بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يناير 2010

الإمبراطورية الأميركية بداية النهاية (ملاحق الكتاب 2)

بيان قيادة قطر العراق في 3 كانون الثاني 2004
الشرعية السياسية في العراق: المقاومة الوطنية المسلحة في مواجهة الاحتلال
أيها العراقيون الأباة،، يا جماهير الأمة العربية المجيدة،، أيها الرفاق البعثيون،،
مع تعثر تطبيق المشروع الأمريكي في العراق بفعل المقاومة المسلحة ذات المنهاج السياسي والستراتيجي الواضح، والذي مثلما حدد الاستهداف النهائي للمقاومة، شخص في الوقت نفسه واقع العراق تحت الاحتلال، ورسم وعنوّن خارطة الأهداف والمستهدفين، وتوقع وتحسب لتشكل قوى الخيانة والعمالة واصطفافها اللاوطني.. ولقد تتابع استقراء البعث والقيادة السياسية للمقاومة مع تطور وتعمق مأزق الاحتلال، وما يمكن أن يتشكل بناء عليه من صيغ سياسية مرتهنة وتناقضات معاشة أو قادمة بين شراذم العملاء والخونة المشكلة للصيغ السياسية في إطار عمالتها للاحتلال وارتهانها لإرادته. لقد تشكلت شراذم الخيانة على أسس دينية- طائفية أو قومية – اثنية، منطلقة من عوامل التفتيت والتقسيم للوطنية العراقية أولا، ومستهدفة عروبة العراق ثانيا ومحاكية ثالثا لخطاب شعوبي ذو إطار مذهبي، قدم الطائفية على الوطنية، وبرر التعاون مع المحتل وعدم مقاومته بالصدور من عدمه لفتوى من المرجعية الطائفية المتمثلة بشخص واحد، بحيث أن ذلك شوش صورة التقابل الحقيقي التي يعيشها العراق الآن بما يخدم أهداف وغايات الاحتلال في تصوير المقاومة على أنها إرهاب وليس عليها من إجماع وطني. والحقيقة الماثلة والموروثة منذ الأزل أنه عندما وكيفما وأينما يكون هناك احتلال تكون هناك مقاومة شرعية للاحتلال، وهي ليست بحاجة إلى فتوى دينية أو صك مرجعي، وبذلك فإن تأجيل أو ارتهان المقاومة بانتظار صدور تلك الفتوى أو كتابة ذلك الصك إنما يعتبر تقاعسا وطنيا، واستمرار حالة التأجيل والارتهان تلك إنما تصبح تواطئا مع الاحتلال وخيانة للوطن.
وعلى إعمال قاعدة القياس، يحق للشعب العراقي وقواه المقاومة أن تصف وتعنون بالمثل أي موقف أو تحرك سياسي لحزب أو جماعة، تهادن أو تؤجل أو تخلق لنفسها مرجعيات دينية أو مذهبية أو سياسية، لتفتي بجواز التعامل مع الاحتلال ومشاريعه وصيغه السياسية والإدارية والتنفيذية، أو تأجيل وارتهان المقاومة لحين تيقنها من استثنائها من المحاصصة، أو عدم قبولها بما قدم لها على حساب الوحدة الوطنية من قبل الاحتلال. هذا الوصف التآمري والعنوان الخياني لا يستثني حزبا سياسيا أو جماعة مدنية أو طائفة دينية أو قومية تتشكل منها الوطنية العراقية.
إن البعث وقيادة المقاومة العراقية المسلحة وهما يسوقان ما قدم أعلاه يؤسسان للتأكيد على الحقائق الهامة التالية:
1-إن أي استهداف معادي للوطنية العراقية ووحدتها، إنما يبدأ ولأسباب كتلوية بشق القومية العربية في مكونات الوطنية العراقية، من خلال الشق المذهبي للإسلام المكون الأغلب للقومية العربية في العراق والوطن العربي. والعراق كما هو معلوم يشكل الحالة المتفردة ضمن أقطار الوطن العربي على هذا الأساس التكويني الإسلامي المذهبي.
2-إن التعرض لعروبة العراق كأحد الاستهدافات من العدوان والاحتلال، تأمينا لمصالح الكيان الصهيوني واستمرار تفوقه في موجهات الأمة العربية، إنما يتمثل في شق الكتلة العربية على أساس مذهبي.
3-وتأريخيا.. ولا يزال كانت محاولات مثل هذا الكسر لها خطابها الشعوبي المتمثل في دور إيران ومنشأها الصفوي عندما تصارعت مع الدولة العثمانية.. بحيث وافقتا لاحقا على الكسر الإسلامي، معتبرتين أن شعوب المنطقة ومن ضمنها العراق العربي هي مسلمة في المقام الأول وقابلة للكسر و إعادة التشكل على أساس مذهبي، بما خدم مصالح الدولتين المحتلتين في ذلك الوقت تأسيسا على موازين القوة والتسويات السياسية.
4-مثلما تشكل حالة الكسر في الإسلام المشار إليها أعلاه منطلقا لاستهداف الوحدة الوطنية من خلال شق القومية العربية كأهم مكون للوطنية العراقية، فأنها دائما تطرح إمكانية التداخل في التقسيم ما بين القومي والديني-المذهبي، بحيث تتساوى كما يحدث الآن التقسيمات القومية مع المذهبية، لتشكل مكونات قابلة للقسمة على أساس من المحصاصة السياسية، تخدم مشاريع الاحتلال ويلوح بها في وجه المعارضين لتلك المشاريع. وفي النهاية تكون عوامل تفتيت للوطنية العراقية، بحيث تضرب بها ومن خلالها المقاومة الوطنية المسلحة المستهدفة تحرير العراق والحفاظ عليه موحدا ووطنا لكل العراقيين.
إن وعى البعث لتلك الحقائق مكنه من الحفاظ على الوحدة الوطنية وصيانتها طوال العقود الثلاثة الماضية، وفي ظل تطورات وأحداث كانت تستهدف الوحدة الوطنية العراقية و إعمال مكونات القسمة المذهبية والقومية. واليوم وفي ظل الاحتلال الذي استهدف ويستهدف الوحدة الوطنية العراقية كما نراه الآن، يرد البعث والمقاومة المسلحة بالتعرض على الاحتلال وبرامجه وصيغه وإفرازاته، ويعمقان من مأزق الاحتلال السياسي والعسكري والأخلاقي، ويعريان ويفضحان المتعاونين والخونة والعملاء والذين يشملون بنفس صيغ التعامل التعرض القتالي كما قوات الاحتلال، وفقا لخارطة الأهداف والمستهدفين للبعث والمقاومة المسلحة في حربهما التحريرية الوطنية. واتساقا مع ذلك يكون من الضروري جدا أن ننوه لما يلي:
1-المقاومة المسلحة مقاومة وطنية جامعة، وهي المقاومة التي يقودها ويديرها حزب البعث العربي الاشتراكي لطرد الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحدا ووطنا لكل العراقيين.
2-والمقاومة المسلحة كما وصفت في (1) أعلاه ليست محصورة (وهي كذلك) على أبناء مذهب بعينه أو ديانة بعينها، و إن كانت الآن وبسبب من ظروف معروفة عربية القومية فقط. وهي بذلك يتشرف بالانضمام إليها والقتال ضمن تشكيلاتها الرفاق البعثيون والمناضلون الوطنيون سنة وشيعة.
3-والمقاومة كذلك لا تنحصر فعالياتها القتالية والأخرى في منطقة جغرافية دون غيرها و إن اختلفت شدة وتكرار العمليات وفقا لاعتبارات السوق والمتطلبات اللوجستية وتوزع الأهداف.
4-والمقاومة أيضا لها حساباتها التكتيكية ومتطلباتها التوقيتية وسريتها التنظيمية، بحيث يكون الفعل القتالي المدبر والاستهداف التعرضي المحسوب والتصعيد النوعي المستهدف والامتصاص التعبوي لتحركات العدو المقابلة، عوامل تحكم مكان وزمان وتكرار وتنوع عملياتها.
5-والمقاومة أخيرا لها سقفها السياسي العالي الذي يمنحها وسيمنحها حرية المناورة على هامش الزمن المملوك واسعا لها، والضيق لقوات الاحتلال.. فالاستهدافات وتحقيقها يختلف مداهما الزمني المسموح بين المقاومة والاحتلال.
عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال، عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة،،
عاش مناضلو البعث وعاش الرفيق الأمين العام أمين رئيس الجمهورية الأسير صدام حسين،،
عاشت فلسطين حرة عربية عربية،، المجد والخلود لشهداء العراق وفلسطين الأكرمين،،
والله اكبر.. الله اكبر وليخسأ الخاسئون،،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في 6 كانون الثاني/ يناير 2004م
6 كانون الثاني يوم الجيش العراقي ويوم العراقيين و الأمة العربية
أيها العراقيون الأباة،، يا جماهير الأمة العربية المجيدة،، أيها النشامى في قوات العراق المسلحة،، أيها الرفاق البعثيون،،
تطل على العراق والأمة ذكرى تأسيس الجيش العراقي صاحب السفر الخالد.. والعراق وطنا محتلا يعيث فيه المحتلين والخونة والعملاء فسادا وخرابا، والأمة العربية مستهدفة في وجودها القومي وكرامتها الإنسانية، والجيش البطل وبأمر من المحتل الأمريكي-الصهيوني منحلاً... وخسأ ألف مرة من حل الجيش العراقي.. فالجيش العراقي هو الشعب في خياره الوطني والقومي مدافعا عن العراق والأمة مثلما كان أبدا، وهو المقاومة المسلحة الباسلة التي تضرب الاحتلال وعملائه وإفرازاته لتستمر في المقاومة حتى يدحر الاحتلال ويحرر العراق موحدا من أقصاه لأقصاه... جيش العراق هو جيش الشعب والأمة وهل يمكن لشعب العراق وأمة العرب أن تحلا بقرار؟!. عندما كان شعب العراق يستهدف كان الجيش العراقي الباسل دائما بالمرصاد وكان يقاتل مهما كان العدو ومن كان.. والآن عندما يستهدف جيش العراق فأن شعب العراق يقاتل مع جيشه.. فتنطلق المقاومة المسلحة وتتصاعد وتعمم.. وتبني وتصلب مشروعها الجماهيري الذي يكون الجيش فيه ومنه وله، ويكون الشعب معه وضمنه وله.. فالجيش يتجحفل بالشعب والشعب يتجحفل بالجيش… والوطن يتحرر بالاثنين معا. هكذا بنى البعث الجيش وهكذا رفد الشعب الجيش.. ولأجل ذلك كان مطلب حل جيش العراق وحزب البعث من أعداء العراق وأعداء الأمة وخونتها.. عندما حلوا الجيش حلوا الحزب وعندما حلوا الحزب حلوا الجيش.. فأتى الرد كما كان دائما.. الجيش والحزب والحزب والجيش يقاتلان من أجل العراق ومن أجل الأمة ومن أجل فلسطين ومن من أجل الجيش ومن أجل الحزب… فلا الجيش يحل ولا الحزب يحل وتبقى وتستمر المقاومة المسلحة.. وعلى من هو بالطرف المقابل أن يختار.. فجيشه المتورط وحلفائه من شتى بقاع الأرض وعملائه خونة العراق، عليهم أن يواجهوا جيش العراق وشعب العراق والبعث.. في حرب مستمرة شرسة.. لها متطلباتها التي لا تخبرها الجيوش غير جيش العراق وشعبه والبعث.
عاش العراق حرا وعاش شعب العراق أبيا،، عاش جيش العراق وعاش قائده العام المهيب الركن الأسير صدام حسين،، المجد في عليين لشهداء جيش العراق،، عاش حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضلوه الميامين،،
عاشت فلسطين حرة عربية،، والله أكبر...الله أكبر وليخسأ الخاسئون،،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في 9 كانون الثاني 2004
إشكالية نظام مبارك: حارس الإرث الساداتي ومفتي التأجيل ومنتظر الغيب
لإصدار هذا البيان وفي هذا الوقت بالذات، من قبل جهاز الإعلام السياسي والنشر في حزب البعث العربي الاشتراكي ما يبرره من الأسباب، وخاصة أن ما يصرح به مبارك ونظامه لا يمت لمصر ودورها وتاريخها وتأثيرها المفترض في الأمة والإقليم بشيْ.. وللعراق وقيادته السياسية الشرعية، مثلما لجماهير الأمة العربية وقواها الحية، تجربتها المؤسفة وخبرتها المخيبة للأمل مع نظام مبارك منذ عودة هذا النظام للجامعة العربية قبل عشرين عاما خلت. وعندما يطلب ويرجو مبارك من الولايات المتحدة أن لا تسحب قواتها المحتلة من العراق خوفا على حدوث الانفلات الأمني والاضطراب السياسي!!.. وكأن قوات الاحتلال ليست هي سبب كل ما يدور على ارض العراق وضد شعبه وبما يؤزم المنطقة كلها.. وينذر بتقسيم لأقطارها، و إعادة توطين لشعوبها، وتغيير ما لأنظمتها المأزومة، وهي أكثر نتيجة يخشاها مبارك و آخرون مثله اعتقدوا أن أدوار العمالة والتآمر مستمرة وعقودها وقفية ذرية.. فمبارك وغيره أدوارهم لها ما يبقيها مستمرة بالقدر الذي تقف فيه بالضد من مصلحة الشعب الوطنية ومصلحة الأمة القومية، وعندما يتطلب ضرب المصلحتين تجاوز أدوار الأنظمة المستنفذة، تعيش الأنظمة العربية ومعها و أولها نظام مبارك الساداتي مأزق الاستمرارية في مواجهة استحقاق ترقين العقود وإلغائها.
البعث والمقاومة العراقية الوطنية المسلحة وجماهير الشعب العراقي تحت الاحتلال، ومعهم بقناعتنا الأكيدة جماهير الأمة العربية في شتى أقطارها، ينظرون لنظام مبارك وفقا للتجربة واستخلاصا للعبر وتأطيرا للحالة ويقيمونه موضوعيا و لا ينتظرون منه شيئا وذلك للأسباب الموجبة التالية:
1-في اللحظة المعاشة:
وهي لحظة استنفاذ الدور، ومرحلة تأزيم متطلبات الاستمرارية، من خلال بعثرة الأوراق الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لنظام مبارك، بانتظار من سيأتي محضرا للملمتها، وفقا لما هو مرسوم، بما يؤكد على الدور القطري المصري وطبقا لمقولات ومتطلبات الإصلاح السياسي الأمريكية، التي مثلما أكدت وعملت على تحديد دور مصر القومي، فأنها تطلب وتعمل على استمرار وتفعيل ذلك، وعلى إحداث أكبر قدر من الموائمة ما بين الدور الرسمي المصري والاستهدافات الستراتيجية للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية، القائمة على تامين وتحصين متطلبات أمن »إسرائيل« واستمرار تفوقها في مواجهة الأمة كلها من جهة، وتأمين وتسهيل التواجد العسكري والأمني والاقتصادي للولايات المتحدة في شرق السويس من جهة ثانية.
2-في لحظة الإحلال:
وهي وإن كانت إحلالا عينيا، فأن الإحلال الشخصي كان له ما يبرره "انتقائيا" لاستمرارية الإرث الساداتي على الصعيدين المصري والعربي، وهذا ما ثبت لاحقا واستمر طوال العهد، فلم يكن هناك ما تعارض أو جانب ذلك الإرث في السياسات القطرية والإقليمية والعربية، وعندما كان لمثل ذلك أن يحدث، كانت يأتي التصحيح الارتدادي ذاتيا من تلقاء نفسه... بحكم التكوين والالتزام ومؤثرات السيطرة والتحكم.
3-في مرحلة العهد:
وهنا يحق لنا في هذا السياق أن نؤشر فقط منذ وصول الرئيس مبارك مصطحبا مع الراحل ملك الأردن حسين إلى بغداد، بعد أن دحرت القوات العراقية المسلحة الباسلة الهجوم الإيراني الواسع في واقعة تاج المعارك. حيث وبالرغم من التحفظات والتحسب.. فقد فتحت القيادة السياسية الباب واسعا لعودة مصر إلى النظام العربي مؤملة أن مصر وهذا هو (أيمان القيادة والحزب) أكبر شقيقاتها واكبر وأبقى من نظامها في المقام الأول، وإذا كان للبعث أن يقول الآن فهو يقول ما هو موثق ومحفوظ ومصان كتابيا وسمعيا وبصريا.
- نظام مبارك وشخصه رهينتان للإرث الساداتي، وهما حلولا عينيا وشخصيا للسادات ونظامه وفلسفته واتفاقياته مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
- مبارك شخصيا كان يعتقد بأن من يجب أن يؤمن جانبه هو النظام السعودي لاعتبارات القوة والنفوذ المالي والتغطية الأمريكية وهذا (برأيه) ما نجح به السادات ووقع في محذوره الراحل جمال عبد الناصر.
- مبارك كان يتحين الفرص لتقويض ما اتفق عليه سياسيا واقتصاديا وماليا ودفاعيا ضمن منظومة (مجلس التعاون العربي) تحسبا من ردة فعل السعودية في المقام الأول.
- مبارك وكما أكدت الحكومة الأردنية في كتابها الأبيض، سارع لتجاوز ونكث ما اتفق عليه بين الأطراف المعنية عقب 2 أب 1990 متوائما ما كانت تعد له الولايات المتحدة لإفشال الحل العربي والتمهيد لاستقدام القوات الأجنبية، وهو كان يخطط لتحديد حركة الملك حسين من خلال الإيهام بان للأردن مصلحة خاصة بإرباك منظومة دول الخليج وإرغامها على الرجوع إلى عمان كعاصمة للوساطة والحل.
- مبارك في الوقت الذي كان فيه مرغما(آنيا) على الاتفاق مع الأطراف الثلاثة الأخرى المكونة لدول لمجلس التعاون العربي، كان مرغما أو متطوعا (دائميا) لتعقيد تطبيق الاتفاقات وتقويضها لاحقا.
- مبارك كان دائم الطلب بالتمهل والتأجيل في محاولة للتيقن أولا من مواقف وردات فعل أطراف خارج مجلس التعاون العربي.
إن ما سقناه أعلاه أتى ليبين على ماذا استندت تصريحات مبارك بالطلب من الولايات المتحدة عدم التسرع في سحب قواتها المحتلة من العراق، وهو تصريح غير مستغرب وفقا لما أوجزناه توصيفا مبنيا على الحقائق والتوثيقات التي يعرفها مبارك أكثر ممن يقرأ هذا البيان من ملايين العرب.
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***

بيان قيادة قطر العراق في 12كانون الثاني 2004
بيان حول تأكيد الاحتلال لوضعية أسير الحرب للرفيق صدام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة العراقية
أيها العراقيون الأباة،، يا جماهير الأمة العربية المجيدة،، أبها الرفاق البعثيون،،
لقد أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي بيانه المؤرخ في 15 كانون الأول 2003 حيث أعلن فيه وقوع الرفيق المناضل صدام حسين بأسر قوات الاحتلال الأمريكية.. وبين طبيعة الواقعة، وأكد في ذلك البيان بأن البعث والمقاومة وكل شرفاء العرب والإنسانية متأكدون من الأيمان العقيدي الراسخ، والروح النضالية القوية، والعزة العربية الأصيلة، والشكيمة العراقية الصلبة، والقدرة الشخصية المتفردة سوف تشكل التحدي الكبير الذي سيخوضه الرفيق الأمين العام في معسكر الأسر والذي سيضاف سفرا خالدا جديدا لصدام حسين العزيز على قلوب العراقيين والأمة وكل تقدميي العالم. ولقد ألحق هذا البيان ببيانين آخرين بتاريخ 17 و20 كانون الأول 2003، حيث أكد البعث على أن الرفيق صدام حسين أسر في المواجهة وفي خضم الحرب العدوانية الاحتلالية المستمرة على العراق بصفته الشرعية رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة، وبأن المقاومة المسلحة ستستمر وتتصاعد.. وأن معركة تحرير العراق واسترداد سيادته أصبحت تشتمل على معركة تحرير الرفيق صدام حسين من الأسر وصيانة وتأكيد شرعيته رئيسا لجمهورية العراق وقائدا عاما لقواته المسلحة.
لقد مر شهر كامل على أسر الرفيق صدام حسين، وشكل الحدث الموضوع الأول والأهم على صعيد التغطية الإعلامية الدولية والإقليمية، حيث أمكننا أن نؤشر على العديد من النقاط والأحداث، وكان منها الكثير مما توقعناه ونبهنا له في بياناتنا السابقة عقب الأسر، والبعث والمقاومة العراقية المسلحة يودا أن يعرضا لعدد محدد من الأمور بسبب من أهميتها ولأجل التحسب والحيطة:
1-مثلما ركزت السياسة الأمريكية المعادية على موضوع الشخصنة في مراحل المواجهة مع العراق وحزب البعث منذ بدايات المنازلة في أم المعارك وحتى اللحظة المعاشة، فان الرد المقابل من قبل الرفيق القائد صدام حسين وحزب البعث والمقاومة كان متجاوزا وعن وعي مسبق، والتزام نضالي متأصل، وتدبير محسوب سلفا، لواقعة الشخصنة.. وكان على من تبناها طيلة تلك الفترة وردد الخونة والمتآمرين من بعده هذه المقولة، أن يجابهوا الشخص في قوته الوطنية وانتمائه القومي وتربيته النضالية وأيمانه الإيجابي في الحياة الملتزمة والعقيدة المترسخة وخلود الرسالة البعثية. وكان عليهم أيضا أن يجابهوا البعث ممثلا برفاق صدام حسين المناضلين مثله والحافظين للعهد معه، وعليهم أيضا أن يجابهوا المقاومة المسلحة الباسلة المستمرة والمتصاعدة بالمزيد من تعرضها القتالي وتنوعه ومساره المحسوب في خدمة الاستهداف الستراتيجي كما رسم في منهاج المقاومة السياسي.
2-لقد شكل أسر الرفيق صدام حسين وكما توقعنا مأزقا مضافا لقوات الاحتلال وسياساته وبرامجه في العراق، فلم ينجح الترويج السياسي لواقعة الأسر في حل أو تخفيف مأزق الاحتلال العسكري والسياسي والتنفيذي، فواقعة الأسر، كانت قابلة للاعتراض وفي زمن محدد، وكما توقع البعث في بيانه في 20 كانون الأول 2003. فالأسر لم يمكنهم من وقف أو تطويق المقاومة المسلحة.. وما يتم على أرض العراق المقاوم يؤكد ذلك، والبعث والمقاومة ينجحان في جعل واقعة اسر الرفيق صدام حسين إنجازا تكتيكيا آنيا للولايات المتحدة.
3-مثلما شكل العدوان على العراق واحتلاله من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا تجاوزا على الشرعية الدولية، فإن إسقاط الحكومة الشرعية وتهديم وحل مؤسسات الدولة العراقية، هو تجاوز على الحق والشرعية والسيادة الوطنية لجمهورية العراق، وكان للاحتلال وعملائه خونة العراق والأمة، أن أرادوا من واقعة اسر الرفيق صدام حسين، تفعيل التأكيد على تجاوز الشرعية والسيادة الوطنية للدولة العراقية.. بما يخدم مصالح شعوبية ومذهبية ورجعية وانفصالية خانت الوطن وتحالفت (عميلة) مع العدو المحتل على أمل تحقيق مصالحها الضيقة. لقد شكلت واقعة أسر الرفيق صدام عاملا كاشفا على العمالة الضحلة والمهينة لتلك القوى.. فهي قد قبلت الخيانة الوطنية مقايضة بمصالحها الضيقة والتي كانت مقبولة من المحتل في ذلك الوقت.. لتسهيل الاحتلال وإسقاط البعث وحكمه الوطني القومي التقدمي، أما الآن وبعد أن وقع الاحتلال فلا يضمن (الاحتلال) تحقيق تلك المقايضة، فقد أسلموه الوطن ومقدراته، وله هو (الاحتلال) أن يقرر وفقا لمصلحته ومصلحة »إسرائيل« بأن يحقق أو لا يحقق المقايضة النجسة، أو أن ينتقص التحقيق على حساب طرف عميل ولمصلحة عميل أخر، وفقا لمقتضيات الحال وبسبب من مأزقه الأمني –العسكري والسياسي المعاش. ومن هنا يجب علينا أن نفهم هذا التناقض اللفظي المعلن ما بين الاحتلال وعملائه خونة العراق والأمة من جهة، وما بين العملاء والخونة أنفسهم من جهة ثانية. فالمحتل الأمريكي هو مشارك كريم في المغارم ومستأثر بخيل في المغانم.
4-وتأسيسا على ما ورد في (3) أعلاه، يكون العراق الوطن الواحد مخططا مشروعا في نظر الشراذم من الخونة والعملاء لتقسيم عرقي أو طائفي أو خلافه، فالوحدة الوطنية العراقية مثل سيادة العراق هي أول المستهدفين غدرا وتآمرا.. عندما خان الخونة وسهلوا، وتعاونوا مع العدوان لاحتلال العراق وإسقاط حكومته الشرعية.
5-ومثلما تآمر و تنافس الخونة والعملاء على تحقيق المقايضة بمصالحهم الضيقة على حساب الوطن وسيادته ووحدته، تشكلت حالة رسمية عربية منشأها في أحسن الأحوال العجز والهوان، وفي أسوأ الأحوال العمالة ولعب الأدوار التاريخية (والطارئة) المرسومة من قبل الولايات المتحدة، لأجل تسهيل الاحتلال وتمكينه من تنفيذ مشاريعه في العراق، على أساس أن القضية كما تراها بعض الأنظمة المحيطة هي إعادة الإعمار، وعليه ستكون شريكة فتات في ذلك، وبما يضمن للحكم والمتنفذين في تلك الدول المحيطة بالعراق حصتهم في العمولات كسماسرة إقليميين. وكل ذلك يغلف ويبرر بالحرص على شعب العراق وتمكينه من تجاوز الحالة الأمنية والاقتصادية الصعبة، والتي خلقها وعمقها الاحتلال.. فهناك وفي عواصم محيطة يتوالى انعقاد المؤتمرات الاقتصادية، وينظر سياسيا لتبينها، ويبرر اقتصاديا لانعقادها المكلف، بالحرص على إعادة الاستقرار والإعمار، ويدرب ويؤهل "ضباط وعناصر الشرطة والمخابرات والجيش العميلة.. ضمن برامج باهظة التكاليف كثمن رشوة لمواقف تلك الحكومات المحيطة، والتي بدأت تتنافس فيما بينها وتتناقض مصالحها، من خلال إبداء استعدادها وعرض مزاياها في التدريب والتأهيل لأجهزة وعناصر قمع الشعب ومحاربة المقاومة في العراق.
أيها الشعب العراقي الحر أبدا، يا أبناء الأمة العربية المجيدة،
أيها البعثيون المناضلون وأيها المقاومون المجاهدون،
الآن أصبح واضحا أنه مثلما شكل احتلال العراق مأزقا أمنيا وسياسيا للولايات المتحدة وحلفائها، فإن أسر الرفيق القائد صدام حسين قد شكل مأزقا مضافا، فالاحتلال الذي يواجه جنوده وعملاؤه الموت بفعل المقاومة المسلحة الباسلة واستمرارها، والذي يواجه مخططه السياسي والاقتصادي والثقافي في العراق تعثرا واضحا ينعكس سلبا على مستوى القرار الأول في واشنطن ولندن. هذا الاحتلال وفي مواجهة الصلابة الثورية، والخبرة النضالية، والأيمان العقيدي، والإلمام والوعي السياسيين بطبيعة المؤامرة ضد العراق والأمة، للرفيق القائد صدام حسين في أسره، كان عليه وبسبب أسبق تمثل في سقوط الذرائع لحربه على العراق واحتلاله، عندما تكشفت زيف أسباب العدوان والحرب، من أن يقر بأن الرفيق صدام حسين هو أسير حرب. وكان عليه أن يقر بذلك تحسبا وتحوطا من التداعيات القانونية والسياسية والأخرى التي تترتب على عكس هذا الإقرار. فالولايات المتحدة كقوة احتلال تعيش معركة مفتوحة على كل الاحتمالات في العراق، وهي قبل غيرها تعرف أسبابها ومصالحها الإمبريالية من العدوان والحرب، والتي لا يمكن لها وقد جوبهت بالمقاومة الوطنية المسلحة.. السريعة النشوء، والمتطورة الأداء، والمستمرة في المواجهة، وغير مرتدة الخيار، وذات الاستهداف السوقي المحسوب في دحر الاحتلال وتحرير العراق، إلا أن تتعامل مع واقعة اسر الرفيق صدام ضمن هذا الإطار، والمفروض من المقاومة كطرف شرعي مقابل للاحتلال. ومن هنا فأننا نؤكد على أن معركة تحرير العراق أصبحت تشمل معركة تحرير الرفيق صدام حسين، مثلما كانت وتظل تشمل تحرير كل الأسرى لدى قوات الاحتلال.
بما أن الاحتلال قد أقر بأن الرفيق صدام حسين هو أسير حرب لديها، فأنها تكون ملزمة بالتصرف معه وفقا لذلك وبحسب ما أقرته وضمنته الاتفاقيات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها اتفاقياتي جنيف الثالثة والرابعة. ونحن هنا باسم الشعب العراقي والمقاومة الوطنية المسلحة والبعث العربي الاشتراكي وباسم الأمة العربية نؤكد على ما يلي:
1-الرفيق صدام حسين أسير حرب لدى قوات الاحتلال الأمريكية بصفته الرئيس الشرعي لجمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة العراقية. وهو قد أسر في عمليات المواجهة المستمرة مع قوات الاحتلال والتي لم تتوقف كما أقر الاحتلال بذلك.
2-أن عدم مراعاة التطبيق الحرفي للاتفاقيات ذات الصلة بوضع الرفيق القائد كأسير حرب، وبصفته الدستورية الشرعية رئيسا لجمهورية العراق وقائدا عاما للقوات المسلحة، يجعل من عملية أسره حالة اختطاف سياسي، وقوات الاحتلال وحكومة الولايات المتحدة تتحمل مسؤوليات ذلك وتبعاته. والولايات المتحدة تعرف بأن إمكانية الرد من قبل المقاومة على ذلك واردة وغير محددة في المكان والزمان والمستوى والعدد.
3-مثلما هي حالة احتلال العراق طارئة ومؤقتة، فكذلك حالة أسر الرفيق القائد صدام حسين، ومثلما كان وسيبقى قرار المقاومة المسلحة غير مرتد حتى دحر الاحتلال وتحرير العراق، وهو ما خبرته الولايات المتحدة جيدا، وعليها أن تختار، فكذلك كان و سيكون قرار وموقف الرفيق القائد الأسير صدام حسين، فإذا كان أو سيكون للولايات المتحدة كقوة احتلال غير شرعية من خيار غير الاستمرار في المواجهة، فإن الرفيق صدام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة، هو الطرف المؤتمن والمخول والمؤهل باسم الشعب العراقي والمقاومة المسلحة لبحث مسألة الانسحاب غير المشروط لقوات الاحتلال من العراق.
4-كما هو واضح للشعب العراقي والأمة العربية والعالم، فإن ما أفرزه الاحتلال من صيغ سياسية وتنفيذية وقضائية وغيرها، هي غير شرعية وغير معترف بها، وهي الآن تتصرف طبقا لمرجعياتها اللاوطنية، وبحسب مصالحها الضيقة.. المذهبية والقومية والفئوية، وعلى حساب العراق وسيادته ووحدته الوطنية، وبذلك فهذه الصيغ التي أتت مع الاحتلال ووجدت بحمايته، ليس لها من حق أو مطلب مشروع فيما يخص كل ما نشاْ بفعل الاحتلال، بما في ذلك واقعة أسر الرفيق صدام حسين رئيس الجمهورية الشرعي والقائد العام للقوات المسلحة.
عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال،، عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة، عاش الرفيق القائد صدام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة، عاش حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضلوه الميامين،
عاشت فلسطين حرة عربية، المجد والخلود لشهداء العراق وفلسطين الأكرمين،
والله أكبر... الله أكبر... وليخسأ الخاسئون،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في 13كانون الثاني 2004
بيان إدانة وتحذير مع عودة تشغيل الرحلات الجوية الأردنية إلى ومن مطار صدام الدولي
بكل أسف يصدر عن جهاز الإعلام السياسي والنشر في حزب البعث العربي الاشتراكي هذا البيان، بعد أن أعادت وبناء على طلب من قوات الاحتلال وشركة KBR الأمريكية، شركة الطيران الأردنية المعروفة (بالأجنحة الملكية) رحلاتها المبرمجة من عمان إلى بغداد وهبوط طائراتها على أرض مطار صدام الدولي. لقد حددت بيانات عدة صادرة عنا من مغبة قيام شركات الطيران التجارية، وخاصة العربية منها، بتشغيل رحلات من وإلى مطار صدام الدولي ومطار البصرة الدولي، حيث كان ذلك في 16 تموز و23 آب 2003. وكذلك فقد بين البيان الصادر عنا بتاريخ 10 آب من العام الماضي أن الطيران العسكري لقوات الاحتلال الأمريكية يقوم بالطيران والتحليق من قاعدة الحبانية الجوية إلى مطارات صهيونية في فلسطين المحتلة وبالعكس، عبر الأجواء الأردنية، وهو بذلك يكرس من اعتبار تلك الأجواء وحدة واحدة مفتوحة أمام طيرانه العسكري، بما يشكل إضافة لتكريس الاحتلال امتهانا واضحا لسيادة الشعب العربي الأردني.
من المعروف لدينا ولدى آخرين أن إعادة تشغيل الرحلات التجارية الأردنية جاء بناء على طلب من قوات الاحتلال وشركة KBR الأمريكية، التي تدير مكتبا لوجستيا وتجاريا ناشطا في عمان، بعد أن تم تكليف مقاولين أردنيين متنفذين وأبناء لمسؤولين في الحكم ومؤسساته، من تنفيذ أعمال إنشائية في بناء المعسكرات الدائمة للقوات الأمريكية المحتلة، في مناطق غرب وشمال العراق. ولقد جاء بياننا الصادر في 2 كانون الأول من العام الماضي تحت عنوان (تحية لقوات الأمن القومي) رسالة لهؤلاء المقاولين والسماسرة الوافدين.. بأنهم مرصودون وعين المقاومة غير غافلة عنهم، وردها وارد عليهم. إن تمادي الممارسات الرسمية الأردنية والمحسوبة وفقا لمتطلبات قوات الاحتلال أولا، وتأمينا للسمسرة والعمولات لطبقة محسوبة على الحكم أو هي واجهته التجارية ثانيا، إنما يشكل خدمة مقصودة للاحتلال وبالضد من مصلحة وسيادة العراق وشعبه.
نعود ونحذر بأن مطار صدام الدولي والممرات الجوية الموصلة إليه هي أهداف عسكرية مشروعة للمقاومة المسلحة، وتقع ضمن مدايات أسلحتها ومقذوفاتها، وخاصة صنف الدفاع الجوي، وعليه فإن قرار الأجنحة الملكية بعودة ومباشرة رحلاتها إلى ومن ذلك المطار يعرض طائراتها ومسافريها للخطر، وهي والحكومة الأردنية تتحملان مسؤولية المخاطرة غير المحسوبة بالاستمرار برحلاتها.
عاشت قوى الشعب الأردني الوطنية والقومية الرافضة للاحتلال في العراق وفلسطين والرافضة بأن يكون أردنها العربي وطنا بديلا.. عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال..
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في 16 كانون الثاني 2004
اجتثاث البعث استهداف مقصود للنيل من عروبة العراق ووحدته الوطنية
أيها العراقيون ، يا جماهير الأمة العربية ، أيها الرفاق المناضلون البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
لقد أصبح واضحا ومؤكدا لكل عراقي وعربي وحتى للرأي العام العالمي، أن العدوان المبيت والحرب المدمرة والاحتلال الإمبريالي للعراق، إنما هي محطات مصممة بنيت عليها، وتنطلق منها، مسارات تطبيق السياسة الإمبريالية المجددة في ستراتيجية اليمين الجديد الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية، وتشكل تطبيقا انتقائيا له ضروراته المنطلقة من التفكير العقيدي، والمصلحة الاقتصادية، والغايات المشتركة مع الصهيوينة العالمية. ولهذا التطبيق الانتقائي مبرراته وأسبابه الموجبة في تصميم وإنضاج وتفعيل القرار الأمريكي موضع التطبيق:
1-لقد وقع التطبيق العملي للنجاحات اللاحقة لتفكيك الاتحاد السوفيتي، وانهيار المعسكر الاشتراكي في أوروبا، فيما بعد رئاسة جورج بوش الأب، في حالة قطع تطبيقي، بعد هزيمة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام الديمقراطيين في عام 1992. وأتى هذا القطع بعد أن قادت الولايات المتحدة بسهولة ونجاح، تحالفا عالميا بفعل قرارات دولية وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، في حربها على العراق في المنازلة الكبرى في أم المعارك.
2-هذا القطع التطبيقي شكل للجمهوريين مرحلة بلورة منهجية برامجية، لتطبيق سياسات كونية، متفقة وتفرد الولايات المتحدة في القوة العسكرية الأعظم والقدرة الاقتصادية الأكفاء.. عندما يتمكن الجمهوريين من العودة للبيت الأبيض لاحقا. وفي هذه المرحلة الممتدة لثماني سنوات، كان يتراكم مخزون من التنظير العقيدي الإمبريالي المجدد، ويتشكل معه وبه ومنه فريق من المخططين السياسيين الملتزمين والمهيئين لوضع تلك السياسات موضع التطبيق، من خلال تبينها المفترض و/ أو المفروض على المستوى السياسي الأول بما يتفق وطموحاته ومصالحه الشخصية والعائلية والتجارية.
3-ومع عودة الجمهوريين »المسلحين بذلك المخزون التنظيري في العقيدة الإمبريالية المجددة« للحكم، وإحاطة ذلك الفريق بالمستوى الرئاسي الأول، وتواجد عناصره المؤثر في مفاصل صناعة وتطبيق القرار السياسي والعسكري الأمريكي، كان التوجه نحو تصعيد المواجهة المستمرة مع العراق في سياقاتها السياسية والعسكرية أمرا محتما وفقا لأولية الحالة، وتأسيسا على استثمار الموروث من الإدارة الديمقراطية المنكفئة، التي ولأسباب عديدة.. أولها المصلحة الكونية الأمريكية في التعامل مع النفط وثانيها المصلحة الإقليمية الأمريكية المتفقة والداعمة للمصلحة »الإسرائيلية« في الإقليم، أبقت على ملف المواجهة مع العراق مفتوحا في سياقاته المختلفة وأهمها التأزيم والتصعيد السياسي، واستخدام ملف العقوبات المستند لذريعة أسلحة التدمير الشامل المصطنعة.
4-وبفعل المرجعية العقيدية للإدارة الجمهورية أولاً، وبسبب من تبني موضوع الشخصنة في المواجهة من قبل رئيس الولايات المتحدة ثانيا، أصبح التقابل السياسي في سياقاته العقيدية والفكرية وما يمثله ذلك من تصارع الارادات في المقام الأول، طابعا لازما يطبع المواجهة، ويطال معمقا في الاستهداف الإمبريالي المعادي للأمة العربية وحزب البعث العربي الاشتراكي فكرا وسياسة وتنظيما و قيادة.
5-وتأسيسا على ذلك، أصبح من الضروري إحداث الدمج الاستهدافي فيما بين العراق الدولة وحزب البعث العربي الاشتراكي. وكان مترسخا في ذهنية القرار المعادي ووفقا لبرنامج مسبق.. يتناول المنطقة العربية بشكل أساسي وفقا للموقع، والموارد النفطية، والإرث الثقافي-الحضاري، و التواجد الموضوعي التاريخي والاجتماعي-الاقتصادي لعناصر التكوين الوحدوي، واستمرارية الصراع العربي الصهيوني غير القابلة جماهيريا للتوقف.. أن غزو العراق واحتلاله بفعل القرار الإمبريالي الأمريكي، وتوافق أدوار أنظمة عربية معه، واستخدام مدروس لشراذم عميلة خائنة للعراق والأمة، لا يكتمل إلا بضرب البعث وفقا لمخطط اجتثاثي يستهدف التنظيم من خلال التعرض الحياتي والاقتصادي والنفسي على أعضاء الحزب وعائلاتهم.
6-إن تطبيق الدمج الاستهدافي كما وضح أعلاه، أصبح واقعا فعليا منذ بدء العمليات القتالية، واستمر وتتطور عند احتلال المدن العراقية، حيث أعمل وبشكل مخطط التدمير والحرق والتخريب والنهب لمؤسسات الدولة ومنشأتها ومقار الحزب وممتلكاته. ومباشرة كانت القرارات الأولى التي اتخذها المحتل هي حل الجيش والحزب.. وكان لذلك ما يبرره في الشروع بتطبيق برنامج احتلالي طويل للعراق، وبعكس ما يظنه الآخرون أو يصدقه ويروجه بعض العراقيين وغيرهم من العرب. وهنا طبق الدمج الاستهدافي في التعرض على مكونات السيادة للدولة العراقية وأهمها الجيش، وكان ذلك متفق عليه أو مفروض مسبقا على شراذم المعارضة العميلة والمتحالفة مع الاحتلال. وكان مفهوم لدى الاحتلال وعملائه أن الجيش في حالة الإبقاء عليه لن يكون إلا مؤمنا بعقيدته القتالية المستندة لرسالة البعث وفكره القومي والمتعارضة تماما مع الاحتلال وصنائعه وصيغه بما في ذلك »مجلس الحكم العميل«. وهنا لا بد من الإشارة إلى حقيقة ماثلة: وهي أن هناك ثأرا مبيتا »لأطراف معادية تاريخيا للعراق والأمة العربية« من الجيش العراقي المسلح بالعقيدة القتالية المستندة على البعث ورسالته وفكره.. فهذا الجيش بقيادته البعثية، كان طرفا مقاتلا طوعيا وبمبادرة قيادته في حرب تشرين وكانت له صولاته التي حمى بها دمشق من السقوط أو التطويق، وكان حاميا لوحدة العراق الوطنية، وهزم المد الشعوبي في القادسية، وحارب جيوش ثلاثين دولة وقصف »إسرائيل في أم المعارك، وتحدى مناطق حظر الطيران بعد ذلك، وأصبح في الضمير الجمعي العربي جيش الأمة وفلسطين.
أن السياق المنهجي المتسلسل في أعلاه جاء ليمهد موضحا لما هو وراء قرار »اجتثاث البعث«.. القرار الأمريكي التصميم والاستهداف، كخطوة ضرورية لإدامة الاحتلال بما يخدم مخططات أمريكية إمبريالية كونية وإقليمية، مستندة إلى التجديد في العقيدة الإمبريالية. وهنا وقبل الخوض في موقف البعث ورده، لابد من الإشارة إلى محطات وسيطة واشتقاقية أعقبت هذا القرار وما بني عليه من الدمج الاستهدافي:
- استخدم هذا القرار لإحداث ردة رجعية اجتماعية – اقتصادية تؤسس للسيطرة الإمبريالية والنهب الاقتصادي لثروات وموارد الدولة والمجتمع العراقيين، من خلال العرض التدميري المبرمج للمنشاءات والوحدات الاقتصادية للقطاع الاشتراكي والقطاع العام و ثمرات التأميم والاستثمار الوطني للنفط والموارد الاقتصادية الستراتيجية.
- استخدم هذا القرار في التعرض التخريبي والتهديمي للقاعدة العلمية والتقنية التي بنتها الدولة وفقا لخياراتها الوطنية والقومية، السياسية والاقتصادية والدفاعية، وكان واضحا أن التعرض للبعث (واجتثاثه) وفقا لقاعدة الدمج الاستهدافي إنما يعني تصفية وإلغاء البنية التحتية للتقدم العلمي والتقني للشعب العراقي المستهدفة من قبل »إسرائيل« أولا.
- استخدم هذا القرار لتصفية أو بعثرة أو إخراج الكوادر العلمية والإدارية والفنية من مؤسسات الدولة، بما يخدم إحلال عناصر عميلة ومرتبطة بتطبيق برامج ومشروعات الاحتلال السياسية و الإدارية والاقتصادية والأخرى.
- استخدم هذا القرار بأحداث ردة رجعية تشريعية وقانونية تستهدف التعرض على الصيغ التقدمية في قوانين تمس الحياة الاجتماعية والعائلية للفرد العراقي، بما يخدم التعرض المبيت على الوحدة الوطنية، من خلال الترويج للمذهبية والطائفية الضيقة وتطبيقها قسرا أو انفلاتيا على قوانين الأحوال الشخصية.
- استخدم هذا القرار بالتعرض على الإرث الإيماني المصان للمجتمع العراقي، من خلال مقابلته بالتقسيمات الدينية والمذهبية والطائفية، وترجيحها على مكونات الأيمان الديني التي راعاها وحافظ عليها البعث، بما صان ديانات العراقيين وإيمانهم وبما حمى وحصن المجتمع من آفات العولمة والانفلات الأخلاقي أو تسلط وترهيب المؤسسات الدينية.
- استخدم هذا القرار بإحداث تغيير تخريبي في مناهج التربية والتعليم، بما يخدم أهداف الحرب الثقافية والحضارية للإمبريالية الجديدة، والتي كان من أهم أهدافها تأكيد مقولات العولمة والسيطرة الرأسمالية والانسلاخ المبرمج عن الموروث الحضاري والثقافي للشعوب. وفي حالة العراق يتأكد ما نقوله عندما يطلب مجلس الحكم بشكل علني إلغاء المصطلحات والمسميات الجهادية والمقاومة سواء في المناهج التعليمية أو وسائل الإعلام.
الرد البعثي:
أثبتت مجريات ووقائع الشهور التي أعقبت احتلال العراق حقيقة كانت مترسخة في وجدان وضمير البعثيين، وهي أن البعث فكرة وحالة وصيغة نضالية عربية معاشة ومستمرة.. وأن البعث هو بالأساس مشروع جماهيري عربي نهضوي وتقدمي.. يحمل بذور الحياة والاستمرارية، وحاضنته هي الأمة العربية، ومحفزاته هي تحديات الأمة المعاشة وتطلعاتها النهضوية المشروعة، وهو أولا وأخيرا مشروعا نضاليا، يحمل صيغ التحدي الجهادية، ويجب أن يكون في المواجهة مع أعداء الأمة حيثما كان حاله في الحكم أو خارجه.. والمواجهة القائمة الآن في مقاومة الاحتلال وصيغه وواقعه، هي استمرار للمواجهة التي اقتضت من الولايات المتحدة أن تحارب البعث والعراق فعليا، وأن تكشف عن طبيعتها الإمبريالية العدوانية في صيغ وتحركات جانبت القوانين والشرعية الدولية، ووضعت استمرارية تفوق الولايات المتحدة كونيا وفقا لنظريتها الإمبريالية المجددة أمام التحدي القائم.. في اختبار المواجهة الجارية الآن على أرض العراق مع البعث والمقاومة العراقية المسلحة.
انطلاقا من وعي البعث وإدراكه المتابع لما يجري ويتم في العراق الآن.. من استهداف للسيادة والوحدة الوطنية العراقية، وانتماء العراق العربي، والتفريط والسيطرة على مقدرات العراق الاقتصادية، وإحداث ردة رجعية على إنجازات العراق الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية.. وفي المحصلة تأكيد شرعية الاحتلال، وفقا لصيغ وبرامج تتبناها وتنفذها شراذم الخونة والعملاء، متحالفة أو مؤتمرة من قبل الاحتلال، ومشجعة على ذلك من قبل أنظمة رسمية عربية متآمرة، أو دول إقليمية لها مصالحها المتلاقية مع الاحتلال في ضرب العراق والبعث، وتأسيسا على إدراك ووعي مسبقين لطبيعة المواجهة المستمرة.. حيث هيأ البعث لمرحلة مقاومة الاحتلال، وشرع بها فورا و دونما إبطاء، وحدد لها منهاجا سياسيا وستراتيجيا يخدم هدف التحرير وطرد الاحتلال والحفاظ على العراق موحدا ووطنا لكل العراقيين.. يكون رد البعث متبلورا وعمليا في سياقاته النضالية والسياسية متلازما ومتناغما مع مقاومة الاحتلال.. مقاومة مسلحة غير مرتدة الخيارات، لها مشروعها الجماهيري الواسع وغير المؤطر بالانتماءات السياسية والعرقية والدينية والمذهبية، وله مرجعيته الوطنية وشرعيته الجماهيرية، وبعده القومي العربي، وتقاطعاته الكونية في المشاركة في رفض الهيمنة الإمبريالية على العالم وفقا لبرامج وأهداف السياسة الأمريكية الغاشمة.
والبعث في رده المقاوم، مثلما يستهدف تحرير العراق وطرد الاحتلال، وتقويض وإلغاء واقعه وصيغه وإفرازاته، وإفشال برامجه ومشاريعه، يكون هو الطرف الأوحد المقابل المقاتل في المعركة الكونية الأبعاد لإفشال تحقيق أهداف الولايات المتحدة الإمبريالية، المبتدئة في العراق والمنطلقة منه إقليمياً وكونياً. وعندما أعملت الولايات المتحدة الدمج الاستهدافي بين العراق الدولة والبعث، فعّل البعث الدمج الوطني مع نضاله الحزبي في رده.. فكان ولا يزال يرد مقاوماً من أجل تحرير العراق، فارضاً استمرارية المواجهة وفقاً لسياقات تحيد من أرجحية الولايات المتحدة العسكرية والتقنية والاقتصادية، وتستهدف الاحتلال وبرامجه وإفرازاته، وتحدث الدمج الاستهدافي المشروع في ردها المقاوم بين الاحتلال وحلفائه وإفرازاته وصيغه وعملائه.
عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال، عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة، عاش حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضلوه البواسل، عاش الرفيق الأمين العام الصامد والمتحدي في معسكر الأسر،
عاشت فلسطين حرة عربية، المجد والخلود لشهداء العراق وفلسطين والبعث الأكرمين،
والله أكبر.. الله أكبر.. وليخسأ الخاسئون،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في أواخر كانون الثاني 2004م
مع استمرار تعمق مأزق الاحتلال: على الأمم المتحدة ألا تكون جزءاً منه
لقد أوضحت المقاومة العراقية المسلحة بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في العديد من بياناتها السابقة طبيعة وعمق المأزق الذي تعيشه قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، وبينت بالتوصيف والتحليل تداعيات ومسارات هذا المأزق في السياقات العسكرية والسياسية والإدارية والاقتصادية والأخرى.. حيث كما فصل وتوقع بيان الحزب الصادر في 5 كانون الأول 2003. وكان البعث والمقاومة العراقية المسلحة قد أكدا أن خيارهما القتالي غير مرتد، ويتمثل باستمرار وتصعيد وتعميم المقاومة المسلحة.. التي حدد لها المنهاج السياسي والستراتيجي الصادر عن حزب البعث العربي الاشتراكي في التاسع من أيلول 2003، خارطة الأهداف والمستهدفين.. حتى يتحقق الاستهداف الستراتيجي المتمثل بطرد الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحدا ووطنا لكل العراقيين. وقبل ذلك وأثنائه.. كان البعث والمقاومة قد بينا في مجال تقابلهما القتالي واستمرار المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ احتلالها للعراق، أن سلم المقاومة الزمني غير محكوم بظروف ومفاصل غير طرد الاحتلال وتحرير العراق، بينما سلم الإدارة الأمريكية المعتدية محكوم باستحقاقات الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، وهي بكل ما تقوم به وتطرحه من برامج وتوقيتات تخص احتلالها وتواجد قواتها على أرض العراق، واكثر من ذلك فكل ما يتم من محاولة لتنفيذ برامجها السياسية والاقتصادية والأخرى في العراق، أصبح جزاء من معركتها الانتخابية، وأصبح مفروضا على من هو متعاون معها أو مؤتمر بأوامرها في العراق والإقليم والعالم أن يضبط إيقاع تحركاته مع متطلبات تأمين النجاح للإدارة الأمريكية في الانتخابات الآزفة. وفي اللحظة الراهنة وما يليها.. سوف تتصرف الإدارة الحاكمة في الولايات المتحدة ضمن متطلبات الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، وسيكون احتلالها للعراق في برامجه الآنية محكوما بما يخدم هدفها الانتخابي.
المقدمة في أعلاه سيقت لفهم وتحليل وتوقع التحرك الأمريكي الراهن تجاه الأمم المتحدة فيما يخص برامج الاحتلال المتعثرة في العراق. وهنا وبغض النظر عن الخوض فيما وكيفما تطلبه الولايات المتحدة من المنظمة الدولية في هذا الشأن، فأننا لا بد وأن نوضح موقف البعث والمقاومة المسلحة والشعب العراقي من المنظمة الدولية:
1-لم تتمتع المنظمة الدولية بمصداقية وثقة فيما يخص تعاملها مع العراق خلال السنوات الأربعة عشر الماضية، وكانت أكثر من ذلك شريكا فاعلا وأساسيا في معاناة العراقيين من حصار وجوع ومرض وحرمان، بل ونهب مقنن لموارد العراق المتأتية من بيع نفطه وفقا لمذكرة التفاهم الموقعة مع الأمم المتحدة.
2-لم تتمتع بعثات الأمم المتحدة بالمصداقية والحياد على الإطلاق طيلة تواجدها وعملها التفتيشي على أرض العراق بحثا عن أسلحة التدمير الشامل، ولم يكن في مقدور رؤساء ومسؤولي تلك البعثات قول كلمة حق واحدة، طالما كانت لا تتفق ورغبة الولايات المتحدة المبيتة في العدوان وضرب العراق وإسقاط حكومته الشرعية كما ثبت لاحقا، وأصبح تآمر الولايات المتحدة حقيقة تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها.
3-كان واضحا أن من تسميهم الأمم المتحدة للعمل في العراق غير محصنين من التعامل أو الخدمة التجسسية لصالح الولايات المتحدة وغيرها وبالضد من مصلحة شعب العراق والشرعية الدولية.وهم إنما يراعون ويحققون مصلحة ومتطلبات الولايات المتحدة أولا.
4-وكان واضحا أيضا أن الأمم المتحدة تفرط بسيادتها وحقها المصان حتى داخل مقرها، وكانت حادثة سطو واستيلاء الولايات المتحدة على تقارير العراق عن أسلحته وبرامجه التي سلمها للمنظمة الدولية دليلا صارخا على ذلك.
5-وكان واضحا أيضا أن شخص الأمين العام الحالي للمنظمة الدولية لا يؤمن بوضعه الوظيفي الدولي، طالما كان ذلك متعارضا مع ما تطلبه الولايات المتحدة، وهذه نقطة هامة سيكون لها فعلها التطبيقي فيما هو مطلوب الآن أمريكيا من المنظمة الدولية فيما يخص مأزق الاحتلال الأمريكي في العراق.
وعندما يعيش الاحتلال مأزقه المتعمق في العراق، وتواجه الإدارة الأمريكية الاستحقاق الانتخابي، وتوجه الدعوة من (الحاكم المدني الأمريكي) في سلطة الاحتلال للأمين العام للأمم المتحدة للمساعدة في حل مأزق الاحتلال.. بسبب محدودية الوقت المتاح ليس لمتطلبات انسحاب المحتل، بل بسبب من استحقاقات دستورية أمريكية... يصبح مأزق الاحتلال عاملا فاعلا من عوامل الفوز أو الخسارة الانتخابي لتلك الإدارة.. التي أهملت وتجاوزت المنظمة الدولية عندما قررت الحرب، وكانت قد كذبت وفبركت التقارير الاستخبارية لترغم المنظمة الدولية على شرعنة العدوان والاحتلال. عندما يكون كل ذلك سببا لطلب مساعدة الأمم المتحدة وفرض تدخلها المتأخر في الشأن العراقي، وبعد أن فقدت مسوغات الدور المطلوب وفقا لغايتها الأولى في حفظ السلام والأمن العالميين.. يكون من حق المقاومة العراقية المسلحة الطرف الشرعي المقابل في معادلة العراق المحتل، أن ترفض هذا التدخل الدولي المطلوب من أجل مساعدة المحتل، وأن تحذر من أن تواجد بعثة أو بعثات الأمم المتحدة ولأي سبب إنما سيكون تواجدا مشتقا من الاحتلال، وأن صيغ عمل تلك البعثات ستكون صيغة من صيغ الاحتلال العاملة على ارض العراق بشكل غير شرعي لتحقيق برامجه وسياساته، والتي لا تتعامل معها المقاومة العراقية المسلحة إلا بالصيغ القتالية كونها جزاء وواقعا من الاحتلال غير المشروع والمخالف للقوانين الدولية وشرعة الأمم المتحدة ذاتها و الواجب مقاومته.
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في 6 شباط 2004
خيار المقاومة المسلحة غير المرتد في مواجهة ذرائع الاحتلال المرتدة
أيها العراقيون الأباة،
يا أبناء الأمة العربية المجيدة،
أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
بما لا يدع مجالا للشك فإن المواجهة المستمرة وذات الطابع القتالي منذ العام 1991 في المنازلة الكبرى في أم المعارك الخالدة وحتى اللحظة، قد بنيت وفقا للاستهداف الستراتيجي في مخططات الولايات المتحدة المسبقة باتجاه ضرب وإسقاط القيادة السياسية العراقية (أولا) كمدخل لازم لتحقيق الأهداف الأخرى في الإقليم بما فيها الهيمنة المباشرة على نفط العراق وتمكين الكيان الصهيوني من فرض شروطه السياسية والأخرى على أقطار الوطن العربي كلها.. وفي هذه اللحظة لا يستطيع أي كان أن يقول بغير ذلك، إلا المتورطون أو المأجورون وأقلامهم وصحفهم.. والساعون لإدامة أو تجديد أدوارهم في خضم التغيير المنشود وفقا لمخططات أمريكية محكومة بعقيدة التجديد في النظرية الإمبريالية.. المعاشة والمطبقة من قبل اليمين الحاكم في الولايات المتحدة. وفي اللحظة المعاشة أيضا تصبح صورة المواجهة واضحة التكوين ومحددة المعالم.. فهناك كما كان سابقاً وإن حاول البعض أن ينكر مواجهة سياسية وفكرية مستمرة.. بين فكر قومي عربي تقدمي نهضوي من جهة، وبين فكر مشروع إمبريالي – صهيوني، له ظلاله وإفرازاته المحلية العميلة المرتبطة.. والمتبدلة وفقا لطبيعة المواجهة في مراحلها المختلفة وتأثير السياسة والفكر العقيدي فيها. وهنا لا بد من التذكير بتأطير التبدلات والتشكيلات المحلية العميلة المرتبطة، وبروز وتشكل صيغة كل منها وفقا لحالة المواجهة في حينه:
1-الرجعية الدينية بما في ذلك الخيارات المرتدة الآن لعائلات حاكمة بعد استنفاذ دورها المستند إلى الدين ومذاهب بعينها، أو ارثها ونسبها العائلي كقاعدة لشرعنة حكمها.
2-القوى والنظم القطرية وبرامجها السياسية والاقتصادية-الاجتماعية الفاشلة والمرتدة عن شعاراتها المطروحة سابقا بسبب من الفشل المستمر.
3-البرجوازية الهجينة واللاوطنية والمرتبطة تاريخيا وعضويا بالتبعية الاقتصادية للغرب الرأسمالي، والمرتدة عن برامجها الاقتصادية "الوطنية" في مواجهة الفشل الجمعي لإحداث التنمية الاقتصادية الشاملة في أقطارها.
4-اليسارية القطرية عديمة المنهاج الذاتي والمتلقية من مرجعية أممية خارجية، والمرتدة نحو خيارات مصلحية ضيقة قبلتها لها الإمبريالية الأمريكية في اللحظة القطرية والإقليمية المعاشة.
5-الشرق أوسطية السياسية والاقتصادية المتأتية عن التسويات المجتزئة واللاوطنية واللاقومية للصراع العربي الصهيوني، والمرتدة الآن نحو خيارت نهب منظم لاقتصادياتها الوطنية، بسبب من تعثر وفشل المشروع الشرق أوسطي، لاعتبارات مرتبطة باستنفاذ الدور المقابل في الجانب الصهيوني بالأساس وفقا لمرحلية تمرير المخطط المرسوم وانتظارا للشروع بمرحلة أخرى بتوقيتات صهيوينة.
لقد تم سوق التأطيرات أعلاه، بسبب من قناعتنا وقناعة الجماهير العربية بارتباط تلك التأطيرات في مخطط وذرائع وصيغ وخيارت العدوان على العراق واحتلاله من جهة، وبسبب من تقابل خيارات تلك التأطيرات تاريخيا وآنيا مع خيارت حزب البعث العربي الاشتراكي الوحدوية والنهضوية، المتأتية من فكره وعقيدته ومنطلقاته النظرية غير المرتدة وكما أكدت الوقائع والأحداث في سياق تلك المواجهة المستمرة.. التي أخذت في مراحل لاحقة الطابع الصدامي العسكري واستقرت الآن لتأخذ وفقا لخيار البعث النضالي غير المرتد الطابع القتالي المقاوم.
إذا كان يصح لنا أن نقول بأن لتلك التأطيرات المشار أليها في التسلسل الخماسي أعلاه من خيارات، فهي وفقا لحقيقة الحالة تكون خيارات مفروضة أو اشتقاقية بما يؤمر بها أو يسمح لها من قبل مرجعياتها التي كانت غير وطنية وغير قومية، لا بل أنها (المرجعيات) في سياق التعامل التاريخي وتشكل الجغرافية السياسية وتقابل المصالح الاقتصادية وتنوع الموائل الثقافية.. كانت مرجعيات تعمل بالضد من المصلحتين الوطنية والقومية لتلك التأطيرات، التي لم تتموضع في حالة المواجهة المعاشة بين الآمة وأعدائها لكونها متوضعة خارج حاضنة النضال الوطني لأقطارها والنضال القومي لأمتها العربية.
كان لا بد من التمهيد لأجل الدخول المشروع في تحميل تلك الأطر المسؤولية المشاركة للعدوان والاحتلال ولما حدث ويحدث في العراق، وانعكاسات ذلك على الوضع العربي وما ستتحمله الأمة من معاناة وضيم وتضحيات مضافة، وكذلك لنفهم ما يمكن أن تؤول إليه حال تلك الأطر، وخاصة الأنظمة منها، في سياق الاستنفاذ أو التغير أو الاستمرار في الدور المرهون لصالح الولايات المتحدة وسياساتها المعادية في العراق والإقليم. وعندما تكون (وتصبح) الذرائع الأمريكية والبريطانية لشن الحرب واحتلال العراق وتدميره وإسقاط نظامه السياسي وما يمكن أن يلي ذلك.. ذرائع مرتدة، كونها كاذبة وغير شرعية، وإنما صممت واستعملت لتحقيق هدف سوقي.. له منطلقاته الإمبريالية العقيدية في سياق المواجهة المستمرة مع البعث العربي الاشتراكي، وله مسطحا محددا من المصلحة المشتركة مع الصهيونية العالمية ومشروعها »اسرائيل«المعادية للبعث والعراق والأمة، وله تبعاته السياسية والاقتصادية والدفاعية في خدمة الاستهداف الكوني للعقيدة الإمبريالية المجددة.. فإن كل ذلك إنما ينعكس وينسحب على خيارات تلك الأطر وخاصة الأنظمة منها، حيث يحق لشعوبها وللأمة وللتاريخ أن يسألوها:
1-أين هي أسلحة التدمير الشامل العراقية التي رددت مؤتمرة أو مداهنة أو متآمرة تلك الأطر وفي مقدمتها الأنظمة العربية ما كان يدعيه زورا وبهتانا دهاقنة العدوان ومنظري الإمبريالية وقادة الكيان الصهيوني؟ وهل ذرائع العدوان والاحتلال المرتدة عندما تأكد صدق العراق وقيادته السياسية بعدم وجود تلك الأسلحة تصبح مسوغات شرعية لتلك الأطر والأنظمة بمراجعة وتغيير موقفها من العدوان والاحتلال وما نشأ وينشأ عنه؟
2-أين هي الحرية و أين هو الأمن الذي يعيشه العراق وشعبه بعد العدوان وإسقاط الحكومة الشرعية وتأكيد الاحتلال؟ وهل تدريب وتأهيل الشرطة العميلة للمحتل الذي تتاسبق عليه تجاريا وسياسيا أنظمة عربية سيجلب الحرية و الأمن والاستقرار للعراق وشعبه بمشاركة تلك الأنظمة للاحتلال؟
3-أين هو العراق الموحد ترابا وشعبا في ظل المشاريع والتوقيتيات التي يطرحها الاحتلال للخروج من مأزقه أو تطبيق مخططاته في العراق؟ هل تلك الأطر وفي مقدمتها الأنظمة العربية المدعية الحرص على وحدة العراق الوطنية والإقليمية تملك إرادة حرة في مواجهة الاحتلال ومخططاته، أم أنها تمد جسورا من المصلحة الاقتصادية الضيقة الغير مشروعة مع أطراف معينة من »مجلس الحكم العميل« بناء على ما تؤتمر به أو يسمح لها من قبل الولايات المتحدة؟
4-أين هي الوحدة الوطنية العراقية الآن في مواجهة مأزق الاحتلال المتعمق واستحقاقات الانتخابات الرئاسية الأمريكية الآزفة حيث تطفو المطالب الطائفية والإثنية؟ هل كان لتلك الأطر والأنظمة دور أو إرادة في مواجهة ذلك عندما تآمرت مع العدوان والاحتلال وسهلت له مهامه بالتحشيد والضرب، وتسهل له الآن طروحاته من خلال التعامل الانتقائي مع مكونات »مجلس الحكم« الطائفية والإثنية بما يخدم طروحات التقسيم والتجزئة للوطن والشعب العراقي؟ وهل لا تعرف الأنظمة العربية كلها أن مكونات (مجلس الحكم) عميلة وخائنة ومؤتمرة من قبل المحتل، ولها مطالبها المذهبية أو الإثنية المتعارضة مع الوحدة الوطنية العراقية، وهي عندما تآمرت على وطنها وروجت لذرائع العدوان المرتدة، وسهلت لاحتلال الوطن إنما كانت تتطلع لمكافأتها من قبل المحتل والتي ستتعارض مع صيانة الوحدة الوطنية العراقية واستقلال العراق وتملكه الحر لمقدراته وثرواته؟
بما أن الإجابة على التساؤلات المشروعة أعلاه سوف تنصب على تأكيد مسؤولية تلك الأطر وفي مقدمتها الأنظمة العربية بالمشاركة والتسهيل للعدوان والاحتلال في المقام الأول، وبأنها لا تملك من أمرها شيئا في مواجهة استحقاقات التغيير أو الاستنفاذ أو الاستمرار في الأدوار المرسومة لها أمريكيا في المقام الثاني، وبأنها لن تؤثر على مسار الاحتلال وبرامجه في العراق من قريب أو بعيد إلا بالقدر الذي تطلب منها الولايات المتحدة ذلك خدمة و تسهيلا لتواجدها الاحتلالي في العراق في المقام الثالث، فأنه يكون من حقنا وحق جماهير الأمة أن نسقط دور تلك الأطر والأنظمة في معادلة المواجهة الجارية حاليا على أرض العراق.. في الوقت الذي نبقى نتحسب فيه لأدوار خبيثة ومتآمرة تنفيذا لمطالب الولايات المتحدة ووفقا لتطورات المواجهة، وهذا ما اقره بحق وحصافة منهاج المقاومة العراقية السياسي والستراتيجي الصادر عن حزب البعث في التاسع من أيلول 2003.
عندما يسقط البعث والمقاومة العراقية المسلحة أي دور أخر باستثناء دور الجماهير العربية وفي المقدمة منها دور الشعب العراقي الأبي، يكون من حق البعث والمقاومة كطرف شرعي مقابل للاحتلال في المواجهة المستمرة الآن على أرض العراق، ألا يراعيا مصالح ومتطلبات غير التي تصب في خانة المقاومة المسلحة دعما ومشاركة وتصليبا وتطويرا وتعميما. وعندما ترتد ذرائع العدوان ويتعمق مأزقه، يكون من واجب المقاومة المسلحة وقيادتها السياسية وترجيحا لذلك من حق الشعب العراقي أن يتم الفرز عراقيا على أساس الوطنية العراقية في مواجهة الاحتلال أولا.. كخيار غير مرتد.. له محتواه التكليفي غير الطوعي.. عندما وحيثما يلتبس الأمر وتتوه بوصلة الوطنية العراقية في ذهن وهوى البعض... وبفعل من تأثير أطر وصيغ عراقية مصنفة ضمن إفرازات الاحتلال تتفق ومصالحه..
تبعا لتآمرها المسبق أو لتشكل أو تبدل مصلحتها اللاوطنية بعد الاحتلال سعيا لتحقيق مصالح أو مكاسب مذهبية أو إثنية أو غيرها على حساب العراق ووحدته الوطنية.
خيار المقاومة غير المرتد في مواجهة ذرائع الاحتلال المرتدة:
ذرائع الاحتلال مرتدة كونها في الأساس ذرائعا للعدوان.. وإذا كان الهدف الأمريكي في حينه لا بد له من اختلاق وترويج الذرائع، طلبا لشرعية الحرب والعدوان وتسهيلا لدعم ومشاركة آخرين له في الحرب وتكاليفها، فإن خيارات البعث كانت في الأساس غير مرتدة وغير ذرائعية.. كونها خيارات الأمة في وحدتها و تحررها ونهضتها ومشروعها المستقبلي ورسالتها الإنسانية. وعندما كان استخدام العدوان للذرائع محكوما بالفشل في طلبه للشرعية الدولية، كان من الضروري تفعيل الذرائع بما يخدم مصلحة العدوان ومجانبته للشرعية الدولية بإحداث الربط بين الأمن القومي للولايات المتحدة وتلك الذرائع، وهذا ما يتقضى بالتبعية إحداث ذات الربط بين أمن بريطانيا وذات الذرائع. وفي الأساس وبشكل مسبق من استخدام وتفعيل تلك الذرائع المرتدة، كان الاستهداف الإمبريالي للولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها الحالية الجمهورية بشكل خاص مرسوما بإسقاط القيادة السياسية في العراق أولا، حيث أن كل محاولات الإسقاط السابقة والمتتالية منذ العام 1972 قد فشلت.. وعليه كانت هناك مواجهة سياسية مستمرة مع البعث والقيادة السياسية في العراق.. وكان لها أن تأخذ طابع التصادم العسكري في مرحلة معينة.. وأصبح لازما أن تستمر المواجهة العسكرية في أشكال ووقائع مختلفة.. متلازمة مع الاستخدام العدواني المبرمج لقرارات دولية... أصبحت ذرائعا مرتدة في لحظة معينة.. عندما رفضت الأمم المتحدة تشريع الحرب على العراق بقرار منها، مع أنها أوجدت تلك الذرائع قبلا.
حيث إن الذرائع كانت أمريكية – بريطانية من حيث الترويج والاستخدام قبل العدوان وبعد الاحتلال... فأنها الآن أصبحت مرتدة أولا على من تبناها وروج لها واستخدمها، ومرتدة ثانيا على من كل من ساهم أو سهل أو هادن أو تآمر في سبيل تحقيق العدوان وإقامة الاحتلال. وفي مواجهة تلك الذرائع المرتدة بنى واستخدم وفعل وطور البعث خيار المقاومة العراقية المسلحة غير المرتد.. وفي مواجهة هذا الخيار الشرعي تقف الذرائع المرتدة للعدوان والاحتلال... وما خلق وأفرز من صيغ وتشكيلات ومؤسسات وبرامج وأشخاص عميلة وخائنة، والتي أصبحت محكومة بالمواجهة مع خيار المقاومة المسلحة غير المرتد ولا مفر لها من ذلك.. فهي ضمن خارطة الأهداف والمستهدفين، والمقاومة العراقية المسلحة هي التي قررت ذلك بخيارها غير المرتد.
معادلة المواجهة الجارية والمستمرة في العراق، أكدت على عدد من الحقائق لابد من الإشارة إليها:
1-خيار لمقاومة المسلحة خيار مسبق.. وخيار ولد في رحم المواجهة المستمرة ما بين البعث والولايات المتحدة الأمريكية.. والذي تشكل بصيغ.. وتوضع بوقائع صدامية مختلفة على مدار السنوات الأربعة عشر الماضية.
2-خيار المقاومة المسلحة خيار غير مرتد.. وله شرعيته الإنسانية والوطنية والقومية والدينية، وهو غير مرهون بتفسيرات فقهية أو مذهبية أو حقوقية أو غيرها، وهو خيار تكليفي بكل المعايير السماوية والوضعية، وهو كذلك خيار نضالي بمعايير الفكر العقيدي والممارسة السياسية.
3-خيار المقاومة المسلحة خيار غير ذرائعي وغير أني وغير اشتقاقي، فهو خيار حر أصيل غير مرتد.. ومستمر حتى تحقيق الاستهداف الستراتيجي المتمثل بطرد الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحدا ووطنا لكل العراقيين.
4-خيار المقاومة المسلحة خيار عراقي أولا وأخيرا، وليس لأية منظومة عربية أو إقليمية أو دولية من حق في التدخل بتطبيقه أو الانتقاص من شرعيته أو ربطه بسياسات غير متوافقة مع هدف طرد الاحتلال وتحرير العراق، وبصرف النظر عما يولده هذا الخيار من تأزيم وتداعيات عربية أو إقليمية أو دولية.
5-خيار المقاومة المسلحة غير مسؤول أبدا عما يسمى بحالة الانفلات الأمني بالعراق المحتل، فالاحتلال هو المسؤول أولا وأخرا عما حدث ويحدث وسيحدث في العراق المحتل. فذرائعه المرتدة ستقوده بنهاية المطاف إلى تبنى الخيارات المرتدة في مواجهة خيار البعث والمقاومة العراقية المسلحة غير المرتد.
عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال، عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة، عاش حزب البعث العربي الاشتراكي وعاش مناضلوه البواسل، عاش الرفيق الأمين العام الصامد والمتحدي في معسكر الأسر،
عاشت فلسطين حرة عربية، المجد والخلود لشهداء العراق وفلسطين والبعث الأكرمين، والله أكبر.. الله أكبر.. وليخسأ الخاسئون،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في 13 شباط 2004
تحية للفعل المقاوم: راصدا ومنسقا ومدبرا ومقاتلا
أيها العراقيون الأباة، يا أبناء الأمة العربية لمجيدة، أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
- بالتهيئة المسبقة والتدبير المستهدف من قيادة البعث.. انطلقت المقاومة العراقية المسلحة موصولة بفعل القوات المسلحة العراقية البطلة في مواجهة العدوان ومتممة له، وأبقت حالة المواجهة العسكرية على قوات الاحتلال.. وخطأت القرار السياسي الأعلى في واشنطن وجعلت من إعلانه عن وقف العمليات الحربية أضحوكة عابرة.. وفاجأت الاحتلال والعملاء والخونة مثلما فاجأت المتآمرين من الأنظمة العربية المتحالفة والمساندة للعدوان والاحتلال، في الوقت الذي شكلت فيه مفاجأة الأمة لنفسها. هكذا صممها البعث عندما كانت الحرب خيارا أمريكيا لازما، بني على أسس من سؤ تقدير مستند إلى طبيعة إمبريالية حاقدة مدعومة ومحفزة من الصهيونية. وقد كانت قيادة البعث والمقاومة واعية لطبيعة المرحلة ومستلزماتها، ومستشرفة لمستقبل المواجهة، حيث حددت منهاج المقاومة السياسي والستراتيجي وخارطة الأهداف والمستهدفين، في الوقت الذي ربطت فيه وبشكل مشروع بين الاحتلال وصيغه وإفرزاته التي تعاملت وتتعامل وستتعامل معها المقاومة المسلحة قتاليا مساوية إياها بالاحتلال نفسه.
في هذا الوقت الذي حددت فيه المقاومة بفعلها الجهادي الموصول وعملياتها القتالية ذات الاستهداف المعني طرفي المعادلة في العراق المحتل: المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال وواقعه وافرازاته، يكون واجبا على البعث أن يحيي ويقدر عاليا ويعرف الأمة المجيدة بتنوع فعل المقاومة الجهادي وفقا لما تتطلبه طبيعة المواجهة الدائرة:
- تحية الشعب العراقي و الأمة والبعث لقوات الأمن القومي ترصد وتخرق وتعايش وتضلل قوات الاحتلال والخونة والعملاء وتشخص الأهداف والمستهدفين.
- تحية الشعب العراقي و الأمة والبعث لمنتسيبي الجيش العراقي البطل الذين واصلوا ولا زالوا المواجهة مع قوات الاحتلال وفقا لطبيعة الحالة العسكرية المعاشة وأداموا فعلهم المقتدر بخبرة المحاربين المحترفين في صنوف القوات المسلحة المختلفة.
- تحية الشعب العراقي والأمة والبعث لفدائي صدام الأبطال رجال المهمات النضالية تحت كل الظروف وملتزمي المواجهة مع قوات الاحتلال وجها لوجه.
- تحية الشعب العراقي والأمة والبعث لمناضلي حزب البعث في تصديهم البطولي سياسيا وقتاليا للاحتلال وبرامجه وآلته الإعلامية وحربه النفسية وتجويعه المنظم لعائلاتهم ومطاردته المستمرة لشخصوهم.
تحية الشعب العراقي والأمة والبعث لخلايا المقاومة المسلحة وتشكيلاتها تحت العناوين والمسميات المختلفة مديمة للمواجهة ومعممة لها وملتصقة مع جماهيرها الرافضة للاحتلال ومخططاته وصيغه.
- تحية الشعب العراقي والأمة والبعث لمجاهدي ومبدعي التصنيع العسكري يهيئون ويصنعون في الظرف الأصعب مستلزمات الموت والتدمير لقوات الاحتلال وعملائه.
- تحية الشعب العراقي والأمة والبعث لمن شكلوا خطوطا مقاومة وفاعلة ضمن صيغ وإفرازات الاحتلال وهم ضربوا ويضربون وسيضربون من داخل تلك الصيغ والإفرازات.
- تحية الشعب العراقي والأمة والبعث لعائلات المقاومين والمجاهدين والمناضلين صامدين صابرين وشاحذي الهمم ومتجذرين في ارض العراق يقلعون المحتل ولا يقلعهم عن موقفهم جوع أو عطش أو خوف.
- تحية الشعب العراقي والأمة والبعث للشهداء الأكرم منا جميعاً. وتحية الشعب العراقي والأمة والبعث للرفاق والمقاومين الأسرى صامدين ومتحدين وفي المقدمة منهم الرفيق الأمين العام الرئيس المناضل صدام حسين.
- تحية الشعب العراقي والأمة والبعث لكل داعمي المقاومة المسلحة بالكلمة واللحن والإبداع الفني ولكتبة الشعارات وموزعي المنشورات ومطلقي الهتافات الوطنية وفي مواجهة جنود الاحتلال وعملائه.
- بفعل هؤلاء بدأت المقاومة مبكرة وستستمر وتتعمق وتنتشر وتعمم حتى يطرد الاحتلال ويحرر العراق، وبفعلهم وجهادهم تستعيد الأمة مقدرتها على الصمود وتسقط عنوان الهزيمة وتستشرف مستقبلها الواعد وتحمل باقتدار رسالتها الخالدة.
- عاش العراق حرا أبدا، عاشت فلسطين حرة عربية، عاش حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضلوه الميامين، والله اكبر.. الله أكبر، وليخسأ الخاسئون،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في 22 شباط 2004م
مع إطلالة العاشر من محرم الحرام: البعث يؤكد على استمرار المقاومة المسلحة
أيها العراقيون الأباة،
يا أبناء الأمة العربية المجيدة،
أيها الرفاق البعثيون، أيها المقاومون المجاهدون،
تطل ذكرى العاشر من محرم الحرام على شعب العراق وثرى معركة الطف والتراب الذي أحتضن رفاة الحسين ورفاقه القلة البررة، محتليّن من قبل جيش الولايات المتحدة الأمريكية.. والوطن العراقي العزيز وشرف العراقيين ووحدتهم الوطنية أمام امتحان عسير.. لا يقل عن ذلك الامتحان الذي ارتضاه ودخله الحسين بخياره الملتزم وعزيمتة المقتدرة وشهامته العربية وجهاده المؤمن وتضحيته الاستشهادية. والمقاومة العراقية المسلحة ومجاهدوها الأبطال، والبعث ومناضلوه الميامين، وجماهير الشعب العراقي وقواه الرافضة للاحتلال، عندما يستذكرون يوم العاشر من محرم الحرام، فأنهم يستنهضون قيمه الجهادية ويعتبرون مواقفه الملتزمة ويستشرفون سعيه الحق.. واضعين نصب أعينهم هدفهم الستراتيجي المتمثل »بطرد الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحدا ووطنا لكل العراقيين«.
وفي هذه المناسبة يختار البعث وتختار المقاومة العراقية المسلحة أن يتعرضا لتحليل وتأطير بعض المواقف السياسية الجارية على الساحة العراقية، منطلقين من أسس واعتبارات حاكمة لسياق الاحتلال وبرامجه وتوقيتاته المرتبطة تكتيكيا باستراتيجية إمبريالية-صهيونية معادية للعراق والأمة العربية.. كنا قد تعرضنا لها قبلا في اكثر من مناسبة، وهي (برامج و توقيتات الاحتلال) إنما تتضمن أو يتفرع عنها مواقف ومواقع وأدوار الخونة والعملاء المرتبطين بالاحتلال، والمحتمين به، والمكونين بقرار منه لمصفوفته الرياضية المسبقة، عندما أعد وهيأ وخطط لاحتلال العراق وإسقاط قيادته السياسية الوطنية. وفي سياق مواجهة متطلبات تأمين تنفيذ برامج الاحتلال ومخططاته.. يمكن أن تتغير مواقع مكونات المصفوفة وفقا لطبيعة الحال ومقتضيات الواقع. وإذا كانت المصفوفة قد بنيت على أسس العمالة وخيانة الوطن أولا، فأنها قد تشكلت كذلك لاعتبارات إثنية ومذهبية وأخرى كعوامل فاعلة في تقديم مصالحها الضيقة على مصالح الوطن ووحدته. ولا يستطيع أحد أن يزعم بغير ذلك إلا إذا كان له مصلحة يمكن أن تتلاقى أو تتطابق مع المصالح التي سمح أو سيسمح بها الاحتلال الأمريكي.... ومن هنا يمكن فهم تشكل مواقف وتبلور مواقع وبروز أدوار لغير من كانت تتشكل منه تلك المصفوفة قبل الاحتلال.
ومع إطلالة المناسبة الاستشهادية العظيمة في ذكرى واقعة الطف أختار البعث والمقاومة العراقية المسلحة أن يخاطبا مرجعية السيد السيستاني، وهما يعيّان بأن مخاطبة مرجعية السيد السيستاني لا تعني بالضرورة مخاطبة الحوزة العلمية بالنجف الأشرف، فمرجعية السيد السيستاني وحدها قابلت الاحتلال بمطلب سياسي معلن ومروج له، تمثل بإجراء انتخابات عامة قبل نقل السلطة، ولقد فاوضت تلك المرجعية إدارة الاحتلال من خلال وعبر شخوص »مجلس الحكم« العميل المعين من قبل الاحتلال في سبيل التوصل لقرار بإجراء تلك الانتخابات.
بدون أن يكون هناك ما يمكن الركون أليه، أو بصدوره معلنا وفق الأصول المتبعة عن مرجعية السيد السيستاني، ومع الإشارة إلى ما صرح به أو أعلنه وكلاؤه الشرعيون في كربلاء والبصرة والكاظمية وبيروت والكويت، ينحصر موقف السيد السيستاني في مطلب إجراء انتخابات عامة قبل »نقل السلطة إلى العراقين« وفقا لبرنامج وتوقيتات المحتل الأمريكي، التي أمر بها على »مجلس الحكم« العميل المعين من قبله.. وكذلك استنادا إلى ما تضمنه ذلك المطلب سواء في تصريحات لاحقة صادرة عن مرجعية السيد السيستاني أو وكلائه الشرعيين أو أعضاء »مجلس الحكم« العميل، فإن مخرج عدم تطبيق المطلب قد أعطي مع المطلب نفسه بقبول توصية الأمم المتحدة اللاحقة حول إمكانية التطبيق من عدمه.. وهذا شكل سابقة في التلويح بالفتوى وعدم صدورها الأصولي والقطعي، وبالتالي عدم إلزام من يطبقها من المريدين أو غيرهم، ووضع الجميع منتظرين على مفترق طرق يتحكم باتجاهاته المسموح بولوجها الاحتلال الأمريكي وحده. وإذا كانت الفتوى بوجوب إجراء انتخابات عامة قبل "نقل السلطة" مشكوك بصدورها، بسبب ليس أقله من شكوك مرجعية السيد السيستاني ذاتها من حدود الإلزام بها لمن هم يحتكمون لمرجعيته سواء في شخوص »مجلس الحكم« العميل أو القوى السياسية العميلة والخائنة الأخرى: المجلس الأعلى، وحزبي الدعوة، والوفاق الوطني، والمؤتمر الوطني.. والتي برزت وأتت من الخارج لتمارس العمل السياسي وتشارك في الحكم في ظل الاحتلال، بسبب من عمالتها التاريخية المسبقة للولايات المتحدة، وليس من التزامها بحدود أقامتها أو تقيمها مرجعية السيد السيستاني، فإن ما سيسمح به الاحتلال سيكون هو السقف المطلبي لتلك القوى السياسية العميلة وأولئك الشخوص الخونة، وسوف يغطى ذلك بالمخرج الذي أعطته مرجعية السيد السيستاني مسبقا. فالمقابلة المطلبية السياسية لمرجعية السيستاني في مواجهة الاحتلال وبرامجه وصيغه وتوقيتاته، لم تشكل أي تحد حقيقي أو تعارض فاعل له ما بعده في حالة عدم الأخذ بها، وهي قد حققت حالة من التوافق كانت الولايات المتحدة كقوة احتلال غير شرعية بحاجة لها و تسعى من أجلها في علاقتها مع الأمم المتحدة.. وكان لها ذلك كما هو الموقف الآن بعد صدور توصية مبعوث الأمين العام للأم المتحدة.
انه ومع الثقة المسبقة للولايات المتحدة وإدارتها الاحتلالية بعدم تعارض توصية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مع ما طرحته من توقيتات "لنقل السلطة"، ومع ما كانت قد قدمته المطلبية السياسية لمرجعية السيد السيستاني في إيجاد المخرج بالقبول بتوصية الأمم المتحدة بشأن موضوع الانتخابات المسبقة »لنقل السلطة«، يصبح جميع الأطراف المقابلين للاحتلال بصيغ غير قتالية في مواجهة استحقاقات قاسية لها ما بعدها من تداعيات وتعقيدات:
1-نقل السلطة لا يعني إنهاء الاحتلال ولا يوجب انسحاب قواته من أرض العراق ولا يعني مطلقا شرعية تلك السلطة.
2-نقل السلطة وبأي صيغة يفرضها أو يوافق عليها الاحتلال لا يعني حرية تلك السلطة باتخاذ القرارات دونما حق النقض الناهي المعطى للحاكم الأمريكي بول بريمر أو من سيخلفه مستقبلا.
3-نقل السلطة يعني أعمال وتطبيق "قانون إدارة الدولة" الذي فرضته إدارة الاحتلال، والذي سيشكل قاعدة لكتابة مسودة الدستور بما فيه من قضايا خلافية مدبرة أرادها الاحتلال فيما يخص: الفدرالية، ومصادر التشريع، عروبة العراق، المحاصصة الطائفية والإثنية للمناصب والوظائف الكبرى، واللغة أو اللغات الرسمية وغيرها من القضايا الخلافية الأخرى.
4-الاستحقاق الانتخابي العام سيبقى معلقا لحين انتهاء "السلطة" من كتابة مسودة الدستور، وما يقتضيه ذلك من تعقيدات وأخذ ورد، ولسوف يزاوج الاحتلال في تحقيق المدى الزمني الأطول الذي يحتاجه مع تحقيق الاستحقاق الانتخابي العام المؤجل كمطلب سياسي لمن هم خارج السلطة وخارج مشروع المقاومة المسلحة.
5-عدم إجراء الانتخابات العامة كمطلب سياسي لمرجعية السيستاني قبل نقل السلطة، وقبول المرجعية ذاتها بذلك، شكل و يشكل تغطية لاستفراد الخونة والعملاء الذين أتوا من خارج الوطن في الاستمرار بتنفيذ ما رسم مسبقا وبما يخدم الاحتلال وأهدافه العراقية والإقليمية، وأن أي توسيع لصيغة الحكم الحالية سوف يتم على نفس الأسس التي فرضها المحتل سابقا.
إذا كانت مرجعية السيد السيستاني ووفقا لما يؤمن به أو عرف عنه من موقف اجتهادي فقهي يعطل الجهاد وفقا »لنظرية الانتظار في عصر الغيبة« وبسبب من عدم وجوبه لانتفاء شروط تحققه أعمالا لتلك النظرية، فأنه من باب أولى ألا يكون هناك ما يصدر عن المرجعية ذاتها ويمكن اعتباره مخرجا سياسيا للاحتلال وعملائه، وبحيث يفهم من قبل العامة بأنه حلولا عينيا للجهاد المعطل.
وإذا كان البعث والمقاومة العراقية المسلحة قد خصا مرجعية السيد السيستاني في هذه المخاطبة وبهذه المناسبة العظيمة، فأنهما في نفس الوقت واستحضارا لمعاني تلك المناسبة يتوجهان إلى المرجعيات الأخرى في الحوزة النجفية الشريفة ليطالباها ومعهما جماهير الشعب العراقي الرافضة للاحتلال بعدم التموضع في الموقع الاقصائي.. فمريدي تلك المرجعيات هم أولا وقبل كل شيْ عراقيون وعرب ومسلمون.. وهم يستشعرون الخوف على وحدتهم الوطنية، ويشتمون رائحة التآمر على انتمائهم العربي، ويتمثلون خطر الإلغاء الداهم على موائلهم التشريعية والثقافية والحضارية.
إن حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضلوه الميامين والمقاومة العراقية المسلحة ومجاهدوها البواسل، وهم يحيون ذكرى معركة ألطف ليجددون العهد على الاستمرار في المقاومة المسلحة وتطويرها وتعميمها حتى يتحقق الهدف الستراتيجي بطرد الاحتلال وتحرير العراق. وهم عندما يحيون هذه المناسبة العظيمة.. إنما يستذكرون معاني خيار الجهاد للقلة المبادرة في وجه الباطل، ومأساة انكفاء وتردد الجمع الأكبر التي يندم عليها الملايين حتى يومنا هذا، وهم يقدرون قدسية ثرى العراق الذي راوه دم الحسين وصحبه المجاهدين، ويستنهضون همم الرجال لتحرير هذا الثرى المقدس.
عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال،، عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة،، المجد للشهادة والشهداء،،
عاش حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضلوه الميامين،،
عاش الرفيق المناضل صدام حسين الصامد والمتحدي في معسكر الأسر،،
عاشت فلسطين حرة عربية،، والله أكبر.. الله أكبر، وليخسأ الخاسئون،،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في 19 آذار/ مارس 2004م
في ذكرى العدوان واحتلال العراق تستمر المواجهة وتنتزع المبادرة وتصلب قاعدة المقاومة والتحرير
اللحظة (المستمكنة وهما) في ليلة التاسع عشر على العشرين من آذار لعام 2003 والتي أطلقت فيها صواريخ العدوان الأمريكي الإمبريالي المبيت والمرسوم مسبقاً، تطبيقاً لنظرية التجديد في العقيدة الإمبريالية العدوانية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.. مستهدفة ضمن سياق استخباري مركب ومتعدد الأطراف، النيل من حياة الرفيق القائد الأمين العام، أمين سر قطر العراق، رئيس الجمهورية المناضل صدام حسين، وعدد من الرفاق أعضاء القيادة ومسؤولي الدولة.. وفقا لتوهم وتمني قيادة العدوان بتحقيق الضربة في (الفرصة السانحة)، مؤملة تحقيق العملية العسكرية السريعة والفورية الإنجاز Swift Operation كما توهمت تلك القيادات، وطمأنت أنظمة عربية وإقليمية عميلة وحليفة، بالتخلص السريع والنظيف من قيادة البعث وقيادة العراق السياسية. اللحظة هذه مثلما شكلت بالتاريخ الإنساني لحظة عدوان إمبريالي غاشم، فأنها شكلت أيضا في التاريخ العربي لحظة ثبوت الخيانة القومية مرة أخرى من قبل أنظمة عربية عميلة تاريخياً، حيث لعبت فيها مخابراتها المرتبطة مرجعية وفعلاً بمخابرات الولايات المتحدة.. دوراً مرسوماً لكنه مضللاً بفعل تدخل استخباري عراقي مقابل مدروس ومدبر، مرر من خلالها ما توهمه (نظام عربي مجاور) خرقاً استخبارياً غير مسبوق سيرفع من شأنه ويمنحه الحظوة المبتغاة لدى واشنطن.. بتأكيده على تحقق الفرصة السانحة واستمكان الهدف.. وعندها قررت قيادة العدوان الإمبريالية ساعة البدء.. لكنها وحتى اللحظة لا تستطيع أن تقرر في السياقات العسكرية والسياسية المتاحة لها ساعة الانتهاء، فهي إمكانية فقدتها عندما توهمت بأنها قد حددت ساعة البدء، التي بنيت على وهم فرضية العملية السريعة والفورية والمستمكنة وهماً.
لقد كان العدوان واقعاً لا محالة، وجهد العراق السياسي والدبلوماسي الناجح الذي عزل دولياً قوى العدوان والهيمنة الإمبريالية، حتم على تلك القوى تنفيذ العدوان كخيار مبيت فقد شرعية أممية كان يحاول جاهداً توفيرها كغطاء.. والاحتلال الجزئي أو الكلي للعراق بات أمراً متوقعاً، وكان تقابل الإرادات يتقاطع عند نقطة توهم فيها المعتدي الإمبريالي سهولة وسرعة الإنجاز المستهدف، وصمم عندها واثقاً البعث المقاوم على المواجهة المفروضة عليه.. والاستمرار بها وفق الصيغ العسكرية التقليدية وإلى المدى المتاح.. ولاحقاً وفق الصيغ الشعبية القتالية المقاومة حتى طرد الاحتلال وتحرير العراق. فلقد فرضت الولايات المتحدة معركتها على العراق، وفي المقابل يفرض العراق حربه المستمرة على قاعدة المقاومة والتحرير على الولايات المتحدة. فاللحظة المستمكنة أضحت وهماً عاشته الولايات المتحدة وقيادتها العدوانية، والمواجهة المستمرة والمفتوحة أضحت حياة (حقيقية) يعيشها البعث وتعيشها المقاومة العراقية المسلحة ويعيشها كل العراقيين الشرفاء والوطنيين ويفرضون بموجبها طبيعة المواجهة المستمرة، وهنا نقل البعث ونقلت المقاومة العراقية المسلحة (اللحظة المستمكنة وهماً) إلى مدى زمني مفتوح، على النقيض من ستراتيجية التمني الإمبريالية للولايات المتحدة.. بجعل العراق النموذج التطبيقي الماثل للمشروع الإمبريالي الأمريكي الجديد الإقليمي والكوني. وهنا أيضاً جعل البعث وجعلت المقاومة العراقية المسلحة من الإقليم (بأنظمته العربية) العميلة والمتآمرة، معايشة فصلاً أكثر تأزماً وتعقيداً في مواجهة استحقاقات نفاذ أو استمرار أو تحوير أدوار الأنظمة المطلوب "انصياعاً" من الولايات المتحدة الأمريكية. هذا هو الواقع المعاش الآن في العراق والإقليم كمحصلة للعدوان الإمبريالي الأمريكي المبيت من جهة، والتآمر والخيانة الوطنية والقومية من جهة ثانية، حيث يمكن لنا أن نشخص:
1-التعمق المتسارع لمأزق الاحتلال في مواجهة استمرار وتصاعد وتجذر المقاومة العراقية المسلحة المبنية على قاعدة المقاومة الشعبية والتحرير الوطني العريضة والصلبة.
2-التعثر والفشل لمشروع الاحتلال السياسي وما نشاْ وينشاْ عنه من صيغ وإفرازات لا وطنية معزولة عن القاعدة الشعبية العريضة، ومتعارضة مع قواعد الوحدة الوطنية العراقية الراسخة.
3-محدودية تجاوب المجتمع العالمي بدوله ومنظماته الأممية مع ما ترغبه الولايات المتحدة من توسيع قاعدة (التحالف العدواني-الاحتلالي) للعراق.
4-سقوط الذرائع الموظفة منذ أمد بعيد لشن الحرب وتدمير العراق واحتلاله وإسقاط قيادته السياسية الوطنية الشرعية، وارتداد تلك الذرائع على متبنيها ومروجيها الرئيسين بشكل أزمة ثقة سياسية مع ناخبيهم والمجتمع الدولي، وافتضاح نوايا العدوان الأصلية المتمثلة باحتلال العراق وضرب وإسقاط قيادته السياسية، وفقاً لمخطط إمبريالي مبيت منذ مدة طويلة سبقت خلق ذرائع العدوان والاحتلال الساقطة.
5-بروز المصلحة الصهيونية (المحققة) في العدوان على العراق واحتلاله، كمطلب ستراتيجي في مواجهة الأمة العربية كلها، اقتضته طبيعة ومواقف النظام السياسي في العراق فيما يخص الصراع العربي الصهيوني والتسويات المجتزأة ومقابلة مخطط السيطرة والتوسع »الإسرائيلي«.
6-بروز أدوار الأنظمة العربية المدمجة مع الأهداف والصيغ الإمبريالية الأمريكية في المنطقة والعالم، وبغض النظر عن حجومها، والتجاوب المستمر لتلك الأنظمة لمتطلبات إمبريالية وصهيونية، جعلت وتجعل من تلك الأنظمة قفازاً لقبضة الولايات المتحدة في مواجهة شعوبها (الأنظمة العربية المدمجة) والأمة العربية كلها، بما في ذلك صيغ وحالات التنافس مع أنظمة عربية أخرى أكبر حجماً وأكثر تمرساً في الحكم.
7-إحياء آمال واحتمالات الانفصال والإحلال لدول وكيانات إقليمية.. حيث يمكن تشخيص وترقب قيام دولة كردية في شمال العراق (انفصالاً)، وقيام دولة فلسطينية خارج الجغرافيا الوطنية الفلسطينية (إحلالاً).
8-تعمق المآزق السياسية والاقتصادية – الاجتماعية للأنظمة العربية، وفتح ملفات الإصلاح والتطوير ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان ومطالب الأقليات وتكييف الإسلام أمريكياً، وتجديد ومراجعة اتفاقات تقاسم المياه ورسم الحدود.. ضمن مقتضيات التعامل مع أدوار تلك الأنظمة استنفاذاً أو تحجيماً أو تحويراً.
إن إنشاء تلك المقدمة بما حملته من تعرض موجز أو تلميح سريع مستهدف لخفايا ساعة البدء، وما بنيت عليه من متطلبات سياسية واستخبارية، وما قابلها من تحسب واعتبارات تهيئة من قبل البعث والقيادة السياسية في العراق، وما يشخص ويترقب وينبه من إمكانية وقوعه في العراق والوطن العربي.. كل ذلك للدخول بما استقرت عليه سنة الاحتلال الأولى.
في هذا السياق يكون من الضروري أن نقابل بين الاحتلال من جهة والبعث والمقاومة العراقية المسلحة من جهة أخرى، لنؤشر على ما يمكن أن يكون نقاطاً فاصلة لها ما بعدها، بعد أن تأسست على مسببات منتجة لها:
الشروع بالعدوان و إطلاق العمليات العسكرية:
كان العدوان مبيتاً ومرسوماً منذ أمد، وكانت الآلية المصممة والفاعلة لخلق أزمة تطبيق القرارات الأممية المتتالية بفعل استنفاذ غرض كل منها، بدءًا من قرار وقف إطلاق النار في شباط 1991 ومروراً بسلسلة القرارات المتتالية وحتى أزمة تطبيق القرار 1284 وما تلاه من قرار اعتماد العقوبات الذكية... التي رسمت واستهدفت بمجملها إدامة الحصار و إضعاف الدولة العراقية... ضمن سياق استخدام الذرائع الساقطة (أسلحة وبرامج التدمير الشامل)، والتي لم تجد غيرها أو ما تضيف إليها، الإدارة الجمهورية المعتدية منذ وصولها للبيت الأبيض غير ذريعة ساقطة أخرى لم تثبت للعيان (علاقة العراق بالإرهاب). إن تسارع الوصول إلى نقطة الشروع بالعدوان وإطلاق العمليات العسكرية كان له ما يبرره في المنظور الستراتيجي والتطبيقات السياسية الأمريكية، حيث يمكن إيراد الأتي:
1-الموروث التاريخي في التكوين التجديدي للعقيدة الإمبريالية الحاكمة والمؤثرة في برامج وسياسيات المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، فيما يخص الطاقة والهيمنة عليها وموقع العراق في تلك البرامج، لاسيما حجم المخزون الستراتيجي العراقي من جهة وسياسة العراق النفطية المستقلة من جهة ثانية.
2-النظرة الرأسمالية لشخوص اليمين الحاكم في الولايات المتحدة، والتي تفترض المحاباة المصلحية الأوسع للشركات الرأسمالية الكبيرة وخاصة النفطية منها.. وموقع تلك الشركات الرأسمالية في تصميم وتبرير القرار الواجب اعتماده من الإدارة الحاكمة والمتحالفة معها، وعكس ذلك تنفيذياً على المدى الزمني في الحكم المتاح دستورياً للرئاسة.
3-تعمق وتأصل التزاوج الستراتيجي الناظم لعلاقة ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة، والمبني على ضمان السيطرة و/أو الهيمنة على النفط من جهة، وضمان استمرار أمن »إسرائيل« وتفوقها العسكري والأمني والتقني في مواجهة الأمة العربية كلها.
4-ومن الناحية التكتيكية، كان هناك اعتبارات فاعلة متعددة حتمت تسارع الوصول إلى نقطة الشروع بالعدوان وإطلاق العمليات العسكرية، وهي مرتبطة بالخوف والتحسب من كشف زيف الذرائع، تنامي المعسكر السياسي والشعبي الدولي المناهض للحرب، القناعة بعدم إمكانية الحصول على قرار أممي يشرع الحرب من جهة، وعدم إمكانية بناء تحالف عسكري أعرض من جهة أخرى.
وفقاً للمبررات الموجبة أعلاه وصلت الإمبريالية الأمريكية مرة أخرى إلى نقطة التصادم العسكري مع العراق وحزب البعث العربي الاشتراكي، وكان للصدمة العسكرية الأمريكية في نقطة شروعها هدف ذهبي دفعت إليه على عجل، ممنية النفس بالتعرض الناجح على حياة الرفيق صدام حسين بوجه الخصوص، ومؤملة بالحسم الناجز والفوري.. والمؤدى إلى انهيار رأسي سريع ينعكس على شل القاعدة واحتوائها ضمن وقت وخسائر محدودين.
مسارات العدوان وسير العمليات القتالية:
مع الاستغلال الفاشل (للفرصة الوهمية السانحة).. وبغض النظر عن وضع وطبيعة مهام القوات الأمريكية المتحشدة أو المنتشرة في نسقها القتالي على حدود العراق الجنوبية والغربية والشمالية، إضافة إلى مياه الخليج والقواعد الجوية السعودية والكويتية والأردنية والتركية والإماراتية والقطرية والعمانية والبريطانية والبرتغالية والأسبانية ووسط وشرق أوروبا، أصبحت المعركة واقعاً معاشاً تحكم في خلقه القرار السياسي المبني على معلومات استخبارية مضللة تدبيراً. وكان على الجهد العسكري العراقي المقابل أن يبادر إلى إرغام القوات المعادية على عدم الإطالة في التموضع الآمن في نقاط تحشدها في الجبهة الجنوبية خصوصاً بتوجيهه لضربات الصواريخ الميدانية المتتالية عليها، وهنا فرض الدمج العملياتي المبكر على الصنوف المعادية، وأصبح على القوات الجوية الأمريكية مهام إضافية مبكرة في تغطية ودعم وإسناد الأرتال المتحركة على حساب الانتقاص من حجم العمليات الجوية القتالية في عمق أراضى العراق، هذا الدمج العملياتي المفروض مبكراً روج لحرب نفسية موازية.. اقتضت التعرض العدواني الأمريكي المبكر على أهداف مدنية بحتة، واستخدام واسع للأسلحة المحرمة والملقاة على أهداف مدنية واضحة، والحقيقة التي يحاول العدو وحلفائه طمسها في تقابل خطتي السوق المتصارعتين.. وما اشتق عنهما من مسارات وجهود تكتيكية، يمكن عرضها وكما يلي:
1-افترضت القيادة العراقية وتحسبت منذ بدء العدوان لضربة أو ضربات كتلوية أمريكية، لتجنب كل من عوامل الإطالة وتعاظم الخسائر وممارسة الضغط السياسي الدولي المبرر على الإدارة الأمريكية وحكومتها الذيلية في بريطانيا. وعندما فرضت "الفرصة السانحة الوهمية" نفسها ترجيحاً على البدء بضربة أو ضربات كتلوية... تستهدف إحداث الانهيار السريع والقطع القيادي والسياسي مع قطعات الجيش العراقي والتشكيلات الحزبية والفدائية وشبه العسكرية والشعبية المتجحفلة معها، كان للتخطيط السوقي العراقي ما يبرره في إرغام القطعات المعادية المتحشدة على الحركة المبكرة وإحداث الدمج العملياتي فرضاً على الصنوف المعادية الأخرى.
2-كانت الاعتبارات السوقية العراقية في مجال مقارنة القوة وتقدم التطبيقات التقنية، تسلم بالأرجحية للعدو، ومع ذلك كان لا بد من فرض صيغ اشتباك تكتيكية مع القوات المعتدية المتحركة تجاه العاصمة بغداد كهدف سوقي أعظم وواجب التحقيق ربطاً بمبررات العدوان السياسية والاقتصادية والعقيدية. وهنا أعتمد على صيغ اشتباك غير تقليدية تحيد قدر الإمكان من أرجحية العدو الحركية والنارية والتقنية، وهذه الصيغ هدفت إلى تعطيل الحركة وتشتيت الجهد العسكري المعادي، إضافة لتطويل أمد الحرب، وجعل العدو مضطراً لدخول حرب مدن وحواضر بما يحيد من أرجحته. لقد أرغم العدو على الاشتباك وفقاً لتلك الصيغ وألحقت به الخسائر وإن كان إعلام العالم بعيداً عن معاينة ذلك.
3-تجنب العدو دخول المدن التي شكلت دفاعاتها المركبة العسكرية والشعبية وفقاً لتخطيط القيادة السياسية والعسكرية العراقية.. حائلاً من إحداث صدمة السقوط لبعضها وخاصة البصرة. ومع تركيز العدو بالاندفاع تجاه بغداد، إلا أنه كان يحاول دخول المدن الرئيسية لأسباب سياسية ونفسية وإعلامية، خاصة.
وإن احتمالات تطويق بغداد لفترة طويلة كان ضمن الحسابات المتقابلة لطرفي الصراع. لقد تمكن العدو من دخول جزئي لمدينتي النجف الأشرف وكربلاء عندما حسب محدودية الرد المقابل تجنيباً لمقدسات المدينتين من الدمار في الوقت الذي بقيت فيه قواته على محيط البصرة والناصرية والسماوه.
مع محددات تعبوية وعملياتية في خطة السوق الأمريكية والتي استهدفت بغداد من خلال ضرب القيادة السياسية والعسكرية كما منت النفس في لحظة البدء عند نقطة الفرصة السانحة، أو من خلال التركيز واستهداف بغداد، كما سارت خطة العمليات لاحقاً.. فأن خطة السوق العراقية المقابلة كانت قد هيأت لمعركة الدفاع عن بغداد وفقاً لتملك عوامل حسم معتبرة، تعتمد على إطالة أمد القتال وشراسته وفرض صيغ الاشتباك المحيدة لأرجحية دروع وطيران العدو.. وعلى هذا الأساس رتبت الدفاعات عن المدينة في محيطها وداخلها. وكان ما يمكن أن يلغي تلك الخطة هو احتمالات الضربة الكتلوية مرة أخرى. وهذا لم يكن احتمالاً ضعيفاً حيث تم تبنيه من قبل القوات المعادية بشكل مركب:
معركة استرداد مطار صدام الدولي (ضمن سياق الدفاع عن بغداد) التي فرضت فيها القيادة الميدانية للرفيق صدام حسين صيغ الاشتباك والتدمير الغير تقليدية في التعرض المقابل للقطعات المكلفة ومن تجحفل معها، بحيث تم تدمير العدو وطرده في صولة واحدة ممتدة، شكلت للعدو حافزاً على تبني خيار الضربة الكتلوية المحددة في محيط المطار وقد نفذ العدو ذلك فوراً بعد تدميره ودحره من المطار.
شكل رد العدو الكتلوي في محيط المطار نموذجاً تبنته قيادة العدو الميدانية والستراتيجية في محاولتها تجنب ما قد يفرض عليها من صيغ اشتباك غير موائمة وطبيعة التسليح ومعنويات وتدريب أفرادها من جهة، ولإرباك المدافعين عن بغداد من جهة ثانية، ولمد قنوات اتصال مع (مفاصل قيادية ميدانية مدافعة عن بغداد) زاعمة تجنيب المدينة التدمير والإبادة، وكما اعترفت به قيادة العدو لاحقاً على لسان قائد القيادة الميدانية الوسطى (توم فرانكس) الذي أقر بذلك كتمهيد لشراء مواقف(انكفائية) لقادة ميدانيين عراقيين.
لقد كان للعدو ما استند إليه بتفوقه الناري والتقني والتطبيق النموذجي للقوة التدميرية الهائلة (في شكلها الكتلوي) في مواجهة أي قوة تقابل أو تقرر الولايات المتحدة مقابلتها في ظل تفردها بالقوة الأعظم كونياً، حيث تجنب المواجهة مع دفاعات بغداد وفقاً لما خططته القيادة العراقية. إن تطيبق (نظرية الصدمة والترويع) الأمريكية قد تم على مرحلتين، كانت الأولى غير مجدية رغم إدامة وكثافة القصف الصاروخي العابر والجوي الستراتيجي على نقاط محددة بعينها في محيط بغداد وداخلها، أما الثانية فقد تمثلت بضربة كتلوية (محرمة) ومحددة في محيط مطار صدام الدولي بعد تحريره وإمساك القوات العراقية به.
قيادة الحزب والدولة تدخل مرحلة المقاومة المسلحة للاحتلال:
تعاملت قيادة البعث بسرعة وشفافية ودون تردد مع حقيقة أن سقوط بغداد إنما يعني دخول العراق في مرحلة احتلال عسكري، وقد كان موقف الرفيق الأمين العام واضحاً بهذا الشأن في خطابه المسجل ليبث في عصر التاسع من نيسان 2003. ومع دخول العراق في مرحلة الاحتلال من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وتعامل القيادة مع تلك الحقيقة في لحظتها، ووفقاً لمضمونها واعتباراتها المختلفة.. كانت اللحظة أيضاً وفي نفس الوقت تحمل قرار المقاومة المسلحة للاحتلال وعدم الاعتراف بشرعيته.. وكان البعث وقيادته يدخلون مرحلة المقاومة بانسيابية موصولة، ومنهجية ثورية، وتهيئة إدارية، وشرعية وطنية، ووعي سياسي لطبيعة المرحلة، وكانت المقاومة المسلحة موصولة وغير منقطعة عن جهود الدفاع وصد العدوان أثناء مرحلة العمليات العسكرية. وهنا يجوز لنا أن نوضح أن النقلة النوعية تجاه المقاومة الشعبية المسلحة الفورية لم يكن لها من سبيل لولا التدبير المعد مسبقاً وفقا لتقييم قيادة البعث لموازين القوة المتقابلة من جهة، ووعي البعث المسبق ومعايشته لمواجهة مستمرة مع الولايات المتحدة (القوة الإمبريالية الغاشمة الأعظم) على مدار أربعة عشر سنة خلت. وهنا يمكن أن نؤشر على تحقق المعطيات التالية:
1-دخل البعث وفقاً للتدابير المهيأة مرحلة المقاومة المسلحة موصولة بالمواجهة المستمرة مع الولايات المتحدة وأحدث الدمج القتالي الفوري في مقاومة المحتل بين البعث والجيش والحرس وقوات الأمن القومي على قاعدة حرب التحرير الشعبية.
2-سعى البعث منذ لحظة الشروع(ونجح) في توسيع جبهة المقاومة المسلحة وبناء أسسها الشعبية والوطنية على قاعدة المقاومة والتحرير.
3-كان البعث قد هيأ مستلزمات المقاومة تأسيساً على تهيئته لمستلزمات الدفاع غير التقليدي عن بغداد وباقي حواضر وأرياف وبوادي العراق.
4-أنجز البعث ووفقاً لوعيه السياسي ومنهجيته الثورية ووطنيته العراقية وانتمائه القومي العربي ورسالته الإنسانية.. وفي وقت قياسي من انطلاق المقاومة المسلحة المنهاج السياسي والستراتيجي للمقاومة العراقية والذي صدر في التاسع من أيلول 2003.
5-أبرز البعث فكره المقاوم فاعلاً وموجهاً لعمليات المقاومة المسلحة، بتحديده الهدف الستراتيجي، وتحديد خارطة الأهداف والمستهدفين، ومحدثاً الربط العضوي المشروع بين الاحتلال وعملائه وصيغه وإفرازاته، بوضوح ثوري ومنطلقات وطنية واستهدافات مدبرة.
6-بنى البعث (ولا يزال) المقاومة المسلحة على قاعدة المقاومة والتحرير وتأسيساً على أصالة الفعل وانتزاع المبادرة من المحتل في جوانبها القتالية والسياسية والمعنوية، بحيث ابتعد عن ردة الفعل الآنية، وهيأ لمقاومة مسلحة مستمرة ومستنيرة ومستقلة عن تأثير أية قوة محلية أو إقليمية أو كونية، تؤمن بالمقاومة المسلحة كحق أنساني ووطني مشروع للعراقيين طالما بقي هناك احتلال أو محتلين وتحت أية تسمية أو عنوان.
7-رجح البعث وبشكل مطلق حق العراق والعراقيين بالمقاومة وسعيهم للتحرير على حساب أية مصالح إقليمية، وبغض النظر عن تأزيم الإقليم بمجمله أو مكوناته، وبدون مراعاة للتوافقية الإقليمية مع الهيمنة والتبعية للولايات المتحدة، وحدد واعياً مصلحة »إسرائيل« والصهيونية العالمية في ضرب واحتلال العراق، وشخص ضعف النظام العربي الرسمي وهوانه أو عمالة مكوناته، ودخولها مرحلة استنفاذ الدور أو تحويره من قبل الولايات المتحدة (وهو ما يحدث الآن). في الوقت الذي يعي فيه البعث أن هوان وضعف أو عمالة بعض الأنظمة، وبسبب من تداعيات احتلال العراق واستمرار المقاومة المسلحة فيه.. قد يؤدي إلى تورط تلك الأنظمة بتنفيذ مهام تتطلبها مصلحة خروج الولايات المتحدة من مأزقها المتعمق في العراق بما ينعكس على محاولة تعريب الاحتلال أو محاولة تغير الجغرافيا السياسية للعراق أو بعض لأقطار العربية. والبعث أيضاً يعي أن بعض الأنظمة قد بدأت بترتيب أمورها على أساس تواجد طويل الأمد للاحتلال في العراق (أقله تواجد عسكري قواعدي معتبر) بموافقة السلطة العميلة للاحتلال، والتي بدأت تلك الأنظمة بما فيها جامعة الدول العربية من التعامل الرسمي معها.
8-البعث أكد ويؤكد على أن حقه وحق العراقيين(المستمر) بالمقاومة المسلحة تجاه الاحتلال وواقعه وإفرازاته ليس إرهاباً له صلة بما يسمى الإرهاب الدولي، ولا ذلك الإرهاب الذي صنعته ورعته الولايات المتحدة والغرب في حقبة الحرب الباردة، تأسيسا على محاربة الشيوعية بتحشيد رجعيات قومية ودينية. ومقاومة العراقيين المسلحة للاحتلال منطلقة من أسس وطنية عراقية في المقام الأول، وانتماء عربي تقدمي في المقام الثاني، وحق ودور إنساني له إرثه الحضاري الشديد التميّز في المقام الثالث، ومنهجية نضالية بعثية ثورية ومقاومة في المقام الرابع.
أيها العراقيون الأباة،،
يا أبناء الأمة العربية المجيدة،،
أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،،
يعيش العراق الآن مرحلة المقاومة المسلحة الوطنية كحقيقة شرعية وحيدة مقابلة للاحتلال، وتضع المقاومة المسلحة الاحتلال في مأزقه المتعمق، والاحتلال بدوره يحاول جاهداً خلط الأوراق وتعميّة الرؤية، وأجندة الاحتلال التي وعاها البعث (حتى قبل الاحتلال) قد أصبحت واضحة لكل العراقيين، وفي ذكرى انطلاق العدوان الإمبريالي الأمريكي الغاشم، وبعد مرور ما يقارب العام على احتلال العراق يكون من واجبنا أن نتعرض للخارطة السياسية العراقية المعاشة واحتمالات تشكلها في العام الثاني من المقاومة:
1-الاحتلال غير الشرعي للعراق بكل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية تقابله المقاومة العراقية المسلحة والشرعية.
2-والمقاومة المسلحة تبني قاعدتها الجماهيرية وشرعيتها النضالية وحقها الجهادي بإدامة فعلها المقاوم وتعميقه وتطويره وتعميمه على مساحة أرض العراق.
3-نضال المقاومة العراقية المسلحة بمكوناتها الوطنية مستمر حتى تحرير العراق وطرد الاحتلال.
4-وفي مقابل تلك الشرعية الوطنية يقف الاحتلال وإفرازاته غير الشرعية والمحسوبة منه وعليه، وتعامل مثله مستهدفة بفعل المقاومة القتالي كأهداف مشروعة للاحتلال ومن الاحتلال.
ووفقاً لتسلسل السياق أعلاه، تم ويتم التعامل مع أجندة الاحتلال وتوقيتاته وبرامجه للعراق المحتل، وللدخول إلى ذلك يكون من اللازم التعرض إلى وعي وتحسب وتعامل البعث والمقاومة العراقية المسلحة مع معطيات دولية وإقليمية متصلة باحتلال العراق:
-فالبعث والمقاومة العراقية المسلحة وضعا ويضعان المخطط الأمريكي في العراق (كنموذج قيادي) لتطبيقات التفرد في القوة الغاشمة للإمبريالية الأمريكية في حالة اختبار صعب، وهما مصممان على إفشال ذلك النموذج ووأده، وانطلاقاً من ذلك التصميم الوطني والعربي والتقدمي وممارسته وتفعيله.. يكون البعث وتكون المقاومة العراقية المسلحة في موقع كوني ريادي، رغم محاولة الاحتلال وعملائه، وخونة العراق، وأنظمة عربية مهانة وعميلة، وأقلام صحفية مأجورة، وتيارات ومحافل صهيونية وماسونية معادية، من التعامل والتصنيف الإرهابي للمقاومة العراقية المسلحة.
-والبعث والمقاومة العراقية المسلحة وضعا ويضعان موقف النظام الرسمي العربي ومؤسساته الضعيفة في موقع الدفاع عن النفس، رغم تحالفه مع الإمبريالية الأمريكية في مخططها العربي والكوني (لمحاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان). وتشهد الأيام المعاشة والقادم منها، ما ستكابده أنظمة عربية عميلة ومهانة من محاولة الولايات المتحدة من فرض التغيّر تحت مسمى الإصلاح السياسي، وفرض الإحلال تحت مسمى الديمقراطية الغربية، وفرض الانسلاخ التاريخي والثقافي تحت مسمى التحديث وبناء المجتمع المعرفي، وفرض التطبيع مع »إسرائيل« تحت مسمى التعاون العلمي والاقتصادي والبحثي، وفرض الفوضى تحت مسمى حقوق طوائف و أقليات ومذاهب ومهجرين، وفرض التنازل عن حقوق تاريخية مكتسبة في المياه والموارد تحت مسمى الأمر الواقع والظرف الإقليمي والدولي الجديد.
-والبعث والمقاومة العراقية المسلحة فضحا ويفضحان تعامل الولايات المتحدة الانتقائي أو الإقصائي لشخوص الحكام العرب، وفقا لارتباطهم الشخصي وعضويته بسياسات أو مؤسسات الحكم والأمن المتنفذة في الولايات المتحدة، وذلك من خلال إحالة العقود والصفقات في "مهزلة إعمار العراق أو تدريب وتأهيل عناصر الشرطة العميلة والجيش اللاوطني، كرشوة لأؤلئك الشخوص الذين يتشدقون بمحاربة الفساد والرشوة.
-والبعث والمقاومة العراقية المسلحة كشفا ويكشفان وسيكشفان مؤامرة (التحميل القسري) لثقل خيانات وتآمر أنظمة عربية بعينها لمؤسسة الجامعة العربية، والقبول التواطئي لأمين عام الجامعة بذلك، تأسيساً على مدرسته السياسية ذات الولاء للنهج الساداتي المستسلم في السياقات الوطنية والقومية.. والذيلية عضوياً لتخبطات نظام مبارك منعدم الخيارات الفاعلة (كما هو حاله قبلاً وآنياً).
-والبعث مثلما بيَّن قبلاً دور إيران التخريبي في العراق.. والمقاومة العراقية والبعث، الآن، يؤكدان على استمرار هذا الدور وتمتعه بهامش الحركة الممنوح من قبل شراذم عراقية خائنة وعميلة ومتحالفة في العدوان والاحتلال مع الولايات المتحدة، والولايات المتحدة في مأزقها الاحتلالي المتعمق للعراق، لا يمكن لها إلا القبول لمثل هذا الدور بعد أن شاركت فكر ومطالب هذا الدور المعادي للبعث والعروبة والعراق.
أجندة الاحتلال وبرامجه وتوقيتاته:
من الضروري التأكيد على أن أجندة الاحتلال في العراق منسلخة تماماً عن ذرائع العدوان الساقطة، والفهم المقصود أو السطحي بعكس ذلك.. إنما هو موقف تآمري قبل وبعد العدوان والاحتلال، ومثل هذا الفهم أو المواقف الناشئة عنه تدبيراً أو غباءً، ولدى أي طرف أو من أي طرف صدر و يصدر، إنما هو يصنف في خانة الخيانة الوطنية والقومية والتواطؤ مع المحتل. ومثل هذه المواقف كانت قد روج لها ضمن تدبير تآمري مسبق في قمة عمّان العربية المنعقدة في شهر آذار من العام 2001، وصعدت تدبيراً تآمرياً مقصوداً في قمة شرم الشيخ العربية المنعقدة في شهر آذار من العام 2003، وكان لأنظمة عربية مجاورة للعراق علاقات تآمرية مع شراذم من الخونة والعملاء تطورت منذ أمد وسمحت لتواجد ومكاتب وإذاعات موجهة وتنسيق استخباري ذو مرجعية أمريكية. وكان هناك تدخل واضح أو مستور في شأن العراق الداخلي ويمس أمنه الوطني، ويسمح بتسهيل عمل استخبارات أمريكية وغيرها من خلال مثل هذه الأدوار.
وكان أن ساقت الولايات المتحدة ذرائعها الساقطة.. ففبركت وروجت لها شراذم الخيانة والعمالة (العراقية) في الخارج، وتبنتها عن قصد أنظمة عربية عميلة ومرتبطة، أو بفعل الخوف من الولايات المتحدة أنظمة مهانة أخرى، وهكذا كانت تلك الأنظمة ليس لها ما تقول أصالة عن نفسها بشأن العدوان، إلا وفقاً لعمالتها وارتباطها بالولايات المتحدة الأمريكية، أو ما تقله نيابة عن الولايات المتحدة (وشرعيتها الدولية الذرائعية).. غيرها من الأنظمة العربية المهانة والمرعوبة والمعدومة الخيارات. إن القصد من التمهيد أعلاه قبل التعرض والتعامل مع أجندة الاحتلال وبرامجه وتوقيتاته من قبل البعث والمقاومة العراقية المسلحة، جاء يؤكد على حقيقة يتبناها البعث وتتبناها المقاومة العراقية المسلحة وتقضي بإسقاط الدور العربي الرسمي وعدم الاكتراث له إلا بالقدر الذي يصبح فيه جزءًا من الاحتلال وواقعه وإفرازاته وسطوه على موارد العراق وثروته.
للاحتلال أجندته وبرامجه ومخططاته وتوقيتاته، التي يقابلها قتالياً البعث والمقاومة العراقية المسلحة، وهذه الأجندة ذات المنطلقات المرتبطة بطبيعة الأهداف الإمبريالية والصهيونية في الوطن العربي والإقليم من جهة، وذات الأهداف الكونية لتفرد الولايات المتحدة كقوة إمبريالية غاشمة من جهة ثانية. وإذا كان الاحتلال قد أفترض برامج وخططاً وتوقيتات ثابتة وجاهزة قياساً على توهمه بسكون واستسلام الطرف المقابل وفقاً لما صوره له عملاؤه وخونة العراق قبل العدوان، ووفقاً لما منى النفس بأن يكون الوضع كذلك، فإن الصورة الحقيقة المضادة بمقابلة البعث والمقاومة المسلحة القتالي الفوري.. المستمر والمتصاعد والممنهج سياسياً وستراتيجياً، قد جعلت من أجندة العدو ببرامجها وتوقيتاتها صعبة التحقيق ومتعثرة المسار ومتغيرة المكونات وكثيرة التحوير والمراجعة. وعليه يمكن لنا أن نشتق ما يمكن أن يكون أهدافاً ستراتيجية أو مفصلية في أجندة العدو وبرامجه ومخططاته في العراق، ونقابلها بتوقيتاتها المفترضة، في الوقت الذي تعتبر فيه افتراضية التوقيت بالنسبة للاحتلال مرتبطة بسلم زمني محدد ومحكوم باستحقاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية الآزفة، التي يقابلها سلم زمني ممتد غير محكوم سوى بهدف التحرير وطرد الاحتلال.. يقاتل خلاله البعث وتقاتل خلاله المقاومة العراقية المسلحة. وعليه تعامل ويتعامل البعث وتعاملت وتتعامل المقاومة المسلحة مع أجندة العدو وبرامجه وتوقيتاته وفقا لما يلي:
تعامل البعث وتعاملت المقاومة العراقية المسلحة مع الاحتلال وفق مفهومه الحقيقي الإمبريالي.. المستهدف تحقيق وإدامة السيطرة السياسية والاقتصادية والثقافية على العراق وشعبه، وفرضه لمنهجه الاجتماعي المرسوم لتطور المجتمعات غير الرأسمالية وغير الغربية الثقافة، الذي حددته نظرية التجديد في العقيدة الإمبريالية في نظرتها الكونية، فبرامج الاحتلال و مخططاته وبغض النظر عن مسمياتها وتوقيتاتها ومفاصلها المختلفة، سوف لن تكون إلا مرفوضة نظرياً ومستهدفة عملياً بفعل المقاومة القتالي المسلح أو تدخلها الفني والإداري المتاح لإفشال ولتدمير تلك البرامج والمخططات. والبعث يعي والمقاومة العراقية المسلحة كذلك، أن تلك البرامج والمخططات وتوقيتاتها التنفيذية مرتبطة بأمن واستقرار الاحتلال وصيغه وواقعه وإفرازاته السياسية والإدارية والتنفيذية والمؤسسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، وهذا الأمن لن يتوفر أبداً لا للاحتلال ولا لتلك الصيغ والإفرازات. وعملية الربط العضوي بين الاحتلال وبرامجه ومخططاته وما ينبثق عنها، خيار غير مرتد في منهاج البعث والمقاومة المسلحة. وعلى هذا الأساس تعامل البعث والمقاومة المسلحة ويتعاملان مع:
-(مجلس الحكم العميل) وشخوصه ونوابهم و إدارته والمؤسسات المنبثقة عنه.
-قرار حل الجيش والأجهزة الأمنية ووزارات الدفاع والإعلام والتصنيع العسكري.
-قانون (اجتثاث البعث) وقانون (إنشاء المحكمة الجنائية الخاصة) وما أنبثق وينبثق عنهما من مؤسسات أو هيئات أو فروع أو أفراد عامليين.
-أجندة الخامس عشر من تشرين الثاني 2003 وما أنبثق وينبثق عنها من برامج (نقل السلطة) و(قانون إدارة الدولة المؤقت) والهيئة الكاتبة للدستور و أي سلطة تنفيذية أو تمثيلية عميلة منبثقة عن تلك الأجندة.
-أية اتفاقية و/أو اتفاقيات تعقدها تلك السلطة العميلة مع الغير بما في ذلك قوات الاحتلال لأجل إعادة تموضعها وتواجدها القواعدي الدائم على أرض العراق.
-برامج ومخططات (إعمار العراق) التي دعا لها ويشرف عليها الاحتلال، والتي هي نتاج الحصار والعدوان غير الشرعيين.. ومرادفة للاحتلال ومخططه بالسطو المنظم على العراق وثروته، ورشوة للآخرين أنظمة عربية وغيرهم من حلفائه. وعلى الحكومات العربية وشركات ومؤسسات الأعمال الأهلية ألا يتورطوا في هذا السطو، بحيث يكونوا جزءًا من الاحتلال المستهدف قتالياً وبشكل يومي على أرض العراق.
تعامل البعث مع سياسات الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً، بشكل تقابلي، وكان تعامل البعث مع تلك السياسات.. التي كانت في معظمها معادية ومتآمرة على حقوق العرب القومية في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى.. يأخذ طابع الدمج في التعامل ما بين الشأن القطري العراقي والقومي العربي، على أساس من وعي وفهم مسبقين ثبت صحتهما في حقيقة المنظور الستراتيجي للولايات المتحدة في علاقتها مع الإقليم، على أساس من مسعى الهيمنة على نفط المنطقة وتأكيد وإدامة تفوق "إسرائيل" في مواجهة الأمة. وكان لذلك التقابل السياسي في مراحل معينة، وقائعه في المواجهة العسكرية، أو فرض و تشديد الحصار والحظر الجوي، أو التدخل بالضد من مصلحة العراق ووحدته الوطنية بالتعاون مع حلفاء إقليمين أو عملاء وخونة داخليين.
وفي واقع الاحتلال المعاش حالياً في العراق.. تمارس الولايات المتحدة كقوة احتلال عسكري غير شرعي، ما يمكن أن يتاح لها من سياسات مرتبطة بطبيعة وأهداف عدوانها واحتلالها، وبما يسمح به الوقت المحدود، بفعل المقاومة المسلحة، التي مثلما قلبت تمنيات النفس الأمريكية، فإنها قلبت عامل الوقت المتاح للاحتلال، ليصبح سلاحاً بيدها في مواجهتها مع الاحتلال المأزوم و المحكوم سياسياً باستحقاق دستوري آزف في دولته، و أصبح واقع الاحتلال الأمريكي بفعل المقاومة العراقية المسلحة، ورقة ضاغطة على الحزب الجمهوري ورئيس الولايات المتحدة في سعيهما لدورة رئاسية ثانية.
تعامل البعث وكذلك المقاومة العراقية المسلحة مع عمليات الاحتلال العسكرية المستمرة والموجهة ضدهما وضد شعب العراق، بحيث كانا لا يعدما الرد المقابل، أو التحييد المدبر لصيغ وتكتيكات الاشتباك المعادية.. وإفراغها من إنجازاتها على الصعيد السوقي، وتحويل كل فوز للعدو إلى إنجاز تكتيكي آني، وجعل القيادة الميدانية لقوات الاحتلال مربكة في مواجهة التتابع المدروس للتدابير والمبادرات والتحركات المتأتية من فعل المقاومة المسلحة القتالي، وزجها لصنوف الأسلحة حسب الظرف والحاجة والمكان بما يضمن تحقيق عنصر المفاجأة، وانتشارها العملياتي فوق مساحات شاسعة من أرض العراق في اتجاهاتها الأربع، واقتصاصها الشرعي والعادل من العملاء والخونة والمتعاونين، ونجحا (البعث والمقاومة المسلحة) في منع الاستخدامات المدنية من قبل العدو لكل المطارات المدنية في بغداد والبصرة والموصل، وجعلا من القواعد الجوية أهدافاً دائمة للقصف، مثلما تم ذلك لكل القواعد العسكرية لقوات الاحتلال الأمريكية والأخرى المتواجدة على أرض العراق. والمقاومة التي تثقل من تعاملها القتالي على القوات الأمريكية لا تستني قوات الدول الأخرى وعناصر مخابراتها وتعكس الخسائر التي تلحقها بتلك القوات على أزمة حكوماتها السياسية المعاشة في دولها.
هكذا هو الفعل العسكري والسياسي للبعث والمقاومة العراقية المسلحة بمكوناتها الوطنية.. ولسوف يتصاعد ويتطور على قاعدة المقاومة والتحرير، ويتصلب بمرجعيته الوطنية والقومية والإنسانية، ويستمر حتى تحقيق هدف المقاومة الستراتيجي (بطرد الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحداً ووطناً لكل العراقيين).
عاش العراق حراً وليهزم الاحتلال، عاشت المقاومة العراقية المسلحة عاش حزب البعث العربي الاشتراكي،
عاش الرفيق الأمين العام المناضل رئيس الجمهورية صدام حسين الصامد والمتحدي في معسكر الأسر،
المجد لشهداء العراق وفلسطين الأكرميين، عاشت فلسطين حرة عربية،
والله أكبر.. الله أكبر وليخسأ الخاسئون،
جهاز الإعلام السياسي والنش حزب البعث العربي الاشتراكي
***
المقاومة العراقية تعلن برنامجها السياسي:
1/ 4/ 2004م: القدس العربي: لندن:
يا أبناء العراق الغيارى.. أيها الشرفاء العرب.. أيها الأحرار في العالم.. في مثل هذه الأيام يكون قد مر عام على العدوان الأمريكي -البريطاني الذي شنه بوش- بلير نيابة عن الصهيونية على العراق بلاد الرافدين ومهد الحضارة وعنوان المجد والتاريخ الزاهي، وبعد أن تعرَّت هذه العصابة من كل ذرائعها لتسويق العدوان وإشاعة منطق الاحتلال نراها اليوم تترنح أمام الضربات البطولية للمقاومة العراقية الباسلة وترى قادتهم وحاكمهم المدني لا يستطيع أن يقول للعراقيين شيئاً سوي أن ينتظروا أياماً سوداء. هي بإذن الله ستكون سوداء على الغزاة المحتلين. وليكن بإذن الله تعالي وهو العلي القدير. واستنادا إلى إرادة شعبنا البطل سيكون عام 2004 عام التحرير الكامل.
ومنذ أكثر من عشرة شهور قد تشكل المجلس الوطني للمقاومة العراقية ليضم كتائب المجاهدين من المناضلين البعثيين ورجال القوات المسلحة وأبطال أجهزة الأمن القومي، ومعهم -وبكل تلاحم- عشرات الآلاف من الوطنيين العراقيين الرافضين لمنطق الاحتلال والخنوع للمستعمر. وانخرط في المجلس شيوخ العشائر النجباء ورجال الدين المجاهدين وعدد من القوى الإسلامية لكي يكون إطاراً تنظيمياً يقود عملية المقاومة الشجاعة، وينظم برامجها وعملياتها تبعاً لتطور الموقف العسكري والوضع السياسي. ومن أجل توضيح الأمور فان المجلس الوطني الموحد للمقاومة العراقية يعلن عن برنامجه السياسي لجميع العراقيين والعرب الشرفاء، ويدعو وبصدق كل العراقيين ممن زلت قدمهم ويخدمون الاحتلال بصورة وأخرى إلى مراجعة سريعة للنفس، والتراجع فوراً عن هذا الموقف غير المشرف، والعودة إلى أحضان المقاومة بكل أشكالها، وعفا الله عما سلف.. وبهذا فإننا نؤكد على النقاط التالية:
أولاً: رفض مطلق وشامل لمنطق الاحتلال وأدواته وعناصره، وكل ما ينتج عنه من هياكل وعناوين وهيئات عملية وخائنة للشعب. وندعوهم بمن فيهم أعضاء مجلس الحكم إلى التوبة فوراً، والابتعاد عن هذه النار التي سوف تحرقهم لاحقاً، واعتبار كل قراراته وتوصياته باطلة لأن ما بني على الباطل يعد باطلاً.
ثانياً: استمرار المقاومة بكل أشكالها المسلحة، والتعبئة الجماهيرية، والمظاهرات، والاحتجاجات، ومقاطعة الاحتلال وهياكله بكل الوسائل الممكنة، حتى رحيل آخر جندي عن أرض العراق الطاهرة. ولن نقبل بأقل من ذلك أبداً. وليعلم الجميع أن من يتصدى لمهمة مقاومة المحتل، وطرده، وتحرير العراق، هو الأجدر على قيادة العراق وإعادة بنائه وليس في العراق مكان للخونة واللصوص والمرتزقة.
ثالثاً: بمجرد خروج المحتلين الغزاة، وتحرير العراق، ندعو إلى عودة الدولة بكل مؤسساتها الوطنية والسيادية والخدمية، وعودة الجيش كمؤسسة وطنية إلى سابق عهده، أي على ما كانت عليه الأمور قبل يوم 9/4/2003.
رابعاً: سيعلن المجلس الوطني -في الوقت المناسب- عن تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية لمدة سنتين، تقوم بممارسة السيادة، وتمثيل العراق، وتعمل على إنجاز المهمات الوطنية العاجلة، وتضميد الجراح، ومساعدة فئات الشعب المتضررة، وتولي مهمة إعادة البناء لإدارات الدولة ومرافقها الحيوية، وكذلك المهمات الوطنية التالية:
أ-الدعوة خلال سنتين إلى انتخابات جديدة لمجلس وطني جديد بإشراف جامعة الدول العربية والمراقبين الدوليين والهيئات الدولية المحترمة والمهتمة بالديمقراطية.
ب-تشكيل مجلس شورى من 150 عضواً من آهل الرأي والحكمة، من العراقيين المخلصين الذين لم تتلوث أياديهم مع الاحتلال، ليكون بمثابة مجلس للحكماء، ويقدم المشورة والرأي للحكومة الانتقالية، ويشترك مع مجلس الوزراء في إعداد دستور دائم للبلاد يتضمن كل الحقوق الأساسية للمواطنين، ويحافظ على وحدة العراق وانتمائه العربي، ويعرض على الاستفتاء الشعبي بعد 18 شهراً من تاريخ جلاء الغزاة. ويعمل مجلس الشورى والحكومة الانتقالية فوراً على إلغاء كل القوانين والقرارات ذات الصفة الاستثنائية التي صدرت سابقاً.
ج-بعد إقرار الدستور الدائم يجتمع المجلس الوطني المنتخب ومجلس الشورى لانتخاب رئيس للجمهورية ونائب له لمدة خمس سنوات. ويعرض اسم الرئيس على الشعب في استفتاء عام يجب أن يحصل المرشح على 60% من أصوات المشاركين في الاستفتاء.
هـ-إطلاق الحريات السياسية بموجب قانون منظم لها، ومنها حرية تأليف الأحزاب السياسية والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني. وتنظيم عملية إصدار الصحف وإطلاق الحريات الصحافية، واعتماد معايير الوطنية والكفاءة والإخلاص لتولي الوظائف العامة في الدولة، وترسيخ مفهوم دولة القانون والنظام والمؤسسات.
و-تشكيل مجلس أعلى لحقوق الإنسان من الشخصيات المعروفة باستقامتها ونزاهتها الوطنية، يتمتع بصلاحيات واسعة منها التحقيق والتفتيش والمحاسبة للمقصرين في انتهاك حقوق الإنسان العراقي وكرامته؛ ويرفع تقاريره وتوصياته إلى رئيس الجمهورية مباشرة ورئيس الوزراء والمجلس الوطني، والعمل بروح الوحدة على نبذ الطائفية البغيضة وتثبيت مبدأ المساواة أمام القوانين.
ز-تطوير قانون الحكم الذاتي لكردستان العراق بما يضمن الحقوق القومية والثقافية لإقليم كردستان ضمن إطار وحدة العراق وسيادته. ومناقشة هذه الأمور بروح الحوار والتفاعل مع القوى الكردية ضمن ثوابت الحرص على العلم والسيادة والسياسة الخارجية والأمن القومي للعراق.
وفي الختام فإن المجلس الوطني الموحد للمقاومة العراقية يحيي، بكل فخر واعتزاز، تضحيات شهداء العراق الأبرار. وكذلك يتوجه بتحية الصمود إلى جميع المرتهنين والمعتقلين في سجون الاحتلال وأن يوم النصر لقريب بإذن الله. ويقول الله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.
المجلس الوطني الموحد للمقاومة العراقية - الجناح السياسي
بيان قيادة قطر العراق في 4 نيسان/ أبريل 2004م
ذكرى السابع من نسيان: تحية لتأسيس البعث وعهدا باستمرار النضال
أيها الرفاق البعثيون، أيتها الأمة العربية المجيدة،
أيها الشعب العربي المقاوم في العراق وفلسطين، أيها الأحرار في الإنسانية،
يحتفل البعثيون في ذكرى تأسيس الحزب السابعة والخمسين في يوم السابع من نيسان المبارك في سفر العروبة ورسالتها الخالدة، بمستوى متجدد ونوعي من النضال البعثي الوطني والقومي التقدمي، وهم يشكلون النموذج العربي والإنساني المتميز في مقاومة الإمبريالية الأمريكية الغاشمة.. المتفردة بالقوة الكونية الأعظم، والطامحة للهيمنة على مقدرات الشعوب، والمحتلة لأوطان عربية بشكل مباشر أو غير مباشر، والمتحالفة مع الصهيونية العالمية، والمسهلة لاستغلال الشركات الرأسمالية لحقوق وثروات الغير، والصانعة لعملاء وخونة ومأجورين في العراق وفي أنظمة حكم عربية أخرى. ويشكل البعثيون في قيادتهم وإدارتهم للمقاومة المسلحة ومكوناتها الوطنية في العراق المحتل على قاعدة المقاومة والتحرير، حالة من تجسيد الفكر الثوري على أرض الواقع، وتأكيد الخيار النضالي والمقاوم على حساب الحكم والسلطة، بما يؤكد حقيقة البعث النضالية أبدا، وبما يبرهن على صحة العقيدة القومية، ونقاء فكرها التقدمي، وسعيها التحرري والوحدوي.. كما صاغها البعث منذ التأسيس وكما قال بها معلما و مبشرا القائد المؤسس.
إن إحياء ذكرى تأسيس البعث في السابع من نيسان لهذا العام تكتسي أهمية كبيرة وتحمل معانيا ملتزمة ومنبثقة من البعث الأصيل.. هي ذات عبق نضالي وفعل مقاوم.. وهي استنهاض لتاريخ الأمة المجيد واستشراف لمستقبلها المتحرر والموحد.. وهي تجديد ثوري لعهد البطولة، وتبني حر لقيم التضحية والشهادة.. وهي تأكيد راسخ ومتجدد لشعار الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة.
نضال البعث يتجدد بالبعث المقاوم، ويتأنس بالبعثيين المقاومين.... حيث الأمة العربية كلها ترى ذاتها في البعث المقاوم، وتجدد حقائق وجودها في فعل المقاومة العراقية المسلحة والبعث، وتنظر صوب المستقبل عبر منظور المقاومة.. التي شكلت مفاجأة الأمة لنفسها، مثلما شكل البعثيون مرة أخرى خيار المقاومة والنضال وطلائع الثورة والتحرر.
الحقيقة المعاشة في اللحظة التاريخية الراهنة تتشكل من مواجهة البعث والمقاومة لأعداء العراق وفلسطين والأمة والإنسانية.. مواجهة جسدت حقيقة البعث وفكره وتكوينه الثوري والنضالي عبر السنين وعلى امتداد الأرض العربية، وهي في الوقت نفسه.. حقيقة معاداة الإمبريالية والصهيونية والرجعية وقوى التجزئة لفكر البعث ومنهجه وإنجازاته، مثلما هي حقيقة التحسب المعادي لتطلعات البعث وقدراته النضالية المتجددة، وهي بذلك تتمثل حقيقة المواجهة التاريخية غير المحسومة بعد بين الأمة العربية وأعدائها في الداخل والخارج.
أيها الرفاق البعثيون، وأيها المقاومون المجاهدون،
يا أبناء الأمة العربية المجيدة،
ليس من الغريب أبدا أن نشخص حالة تلازم المخطط الإمبريالي والرجعي والشعوبي في العراق المحتل (باجتثاث البعث)، بمخطط الولايات المتحدة بإحلال (الشرق الأوسط الكبير) محل الوطن العربي الكبير، ولكن ما يستدعي الملاحظة والتوقف هو أن يتشبث وظيفيا حكاما عربا مهانين ومهزومين وعملاء (بعروبتهم الرجعية ووطنيتهم المصلحية) في مواجهة الانصياع المطلوب أمريكيا بالإصلاح.. وتحوير أو إنهاء أدوارهم الفاسدة، وكذلك أيضا كون حكام الخيارات المعدومة في مصر والسعودية العربيتيّن الكبيرتين، يعيشان مأزقهما السلطوي بسبب من استنفاذ الدور الذي أسس له بالسعودية بسياسات أمريكية تبناها ونفذها الراحل فيصل، بحيث قامت تدبيرا رجعيا على أساس التوسع الوهمي الإسلامي إحلالا مكان الأمة وقوميتها العربية، والمخطط الموازي الذي أسس له في مصر وتبناه تدبيرا تواطئيا الراحل السادات، بافتعال التقلص المصطنع لدور قطري مصري إحلالا قسريا لدور عربي قومي تقوده مصر. والبعث كان وعلى لسان القائد المؤسس قد نبه منذ أمد بعيد من تطبيق سياسات التوسع الوهمي إسلامية أو أممية أو التقلص المصطنع قطرية على حساب حقيقة وحجم وواقع الأمة العربية وانتمائها القومي. لقد كان لأسبقية فكر البعث وتشخيصه السياسي لواقع الأمة وموقع أقطارها في تكوينها الجمعي، ما يصح الرجوع أليه في الوقت المعاش حاليا، وبغض النظر عن كبر أو صغر أي قطر، فالحاكم العربي في كل قطر عربي أصبح أكثر تباعدا عن القطر وشعبه من حيث موقعه الوظيفي وسياساته المرتهنة ومستقبله السلطوي.. واصبح دوره كحاكم من حيث الاستمرار أو التحوير أو الاستنفاذ، محكوما بقرار الولايات المتحدة.. بحيث انعدمت خيارات الحاكم في سياقاتها الوطنية والقومية، وتعمقت الحالة الوظيفية المصممة للحاكم في المصفوفة العددية الأمريكية المكونة للنظام الرسمي العربي، وما يعيشه الحكام العرب في هذه الأيام وبفعل مسببات وتداعيات قمة تونس (الغير منعقدة) لهو خير دليل واصدق شهادة على ما ذهبنا أليه أعلاه.
في العراق الآن وكما بين البعث في العديد من بياناته السابقة، تقابل الشرعية الوطنية المقاومة الاحتلال غير الشرعي في مواجهة مفتوحة خيارها ستراتيجي واستهدافها واضح محدد، بينما في الأقطار العربية الأخرى تقابل أنظمة الحكم قدرها المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة بصيغ انصياع مؤسسة على ضعف وهوان وعمالة الأنظمة من جهة وعلى الإكراه الستراتيجي من جهة أخرى. وفي كلتا الحالتين الطرف المقابل هو نفسه.. الولايات المتحدة معتدية ومحتلة للعراق وخائبة في "اجتثاث البعث" وتدفع ثمن ذلك على يد البعث و المقاومة العراقية المسلحة في كل يوم احتلال، وتخسر بشكل تدريجي مستمر مشروعها في العراق، الذي سيخسرها مشروعها الإقليمي والكوني وقفا لعقيدتها الإمبريالية المجددة. والولايات المتحدة هي أيضا ذات الطرف في تقابلها مع الأنظمة العربية الأخرى، التي تواطأت وسهلت بأشكال مختلفة لاحتلال العراق و إسقاط قيادته الوطنية، حيث تفرض الولايات المتحدة في تلك المقابلة شروطها فرضا على الأنظمة العربية، وفي المقدمة منها نظامي مصر والسعودية. هاتين الصورتين المتضادتين نوردهما في هذه المناسبة لنقارن بين صورة البعث المقاوم والرافض مهما غلا الثمن للتنازل عن المبادئ وحقوق الأمة... والمهيأ دوما لدفع ضريبة الدم، وبين صورة الأنظمة العربية الأخرى معدومة الخيارات ومكرهة القبول بمخطط الولايات المتحدة للشرق الأوسط الكبير.
البعث وفي ذكرى التأسيس يعي أن صراع الأمة العربية مع أعدائها في الداخل و الخارج لم يحسم بعد، ويعي بأن ذلك إنما يرتبط بقدرة المشروع الجماهيري على صياغة خياراته الوطنية والقومية الحرة وفقا للاستهداف المشروع في تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية، ويعي بان الحلول المجتزئة والتصفوية قياسا على حالة التشرذم والضعف والهوان لم ولن تشكل مخرجا لمسؤولية الأمة تجاه نفسها وتجاه فلسطين، وبذلك فان ما تلزم به "أنظمة بعينها" نفسها تجاه تسوية هذا الصراع التاريخي إنما ينسحب عليها فقط، وليس للأمة مما يترتب على ذلك أي التزام، وهذا ما أكده واقع الرفض في مواقف الشعب العربي في مصر والأردن مما قبلت به الحكومتين المصرية والأردنية في التزامهما بمعاهدتي كامب ديفيد ووادي عربة.
وفي ذكرى التأسيس يعي البعث أيضا تلازم حقوق المواطن والوطن والأمة، وان التفريط بأي منها إنما هو تفريط بالكل، ولن يكون هناك حقوقا لمواطن عندما تتنازل الأنظمة عن حقوق الوطن والأمة، وبالمقابل لن يكون هناك حقوقا للوطن والأمة عندما تغيّب أو تسلب الأنظمة أي حق من حقوق المواطن.
وفي إحياء ذكرى التأسيس تبقى فلسطين وكما كانت في قلب وضمير البعث وكل البعثتين، حيث يبقى الدرس محفورا بالذاكرة ومعاشا بالعزيمة "فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين".
وفي استنهاض البعث لمعاني التأسيس، يكون العراق المقاوم ساحة الصراع المفتوح بتدبير وعزيمة ونضال البعث والبعثيين والمقاومة العراقية المسلحة بمكوناتها الوطنية، ويكون العراق نموذج الحسم في المواجهة الحقيقية مع أعداء الأمة من إمبرياليين وشعوبيين وصهيانة وخونة وعملاء.
عاش حزب البعث العربي الاشتراكي، عاشت الأمة العربية المجيدة، عاش العراق حرا مستقلا موحدا وعاشت فلسطين حرة عربية أبية،
المجد والخلود لشهداء الأمة والبعث، تحية وإجلالا لروح الرفيق القائد المؤسس ميشيل عفلق،
تحية وتقديرا لصمود وتحدي الرفيق الأمين العام المناضل صدام حسين،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في 7 نيسان/ أبريل 2004م
صولات نيسان المقتدرة: احتفالات البعث بأعياد الميلاد وأحياء الرد على ذكرى احتلال بغداد
أيها العراقيون الأباة، يا أبناء الآمة العربية المجيدة،
أيها الرفاق البعثيون و أيها المقاومون المجاهدون،
على قاعدة المقاومة والتحرير، و احتفالا بعثيا وعراقيا بأعياد ميلاد نيسان العظيمة، وأحياء مقاوما لذكرى احتلال بغداد الحبيبة، وتأكيدا لامتلاك المبادرة وتطويرها، وممارسة لحق العراقيين بالمقاومة المسلحة... وسعيهم لطرد
الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحدا ووطنا لكل العراقيين، و تصليبا لقاعدة المقاومة الشعبية العريضة، واستهدافا مدبرا للثقل العسكري الأمريكي في قوات الاحتلال المتحالفة، وفي سياق الاستهداف الستراتيجي للمقاومة العراقية المسلحة الباسلة، تشرع المقاومة والبعث في تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية المدبرة في صولات عزومة و توقيتات مدروسة واستهدافات لها مبتغاها العملياتي و أثرها النفسي بالتعامل مع قوات مشاة البحرية الأمريكية المعتدية والمتموضعة حديثا في غرب مناطق غرب القطر.
عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال، عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة، عاش حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضلوه الميامين، المجد لشهداء العراق والبعث وفلسطين، عاشت فلسطين حرة عربية أبية،
عاش الرفيق الأمين العام أمين سر قطر العراق المناضل المتحدي صدام حسين،
والله أكبر... الله أكبر وليخسأ الخاسئون،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في 9 نيسان/ أبريل 2004م
على قاعدة المقاومة والتحرير يكون اصطفاف المقاومين على امتداد أرض العراق
أيها العراقيون الأباة، يا أبناء الأمة العربية المجيدة، أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
انتفاضة نيسان المجيدة بفعلها المقاوم المسلح، واستهدافها السياسي والستراتيجي، في سياق فعل المقاومة العراقية المسلحة الموصول منذ اليوم التالي لسقوط بغداد قبل عام من هذا اليوم، وتدبير البعث وقيادة المقاومة والتحرير في انطلاقتها النوعية المتزامنة بأعياد نيسان المباركة و الإحياء المقاوم لذكرى احتلال بغداد، تأتي ضمن التزام البعث والمقاومة العراقية المسلحة على ثبات قاعدة المقاومة والتحرير وفقا لمنظور ستراتيجي منطلق من منهاج المقاومة العراقية السياسي المستهدف طرد الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحدا ووطنا لكل العراقيين. وكان البعث وقيادة المقاومة والتحرير قد تعهدا في منهاج المقاومة... بتصليب قاعدة المقاومة وتطوير مشروعها الجماهيري وفقا لرؤية سياسية ملتزمة بثوابت الوطنية العراقية ووحدة الأرض والشعب، وتأسيسا على ذلك كان رفض ما نتج وينتج عن الاحتلال وواقعه... من صيغ سياسية وتشريعية و إدارية وتنفيذية وبرامج ومخططات وتحت أية مسميات أو عنوانين، وكان أيضا أن تضمنت خارطة الأهداف والمستهدفين كل ما رفضه البعث ورفضته المقاومة كناتج للاحتلال... وتم ويستمر التع! امل معه قتاليا.
أنه وفي سياق استحقاق التوقيتات المتضمنة في برامج الاحتلال ومخططاته على قاعدة تحالف خياني مع مكونات مجلس الحكم العميل بشخوصه وأحزابه وشراذمه، والتي يسعى كل متحالف خائن من خلالها بتأكيد حصته على أسس المحصاصة الطائفية والعرقية المتفق عليها منذ التهيئة المسبقة للعدوان واحتلال العراق، والقبول بتمرير مهزلة نقل السلطة وفقا لتلك المحاصصة (وقبولا بتشريع الاحتلال وتسييسا وطنيا لمخططاته)، بدأت تتبدل أو تتشكل مواقف سياسية لأطراف عراقية تمهلت المقاومة وقاربت متناغمة مع مواقف المكونات الخائنة لمجلس الحكم العميل على أمل أن تضاف في حالة توسيع المجلس، وكان لموقف مرجعية السيستاني المتردد والانتهازي ما برر لتلك الأطراف الوقوف منتظرة لتكتشف الآن و في لحظة الاستحقاق أنها خارج الصورة و أن المحاصصة الطائفية لا تشملها ولن تستوعبها سياسيا. وعندما كان خيار المقاومة المسلحة غير المرتد كما طرحه وتبناه البعث وقيادة المقاومة والتحرير يشكل الرد الشرعي الوحيد على الاحتلال غير الشرعي وصيغه و إفرازاته، كان لتلك الأطراف المتمهلة للمقاومة والمنتظرة لدورها السياسي تفسيراته! ا وتبريراتها غير المقنعة للشعب... والتي لم تفسر إلا على أساس القبول اللاحق بالمحاصصة الطائفية، كونها لم تكن محسوبة ضمن مكونات الخيانة والعمالة المهيئة للعدوان واحتلال العراق مع الولايات المتحدة من قبل.
إن البعث وقيادة المقاومة والتحرير ليؤكدان على أن المقاومة حقا مشروعا وواجبا وطنيا لكل العراقيين، وهذا الحق و الواجب في آن معا يؤسس على رفض الاحتلال وواقعه وصيغه وإفرازاته، وليس على رفض المحاصصة أو رفض الاستيعاب السياسي ضمن مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية، وحق وواجب المقاومة المسلحة أيضا غير مرتهن أو متوقف على فتوى دينية أو قرار مرجعية مذهبية أو طائفية، وهو كذلك غير منطلق من الحرص على فقدان القبول أو الشعبية في المناطق الجهوية بفعل كون أكثرية الساكنين من طائفة معينة. إن أحزابا وأطرافا عراقية منضوية ضمن مجلس الحكم العميل أو منتظرة الانضواء قد بدأت تعيش حالة التعري أمام الشعب العراقي أولا وأمام طروحاتها الإسلامية ثانيا، وهي تتخبط في مأزقها كما الاحتلال كونها ارتضت و/أو ترتضي أن تكون ضمن صيغ الاحتلال وإفرازاته.
على قاعدة المقاومة والتحرير يصطف المقاومون على امتداد ارض العراق، هكذا انطلقت وتوسعت وتصلبت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة ويستمر فعلها الجهادي حتى التحرير.
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في السابع عشر من نيسان 2004
صولة السابع من نيسان مستمرة بصفحاتها القتالية المجيدة
أيها العراقيون الأباة، يا أبناْ الآمة العربية المجيدة، أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
لاحقاً لما جاء في بيان الحزب الصادر عن جهاز الإعلام السياسي والنشر في السابع من نيسان الجاري... فإن الصولة القتالية لمناضلي البعث ومجاهدي المقاومة والتحرير لا زالت مستمرة وموصولة في مناطق غرب القطر في محافظة الأنبار العصية... وامتدت في صفحات قتالية مدبرة وعزومة، بالتعرض العسكري الجسور على أهداف منتخبة، ومواقع وتحشدات مهمة، لقوات مشاة البحرية الأمريكية في الرمادي والفلوجة والخالدية والحبانية والكرمة وهيت وعانة والمحمديات والحصيبة والقائم وحديثة وحواف غرب وجنوب الثرثار، وكذلك باقتناص الدوريات الاعتيادية ودوريات الاستطلاع على امتداد الأنبار. وبتزامن مع ذلك كله فإن مناضلي الحزب ومجاهدي المقاومة والتحرير قد شرعوا بعمليات مشابهة ووفقاً لنفس الأهداف التعبوية المحسوبة بصولات في مناطق متعددة من محافظات ديالى وصلاح الدين والتأميم ونينوى، حيث تم التعرض بالقصف بالهاونات والمقذوفات الصاروخية على قواعد الفارس والبكر وتكريت ومطار كركوك وتحشدات الاحتلال في الموصل، إضافة لفعاليات قتالية على الدوريات العسكرية الأمريكية وخطوط الإمداد وقوافل التموين العسكرية والمدنية لجهد الاحتلال العسكري من شمال بغداد مروراً بسامراء والضلوعية وبيجي والفتحة شمالاً وشرقاً حتى الحويجة. وكذلك فان الجهد القتالي استمر في بغداد والمناطق المحيطة بها بعمليات مختلفة بما في ذلك قصف منشآت ومحيط مطار صدام الدولي وتحشدات العدو المحتل في أبوغريب.
سوف تستمر وتتصاعد وتتنوع فعاليات (الصولة النيسانية) في سياق المقاومة العسكرية للاحتلال وعملائه وواقعه وإفرازاته تجسيداً ثورياً نضالياً لإحياء ذكرى تأسيس البعث وميلاد القائد المناضل صدام حسين.
عاش العراق حراً وليهزم الاحتلال، عاشت المقاومة العراقية الباسلة وقوات المقاومة والتحرير،
المجد والخلود لشهداء البعث والمقاومة وضحايا العراقيين، عاش حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضلوه الميامين، عاشت فلسطين حرة عربية أبية،
عاش الرفيق الأمين العام المناضل والمتحدي صدام حسين،
والله أكبر... الله أكبر وليخسأ الخاسئون،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في الثالث والعشرون من نيسان 2004م
البعث المقاوم في مواجهة الاحتلال ومشاريعه في العراق المحتل
أيها العراقيون الأباة،
يا أبناء الأمة العربية المجيدة،
أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
على قاعدة المقاومة والتحرير ووفقا للمنهاج السياسي والستراتيجي للمقاومة العراقية المسلحة يناضل مقاوما حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر العراقي المحتل، وكان أن شخص البعث وتوقع مأزق الاحتلال وتعمق وتسارع هذا المأزق، في سياق تحليل موضوعي منهجي للحزب... تستهدي به المقاومة العراقية المسلحة، وتستهدف بموجب توجيهاته العامة أهدافها الستراتيجية والعملياتية، في موصول جهدها المقاوم وتعرضها القتالي على قوات الاحتلال وعملائه... ووفقا لما صنف وعرف وحدد الحزب في منهاج المقاومة السياسي الصادر في التاسع من أيلول 2003م. وكان البعث أيضا قد حدد مكونات الخارطة السياسية في العراق المحتل بالتقابل القتالي بين الاحتلال اللاشرعي والمقاومة المسلحة الشرعية. والبعث وفقا لذلك لا يكون في ظل الاحتلال إلا مقاوما ومقاتلا حتى يتحرر العراق ويطرد الاحتلال... وهو بذلك تعامل ويتعامل قتاليا مع الاحتلال وواقعه وإفرازاته ومخططاته ومشاريعه وعملائه، وكانت ولا زالت وستبقى خيارات البعث في المقاومة المسلحة واستمرارها حتى التحرير خيارات غير مرتدة، والخيارات المرتدة "كما توقعنا من قبل ويحدث الآن" هي خيارات الاحتلال وعملائه.
حزب البعث العربي الاشتراكي يسوق هذا التأكيد في رده على ما طرحه هذا اليوم الجمعة الثالث والعشرين من نسيان 2004م ، رئيس (سلطة الاحتلال) المأزومة بريمر، في محاولته اليائسة للخروج من مأزقه السياسي والعسكري والأمني والإداري والأخلاقي في العراق، بفعل المقاومة المسلحة الباسلة التي تسقط وبتدرج مستمر ومتسارع مشروع الاحتلال الأمريكي الإمبريالي وتفكك مكوناته السياسية والعسكرية والأخرى.
حزب البعث العربي الاشتراكي لن يكون أبدا ضمن صيغ الاحتلال ومشاريعه في العراق وخارج العراق، والبعث فكرا وسياسة وتنظيما وقيادة ومناضلين، كان ولا يزال عصيا على الاجتثاث و مقاوما صلبا للاحتلال، وقائدا للمقاومة المسلحة، ومتجذرا في أرض وشعب العراق، ومعاهدا أمته العربية على السير في دربه النضالي، ومديما ومجددا لمشروعه التحرري النهضوي، وملتزما تجاه نفسه وأمته والإنسانية على العمل لإسقاط المشروع الإمبريالي الأمريكي في العراق والإقليم والعالم.
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في الثلاثين من نيسان 2004م
البعث وصحة القراءة الستراتيجية وتدبير واستمرار الفعل المقاوم
أيها العراقيون الأباة،يا أبناء الأمة العربية المجيدة، أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
كان للبعث قراءته الستراتيجية الصحيحة في خضم تصاعد أعمال المقاومة المسلحة على امتداد أرض العراق المحتل منذ بداية »الصولة النيسانية« حيث خطط البعث وقيادة المقاومة والتحرير للتصعيد المحسوب وعلى هدي من اعتبارات السوّق، ووفقا لتشخيص الحالة السياسية المعاشة للاحتلال في الظرف الحالي، وعلى أسس من تدبير الفعل المقاوم في صفحات الصولة المستمرة وفقا لمفاصل الزمن على خط الاستحقاقات السياسية والإدارية، التي ألزم الاحتلال نفسه بها... مؤملا(خائباً) في تمرير ما يتفق ومخططاته الاحتلالية البعيدة المدى للعراق. والمتابعة الدقيقة لما صدر عن البعث من بيانات سياسية بدءًا من صدور المنهاج السياسي والستراتيجي للمقاومة في التاسع من أيلول 2003م وحتى اللحظة، تبين وتؤكد على صحة القراءة الستراتيجية البعثية، وعلى تفعيل تلك القراءة في سياق الفعل العسكري المقاوم أولا، وتصليب القاعدة الشعبية للمقاومة المسلحة ثانيا. وفي هذا السياق نؤشر على ما يلي:-
1-صحة المنطلقات النظرية والتأطير السياسي البعثي في تحديد خارطة الأهداف والمستهدفين بفعل المقاومة المسلحة وسعيها لطرد الاحتلال وتحرير العراق، و إعمال الربط العضوي بين الاحتلال العسكري وواقعه وصيغه ومخططاته وعملائه والمتعاونين معه من عراقيين وغيرهم.
2-صحة وحقيقة التقابل بين المقاومة المسلحة الشرعية والاحتلال غير الشرعي وما نشأ وينشأ عنه، حيث أن الواقع المعاش حاليا لا يقرأ إلا وفقا لهذا التقابل، سواء من قبل العراقيين أو غير العراقيين. وعلى قاعدة هذا التقابل تتشكل تطورات الخارطة السياسية في العراق بعناوينها العريضة (مقاومة عراقية مسلحة في مواجهة الاحتلال الأمريكي( أما الغير فهم في حالة متحركة تتبدل أو يعاد تشكلها بفعل وتأثيرات تطور المواجهة المسلحة.
3-صحة وشرعية التمسك بخيارات المقاومة المسلحة غير المرتدة في مواجهة الاحتلال وعنوانيه ومسمياته المختلفة ومهما طال زمن المواجهة طالما بقي هناك احتلال، وبغض النظر عن صيغ الاحتلال المستقبلية السياسية والإدارية والأخرى.
4-ثبوت قدرة المقاومة المسلحة وكما تعهد البعث سابقا بانتزاع المبادأة من قوات الاحتلال وفرض صيغ الاشتباك وشروط التقابل العسكري للمقاومة العراقية المسلحة على قوات الاحتلال وقيادته الميدانية، ومن ثم عكسها على قوات الاحتلال المتحالفة الأخرى.
5-حقيقة نجاح البعث وقيادة المقاومة والتحرير في تحويل نقاط الفوز العسكري للمحتل إلى إنجازات تكتيكية آنية في مسار المواجهة المسلحة المفتوحة والمستمرة وفقا لستراتيجية المقاومة العراقية المسلحة، وغير المرتبطة (كما الاحتلال الأمريكي وحلفائه وعملائه) بمفاصل زمنية واستحقاقات سياسية رئيسية ضاغطة على سلم الزمن المتاح لهم.
6-صحة القرار البعثي وقرار المقاومة والتحرير بإسقاط العنصر الرسمي العربي وتجاوزه في سياق الفعل المقاوم، وحتى إذا أدى ذلك إلى تأزيم الإقليم ومكوناته القطرية، وهو ما كان البعث قد استقرأه منذ البداية، وما يعيشه الإقليم ومكوناته القطرية حاليا.
7-رعية وصحة القرار البعثي وقرار المقاومة والتحرير بتقديم كل متطلبات المقاومة المسلحة واستمرارها حتى التحرير، على أمن واستقرار الإقليم ومكوناته العربية وغير العربية.
للبعث وقيادة المقاومة والتحرير وفقا لصحة القراءة الستراتيجية، وتأسيسا على تدبير الفعل المقاوم والجهد التعرضي المستمر على قوات الاحتلال ضمن الاستهدافات التعبوية المحددة في بيان البعث الصادر في السابع من نيسان الحالي، الذي أعلن عن الشروع في »الصولة النيسانية« في مناطق غرب القطر والتي توسعت لتغطي بغداد وما حولها إضافة إلى محافظات ديالى وصلاح الدين والتأميم ونينوى وبابل... هذه الصولة وما تسطره المواجهة المستمرة في الفلوجة الأبية... تستدعي من البعث وقيادة المقاومة والتحرير من التحسب والتنبيه لما يمكن أن يدبره العدو في رده العسكري أولا، وما يدفع به من تدبير سياسي مؤسس على تحالفه مع القوى السياسية العراقية العميلة وأنظمة إقليمية ثانيا:
• المواجهة العسكرية في »الصولة النيسانية« والتي أثقلت على الاحتلال وقواته وسلطته السياسية، أدت إلى تبدل أو »إعادة تشكل قسري مستدرك« في مواقف شخوص ومكونات »مجلس الحكم العميل« ولا يمكن قراءة وتفسير تلك المواقف المتبدلة أو المعاد تشكلها إلا على أساس من استنفاذ الدور وفقا لاستنفاذ دور مجلس الحكم بمجمله أولا، وبفعل استمرار وتصاعد وتطور جهد المقاومة المسلحة ثانيا.
وكذلك فان تلك المواجهة وثقلها العسكري والسياسي على الاحتلال الأمريكي في المقام الأول، قد هيأت مرة أخرى لبروز مدبر لأدوار تآمرية (وسيطة) للأحزاب الإسلامية العميلة في مجلس الحكم،وفقا لطائفيتها وارتباطاتها الإقليمية... حيث برز دور مدبر لحزب الدعوة العميل في المواجهة الدائرة في النجف وبمباركة ودعم إيراني، وكذلك أيضا برز وتصاعد الدور التأمري المدبر للحزب الإسلامي العراقي العميل في المواجهة الدائرة في الفلوجة وبمباركة ودعم سعودي.
إن الفعل المقاوم أو الجهد العسكري لمكونات المقاومة العراقية الوطنية خارج قيادة المقاومة والتحرير، بجب أن يكون على قاعدة المقاومة والتحرير، وليس لمحاكاة سلطة الاحتلال بقبول الاستيعاب السياسي لجهات معينة وفقا للمحاصصة الطائفية أو غيرها، من خلال التلويح أو الشروع بدور مسلح غير محسوب ومتوافق في سياق جهد المقاومة والتحرير. لقد كان بيان البعث الصادر في التاسع من نيسان الحالي مشخصا ومستقرئا لهذه الحالة . ومن هذا المنطلق الوطني والشرعي فان الاحتلال قد تجاوز »الخطوط الحمراء« منذ بدء العدوان واحتلال الوطن، وليس هناك من خطوط حمراء أخرى يحذره البعض من تجاوزها كشرط لازم لمقاومته عسكريا.
• إن تعمق وتسارع مأزق الاحتلال كما شخصه البعث ومنذ شهور عديدة قد أدى إلى حالة معاشة من ارتداد خيارات الاحتلال، ومن ثم وفي محاولة يائسة للخروج جزئيا من مأزقه الأمني –العسكري الذي وضعه فيه البعث والمقاومة العراقية المسلحة، يحاول الاحتلال الآن بتبني صيغ أمنية جهوية وعشائرية تستند إلى استيعاب وتشغيل أمرين عسكريين من جيش العراق»المنحل« وقيادتهم لقطعات من »الجيش صنيعة الاحتلال« وتكليفهم بمهام أمنية عجز جيشه هو عن القيام بها في مناطق المواجهة المدبرة والمستمرة مع المقاومة، والبعث هنا يحذر من هذه الصيغ التي تعمق من التقسيم الطائفي والجهوي للعراق وشعبه المقاوم وتختزل حالة احتلال الوطن ونهب مقدراته في حالة الأمن لمدينة أو جهة معينة. إن من يتبنى ويعمل وفقا لهذه الصيغ من الآمرين العسكريين يضع نفسه باختياره ضمن قائمة الأهداف والمستهدفين المشروعة للمقاومة العراقية المسلحة.
ومع استنفاذ الدور لشخوص و مكونات ومجلس الحكم العميل واحتمالات خروج البعض من »السلطة« بعد الثلاثين من حزيران القادم، فأن هذا البعض لا يخرج أبدا من الاستهداف المشروع للمقاومة العراقية المسلحة، ويبقى حكم قصاصه كخائن للوطن والشعب نافذا ومشروعا إلى حين وقوعه.
إن التدبير الذي يعتمده البعث وتعتمده قيادة المقاومة والتحرير ضمن اعتبارات السّوق ووفقا لمخطط التنفيذ الزمني المفتوح والمستوعب للاستحقاقات السياسية للاحتلال وعملائه في الداخل، وللمواجهة العربية الرسمية مع عجزها وتأمرها من جهة، ومواجهتها مع شعوبها من جهة أخرى في قمتها القادمة، لا بد من أن يفاجئ ويربك ويعمق من مأزق الاحتلال ومأزق الإقليم.
عاش العراق حرا وليهزم الاحتلال، عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة، عاش حزب البعث العربي الاشتراكي ومناضلوه الميامين،
عاش الرفيق الأمين العام المناضل صدام حسين الصامد والمتحدي في معسكر الأسر،
المجد والخلود لشهداء العراق وشهداء فلسطين، عاشت فلسطين حرة عربية أبية،
والله أكبر... الله أكبر وليخسأ الخاسئون،
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
حمّلت الأمريكيين المسؤولية المباشرة: المقاومة العراقية تنفي رسمياً صلتها باعتداءات عاشوراء
3/ 5/ 2004م: بغداد – خدمة قدس برس:
نفت المقاومة العراقية رسميا أي صلة لها بأحداث العاشر من محرم الماضي في مدينتي كربلاء والكاظمية مما أسفر عن مقتل وجرح قرابة ثمان مائة شخص.
وقالت مجموعة تطلق عل نفسها »سرايا الجهاد في العراق« إن مسلسل التفجيرات الأخير »سيناريو أعدّ في أقبية المخابرات الأمريكية لخدمة أهداف سياسية وضمان البقاء العسكري على أرض العراق«.
وأكد البيان الذي حصلت قدس برس على نسخة منه، وحمل الرقم (8) أنه »أليس غريباً أن يكون ضحايا هذه الأعمال الوحشية العشرات من أبناء شعبنا (العراقي)، وينجو منها أفراد جيشهم«، مضيفا »إنها لعبة أمريكية لتشويه صورة المقاومة الجهادية، كما أن هذه الممارسات لا يمكن أن تندرج تحت لواء الجهاد بأي حال من الأحوال«.
وقال البيان »إن الولايات المتحدة ومعها التوابع من البغاة والعتاة، كي تبدو حربها شرعية، عبأت كل إمكانيات الإرهاب والإبادة لتسوغ لنفسها الاستمرار بالاحتلال، ولكن إرادة العراقيين ستقهر الإرهاب والإبادة«. ودعت المواطنين العراقيين إلى التحرك في سبيل الحفاظ على وطنهم وأعراضهم، وحذرتهم من قبل الذل أو الانصياع له في ظل الهجمة الأمريكية، حسب ما ورد في البيان. (...).
بيان يعلن توحيد فصائل المقاومة في »الجبهة الوطنية لتحرير العراق«
‏13‏/03‏/2004 بغداد: علاء حسن، الوكالات
أعلن في بغداد تأسيس »الجبهة الوطنية لتحرير العراق« وضمت فصائل المقاومة في مدينة الفلوجة ومحافظة الأنبار وبغداد و سامراء وتكريت والبيجي والضلوعية ويثرب والإسحاقي وبعقوبة ومحافظة ديالى والحويجة والرياض وكركوك والبصرة والعمارة ونينوى وبابل. وخاطبت الجبهة في بيانها العراقيين بأنها »ستكون المعبرة الحقيقية عن كل أمانيهم الخيرة وأهدافهم وطموحاتهم في التقدم والرقي، وفي حقهم في الحياة الحرة الكريمة«.
وأكد البيان الذي حصلت (الوطن) على نسخة منه أن »الحساب سيكون قاسيًا وعسيرًا، ولكن عادلاً مع كل من خان هذا الوطن وخذله، واستعدى عليه الأجنبي بذرائع واهية وخسيسة لا تدل إلا على العمالة والجبن، فالذين باعوا ضمائرهم وأنفسهم للمحتل بأبخس الأثمان سيكونون عبرة وسيلعنهم التاريخ إلى أبد الدهر«. وحذرت الجبهة الدول التي أرسلت أو تلك التي تنوي إرسال قوات لها بما يسمى المشاركة في حفظ السلام في العراق ابتداء من الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية إلى الدول الأجنبية جمعاء من إرسال حتى جندي واحد وتحت أي عنوان، فإن الجبهة ستتعامل معه كما تتعامل مع أي جندي من جنود الاحتلال.
***
بيان قيادة قطر العراق في الثامن من ‏أيار‏‏ ‏04‏ 20
بيان هام حول مسألة معاملة الأسرى العراقيين في معتقلات الاحتلال
ارتأى البعث ومعه قيادة المقاومة والتحرير عدم التعليق الفوري على واقعة افتضاح معاملة الأسرى العراقيين وقتلهم في معتقلات الاحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق، رغم الضجة الإعلامية الكبيرة التي قامت ولم تهدأ... وخاصة في وسائل الأعلام والصحافة الأمريكية والبريطانية على وجه الخصوص، والتي استغلت أيضا وفقا لحسابات انتخابية أمريكية، وكذلك في محاولة لتجميل وجه "الديمقراطية الإمبريالية" القبيح والتأشير على ممارسة الشفافية والمكاشفة ولو في وقت متأخر جدا. وهنا لابد من أن نؤكد على الحقائق والوقائع التالية:-
1-المعاملة اللاإنسانية والمهينة للأسرى العراقيين في معتقلات الاحتلال والتي سمع العالم عنها وشاهد نماذجاً منها مؤخرا، بدأت مع دخول قوات الاحتلال وقيامها بأسر أفراد القوات المسلحة العراقية والتشكيلات العسكرية الأخرى، وتعمقت وأصبحت منهجية وفقا لسياقات معمول بها في كل المعتقلات ومعسكرات الأسر والتوقيف العارضة والدائمة.
2-تأسيسا على قيام العدوان واحتلال العراق على ذرائع كاذبة ومرتدة، تمثلت في برامج و أسلحة التدمير الشامل العراقية "الوهمية"، كان التوجيه الأساسي للقيادات والمراجع الاستخبارية في التعامل مع الأسرى والمعتقلين العراقيين ينصب على محاولة يائسة لانتزاع ما يتفق وذرائع العدوان والاحتلال وبأي شكل أو صيغة تحقيقية يمكن أن تؤدي الغرض المطلوب. وفي تلك المرحلة المبكرة كان لشراذم الخونة والعملاء الأمنيين المحسوبين على فيلق بدر وقوات المؤتمر الوطني وحركة الوفاق دورا مساهما في الجهد التحقيقي وسياقاته التي كشفها العالم في وقت متأخر.
3-وفي مرحلة لاحقة عندما تم الفرز في المعتقلات على قواعد الرتبة أو الوظيفة والانتماء الحزبي للبعث من عدمه... تم تشكيل سياقات العمل التحقيقي وتوصيف صيغه التنفيذية انطلاقا من:-
-العلاقة الفنية والوظيفية ببرامج التسليح والتصنيع العسكري العراقي.
-العلاقة الوظيفية بمؤسسات قيادة الحزب والدولة والقوات المسلحة.
- العلاقة الوظيفية والفنية ببرامج وجهد التوثيق والأرشفة السياسية المتعلقة بنشاطات واجتماعات ومباحثات القيادة السياسية وبخاصة الرفيق أمين سر القطر رئيس الجمهورية.
4-ومع الشروع بالمقاومة المسلحة والتي شكلت جهدا متصلا بالدفاع عن العراق من خلال العمليات العسكرية للقوات المسلحة حتى تاريخ التاسع من نيسان 2003، بدأت العلاقة بالمقاومة وقيادتها وما يتصل بها تصبح هدفا ملحا في الجهد التحقيقي لقوات الاحتلال... وهنا تم تشكل صيغ تحقيقية لها سياقاتها الخاصة.
5-ومع صدور قانون اجتثاث البعث... تم إعمال دمج في صيغ التحقيق مع الرفاق البعثيين، يستوعب متطلبات وأهداف هذا القانون المتفق عليه مسبقا بين الاحتلال وشراذم الخونة والعملاء المكونين "لمجلس الحكم العميل". وهنا سجلت حالات التعذيب حتى الموت خاصة لعدد من الرفاق البعثيين المسلمين على المذهب الشيعي.
إن ما تم التأكيد عليه أعلاه، كان يتوثق للبعث وقيادة المقاومة والتحرير وفقا لمعلومات تمرر من داخل المعتقلات ومعسكرات الأسر من جهة، ووفقا لتقارير الرفاق الأسرى والمعتقلين الهاربين أو المفرج عنهم والذين قدموا تقاريرهم لقياداتهم الحزبية.
المسؤولية القانونية والإنسانية والوطنية:
تتحمل القيادة السياسية العليا لقوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية المسؤولية كاملة عما حدث ويحدث للأسرى والمعتقلين العراقيين وفي معسكرات الأسر في العراق المحتل، وهذا الذي حدث لا يشكل حالة معزولة إنما هو سياق متبع و معمول به متفق و أهداف الحرب والاحتلال ولا ينفصل عن القتل والتدمير والنهب المسلح وتقويض مؤسسات الدولة العراقية التي مارستها ولازالت قوات الاحتلال.
تتحمل المنظمة الدولية للصليب الأحمر المسؤولية انطلاقا من واجباتها... حيث كانت على علم ومعرفة محققين بما يحدث ومنذ الشهور الأولى للاحتلال.
تتحمل الأمم المتحدة وأمينها العام شخصيا المسؤولية الإنسانية والقانونية فهي التي شرعت الاحتلال وحملت قواته وسلطاته مسؤولية أمن وسلامة الشعب والوطن المحتل.
تتحمل سلطة الاحتلال في العراق المسؤولية كاملة كونها كانت مشاركا فاعلا ومحفزا لتبني واعتماد تلك الصيغ التحقيقية بالتنسيق والتعاون مع أجهزة المخابرات المدنية والعسكرية لدولها.
يتحمل مجلس الحكم العميل بأحزابه وشخوصه المسؤولية الوطنية أولا والإنسانية والقانونية ثانيا بصفته صنيعة للاحتلال ومحفزا ومستفيدا من تبني قوانين اجتثاث البعث وحل القوات المسلحة وتقويض مؤسسات الدولة العراقية.
إن الاحتلال وقيادته السياسية العليا وقواته وسلطاته على أرض العراق المحتل وكذلك أحزاب وشخوص مجلس الحكم العميل هم أهداف مشروعة للمقاومة والشعب، والتعامل القتالي معهم مستمر، وهم مستهدفون بسب الاحتلال والتعاون معه أولا، وبسبب كل ما نشاء وينشأ عن الاحتلال ثانيا بما في ذلك تعذيب و إهانة وقتل الأسرى العراقيين. أما المنظمة الدولية للصليب الأحمر فهي تفقد مصداقيتها في العراق ولدى العراقيين والإنسانية في هذه الحالة مثلما فقدت هيئة الأمم المتحدة مصداقيتها منذ أن فرضت حصارا جائرا على العراقيين قبل أربعة عشر سنة خلت.
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***

بيان قيادة قطر العراق في الثالث عشر من أيار 2004
نفط العراق في صلب ستراتيجية البعث و المقاومة
أيها العراقيون الأباة،
يا أبناء الأمة العربية المجيدة،
أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
في مثل هذه الأيام قبل اثنان وثلاثون عاما وجه البعث والقيادة السياسية الوطنية في العراق إنذارا إلى شركات النفط الاحتكارية الغربية صاحبة الامتيازات المطلقة في العراق... وعاش العراقيون والإقليم والعالم (وبخاصة شركات النفط ومراكز القرار الإمبريالي) في بريطانيا والولايات المتحدة، على وقع خطوات البعث والقيادة العراقية الجادة والحازمة في تنفيذ إنذارها. ولقد راهن الكثيرون ومن بينهم دول شركات النفط الاحتكارية و أنظمة (نواطير النفط في الجزيرة والخليج العربيين) وأحزاب شيوعية عربية على تردد البعث أو تراجعه بتنفيذ ما ورد في إنذاره. وقبل انتهاء مساء الأول من حزيران 1972 كان قرار التأميم الخالد وكما وعد البعث وتعهد، قد صدر وفقا لخطة مدروسة، وعلى سياق تحدي سياسي واقتصادي وأمني، عاشه البعث وعاشه شعب العراق وانجحا سوية الإنجاز الوطني والقومي والتقدمي. لقد كان تاريخ الأول من حزيران للعام 1972 حدا فاصلا ومنطلقا واعدا وتحديا مستمرا... رسمه و أطلقه وعضده البعث... نقل به ومن خلاله العراق إلى آفاق التنمية الاجتماعية-الاقتصادية، والاستقلال الوطني الحقيقي، والمشاركة القومية والإنسانية للأشقاء والأصدقاء، وبناء القوة والمنعة، وتحديد وصيانة الهوية الوطنية والقومية للنفط العراقي.
لقد كانت معركة تأميم النفط العراقي التي خاضها البعث وفقا لعقيدته القومية والاشتراكية، وتطبيقا لسيساته الاجتماعية والاقتصادية والدفاعية، وتأكيدا لتطلعاته الستراتيجية المرسومة على مدى الزمن الأتي، معركة التحدي في سياقات الصراع غير المحسوم مع قوى التخلف الديني والرجعية العربية والإمبريالية العالمية والصهيونية العنصرية. هذه حقيقة لا يمكن الآن إنكارها بعد تطورات الصراع غير المحسوم، والاستهداف الإمبريالي الأمريكي المدبر باحتلال العراق والسلب المسلح لنفطه، وبتواطؤ ومشاركة قوى التخلف الديني والرجعية العربية و»إسرائيل« الصهيونية. وهنا لابد لنا من أن نؤشر:
النفط العراقي ذو الهوية الوطنية والقومية المستقلة في قلب الصراع كان ولا يزال وسيبقى:
فمعركة تأميم نفط العراق وما تلاها كانت نقاط تماس "صراعي" مع إيران الشاهنشاهية وموقعها كشرطي للخليج وفقا لرغبة ومصلحة الإمبريالية الأمريكية بعد فشل ثورة مصدق.
وكانت نقطة خلاف وتقابل سياسي مع أنظمة الجزيرة والخليج الرجعية وبخاصة نظام السعودية في مجالات الإنتاج والتسعير ودور منظمة أوبك.
وكانت نقاط تقابل سياسي في معركة استقلال القرار والرؤية السياسية لمسارح الحرب الباردة في ظل القطبية الثنائية سواء في حالة الصراع بشبه القارة الهندية، أو الموقف من تداعيات وارتدادات الفشل السعودي بإقامة الحلف الإسلامي، أو الموقف من الثورة الشيوعية في أفغانستان وما تلاها من دور داعم للولايات المتحدة (ومجاهديها) من قبل أنظمة الجزيرة والخليج العربيين.
وكانت نقاط جذب متضادة باتجاه تأكيد وتبني أنظمة عربية محدودة الموارد للمواقف القومية المطلوبة بعد حرب تشرين وما تلاها من تسويات... وخروج مصر من الصراع العربي الصهيوني.
وكانت في قلب الصراع العسكري مع مخططات إيران الخمينية ومشروعها الاحتلالي الذي لازال ماثلا على أرض العرب بتمسكها باحتلال الجزر التابعة لدولة نفطية خليجية عربية متحالفة ومساندة للولايات المتحدة الأمريكية في عدوانها واحتلالها للعراق حاليا، وفي تمكين الولايات المتحدة من الهيمنة على نفط الخليج سابقا.
النفط العراقي ذو الهوية الوطنية والقومية المستقلة والتنموي الاستهداف والمستغل في بناء القاعدة العلمية والصناعية والتقنية كان واستمر:
وسيلة وهدف الصراع والتحدي، الذي خاضه و تبناه العراق وفقا لستراتيجية البعث في إحداث التقدم التقني والصناعي، والإمساك بناصية العلم التطبيقي في مجالات الصناعة والتطوير والصناعة الدفاعية المشروعة.
هدف الإمبريالية الأمريكية في مسعاها لتطويق واحتواء وضرب العراق وقيادته السياسية ومنهاجها التنموي المستقل والمعتمد على النفس أولا، بما استخدمته الإمبريالية الأمريكية وكالة من خلال التمرد الكردي الرجعي في شمال العراق، أو دور نظام آل صباح المدبر في الكويت بالخفض المتعمد لأسعار النفط من خلال إغراق السوق بعد حسم العراق لمعركته مع الخمينية في إيران.
هدف الإمبريالية الأمريكية في مرحلة تالية بعد خفض الأسعار، من خلال تصميم قرارات أممية طبقت لمدة ثلاثة عشر عاما وفقا لذرائع كاذبة، استهدفت حصار النفط العراقي طالما كانت هويته السياسية مستقلة ووطنية وقومية وتنموية... ومحاولة أمريكية (فاشلة) بجعله وسيلة لتجويع الشعب أثناء الحصار الظالم. وفي التدبير البعثي المقابل...كان النفط ذاته وسيلة القيادة السياسية والإنجاز البعثي المميز في الصمود والتحدي، وفقا لميزات أعطاها البعث للنفط الوطني المتراكمة عوائده للبناء والصمود والتطوير في داخل القطر العراقي أولا وقبل كل شيء، فأفشل مخطط التجويع وأجبر الولايات المتحدة على قبول شروط العراق التطبيقية في مذكرة التفاهم أولا و وأد القرار الأممي 1284 ثانيا.
النفط العراقي المحتل وموضع السطو الأمريكي المسلح، موضع الاستهداف المشروع في سياق عمل المقاومة المسلحة لتحرير العراق ودحر الاحتلال:
كون النفط العراقي جزاء لا يتجزأ من الوطن العراقي المحتل، وكونه هدفا ستراتيجيا كان عصيّا على الهيمنة الإمبريالية الأمريكية منذ قرار التأميم الخالد في الأول من حزيران 1972، فأنه كان ضمن اعتبارات الدفاع الوطني الممكنة عن العراق في مرحلة العدوان، واصبح ضمن ستراتيجية الاستهداف في عمل المقاومة العراقية المسلحة، وفقا لمنهاجها السياسي والستراتيجي، ومتضمنا في خارطة الاستهداف المشروعة في سياق جهد المقاومة المسلحة التعرضي والقتالي. وهكذا كان منذ الشروع بالمقاومة أن تم التعرض ولا يزال مستمرا على منشآت الاستخراج وخطوط النقل ومنافذ ومصبات التحميل داخل القطر العراقي.
و إذا كان الاحتلال يعوّل على احتلاله وسيطرته وسطوه المسلح لنفط العراق في تعويض خسائره المادية الهائلة، بفعل العدوان وبفعل المقاومة المسلحة المستمرة والمتصاعدة، فأنه سيكون خائبا وخاسرا، حيث أن التصميم بعدم تمكينه من ذلك موازيا ومرتبطا بتصميم البعث وقيادة المقاومة والتحرير على دحره وتحرير العراق.
فمعركة عدم تمكين الاحتلال من نفط العراق جزء من معركة تحرير العراق، وبالتالي فمشروعية تبني الأساليب والصيغ القتالية وغيرها في سبيل تحقيق هذا المسعى... مفتوحة على كل ما هو ميسر الآن أو في المستقبل. وتصعيد وتطور المقاومة المسلحة إنما يشمل بالضرورة التطبيقات الممكنة عسكريا وفنيا في استهداف عدم تمكين الاحتلال من سرقة نفط العراق والتصرف بعوائده تحت أي مسمى وضمن أي ترتيب مع أي طرف عراقي أو أممي.
وفي هذا السياق يكون المتعاونين مع الاحتلال من موظفين أو تجار أو وسطاء عراقيين أو غيرهم عربا وغير عرب، مرصودين ومستهدفين وبتصميم غير مرتد.
وبدون الحاجة لأية تحذيرات مسبقة في الزمن الأتي، يكون على من تم التطرق لهم في أعلاه أن يراجعوا مواقفهم، وعلى الموظفين والفنيين والمهندسين في مواقع الاستخراج وعلى امتداد خطوط النقل وفي منافذ ومصبات التحميل ودوائر ومقرات القطاع النفطي الشروع بتعليق عملهم وترك وظائفهم، والقيام بدورهم المقاوم بالتداخل الإداري والفني بعدم تمكين الاحتلال من سرقة نفط العراق.
النفط العراقي سيكون عاملا فاعلا في تعثر وفشل المشروع الإمبريالي الأمريكي في العراق والإقليم والعالم:
مع تسارع وتعمق مأزق الاحتلال بفعل المقاومة العراقية المسلحة، ونهجها القتالي المدبر والمحسوب على سلم الزمن المحدود والمتاح للإدارة الأمريكية المعتدية، يكون مسعى الاحتلال في مواجهة استحقاقات الانتخابات الرئاسية الأمريكية الآزفة مرتبط بمأزقه العراقي بشكل مباشر، وعلية سيكون جهده فاشلا بإحداث المزاوجة بين تحسين الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة وارتباطه بسوق الطاقة العالمي من حيث تخفيض وضبط أسعار النفط.
ومسعى الإدارة الأمريكية باستخدام دور النظام السعودي التقليدي المتآمر في منظمة أوبك، بزيادة المعروض بفعل زيادة التصدير للنفط السعودي، وتحطيم نظام الحصص وحدوده المتفق عليها بين الأعضاء قبل موعد الانتخابات، على أمل إحداث خفض بالسعر، سيكون محفوفا بالمخاطر وغير مضمون النتائج بفعل حالة التأزم والانفلات الأمني المعاشة والمتوقعة في الإقليم والسعودية بشكل خاص. ومع اتساع دور المعارضة في السعودية وترجمته عسكريا في العديد من الحالات، يكون القطاع النفطي السعودي حساسا تجاه أية مخاطر من انفتاح واتساع المعارضة بطابعها العسكري المعاش حاليا في منطقتي نجد والحجاز والمتوقع في منطقة الاحساء.
ومع قدوم موعد اجتماع قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في الثامن من حزيران القادم، تكون الإدارة الأمريكية أمام استحقاق دولي للدفاع عن مجمل سياستها التجارية والنقدية والمالية، بما في ذلك فقدانها السيطرة على اتجاهات أسعار النفط التصاعدية رغم هيمنتها على نفط الخليج واحتلالها العسكري وسطوها المسلح على نفط العراق. مثلما تكون أيضا أمام استحقاقاتها عن فشل حربها الدولية على "الإرهاب" والتي كلفت وتكلف الدول الصناعية الكبرى مبالغا باهضة دونما نتيجة... فالإرهاب قد استهدف واستوطن تلك الدول و أصبحت تستشعره أكثر من أي وقت مضى.
وقد يحتم مأزق الولايات المتحدة المعاش حاليا في العراق والإقليم وضغوطه الفاعلة على مستويات أسعار النفط، بارتكابها لفعل ما يستهدف النفط الأقرب أليها في فنزويلا بالذات ، سواء عن طريق الغزو أو الانقلاب العسكري واستقدام المرتزقة لذلك.
هكذا وضع البعث نفط العراق في صلب ستراتجيته الاقتصادية و التنموية، وحدد هوية النفط وطنيا عراقيا عربيا يخدم مصالح العراق و الأمة السياسية والأخرى، ويعزز من علاقات العراق والعرب مع الغير على قاعدة المصلحة المتبادلة... وهكذا يضع البعث وقيادة المقاومة والتحرير نفط العراق في منهاج المقاومة السياسي والستراتيجي، في سعيهما القتالي لتحرير العراق وطرد الاحتلال.
جهاز الإعلام السياسي والنسر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في الخامس والعشرين من أيار 2004
البعث والمقاومة يديران الصراع ويثبتان الإدارة الأمريكية في مأزقها المتسارع
أيها العراقيون الأباة،
يا أبناء الأمة العربية المجيدة،
أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
لا يشكل تاريخ الثلاثين من حزيران القادم استحقاقا فعليا للبعث والمقاومة العراقية المسلحة »الطرف الشرعي المقابل للاحتلال وواقعه ومخططاته«، فهذا التاريخ حدد من قبل الإدارة الأمريكية في جهدها الخائب لإدارة أزمتها المتعمقة والمتسارعة في العراق.. والتي وضعتها فيه ستراتيجية البعث المرسومة في إدارة الصراع »العسكري« مع الاحتلال الأمريكي للعراق، عندما أعلن الرفيق الأمين العام أمين سر قطر العراق رئيس الجمهورية المناضل صدام حسين أن العراق قد دخل مرحلة الاحتلال وشرع البعث في مرحلة المقاومة المسلحة وذلك في خطابه المسجل في التاسع من نيسان 2003، والذي بث في وقت لاحق. وهذا الاستحقاق الآزف على الاحتلال وإدارته السياسية كان قد حدد في واشنطن ومن قبل الإدارة الجمهورية الحالية... وفقا لاستحقاقات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي وبفعل المقاومة العراقية المسلحة التي ضيقت والى حد كبير، مساحات التحرك للإدارة الأمريكية الحالية في استثمار أي نقاط فوز عسكرية أمريكية أعقبت الاحتلال، بحيث أن المقاومة قد حولتها إلى إنجازات تكتيكية آنية ولدت تحديات ميدانية مضافة وأكثر تعقيدا على الصعيدين التعبوي والسوّقي، وعمقت أكثر من أزمة الاحتلال العسكرية والسياسية والمالية والعقيدية المتسارعة في العراق. وعلى هذا الأساس يكون البعث في إدارة صراعه مع الإمبريالية الأمريكية كقوة احتلال عسكري في العراق، قد حرم الإدارة الأمريكية من إمكانية تقابلها في إدارة صراع عسكري مفتوح تتمتع فيه بمزايا القوة العسكرية الأعظم في العالم، وتفرض برنامجها الزمني في إدارة وحسم الصراع... لقد جعل البعث من الإدارة الأمريكية عندما دبر وتبنى وأطلق بشكل فوري المقاومة المسلحة وفقا لستراتيجية الاستمرار والمطاولة في الصراع غير المحسوم ... جعل من تلك الإدارة طرفا مقابلا تدير أزمتها المتسارعة وفقا لمدى زمني محدود في حسم صراع غير محسوم تاريخيا. وبذلك فرض البعث نفسه طرفا يدير الصراع المفتوح وفقا لإرادته هو، وعلى مدى زمني ممتد، بفعل الاستهداف الستراتيجي بطرد الاحتلال وتحرير العراق، في مواجهة الإدارة الأمريكية كطرف يدير أزمته المتعمقة والمتسارعة، على مدى زمني محدود وضيق، باستحقاق الانتخابات الرئاسية القادمة. نسوق هذا الاستهلال مدخلا لنتعرض إلى ما هو قادم في هذا الصراع المفتوح الذي يديره حزب البعث العربي الاشتراكي على ساحة القطر العراقي المحتل.
وعندما طرح الرئيس الأمريكي بوش الابن في خطابه في الكلية العسكرية في بنسلفانيا فجر هذا اليوم (الخامس والعشرون من أيار) »خطته الستراتيجية لنقل السلطة« في العراق المحتل المتزامنة مع مشروع قرار مقدم لمجلس الأمن، فأنه قد أكد على أن البعث والمقاومة العراقية المسلحة قد وضعاه في موقع إدارة الأزمة، وليس إدارة الصراع، وحرماه من موقع التقابل معهما في إدارة الصراع المفتوح على زمن يتطلبه طرد الاحتلال وتحرير العراق، وبذلك أصبح زمام المبادرة خارج سيطرة الاحتلال وإدارته السياسية، أي خارج سيطرة الإدارة الأمريكية الحالية صاحبة المشروع الكوني المجدد في العقيدة الإمبريالية. وبمعنى أدق، يكون البعث والمقاومة العراقية المسلحة في إدارتهما المتفردة للصراع على أرض العراق المحتل، قد أدارا نيابة عن الإنسانية كلها، الصراع بمداه الكوني، مع المشروع الإمبريالي الأمريكي المجدد.. والمبني على تفرد الولايات المتحدة بالقوة الأعظم والاقتصاد الأكبر والتقنية الأعقد والقطب الأوحد.
حدود مبدأ التقابل:
نجح البعث بتدبيره وقيادته و إطلاقه المبكر- الفوري للمقاومة المسلحة، في تحجيم وتعطيل الاستهداف الأمريكي في تحديد الطرف العراقي المقابل والمتفق مع سياسيات وبرامج ومشاريع الاحتلال كطرف شرعي. وعلى هذا الأساس وجد الاحتلال نفسه في مواجهة المقاومة العسكرية المسلحة، وليس في مقابلة طرف عراقي سياسي يشكل إحلالا للسلطة الدستورية العراقية التي أزالها الاحتلال ودمر هياكل الدولة العراقية ومؤسساتها... وتصرف وفق ما تنطبق عليه التعديلات المدخلة على اتفاقيات جنيف في العام 1989حيث تكون القوات المحتلة والتي تسقط الحكومة الشرعية الدستورية في البلد المحتل قوات مرتزقة لا يعترف بما أقامته أو تقيمه مكان السلطة الدستورية في البلد المحتل. وعليه طلبت الولايات المتحدة من الأمم المتحدة شرعنة الاحتلال وتم إصدار القرار (1483) وتلاه القرار (1511). وبذلك ومن منطلق قانوني وشرعي تكون خطة الولايات المتحدة بنقل السلطة واحدة من تأطيرات منبثقة عن إعمال وتطبيق مبدأ »سوفا« SOFA (Status of Force Agreement) . حيث يبقى الاحتلال وتبقى شرعية المقاومة المسلحة وتبقى عدم شرعية الإحلال للسلطة الدستورية المسقطة بفعل الاحتلال العسكري الخارجي.
وفي سياق الفشل في تحديد الطرف المقابل الزم الاحتلال نفسه ببرامج وتوقيتات تمخض عنها تعيين وتشكيل »مجلس الحكم العميل« و إصدار »قانون إدارة الدولة المؤقت« وتحديد الثلاثين من حزيران 2004 موعدا »لنقل السلطة والإنهاء القانوني للاحتلال«. وهنا أثبتت التجربة العملية أن ما ألزمت به الولايات المتحدة نفسها ومعها إدارة الاحتلال لم ينجح بتحديد أو تفعيل الطرف العراقي المقابل وفقا لذلك الإلزام.. وكان الطرف المقابل هو الطرف المقاوم عسكريا للاحتلال، والذي افشل برامج وتوقيتات المحتل من خلال منطلقه الستراتيجي والسياسي الواضح الذي شكل منهاجا للمقاومة العراقية المسلحة المستهدفة »طرد الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحدا ووطنا لكل العراقيين«.
انفتاح مبدأ المقاومة المسلحة:
في مواجهة محدودية مبدأ التقابل كما لخص في أعلاه، يكون انفتاح مبدأ المقاومة المسلحة شرعيا وفاعلا وغير مرتد أو مجتزأ. وهذا المبدأ يحكمه ويتبناه الطرف الشرعي المقابل للاحتلال غير الشرعي... وهو غير مرتهن أو مرتبط بمديات زمنية أو عملياتية محددة.. وهو منفتح على المدى الزمني المطلوب لطرد الاحتلال وتحرير العراق، حيث يكون الاستحقاق النهائي والأوحد. هذا المبدأ الفاعل في العراق المحتل له منظوره الستراتيجي والسياسي الذي يوجه في مسار المقاومة المسلحة ويحدد خارطة الاستهداف والمستهدفين وصيغ المواجهة العسكرية والأخرى وتكتيكات الاشتباك وتوقيتات الفعل التعرضي. لهذا المبدأ نموذجه العملي الحركي وتطويراته المستحدثة في مواجهة السياقات السياسية والعسكرية والفنية للطرف المحتل وبرامجه وتوقيتاته وصيغه ومسمياته.
إن تبني البعث وقيادة المقاومة والتحرير مبدأ انفتاح المقاومة المسلحة وتفعيله مكن وسيمكن من التعامل المطلوب مع المعطيات الحالية والمقبلة، السياسية والعسكرية والقانونية والأخرى للاحتلال، بما في ذلك استحقاق قانوني سياسي (في الثلاثين من حزيران القادم) الزم المحتل نفسه به لاعتبارات المقاومة المتصاعدة واستحقاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية. أن ما سيتمخض عن هذا الاستحقاق سوف لن يكون خارج الاحتلال وواقعه وصيغه وإفرازاته، أي أن :
1-الهيئة الرئاسية والحكومة الانتقالية »بمؤسساتها وشخوصها« هي أهداف شرعية للمقاومة المسلحة وبغض النظر عمن سمى ونسب أولئك الشخوص وعينهم.
2-شخوص »مجلس الحكم العميل« المستنفذ، بما فيهم الذين سيخرجون من مناصبهم، سوف يبقون أهدافا مشروعة للمقاومة تقتص منهم لفعلهم الخياني للعراق وتعاونهم مع المحتل.
3-الهيئات الخارجية وتحت أية مسميات أو عناوين والتي ستتواجد في العراق بفعل تطبيقات »نقل السلطة« سوف تكون غير شرعية ومساوية للاحتلال وحكومته المعينة.
4-القوات العسكرية الأجنبية تحت أية مسميات ووفقا لأية قرارات دولية أو إقليمية أو تلك الصادرة عن الحكومة المعينة، سوف تعامل معاملة قوات الاحتلال بغض النظر عن تواجدها في أية بقعة عراقية أو أي سبب وظيفي مناط بها.
5-القرارات الأممية التي ستصدر وفقا لاستحقاق الثلاثين من حزيران 2004 سوف تكون مكملة من حيث الشرعية القانونية لقرارات منح الشرعية للاحتلال المرفوضة من الشعب العراقي والمقاومة، وهي لن تشكل للمقاومة والشعب العراقي قرارات ملزمة وشرعية، وما ينشاْ عنها أو يستقدم من قوات بموجبها لا يعفيها من التعامل كقوات احتلال.
6-الاتفاقيات والمعاهدات السياسية والأمنية وغيرها التي ستعقدها الحكومة المعينة سوف لن تكون شرعية، وما ينشأ عنها أو يفرض على العراقيين بموجبها، يعامل على ارض العراق معاملة المحتل وأهدافه المشروعة.
هكذا طبق البعث والمقاومة المسلحة وسيطبقان شرعية مبدأ انفتاح المقاومة المسلحة في العراق قبل وبعد الثلاثين من حزيران القادم.
جهاز الأعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
***
بيان قيادة قطر العراق في الثالث من حزيران/ يونيو 2004م
صيغة الاحتلال المجددة و موجبات تطبيق مبدأ انفتاح المقاومة المسلحة
أيها العراقيون الأباة،
يا أبناء الأمة العربية المجيدة،
أيها الرفاق البعثيون وأيها المقاومون المجاهدون،
كان البعث والمقاومة العراقية المسلحة قد أكدا في بيان الحزب السابق الصادر في الخامس والعشرين من أيار الفائت، أن تاريخ الثلاثين من حزيران الحالي لا يشكل أي استحقاق فعلي في سياق الجهد المقاوم... ومع فرض صيغة احتلالية جديدة مرتبطة بهذا التاريخ الذي يشكل استحقاقا للاحتلال الأمريكي في تسارع وتعمق مأزقه المعاش والذي وضعته فيه وبإحكام المقاومة العراقية المسلحة، يكون الاحتلال قد حاول واهما أن يأتي بصيغة احتلالية مبنية سياسيا على »مبدأ نقل السلطة«... وتوجيه القرارات »السيادية« للسلطة العميلة بما يحقق استمرارا وتواجدا »مؤملا« لقواته تحت مسميات »غير احتلالية«، في الوقت الذي يضمن فيه استمرار وتشريع الاحتلال. والاحتلال الأمريكي في سعيه الموازي و المحموم لفرض أو تمرير قرار أممي يبدل من عنوان تواجده العسكري الاحتلالي في العراق ويدوّل وتحت قيادته هذا التواجد، فانه، أي الاحتلال، يفرز واقعا سياسيا و إداريا يشكل في تخمينه الطرف العراقي المقابل الذي سيطبق »السيادة العراقية الوهمية «في التعاقد الإذعاني مع الولايات المتحدة للاستمرار بالاحتلال وتفعيل ممارسة السطو المسلح على موارد العراق وثروته النفطية من جهة، واستغلال هذا الواقع السياسي والإداري المؤقت باستخدامه التجريبي من خلال ممارسته »للسيادة الوهمية« كجدار للصد في مواجهة المقاومة العراقية المسلحة من جهة أخرى.
وفي سياق خلق و تطبيق الصيغة الاحتلالية الجديدة الموصوفة أعلاه، كان إعلان تعيين »تشكيلة وزارية« وتسمية عميل محترف عمومي للمخابرات الأمريكية والبريطانية والأردنية كرئيس لهذه التشكيلة، و ألحق ذلك بتعيين »هيئة رئاسية «من ثلاثة عملاء شركاء في الخيانة ومتوزعي المرجعيات وفقا لأسس طائفية و اثنيه، وليست وطنية عراقية في كل الأحوال. وفي مجال تشخيص وتحليل ما تم منذ تعيين »مجلس الحكم العميل «المنحل وحتى اللحظة، يمكن لنا أن نؤكد ما يلي:
1-لا تعدو تعينات »الهيئة الرئاسية« و»الوزارة الانتقالية« عن كونها مرحلة تجريبية آنية ومستنفذة.. في سعي الاحتلال الخائب للخروج من مأزقه المتعمق والمتسارع، في مواجهته العسكرية مع البعث والمقاومة العراقية المسلحة.
2-وكون صيغ الاحتلال السياسية والإدارية هي مراحل تجريبية آنية مستنفذة.. يكون شخوص تلك الصيغ بمراحلها الموصوفة مستنفذين أيضا، فهم بالأساس مستنفذين وطنيا وأخلاقيا بخيانتهم للوطن وتسهيل احتلاله، وهم في عرف وتجربة الاحتلال مستنفذين وفقا لمتطلبات المرحلة وسعي الاحتلال في مواجهته لمأزقه.
3-وكون الاحتلال قد أستند وبرر للغزو على ذرائع مرتدة، وهو في الحقيقة كان يسعى لتطبيق مشروعه الإمبريالي الكوني العقيدي – السياسي – الاقتصادي في العراق ابتداء، فأنه ومع تعثر وفشل هذا المشروع الجمعي على أرض العراق وبفعل مقاومة العراقيين المسلحة، يكون لمكونات هذا المشروع الفرعية، بما فيها أولا العملاء والخونة العراقيين وتحت أي مسمى أو وفقا لأية صيغة، حتمية الاستنفاذ والفناء.
4-ومع نجاح المقاومة العراقية المسلحة.. ووفقا لتبنيها منهاجا سياسيا وستراتيجيا متكاملا وتفصيليا شخص واقع الاحتلال وإفرازاته وصيغه.. وتحسب وهيأ ودبر للتعامل مع تطورات ذلك الواقع الاحتلالي، بما فيها مكوناته العراقية العميلة والخائنة.. وحدد ووصف خارطة الأهداف والمستهدفين.. وتعامل قتاليا مع تلك الأهداف وأولئك المستهدفين، يكون فعل الاستنفاذ لصيغ الاحتلال وإفرازاته مؤسسا على حق التعامل القتالي المشروع للمقاومة الوطنية مع الخونة والعملاء وإفرازات الاحتلال وصيغه السياسية والأخرى.
وعندما حدد البعث وحددت المقاومة العراقية المسلحة حدود مبدأ التقابل مع الاحتلال بالمقاومة المسلحة.. ودمجا صيغ وإفرازات الاحتلال وشخوصه العراقية بالاحتلال نفسه، وعلى قاعدة الاستهداف العسكري المشروع، يصبح فعليا للبعث والمقاومة العراقية المسلحة منظورهما الستراتيجي والسياسي والعملياتي، في إعمال وتطبيق مبدأ انفتاح المقاومة المسلحة على أهداف لها »مسمياتها وهيأتها« المرتبطة بمرحلة الاحتلال الجديدة والتعجيل باستنفاذها صيغا وأشخاصا.
جهاز الإعلام السياسي والنشر حزب البعث العربي الاشتراكي
العراق في الثالث من حزيران 2004م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق