الموصل عدا اثنين من كربلاء واثنين من الناصرية وواحد من محافظة بغداد .
الظروف الصحية؟
كانت الظروف الصحية سيئة للغاية حيث البرد والرطوبة الشديدة وعدم الاستحمام وعدم العناية الصحية وسوء التغذية بحيث كل ثلاثة محتجزين على رغيف خبز واحد في الوجبة ، وحفنة يدين من الرز ، ومنعنا من التدخين وكل ثلاث اواربع محتجزين ببطانية واحدة واغلب الأيام ننام بوضع ( القرفصاء) ومرة واحدة في اليوم العاشر من محرم وزع لكل فرد موزة وتفاحة وعلبة عصير .
5/ التعذيب وخروقات حقوق الإنسان ؟
بالنسبة لهذا المجال فان هنالك أمور تجري على كل المحتجزين وأخرى خاصة بأناس مطلوبين أو معينين و الإجراءات التي تشمل الجميع مثل عدم جواز الزيارة وعدم جواز الاتصال بالأهل وعدم جواز توكيل محامي دفاع ومنع إي جهة إنسانية أو رسمية تفقد واقعنا وأحوالنا .أما التعذيب فلم يمارس ضدي إي تعذيب بالمعنى المقصود ولكن كان هناك نوع من التعذيب يمارس ضد عناصر إرهابية سورية كانت معنا مثل انس السوري الذي ظهر على شاشة التلفاز وكان التعذيب مثل الركل والضرب على البطن والظهر والرأس ورمي المتهم في غرفة شديدة البرودة والتحقيق في منتصف الليل على مدى ساعات وضرب على الوجه والعينان والجلد وبعضهم يغمى عليه من شدة الضرب فيوضع الماء البارد على الوجه وكان بيننا عناصر إجرامية كانت تروي لنا جرائمها وكانوا من النوع ليس بالسهل بحيث كان لا ينزع الاعتراف منهم إلا بالقوة والتعذيب .
ولم أشاهد أنواع ذكرت من التعذيب مثل التجريد من الملابس أو التهديد بالاغتصاب أو الصعق بالكهرباء أو الرمي بالماء البارد أو التهديد بجلب أم أو زوجة المحتجزين أو ثقب أصابع أو أرجل المحتجزين أو أقدامهم أو الكي بالنار أو خلع الأظافر أو ما شابه ذلك من أنواع التعذيب فأنني لم أراها تمارس ضدي أو ضد غيري طوال فترة الاعتقال ولم أشاهد إي ركل احد أو ضرب أو تعذيب أثناء فترات متعددة من التحقيق معي .
إفادة رقم (9)
الاسم :- ( غ م ي) / المواليد :- 1985 / التحصيل الدراسي :- المعهد الإداري / العنوان :- موصل / تلعفر / تاريخ الاعتقال :- 19 /4 /2005 الساعة الثانية عشر ليلاً / تاريخ الإفراج :- 20 /4 /2005 الساعة الثامنة والنصف صباحاً .
الاسم :- (ع س ح ) / المواليد :- 1983 / التحصيل الدراسي:- المعهد الطبي / العنوان :- موصل / تلعفر / تاريخ الاعتقال :- 19 /4 /2005 الساعة الثانية عشر ليلاً / تاريخ الإفراج :- 20 /4 /2005 الساعة الثامنة والنصف صباحاً
الاسم :- ( ف ص م ) / المواليد :- 1982 / التحصيل الدراسي:-كلية الإدارة والاقتصاد / العنوان :- موصل / تلعفر / تاريخ الاعتقال :- 19 /4 /2005 الساعة الثانية عشر ليلاً / تاريخ الإفراج :- 20 /4 /2005 الساعة الثامنة والنصف صباحاً .
الاسم :- ( ط ع ) / المواليد :- 1981/ التحصيل الدراسي :- المعهد التقني / العنوان :- موصل / تلعفر / تاريخ الاعتقال :- 19 /4 /2005 الساعة الثانية عشر ليلاً / تاريخ الإفراج :- 20 /4 /2005 الساعة الثامنة والنصف صباحاً
التفاصيل :-بتاريخ 19 /4 /2005 الساعة الثانية عشر ليلاً داهمت سكننا (في منطقة الجامعة) نجدة نينوى علماً أن عددنا (22) شخص اثنان منا تجار ولديهم مكتب للأسمدة في منطقة الصناعة القديمة مجاز من قبل الزراعة أما الباقين (20) شخص فكنا طلبة مع أستاذ جامعي (معيد في كلية هندسة الحاسبات) وأسماؤنا كما يأتي :-
( (أع ع ) / معيد في كلية هندسة الحاسبات / (ف ص م ) / كلية الإدارة والاقتصاد / ( ي م ا ) / كلية الإدارة والاقتصاد / ( أ ع أ ) / كلية الإدارة والاقتصاد / ( أ م ح ) / كلية الإدارة والاقتصاد / ( ش أ ع ) / كلية الإدارة والاقتصاد / ( أ م م ) / كلية الإدارة والاقتصاد / ( ع م ص ) / كلية الآداب / ( م أ ح ) / كلية التربية / ( أ ح ) / كلية الهندسة / ( أ ق ) / كلية الهندسة /( ر ح ) / كلية الهندسة / ( م س ح ) / المعهد الطبي / ( ع س ح ) / المعهد الطبي / ( ع ف ح ) / المعهد الطبي / ( ع ع ) / المعهد التكنولوجي / ( ط ع خ ) / المعهد التكنولوجي / ( غ ص ع ) / المعهد التكنولوجي / ( غ م ي ) / المعهد الإداري / ( أ م و ) / المعهد الإداري / ( ح ح ) تاجر أسمدة ولديه كتاب رسمي من الزراعة بذلك / ( م خ ع ) / تاجر أسمدة ولديه كتاب رسمي من الزراعة بذلك.
وبعد المداهمة قاموا باعتقالنا جميعاً بعد كسر الباب الخارجي وتفتيش الشقة وضرب (ع س ) على وجهه و أوقفونا بمواجهة الحائط بملابسنا الداخلية وفتشوا الشقة ولم يجدوا شيئاً فيها وسرقوا أجهزة الموبايل وسرقوا المبالغ المالية التي لدينا واخذوا صورنا الشخصية بعدها أوثقوا أيدينا ووضعوا الأكياس على رؤوسنا وكانت هذه الأكياس مشبعة بالنفط لكي لا نستطيع التنفس ووضعونا بعدها في سياراتهم نوع (بيك أب) وأخذونا إلى مقر نجدة وادي حجر وبقيت الأكياس على رؤوسنا وأيدينا مقيدة إلى الساعة الرابعة فجراً كما أخذوا عند اعتقالنا سيارة كانت لصديق لنا وهو طالب ايضاً وضعها في كراج منزلنا لأنه لم يجد مكاناً في موقف السيارات لكي يركنها هناك ظناً منهم أنها سيارتنا . وعند وصولنا إلى مقر النجدة أنزلونا بأسلوب رعن مع الشتم وسب الأعراض ومع الضرب وأخذونا إلى طابق علوي وجعلونا نجلس هناك جلسة القرفصاء بعدها أتى ألينا شخص يسأل كل واحد عن اسمه وكليته ويستهزئ بنا ويضرب كل واحد منا بيده أو برجله . بعدها جعلونا نجلس قبالة الحائط وضربونا بأخمص أسلحتهم وبأرجلهم ووضعوا حراب أسلحتهم في ظهورنا حتى اعتقدنا أنهم سيقتلوننا كما قاموا بتمديد (م خ ع ) على الأرض وأشبعوه ضرباً وجلبوا (ساطور) وطلبوا منه أن يتشهد لأنهم ينوون ذبحه وتوسل إليهم عدة مرات أن لا يفعلوا ذلك إلا أنهم أصروا على ذبحه فاستسلم وتشاهد بعدها تركوه ثم أتى أحدهم وقال لقد جاءتنا وسيلة جديدة للتعذيب بالكهرباء وإذا لم تعترفوا الآن فستعترفون عن طريقها بعدها أمسكوا (غ) من رقبته في محاولة لخنقه واتهموه بأنه قد ذبح عدة أشخاص من الشرطة والحرس الوطني ثم ضربونا بالكيبلات والعصي الكبيرة بعدها أخذونا كل أثنين أو أربعة إلى التحقيق وسألونا عند التحقيق عن أسمائنا وأماكن دراستنا وضربونا ثم سألونا إن كنا شيعة أم سنة وضربونا بأرجلهم على بطوننا وظهورنا هذا كله مع الشتم والسب مع العلم أن المحققين كانوا سكارى وتفوح منهم رائحة المشروب كما أن غرفة التحقيق ممتلئة برائحة المشروب ونذكر أن أحد المحققين قال لنا في التحقيق (الم تسمعوا صوتي في التلفزيون) إشارة إلى أنه كان يظهر مع المحققين في التلفزيون بعدها أخذونا إلى زنزانة في الأسفل لا يوجد فيها أي شيء إذ كانت فارغة تماماً وكان ذلك في الساعة الرابعة فجراً ثم فكوا وثاق أيدينا ورفعوا الأكياس عن رؤوسنا وأخذنا الأكياس منهم لكي نجلس عليها في هذه الزنزانة لأنها كما ذكرنا فارغة تماماً ولا يوجد فيها ما نجلس عليه
مع العلم أنه بقي هناك من زملائنا المعتقلين كل من:- ( ع ف ح ) / طالب 2. ( م ا ح ) / طالب 3. ( ر ح ) / طالب 4. ( ح ح ) / تاجر 5 . ( م خ ع ) / تاجر

إفادة رقم (10)
الاسم: (أ خ ع ) / المواليد: 1982 / التحصيل الدراسي: سادس ابتدئي / العنوان:موصل /موصل الجديدة / تاريخ الاعتقال : 8/1/2005 / تاريخ الإفراج :17/4/2005
التفاصيل: اعمل في تصليح السيارات واتاني احد الأشخاص الذين اعرفهم بحكم عملي لإصلاح سيارته المتعطلة قرب الحضر (مفرق الحضر ) فذهبنا إليها ورفعنا ها عن طريق كرين واتينا بها إلى الموصل وبعد أن اجتزنا سيطرة الحضر وسيطرة ( صلبي ) كانت هناك دورية لقوات الحرس الوطني متوقفة فأوقفونا واستفسروا عن السيارة ثم قالوا لنا تفضلوا معنا من اجل الاستفسار ثم أخذونا إلى فندق الحضر لذي تتخذه تلك القوات مقراً لها واسم أمر الفوج (رعد النايف ) وأدخلوني إلى التحقيق وطلبوا مني الاعتراف على قتل عدد من أفراد الحرس الوطني مقابل الإفراج عني فقلت له لم اقتل احد من الحرس أو الشرطة ثم قال بل قتلتم منهم وقلت له كيف تتهمنا هذا الاتهام ونحن سيارتنا متعطلة وليس لدينا أي أسلحة قال تعترف أو نقتلك فقلت له ليس لدي شيء لاعترف عليه فقاموا بضربي على راسي إلى أن دخت ثم ضربني برجله على انفي وفمي مما جعلني انزف وجرحت شفتي مع العلم إن عيني معصوبتين ويدأي مقيدتين بعدها سقطت على الأرض فصاح بالحرس وقال لهم خذوه خارجا وبعد أن أخرجونا أخذونا إلى غرفة احد الضباط رائد الاستخبارات رائد (جبار) ومقدم (رحيم) وبقينا هناك يومين وكان هؤلاء الضباط يعتنون بنا بعدها آخذونا إلى مركز الحضر وبقينا هناك مدة (4) أيام بعدها نقلنا إلى مركز(رعد النايف ) وحقق معي مرة أخرى مع الضرب هو وأربعة أشخاص معه مع الضرب بالكيبلات بعدها وضعوا راسي على منضدة ووضعوا على راسي وسلك فيه طاقة كهربائية أحسست منه أن راسي يحترق وزادوا من ضغط القيود على يدي إلى الخلف ووضعوني في دورة المياه ثم أخذوني إلى غرفة انفرادية وأوصاهم مدير شرطة الحضر (عكاب) بعدم تقديم الطعام لي وبقيت إلى اليوم الثاني وفي اليوم الثاني أخذوني إلى دورة المياه ثانية من دون أذنه وكانوا يجلبون الطعام لي .
في اليوم الثالث أتى (رعد النايف) وحقق معي مرة أخرى وجلبوا شخص ملثم كان احد أقاربي الذي بيني وبينه شقاق واسمه(امجد إسماعيل ) يعمل شرطي في مديرية شرطة نينوى وقاموا بضربي أمامه بالكيبلات مع العلم أن عينأي كانت معصوبتين ويدأي موثقتين ولم أره أنا بل رآه باقي المحتجزين ووصفوه لي فتعرفت عليه ووضعوني في زاوية وقاموا بضرب راسي بالحائط فوقعت على الأرض فأوقفوني مرة أخرى وضربوني من الخلف أكثر من (15) ركلة بكل قوتهم وعلى أثرها بقيت لمدة شهر تقريبا مصابا بالدوار ولم استطع النوم على ظهري بسبب ذلك وتركوني مدة ثلاثة أيام بدون تحقيق ثم عادوا للتحقيق معي وجاءني الشيخ ( رعد النايف ) أمر الفوج وقال اليوم لن نتركك حتى تعترف ويجب عليك الاعتراف وقلت له ليس لدي شيء هل تقبل أن اكذب عليك قال نعم ثم أوثقوا قدمي ورفع احدهم ساقي وضربوني بالكيبلات على قدمي ثم أوثقوا يدي إلى الخلف بالحديد وضربني الشيخ بالكيبلات على جسدي ومجموعة معه تضربني بأرجلها مما أدى إلى فتح القيود المعدنية ثم قال لي يجب أن تقول أني اعمل مصلح سيارات للإرهابيين وان صاحب السيارة هو الأمير من اجل أن نفرج عنك فاعترفت معه تحت الضغط بعدها أخذوني إلى غرفة أخرى وجلبوا صاحب السيارة وصاحب سيارة جلبنها لسحب السيارة الأخرى ثم سألوني هل الأخير معك قلت لهم لا فضربوه بشدة وأخذوه خارجا. و قاموا بضرب صاحب السيارة ضربا شديدا جدا بحيث أن جلده قد انسلخ وأغمي عليه ثم أخذوه في اليوم الثاني إلى الأمريكان وبقي هناك مدة (22)يوم في قاعدة القيارة ثم أرجعوه فتكلم لي عن اهتمامهم بي من حيث العلاج والطعام واخذوا له بعض الصور بعدها بقينا مدة (20) يوم بدون تحقيق وفي الليل أرسلوا في طلبي فأخذوني إلى (رعد) مرة أخرى وقالت له إن كل ما قلته سابقا كان كذبا وتحت الضغط فقال لي لا تتكلم هكذا وقاموا بضربي مرة أخرى وسمعت صوت اثنان يتعذبون في الخارج فقال (رعد) لأحد الضباط ملازم ياسر ( اخو قائم مقام الحضر) اذهب وأعدمهم ثم خذ هذا وأعدمه أيضا فخرج الضباط ورمي اطلاقتين وسمع صوت صراخ ثم رجع الضابط وقال له رعد هذا لا يفيد معه القتل بل اذبحوه فقاموا بضربي بمؤخرة المسدس على راسي بعدها جلبوا صاحب السيارة وضربوه إمامي وقالوا لي قل هذا (أميرنا )فقال صاحب السيارة (لا ترضخ لأساليبهم ) فقلت له أنهم هم من طلبوا مني ذلك بعدها أخذوني إلى غرفة أخرى في الليل وبعدها بقليل جلبوا صاحب السيارة و في الصباح قال لي كيف تتكلم عني هذا الكلام فقلت له هم من جبروني فقال لي لا تخف لأنهم ليس لديهم دليل واعترافك اخذ تحت الضغط . بعدها بخمسة أيام أتوا في الليل وأوقفونا مجموعات تتكون من خمسة أشخاص ويفتحون قيودنا ويطلبون منا عدم فتح الأعين و إلا ضربنا ويأخذون لنا الصور ويقولون سنرسلكم إلى لواء الذئب، و فاتني أن اذكر أنهم هددوني في التحقيق بأنهم سيجلبون أبي وأمي لديهم كرهائن لكي اعمل لديهم واجلب لهم الأخبار من الموصل وقال لي سأجعلك ضابط لدي إذا فعلت ذلك.
وكنا هناك بعدد(200) محتجز تقريبا على فترات متقطعة وكان أكثرهم من رجال الدين وكان الملازم ياسر يهيننا ويغلط علينا كما كان لديهم شخص يدعى (المقدم مزهر ) وكان هذا السارق لديهم في المداهمات على المنازل وغيرها هو وجماعته إذا كان يعمل في قوات حماية المنشاءات وكان يأخذ من بعض المحتجزين مبالغ مالية كرشوة مقابل الإفراج عنهم حيث كان لديه شخص وسيط بينه وبين المحتجزين اسمه (حواس)اخو (رعد النايف) فيعمل في شعبة مكافحة الإرهاب وكان لديه منزل هناك يستعمله لتعذيب المحتجزين وكان من ابرز حالات التعذيب لديهم حالة المحتجز (ع ح ) الذي تعرض لتعذيب شديد لديهم ثم جلبوه عندنا ورأينا حالته .وبعدها بشهرين ويومين من اعتقالي أتانا الرائد جبار صباحا وقال سنرسلكم إلى الموصل ثم أخذونا إلى فرقة الأسود في منشاة الكندي وعندما وصلنا ونحن في السيارات أتونا الحرس الوطني هناك وقالوا لنا سنعاقبكم أيها الإرهابيون بعدها أنزلونا من السيارات وأدخلونا إلى داخل المبنى ودخل علينا احد الضباط هناك وضربنا بيده بكل قوة وقال اليوم سأنتقم منكم ليلا وأدخلونا في قاعة وجاءنا شخص وطلب منا أن نضع وجوهنا على ظهر الأخر ويضربنا بالكيبلات ثم يقول لنا من منكم عطشان ثم يسقونا قليلا من الماء ثم يقول لنا من أراد منكم النوم فلينام وبعدها بخمس دقائق يدخل مرة أخرى ويقول من قال لكم أن تناموا ويقوم بضربنا بالكيبلات مرة أخرى ثم يقول من يذهب إلى دورات المياه فيأخذ 5-6 أشخاص فقط ولا يسمح للباقين بالذهاب فقال له احدنا سيدي أنا أريد أن اذهب إلى الحمامات فقال له أخذك إليها بشرط أن أضربك بالكيبل فوافق المعتقل وبعدها أعطى لنا قليل من الطعام من ملعقة واحدة إلى خمس ملاعق وهكذا وأخذونا إلى قاعة التي هي سجننا والتي فيها مروحيتين وفتحة صغيرة في الحائط للتنفس وبقيت هناك لمدة شهر وخمسة أيام بدون تحقيق وكانوا يعطوننا في اليوم الكامل نصف صمونة وفي بعض الأحيان يجلبوا لنا البيض أو الرز وكانوا كل 24 ساعة يأخذوننا مرة واحدة إلى دورات المياه كما كان يغمى علينا نتيجة نقص الأوكسجين في القاعة ومن يغمى عليه يبقى ولا يسمحون لنا بإخراجه حتى إذا مات ؟أما من حيث التعذيب فكان هناك محتجز من القيارة اسمه (خ )وحققوا معه عدة مرات وجردوه من كامل ملابسه وهددوه بإجلاسه على القنينة الزجاجية إذا لم يعترف فاعترف بما أملوه عليه من معلومات.كما كانوا يستعملون الكهرباء عن طريق ماسكات توضع على الأذنين ويصعق المعتقل بها كما كانوا يضربون الشباب والصغار أكثر من الكبار ويهددون الشباب بأنهم إذا لم يعترفوا سيقطعون رؤوسهم ويلبسونهم ملابس الحرس الوطني ويرمونهم في الشارع لتشويه صورة المقاومة وكان يوجد شخص معنا اسمه (ع ب ) لديه عربة لبيع الفواكه اعتقلوه وكانوا يرتدون ملابس مدنية وقالوا له نحن أنصار السنة وإذا تكلمت سنذبحك وعند وصوله مقر الحرس الوطني عرف أنهم ليسوا أنصار السنة وكان عندهم شخص اسمه (محمد عفر ) مسؤول على الحراس وكان أشدهم تعذيبا للمحتجزين وهو مشهور في تلعفر بسوء سيرته وأخلاقه وكان محكوما في زمن النظام السابق، وكانوا يمنعوننا من الصلاة وكل من يروه يصلي يوقفوه على الحائط ويضربوه بالكيبلات ضربا شديدا. و أحيانا نتيمم بالحائط ونصلي من دون أن يرونا وفي بعض الأحيان يمنعون عنا الماء أو يعطونا لتر ماء ونحن (110) محتجز، بعدها بشهر وخمسة أيام أخذونا إلى التحقيق وقالوا لي إن صاحب السيارة اعترف عليك فقلت ليس لدي أي اعتراف وان اعترف فلا علاقة لي باعترافه وقاموا بضربي بالكيبلات بشدة فقالوا لي إن لم تعترف سنقتلك ونرميك في المزبلة كما قتلنا الكثير من قبلك ثم جلب سلاح نوع كلاشنكوف وقال لي تشهد فتشهدت وقال لي آلا تخاف فقلت له لا لأني سأقتل مظلوماً فقال لهم اجلبوا سكيناً وممددوه على ارض واقطعوا رأسه، فقال احدهم لماذا لا نأخذه إلى اربيل فقل له إذن ليبصم، وقال افتح رجليك وضننت أنهم يريدون توجيه الضربات إلى الجهاز التناسلي فرفضت طلبه فقال اجلس كالكلب واعوي فرفضت ثم جعلوني ابصم على ورقة لم أرى محتواها لان عيناي معصوبتان وأخذوني إلى الغرفة مرة أخرى وكان هناك ( العقيد نزار ) في التحقيق وهو من القوات الخاصة. وبعد يومين تم الإفراج عني من منشأة الكندي.

إفادة رقم ( 11)
الاسم :- ( م ن أ ) / المواليد :- 1979 / التحصيل الدراسي :- طالب في المعهد تقني / العنوان :- موصل / تلعفر / تاريخ الاعتقال :- 9 /4 /2005 / تاريخ الإفراج :- 10 /4 /2005 .
الاسم :- ( ف م أ ) / المواليد :- 1981 / التحصيل الدراسي :- طالب في كلية التربية / العنوان :- موصل / تلعفر / تاريخ الاعتقال :- 9 /4 /2005 / تاريخ الإفراج :- 10 /4 /2005 .
التفاصيل :- كنا قادمين من منزلنا من أجل الدوام في الجامعة وفي الطريق أوقفتنا إحدى السيطرات وطلبوا منا هوياتنا فأعطيناهم هوية الأحوال المدنية والجنسية العراقية وهوية الطالب بعدها أنزلونا من السيارة وفتشوا حقائبنا وكتبنا وقالوا سنترككم بعد قليل بعدها اتصلوا بمطار الغزلاني ثم بعدها أتت دورية ترتدي زي القوات الخاصة وأخذونا إلى المطار بعد تقييد أيدينا إلى الخلف وإلباسنا الأكياس في رؤوسنا بعدها وضعونا في السيارة وعندما وصلنا إلى هناك رمونا على الأرض بعد تفتيشنا ثم قام الحراس هناك بضربنا بأرجلهم وأيديهم وشتمونا مع العلم إننا وصلنا إلى مقرهم عند المغرب وفي الليل (الساعة الثانية عشر تقريباً) أخذونا إلى التحقيق الواحد تلو الآخر وسألونا عن أسمائنا وسكننا وعملنا وإن كنا من الشيعة أم من السنة فقلنا لهم إننا من السنة ثم سألنا المحقق إن كنا نصلي أم لا فقلنا له نعم نحن نصلي ثم قال لي كم صديقة لك في الجامعة فقلت له ليس لدي أية صديقة فقال أحدهم للمحقق (سيدي إنهم معقدين ومشغولون بالصلاة والجهاد فقط) وهذا كله مع الضرب بالكيبلات وبأيديهم وأرجلهم ومع محاولة إرغامنا على الاعتراف بقيامنا بأعمال إرهابية.
وقال (ف) عندما سألني المحقق هل أنت شيعي أم سني كان جالسا خلف مكتبه وعندما قلت له إنني سني نهض من مكانه واقترب مني وقال (أنتم السنة كل المشاكل منكم) ثم ضربني بيده وطلب من الشخص آخر رفع الكيس عن رأسي ثم امسكني من شعر جبهتي وأمسكني آخر من كتفي ثم قام بضربي بكلتا يديه على أذني ضربة مزدوجة. هذا ناهيك عن السب والشتم والطعن في العرض وغيرها من الأساليب اللاأخلاقية مع العلم إننا طلاب وليس لديهم أية تهمة ضدنا بل فقط يطلبون منا الاعتراف بقيامنا بأية أعمال إرهابية مهما كانت هذه الأعمال. وقد استمرت مدة التحقيق مع كل منا ساعة ونصف أو ساعتين تقريبا تم خلالها سؤالنا عن أسماء لا نعرفها وتخلل التحقيق معنا الضرب بالأيدي والأرجل والكيبلات والشتم والسب وكان عدد المحققين خمسة حسبما سمعنا أصواتهم لان أعيينا معصوبة ولا نراهم. وعندما لم يحصلوا على مبتغاهم منا أخذونا مرة أخرى إلى السجن الذي لديهم علما إننا لم نحصل على أي شيء من الطعام هناك بل كانت في السجن قناني ماء (أبطال ماء) فقط شربنا منها بعدها بقينا إلى الصباح الساعة العاشرة صباحا تقريبا أفرجوا عنا وأعطونا الأمانات التي أخذوها منا عند الاعتقال. وقال لنا أحدهم إنهم سيراقبوننا لمدة شهرين فإذا ما أعلنا عن أية حالة تعذيب تعرضنا لها أو أي شيء آخر سيأتون ويعتقلونا مرة أخرى.

إفادة رقم (12)
الاسم : ( أ خ ن ) / المواليد : 1980 / الجنس / أنثى / العنوان : محافظة واسط / الكوت / السكن في الموصل ( حي الميثاق ). الصلة بالمعتقلين : جيران المعتقلين ( ا ج ) و( ص ج )
التفاصيل : قبل الانتخابات أردت السفر إلى أهلي في الكوت فقام المعتقل ( ا ج ) بإعطائي مبلغ من المال من اجل سفري وبعدها سافرت قبل الانتخابات بيومين إلى أهلي بعدها بعدة أيام رأيتهم يعرضون على شاشة التلفاز واعترفوا على اغتصابي وقتلي فقمت بالاتصال بالموصل من اجل التأكد من أهلهم من اعترافاتهم . وأقر بأنه لا تربطني بـ ( أ ج ) أية علاقة الجيرة إذا كان لنا فندق مقابل لفندقه ونحن كنا جيران لمدة (12) سنة واعرفه واعرف أخلاقه جيداً فلا يمكن أن يقوم بأي من الإعمال التي ذكرها . كما أن لدي الكثير من الشهود على أن اسمي في الموصل باسم ( هـ ) . وها أنا حية أرزق أمامكم وأقر ببراءتهم من الاعتداء على ومن قتلي وأحمّل ( قوات الأمن العراقية ) المسؤولية في حالة تعرضي لأية عملية اعتداء أو قتل.
إفادة رقم (13)
الاسم : ( ب ر م ) / المواليد : 1971 / التحصيل الدراسي : كلية القانون/ المهنة : طالبة / العنوان : موصل /حي فلسطين / الصلة بالمعتقل : أخت المعتقل المقتول (خ ر م ) .
التفاصيل : في يوم 6/2/2005 فجراً تمت مداهمة منزلنا من قبل القوات الأمريكية بعد مداهمة شديدة للدار وتكسير الأبواب وغيرها وقال لنا المترجم أنها مسألة تحقيق فقط وبعد تفتيش المنزل لم يعثروا على أي شي مجرد بندقية ولم يأخذوها ثم قاموا باعتقال أخي المغدور وبعدها لم نعلم إلى أين أخذوه وكيف أحواله . بعدها بفترة أي يوم الخميس 10/3/2005 أتانا خبر من احد المعتقلين لدى ( لواء الذئب ) المفرج عنه واسمه ( ع ) وقال لنا أن أخي قد قتل لدى لواء الذئب جراء التعذيب وطلب منا استلامه من الطب العدلي لأن جثته هناك . بعدها ذهبنا إلى الطب العدلي يوم الأحد ليلاً وشاهدناه هناك وذهبنا يوم الاثنين 14/3/2005 إلى الطب العدلي لاستلامه . ثم استلمناه وقمنا بدفنه .
إفادة رقم (14)
الاسم : (ب ش غ ) /المواليد: 1975 / الجنس / أنثى / العنوان : الموصل / باب الطوب / التحصيل الدراسي : ابتدائية
التفاصيل : علمت من سكان المنطقة أن كل من ( اج م) و( ق ن ) و( ع ا ا ) قد اعتقلوا بتاريخ 30/1/2005 وبعدها بفترة عرضوا على شاشة التلفاز واعترفوا بالاعتداء على وقتلي ومن ثم رمي في مقبرة التلفزيون ، ثم بعدها حضر ذوي المعتقل ( خ م ع ) المعتقل ضمن هذه المجموعة وطلبوا مني الشهادة معهم ببراءته أمام قائد الشرطة وذهبت معهم بتاريخ 10/2/2005 تقريباً وشهدت لمصلحتهم أمام قائد الشرطة ولكنه رفض شهادتي ثم أخذوني وأدخلوني إلى الأشخاص المعتقلين في مديرية الشرطة الذين ذكرتهم لكي يتعرفوا على وفعلاً تعرف على ( ع ا ا) وقال :( إنها زوجة صديقي ) . ثم قام ضابط من الحرس الوطني بضربهم ضرباً مبرحاً باليدين وطلب منهم تقديم اعترافات جديدة لأنه توثق من أنني على قيد الحياة وان اعترافاتهم كاذبة ولأني لم احتمل الموقف طلبت منهم إخراجي من هناك .بعدها بفترة ذهبت إلى مقر لواء الذئب ( خلف المحكمة ) من اجل المعتقل ( س و ع ) الذي يكون ابن اخو زوجي وبعد عدة مطالبات وعدم السماح لنا بالدخول لرؤيته قاموا فقط بأخذ الملابس إليه وها أنا حية أرزق وأدلي بشهادتي إمامكم .

إفادة رقم (15)
الاسم: ( ي أ ق ) / التولد: الموصل 1974/ المهنة: كاسب / عنوان السكن: الموصل – حي اليرموك / تاريخ الاعتقال: 4/12/2003
تاريخ الإفراج: 7/3/ 2005 / تاريخ الإفراج الكلي / الخروج من مديرية الشرطة 14/3/2005
التفاصيل:- وبتاريخ 7/3/2005 نقلنا من مطار الموصل إلى الشارع العام المقابل للمطار قرب معمل السكر وتم تسليمنا لقوات الشرطة وتم نقلنا بواسطة سيارات الشرطة نوع (بيك أب) وكنا حينذاك ثمانية أشخاص جميعنا مفرج عنهم ستة من معتقل ( بوكا ) واثنان من معتقل (أبو غريب) وتم تقييد أيدينا منذ خروجنا ولم يتم فتحها حتى وصلنا مديرية الشرطة. وقبل ذلك اذكر إننا انتظرنا قرابة الساعة في شارع المطار قدوم سيارات الشرطة وكانت عيوننا معصوبة وعند نقلنا وقبل سير السيارات أوصى احد ضباط دورية الشرطة الآخرين بعدم ضرب أي معتقل وإلا سيعاقب، وعندما وصلنا مديرية شرطة نينوى حاول احدهم إنزالنا بطريقة وحشية ومن خلال السحب والصياح إلا أن احدهم من سلك الشرطة قال له لا تسيء معاملتهم وبقينا هناك مدة أربعة وعشرين ساعة داخل المديرية في غرفة تابعة للشرطة العراقية وقالوا في حال إكمال أوراقكم سنفرج عنكم.
وبسبب إنهاء دوامهم اخبرونا أننا سيفرج عنا صباحاً. ولكن في الصباح تم نقلنا إلى سجن معد لاحتجاز الأشخاص تشرف عليه قوات الذئب والمكان مؤلف من أربع غرف كبيرة تتراوح مساحتها مابين ( 5×5م أو 4×4م أو 7×7م ) ممتلئة بالمعتقلين علمت حينها أن أعداد المعتقلين لديهم (350 ) معتقل وإحدى القاعات ليس فيها دورة مياه وبالتالي قد يضطر الشخص إلى عدم الخروج إلى الخلاء أكثر من ستة وثلاثين ساعة أحياناً.
ورأيت داخل القاعة التي احتجزت فيها والتي تضم ثمانية أشخاص وكانت مخصصة للمعتقلين القادمين من مطار الموصل وقبل إن يجري عزلنا نحن المفرج عنا من المطار كنا نمكث سوية مع باقي المعتقلين، وقد شاهدت على أجسادهم اثأر التعذيب وتحدث بعضهم عن أساليب التعذيب بحقهم.
علمنا أنهم كانوا يذهبون بالمعتقل إلى مكان يقولون انه سرداب يستخدم للتعذيب وكانت أصوات المعذبين تصل ألينا بالكامل من البكاء والصراخ والصياح والاستغاثة وكانوا عادة ما يبدو أن إعمال التحقيق والتعذيب في الفترة الواقعة مابين الساعة التاسعة ليلاً إلى الثالثة بعد منتصف الليل وكنا نسمع من القائمين على التعذيب عبارات الشتم والسب والتحقير والألفاظ الفاحشة والكفرية. وقد شاهدت على بعض الأشخاص المعذبين أثار التعذيب الواضحة والمتمثلة في:-
• حالة شخص خلعت أكتافه بعد أن علق في السقف وسحب من أرجله بقوة إلى الأرض.
• حالة الكسور الواضحة للعيان جراء الضرب المبرح بالعصي والكيبلات والقطع الخشبية السميكة فضلاً عن غيرها من الأدوات المستخدمة انتزاع الاعترافات.
• استخدام العصا الكهربائية بعد أن يتم الصب الماء على جسد المعتقل.
• شاهدت آثار حروق وتكوي في الرقبة والقدم واليدين لأشخاص من قضاء تلعفر تعرضوا إلى التعذيب على يد الشرطة العراقية في تلعفر.
أما الحالات الظاهرة للعيان فهي:الكسور.الإغماء جراء التعذيب. الجروح في مناطق مختلفة من الجسم خاصة الرأس. أثار الضرب بالكيبل ظهرت على وجه معتقل من أهالي مدينة تلعفر. الحروق. أثار استعمال الفلقة الظاهرة في القدمين. خلع الأكتاف. الضرب على مفاصل القدمين واليدين.
الوضع الصحي والمعاشي:-
القاعة لا تتوفر فيها أبسط المستلزمات الحياتية فهي صغيرة الحجم مكتظة بالأشخاص ممتلئة بالأوساخ في داخلها حمام ومرافق الماء فيها قد ينقطع بين وقت وآخر. أما من حيث الطعام فكانت تقدم ألينا ثلاثة وجبات ولكنها غير كافية حيث يتقاسم خمسة أشخاص قطعة جبن واحدة أما البيضة فيتقاسمها اثنان أو ثلاث أشخاص وعلبة الشربت فيتقاسمها خمسة أشخاص هذا في الفطور وفي الغداء يعطونا الرز بكمية قليلة ليأكل منها خمس أشخاص وفي العشاء يقدم لنا الشوربة مع قطعة صغيرة من الخبز وكانت تلك القوات تبيع بعض المواد الغذائية بأسعار خيالية فقدح الشاي يباع بثلاثة آلاف دينار وقطعة التمر الصغيرة تباع بألف دينار.
إفادة رقم (16)
الاسم:- ( و ف م ) / المواليد:- 1968 / التحصيل الدراسي:- ابتدائية / العنوان:- موصل / الشيخ عمر / الصلة بالمعتقل:- زوجة المعتقل (س وع ) وأخت المعتقل (م ف م) .
التفاصيل:- علمت من جماعة من منطقتنا باعتقال زوجي وأصدقاءه بتاريخ 30 / 1 / 2005 من قبل قوات لواء الذئب بعد أن أخذوا أجهزة الموبايل الخاصة بهم بعدها بمدة عرضوا في التلفاز بتاريخ 24 / 2 / 2005 تقريباً بعدها ذهبت إلى مقر قوات لواء الذئب من أجل زيارته وبعد عدة محولات استطعت أن أدخل لرؤيته حيث كان محتجزاً في سرداب قذر وسألته عن اعترافاته فأخبرني بأنها اعترافات كاذبة كانت من أجل التخلص من التعذيب الذي تعرض له حيث أخبرني أنهم قد ربطوه بالمروحة وضربوه بالكيبلات والبواري وهددوه بممارسة اللواطة معه إن لم يعترف وقام على أثر ذلك بالاعتراف . أما بالنسبة لأخي (م ف م) فقد أعتقله لواء الذئب في شهر كانون الثاني من هذا العام وكان ممن عرضوا على شاشة التلفزيون واعترفوا بأشياء لا أساس لها من الصحة بتاتاً بعد أن علمنا أنه تعرض لتعذيب شديد ومنذ يوم عرضه في التلفزيون إلى حد هذا اليوم لا نعلم عنه شيئاً ولم نسمع أي شيء عن أخباره .
إفادة رقم (17)
الاسم : ( م م ج ) /تاريخ الاعتقال : 23/ 2/2005 / مكان الاعتقال : الرشيدية
التفاصيل:- تم اعتقالي من قبل القوات الأمريكية ونقلت إلى معتقل مطار الموصل وفي اليوم الأخير الذي قضيته في معتقل المطار نقلت مع سبعة آخرين إلى قاعة الإفراج وابلغنا أننا سنرجع إلى منازلنا ، كان في المعتقل نساء عدد أثنين إحداها تبلغ من العمر أربعة عشر سنة والأخرى (خالدة زكية ) وكلاهما في الزنزانات الفردية وعند خروجي من المعتقل علمت أن ( خ ج ) لم تخرج من المعتقل .
نقلنا من المطار إلى شرطة نينوى عن طريق سيارات الشرطة والتي قامت بنقلنا إلى مديرية الشرطة وأثناء نقلنا ذكرت الضابطة الأمريكية أن خمسة من المعتقلين يفرج عنهم وأثنين آخرين يحقق معهم وكان الاثنان مقيدين مثلنا ولكن وضع الكيس في رأسهما . ونقلنا بعد وصولنا إلى المديرية إلى ما يسمى بـ (شؤون الذئب ) داخل المديرية وهى عبارة عن أربع قاعات كنا في قاعة تضم مائة وثلاث وستون معتقل مساحتها تقريباً ( 7x4 ) وكلنا لا نستطيع الجلوس وكانت أوضاعنا مأساوية حيث لا نستطيع قضاء حاجاتنا .يجري التعذيب داخل سرداب يبلغ عمقه (16 متر ) ينقل إليه المعتقل ويتم فيه ممارسة شتى أصناف التعذيب كالتعليق بعد تقيد اليد إلى الخلف وإدخال أدوات حديدية مدببة داخل ذكر المعتقل وإجباره على الجلوس على (الشفت ) وغالباً ما ينقل بعد التعذيب ببطانية جراء عجزه عن الحركة.
إفادة رقم (18)
الاسم :- ( ش ن أ ) / المواليد :- 1987 / العنوان :- الموصل / حي الشهداء
التفاصيل :-سمعت ورأيت على التلفاز أن المعتقلين قد اعترفوا بالاعتداء على وقتلي بتاريخ 17-18/ 2/2005 وها أنا حية ارزق أمامكم وأعترف ببراءتهم من هذه التهم كما أني أرفق لكم مع اعترافي الشفهي نسخة من إقراري الخطي قدمته لمحامي المعتقلين الأستاذ (محمد عبد الله ألنعيمي ) عنوانه الدركزلية مقابل قلعة تهانينا والذي قدمه ضمن أوراق الدعوى ولم يقبل أي من القضاة هذا الإقرار متعللين أن هذه القضية ضمن اختصاص المحاكم الخاصة وليس ضمن اختصاصهم وأقر مرة أخرى بأني على قيد الحياة بهذا اليوم السبت 19/3/2005.
إفادة رقم (19)
الاسم : ( ن ي م ) / العمر: 54 سنة / المسكن: الموصل / حي الأعلام / التحصيل العلمي: ابتدائية / الصلة بالمعتقل: أم المعتقل ( ق ن ج )
التفاصيل:في يوم السبت 31/1/2005 اعتقل ولدي من الشارع العام في الدواسة من قبل الحرس الوطني والأمريكان وفي يوم 17/2/2005 عرض على شاشة التلفاز على أنهم مجرمين وأدلى باعترافاته على انه هو من اخذ الضحية ( ش ن إ ) إلى الفندق وقام ( ا ج ) بقتلها بعد اغتصابها ، مع العلم إن هذه الضحية ( حية ) وليست ميتة واني مستعدة لجلبها للإدلاء بشهادتها أمامكم.

إفادة رقم (20)
الاسم ( ن ع م ) / العمر: 52 سنة / السكن : الموصل / حي الجزائر / التحصيل الدراسي: المتوسطة / الصلة بالمعتقل: أم المعتقل( ا ج م ).
التفاصيل :في يوم السبت على الأحد بتاريخ 31/1/2005 اتصل بي ابني من الفندق الذي يملكه في منطقة (شارع الجمهورية) فندق الخيام ليلا وفي الصباح اتصل بنا أصحاب المحلات المجاورة للفندق وقالوا أن أبنائي اعتقلوا من قبل الحرس الوطني مع الأمريكان وأن هذه القوات سرقة الخزنة الموجودة في الفندق والتي فيها مبلغ مالي فضلاً عن أمانات الطلبة المقمين في الفندق, بعدها وبتاريخ 17أو18 /2/2005 تم عرضهم بالتلفزيون وعرض اعترافاتهم على أنهم قد اغتصبوا وقتلوا مجموعة من النساء مع العلم أن جميع الأسماء (الضحايا) التي ذكرت هم إحياء يرزقون وأنا مستعدة لجلبهم للإدلاء بإفاداتهم أمامكم.
إفادة رقم (21)
الاسم: (ع خ م ) / العمر: مواليد 1979 / المهنة: كاسب
التفاصيل:- بتاريخ 17/ 2 / 2005 في يوم الجمعة علمت أثناء الصلاة بوجود جثة في منطقة قريبة من مضخة المياه ( تصريف مياه الأمطار ) فتوجهت إلى مكان الحادث وعندما عبرت إلى الجهة المقابلة لمشروع المضخة شاهدت جثة شخص ملقاة على الرصيف وكانت في وضع فيه الرأس مغطى بالمعطف التي كان المجني عليه يرتديها والوجه ملاصق للأرض وعند قلب الجثة تبين لي أنها تعود لرجل يبلغ حوالي الأربعين من العمر وهو رجل ملتحي ثم عدت إلى الجامع لإبلاغ المصلين بأمر الجثة وعندما علموا بذلك توجهنا إلى مكان الحادث شاهدت مع المجموعة جثة المجني عليه أثار التعذيب المتمثلة.
1. وجود بتر في الجزء الأسفل من الأنف ( منطقة الغضروف ) وأثار دماء عليها
2. وجود بتر في الجزء السفلي من الأذن اليسرى وأيضا أثار لدماء لم تجف بعد
3. وجود بتر في ثلاثة أصابع للقدم اليمنى وبشكل نظامي
4. وجود أثار كدمات في منطقة الساقين
5. مشاهدة أثار تمزيق للدشداشة التي كان يرتديها
6. وبعد فترة من وقوفنا قدمت دورية للقوات الأمريكية متجهة إلى منطقة القصر ( القنصلية ) ثم عادت إلى مكان الحادث فسئلوا عن الموضوع فابلغنهم أننا عثرنا على جثة وطلبوا منا مغادرة المكان وأنهم سيرسلون سيارة الإسعاف لأخذها. وبعد ذلك قمنا بنقل الجثة إلى جامع (احمد إسماعيل ) قبيل الصلاة العصر بسيارة نوع بيك أب لمواطن يدعى ( أبو عبد الله )

إفادة رقم (22)
الاسم(أ أ ص ) / العمر : مواليد 1963 /السكن : حي الأندلس / المهنة : كاسب
تفاصيل الحادث : بعد صلاة الجمعة الموافق 17/2 /2005 توجهنا إلى مكان الحادث مقابل مشروع المضخات لمياه المجاري وذلك بعد سماعنا بوجود جثة ملقاة على كتف الطريق وعندما وصلنا شاهدنا الجثة في الجهة المقابلة للمشروع المذكور وتبين لي أن الجثة تعود لرجل ملتحي يبلغ من العمر حوالي الثلاثينات من العمر وهو رجل أسمر كريم العين متوسط الحجم ضعيف البنية يرتدي معطف اسودا ودشداشة لونها عسلي عميق يرتدي لباس داخلي كان قد سحب إلى منطقة أسفل الركبة وكان حافي القدمين وعند البحث في المعطف الذي كان يرتديها المجني عليه وجدنا مجموعة هويات بطاقة السكن الحمراء وهوية الأحوال المدنية وعقد بيع وشراء سيارة لا يرد فيها اسم المجني عليه ومشط وردي اللون . وقد ظهر من خلال الوثائق أن اسمه (هاشم سلطان كركور ) ويسكن في الموصل حي سومر وعند مشاهدتي الجثة تبين لي وجود عبارة (هذا ) على أحد خديه ولم تكن واضحة كلمة (مصير ) على الخد الأخر وكانت مقروءة أمامي الجبهة فكتب عليها كلمة (وهابي ) .
وشاهدت أثار التعذيب على الجثة والمتمثلة بما يأتي :-
1- وجود بقع زرقاء وحمراء كبيرة جداً في القدمين وذلك في بداية القدمين إلى نهاية الفخذين .
2- بقع سوداء اللون يعتقد أنها ناجمة عن ضربات كهربائية .
3- تهشم في أصابع أحد القدمين ويوجد في أحدها أثار ضربة بآلة ثقيلة مع وجود أثار دم متجمد على أسطح الأصابع .
4- الأذن: وجود بتر للجزء السفلي لأحد الإذنين .
5- الأنف : وجود بتر لمقدمة الأنف مع وجود أثار دم عليه .
بعد ذلك ذهبت أنا مع (ش ا ) بسيارتي إلى حي سومر للبحث عن ذويه وسئلنا عنه بعض أئمة المساجد ولم يتعرفوا عليه وعندها طلب منا أحد المصلين (مؤذن ) الذهاب إلى مؤسسة الإغاثة الإنسانية وذهبنا بمعيته , وعندما دخلنا وجدنا ثلاثة أشخاص وتعرف أحدهم عليه مباشرة وقال هذا الشخص أنا أعرفه وقد أعتقل من قبل قوات الحرس الوطني وقال أنه شخص متزوج زوجة أخيه الشهيد ويعيل أطفالها وأن وضعه المادي والصحي سيء للغاية , وباشر بالاتصال بأشخاص أصدقائه وتم تسليمهم الهويات وقلنا لهم أنه من المحتمل أن تكون الجثة في جامع (أحمد إسماعيل ) , وعدت قبل صلاة العصر في حين جاءوا أربعة أشخاص إلى الجامع وكانوا بانتظار أهله وعندما جئت إلى الجامع لأداء صلاة العصر وعلمت أنهم جاءوا لأخذ الجثة ولكن انتظروا لحين مجيء أهله من منطقة الكوير ورأيت مراسل قناة العربية وطلبت منه تصوير الجثة ونشر تفاصيل القضية وأجرى اتصال بالقناة وحملناه أمانة في فضح هذه الأعمال لان المتوفي هو أبن مدينة وهو إنسان مسلم . وأبلغت عند مجيء صلاة المغرب أن أهل المجني عليه جاءوا واستلموا الجثة .
إفادة رقم (23)
الاسم:( ج م ن ) / العمر : 48 سنة / السكن : الموصل حي الأندلس / الشهادة العلمية : الدكتوراه
في يوم الجمعة الموافق 19/2/2005 وبعد الانتهاء من صلاة الجمعة خرجت مجموعة من المصلين وبعد أن نبه خطيب الجامع إلى وجود شخص ميت ملقى في الطريق العام وبضرورة العمل على مساعدة أهله والتحري عن الموضوع وذهب مجموعة أشخاص أكثر من عشرة أشخاص باتجاه مكان الحادث وفي الجهة المقابلة لمشروع المياه على الرصيف الممتد على طول جهة الغابات وكانت الجثة واضحة بحيث يمكن رؤيتها من قبل الأشخاص الذين يمرون بسياراتهم وفي الوقت المحصور ما بين الساعة الواحدة والنصف والثانية ظهراً وصلت مجموعة الأشخاص إلى مكان الحادث وعند ذالك شاهدنا رجل مقتول ملقى على الأرض تبين لنا بعد أن أطلعنا على هوية الأحوال المدنية والبطاقة الحمراء أنه من مواليد 1967 بعد أن قدرنا عمره بالأربعين عام , وتبين من الوثائق التي كان يحملها أن أسمه الثلاثي (هاشم سلطان كركور ) وهو رجل أسمر اللون ذو لحية سوداء نحيل الجسم متوسط الطول ويرتدي قمصلة جلد سوداء ودشداشة عسلي اللون وبنطلون داخلي كان قد سحب إلى الأسفل ويظهر اللباس الداخلي الذي ستر على العورة وعند التدقيق في الجثة شاهدت عليها أثار التعذيب والمتمثلة :-
1- كدمات على رجليه وذلك عند كشف ملابسه حيث توجد بقع زرقاء واضحة للعيان من أسفل قدميه إلى أعلى فخذه .
2- هناك بتر لثلاثة من أصابع قدمه اليمنى ولا يوجد أثار دم في مكان الحادث ولكن الدم موجود فوق سطح الأصابع المبتورة
3- الأذن اليسرى قد قطع الجزء السفلي منها واثأر الدم لا تزال على سطح الجزء المبتور .
4- الأنف قطع الجزء الأمامي من الأنف وبشكل غير منتظم .
5- هناك على جبهته وعلى خده الأيمن عبارة بقلم ألماجك قال بعضهم إن العبارة هي هذه وهابي .
أثناء الوقوف لفحص الجثة مرت ثلاث مدرعات أمريكية باتجاه القصر ( القنصلية ) أثار انتباههم تجمعنا بعد ذلك مرت سيارتين لقوات الحرس الوطني وقال بالسماعات السلام عليكم وبعد ذلك رجعت ثلاث مدرعات التي مرت قبل قليل من قربنا فذهبا إلى الجانب الأخر من الشارع قرب المشروع فتوقفت ثلاث مدرعات مقابل مكان وقوفنا فطلب مني الجندي الأمريكي أن أتحدث معه . فقلت له إن رجل ما قد مات فأعطى د. ( م ) معلومات عنه وقال إن اسمه ( هاشم سلطان ) فقال الجندي الأمريكي أين الهويات فقلنا له سنعيدها في جيب الضحية . ثم طلب منا الجندي الأمريكي أن نغادر المكان وقال نحن أيضاً سنغادر وسنرسل سيارة الإسعاف لرفع الجثة وبعد ذلك غادرت وعدت إلى منزلي.
إفادة رقم (24)
الاسم :(م س ا) / العمر : 52 سنة / المهنة : أستاذ جامعي /
أؤيد ما ورد في شهادة الدكتور ( ج م ن ) بخصوص الحادث المذكور مع التأكيد على حقيقة انه قد كتب على جبهته كلمت ( وهابي ) وعلى خده الأيسر كلمة ( هذا ) أما خده الأيمن فقد قرأت بشكل واضح حرفين من كلمة غير واضحة وهما حرفين ( م . ص ) وبسب وجود الدم على الخد الأيمن تعذر على قراءة باقي الكلمة . وأيضا أود التأكيد على أن حادث الوفاة مضى عليها ساعات قليلة من خلال طراوة جسمه ولون الدم كما قمت بإخراج المستمسكات من داخل جيبه لمعرفة اسمه وعنوانه حيث وجدت هوية الأحوال المدنية والبطاقة الحمراء ( بطاقة السكن ) وتؤيد بأنه من سكنة حي سومر.
إفادة رقم (25)
الاسم ) ي س ك ) / المواليد : موصل 1972 / المهنة : كاسب / السكن : حي سومر
بتاريخ 16/ 2/ 2005 وفي تمام الساعة الرابعة عصراً داهمت مجموعة من أفراد الحرس الوطني منزل المجني عليه (هاشم سلطان كركور) ودخلت أيضاً قوات أمريكية داخل المنزل وألقت على عاتق قوات الحرس الوطني ( التدخل السريع ) آمر تفتيش المنزل ومباشرة وبعد مداهمة المنزل قام إفراد الحرس الوطني بتقييد المجني وأثنين من ضيوفه احدهم اسمه (أ) والأخر اسمه ( ر ) وقاموا بضربهم جميعاً وركلهم وصفعهم وإثناء التفتيش قاموا بالاستيلاء على قطعة سلاح شخصي نوع كلاشنكوف واستولوا على كيس الحاسبة مع جهاز(CD) ووثائق وهويات تعود للعائلة ومبلغ نقدي ما يقارب (750 آلف دينار ) واستمروا بعملهم هذا قرابة نصف ساعة وتم نقلهم من المنزل عن طريق إحدى المدرعات المتوقفة قرب المنزل وانسحبت جميع القوات بعد أن اعتقلت ما يقارب العشرين شخص معظمهم من نفس الفرع و أثناء توجه قوات التدخل السريع ( القوات الخاصة ) لاعتقال المرحوم ( هاشم سلطان كركور ) تقدمت تلك القوات سيارات ستيشن ذات لون خاكي ذات زجاج مظللة عددها أربعة وكانت تسير بمعية قوات الحرس الوطني .علماً أن المجني عليه كان يعاني من مرض انسداد في صمام القلب وبسب ذلك أعفيَ من الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياط وان التقرير انه مصاب بعجز الكلية.

ملحــــق رقــــم ( 2)
تقرير حول زيارة وفد المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان إلى سجن بادوش
بتاريخ 21 /4/2005 م قام وفد من المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان بزيارة سجن بادوش مع وفد من دائرة الوقف السني في نينوى ووفد الحزب الإسلامي العراقي / فرع نينوى و عدد من الأطباء. وذلك للإطلاع على أحوال المحتجزين الذين نقلوا من العديد من المقرات التابعة للأجهزة الأمنية العراقية وبشكل خاص مقر قوات لواء الذئب ومديرية الشرطة ومقر قوات الأسود إلى هناك . وبعد التقاء ممثل وفد المنظمة بالعميد خالد نجم عبد الله مدير سجن بادوش والطلب منه السماح للمنظمة بإجراء زيارات دورية للسجن والالتقاء بضحايا التعذيب الذين نقلوا إلى سجن بادوش ، قال فقط لا تستطيعون توزيع استمارات الانتهاك عليهم أو تدوين إفاداتهم تحريرياً لان الموقوفين لم يدخلوا قانونياً ضمن اختصاص إدارة السجن بسبب عدم إتباع الإجراءات القانونية في توقيفهم وعدم وجود مذكرات قضائية باعتقالهم وانه حاول الاتصال بالمراجع في وزارة العدل وإبلاغهم بهذه الحالات ، وأكد أن إدارة السجن استقبلت هؤلاء على سبيل الأمانة لحين أن يتم عرضهم على لجنة قضائية مختصة للبت في مصيرهم .وكانت وقائع الزيارة كما يلي:-
ما تم مشاهدته وسماعه من قبل المعتقلين الذين كانوا موقوفين عند لواء الذئب وما أدلوا به من اعترافات عن ما تعرضوا له من معاملة داخل مديرية شرطة نينوى ومقر قوات لواء الذئب.
فبعد أن دخلنا إلى داخل السجن قاموا بإخراج المحتجزين إلى ممرات السجن ويبدوا على مظهرهم البؤس والتعب والحزن واضح على وجوههم .
قام احد المحتجزين وبدأ يقص علينا ما عاناه هو وأصحابه في معتقلات لواء الذئب والشرطة من معاملة سيئة وما رأوه وما مورس بهم من أنواع التعذيب وبدأ بسرد أنواع التعذيب وقال قاموا بتعذيبنا بشتى أنواع التعذيب من الضرب والركل والتهديد وإجبارنا على الاعتراف على جرائم لم نقترفها وكذلك ضربنا بواسطة العصي والأنابيب المعدنية والكيبلات وتعليقنا من أيدينا مما تسبب بخلع أكتافنا وذكر أن التحقيق كان طائفياً ثم بدأ يقص علينا قصة احد زملائه وكان جالسا بينهم ولم يريد أن يذكر اسمه. وبعد أن روى القصة أو انه روى معظمها وإذا بشاب ذو بشرة بيضاء يرفع يده ثم ينتفض قائما ويقول بحرقة وارتعاش أنا هذا الشخص وسأروي لكم ما جرى لي من قبل لواء الذئب فقال أنا ملازم أول في الشرطة سابقا واسمي (ع) قاموا بتعذيبي بشتى أنواع التعذيب من الضرب بالعصا السميكة جداً والكيبلات وتعليقي لعدة أيام ومنع الطعام عني وإجباري على الاعتراف على أشياء لم اسمع بها من قبل وهددوني إذا لم اعترف فأنهم سيقومون بجلب شقيقتي. وقال قد قاموا بخلع أكتافي وتكسرت بعض عظامي من شدة الضرب وكان الذي يعذبني شخص ضخم الجثة وبيديه أنبوب معدني ويقوم بضربي بشدة في أماكن متفرقة من الجسم وكانت أكثر الأماكن التي يقوم بضربها هي مناطق مفاصل العظام و مفصل الكتف والرسغ والساعد ومفصل الركبة. وقال إنهم يضربوننا بوحشية حتى أن هذه المناطق أصيبت بكسور من شدة الضرب وكشف عن يديه ليرينا أثار العظام المتكسرة.
وقال كانوا يقومون بسبنا وشتمنا بألفاظ تخدش الحياء ورغم ما عانيت من التعذيب إلا إنني لم اعترف على شيء من التهم التي طلبوا مني أن اعترف بها وأنا بريء منها وكانوا دائما يرددون عبارة اعترف فأقول لهم على ماذا اعترف واقسم لهم باني لم ارتكب أي ذنب ولم اقتل أي احد فكانوا يقولون اعترف على قتلك للحرس الوطني والشرطة وزرع العبوات الناسفة وقتل الأبرياء وكنت مصرا رغم كل ذلك التعذيب الذي لاقيته على إنني بريء وهددوني بجلب شقيقتي إذا لم اعترف وكانوا يقومون بتعذيبي كل يوم، وفي احد الأيام وإذا بهم يأتون بشقيقتي أمام عيني ويقولون لي (اعترف وإلا سننزع ملابس أختك أمامك ) وكانوا كل من (الملازم أول احمد صالح واحمد معتز والنقيب على وفلاح وقاسم) موجودين في الغرفة ، فقلت لهم سأعترف ولكن أرجعوها. و بعد ذلك رفضت الاعتراف وإذا بهم يحضرون أختي إمامي مرة أخرى ويقولون لي تعترف الآن وإلا سنغتصب أختك ، وقال المحتجز ( ع ) وهو يشهدنا أيهما أغلى العرض أم النفس وكان يجيب نفسه ويقول روحي فداء عرضي، فقلت لهم ائتوني بورقة بيضاء فأبصم عليها وانتم اكتبوا ما يحلوا لكم من التهم فانا الذي قتل هولاكو وأنا الذي ادخل القوات الأمريكية على العراق يقول فقال الضابط وهو مستهزأ لا اعترف فقط على بعض الجرائم. فاحضروا لي ورقتان الأولى كانت تنازل عن سيارة حديثة كنت قد اشتريتها قبل اعتقالي بيومين حتى أني لا أحفظ رقمها. والورقة الثانية كانت تضم التهم التي قاموا بإلصاقها بي . كما ذكر احد المحتجزين أنهم جلبوا أخت المحتجز (ع أ أ ) من شقق الخضراء من اجل تهديده بالاعتراف. وذكر بعض المعتقلون أن المعتقل (س س ع) مع أولاده تعرضوا لتعذيب شديد نجم عنه خلع في أكتافهم . وقال احد المحتجزين : ( عندما كنا ندلي باعترافاتنا أمام الكاميرا و عندما يقول مصور( العراقية ) فاصل إعلاني كان يلقي الكاميرا جانبا ويقوم بحمل كيبل ويبدأ بضربنا بشدة ويقوم بسبنا ويستهزأ بنا) .
ثم بعد ذلك انتقلنا إلى القاعة المجاورة واخرجوا لنا كذلك مجموعة من المعتقلين وكان فيهم الحدث وفيهم الشيخ الكبير في السن وقد تحدثوا عن بعض الممارسات الوحشية التي مورست بحقهم وقام احدهم وروى لنا قصة ( م ص ) وقال أنهم قاموا بتعذيبه وضربه وطلبوا منه أن يعترف على جرائم لم يرتكبها فرفض الاعتراف على أي من هذه الجرائم فقاموا بضربه بوحشية حتى أغمي عليه من شدة الضرب وطلبوا منه أن يعترف على عمليات قتل واغتصاب وذبح وزرع عبوات ومفخخات لكنه امتنع عن ذلك ورغم ما عاناه من التعذيب. يقول وفي احد الأيام قاموا بجلب زوجته وأطفاله أمام عينيه ونحن نشاهد ذلك وقد قاموا بإحضاره وكان مجردا من جميع ملابسه وطلبوا منه أن يعترف على جميع الجرائم التي لا يعلم عنها أي شيء وقال أنهم اخذوا يضربونه بشدة أمام زوجته وأطفاله ويطلبون منه أن يعترف حتى انه سقط من شدة التعذيب ونحن ننظر إليه وقاموا بإجبار( م ) على شرب قنينتان من الماء وقاموا بشد ذكره بخيط سميك وربط طابوقة به مما جعل ذكره يتمدد بعرض أصابع اليد الأربع. وأثناء الضرب كان الضابط يقول له (اعترف وإلا نجعل الجنود يقفون طابوراً بانتظار دورهم لاغتصاب زوجتك فقد مضى على عدم نزول جنود وضباط لواء الذئب ثلاثة أشهر ) فتوجهوا نحو الزوجة وبدءوا بنزع ثيابها فذهب ابنه وقال يا أبتي اعترف وقل ما يطلبونه منك فأنهم اخذوا ينزعون الملابس عن أمي فقال لهم أعطوني ورقة بيضاء ابصم عليها وضعوا فيها ما تشاءون من التهم فانا مستعد لتحملها ولكن اتركوا زوجتي وأطفالي وقد أيد معظم المحتجزين هذه الأقوال ، وكانوا معظمهم يقسمون بأنهم لم يقترفوا أي فعل مجرم .
وذكر لنا احد المعتقلين أن المحتجزين ( ع ط ) احضروا زوجته وهددوه بالاعتداء عليها إذا لم يعترف ومن ثم تركوا زوجته تذهب ، وتعرض إلى اعتداء جنسي من قبل المحققون بعد أن مارسوا اللواط معه. كما أنهم مارسوا اللواط مع المحتجزين (س ج ) و( ص ح ). ومن ضمن الذين قاموا بهذا الفعل كل من : (عباس أبو الأمن) و(النقيب علي). كما قام (عباس أبو الأمن) و(النقيب علي) بنزع ملابس المحتجز الدكتور (أ) أمام المحتجزين في القاعات جميعها. ويذكر أيضاً أن المعتقل (ع) قاموا بنتف لحيته باستعمال الكماشة. وأنهم اعتقلوا اثنين من المتخلفين عقلياً واسمهما (هـ ق أ) و(ق م أ ) ، كما أن المحتجز (ح ش ) لديه تقارير طبية تثبت أن لديه انفصام في الشخصية. وقال احد المحتجزين اعرف من ضمن الستة الذين توفوا (خ ر) بسبب استعمال المثقب الكهربائي في تعذيبه و(ع د) و( ع).
و ذكر احد المحتجزين أن (الرائد علي) من لواء الذئب كان يحضر بعض الناس الذين تم قتل ذويهم ويقول لهم هذا المحتجز اعترف بقتل ابنكم أو أخوكم محاولاً زرع الفتنة بينهم مما يحدث على أثرها شجار عنيف بينهم . كما ذكر لنا المحتجزين أن هناك احد المحققين واسمه (عباس) يضرب المعتقلين وبيده علبة بيرة ويقول لهم (هنيئاً لكم الجنة) .
وأكد المحتجزين أن هذه القوات كانت تأخذ الرشاوى من بعض المحتجزين مقابل الإفراج عنهم. وكان الوسطاء في عمليات اخذ الرشاوى هذه كل من (ف) و(ط) كما أن هؤلاء الاثنين كانا مسئولين عن تزكية المحتجزين الذين سيطلق سراحهم . وبهذا الخصوص يذكر المحتجز (م م ص) بأنهم القوا القبض عليه دون أي سبب وهو لم يعترف بأي شيء إلا أنهم طالبوه (3.000 ألاف دولار) للإفراج عنه. أما المحتجز (س ط ع) بأنهم طلبوا منه مبلغاً مقداره (5.000 ألف دولار) ثم خفضت إلى (2.000 ألف دولار) ولكني أبلغته أني لا املك هذا المبلغ فأجابني أبقى هنا إذن. أما المحتجز (ر ي ذ) فقال طلبوا مني (30.000 ألف دولار) ثم خفضوها إلى (10.000 آلاف دولار) وأخي شاهد على ذلك وكذلك العقيد ( م ) في مديرية شرطة نينوى يشهد بذلك أيضاً. ويذكر المحتجز (ف) أنهم اخذوا منه مبلغ (10.000 آلاف دولار) وسبعة سيارات رغم ذلك لم يفرجوا عني .
أما المحتجز (ا خ ع ) فيقول لقد قاموا بكسر أضلاعي من الضرب للاعتراف بالاغتصاب والقتل وغيرها من الجرائم التي لم اقترفها . ويذكر احد المحتجزين إنهم عندما كانوا يحققون معه كان يقول لهم والله أني بريء وليس لدي شيء فيشتموني بشتائم لا تعد ولا تحصى ويقولون لي إن ( الله ) جلبناه واعترف بثلاثة جرائم فكيف لا تعترف أنت. ويقول بعض المحتجزين أن لواء الذئب كانوا يرددون عبارة (سنأخذ منكم ثأر سنة 1991) ويقولون (سنجعل منكم مقابر جماعية كما فعلتم بنا) ويقولون (سننتقم منكم ياجماعة المثلث القذر ) وغيرها كعبارة (أين عمر ابن الخطاب ليخلصكم منا) و(انتم السنة سبب كل المشاكل) وكان جميع المحتجزين يقولون نعم كانوا دائما يقولون لنا هذه العبارات.
وأثناء وقوف المعتقلين المرضى لغرض تلقي العلاج بدأنا نسألهم عن الأحياء التي القي القبض عليهم فيها ثم نظرنا إلى احدهم وكان لون وجهه اصفر مائل إلى الزرقة وكأن الدم محقونا في وجهه ويبدو عليه التعب فسألناه ما اسمك فأجاب اسمي (ع ي ) فقلنا له كم كانت مدة احتجازك ؟ فأجاب ثلاثة أشهر وبضع أيام فقلنا له هل تعرضت إلى تعذيب؟ فأجاب عدة أنواع من التعذيب فقلنا له أين كنت محتجزا؟ فأجاب كنت محتجزا عند لواء الذئب في داخل سرداب. فقلنا له ما هذا السرداب؟ فقال انه سرداب مظلم وفي داخله عدد كبير من المحتجزين يزيد على مائة معتقل و يخر علينا ماء متسخ وذو رائحة كريهة وكانت المياه متجمعة في أسفل السرداب بارتفاع خمسة سنتمترات تقريبا وعندما حاولنا أن نشعل ناراً فإنها لم تشتعل من شدة الرطوبة وقلة الأوكسجين و كان القائمين على السجن يدخلونا علينا ويخرجوننا ويقومون بضربنا بواسطة الكيبلات والعصي ويركلونا بأقدامهم و يدخلون علينا وهم سكارى و يوجد في السرداب أنواع عديدة من الديدان والحشرات و تدخل بعضها في أذاننا وفي إحدى المرات دخلت إحدى هذه الحشرات في أذن احدنا مما تسبب في انتفاخ أذنه وبدأ يخرج منها القيح والصديد . وعندما سألناه كيف تنامون والماء يغطي المكان؟ فقال ننام! وقال كنا لا نرى النور أو بصيص الضوء إلا عندما كانوا يدخلون علينا بالطعام فكنا ننظر إلى أجسامنا ويقول قد شاهدت أمام عيني احد المحتجزين وكان عظم الساق قد ظهر بعد أن نزع اللحم والجلد عنه جراء التعذيب والدود اخذ يتجمع على مكان الجرح . وأكد أن العقيد ركن(أ ح ) الذي القي القبض عليه في جامع الصابرين اخو (ع ح ) قد مات بجانبي بعد ما قامت تلك القوات بإجباره على الجلوس على قضيب حديدي مما تسبب بنزيف شديد في دبره وقال كان ينزف داخل السرداب و يئن من شدة الألم ومات على اثر ذلك من شدة التعذيب والنزيف وعندما مات كان جالسا بجانبي بالضبط. وقد مات ستة أشخاص داخل السرداب من ضمنهم شخص من منطقة حمام العليل وشخص آخر اسمه ( ل ) أما الباقي فلا اذكر أسماءهم أو عناوينهم.
وكان (ع ي ) يعاني من التهاب جلدي بين أصابع القدم يقول ذلك بسبب جلوسنا لمدة شهرين في ذلك السرداب . وقد شاهدنا أثار الاكزمة بين أصابع قدميه وكذلك شاهدنا بياض عينيه مائل إلى الاصفرار الشديد ولون بشرته كان مائل إلى اللون الأصفر ويقول كان هذا حالنا لمدة تزيد على الشهرين وسألناه على نوع الطعام الذي كان يقدم لهم فكان يجيبني كنا كل ثلاثة أو أربعة أشخاص نشترك في رغيف واحد من الخبز فقط وقليل من الماء. وسألناه هل يسمحون لكم بقضاء حوائجكم فكان يجيبنا كيف نقضي حوائجنا وكنا لا نعرف الطعام إلا الشيء اليسير جدا و كنا نتعرق داخل السرداب من شدة الحر وانتقلت إلى القاعات بعد أن قضيت أكثر من شهرين داخل السرداب.
و انتقلنا إلى محتجز أخر وسألناه كم مضى على احتجازك ؟ فأجاب اقل من شهرين أي ما يقارب خمسين يوما وسألناه هل تعرضت لتعذيب فأجاب مبتسما نعم. فقلنا له هل كنت في السرداب قال لا لم ادخل إلى السرداب ولكن كنت في غرفة مساحتها (6 × 6) وكان معنا (175) شخصا جميعنا كنا داخل هذه الغرفة. فقلنا له ما نوع التعذيب الذي تعرضت له؟ فأجاب كما أجاب السابقون من الضرب والفلقة وقال كانوا يدخلون علينا في حوالي الساعة الثانية ليلا ويبدءون بضربنا وتعذيبنا حتى نسقط مغشيا علينا من شدة التعذيب ويقول كان يدخل علينا شخص يدعى ( ساسوكي ) وقام بوصفه فقال انه صغير السن وقصير القامة اسود اللون ليس لديه شوارب وقال كان يرتدي في رأسه قبعة و ليس لديه أية رتبة عسكرية ويقول مع العلم كنا نرى جميع الضباط تهابه وكان يصيح عليهم وكانوا يخافون منه ويقول كان يدخل علينا ونحن جميعا في هذه الغرفة وكان يحمل في يديه قضيب معدني في نهايته مسمار بارز ويقول لنا أريدكم أن تلمسوا سقف الغرفة ، فنصعد احدنا على كتف الآخر لكي نلمس السقف وإذا لم نستطع يقوم بضربنا بوحشية بواسطة القضيب المعدني الذي يحمله بيديه، ويقول إذا ضرب احدنا ربما يقوم بكسر احد عظامه وإذا أصابنا المسمار الذي في رأس هذا القضيب فانه يحدث لنا جروح بالغة ويقول كانوا يقومون بضربنا على منطقة الرأس وقد أرانا بعض الآثار على وجهه من جراء التعذيب وكانت الآثار واضحة في منطقة الحاجب ومناطق متفرقة في الرأس .
وذكر بعض المحتجزين إن مراسل النقيب علي واسمه (كرم) كان يأتينا مدنيا ويطلب منا لمس السقف و إلا قام بضربنا. وقال أخر أنا كنت معه في نفس الغرفة ثم بعد مدة قاموا بإخراج (30) شخصا من هذه الغرفة. وقال تعرضت إلى ما تعرض له زميلي، و كانوا يأخذوني إلى مكان وكانت الأرض مبللة وكانت يدي مكبلة بواسطة القيود البلاستيكية وأعيني معصوبة ويقودونني بركل وضرب شديد وكانوا يطلبون مني أن اعترف فأقول لهم واقسم لهم بأنني لا اعرف شيء وإنني بريء وإذا بهم يضعون الأسلاك الكهربائية على الأرض المبللة ويقولون لي (هل تعترف وإلا ستنال أقسى العقوبات ) و يقومون بقدح الأسلاك إلى الأرض وقد كنت حافي القدمين وأنا واقف على الأرض المبللة بالماء فاصعق بصعقة شديدة حتى إنني ارتفع عن الأرض من شدة الصعقة. وعندما عاد زميله فسألناه هل تعرضت إلى الصعق بالكهرباء ؟ فأجاب نعم اقتادوني إلى احد الممرات وكان الكيس في راسي ويداي موثقتان بواسطة القيود البلاستيكية وقال لي الذي يقتادني وكنت لا أرى شيء فقال لي ارفع قدمك فرفعت قدمي ثم قال انزلها فشعرت أنني انزلها داخل حوض فيه ماء أو شيء من هذا القبيل فقال لي اعترف فقلت على ماذا اعترف فقال اعترف بأنك قمت بقتل هؤلاء الأشخاص واخذ يذكر لي أسماء فقلت له لم اقتل أحدا فترك يدي وصعقني بواسطة الكهرباء عن طريق ذلك الحوض الذي كان بداخله ماء فقفزت وشعرت باني قد ارتطمت بالسقف ثم نزلت إلى الأرض فقام بإحضاري مرة أخرى وفي هذه المرة لم استطع أن أتحمل ذلك الشيء من شدة الصعق فقلت له أنا مستعد لكي اعترف ولكن على ماذا يقول فأعطاني عدد من الأسماء وقال لي إذا أتيت إليك بعد نصف ساعة ولم تحفظ هذه الأسماء فلن تعرف مصيرك فحفظت هذه الأسماء وإذا بهم يأخذونني إلى غرفة ويجبرونني على ذكر هذه الأسماء التي طلب مني حفظها. وإذا بهم بعد أيام يقومون بإحضار عوائل ويقول لنا المحقق اعترف عن الذين قمت بقتلهم يقول فقلت له أني لم اقتل أحدا فقاموا بضربي بشدة بواسطة عصي وكيبلات كانوا يحملونها بأيديهم فأقول لهم نعم أنا قد قتلت هؤلاء ويقول أخذت أُعدد الأسماء التي أعطاني إياها من قبل، فيقوم بإعطاء العصي والكيبلات إلى العوائل ويقول لهم هذا هو الذي قتل أبناءكم يقول فتقوم العوائل بالهجوم علينا ويبدءون بضربنا بشدة حتى أغمي عليَّ من شدة الضرب. ثم سألناه هل يسمحون لكم بالوضوء وأداء الصلاة؟ فقال كلا. فقلنا له كيف تصلون؟ فقال نتيمم عن طريق مسح أيدينا على الحائط ونصلي.
والتقينا بمحتجز آخر وكان ضخم الجثة وقال لنا كنت أسير بسيارتي في منطقة الدواسة فقام احد الشرطة بإيقاف السيارة وقال لي الشرطي من فضلك هل من الممكن أن تتفضل معنا لحظة لغرض الاستفسار يقول فقلت له نعم يقول فأخذوني إلى مديرية الشرطة الذي في وسط الدواسة قال مضى على احتجازي منذ خمسة وعشرين يوما وقال لنا (إن الشرطة أسوأ من الحرس الوطني بألف مرة ) فبعد أن أدخلوني قاموا بوضع القيود الحديدية في يدي وقاموا بتعليقي واخذوا يضربونني بشدة وعلقوني وبقيت معلقا لمدة أربعة أيام وأنا أتعرض إلى الضرب والركل من قبل قوات الشرطة وأقول لهم لماذا أحضرتموني إلى هنا ما الذي فعلته لكم هل وجدتم عندي شيء فيقولون لي اعترف على ضرب الشرطة والحرس الوطني فاقسم بأنني لم أؤذي في حياتي احد ولم ادخل في حياتي إلى أي مركز للشرطة ولا إلى أي سجن وهم يقومون بضربي دون أي رحمة وكأنني قد قتلت أباهم . ويقول إني صاحب أطفال واسكن في بيت إيجار و نحن خائفون من أن نعود مرة أخرى إلى الأماكن التي كنا فيها .واني مستعد أن اقضي شهر هنا في هذا السجن بدل أن نقضي يوم واحد عند الشرطة. ويقول إذا بقينا هنا من الذي سيصرف على عائلتي . وقد شاهدنا معصميه قد لفت بواسطة قطعة شاش فقلنا له ما بها يديك فاخذ يفك الشاش عن يديه ويرينا اثأر القيود قد مزقت معصميه مما جعلها تترك شقا عميقا داخل الجلد واللحم وقد شاهدنا القيح قد ملأ حافة الجرح.
والتقينا بمحتجز أخر من سكنة منطقة تلعفر حي المثنى وقلنا له منذ متى تم توقيفكم قال منذ خمسة وعشرين يوما وقال لنا انه هو وأخيه وابن عمه كانوا جميعا محتجزين. فسألناه عن مواليده فأجاب انه من مواليد 1988 وأضاف كنا في غرفة فيها(175) شخصا و بعد فترة قاموا بإخراج (30) شخصا من هذه الغرفة و كان يدخل علينا (ساسوكي) وذكر لنا أوصافه مثلما ذكرها الذين قبله حيث كنت أنا وابن عمي في قاعة وأخي كان في قاعة أخرى ولم أراه إلا في سجن بادوش وهو الآن في القاعة الأخرى ولم أراه إلا أثناء زيارة أهلي لنا. ويقول عندما اعتقلوني اخذوا يضربونني بشدة ويقولون (قل بأنك قد قتلت وفجرت) فكنت أقول لهم و كانوا يضربوننا بقوة و عندما احتجزوني بقيت لمدة يومين دون أن أضع الطعام في فمي وفي اليوم الثالث نظر إلي احد الضباط وقال لي (كم يوم مضى ولم تأكل) يقول (فقلت له سيدي صار لي يومين ولم أتناول شيء ) يقول فاخذ صمونة واحدة وقال لي خذ وتناول هذه و لقد كنا نعاني من الاختناق بسبب كثرة عدد الموجودين في الغرفة. وقال لنا الميسورين من المحتجزين يشترون الدجاج المشوي بـ (25000) ألف دينار وقال لنا كان احدهم يطعمني بعض الخبز الذي كان يشتريه من الحرس الوطني وقال لنا انه ليس لديه نقود ليشتري لأنهم اخذوا منه جميع النقود التي كانت بحوزته أثناء اعتقاله. وقلنا له كيف كنتم تنامون فقال كنت أنا وابن عمي يقف احدنا والأخر يجلس لمدة ساعتين ثم اجلس أنا ويقف ابن عمي وبقينا على هذا الحال إلى أن تم نقلنا إلى هنا.
أما المحتجز (أ ش) فلم يتكلم كثيراً بل فقط كشف لنا عن جسمه وقال انظروا إلى آثار التعذيب على جسدي وبالفعل كانت على ظهره ويديه آثار حرق باستعمال قضيب معدني يحمى ويكوى به جسد المعتقل.
وقبل أن يعود المحتجزين إلى قاعات السجن سألناهم عن أسماء الذين كانوا يقومون بعمليات التعذيب فأجاب بعضهم نعم وقالوا لنا كان احدهم احمد كشمولة وكان يدخل علينا في الساعة الثانية ليلاً وهو سكران ويقوم بتعذيبنا والأخر مقدم احمد حسين علي والثالث نقيب وليد .
قال احد المحتجزين أوقفني الحرس الوطني في السوق وقال لي تفضل معنا لدينا استفسار معك وقد أريتهم هويتي فأخذوني معهم وقاموا بتعليقي منذ الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الثانية عشر ظهرا وهم يضربونني بالكيبلات والعصي حتى أنهم قاموا بسحلي مسافة عشرين مترا لأنني لم استطع الحراك من شد الضرب وقال محتجز أخر لقد جاءت ألينا لجنة لكي تحقق معنا فقمنا بإظهار أثار الضرب على ظهورنا لكي نريهم ما فعل بنا هؤلاء من التعذيب والقسوة وكان جلدنا يتمزق من شدة الضرب بالكيبلات و بعد أن اذهت اللجنة عملها قاموا بضربنا على مناطق المفاصل واستخدام الكهرباء بوضعه في الأذنين عن طريق تعليقه بواسطة مساكات صغيرة وصعقنا بالكهرباء.
وأخيراً قال احد المحتجزين دخل علينا جندي أمريكي وشاهد الحرس وهم يقومون بتعذيبنا فقال لهم لا تضربوا هذا فانه سوف يموت فقال الذي يقوم بضربنا (لا تخشى عليهم فلن يموتوا ) فقال الجندي الأمريكي نترككم انتم وأصدقائكم تتفاهمون بينكم ويقول بقي يعذب بهذا الشخص الذي أشار إليه الجندي الأمريكي ثم بعد أن سقط قاموا بنقله من أمامنا ونظن انه قد مات لأننا لم نره بعد ذلك.
***
الملحق الرقم (61)
تقرير خاص جديد حول انتهاكات القوات الأمريكية في مدينة الموصل
مراسل الرابطة العراقية في الموصل.
تقترف القوات الأمريكية جرائمها بشكل لا يدع مجال للشك أمام اعتبارها الدولة الأولى في ارتكاب الجرائم بحق الإنسانية ويمكن أن نجمل ابرز تلك الجرائم التي بدأت تتزايد في الآونة الأخيرة في مدينة الموصل بما يأتي:
1- تفجير المنازل وتسويتها مع الأرض تحت ذرائع وحجج واهية ولعل من أبرزها العثور على أسلحة محظورة أو حدوث مقاومة مسلحة من منزل ما أو أن تدعي وجود مقاتلين عرب في تلك المنازل أو أن تكتفي بالقول بأن مصادرها الاستخبارية أكدت أن تلك المنازل تشكل خطراً على قواتها، وتتعمد تلك القوات وضع كميات كبيرة من المواد المتفجرة في داخل تلك المنازل بحيث يؤدي تفجيرها إلى تدمير عدد كبير من المنازل وتصدع منازل أخرى ولا يتم إبلاغ أحد من سكان المنازل القريبة بان هناك تفجير سيتم لأحد المنازل، بحيث يفاجئ السكان المدنيون بانفجار كبير يهز أركان المنطقة السكنية بأسرها، وغالباً ما ترفض القوات الأمريكية طلبات التعويض التي يقدمها المتضررون عن تهدم منازلهم أو تضررها بدعوى أنهم مشتركين في التستر على الأوكار الإرهابية بحسب ادعائهم . وقد شهدت مدينة الموصل أكثر من حالة من جرائم نسف المنازل ابتداءً من نسف منزل في حي فلسطين و أخر في حي سومر في الجانب الشرقي من المدينة ونسف منزل في منطقة باب البيض في ذلك الحي الذي يعرف عن منازله بأنها قديمة جداً ومتلاصقة مما أسفر عن تهاوي العشرات من المنازل وكذلك تم نسف منزل أخر في حي اليرموك وتفجير ستة سيارات كانت موجودة قريبة منه.
2- الاستيلاء على المنازل وتحويلها إلى نقاط مراقبة والى كمائن تستهدف بالدرجة الأساس المدنيين العزل، وعادة ما تختار تلك القوات المنازل المرتفعة والتي تطل على الشوارع الرئيسية في المدينة والمنازل المتواجدة في الطرق التي تعتاد القوات الأمريكية السير فيها بكثرة، وتختار منازل معينة في المناطق التي تشهد أعمال مقاومة تستهدف قواتها. ولا تمانع تلك القوات بقاء سكان المنزل في منزلهم لأنهم بذلك يضمنون استخدام العوائل كدروع بشرية تحميهم من أعمال وهجمات مسلحة محتملة، وتتراوح أعمال التخريب التي تلحقها تلك القوات بالمنازل وموجداتها ما بين تحويل المنزل إلى أطلال وجدران لا تصلح للسكن مستقبلاً وبين منازل يجري إتلاف كل ما بداخلها ويلحق بها أضرار اقل جسامة من سابقتها، ولكن إذا ما أريد ترميمها فعلى أصحابها رفع أكياس الرمل التي توضع عند كل نافذة من نوافذ المنزل حتى إن منظر تلك المنازل يتحول إلى منضظ مخيف جداً، علماً أن معظم المنازل التي تم الاستيلاء عليها هي منازل فخمة وسبق لأصحابها أن قضوا مدة طويلة حتى أكملوا بناءها.
3- أصدرت القوات الأمريكية في الموصل تعليماتها بواجب رفع الصندوق الخلفي لجميع سيارات الأجرة وأكد الناطق باسم تلك القوات أن قواته ستتخذ أقسى الإجراءات بحق المخالفين وأعطى أخر موعد لسريان تلك التعليمات 8/6/2005 وبالفعل من يسير في شوارع مدينة الموصل الآن يصاب بنوبة الضحك على المنظر الكوميدي الذي يراه حيث يشاهد السيارات وهي تسير من دون الصندوق الخلفي ونحن في القرن الواحد والعشرين والعالم يشهد ثورة المعلومات وتطلب منا القوات الأمريكية أن تسير سياراتنا من دون الصندوق الخلفي. المشكلة الأخرى أن تلك القوات أعلنت أنها ستوزع ملصقات خاصة يجب على صاحب كل مركبة أن يضعها على سيارته وإلا تعرض لعقوبة. معظم أصحاب السيارات يسألون أين نضع العجلة الاحتياط وباقي العدد التي نحتاجها ومن يضمن أن لا يقوم أحدهم بوضع مادة متفجرة في الصندوق لأنه مفتوح وبالتالي يقع هؤلاء ضحايا حماقات القوات الأمريكية.
4- تستمر القوات الأمريكية بسياسة إغراء الأشخاص لغرض الإخبار عن أي حالات تخدم قواتها وهذه السياسة وقع ضحيتها آلاف العراقيين ضحايا الإخباريات الكاذبة التي أودت أحياناً بأرواح مدنيين أبرياء وهدمت اسر بأكملها، وتستخدم تلك القوات لتحقيق تلك الغايات الوعود بمبالغ مالية كبيرة لمن يقوم بالإخبار وتعد تلك القوات بان يبقى اسمه طي الكتمان أو دون الحاجة إلى ذكر اسمه أصلاً وبالتالي هناك ثلة ضالة من الأشخاص الذين يعيشون على تلك الأفعال ويقومون بتلك الأعمال ليلاً ونهاراً وعلى الرغم من أن معظمهم يتعرض إلى التصفية الجسدية فيما بعد لان نفس القوات تقوم بإبلاغ المعتقل بان فلان قد اخبر عليه وهكذا تستعمل تلك القوات شتى الأساليب لاختراق المجتمع العراقي والإنسان العراقي، وتستعمل تلك القوات لغرض دفع اكبر عدد ممكن من الأشخاص إلى الإخبار الإعلانات التي تطبعها في الصحف التي تشرف عليها أو الملصقات أو المنشورات أو الإعلانات التلفزيونية التي يبثها تلفزيون العراقية نينوى أو تستخدم الإذاعة وغيرها .
5- غيرت القوات الأمريكية من الطرق العامة التي كانت تسير بها وأصبحت تسير في أكثر شوارع الموصل ازدحاماً لأنها تستخدم المدنيين دروعاً لها، فبعد أن كانت تلك القوات تسير في الطرق السريعة والخارجية والبعيدة نوعاً ما عن الطرق المعتادة لسير المركبات المدنية أصبحت تلك الطرق الضيقة والمكتظة بالسيارات والمارة هي الطرق الأنسب لسير تلك القوات حيث تتعمد أثناء سيرها إطلاق منبهات الصوت المخيفة والمرعبة ويقف أصحاب المركبات في حيرة من أمرهم حيث الطريق شبة مسدود من شدة الزحام وتأتى تلك المدرعات الضخمة والمطلوب أن يتصرف كل صاحب سيارة وان يجد لنفس حلاً حتى لو خرج عن الشارع واتجه إلى الرصيف أو عبر إلى الطريق المعاكس، فهذه ليست مشكلة القوات الأمريكية ومن لا يفسح المجال لها ستسحق سياراته تحت تلك المدرعات العملاقة لان تلك القوات لا تبالي حتى لو كان في داخل السيارة عائلة بأكملها.
6- تستمر القوات الأمريكية بسياسة التعتيم الكلي عن أوضاع المعتقلين لديها من أبناء مدينة الموصل داخل معتقلاتها المنتشرة في مختلف أرجاء مدينة الموصل، وذلك يتم في ظل مطالبة شديدة من قبل عوائل المعتقلين بتقديم أي معلومات يمكن أن تساعد في معرفة شيء عن مصيرهم، وتتعمد القوات الأمريكية عدم السماح لأي جهة محايدة بدخول تلك المعتقلات رغم أن المسؤولين في محافظة نينوى لهم دور في مساعدة تلك القوات لتحقيق ذلك الهدف. كما لا توفر تلك القوات أي وسيلة للاتصال بالمعتقل كمراكز للاستعلامات أو خطوط للاتصال الهاتفي وغيرها وبالتالي فالعوائل التي ارتضت وسلمت بأمر اعتقال أبنائها رغماً عنها أصبحت تريد فقط أن تسمع شيء عن أحوالهم ولكن لا مجيب .
7- على صعيد الاعتداءات الأمريكية المتكررة على أبناء محافظة نينوى فتفرض القوات الأمنية طوقاً امنياً محكماً على قضاء بعاج وقد مر على حصار بعاج أكثر من أسبوع حيث منع أهالي القضاء من الدخول أو الخروج من والى القضاء وسط تحشد أعداد كبيرة من القوات المشتركة وقد تحدث أحد من كتب له أن يخرج بعد أن استحصل موافقات من تلك القوات استناداً إلى تقارير طبية تثبت إن حالة ابنه الصحية حرجة للغاية، قال فوجئنا بقوات تحاصر منطقتنا وتشق السواتر الترابية وتقيم الحواجز الكونكريتية وتحول مداخل المدينة ومخارجها إلى ما يشبه المعتقل. ولم تسمح تلك القوات لسيارات نقل المياه أن تدخل إلى القضاء وهي المصدر الرئيسي الذي يعتمد عليه سكان القضاء للحصول على احتياجاتهم من الماء ويضيف شنت تلك القوات حملة واسعة من التفتيش والمداهمات واعتقلت أعداد من أبناء مدينتي وادعت تلك القوات إنها تشك بوجود عناصر مسلحة خطرة في تلك المنطقة وان السيارات المفخخة التي انفجرت في قضاء الشيخان قد تم تفخيخها في قضاء البعاج.
وتستمر القوات الأمريكية بتحشيد قواتها بالقرب من مدينة تلعفر ويلاحظ أن تلك القوات بدأت تروج لوجود عناصر إرهابية خطيرة في داخل المدينة وتدعوا الأهالي إلى الإخبار عنهم وعادة ما تستخدم مثل تلك الذرائع كوسيلة لتبرير أي أعمال عسكرية محتملة فيما بداء العديد من أهالي مدينة تلعفر يهيئون أنفسهم إلى نزوح ثاني عن مناطقهم مع أي أعمال عسكرية تشنها تلك القوات .
أما في ناحية حمام العليل وقبر العبد والقيارة والشورة والقرى القريبة منها فإنها تعد بنظر القوات الأمريكية والعراقية على حد سواء مناطق تشكل تهديداً خطيراً لها وعلى هذا الأساس تستمر حملات المداهمات والاعتقالات والاعتداءات المتكررة بحق أهالي تلك المناطق حتى أن سكن تلك المناطق أصبحت تهمة بحد ذاتها تكفي لتبرير اعتقال أي شخص.
وتستمر تلك القوات باستخدام نفس أساليبها السابقة في الاعتقال والتنكيل بالأهالي والقتل العشوائي مع أبناء مدينة الموصل وبوتيرة متصاعدة وبأفعال أكثر استفزازية من السابق.
***
الملحق الرقم (62)
في ظل الاحتلال الأميركي البغيض: العراق يغرق في جحيم المخدرات،
بقلم: محمود كعوش
إبان عهد طالبان حقق المسؤولون الأفغان تقدماً ملحوظاً على صعيد الحد من انتشار آفة المخدرات في بلادهم. آنذاك نجحت طالبان في إقصاء المزارعين عن زراعة نبتة الأفيون وإقناعهم بالاستعاضة عنها بنباتات زراعية غذائية، من خلال المزاوجة بين الترغيب والترهيب وممارسة سياسة العصي والجزرة التي أثبتت نجاعتها. ففي نفس الوقت الذي كانت تقدم فيه الحبوب والأسمدة للمزارعين على شكل هبات وتساعدهم في ترويج وبيع منتجاتهم الزراعية، لم تتردد في إنزال أقصى العقوبات بحق المزارعين الذين تمردوا على إرادتها ومضوا في زراعة الأفيون سعياً وراء الربح الوفير على حساب المواطنين الفقراء، وتحويل أفغانستان إلى بؤرة لاحتضان هذه الآفة الكريهة وتصديرها إلى العالم.
لكن ومع احتلالها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها على خلفية أحداث 11 أيلول 2001 استضافتها لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، عادت زراعة الأفيون لتزدهر من جديد في أفغانستان بشكل خطير أرق منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبعدما كانت واشنطن تحمل على طالبان بذريعة إيوائها للإرهاب والمتاجرة بالمخدرات (؟!)، تحولت إلى مشجع لزراعة الأفيون أو متغاضية عن زراعته في هذا البلد، لأغراض تخدم بقاء الاحتلال فيه أمداً أطول.
وبالرغم من مضي حوالي 4 سنوات على إقصاء طالبان عن السلطة في أفغانستان وخضوعها لسلطة الاحتلال بزعامة الولايات المتحدة، ما يزال المسؤولون الدوليون والأوروبيون يناقشون مشكلة تزايد الإنتاج الأفغاني من المخدرات وسبل المساهمة في مكافحة هذه الآفة اللعينة. ومن أجل ذلك، اجتمع مؤخراً مسؤولون من مكتب الأمم المتحدة لمنع الجريمة ومكافحة المخدرات الذي يتخذ من فيينا مقراً له ونظراء لهم من الاتحاد الأوروبي. وتركز جل اهتمامهم على تعزيز التعاون فيما بينهم لإنجاح الحرب الشاملة التي يشنونها ضد الإرهاب والجريمة المنظمة والمتاجرة بالمخدرات.
وفي ذات السياق التقى أنطونيو ماريا كوستا، مدير مكتب الأمم المتحدة، مع خافيير سولانا، مفوض الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية وشؤون الأمن في بروكسيل، وذلك بعد أقل من أسبوع على توقيع اتفاق بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قضى بتوفير تمويل مشترك للمشاريع التي تهدف إلى الحد من الإدمان وإنتاج المخدرات والاتجار بالأشخاص وغيرها من أشكال الجريمة المنظمة، وقد ناقش المسؤولان معدلات إنتاج أفغانستان من الأفيون العالي وأثر ذلك على العالم، وبالأخص بلدان الاتحاد الأوروبي التي تحولت إلى مستورد سري رئيسي لمنتجات هذا الأفيون، إذ أن 90 في المئة من الهيروين الذي يتسرب إليها عبر الحدود مصدره أفغانستان. وفيما يختص بتفشي آفة المخدرات بين جيل الشبان في أفغانستان نفسها، فحدث ولا حرج، وقد يكون لنا وقفة مع ذلك في وقت آخر.
المخدرات غزت العراق مع غزوه واحتلاله عام 2003
عند الحديث عن المخدرات في العراق لا يمكن مقارنة ذلك بما هو حاصل في أفغانستان، إلا فيما يتعلق بتشجيع سلطتي الاحتلال في البلدين على الاتجار بها وتعاطيها أو التغاضي عن كليهما سعياً وراء إفساد نفوس وعقول المواطنين فيهما للسيطرة عليهم وإطالة أمد الاحتلال ما أمكن، فقد ظل التعاطي مع المخدرات في العراق يقترن بالموت شنقاً في ظل جميع الحكومات التي تعاقبت على السلطة في بغداد منذ تأسيس الدول العراقية الحديثة في آب 1921 حتى وقوعها في قبضة الاحتلال في 9 نيسان 2003. فمع تعيين بول بريمر حاكماً مدنياً فتحت سلطته الغاصبة أبواب العراق على مصراعيها لإدخال المخدرات بكل أنواعها لتحول بلاد الرافدين إلى بؤرة لتفشي جميع صنوف الفاحشة بما فيها تعاطي المخدرات والمتاجرة بها، إلى درجة أن مدينة كربلاء التي تُعتبر أقدس مدن العراق لم تسلم منها. ويتخوف العراقيون من أن تتحول هذه الظاهرة الجديدة عليهم إلى أمر عادي مألوف، إذا ما استمرت الأمور على غاربها كما هو حاصل في العراق حتى الآن.
وكما يقول د. حميد عبد الله فإنه عدا الصور التي تبثها الأفلام عن المخدرات والمتاجرة بها وتعاطيها، فإن العراقيين صبية وشيباً وشباناً لم يروا الأفيون أو الحشيشة أو أي نوع من أنواع المواد المخدرة ولم يلمسوها لمس اليد بسبب أن التعامل مع تلك المواد نقلاً أو إخفاءً أو تعاطياً كانت تقود أصحابها إلى حبل المشنقة، بل وإن قانون العقوبات العراقي قد قدم توصيفاً خطيراً لجريمة تعاطي المخدرات بقوله "أنها تتسبب في زرع الأوبئة في صفوف المجتمع وتخريبه". وقد شهد العراق بالفعل عدداً من حالات الإعدام شنقاً في العهود العراقية السابقة بما في ذلك عهد الرئيس الأسير صدام حسين، تنفيذاً لنصوص القانون وحفاظاً على أمن وسلامة المجتمع العراقي.
لكن مع غزو العراق وسقوط بغداد في 9 نيسان 2003 كل شيء تغير للأسوأ. فبعد أيام قليلة من ذلك السقوط المشئوم، انتشرت في المقاهي الشعبية والساحات العامة ظاهرة بيع وشراء المخدرات تحت سمع وبصر قوات الاحتلال. وكما في أي بلد يقع تحت الاحتلال الغاصب، كان أبطال هذه التجارة من الصبية والشبان المراهقين الذين يعرضون بضاعتهم في الهواء الطلق وأمام المارة دون حسيب أو رقيب. أما روادها فجلهم من أفراد عصابات النهب والسلب الذين أدمنوا تناول الحبوب المخدرة ومشتقات المخدرات المتنوعة الأخرى. ومع الوقت تنامي عدد هؤلاء المدمنين إلى درجة أنه لم يعد بإمكان قوات الأمن المعنية من قبل سلطة الاحتلال حصر أعدادهم أو الحد من أنشطتهم الهدامة.
السومريون عرفوا المخدرات واستخدموها لكف الأطفال عن البكاء المتواصل
اعتماداً على الدكتور عماد عبد السلام رؤوف، أستاذ التاريخ في جامعة بغداد، نقلت صحيفة الجزيرة السعودية أن الدراسات التاريخية تؤكد أن السومريين الذين كان لهم فضل إنشاء الحضارة العراقية الأولى في مدينة الناصرية جنوب العراق عرفوا المخدرات قبل 3500 سنة، وتعاطوا معها لغرض الحد من استغراق الأطفال في البكاء لا للأغراض المعروفة اليوم. وتؤكد الدراسات التاريخية أيضاً أن قوات الاحتلال الأجنبية هي التي تسببت في نقل المخدرات إلى البلدان العربية، حيث تمكن كيميائي يوناني من إدخال الكوكايين إلى مصر التي انتشر منها إلى البلدان العربية المجاورة، ثم ظهر الهيروين في فلسطين عن طريق قوات الاحتلال البريطانية. واليوم تقوم قوات الاحتلال الأميركية بتدمير المجتمع العراقي من خلال إدخال المخدرات إلى العراق عبر البوابات الحدودية التي تحكم السيطرة عليها بالتعاون مع القوات الأمنية العراقية التي وظفتها لتنفيذ مآربها وخدمة أهدافها في الوطن العربي.
النظام العراقي بزعامة الرئيس الأسير صدام حسين والذي اختطفه الاحتلال الانكلو – أميركي قبل عامين ونيف كان يفاخر على الدوام بأن العراق كان من أكثر البلدان العربية والإسلامية تحصيناً ومناعة ضد آفة المخدرات. فالعراق وفق إحصائيات ما قبل الغزو الاحتلال كان يؤكد خلوه ونظافته من تعاطي المخدرات والاتجار بها، باستثناء بعض الاختراقات المحدودة التي كان يتعرض لها في أوقات متباعدة عبر بواباته الحدودية وبالأخص البوابتين الإيرانية والتركية والتي عادة ما كان يحاصرها ويقضي عليها بسرعة. وقد شهدت على ذلك سجلات مستشفى ابن رشد للطب النفسي، وهو المستشفى الوحيد في العراق المتخصص بمعالجة الإدمان.
لكن ومن باب الإنصاف يمكن القول ان العراق بدأ مع مطلع عقد تسعينات القرن الماضي يعاني من مخاطر ظاهرة تفشي المخدرات التي أطلت برأسها من الشمال والجنوب لتعصف بمنطقتي الحظر الجوي اللتين أقامتهما الولايات المتحدة وبريطانيا على خلفية العدوان الثلاثيني الذي شنتاه على العراق بدعم من حلفائهما بذريعة احتلال الكويت. ويتحمل الأميركيون والبريطانيون مسؤولية تفشي هذه الظاهرة في المنطقتين لأن النظام فقد مع ذلك العدوان سيطرته عليهما، لكن المناطق العراقية الأخرى التي ظلت تخضع لسلطة النظام حافظت على حصانتها ومناعتها. ومما لا شك فيه أن ظاهرة تفشي المخدرات كانت واحدة من بين الظواهر الغريبة على المجتمع العراقي التي اجتاحت، ولو بشكل محدود، منطقتي الحظر الجوي في الشمال والجنوب، بسبب الحصار الاقتصادي الظالم الذي فُرض على العراق لأكثر من 12 عاماً.
أما الآن وبعد مرور أكثر من عامين على الاحتلال، فإن تقارير الدوائر الأمنية والطبية العراقية الخاضعة لسلطة الاحتلال تؤكد أن عدد المدمنين على المخدرات بلغ في العام الأول للاحتلال 6200 مدمن وأكثر من 1000 تاجر يروجون هذه السلعة القائلة والفتاكة بين المحافظات العراقية بعلم ومعرفة سلطة الاحتلال وموظفيها الكبار في الدوائر الأمنية المحلية. لكن وعلى ما بدا فإن هذه الدوائر تعمدت عدم نشر تقارير خلال العام الجاري حتى لا تثير الفزع بين المواطنين العراقيين بسبب الزيادة الكبيرة التي طرأت على عدد المدمنين والمروجين للمخدرات والتي بلغت حد قرع ناقوس الخطر. ويدلل على ذلك قرار صدر عن السلطات الصحية قضى بفرز طبيب نفسي مختص إلى كل مستشفى ومستوصف في بلاد الرافدين، مهمته متابعة الحالات النفسية التي تصل إلى المستشفى أو المستوصف والناجمة عن الإدمان على المخدرات وتعاطي حبوب الكيف والمتعة.

إقليم الهلال الذهبي يصدر ومدن عراقية تستهلك
بغض النظر عن ضررها الفتاك لمستهلكيها والمجتمع على حد سواء، فالمخدرات مثلها مثل أي سلعة تجارية أخرى لها مصادر إنتاجها وتصنيعها والأماكن والأسواق التي تصدر إليها لغرض الاستهلاك. فالمخدرات التي بدأت تصل إلى العراق بشكل ملفت للنظر وخطير منذ وقوعه تحت وطأة الاحتلال البغيض مصدرها بشكل أساسي إيران وباكستان وأفغانستان وتركيا، وهي البلدان التي تشكل ما يسمى بـ إقليم الهلال الذهبي في عُرف تجار المخدرات العالميين، أما استهلاكها في العراق فيتركز في عدد من المدن الرئيسية مثل العمارة والبصرة في الجنوب، والموصل في الشمال إلى جانب العاصمة بغداد. وبينما أظهرت دراسات عالمية وقفت وراء صياغتها منظمة الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية في بروكسيل أن إقليم الهلال الذهبي ينتج وحده ما نسبته 60 في المئة من مجمل ما ينتجه العالم من الأفيون والهيروين، فإن الدراسات والتقارير التي ظهرت في العاصمة العراقية لم تستطع حتى الآن تقدير حجم ما يستهلكه العراقيون من هاتين المادتين ومشتقات المخدرات الأخرى.
وحسبما ورد في تقرير أعده د. حميد عبد الله لصحيفة الجزيرة فإن الغريب في أمر المخدرات مع العراق أن أهم مدينة عراقية تستهلك مشتقاتها من أفيون وهيروين وحشيش وحبوب مخدرة بعد العاصمة بغداد هي كربلاء، حيث تتواجد المرجعية الشيعية التي يتزعمها على السيستاني، فقد ضبطت الشرطة العراقية مؤخراً أعداداً كبيرة من المروجين والمتعاطين للمخدرات وهم يعرضون بضاعتهم قرب الأضرحة المقدسة، وتم إلقاء القبض على 100 من الشبان المتلبسين بتعاطي المخدرات ترويجاً وتعاطياً، وترجع أجهزة الأمن في المدينة المقدسة تفشي المخدرات فيها إلى كثرة المسلمين الشيعة الذين يفدون إليها من إيران وباكستان وأفغانستان والهند لزيارة الأضرحة المقدسة والمشاركة في المناسبات الدينية. وهذه البلدان باستثناء الهند تنتمي لـإقليم الهلال الذهبي. أما فيما يختص ببغداد، فإن أكبر بؤر تعاطي المخدرات فيها هي منطقة البتاويين المشهورة باحتضانها البارات والمشارب وعلب الليل وأوكار الدعارة وملاجئ عصابات السلب والنهب.

الاحتلال وغياب الأمن والبطالة وأسباب أخرى
منذ ولادة الدولة العراقية الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى، لم يتصادف أن اضطُر أي من الأنظمة التي تعاقبت على السلطة في عاصمة الرشيد إلى إنشاء مديرية خاصة أو جهاز متخصص بمكافحة المخدرات إلى أن تحققت مشيئة المحافظين الجدد وتم غزو العراق واحتلاله للسيطرة على نفطه وحماية أمن إسرائيل. وحدها وزارة الداخلية العراقية المعينة من قبل الاحتلال اضطرت تحت ضغط الظاهرة المنبوذة أن تنشئ مديرية متخصصة بمكافحة المخدرات، لكن ولحد الآن لم تفسح سلطة الاحتلال المجال من أجل أن تقوم هذه المديرية بمهام عملها كما يجب... كيف تفسح هذه السلطة المجال... وحاميها حراميها، كما يقولون!! إنما وفي كل الأحوال، فقد كان لهذه المديرية فضل الاعتراف بظاهرة تفشي المخدرات في العراق والتنبيه من عواقبها الوخيمة.
أما عن كيفية دخول المخدرات إلى البلاد وبهذا الشكل الخطير، فمن المعروف أن حدود العراق مع دول الجوار ظلت سائبة لأشهر طويلة بعد احتلاله، الأمر الذي سهل مهمة التجار العالميين والمحليين وكل من يريد سوءاً بهذا البلد الذي عُرف بدفاعه عن الأمة العربية وقضاياها والذي كان يؤرق إسرائيل على الدوام. وفي هذا المجال ينقل حميد عبد الله عن اللواء الركن جمعة عناد الجبوري من قوات الحدود العراقية "أن حدود العراق مع دول الجوار تبلع حوالي 3600كم الأمر الذي أدى إلى ازدهار جميع أنواع التهريب... فليس هناك من قوة قادرة على ضبط هذه المسافات الشاسعة من الحدود البرية المعقدة" هذا ولا يغيب عن البال ان بعض دول الجوار قد سهلت عن سابق تعمد وترصد عمليات تهريب المخدرات إلى العراق لأسباب سياسية، إلى جانب ان قوات الاحتلال غير معنية بمنع دخول المواد المخدرات إلى العراق تماماً كما هي غير معنية بتهريب أي شيء منه إلى الخارج، ونستدل على ذلك بفضائح تهريب القطع الأثرية والمخطوطات التاريخية التي وصلت أصداؤها إلى آخر العالم في الشهور الأولى للاحتلال. وحتى اليوم نسمع عن عثور الانتربول العالمي على قطعة أثرية أو مخطوطة تاريخية عراقية في هذا البلد أو ذاك.
المختصون بالأمراض النفسية والعلاج من الإدمان يعزون ظاهرة تفشي المخدرات في العراق لأسباب عديدة من بينها وجود الاحتلال والبطالة والتفكك الأسري وتسرب الشبان من المدارس والجامعات والإحباط والانفلات الأمني والاجتماعي. وهي أسباب عادة ما تتوفر في بلد مثل العراق تعرض لاثني عشر عاماً من الحصار الاقتصادي والعسكري والنفسي، وخاض حروباً شرسة تُوجت باحتلال دمر جميع مقومات الحياة فيه، لكن تبقى الإرادة والكرامة والوطنية عناوين ملازمة للمواطن العراقي، الأمر الذي يُبقي الأمل موجوداً. فلا بد أن يأتي اليوم الذي ينتصر العراقيون على جميع الظواهر السلبية التي طرأت على حياتهم، بما في ذلك المخدرات والاحتلال.
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق